
بعد لطمة روسيا... الغرب يعيد النظر في كيفية خوض الحروب
أظهرت الغارة الأوكرانية بطائرات مسيرة على قاذفات قنابل في عمق روسيا في الأول من يونيو (حزيران) الجاري، والتي تصنف الآن على أنها من بين أعظم الغارات العسكرية في التاريخ، أن هذه التكنولوجيا الجديدة التي تستخدم ببراعة، يمكن أن تكون مدمرة حتى للقوى العظمى التي أصبحت معرضة لهجمات على بنيتها التحتية الحيوية في أعماق أراضيها، مما يغير الافتراضات التي بنيت عليها الاستراتيجيات العسكرية في العقد الأول من القرن الحالي، ويجبر الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين على إعادة النظر في كيفية خوض الحروب. فما الدروس المستفادة من هذا التطور؟ وكيف يغير ذلك من استراتيجيات المستقبل؟
جرس إنذار
لم تكن عملية "شبكة العنكبوت"، التي قالت أوكرانيا في البداية إنها أتلفت، باستخدام 117 طائرة مسيرة هجومية، أكثر من 40 طائرة رابضة في قواعد جوية في أنحاء روسيا، ثم عدلتها إلى 13 طائرة في الأقل، مجرد ضربة لهيبة الكرملين، بل كانت أيضاً بمثابة جرس إنذار للولايات المتحدة والغرب لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي ضد حرب الطائرات المسيرة الهجينة، بخاصة أن الهجمات لم تكن فقط في مواقع قريبة من أوكرانيا، بل امتدت إلى أماكن بعيدة مثل قاعدة "بيلايا" الجوية، التي تبعد أكثر من 2600 ميل (نحو 4184.29 كيلومتر) عن أوكرانيا في منطقة إيركوتسك الروسية.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي عن برنامج "القبة الذهبية" الذي تتراوح كلفته بين 175 و500 مليار دولار (البيت الأبيض)
في اليوم التالي للهجوم الأوكراني، حذر رئيس أركان القوات الجوية الأميركية الجنرال ديفيد دبليو ألفين، خلال مشاركته في معرض للذكاء الاصطناعي بواشنطن، من أن الابتكار في القتال ينمو بوتيرة أسرع بكثير، بعدما أظهرت الضربة الأوكرانية أن فكرة الحماية من الهجوم تتلاشى كمفهوم، وكذلك فكرة وجوب انتظام القوات في قتال لمسافات شاسعة للوصول إلى أهدافها، متسائلاً عما إذا كان ينبغي أن يفعل الأميركيون مثل الأوكرانيين؟
لا ملاذ آمناً
لكن مدير المفاهيم المستقبلية وتقييمات القدرات في معهد "ميتشل" الأميركي للدراسات الفضائية التابع لرابطة القوات الجوية مارك غونزينغر اعتبر أن عصر العمليات من مناطق آمنة قد ولَّى، سواء في الداخل أو الخارج، نافياً ما يعتقده كثر بأن الولايات المتحدة ستكون ملاذاً آمناً من الهجمات الحركية خلال أي حرب مستقبلية، مشيراً إلى ضرورة توقع مهاجمة القواعد الجوية والعسكرية داخل أميركا بصواريخ بعيدة المدى، وطائرات مسيرة، وبوسائل غير تقليدية، كما حدث مع روسيا أخيراً.
بالنسبة إلى الحكومات الغربية، يعد الهجوم الأوكراني غير التقليدي تحذيراً من أن نطاق وتنوع التهديدات التي سيتعين عليها أخذها في الاعتبار يتسع باستمرار، كما يقول دوغلاس باري كبير الباحثين العسكريين بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، ففي العقد الماضي، اتهمت الدول الأوروبية روسيا بشن حملة تخريب ضد الغرب، شملت أهدافاً تراوح ما بين مسؤولي الدفاع وشركات الخدمات اللوجيستية والشركات المرتبطة بأوكرانيا، وشوهدت طائرات مسيرة مجهولة الهوية، العام الماضي، تحلق قرب قواعد عسكرية في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وكذلك فوق مصانع أسلحة في النرويج.
