logo
لماذا لا تستطيع "أبل" نقل تصنيع الآيفون من الصين إلى الولايات المتحدة؟

لماذا لا تستطيع "أبل" نقل تصنيع الآيفون من الصين إلى الولايات المتحدة؟

النهار٢٩-٠٤-٢٠٢٥

على الرغم من رغبة إدارة ترامب في نقل تصنيع هواتف "آيفون" إلى الولايات المتحدة، فإن تحقيق هذا الهدف يصطدم بتعقيدات اقتصادية وتقنية عميقة. تجربة شركة "موتورولا" السابقة، التي أغلقت مصنعها في تكساس بعد عام واحد فقط بسبب التكاليف العالية وضعف المبيعات، توضح صعوبة تصنيع الهواتف الذكية في أميركا، وهو ما يسلّط الضوء على التحدّيات الجوهرية التي تواجه أيّ محاولة مماثلة.
لم تعد الصين مجرّد وجهة لتقليل تكاليف العمالة، بل أصبحت مركزاً عالمياً يتمتع بسرعة التنفيذ، والمرونة، والبنية التحتية المتطورة، وشبكات توريد معقّدة، بُنيت على مدار عقود. سلسلة توريد "أبل"، التي تشمل 187 مورّداً في 28 دولة، تعتمد على شبكة مترابطة، حيث تُنتج المكونات الدقيقة في بلدان مثل تايوان وكوريا الجنوبية واليابان، ثم تُجمع في الصين حيث تتوافر الخبرة والقدرة التصنيعية على نطاق ضخم. الصين اليوم توفر بيئة تصنيع متكاملة، بفضل تجمعات المورّدين القريبة والقدرة على التكيف السريع مع التغيرات في التصميم والإنتاج.
أقلّ من 5% من مكونات الآيفون تُصنع حالياً في الولايات المتحدة، مثل الغلاف الزجاجي والرقائق الأساسية، بينما يتمّ تصنيع الجزء الأكبر في الصين ودول آسيوية أخرى. نقل التصنيع إلى أميركا سيستلزم سنوات من الاستثمارات الضخمة في الأتمتة، البنية التحتية، وتدريب آلاف المهندسين المهرة؛ وهي متطلّبات يصعب تحقيقها في أفق زمنيّ قصير، كما أن مصانع مثل "فوكسكون"، التي تنتج أكثر من 50% من أجهزة "آيفون" العالمية، تعتمد على شبكات محلية من آلاف الموردين الصغار الذين سيكون من الصعب إعادة توطينهم جميعًا في الولايات المتحدة.
تعقيدات نقل تصنيع الآيفون من الصين إلى الولايات المتحدة
بنية الإنتاج المعقدة، مثل تصنيع هياكل الآيفون من الألمنيوم باستخدام آلات CNC المتخصصة، وتوريد البراغي الدقيقة، بالإضافة إلى الاعتماد على معادن نادرة تنتجها الصين مثل اللانثانوم والديسبروسيوم، يجعل نقل الإنتاج عملية شبه مستحيلة في الأمد القصير. كذلك، فإن شركة TSMC، وهي المزوّد الرئيسي لمعالجات آبل، تعتمد بشكل رئيسيّ على منشآت موجودة في تايوان وكوريا. ورغم بدء إنشاء مصنع في أريزونا، فإن الإنتاج بكميات كبيرة ما يزال بعيداً.
"أبل" بدأت بالفعل بتنويع سلاسل توريدها، مع نقل جزء من الإنتاج إلى الهند، التي توفر حوافز حكومية، تكاليف منخفضة، وسوقاً استهلاكية كبيرة. تشير التقديرات إلى أن نحو 20% من إنتاج الآيفون العالمي سيتمّ تجميعه في الهند هذا العام، مع توقّع نقل تجميع جميع أجهزة الآيفون المخصصة للسوق الأميركية إلى الهند قريباً. ورغم ذلك، فإن العديد من المكونات لا تزال تُستورد من الصين والدول الآسيوية الأخرى، مما يعكس الصعوبة في بناء منظومة إنتاج مكتفية ذاتياً.
في ظل النزاعات التجارية، تواصل "أبل" استراتيجيتها في توزيع المخاطر عبر التوسّع إلى دول أخرى مثل فيتنام والبرازيل. لكن إعادة بناء منظومة التصنيع خارج الصين بالكامل، سواء في أميركا أم في غيرها، ستتطلب وقتاً طويلاً واستثمارات ضخمة وتغييرات جذرية في سلاسل التوريد العالمية.
بالتالي، فإن نقل تصنيع الآيفون إلى الولايات المتحدة، رغم كونه هدفاً سياسياً مرغوباً، يظل غير عملي في المستقبل المنظور بسبب تعقيدات سلسلة الإمداد، التكاليف العالية، والاعتماد العميق على القدرات التصنيعية والبنية الصناعية المتطورة في الصين وآسيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجموعة "تايغر" تعلن مشروع "برج ترامب" في دمشق
مجموعة "تايغر" تعلن مشروع "برج ترامب" في دمشق

