logo
هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟

هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟

المنارمنذ يوم واحد

هناك نقص في احتياطات الدم في جميع أنحاء العالم. وحسب منظمة الصحة العالمية تواجه خدمات التبرع بالدم في العديد من البلدان تحديا يتمثل في توفير ما يكفي من الدم المأمون. وحسب الصليب الأحمر الألماني هناك حاجة إلى حوالي 112 مليون عملية تبرع بالدم في جميع أنحاء العالم سنويا وحسب الصليب الأحمر الألماني يمكن علاج ما يصل إلى ثلاثة أشخاص مصابين أو مصابين بأمراض خطيرة بتبرع واحد بالدم.
ومع ذلك فإن المتبرعين بالدم يتوزعون بشكل غير متساو: حيث يتم جمع 40 في المائة من الدم في البلدان ذات الدخل المرتفع حيث يعيش 16 في المائة فقط من سكان العالم. ولا يتم عادة تصدير احتياطي الدم من أوروبا على سبيل المثال إلى أفريقيا أو آسيا.
وحتى في البلدان ذات الدخل المرتفع هناك حاجة مستمرة لاحتياطات الدم. وفي كثير من الأحيان حتى المدفوعات النقدية أو الهدايا المغرية أو القسائم لا يمكنها في كثير من الأحيان إقناع عدد كاف من الناس بالتبرع بالدم. ففي ألمانيا وحدها هناك حاجة إلى حوالي 15,000 وحدة دم كل يوم.
الدم الحيواني ليس بديلا حتى الآن
إن فكرة استخدام الهندسة الوراثية لتعديل الدم الحيواني بحيث يمكن إعطاؤه للبشر كتبرع بالدم ممكنة نظريا ولكنها تنطوي على تحديات كبيرة. ويرجع ذلك إلى أن خلايا الدم الحمراء الحيوانية تختلف اختلافا كبيرا عن خلايا الدم الحمراء البشرية خاصة من حيث تركيبها السطحي.
يتعرف الجهاز المناعي البشري عموما على الدم الحيواني على أنه دم غريب ويرفضه. ولذلك يجب إزالة جميع المستضدات ذات الصلة من الناحية المناعية أو إدخال مستضدات بشرية فيها وهو أمر معقد للغاية. وهذا هو السبب في أن استخدام دم الحيوانات كمتبرع بالدم للبشر ليس واقعيا بعد.
البحث عن دم اصطناعي عالمي
في إطار البحث عن بدائل يتبع الباحثون في جميع أنحاء العالم أساليب مختلفة للغاية لإنتاج الدم الاصطناعي. على سبيل المثال يقوم الباحثون بتعديل خلايا الدم الجذعية بحيث يمكن لخلايا الدم الحمراء نقل المزيد من الأكسجين. أو أنهم يطورون إنزيمات يمكنها تحييد فصائل الدم لجعل الدم أكثر توافقا عالميا. كما يجري تطوير خلايا الدم الحمراء الاصطناعية التي لها عمر افتراضي أطول.
لكن تطوير الدم الاصطناعي لا يخلو من المخاطر. إذ يمكن أن تحدث تفاعلات مناعية إذا تفاعل الجسم مع الإنزيمات أو مكونات الدم الاصطناعي الغريبة وبالتالي تحصل هناك تفاعلات مهددة للحياة. لذلك يجب أن يؤدي الدم الاصطناعي جميع وظائف الدم الطبيعي وأن يكون قابلا للتطبيق عالميا.
أكثر مناهج البحث الواعدة
أصبحت بعض طرق إنتاج الدم الاصطناعي جاهزة تقريبا للاستخدام، بينما يحتاج البعض الآخر إلى مزيد من الاختبارات، بما في ذلك على البشر لضمان سلامة منتجات الدم الجديدة هذه:
1- التعديلات الجينية في خلايا الدم الحمراء
طوّر باحثون في جامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو طريقة جديدة باستخدام مقص الجينات CRISPR لتعديل بعض الخلايا الجذعية في نخاع العظم بحيث تنتج المزيد من صبغة الدم الحمراء (الهيموغلوبين). وهذا يمكّن خلايا الدم الحمراء من نقل المزيد من الأكسجين. ومع ذلك لا يمكن حتى الآن إنتاج سوى كميات صغيرة جدا بهذه الطريقة تبلغ حوالي 1 في المائة من التبرع بالدم العادي. ومع ذلك ونظرا لعدم وجود مضاعفات أو آثار جانبية فقد تم الترحيب بهذه النتائج باعتبارها إنجازا طبيا كبيرا.
