أين الخطة؟ أين الضمانات؟ وأين لبنان؟
لكن ما لا يزال غامضًا حتى الساعة، هو ما إذا كانت الحكومة اللبنانية قد طرحت على الجهات الدولية المعنية الأسئلة التي كان ينبغي طرحها: هل سألت عن الضمانات؟ عن البدائل؟ عن التزامات واضحة بحماية لبنان وسيادته؟ خصوصًا أن الحوار السابق بين حزب الله والرئيس جوزاف عون كان يتمحور حول إعداد استراتيجية دفاع وطني شاملة، لا القفز مباشرة إلى بند بالغ الحساسية في بلد كلبنان، أي حصر السلاح.
السؤال الذي يفرض نفسه اليوم، في الشارع وبين النخب السياسية وفي أوساط صديقة لحزب الله وبيئته، هو: من يضمن وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة؟ من يضمن إنسحاب إسرائيل من النقاط السبع المحتلة؟ من يضمن أن لا تقوم إسرائيل مجددًا باجتياح قرى الجنوب أو مصادرة ممتلكات أو تنفيذ اعتقالات ميدانية كما يحصل يوميًا في سوريا والضفة الغربية؟ من يضمن ألا يُترك الجنوب مكشوفًا أمام أي عدوان؟ من يمنع اختراق الأجواء وانتهاك السيادة؟ من يطمئن العائلات اللبنانية الجنوبية أن ما عاشوه في عقود من الاحتلال والاعتداءات، لن يتكرر، في غياب أي بديل ردعي حقيقي، طالما ترفض واشنطن تسليح الجيش اللبناني بشكل فعلي؟
بصراحة، المطلوب اليوم من رئيس الحكومة نواف سلام، ومعه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن يتحدثا بوضوح إلى اللبنانيين:
ما هي الضمانات المتوفرة؟
ما هي الخطة الدفاعية المقترحة؟
ما هو مصير الاستراتيجية الوطنية للدفاع؟
لماذا يتم استباق النقاش الوطني بهذه العجلة؟
وهل الخطة المطلوبة تعبير عن رؤية لبنانية، أم أنها تأتي استجابة لإملاءات خارجية أميركية، تُفرض على لبنان تحت الضغط السياسي أو المالي؟
إن أي خطوة بهذا الحجم لا يمكن أن تُبنى على الأمنيات، بل تحتاج إلى توافق وطني واسع، وإلى تهيئة واقعية على الأرض. فالدولة لا تُبنى بقرارات مرتجلة، بل بتراكم مؤسساتي، وبثقة داخلية، وبدعم شعبي شامل.
ولعلّ الخلل الأكبر في هذا المسار، هو قلب المعادلة: بدل أن تبدأ الحكومة بصياغة استراتيجية دفاع وطني شاملة، تُراعي طبيعة التهديدات وحجم المخاطر والقدرات الواقعية للجيش، بدأت بما يُفترض أن يكون آخر نتائج تلك الاستراتيجية، أي «خطة حصر السلاح».
إن الرغبة في بناء دولة قوية عادلة، ذات سيادة، لا تعني القفز فوق الوقائع، بل تعني مواجهتها بالحكمة والجرأة معًا. وهذه المواجهة تبدأ بطرح الأسئلة الصعبة… والإجابة عنها أمام اللبنانيين، بكل شفافية.
فهل من يجرؤ على المصارحة قبل أن يدخل لبنان في مغامرة بلا بوصلة؟
حنا أيوب - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 24 دقائق
- ليبانون ديبايت
كنا رأس الحربة في إقرار بند تسليم السلاح... حاصباني ليس خائفاً!