ولهذا ترى خبيرة حرب الطائرات المسيرة في مؤسسة "راند" بواشنطن، كايتلين لي، ضرورة ملحة للاستثمار في الدفاعات المضادة للطائرات المسيرة، لأن الأسلحة عالية القيمة وغيرها من التقنيات المهمة في المواقع العسكرية، تعد أهدافاً كبيرة وجذابة للجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، مما يتفق معه خبير الصواريخ في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فابيان هينز، بأن الطائرات المسيرة تزيد، بصورة كبيرة، من قدرة الدولة أو الجماعة المعادية على القيام بتخريب كبير.
تحدٍّ خطر
وعلى رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي عن برنامج "القبة الذهبية" الذي تراوح كلفته بين 175 و500 مليار دولار، لاستخدام أسلحة فضائية لحماية الولايات المتحدة من الصواريخ بعيدة المدى، فإنه لم يذكر الدفاع ضد الطائرات المسيرة، والتي تقول كايتلين لي، إنها تشكل تحدياً لأنها تحلق على ارتفاع منخفض وبطيء، وتبدو على الرادار كطيور، كما يمكن إطلاقها من داخل الحدود الوطنية، على عكس الصواريخ الفرط صوتية "الهايبرسونيك"، التي تطلق من خارج البلاد.
ويشبه هينز حرب الطائرات المسيرة بتطوير الدبابة، التي ظهرت للمرة الأولى عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى، حينما سعى المهندسون إلى إيجاد أفضل السبل لدمج الدبابات في سيناريوهات ساحة المعركة الفعلية، ففكروا في كل شيء من مركبة صغيرة إلى مركبة عملاق تشمل نحو 18 برجاً قبل الاستقرار على النسخة التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن الخبراء العسكريين منغمسون الآن في فهم التطورات في ما يتعلق بالطائرات المسيرة، إذ تتغير الأمور بسرعة كبيرة لدرجة أن ما ينجح اليوم قد لا ينجح غداً.
منع صدمة استراتيجية
ومع ذلك يعتبر مارك غونزينغر، من معهد "ميتشيل"، أن الضربة الروسية تقدم دليلاً دامغاً على ضرورة الاستثمار في الدفاعات ضد تهديدات الطائرات المسيرة في الخارج والداخل، قبل أن تواجه الولايات المتحدة صدمة استراتيجية مماثلة، محذراً من إهمال الجيش (القوات البرية الموكلة أيضاً بمهام الدفاع الجوي منذ عام 1947) في الدفاع عن القواعد الجوية التي استمرت لعقود، بسبب تفضيله اقتناء قدرات إضافية مهمة مثل الصواريخ الهجومية بعيدة المدى، وطائرات الاستطلاع والمراقبة والتجسس ذات الأجنحة الثابتة، وهو ما يعد تكراراً لتصريحات وزير القوات الجوية السابق فرانك كيندال الذي حذر من أن القوات الجوية لم تعد قادرة على انتظار تمويل الجيش لعمليات تطوير الدفاعات الصاروخية للقواعد الجوية.
وعلى رغم التساؤلات التي تدور في أذهان قادة القوات الجوية عن كيفية التصدي لغارات مماثلة بطائرات مسيرة بعدما أصبحت الهجمات الجماعية ضد الطائرات المرابطة في المطارات أمراً واقعياً وليس افتراضياً، يرى قادة القيادة الشمالية الأميركية وقيادة المحيطين الهندي والهادئ المعنيين بالتنسيق لمواجهة الأنظمة الجوية غير المأهولة، أن قواتهم تحافظ على حال تأهب قصوى للدفاع ضد مجموعة واسعة من التهديدات بما في ذلك أسراب الطائرات المسيرة الناشئة عبر سلسلة تشمل الكشف والتتبع والتحديد ثم التصنيف وهزيمة العدو، سواء بقدرات حركية أو غير حركية، مع الاستثمار، باستمرار، في تقنيات الدفاع الجوي والصاروخي متعددة الطبقات، وأنظمة الإنذار المبكر، وبروتوكولات الاستجابة السريعة المصممة لكشف التهديدات الجوية وتتبعها وتحييدها قبل وصولها إلى الأهداف الحيوية بوقت طويل.