2- تحييد فصيلة الدم بإنزيمات من بكتيريا الأمعاء
اكتشف علماء من الدنمارك والسويد إنزيمات من بكتيريا معوية يمكنها إزالة مواد معينة من خلايا الدم الحمراء. وتحدد مستضدات فصيلة الدم ABO هذه فصيلة الدم على سبيل المثال A أو B. إذا تمت إزالتها تصبح خلايا الدم من الفصيلة 0 والتي يمكن إعطاؤها لأي شخص تقريبا. ومع ذلك تبقى بقايا صغيرة في الدم والتي يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل تحسسية قوية لدى بعض الأشخاص. ويتمثل التحدي الكبير في إزالة ما يسمى بعامل ريسوس أيضا.
3- كويرات الدم الحمراء النانوية: خلايا الدم الحمراء الاصطناعية الصغيرة
يعمل باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية على بناء كويرات دم حمراء اصطناعية صغيرة جدا تعمل تماما مثل الكويرات الحقيقية. وعلى الرغم من أن حجم كويرات الدم الحمراء النانوية هذه لا يزيد عن عُشر حجم كويرات الدم الحمراء الحقيقية، إلا أنها لا تزال قادرة على نقل نفس كمية الأكسجين. وتتميز خلايا الدم الصغيرة هذه بمرونتها الشديدة ويمكنها أيضا أن تتدفق عبر الأوعية الدموية الضيقة. وبما أنها تدوم لفترة طويلة في درجة حرارة الغرفة فهي مثالية للاستخدام في حالات الطوارئ أو الكوارث.
ومع ذلك يجب ألا تؤدي خلايا الدم الاصطناعية تحت أي ظرف من الظروف إلى التكتل أو التجلط أو تحفيز ردود الفعل المناعية. بالإضافة إلى ذلك لا يمكن حتى الآن استنساخ كميات كافية من خلايا الدم الاصطناعية في المختبر. وبالتالي لا يمكن حتى الآن إثبات سلامتها وفعاليتها على نطاق واسع بشكل كاف.
4- التطبيقات العسكرية لتحسين الأداء
يدعم الجيش الأمريكي الأبحاث التي يتم فيها تحميل خلايا الدم الحمراء الطبيعية بجزيئات نانوية خاصة. ويهدف البرنامج البحثي للوكالة الأمريكية (وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة) المسمى 'مصنع خلايا الدم الحمراء' إلى مساعدة الجنود على التأقلم بشكل أفضل مع مستويات الأكسجين المنخفضة على سبيل المثال في المرتفعات العالية أو في درجات الحرارة أو البرودة الشديدة أو أثناء بذل مجهود كبير أو في وجود مسببات الأمراض أو الأمراض المتوطنة مثل الملاريا. ويبدو أنه يتم إجراء أبحاث مماثلة أيضا في الصين.
5- تحويل المخزون القديم إلى دم عالمي
في اليابان يقوم الباحثون في جامعة نارا الطبية باختبار حويصلات الهيموجلوبين الاصطناعي على البشر منذ مارس 2025. يتم الحصول على فقاعات الهيموجلوبين من احتياطي الدم القديم غير المستخدم. يمكن لهذه الحويصلات نقل الأكسجين بشكل جيد وهي مناسبة لكل فصائل الدم. نُشرت البيانات الأولى للتو في يونيو 2025 في مجلة الأعضاء الاصطناعية. وكان بعض الأشخاص الذين خضعوا للاختبار يعانون من حمى طفيفة لكن النتائج واعدة جدا لدرجة أن الباحثين يريدون أن يتم التصريح باستخدام هذه الطريقة اعتبارا من عام 2030.
وتتم متابعة كل هذه الأساليب الواعدة بأقصى سرعة. ولكن قد يستغرق الأمر سنوات قبل أن يتوفر الدم الاصطناعي بكميات كافية وبالسلامة اللازمة للاستخدام على نطاق واسع. وحتى ذلك الحين سيظل التبرع بالدم أمرا لا غنى عنه في طب نقل الدم.
المصدر: dw.com

