كتاب "الحق المبين" ..رؤية شاملة وصحيحة لجوهر الإسلام المعتدل بعيدا عن التطرف
القاهرة في 27 مارس/أ ش أ/ كتب ..حمدي المليجي
يقدم كتاب "الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين" ، الذي أهدى وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري نسخة منه إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، رؤية شاملة وصحيحة لجوهر الإسلام المعتدل البعيد عن العنف والتطرف والمغالاة في الرأي.
ويتناول الكتاب ، الذي يعد إحدى الاطلالات الفكرية للأزهر الشريف وهو من تأليف الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، مواجهة الفكر المتطرف وتصويب الأفكار المغلوطة لدى بعض المسلمين حول بعض المفاهيم التي أرادت القوى المتطرفة نشرها في المجتمع المسلم.
ويكشف الكتاب منهج الأزهر الشريف ، الوعاء الحافظ الأمين الذي وعى مناهج أئمة العلم، في تتبع أفكار التيارات المتطرفة المضطربة، وواجبه في التبصير بالدين وإزالة ما ألصق به من أفهام مضطربة، وردع من يتهجم على الوحي والعلم دون زاد من المعرفة، وإن كان تقيا صالحا متعبدا.
ويوضح الكتاب أن هناك من مارس الاجتهاد مع اضطراب في امتلاك أدواته أو التمرس به ما ألصق بالشرع الشريف أفهام حائرة، ومقولات خطيرة، واستدلالات مضطربة، من ورائها أحداث صعبة، ونوازل عظيمة، مما أنتج جوا مشحونا محموما مندفعا، تختلط فيه المعاناة والابتلاءات بالفكر والعلم والاستنباط، مما يرجع على صنعة العلم بالتشويش، والوقوع تحت الضغوط النفسية الهائلة، مما ينتج فقها مغرقا في التشويش والاضطراب والاندفاع.
ويقدم الكتاب وقفة أزهرية تاريخية عكفت على الرصد والتلخيص والاعتصار والمقارنة للمفاهيم، وتمييز الأصلي المحوري منها من الجانبي العارض حتى تم التلخيص والاستخراج الأمين للمرتكزات والأصول والمقولات التي بنيت عليها أطروحات الإسلاميين المعاصرين.
كما يستعرض الكتاب ، الذي يعد مشروعا علميا أزهريا مؤصلا، على مائدة البحث العلمي، والتحرير المعرفي الدقيق، خلاصة المقولات والنظريات والأفكار، التي بني عليها فكر التيارات السياسية المنتسبة للإسلام في الثمانين عاما الماضية، قياما بواجب البيان للناس، وصيانة للقرآن الكريم من أن تلتصق به الأفهام الحائرة، والمفاهيم المظلمة المغلوطة.
ويتناول المؤلف ، في كتابه ، عدة مفاهيم وأطروحات ونظريات وتنظيرات واستدلالات ، تراكمت على مدى السنوات الثمانين ، وهي غير مخدومة ولا مؤصلة، أقدم عليها الأدباء والكتاب والدعاة والمتحمسون، فضلا عمن دخل في مجال العلم الشرعي من الأطباء والمهندسين وأصحاب الحرف والمهن المختلفة، ممن أجهد نفسه في دراسة الشرع، ثم تحول إلى ممارسة صنعة الاجتهاد، مع اضطراب في امتلاك أدواته أو التمرس به.
ويشدد الكتاب على أن الأزهر الشريف الذي هو منهج علمي رصين مؤصل، يجر من ورائه تجربة ألف سنة في صنعة التعليم والتمرس بدقائق الصناعة العلمية، وتخريج العلماء المتبحرين، عبر أجيال ممتدة، ودوائر علوم متضافرة، وطول زمن صقل التجربة وسدد ثغورها، وعزز تكاملها وإتقانها ونضجها وبلورتها، وابتعاث الألوف من علماء الأقطار إليه، على اختلاف بيئاتهم وطبائع معيشتهم ومعطيات مجتمعاتهم، مما زاد من التلاقي المعرفي بين الأزهر وبين المدارس العلمية في المشرق والمغرب، حتى استقرت معه مناهج العلم والمعرفة على نحو نادر الحدوث في شعوب الإسلام ومدارسه في المشرق والمغرب.
وينوه إلى وقوف الأزهر الشريف بكل ما يشتمل عليه من الموارد المعرفية الأصيلة المذكورة، يرقب ذلك بكل أناة وتأمل، وهو يعرض ما أنتجته تلك التيارات من أطروحات واستدلال وفهم للوحيين، وتنزيل له على الوقائع، على ميزان العلم العميق المؤصل، فما ترك حادثة ولا نازلة إلا وقد رصدها ولاحقها، وعكف على فحصها وتحليلها، وإبداء الرأي فيها، ولربما اشتهر نتاج ذلك وذاع، ولربما خفي جهده في ذلك وتوارى نتيجة عدم الخدمة التوثيقية والأرشفة والتوصيل الإعلامي وما أشبه.
ويقول المؤلف إن الأمر تصاعد في الأعوام الأخيرة على نحو فادح، وتسارعت حركة الاستدلال والاستدعاء لآيات القرآن في مواردها وفي غير مواردها، بل بدأت الأطروحات الفكرية التي أثمرتها الثمانون عاما الماضية تزداد تعقيدا وتداعيا، وتتولد من المفاهيم الكلية الكبرى عندهم مفاهيم جزئية، وخرج ما كان كامنا من تلك الأطروحات إلى حيز التنفيذ والجدل، وازداد أربابه بعدا عن مناهج أهل العلم، حتى انقضت تلك الأجيال الأولى التي ربما كانت تدرك معنى العلم وتقدر له قدره، وآل الأمر إلى الأجيال الناشئة المتحمسة، ممن أجرى قلمه بمقال أو خطبة أو كتابات متحمسة، فإذا به قد تسلط هو اليوم للتنظير والاستنباط، مما أنتج خطابا دينيا صارخا وصادما وقبيحا، وفاقدا لمقاصد الشريعة بل مدمرا لها.
