logo
مقتل إسرائيلية وأضرار جسيمة جراء الضربات الإيرانية على تل أبيب

مقتل إسرائيلية وأضرار جسيمة جراء الضربات الإيرانية على تل أبيب

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بمقتل إسرائيلية جراء الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل.
وقال قائد شرطة منطقة تل أبيب الكبرى للقناة 12 الإسرائيلية، إن امرأة قتلت في القصف الصاروخي الإيراني.
وشنت إسرائيل فجر أمس الجمعة ضربات جوية مفاجئة ضد إيران، في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية، أهمها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، وأدت إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.
وردا على الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل ضد أهداف إيرانية، فجر الجمعة، أعلنت إيران بدء عملية "الوعد الصادق 3" التي تضمنت قصف تل أبيب بمئات الصواريخ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"نقاتل أو نموت".. هل قضى هجوم إسرائيل على الحوار بين أمريكا وإيران؟
"نقاتل أو نموت".. هل قضى هجوم إسرائيل على الحوار بين أمريكا وإيران؟

مصراوي

timeمنذ 33 دقائق

  • مصراوي

"نقاتل أو نموت".. هل قضى هجوم إسرائيل على الحوار بين أمريكا وإيران؟

كتبت- أسماء البتاكوشي: "أبرموا صفقة نووية في غضون 60 يومًا أو واجهوا العواقب" بهذه العبارة حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران، في رغبة واضحة لتحديد مصير دبلوماسي أو عسكري صارم، حيث أطلق هذا الربيع إنذارًا نهائيًا للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، بإبرام اتفاق نووي خلال 60 يومًا، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة، وفي الوقت نفسه، دعا ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تأجيل أي هجوم على إيران لإفساح المجال أمام تقدم المفاوضات. ومع أن مسؤولين من إدارة ترامب كانوا يعلنون صراحة دعمهم لحل دبلوماسي، فإن إسرائيل كانت تحذر الولايات المتحدة بشكل سري من أنها قد اتخذت قرارًا بتنفيذ هجوم، ففي أواخر الشهر الماضي، زار وفد محدود من أعضاء مجلس النواب الأمريكي نتنياهو في القدس، حيث أكد لهم بشكل حاسم أن إسرائيل ستهاجم إيران بغض النظر عن موافقة واشنطن، وفق ما ذكره شخص حضر اللقاء وآخر مطلع عليه، وقال نتنياهو في الاجتماع: "إما أن نقاتل أو نموت"، بحسب مصادر تحدثت لشبكة CNN. وردًا على ذلك، حث النائبان مايكل ماكول ومايكل لولر إسرائيل على التنسيق مع الولايات المتحدة، مؤكدين ضرورة منح المهلة التي حددها ترامب لإيران بأن تأخذ مسارها خلال الـ60 يومًا، لكن، في يوم الجمعة، اليوم الواحد والستين، نفذت إسرائيل ضربات غير مسبوقة على إيران، استهدفت برنامجها النووي وقادتها العسكريين. وقال أحد الحاضرين لشبكة CNN: "لم يحدث هذا بين عشية وضحاها"، مضيفًا أن الموعد النهائي الذي حدده ترامب "لم يكن خدعة"، وفي حديثه مع الشبكة الاثنين، أشار ترامب إلى الأمر نفسه: "كان ينبغي لإيران أن تستمع إليّ... لقد أعطيتهم تحذيرًا لمدة 60 يومًا، واليوم هو اليوم 61". وجاء التخطيط للهجوم نتيجة سنوات من التحضير الدقيق من جانب إسرائيل، إلى