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تُحارب شيخوخة الجلد... اكتشاف مركبات جديدة من بكتيريا مجرى الدم!
تُحارب شيخوخة الجلد... اكتشاف مركبات جديدة من بكتيريا مجرى الدم!

ليبانون 24

timeمنذ 7 ساعات

  • ليبانون 24

تُحارب شيخوخة الجلد... اكتشاف مركبات جديدة من بكتيريا مجرى الدم!

حدد فريق من الباحثين ثلاثة مركبات جديدة مستخلصة من بكتيريا تعيش في مجرى الدم ، والتي أظهرت خصائص مذهلة في مكافحة شيخوخة الجلد. تنتمي هذه المركبات إلى عائلة الإندول، وقد نجحت في تقليل الالتهابات وعلامات الشيخوخة في خلايا الجلد البشرية المزروعة في المختبر، مما يفتح المجال أمام تطوير علاجات ثورية لمكافحة التجاعيد وتلف الجلد. وبحسب االباحثين، فإن السلالة البكتيرية المسماة "باراكوكس سانغوينيس" (Paracoccus sanguinis) تفرز مجموعة من المواد الكيميائية المعروفة باسم "الإندولات" (indole)، والتي أظهرت في التجارب المعملية قدرة مذهلة على حماية خلايا الجلد من التلف. وقام الفريق البحثي بقيادة الدكتور تشونغ سوب كيم بزراعة كميات كبيرة من هذه البكتيريا في المختبر، ثم استخدموا تقنيات تحليلية متطورة لعزل وتحديد 12 مركبا مختلفا من "الإندولات"، كان ستة منها مجهولة تماما للعلماء من قبل. وعند اختبار هذه المركبات على خلايا جلد بشرية تعرضت لعوامل شيخوخة صناعية، لاحظ الباحثون أن ثلاثة مركبات - خاصة المركبين الجديدين - أظهرت فعالية استثنائية في تقليل الالتهاب وحماية الكولاجين. وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو آلية عمل هذه المركبات، حيث تعمل على مستويات متعددة لمحاربة شيخوخة الجلد. فهي لا تقلل فقط من مستويات أنواع الأكسجين التفاعلية المدمرة للخلايا، بل تخفض أيضا إنتاج البروتينات الالتهابية التي تسرع ظهور التجاعيد، كما تحمي ألياف الكولاجين من التلف الذي يؤدي إلى ترهل الجلد. وهذه النتائج تفتح الباب أمام إمكانية تطوير جيل جديد من مستحضرات العناية بالبشرة تعتمد على هذه المركبات الطبيعية التي ينتجها الجسم نفسه. وعلى الرغم من أن الطريق ما يزال طويلا قبل تحويل هذه الاكتشافات إلى منتجات تجارية، إلا أن الباحثين متفائلون بإمكانية استخدام هذه المركبات في المستقبل لتطوير علاجات أكثر فاعلية لمقاومة شيخوخة الجلد، مع آثار جانبية أقل مقارنة بالعلاجات الحالية. كما أن هذه الدراسة تبرز أهمية استكشاف الميكروبات التي تعيش داخل أجسامنا، والتي قد تخفي العديد من الأسرار الطبية الأخرى التي لم نكتشفها بعد.