البحث عن إجراءات مبتكرة
غير أن الجنرال ديفيد ديبتولا رئيس معهد "ميتشل"، اعتبر أن الجيش الأميركي، بأكمله، منوط به معالجة إجراءات دفاعية مبتكرة لمواجهة الخطر الذي تشكله الذخائر الرخيصة والصغيرة والموجهة بدقة كبيرة، والتحرك بسرعة لإعطاء الأولوية للدفاع عن القواعد والمناطق، ولا مركزية العمليات، محذراً من أن الغارات الأوكرانية، على رغم أنها كانت تركز على نقاط ضعف الطائرات المرابطة في العراء، إلا أن المشاة والدبابات والسفن، ومستودعات اللوجيستيات وغيرها من الأهداف الجذابة معرضة أيضاً لمثل هذه الهجمات.
وبحسب ديبتولا فإن أوكرانيا التي تفتقر إلى قاذفات القنابل، وطائرات شبحية، وسلسلة عمليات تعتمد على الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، أو القدرة على قمع الدفاعات الجوية للعدو، اضطرت إلى ابتكار وسيلة لإبراز قوتها بفاعلية لتحقيق أهدافها المرجوة عبر استخدام ذخائر رخيصة ودقيقة التوجيه وسهلة الإنتاج وفعالة تكتيكياً لتحقيق تأثير استراتيجي، وهو تحييد القوة الجوية للعدو من مصدرها، ولهذا فقد حان الوقت ليجدد الجيش الأميركي تركيزه على نهج عملياتي قائم على التأثير.
ويطالب رئيس معهد "ميتشل" وزير الدفاع بيت هيغسيث، بتقليص جهود بناء صواريخ فرط صوتية لأنها مزعزعة للاستقرار في زمن السلم بحيث لا يمكن نشرها لدى حلفاء أميركا، كما أنها تستهلك طاقة كبيرة جداً بحيث لا تكون عملية في زمن الحرب، وبدلاً من ذلك، يرى أنه ينبغي على "البنتاغون" استخدام هذه الموارد لبناء قدرات فعالة لمكافحة الطائرات المسيرة، وتعزيز دفاعات القواعد العسكرية والجوية، وتجديد التركيز على ملاجئ الطائرات المحصنة وحماية القوات، مشيراً إلى أن جهود إنشاء ملاجئ محصنة لقاذفات "بي-2 سبيريت"، وطائرات "إف-22 رابتور" في غوام، وهي قاعدة أميركية استراتيجية ستشكل مركزاً عسكرياً رئيساً في أي صراع مع الصين، لم تثمر شيئاً، لأن قادة "البنتاغون" يرون أن نشوب صراع يؤثر في الطائرات في غوام وفي الأراضي القارية الأساسية داخل الولايات المتحدة يعد بمثابة مخاطرة مقبولة، ولهذا يأمل في أن تلفت خسارة روسيا كثيراً من طائراتها بعيدة المدى دفعة واحدة اهتمام قيادة وزارة الدفاع الأميركية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مشكلات الواقع
وكما يعاني الأميركيون مشكلات الواقع ينطبق الأمر على حلفائهم، وبخاصة بريطانيا، حيث يشير تقرير الدفاع البريطاني، الذي نشر في اليوم التالي لهجمات أوكرانيا، إلى المشكلة الأصعب في تحويل التفكير الجديد الأكثر مرونة الذي ستحتاج إليه أوروبا وآسيا للتعامل مع الابتكارات المتسارعة التي تغير وجه الحرب إلى واقع عملي بسبب مشكلات إيجاد التمويل اللازم له.