جانب أيام معدودة من المفاوضات الحاسمة بين تل أبيب وواشنطن، بحسب مسؤولين تحدثوا إلى شبكة سي إن إن الأمريكية في البلدين، وتأكيدًا لأولوية هذه المسألة، وصف نتنياهو تدمير القدرة النووية الإيرانية بأنه "تهديدٌ لوجود إسرائيل". كانت إدارة ترامب على دراية مسبقة بالقرار الإسرائيلي، ولم تكن تتوقع من نتنياهو التراجع، فركزت على تعزيز الضغوط الدولية على إيران، حتى مع مواصلة الدبلوماسيين دعم مسار المفاوضات حتى آخر لحظة، ويبدو من الصورة المتاحة أن التنسيق الاستراتيجي شملًا واسعًا، رغم تحفظات الإدارة عن الإعلان العلني، وفقًا لتحليل لشبكة سي إن إن الأمريكية. لقد جسّد ترامب نفسه كصانع صفقات منذ فترة طويلة، وبعد انسحاب أمريكا من اتفاق أوباما النووي الإيراني في 2018، أظهر بنهاية ولايته الأولى إرادة جادة لتسوية دبلوماسية جديدة مع طهران، لكن لطالما ظل تقدم إيران نحو امتلاك سلاح نووي مقلقًا، وهنا تبرز مسألة تخصيب اليورانيوم خارج إطار الاتفاق القديم، وهو ما عارضه بشدة المتشددون الأمريكيون والإسرائيليون، ولم يتضح حتى آخر لحظة ما إذا كان ترامب سيقبل بأن تصل إيران لمراحل متقدمة من تخصيب اليورانيوم، أو ما هي التنازلات التي كان يستعد لقبولها. في المقابل، كانت إسرائيل تتابع برنامج التخصيب الإيراني بقلق بالغ، وأعدت خططًا دقيقة لهجوم محتمل، بحسب بيان مسؤولين أمنيين إسرائيليين: زراعة جواسيس للموساد داخل إيران، وتهريب أسلحة تستخدم كأداة لاستهداف دفاعات طهران من الداخل، وإنشاء قواعد لإطلاق طائرات مسيرة مفخخة داخل الأراضي الإيرانية. في يوم الجمعة، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس أن التوقيت كان محكمًا لتعطيل قدرات إيران النووية ومنع التهديد الدامي على إسرائيل، قائلاً: "نحن عند نقطة حاسمة، وإن أخطأناها، فلن يكون لدينا سبيل لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية تُهدد وجودنا. لقد تعاملنا مع وكلاء إيران خلال العام والنصف الماضيين، لكننا الآن نعالج الرأس نفسه". وكان ترامب قد كرر تحذيره منذ زمن من احتمال شن ضربات عسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، فيما ردت إيران محذرة من أن أي هجوم سيجر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط. بدأت المفاوضات لإعادة صياغة الاتفاق في أبريل بوساطة عُمانية بقيادة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، واستُكملت الجولة الخامسة في روما بتاريخ 23 مايو — قبل ثلاثة أيام من إعلان نتنياهو نيته الهجوم— وكان من المقرر عقد الجولة السادسة في مسقط. وقبيل ساعات من الهجمات يوم الخميس، عقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية جلسة في فيينا وأصدر قرارًا يعلن انتهاك إيران لالتزامات منع الانتشار، بموافقة 19 دولة، ومعارضة ثلاث، وامتناع 11 عن التصويت، وفق رويترز. عقب ذلك، أرسلت الولايات المتحدة رسالة إلى 8 دول تشجعهم على التصويت مع القرار أو الامتناع، في خطوة دعمت الحجة الإسرائيلية بأنها عمليًا تستهدف امتلاك ضمانات دولية قبل الضربات، الاعتماد على هذه التغطية الدولية عزّز موقف إسرائيل في تنفيذ الضربات، حسب CNN. بَينما كانت إسرائيل