ليبانون ديبايت

timeمنذ 7 ساعات

  • ليبانون ديبايت

مجموعة "تايغر" تعلن مشروع "برج ترامب" في دمشق

خلال الأيام الماضية، انتشرت أنباء بين السوريين عن نية لإنشاء ناطحة سحاب باسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاصمة السورية دمشق. فبعد أيام من إعلان ترامب، من الرياض، رفع العقوبات عن سوريا استجابةً لطلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكدت مجموعة "تايغر" العقارية أنها تعتزم بالفعل إطلاق مشروع "برج ترامب" في دمشق، بحسب ما أفادت صحيفة "الغارديان". وقال رئيس المجموعة، وليد الزعبي، إن البرج سيكون مؤلفًا من 45 طابقًا، مع تكلفة محتملة تصل إلى 200 مليون دولار. وأوضح أن شركته ستطلق المشروع كرمز للسلام ورسالة بأن سوريا تستحق مستقبلًا أفضل، وفق تعبيره. وأشار الزعبي إلى أن الشركة تدرس حاليًا عدة مواقع محتملة للبناء في دمشق، وأن عدد الطوابق قد يزيد أو ينقص بحسب المخطط النهائي. وأضاف أن "تايغر" ستتقدم هذا الأسبوع بطلب رسمي للحصول على تصاريح البناء، مشيرًا إلى أنها تحتاج أيضًا إلى موافقة على استخدام علامة ترامب التجارية قبل اعتماد الاسم. وأكد أن عملية البناء قد تستغرق ثلاث سنوات بعد الحصول على الموافقات القانونية واتفاقية الامتياز. وأعلن الزعبي أنه التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في كانون الثاني، وناقشا المشروع خلال اللقاء. وقال إن كلمة "ترامب" ستكون محفورة بالذهب، لافتًا إلى أن البرج سيكون بمثابة نصب تذكاري لامع يهدف إلى إعادة سوريا، التي مزقتها الحرب، إلى الساحة الدولية. يُذكر أن سوريا كانت خاضعة لعقوبات أميركية منذ عام 1979، وقد تفاقمت هذه العقوبات بعد حملة القمع التي شنها الرئيس السابق بشار الأسد على المتظاهرين السلميين عام 2011. ورغم أن الفصائل العسكرية أطاحت بالأسد في كانون الأول، أبقت الولايات المتحدة على العقوبات المفروضة على البلاد. لكن الرئيس الأميركي أعلن، من العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي، رفع العقوبات عن سوريا بطلب من ولي العهد السعودي. ومع رفع العقوبات، بات من الممكن أن ينتقل مشروع "برج ترامب" إلى حيّز التنفيذ، إذ من المقرّر أن يتوجه الزعبي إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم الطلب الرسمي للحصول على التراخيص اللازمة.

تحسن نشاط الأعمال بأمريكا في مايو وتوقعات بتسارع التضخم
تحسن نشاط الأعمال بأمريكا في مايو وتوقعات بتسارع التضخم