ويذكر هجوم أوكرانيا المفاجئ بالخطأ الفادح الذي ارتكبته بريطانيا بعد الحرب الباردة، إذ وفر سلاح الجو الملكي البريطاني المال، شأنه شأن عديد من نظرائه الأوروبيين، عبر إغلاق القواعد الجوية وتجميع طائراته في أماكن أقل، لكن المراجعة الأخيرة تشير إلى أن سلاح الجو الملكي البريطاني عليه أن يعيد تعلم كيفية القتال من مواقع أوسع، وتوزيع ذخائره، وقطع غياره، ووقوده، وهذا يعني بناء الذخيرة والقوات والتقنيات اللازمة للقتال في الخارج، إضافة إلى تأمين الجبهة الداخلية.
كما ينطبق مبدأ المرونة نفسه على تأمين الدفاع عن الكابلات البحرية ومحطات الكهرباء الفرعية والاتصالات بقدر ما ينطبق على القواعد الجوية، مع تحسين استعداد الصناعة والتمويل والأوساط الأكاديمية والتعليم وعامة الناس للأزمات، بخاصة أن المراجعة البريطانية تحذر من أن التقنيات الناشئة تغير بالفعل طابع الحرب بصورة أعمق من أي وقت مضى في تاريخ البشرية، في وقت كانت فيه بريطانيا وحلفاؤها بطيئين في التكيف.
فجوة بين الطموح والمال
لا تزال هناك فجوة شاسعة بين الطموح والمال، إذ تخطط بريطانيا لإنفاق 2.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2027، مع أمل غامض بإنفاق ثلاثة في المئة بحلول عام 2034، وهذا غير كافٍ لتلبية حاجاتها الدفاعية في وقت تعيد فيه روسيا تسليح نفسها، بينما تشير أميركا إلى أنها ستحول قواتها بعيداً من أوروبا، في حين ينتظر أن تنفق ألمانيا، التي تواجه التهديدات نفسها، ضعف ما تنفقه بريطانيا بحلول عام 2029.
وفي قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي ستعقد في الـ24 من يونيو الجاري، من المرجح أن يوافق الحلفاء على إنفاق 3.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، لكن ذلك سيتطلب زيادات ضريبية مؤلمة، أو تخفيضات في الرعاية الاجتماعية، أو الاقتراض، ولهذا من الصعب تقدير كيف يمكن لأوروبا دعم أوكرانيا، وردع روسيا، وسد الثغرات التي تخلفها أميركا في وقت واحد وبقدرات إنفاق محدودة.
ليس عصراً جديداً
وعلى رغم أن هجمات أوكرانيا الناجحة على قاذفات القنابل في عمق روسيا باستخدام طائرات مسيرة رخيصة الثمن ستؤثر بتأكيد مسار تلك الحرب، فإنها لا تقدم نموذجاً عملياً جديداً لهيكل القوة الجوية الأميركية، بحسب بعض الخبراء الدفاعيين في الولايات المتحدة، الذين يرون أن هذه الغارات، وإن كانت مبتكرة، إلا أنها لم تبشر بعصر جديد من الحرب الجوية، التي لا تزال تتطلب طائرات قادرة على الوصول إلى مسافات بعيدة في جميع أنحاء العالم لتهديد الأهداف.
ويحذر غونزينغر، مدير المفاهيم المستقبلية وتقييمات القدرات في معهد "ميتشل" للدراسات الفضائية، من تفسير الضربة الأوكرانية المبتكرة على أنها شيء أكبر مما هي عليه بالنظر إلى أن الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجوم نقلت إلى روسيا عبر مركبات برية، وهو ما لا يعد وسيلة فعالة لشن ضربات بعيدة المدى في معركة غرب المحيط الهادئ.
كما يشير تقرير المراجعة البريطاني إلى أن كل عمل حربي لا يمكن شنه بطائرات مسيرة في شاحنات، ويقاوم التقرير إغراء الادعاء بأن المعدات القديمة والكبيرة قد عفا عليها الزمن، وخلصت المراجعة كذلك إلى أن الدبابات لا تزال مهمة، على سبيل المثال، لأسباب ليس أقلها أنها تحمي القوات في ساحة معركة تزداد شفافية، كما تسعى بريطانيا مثل ألمانيا، إلى توسع قواتها البرية التقليدية، فضلاً عن الالتزام ببناء ما يصل إلى 12 غواصة هجومية نووية، كأحد أكبر وأقوى الأسلحة وأكثرها كلفة.