تشن غاراتها، تمسكت إدارة ترامب بإعلان أن المباحثات النووية لا تزال قائمة، إذ كان المبعوث ويتكوف قد جدد استعداده للقاء المسؤولين الإيرانيين في مسقط، سواء في الموعد الأصلي أو لاحقًا. وصرّح مصدر مطلع بأن الإيرانيين لا زالوا على اتصال بالرئيس ترامب، "قد تتاح لهم فرصة أخرى. سنرى"، بحسبه. وفي مقابلة مع شبكة NBC، قال ترامب: "إنهم يتصلون بي للتحدث. إنهم نفس الأشخاص الذين عملنا معهم في المرة الأخيرة... وقد مات الكثير منهم الآن". على الأرض، جمعت الاستخبارات الأمريكية معلومات عن تفاصيل العملية الإسرائيلية منذ أيام، حيث وصلتها تحديثات يومية وأعدت خططًا لسيناريوهات الطوارئ، رغم أن إسرائيل قدمت معلومات ناقصة عن حجم الأضرار وخسائر القيادة، وفق مصدرٍ مطلع. على التوازي، أجرى ويتكوف محادثات مباشرة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر وسطاء من سلطنة عُمان، واقتراح بنية جديدة للإطار التفاوضي. لكن بعض المشاركين شكّكوا في أن يكون هذا عملاً تكتيكيًا للمماطلة. ومع ذلك، أكّد مسؤول في الإدارة أن هذه الخطة لم تكن سوى محاولة للتوصل إلى اتفاق ضمن المهلة التي حدّدها ترامب. وبينما غادر ترامب كامب ديفيد، أجرى اتصالًا بنتنياهو، طُلب منه وقف الخطاب العلني حول هجوم ووقف التسريبات، وبعد المؤتمر الصحفي، قال ترامب: "نحاول التوصل إلى اتفاق يضمن عدم حدوث دمار أو موت... وقد أبلغناه به أيضًا. آمل أن تسير الأمور على هذا النحو، ولكن قد لا تسير على هذا النحو. سنكتشف ذلك قريبًا". وقال وزير الخارجية روبيو: "لسنا مشاركين في الضربات، وأولويتنا حماية القوات الأمريكية، إسرائيل أخبرتنا بهذا الإجراء كان دفاعًا عن نفسها، والإدارة فعلت كل ما يلزم لضمان حماية قواتنا". وأضاف: "يجب ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأمريكيين". في كواليس الكونغرس، تسلح كبار الجمهوريين والديمقراطيين بمعلومات مسبقة—وفق ما أفاد مصدر بشأن رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذي تلقى إحاطة قبل الضربات—ومع ذلك، فاجأت الغارات الأمريكيين الذين لم يستخدموا في جهود المتابعة، كما قال دبلوماسي كبير لـCNN: "ربما كان دونالد ترامب على علم، لكن الباقين لم يكونوا". أما على الأرض، فبلغت تقييمات الاستخبارات الأمريكية أن الضربات الإسرائيلية على منشأة نطنز كانت فعالة بما يفوق الضرر الخارجي، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في أجهزة الطرد المركزي، وهو ما وصفه المصدر بأنه "فعالة للغاية" وأنها "حرب شاملة". وفي ردًا أوليًا مساء الجمعة، أعلنت إيران أنها شنت هجمات على "عشرات الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية" في إسرائيل، وفق بيان للحرس الثوري، لكن لم يتضح مدى الضرر حتى الآن. كما تراقب الولايات المتحدة بقلق الأوضاع في العراق، إذ توجد مخاوف بشأن سلامة قواتها، خاصة مع وجود ميليشيات موالية لإيران بالقرب من الحدود. وتعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن إيران قد ترد أولاً على إسرائيل، ثم قد تلجأ لاحقًا إلى هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية الأمريكية داخل الولايات المتحدة.