وزير الصحة: نأمل عدم حصول تطورات سلبية
وزير الصحة: نأمل عدم حصول تطورات سلبية

ليبانون ديبايت

timeمنذ 17 ساعات

  • ليبانون ديبايت

وزير الصحة: نأمل عدم حصول تطورات سلبية

بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، وزّعت وزارة الصحة العامة أطقم جراحة الطوارئ للصدامات (Surgical Instrument Sets) على المستشفيات الحكومية، برعاية وحضور وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين. ويبلغ عدد الأطقم 33 طقمًا تشمل 330 مجموعة أدوات جراحية كاملة، من شأنها تعزيز قدرة المستشفيات على معالجة الصدمات وتقديم العلاجات الطارئة. تندرج هذه الخطوة ضمن جهود الوزارة لتعزيز الجهوزية، في إطار خطة الطوارئ التي أُعدت قبل العدوان الإسرائيلي الأخير، وتهدف إلى دعم استعداد المستشفيات الحكومية لأي طارئ، بالإضافة إلى تحسين مستوى خدمات الرعاية الصحية. وتُعد هذه الأطقم مكمّلة لمجموعات الطوارئ الأساسية الأخرى، مثل مجموعة الطوارئ الصحية المشتركة (IEHK)، ومجموعات علاج الحروق، ومجموعات الصحة الإنجابية. وقد تم تنفيذ المشروع بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وبدعم مالي من الحماية المدنية الأوروبية وعمليات المساعدات الإنسانية (ECHO)، وحكومة جمهورية كوريا، وصندوق الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة المركزي (CERF). وجرى التوزيع في وزارة الصحة العامة بحضور ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر، والمدير العام بالإنابة فادي سنان، ورئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات هشام فواز، وعدد من المديرين العامين ورؤساء مجالس إدارة المستشفيات الحكومية المستفيدة، إلى جانب ممثلين عن منظمات مانحة وجمعيات أهلية. وفي كلمته، شدد الوزير ناصر الدين على "الإيجابية التي يعكسها المشروع رغم الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان والمنطقة"، معتبرًا أنّ المستشفيات الحكومية تؤدّي دورًا محوريًا في الرعاية الصحية، لا سيما في الأزمات، حيث كانت دائمًا إلى جانب اللبنانيين في الصفوف الأمامية، وأثبتت أنها ركيزة أساسية في النظام الصحي اللبناني، إلى جانب القطاع الاستشفائي الخاص. وأشار إلى أن أطقم الجراحة الموزعة تُعدّ ذات أهمية متقدمة في الجراحات العامة وجراحات القلب والعظام، وستُوزّع على المستشفيات الحكومية بحسب إمكانات كل مستشفى وقدراته، بطريقة متوازنة ومدروسة وبكل شفافية. كما تناول الوزير ملفَي الدواء والاستشفاء، مشيرًا إلى تحسن تدريجي في التغطية الدوائية، في حين لا تزال التغطية الاستشفائية غير كافية، وقال: "النظام الصحي لا يمكن أن يكون سليمًا في ظل الموازنة الاستشفائية الحالية". وأضاف: "إما أن نحصل على دعم حقيقي للمستشفيات الحكومية في موازنة 2026، وإما أن نبقى في إطار الترقيع، وهو أمر غير صحي في المجال الصحي". وأكد أن المستشفيات التي أثبتت فعاليتها في الأزمات تحتاج إلى موازنات استشفاء منصفة تضمن استمرارية خدماتها. وأثنى الوزير على "الدعم النوعي الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية في تطوير الاستراتيجيات والخطط الصحية"، كما شكر الاتحاد الأوروبي وكوريا وصندوق الاستجابة للطوارئ على مساهماتهم في جعل المشروع ممكنًا واستمرار رسالة المستشفيات. وختم بالقول: "نأمل ألا تحصل تطورات سلبية في لبنان، لكن علينا أن نكون على جاهزية دائمة. المعدات الجراحية جزء أساسي من خطة الطوارئ، وسنعمل على تعميم إجراءات جديدة على المستشفيات ضمن هذه الخطة". من جهته، قال عبد الناصر أبو بكر إن المشروع "يتعدى توفير الإمدادات الطبية إلى تأمين الجهوزية، والشراكة، وحماية الحياة". وأوضح أن "منذ تصعيد الحرب في غزة في تشرين الأول 2023، وفي لبنان أواخر 2024، واجه النظام الصحي العام ضغطًا متزايدًا لعلاج إصابات الصدمات، حيث تم التعامل مع أكثر من 17,700 مصاب في مختلف أنحاء البلاد، خصوصًا في الجنوب وبيروت". وأكد أن وزارة الصحة وشركاءها، ومن ضمنهم منظمة الصحة العالمية، اتخذوا خطوات استباقية لضمان استجابة صحية فعّالة، من أبرزها نشر أطقم الجراحة الطارئة المصممة بدقة للمناطق المتضررة من النزاعات. وتُتيح كل مجموعة إجراء حتى 50 عملية جراحية كبرى، وتحتوي على أدوات تعقيم ومستلزمات أساسية، وهي قابلة للاستخدام في المستشفيات غير المعقمة أو المتضررة أو المثقلة بالأعباء. وأشار إلى أن هذه الإمدادات ساهمت في سد فجوة كبيرة، وأتاحت لفرق الجراحة والطوارئ أداء مهامها الدقيقة في أوقات حرجة. وشدد على التزام منظمة الصحة العالمية بـ: _تجديد أطقم الجراحة بانتظام وتوزيعها مسبقًا في المناطق عالية الخطورة. _توسيع تدريبات الطواقم الطبية على استخدام هذه المجموعات. _دمج رعاية الصدمات بشكل أوسع في بروتوكولات الاستجابة الوطنية للطوارئ. وأنهى حديثه بالتأكيد على التزام المنظمة بأن يبقى النظام الصحي في لبنان قويًا وجاهزًا لتقديم الخدمات للمحتاجين. وكان هشام فواز قد قدّم عرضًا تقنيًا لخطة الطوارئ الموضوعة قبل الحرب الأخيرة، والتي مكّنت الوزارة من تلبية متطلبات الطوارئ والنزوح، من خلال مركز طوارئ الصحة العامة، ووجّه الشكر لمنظمة الصحة العالمية وسائر الشركاء، مشيرًا إلى أن لبنان يعاني غالبًا من تداعيات الأزمات الإقليمية ويقع في منطقة شديدة التوتر.

بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية "الصحة" توزع أدوات جراحية طارئة لدعم المستشفيات الحكومية
بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية "الصحة" توزع أدوات جراحية طارئة لدعم المستشفيات الحكومية

المركزية

timeمنذ 18 ساعات

  • المركزية

بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية "الصحة" توزع أدوات جراحية طارئة لدعم المستشفيات الحكومية

وزعت الوزارة بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية "أطقم جراحة الطوارئ للصدامات على المستشفيات الحكومية" (Surgical Instrument Sets)، برعاية وحضور وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، ويبلغ عددها 33 وتشمل 330 مجموعة أدوات جراحية كاملة ستعزز قدرة المستشفيات على رعاية الصدمات وتقديم العلاجات الطارئة. يأتي ذلك في إطار مساعي الوزارة للمحافظة على الجهوزية في سياق استكمال خطة الطوارئ التي وضعت منذ ما قبل العدوان الإسرائيلي الأخير وذلك بهدف تعزيز جهوزية المستشفيات الحكومية وتأهبها لأي حالة طارئة إضافة لتعزيز خدمات الرعاية الصحية. وهي تكمل مجموعات الطوارئ الأساسية الأخرى مثل مجموعة الطوارئ الصحية المشتركة (IEHK)، ومجموعات علاج الحروق، ومجموعات الصحة الإنجابية. وينفذ المشروع بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وبتمويل من الحماية المدنية الأوروبية وعمليات المساعدات الإنسانية (ECHO)، وحكومة جمهورية كوريا، وصندوق الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة المركزي (CERF). وتم التوزيع في وزارة الصحة العامة بحضور ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر ومدير عام الوزارة بالإنابة فادي سنان رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة العامة هشام فواز وعدد من المدراء العامين ورؤساء مجالس الإدارة في المستشفيات الحكومية المستفيدة من المشروع إضافة إلى ممثلين لمنظمات مانحة وجمعيات أهلية. ولفت الوزير ناصر الدين في الكلمة التي ألقاها إلى "الإيجابية التي يعكسها هذا المشروع بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان والمنطقة، كونه يقدم حماية ووقاية من خلال المستشفيات الحكومية. وقال وزير الصحة العامة إن واقع المستشفيات الحكومية هو واقع صعب في وقت أن دور هذه المستشفيات أساسي في تقديم الرعاية الصحية للبنانيين خصوصًا في أوقات الأزمات حيث بقيت في الصف الأمامي إلى جانبهم، بحيث إنها أثبتت أنها ركن محوري في النظام الصحي اللبناني، إلى جانب القطاع الإستشفائي الخاص". أضاف: "إن أطقم الجراحة التي يتم تقديمها ترتدي أهمية طبية متقدمة في الجراحات العامة وجراحات القلب والعظم وتسهم في سد الحاجات الكبيرة للبنان، وسيتم توزيعها للمستشفيات الحكومية بحسب إمكانات كل مستشفى وقدراته، بطريقة متوازنة ومدروسة وبكل شفافية". وتناول ناصر الدين مسألتي الدواء والإستشفاء، فلفت إلى أن "التغطية الدوائية تتحسن تدريجًا، في حين أن التغطية الإستشفائية غير كافية، إذ لا يمكن أن يكون النظام الصحي سليمًا في ظل الموازنة الإستشفائية الحالية"، وقال: "إنني أرفع الصوت من أجل ميزانية الـ2026، فإما سيحصل دعم حقيقي للمستشفيات الحكومية لرفع كفاءتها وتحسين خدمتها وإلا سيكون الحل ترقيعا ومبدأ الترقيع في الصحة ليس صحيًا في الصحة. وتابع أن المستشفيات التي أثبتت دورها في الأزمات، تحتاج إلى موازنات استشفاء معقولة بما يؤمن لها حقوقها ويحفظ إمكانياتها في تقديم الرعاية اللازمة