الضرب في العمق
ويجادل غونزينغر بأن الطائرات المسيرة الأوكرانية التي هاجمت القاذفات الروسية كانت بمثابة مدفعية متنقلة أو صواريخ "كروز"، وليست طائرات مقاتلة ذات مدى وتخف، وأسلحة كافية للنجاح في مجال جوي خطر، مشيراً إلى أن هجمات الطائرات المسيرة أظهرت أن إحدى أفضل الطرق للقضاء على سلاح الجو للعدو هي عندما يكون على الأرض.
ولهذا يجب أن تكون الولايات المتحدة قادرة على فعل الشيء نفسه، ولكن بدلاً من إنفاق الأموال على جيش من الطائرات المسيرة الصغيرة القادرة على الضرب من مسافة قريبة، ينبغي على القوات الجوية الاستثمار في القدرة على الضرب في عمق المناطق المتنازع عليها.
وربما لهذا السبب يرى غونزينغر أن القوات الجوية الأميركية في حاجة إلى قاذفة "بي-21 رايدر" الجديدة ومقاتلة "أف-47" من الجيل التالي، لأنه لا يوجد سلاح جو آخر أو دولة حليفة يمكنها توفير هذه القدرات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 30 دقائق
- الشرق السعودية
ترمب: وزارة العدل هي من اتخذت قرار إعادة جارسيا بعد ترحيله إلى السلفادور
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، إن وزارة العدل، وليس هو، من اتخذ قرار إعادة رجل إلى الولايات المتحدة بعد ترحيله عن طريق الخطأ من ماريلاند إلى السلفادور. وكانت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي قالت في وقت سابق الجمعة، إن كيلمار أبريجو جارسيا أُعيد جواً لمواجهة تهم جنائية تتعلق بنقل مهاجرين غير شرعيين إلى داخل الولايات المتحدة. وأخبر ترمب شبكة NBC News أنه لم يتحدث مع رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة بشأن إعادة أبريجو جارسيا. وفي منتصف مارس الماضي، رحّلت إدارة ترمب جارسيا إلى دولة السلفادور، ورفضت الامتثال لأمر قضائي يأمر بإعادته إلى الولايات المتحدة، عقب تفعيل البيت الأبيض لقانون "الأعداء الأجانب" . وقالت بوندي الجمعة: "بعد انتهاء فترة عقوبة المتهم، نتوقع ترحيله إلى بلده الأصلي، السلفادور". وقبل ذلك تحدّت إدارة ترمب أوامر قضائية طالبتها بتسهيل عودة جارسيا إلى الولايات المتحدة، بعد ترحيله في 15 مارس. ويُعتبر كيلمار أبريجو جارسيا، وهو من مواليد السلفادور وكان يقيم في ولاية ماريلاند، من بين مجموعة من المهاجرين تم إرسالهم إلى أحد أشهر السجون في السلفادور. وفي أبريل الماضي، أمر قاض فيدرالي إدارة ترمب بتسهيل إعادته إلى الولايات المتحدة، إلا أن المسؤولين آنذاك قالوا إنهم غير قادرين على تنفيذ الأمر بشكل فوري لأنه كان محتجزاً لدى حكومة أجنبية. وأكدت وزيرة العدل الأميركية أنها ستطالب بإبقاء جارسيا رهن الاحتجاز أثناء النظر في قضيته أمام محكمة فيدرالية بولاية تينيسي، مشيرةً إلى أن السلفادور وافقت على طلب للولايات المتحدة ترحيله لمواجهة ما وصفته بـ"الاتهامات الجدية للغاية". وفي لائحة اتهام تم رفع السرية عنها الجمعة، أمام محكمة فيدرالية بولاية تينيسي، وجّه الادعاء العام لجارسيا اتهامات تتعلق بتورطه في مخطط استمر لعقد من الزمن لنقل مهاجرين غير شرعيين إلى داخل الولايات المتحدة من دول مثل السلفادور والإكوادور وجواتيمالا وهندوراس. كما زعمت لائحة الاتهام المكونة من 10 صفحات أن المتهم كان عضواً في عصابة "MS-13" الإجرامية، وهي تهمة نفتها عائلته، وأن بعض المهاجرين الذين قام بتهريبهم كانوا أيضاً من أفراد العصابة أو على صلة بها.