طهران تختار «الوعد الصادق 3»… زلزال صاروخي يهزّ تل أبيب ويعيد رسم قواعد الاشتباك
طهران تختار «الوعد الصادق 3»… زلزال صاروخي يهزّ تل أبيب ويعيد رسم قواعد الاشتباك

يمني برس

timeمنذ 38 دقائق

  • يمني برس

طهران تختار «الوعد الصادق 3»… زلزال صاروخي يهزّ تل أبيب ويعيد رسم قواعد الاشتباك

لم ينتظر الإيرانيون سوى ساعات كي يقلبوا المشهد رأساً على عقب. فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو، أطلقت تل أبيب عملية وصفتها بـ«الاستباقية» شاركت فيها نحو مئتي مقاتلة ضربت أكثر من مئة هدف نووي وعسكري داخل إيران، من ضواحي طهران إلى جبال همدان مروراً بأصفهان وتبريز. الهجوم، الأوسع من نوعه منذ حرب الخليج، أوقع قرابة ثمانية وسبعين شهيداً وثلاثمئة وعشرين جريحاً، وأحال قادة بارزين إلى لائحة الشهداء: اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، رفيقه رئيس الأركان اللواء محمد باقري، وقائد مقر «خاتم الأنبياء» اللواء غلام علي رشيد، فضلاً عن ستة علماء نوويين كانوا أعمدة البرنامج الذري الإيراني. من «الأسد الصاعد» إلى «الوعد الصادق» حملت الغارة الاسرائيلية اسم «الأسد الصاعد»، لكنها سرعان ما تحولت في الذاكرة الشرق أوسطية إلى «أسدٍ وُجِّه إلى قفصه». فبعد ثماني عشرة ساعة فقط، أعلنت طهران «الوعد الصادق 3» حلقة ثالثة في سلسلة بدأت ربيع 2024 وأُكملت خريف العام نفسه. عند التاسعة مساءً بتوقيت القدس، دوّى وقع أكثر من مئةٍ وخمسين صاروخاً باليستياً ومئة مسيّرة ضاربة اجتاحت سماء فلسطين المحتلة في موجات متلاحقة، منطلقةً من عمق الأراضي الإيرانية تحت غطاء تشويش إلكتروني عطّل رادارات العدو على امتداد خمسمئة كيلومتر. دقيقة واحدة فوق تل أبيب في غضون ستين ثانية فقط، اخترقت المقذوفات الإيرانية ثلاث طبقات من الدفاعات الإسرائيلية. أصابت الضربة قواعد حتسريم ورامون وسيركين الجوية، ومجمَّع الصناعات العسكرية وسط تل أبيب، وضربت وزارة الدفاع في الكِرْيَاه، قبل أن تحوّل تسعة مبانٍ سكنية إلى ركام وتجبر سلطات الاحتلال على إجلاء ثلاثمئة مدني وإعلان حالة طوارئ هي الأولى من نوعها داخل العاصمة الاقتصادية للعدو منذ 1948. سجّلت المستشفيات ثلاثةً وستين مصاباً بين مدني وعسكري، فيما دوّت صفارات الإنذار أكثر من أربعمئة مرة خلال ساعتين، لترسم ملامح هلع كان حكراً على غزة وبيروت. خطاب المرشد وحسم الجبهة الداخلية الأحداث المتسارعة ترافقت مع إطلالة متلفزة لآية الله علي خامنئي. المرشد لم يُوارب: «حياة الصهاينة ستصبح مُرّة، والقوات المسلحة ستُوجّه ضربات قاسية». جاءت كلمته وقد سبقتها بيانات توافقية من الإصلاحيين والمحافظين على حد سواء، الأمر الذي لحّم الجبهة الداخلية وبدّد أحلام تل أبيب في شق الصف الإيراني. ولم تمضِ عشر ساعات حتى أصدر القائد الأعلى مراسيم بتعيين اللواء محمد باكبور قائداً للحرس، والفريق عبد الرحيم موسوي رئيساً للأركان، واللواء علي شادماني على رأس مقر «خاتم الأنبياء»، في رسالة بأن لا فراغ قيادياً ولو للحظة. عجز تل أبيب أمام عمق زاغروس كشفت «الوعد الصادق 3» مقدار الفجوة بين الإرادة السياسية الإسرائيلية والقدرة العملانية الفعلية. فالأنفاق النووية الجديدة في نطنز حُفرت على عمق يناهز