صوت بيروت

timeمنذ 7 ساعات

  • صوت بيروت

تحسن نشاط الأعمال بأمريكا في مايو وتوقعات بتسارع التضخم

انتعش نشاط الأعمال في الولايات المتحدة في مايو أيار وسط هدنة في الحرب التجارية بين واشنطن والصين لكن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على السلع المستوردة رفعت الأسعار على الشركات والمستهلكين. وأشار استطلاع أجرته ستاندرد اند بورز جلوبال اليوم الخميس إلى احتمال تسارع التضخم في الأشهر المقبلة وتباطؤ سوق العمل، وهو تذكير بأن الركود التضخمي يظل يشكل خطرا على الاقتصاد على الرغم من الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب لتهدئة التوتر التجاري مع بكين. وكان تأخير عمليات التسليم في قطاع التصنيع هو الأطول في 31 شهرا بينما انخفضت صادرات الخدمات، بما يشمل إنفاق الزوار الأجانب في الولايات المتحدة، بأسرع وتيرة منذ عمليات الإغلاق عقب جائحة كوفيد-19 في أوائل 2020. وشهد قطاع السياحة انخفاضا حادا وتراجعت مبيعات تذاكر الطيران وحجوزات الفنادق منذ فرض ترامب قيودا صارمة على الهجرة وعبر مرارا عن رغبته في جعل كندا الولاية الأمريكية رقم 51 والسيطرة على غرينلاند. وارتفع مؤشر مديري المشتريات الأمريكي الصادر عن ستاندرد اند بورز جلوبال، والذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، إلى 52.1 نقطة هذا الشهر من 50.6 في أبريل نيسان. وتشير القراءة فوق 50 إلى نمو في القطاع الخاص. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع إلى 52.3 نقطة من 50.2 نقطة في الشهر الماضي. وتوقع اقتصاديون في استطلاع لرويترز انخفاض مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع إلى 50.1 نقطة. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 52.3 نقطة من 50.8 نقطة في أبريل نيسان. وكان الاقتصاديون توقعوا ثبات مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات. وأجري الاستطلاع في الفترة من 12 إلى 21 مايو أيار، بعد أن أعلن البيت الأبيض عن اتفاق لخفض الرسوم الجمركية على الواردات من الصين إلى 30 بالمئة من 145 بالمئة لمدة 90 يوما.

رئيس جنوب أفريقيا يتوجه إلى البيت الأبيض لإقناع ترامب بإبرام صفقات مع بلاده
رئيس جنوب أفريقيا يتوجه إلى البيت الأبيض لإقناع ترامب بإبرام صفقات مع بلاده

الميادين

timeمنذ 9 ساعات

  • الميادين

رئيس جنوب أفريقيا يتوجه إلى البيت الأبيض لإقناع ترامب بإبرام صفقات مع بلاده

يتوجه رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، إلى البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، لإقناع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإبرام صفقات مع بلاده. وقال رامافوزا في تصريح للتلفزيون الرسمي في جنوب أفريقيا قبل سفره إلى واشنطن للقاء الرئيس ترامب: "سواء أحببنا ذلك أم لا، فإننا مترابطون تماماً ونحتاج إلى التحدث معهم". ووفقاً لوكالة "رويترز"، يتوجه رامافوزا إلى اجتماعاته مع ترامب، المقرر أن تبدأ في الساعة 15.30 بتوقيت غرينتش، حاملاً عروضاً لصفقات تجارية وفرص استثمارية، ويرافقه وزراء وقطب السلع الفاخرة، يوهان روبرت، ولاعبا الغولف، إيرني إلس، وريتيف جوسن. اليوم 17:57 اليوم 15:33 وسيقف إلى جانب ترامب نائب الرئيس، جيه دي فانس، والملياردير، إيلون ماسك، وشخصيات بارزة من الحكومة الأميركية. وقال المتحدث باسم رامافوزا، لموقع "نيوز24" الإلكتروني في جنوب أفريقيا، إن "القضايا مختلفة، والقادة مختلفون". ومن المقرر أن يعرض رامافوزا على ترامب صفقة تجارية واسعة النطاق، بالإضافة إلى صفقات محددة مثل الوصول المعفى من الرسوم الجمركية لمركبات "تيسلا" الكهربائية التابعة لإيلون ماسك في مقابل قيام الشركة ببناء محطات الشحن، والترخيص المحتمل لشركة "ستارلينك". بدوره، قال وزير الزراعة، جون ستينهويسن، الذي يشارك في وفد رامافوزا، إنه يركز على "تأمين وتوسيع نطاق وصول المزارعين في جنوب أفريقيا إلى السوق الأميركية المعفاة من الرسوم الجمركية بموجب قانون النمو والفرصة في أفريقيا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store