الأمناء
منذ 33 دقائق
- الأمناء
ترامب يؤكد انتهاء علاقته بماسك.. ويحذره من "عواقب وخيمة"
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم السبت، إن علاقته بإيلون ماسك "انتهت"، محذرا من أن رجل الأعمال الشهير سيواجه "عواقب وخيمة" إذا قام بتمويل مرشحين ديمقراطيين لمواجهة الجمهوريين الذين صوّتوا لصالح مشروع قانون الميزانية الشامل الذي يدعمه الحزب الجمهوري. وأضاف ترامب في مقابلة هاتفية مع شبكة "ان بي سي نيوز": "إذا فعل ذلك، فسيتحمّل العواقب (...) عواقب وخيمة جدًا"، رافضا الإفصاح عن طبيعة تلك العواقب. وأكد الرئيس الأميركي أنه لا ينوي إصلاح علاقته مع الرئيس التنفيذي لتسلا بعد أن تفاقمت الخلافات بين الرجلين هذا الأسبوع. وعندما سُئل إن كان يرغب في إعادة العلاقة، أجاب: "لا". وعن ما إذا كانت العلاقة قد انتهت نهائيًا، قال: "أفترض ذلك، نعم". وقال ترامب: "لا أخطط للتحدث مع ماسك في أي وقت قريب. لدي أشياء أخرى أقوم بها. وليس لدي نية للتواصل معه". متهما ماسك بعدم احترام منصب الرئاسة، قال ترامب: "أعتقد أن هذا أمر سيئ للغاية، لأنه لا يحترم المنصب... لا يمكنك أن تُظهر عدم احترام لمؤسسة الرئاسة". وكان ماسك قد نشر سلسلة تغريدات ضد ترامب يوم الخميس، من بينها منشور محذوف لاحقًا يشير إلى علاقات سابقة مزعومة بين ترامب وجيفري إبستين، المتهم بجرائم جنسية. ورد ترامب بالقول: "هذا يُسمى أخبار قديمة(...) حتى محامي إبستين قال إن لا علاقة لي بالأمر". وقد بدأ الخلاف قبل ذلك عندما انتقد ماسك مشروع الإنفاق الجمهوري المعروف باسم "قانون الفاتورة الواحدة الجميلة" الذي أقره مجلس النواب. وفي المكتب البيضاوي يوم الخميس، عبّر ترامب عن "خيبة أمله" من ماسك: "أنا محبط جدًا. لقد ساعدت إيلون كثيرًا... وكان يعرف تفاصيل المشروع جيدًا". بعد تلك التصريحات، نشر ماسك تغريدات متتالية دعا فيها إلى عزل ترامب، كما هاجم السياسة الاقتصادية للرئيس الجمهوري، قائلًا إنها "ستؤدي إلى ركود اقتصادي لاحقًا هذا العام". ورد ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" بتصريحات أبرزها: "لا أمانع انقلاب إيلون ضدي، لكن كان يجب أن يفعل ذلك قبل شهور"، واقترح قطع الدعم الحكومي والعقود الفيدرالية التي تستفيد منها شركات ماسك، خصوصًا سبيس إكس:"أسهل وسيلة لتوفير مليارات في الميزانية هي إنهاء عقود الدعم لإيلون... لطالما استغربت لماذا بايدن لم يفعل ذلك". ويوم السبت سئل ترامب عما إذا كان ينوي تنفيذ اقتراحه، فأجاب: "يحق لي أن أفعل ذلك، لكن لم أفكر فيه بعد". وأكد ترامب أن معارضة ماسك لم تؤثر على فرص تمرير مشروع القانون، قائلًا إنه "واثق جدًا" من أن مجلس الشيوخ سيقر القانون قبل 4 يوليو. وأضاف: "الحزب الجمهوري لم يكن يومًا موحدًا بهذا الشكل... حتى أكثر من قبل ثلاثة أيام". وكان ماسك قد دعم ترامب ماليًا بقوة في حملة 2024، حيث أنفق أكثر من ربع مليار دولار لدعمه في الولايات المتأرجحة. وفي الشهور الأولى من الإدارة، عيّن ترامب ماسك مسؤولًا عن "وزارة كفاءة الحكومة"، حيث أشرف على تسريحات جماعية وإغلاق وكالات فدرالية. واختتم ترامب تصريحاته بالقول: "أعتقد أن هذا الخلاف كشف إيجابيات مشروع القانون... الناس بدأوا يهتمون أكثر، ورأوا مدى جدواه. من هذه الزاوية، كان ما فعله ماسك مفيدًا... لكني أظن أنه من المؤسف أن يكون إيلون مكتئبًا ومكسور القلب إلى هذا الح