مئة متر تحت صخور جبال زاغروس، أعمق من قدرة الاختراق الأقصى لقنبلة GBU-57 الأمريكية نفسها. هذه القنبلة، التي تزن ثلاثين ألف رطل، لا يمكن حملها إلا على قاذفات الشبح «بي-2» أو «بي-1» الممنوعة على سلاح الجو الإسرائيلي حتى اللحظة. وحتى لو افترضنا حصول تل أبيب على السلاح والمنصات، فإن حملة جوية كهذه تحتاج أكثر من مئةٍ وعشرين طائرة مقاتلة وخمسٍ وعشرين ناقلة وقود تقطع مسافة ألفٍ وستمئة كيلومتر، وهي إمكانات غير متوافرة حالياً لدى الجيش الإسرائيلي. محور المقاومة على الخط بينما كانت صواريخ طهران تتهادى فوق تل أبيب، أعلن الشيخ نعيم قاسم أنّ حزب الله «يدعم ما تقرّره الجمهورية الإسلامية ويفاخر بخياراتها». الحزب اكتفى حتى الساعة بعمليات تكتيكية على الحدود الشمالية، لكنه أبقى فتيل الانفجار الشامل بيد القيادة الإيرانية. في البحر الأحمر، كثّفت القوات المسلحة اليمنية عملياتهم على خطوط الشحن الإسرائيلية، فارتفعت أقساط التأمين العالمي وتباطأت التجارة عبر باب المندب، بينما لمح الحرس الثوري إلى احتمال إغلاق مضيق هرمز حيث يمر خمس الطاقة العالمية. عواصم التطبيع تصمت… وواشنطن تتخوّف المفارقة أنّ الردود العربية جاءت باهتة؛ بيان سعودي خجول دان «الاعتداءات السافرة» ثم تلاشى في ضجيج المعارك، فيما اكتفت عواصم اتفاقات إبراهيم بدعوات فضفاضة إلى «خفض التصعيد». في المقابل، شاركت البحرية الأمريكية في اعتراض بعض المسيّرات فوق المتوسط والخليج، لكنها امتنعت عن التورط الهجومي المباشر. واشنطن، التي تعاني أصلاً نقصاً حاداً في مخزونات الذخائر بعد حرب أوكرانيا، تخشى انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب استنزاف طويلة تستهلك فائضها التسليحي وتمنح بكين وموسكو هوامش أوسع.10:40 من «حرب الظل» إلى اشتباك مكشوف ما بدأ قبل سنوات بعمليات تخريب واغتيال في العتمة خرج اليوم إلى الشمس. في «الوعد الصادق 1» ردّت طهران بمسيّرات محدودة على قصف قنصليتها بدمشق. في النسخة الثانية، أمطرت إسرائيل بأكثر من مئتين وخمسين صاروخاً بعد اغتيال قادة مقاومة في بيروت. اليوم، تحول الرد إلى زلزالٍ في قلب تل أبيب نفسها، موجهاً رسالة صريحة: زمن الضربات من دون تكلفة انتهى، وكل استهداف للعمق الإيراني سيقابَل بضربة مماثلة في العمق الإسرائيلي. ماذا بعد؟ لم يمضِ على خمود العاصفة سوى ساعات حتى أطلق الحرس الثوري دفعة جديدة من صواريخ «خيبر» المجنحة نحو أهداف لم يُكشف عنها. ومع كل صاروخ ينطلق، تتعمق المعضلة في أروقة القرار الإسرائيلي: كيف تحتفظ بقدرتها الردعية من دون غطاء أمريكي هو نفسه يتآكل سياسياً وعسكرياً؟ وكيف تمنع تحوّل الحرب الخاطفة إلى استنزافٍ مفتوح يشبه ما واجهته واشنطن في أفغانستان والعراق؟ الخلاصة أن «الوعد الصادق 3» لم يكن رداً على عملية واحدة، بل إعلاناً رسمياً لولادة معادلة ردع جديدة في الإقليم. فقد اهتزّت صورة تل أبيب التي طالما ادّعت امتلاك السماء، ووحّدت طهران صفوفها خلف شعار «أمن الجمهورية خط أحمر». وبين عجز إسرائيل عن تدمير البرنامج النووي، واستعداد إيران لإطالة أمد المواجهة، يجد الشرق الأوسط نفسه أمام مرحلة تُعيد توزيع موازين القوة وتترك العالم كله على حافة خليجٍ يغلي… ينتظر الشرارة التالية.