"ليبانون ديبايت" يعتبر النائب غسان حاصباني، في حديث إلى "Red TV"، أن المؤتمر الاغترابي اليوم يضع نقطة الانطلاق للاقتصاد اللبناني، خاصةً بما يتعلق بالاغتراب، مذكّرًا أن الجزء الأساس من الحركة الاقتصادية والمالية والنمو، هو انتشار اللبنانيين حول العالم، وهذا الأمر لا يوجد في الكثير من الدول التي يغترب أبناؤها خارج حدودها. وهذا دافع كبير بأن يكون للمغترب اللبناني دور أساسي في بناء الاقتصاد اللبناني، وحتى انخراطهم في العمل السياسي في لبنان. أما بخصوص القانون الانتخابي، فيوضح أن هناك سعيًا لتعديل القانون بما يسمح للمغترب بالاقتراع لمكان قيده، فمن حقه أن يقترع للنواب الـ128 وفق القيد، لأنه لا ينتظر من أحد أن يمثّل تطلعاته الاغترابية، فهو قادر على حلّ مشاكله في بلد الاغتراب، لكنه يطلب أن تكون له كلمة في منطقته وأرضه وبلده، وفي تكوين الدولة، لأنه يعمل ويرسل الأموال إلى لبنان، فمن الطبيعي أن يرغب بأن تكون له القدرة في لبنان على العمل والعودة إلى بلده، لذلك صوته أساسي في العمل السياسي. ويشدد على أنه كـ"قوات لبنانية"، ذاهبون إلى الآخر، ويتوقف الأمر على من يريد أن يُخفِت صوت المغترب لكي يمرّر نفسه في المجلس النيابي في المستقبل. ويتابع: "نحن نعمل ما علينا، يدًا بيد مع المغترب، ليعلو الصوت ولنعدّل القانون في أقرب فرصة." واعتبر أن ما حصل في جلسة مجلس الوزراء خطوة جيدة من الحكومة باتجاه سحب السلاح، وتحديدًا سلاح حزب الله، الذي ننتظره منذ أكثر من عشر سنوات، وأكثر من 13 ألف يوم من توقيع اتفاق الطائف. ويشدد على أن هناك عملًا كثيرًا ولا يُعدّ هذا نهاية المطاف، لكنهم يثنون على هذا العمل، "وكنا رأس الحربة باتجاه الوصول إلى هذه الخطوة." أما عن التنفيذ، فيحمّل المسؤولية إلى حزب الله، فإذا أراد أن يبقى في مواجهة مع كل اللبنانيين، وغدًا مع الجيش، "فيصبح واضحًا الخط الذي اختاره، ويختلف عن الخط الذي تأسس لأجله." ويتساءل: "كيف سيرعى شؤون المواطنين والناس التي دعمته كل هذه الفترة وخذلها بعدم الدفاع عنها، واستجرار الحرب عليها، ويمنعها من إعادة إعمار بيوتها بعدم تسليم سلاحه إلى الدولة، لتقوم الأخيرة باستقطاب الأموال لإعادة الإعمار؟" أما ما حصل من مظاهرات والتي تدل على أن البيئة لن تتخلى عن الحزب وسلاحه، فيعتبر أن هذه التظاهرات لا تمنع قيام الدولة، والتي هي حق كل الشعب. "كل فريق حرّ في التعبير عن رأيه، لكن لا يمكنه منع غيره من تطبيق القانون." وحسم حاصباني، بعدم الخوف من التفلت في الشارع، في حال قام الجيش اللبناني بواجباته، مشددًا على ضرورة استغلال الفرصة لأن العالم يقف إلى جانب لبنان.


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
كواليس ليل تحركات بيروت.. ماذا فعل الجيش؟
شهد ليل الخميس إستنفاراً واسعاً للجيش في العاصمة بيروت إبّان تحركاتٍ نفذها مناصرو " حزب الله" اعتراضاً على قرارات الحكومة الأخيرة المُرتبطة بـ"حصر السلاح بيد الدولة"، بما في ذلك سلاح "حزب الله". ما فعله الجيش هو أنه عزز انتشاره في نقاطٍ مُختلفة لاسيما في الشوارع التي تؤدي مُباشرة إلى وسط العاصمة، كما أقام حواجزَ متنقلة بعضها في محيط المدينة الرياضية. وفي السياق، قالت معلومات" لبنان24" إنَّ عناصر الجيش التزاموا التعليمات القائلة بالتعامل مع أي تحرك بحكمة وعدم حصول أي اصطدامات، فيما في الوقت نفسه كان هناك تشديد على منع أي اعتداء يطال أملاكاً عامة وخاصة. ما حصل خلال التحركات أنه أشيعت أنباء تفيدُ بوقوع احتكاكات بين الجيش والمواطنين لاسيما في منطقة كنيسة مار مخايل ، لكن مصادر ميدانية نفت هذا الأمر، واضعة تلك الأنباء في خانة إثارة الفتنة بين الجيش والمواطنين. في غضون ذلك، سُجّلت حركة خجولة جداً في بيروت خلال الليل لاسيما في شوارع كورنيش المزرعة - الحمرا - فردان - بشارة الخوري - رأس النبع وغيرها.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
"أين هو؟".. ترامب يسخر من قاسم سليماني خلال مناسبة عسكرية (فيديو)
سخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، من القائد العسكري الإيراني الراحل قاسم سليماني، خلال مراسم توقيع أمر تنفيذي بمناسبة "يوم القلب الأرجواني" في البلاد. وأثناء حديثه أمام الحضور، تساءل ترامب بلهجة مازحة: "أين هو؟"، في إشارة إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية بالعراق مطلع عام 2020، ما أثار ضحك بعض الحاضرين. ويعرف "يوم القلب الأرجواني" في الولايات المتحدة بأنه مناسبة لتكريم العسكريين الجرحى أو القتلى أثناء الخدمة، ويصادف السابع من أغسطس/ آب من كل عام. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News