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
إيران تقول إنها حصلت على وثائق إسرائيلية بعضها يتعلق بمنشآت نووية
ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية اليوم السبت أن وكالات الاستخبارات الإيرانية حصلت على مجموعة كبيرة من الوثائق الإسرائيلية الحساسة، بعضها يتعلق بخطط ومنشآت نووية. ولم يصدر تعليق رسمي حتى الآن من إسرائيل. ولم يتضح ما إذا كان التقرير مرتبطاً بأنشطة قرصنة استهدفت مركزاً إسرائيلياً للأبحاث النووية، ووردت تقارير في شأنها العام الماضي وقررت طهران الكشف عنها الآن وسط تصاعد التوتر حول برنامجها النووي. ونقلت قناة "برس تي في" التي تديرها الدولة عن مصادر لم تكشف عنها أنه "على رغم أن عملية الحصول على الوثائق تمت منذ بعض الوقت، فإن الحجم الهائل للمواد والحاجة إلى نقلها بأمان إلى إيران استلزم التعتيم الإعلامي لضمان وصولها إلى المواقع المحمية المحددة". وأضافت "برس تي في" أن "(المصادر المطلعة على الأمر) أشارت أيضاً إلى أن عدد الوثائق هائل لدرجة أن مراجعتها، إلى جانب الاطلاع على الصور ومشاهدة مقاطع الفيديو، استغرقت وقتاً طويلاً"، من دون ذكر تفاصيل عن الوثائق. عام 2018 قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن عملاء إسرائيليين استولوا على "أرشيف" ضخم من الوثائق الإيرانية التي تظهر أن طهران نفذت أنشطة نووية أكثر مما كان معروفاً من قبل. وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقصف إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن في شأن برنامجها النووي، لكن تقارير أفادت بأن ترمب عرقل في أبريل (نيسان) الماضي ضربة إسرائيلية كانت مزمعة على مواقع نووية إيرانية لمنح الفرصة للتفاوض على اتفاق مع طهران. وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الأربعاء الماضي إن التخلي عن تخصيب اليورانيوم يتعارض تماماً مع مصالح البلاد، رافضاً مطلباً أميركياً رئيساً في المحادثات الرامية إلى حل النزاع المستمر منذ عقود حول طموحات طهران النووية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتعلن إيران من وقت إلى آخر اعتقال أفراد بتهمة التجسس، واتهمت إسرائيل بالوقوف وراء اغتيالات أو أعمال تخريب مرتبطة ببرنامجها النووي. خلال العام الماضي، بلغ التوتر أشده عندما هاجمت إيران مرتين الأراضي الإسرائيلية مباشرة بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة. وقالت حينها إن هذه الهجمات كانت رداً مشروعاً على غارة قاتلة على قنصليتها لدى سوريا، نسبت إلى إسرائيل. وتحدثت طهران عن رد انتقامي على اغتيال رئيس حركة "حماس"إسماعيل هنية على أراضيها، والذي أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنه، وكذلك على مقتل الأمين العام السابق لـ"حزب الله" اللبناني المتحالف مع إيران حسن نصرالله، الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.