للمواطنين. وأمل ترجمة ذلك بالتجاوب من قبل الحكومة". ونوه وزير الصحة ب"الدعم الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية لتطوير استراتيجيات السياسات الصحية وخططها"، وأكد أن "دور المنظمة أساسي في هذا المجال، وكذلك في مختلف الأزمات المتتالية التي يشهدها لبنان". وشكر للمنظمة "هذا الدعم المستمر"، كما شكر للمانحين الآخرين "مساهماتهم ولا سيما الإتحاد الأوروبي وكوريا وصندوق الإستجابة المركزي للطوارئ الذين جعلوا هذا المشروع ممكنًا لاستمرار المستشفيات في أداء رسالتها النبيلة". وإذ أمل عدم حصول أي تطورات سلبية في لبنان، قال: "إن على وزارة الصحة العامة المحافظة على الجهوزية، والمعدات الجراحية أمر أساسي لخطة للطوارئ، آملا عدم الحاجة إليها في الطوارئ، وأعلن عن إجراءات سيتم تعميمها على المستشفيات في المرحلة اللاحقة في إطار هذه الخطة". أبو بكر بدوره تحدث أبو بكر عن أن المشروع وقال:" يتخطى توفير الإمدادات الطبية ويتعلق بتأميمن الجهوزية والشراكة والمحافظة على الحياة". أضاف: "منذ تصعيد الحرب في غزة في أكتوبر 2023 وفي لبنان في نهاية 2024، اضطر النظام الصحي العام للاستجابة لزيادة حادة في حالات الإصابات الناتجة عن الصدمات، حيث تم علاج أكثر من 17,700 مصاب بإصابات مرتبطة بالصدمات في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في المناطق القريبة من الحدود الجنوبية وفي بيروت. وقال: طوال هذه الأزمة، اتخذت وزارة الصحة العامة وشركاؤها، بمن فيهم منظمة الصحة العالمية، خطوات استباقية لضمان قدرة النظام الصحي على الاستجابة بسرعة وفعالية. وكان من أهم عناصر هذه الاستجابة نشر مجموعة أدوات الجراحة الطارئة للصدمات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، والتي تشكل حلا جراحيًا طارئًا مصممًا بعناية للمناطق المتضررة من النزاعات". وأوضح أن "كل مجموعة تتيح إجراء ما يصل إلى 50 عملية جراحية كبرى إذ تشمل الأدوات الجراحية الأساسية، ومعدات التعقيم، ومستلزمات أخرى ضرورية. وتابع ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان أن هذه الأدوات مناسبة للاستخدام في المستشفيات غير المعقمة، أو المتضررة، أو المثقلة بالأعباء، مما يجعلها أداة أساسية للظروف التي يواصل لبنان مواجهتها. وتابع: "إن هذه الإمدادات ساعدت على سد الفجوة، مما مكّن فرق الطوارئ والجراحة من أداء مهامهم عندما كان لكل دقيقة أهمية كبيرة". وأكد "التزام منظمة الصحة العالمية بالعمل جنبًا إلى جنب مع وزارة الصحة العامة والشركاء، ب: - ضمان تجديد مجموعات أطقم الجراحة بانتظام ووضعها مسبقًا في المناطق عالية الخطورة. - توسيع التدريب لفرق الجراحة في المستشفيات على استخدام الأطقم وغيرها من مجموعات الطوارئ الصحية. - دمج رعاية الصدمات بشكل أعمق في بروتوكولات الاستجابة الوطنية للطوارئ وتمارين المحاكاة". وجدد "الإلتزام بضمان أن يظل نظام الصحة في لبنان قويًا، وقادرًا على الاستجابة، وجاهزًا لخدمة من يحتاج إليه أكثر". وكان رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة العامة هشام فواز قدم عرضًا تقنيًا حول خطة الطوارئ التي وضعتها وزارة الصحة العامة قبل الحرب الأخيرة والتي خولتها الإستجابة لمتطلبات الطوارئ والنزوح من خلال مركز طوارئ الصحة العامة. وشكر ل"منظمة الصحة العالمية وسائر الشركاء دعمهم المستمر للوزارة خصوصا أن لبنان يقع في منطقة ملأى بالأزمات ويعاني غالبًا من تداعياتها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store