"نقاتل أو نموت".. هل قضى هجوم إسرائيل على الحوار بين أمريكا و إيران؟
"نقاتل أو نموت".. هل قضى هجوم إسرائيل على الحوار بين أمريكا و إيران؟

مصراوي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصراوي

"نقاتل أو نموت".. هل قضى هجوم إسرائيل على الحوار بين أمريكا و إيران؟

كتبت- أسماء البتاكوشي: "أبرموا صفقة نووية في غضون 60 يومًا أو واجهوا العواقب" بهذه العبارة حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران، في رغبة واضحة لتحديد مصير دبلوماسي أو عسكري صارم، حيث أطلق هذا الربيع إنذارًا نهائيًا للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، بإبرام اتفاق نووي خلال 60 يومًا، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة، وفي الوقت نفسه، دعا ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تأجيل أي هجوم على إيران لإفساح المجال أمام تقدم المفاوضات. ومع أن مسؤولين من إدارة ترامب كانوا يعلنون صراحة دعمهم لحل دبلوماسي، فإن إسرائيل كانت تحذر الولايات المتحدة بشكل سري من أنها قد اتخذت قرارًا بتنفيذ هجوم، ففي أواخر الشهر الماضي، زار وفد محدود من أعضاء مجلس النواب الأمريكي نتنياهو في القدس، حيث أكد لهم بشكل حاسم أن إسرائيل ستهاجم إيران بغض النظر عن موافقة واشنطن، وفق ما ذكره شخص حضر اللقاء وآخر مطلع عليه، وقال نتنياهو في الاجتماع: "إما أن نقاتل أو نموت"، بحسب مصادر تحدثت لشبكة CNN. وردًا على ذلك، حث النائبان مايكل ماكول ومايكل لولر إسرائيل على التنسيق مع الولايات المتحدة، مؤكدين ضرورة منح المهلة التي حددها ترامب لإيران بأن تأخذ مسارها خلال الـ60 يومًا، لكن، في يوم الجمعة، اليوم الواحد والستين، نفذت إسرائيل ضربات غير مسبوقة على إيران، استهدفت برنامجها النووي وقادتها العسكريين. وقال أحد الحاضرين لشبكة CNN: "لم يحدث هذا بين عشية وضحاها"، مضيفًا أن الموعد النهائي الذي حدده ترامب "لم يكن خدعة"، وفي حديثه مع الشبكة الاثنين، أشار ترامب إلى الأمر نفسه: "كان ينبغي لإيران أن تستمع إليّ... لقد أعطيتهم تحذيرًا لمدة 60 يومًا، واليوم هو اليوم 61". وجاء التخطيط للهجوم نتيجة سنوات من التحضير الدقيق من جانب إسرائيل، إلى جانب أيام معدودة من المفاوضات الحاسمة بين تل أبيب وواشنطن، بحسب مسؤولين تحدثوا إلى شبكة سي إن إن الأمريكية في البلدين، وتأكيدًا لأولوية هذه المسألة، وصف نتنياهو تدمير القدرة النووية الإيرانية بأنه "تهديدٌ لوجود إسرائيل". كانت إدارة ترامب على دراية مسبقة بالقرار الإسرائيلي، ولم تكن تتوقع من نتنياهو التراجع، فركزت على تعزيز الضغوط الدولية على إيران، حتى مع مواصلة الدبلوماسيين دعم مسار المفاوضات حتى آخر لحظة، ويبدو من الصورة المتاحة أن التنسيق الاستراتيجي شملًا واسعًا، رغم تحفظات الإدارة عن الإعلان العلني، وفقًا لتحليل لشبكة سي إن إن الأمريكية. لقد جسّد ترامب نفسه كصانع صفقات منذ فترة طويلة، وبعد انسحاب أمريكا من اتفاق أوباما النووي الإيراني في 2018، أظهر بنهاية ولايته الأولى إرادة جادة لتسوية دبلوماسية جديدة مع طهران، لكن لطالما ظل تقدم إيران نحو امتلاك سلاح نووي مقلقًا، وهنا تبرز مسألة تخصيب اليورانيوم خارج إطار الاتفاق القديم، وهو ما عارضه بشدة المتشددون الأمريكيون والإسرائيليون، ولم يتضح حتى آخر لحظة ما إذا كان ترامب سيقبل بأن تصل إيران لمراحل متقدمة من تخصيب اليورانيوم، أو ما هي التنازلات التي كان يستعد لقبولها. في المقابل، كانت إسرائيل تتابع برنامج التخصيب الإيراني بقلق بالغ، وأعدت خططًا دقيقة لهجوم محتمل، بحسب بيان مسؤولين أمنيين إسرائيليين: زراعة جواسيس للموساد داخل إيران، وتهريب أسلحة تستخدم كأداة لاستهداف دفاعات طهران من الداخل، وإنشاء قواعد لإطلاق طائرات مسيرة مفخخة داخل الأراضي الإيرانية. في يوم الجمعة، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس أن التوقيت كان محكمًا لتعطيل قدرات إيران النووية ومنع التهديد الدامي على إسرائيل، قائلاً: "نحن عند نقطة حاسمة، وإن أخطأناها، فلن يكون لدينا سبيل لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية تُهدد وجودنا. لقد تعاملنا مع وكلاء إيران خلال العام والنصف الماضيين، لكننا الآن نعالج الرأس نفسه". وكان ترامب قد كرر تحذيره منذ زمن من احتمال شن ضربات عسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، فيما ردت إيران محذرة من أن أي هجوم سيجر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط. بدأت المفاوضات لإعادة صياغة الاتفاق في أبريل بوساطة عُمانية بقيادة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، واستُكملت الجولة الخامسة في روما بتاريخ 23 مايو — قبل ثلاثة أيام من إعلان نتنياهو نيته الهجوم— وكان من المقرر عقد الجولة السادسة في مسقط. وقبيل ساعات من الهجمات يوم الخميس، عقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية جلسة في فيينا وأصدر قرارًا يعلن انتهاك إيران لالتزامات منع الانتشار، بموافقة 19 دولة، ومعارضة ثلاث، وامتناع 11 عن التصويت، وفق رويترز. عقب ذلك، أرسلت الولايات المتحدة رسالة إلى 8 دول تشجعهم على التصويت مع القرار أو الامتناع، في خطوة دعمت الحجة الإسرائيلية بأنها عمليًا تستهدف امتلاك ضمانات دولية قبل الضربات، الاعتماد على هذه التغطية الدولية عزّز موقف إسرائيل في تنفيذ الضربات، حسب CNN. بَينما كانت إسرائيل تشن غاراتها، تمسكت إدارة ترامب بإعلان أن المباحثات النووية لا تزال قائمة، إذ كان المبعوث ويتكوف قد جدد استعداده للقاء المسؤولين الإيرانيين في مسقط، سواء في الموعد الأصلي أو لاحقًا. وصرّح مصدر مطلع بأن الإيرانيين لا زالوا على اتصال بالرئيس ترامب، "قد تتاح لهم فرصة أخرى. سنرى"، بحسبه. وفي مقابلة مع شبكة NBC، قال ترامب: "إنهم يتصلون بي للتحدث. إنهم نفس الأشخاص الذين عملنا معهم في المرة الأخيرة... وقد مات الكثير منهم الآن". على الأرض، جمعت الاستخبارات الأمريكية معلومات عن تفاصيل العملية الإسرائيلية منذ أيام، حيث وصلتها تحديثات يومية وأعدت خططًا لسيناريوهات الطوارئ، رغم أن إسرائيل قدمت معلومات ناقصة عن حجم الأضرار وخسائر القيادة، وفق مصدرٍ مطلع. على التوازي، أجرى ويتكوف محادثات مباشرة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر وسطاء من سلطنة عُمان، واقتراح بنية جديدة للإطار التفاوضي. لكن بعض المشاركين شكّكوا في أن يكون هذا عملاً تكتيكيًا للمماطلة. ومع ذلك، أكّد مسؤول في الإدارة أن هذه الخطة لم تكن سوى محاولة للتوصل إلى اتفاق ضمن المهلة التي حدّدها ترامب. وبينما غادر ترامب كامب ديفيد، أجرى اتصالًا بنتنياهو، طُلب منه وقف الخطاب العلني حول هجوم ووقف التسريبات، وبعد المؤتمر الصحفي، قال ترامب: "نحاول التوصل إلى اتفاق يضمن عدم حدوث دمار أو موت... وقد أبلغناه به أيضًا. آمل أن تسير الأمور على هذا النحو، ولكن قد لا تسير على هذا النحو. سنكتشف ذلك قريبًا". وقال وزير الخارجية روبيو: "لسنا مشاركين في الضربات، وأولويتنا حماية القوات الأمريكية، إسرائيل أخبرتنا بهذا الإجراء كان دفاعًا عن نفسها، والإدارة فعلت كل ما يلزم لضمان حماية قواتنا". وأضاف: "يجب ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأمريكيين". في كواليس الكونغرس، تسلح كبار الجمهوريين والديمقراطيين بمعلومات مسبقة—وفق ما أفاد مصدر بشأن رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذي تلقى إحاطة قبل الضربات—ومع ذلك، فاجأت الغارات الأمريكيين الذين لم يستخدموا في جهود المتابعة، كما قال دبلوماسي كبير لـCNN: "ربما كان دونالد ترامب على علم، لكن الباقين لم يكونوا". أما على الأرض، فبلغت تقييمات الاستخبارات الأمريكية أن الضربات الإسرائيلية على منشأة نطنز كانت فعالة بما يفوق الضرر الخارجي، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في أجهزة الطرد المركزي، وهو ما وصفه المصدر بأنه "فعالة للغاية" وأنها "حرب شاملة". وفي ردًا أوليًا مساء الجمعة، أعلنت إيران أنها شنت هجمات على "عشرات الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية" في إسرائيل، وفق بيان للحرس الثوري، لكن لم يتضح مدى الضرر حتى الآن. كما تراقب الولايات المتحدة بقلق الأوضاع في العراق، إذ توجد مخاوف بشأن سلامة قواتها، خاصة مع وجود ميليشيات موالية لإيران بالقرب من الحدود. وتعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن إيران قد ترد أولاً على إسرائيل، ثم قد تلجأ لاحقًا إلى هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية الأمريكية داخل الولايات المتحدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store