ويشرح المؤلف كيف أن فكر التيارات المتطرفة، الذي كان كامنا في كتبهم ، أعيد اليوم بعثه ، فتم تحويله إلى تنظيمات وجماعات وتطبيقات، بل تولدت منه الأجيال الثواني والثوالث من الأفكار والتطويرات والاستدلالات إنها تيارات تدعي الانتساب إلى الوحي، وتتمرد على المنهج.
ويشدد على ضرورة هذه الوقفة التاريخية الأزهرية، التي يستنفر فيها الأزهر علومه ومعارفه وتاريخه وأعيانه ومناهجه وأدواته العلمية، ويضع نتاج تلك التيارات تحت المجهر، حتى يصدر فيها الرأي الفصل، وينفي عن دين الله تعالى ما ألصق به من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين".
ويتناول الكتاب مفهوم الخطاب الديني ومعناه إزالة كل ما علق بهذا الشرع الشريف من مفاهيم مغلوطة ، أو تأويلات منحرفة، أو استدعاء خاطئٍ لآيات القرآن في غير ما قصدت إليه، وإعادة إبراز مكارم الشريعة، وسمو أخلاقها، ورصانة علومها، عن طريق تفعيل مناهج الاستنباط المنضبطة الرصينة، حتى يرجع جوهر هذا الدين نقيا ساطعا، يرى الناس فيه الهدي والسكينة والعلوم والمعارف والحضارة.
ويكشف الكتاب أن الأزهر الشريف يفحص المقولات الفكرية المتطرفة ويعرضها على مائدة البحث العلمي وأدوات المعرفة الحاضرة فهو نموذج من المنهج العلمي المنضبط الرصين يفتح أبواب النقاش ويزيل ما ألصق بالوحي من أفهام مغلوطة وتأويلات متغالية.
ويعتبر المؤلف أن هناك منهجين الأول "فكري مستقيم" ويتمثل في الأزهر الشريف والآخر "سقيم ومضطرب" مفعم بالتشنج يظهر عبر الزمان على هيئة موجات متتالية، وكلما مضت عدة أجيال برزت منه موجة جديدة، بهيئة مغايرة، وتحت شعار واسم جديدين، لكنها تستصحب طريقة التفكير بعينها، وتعيد نفس المقولات والنظريات بعينها، وترتكب الأخطاء الفادحة في فهم الوحي بعينها وتسمى في زمننا بأسماء متعددة، وهيئات مختلفة متصارعة، من الإخوان إلى داعش.
ويكشف الكتاب عكوف الأزهر الشريف واستمراره على إعداد جمهرة أو موسوعة أو مرصد للآيات والأحاديث، التي انتهكها الفكر المتطرف، وتأولها على غير وجهها، واستدعاها في غير ما نزلت لأجله، أو حرف دلالتها، متجاوزا قواعد علم الأصول، وعلوم البلاغة والعربية، وآداب الاستنباط عموما، حتى يكون تلك الجمهرة معجما يتناول كل آية ألصقت بها الأفهام المغلوطة، ثم يبسط معناها ويشرح دلالاتها، ويبين وجه الغلط في استدلال التيارات المعاصرة بها".
وفي هذا السياق ، ينفي المؤلف احتكار الأزهر لنفسه حق تأويل النص، أو أنه يقصر المعرفة على نفسه دون غيره، بل الأمر راجع إلى منهج علمي رصين، حافظ الأزهر عليه، ونشره، وعلمه، وأودعه في الكتب، وجعله متاحا، بل قامت على هذا المنهج مدارس أصيلة، كالزيتونة في تونس، والقرويين في فاس، والجامع الأموي في دمشق، وجامع الفات في استانبول، وأربطة العلم في حضرموت، ومحاضر شنقيط، ومسايد السودان، والمدارس العلمية الموقرة في الملايو والهند والعراق، والعمق الأفريقي، وغير ذلك من المدارس العلمية الأصيلة في أقطار المسلمين، فالأمر ليس احتكارا للمعرفة، بل غيرة على هذا المنهج المتاح، وعلى كل من أراد أن يشارك في الاستنباط من القرآن ألا يقصر في تحصيل هذا المنهج وإتقانه وإحراز الشهادة والإجازة العلمية فيه، وإلا فهو معتد على العلم، ومقصر في طلبه وتعلمه.
ح م د/س.ع
أ ش أ

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة نيوز
منذ 4 ساعات
- وكالة نيوز
عراقجي يصف محادثاته مع مسؤولي الفاتيكان بأنها كانت مفيدة وبناءة
العالم – إیران والتقى وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ، رئيس الوزراء ووزير خارجية الفاتيكان بعد انتهاء الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران واميركا. وفي حديثه للصحافيين حول هذه اللقاءات، قال عراقجي: 'لقد أجريت مناقشات بناءة مع مسؤولي الفاتيكان حول القضايا الراهنة والمفاوضات بين إيران واميركا'. وقال وزير الخارجية: 'تم التطرق أيضا إلى قضية أسلحة الدمار الشامل وفتوى قائد الثورة الاسلامية بتحريم هذه الأسلحة، وهناك آراء مشتركة بيننا وبين مسؤولي الفاتيكان في هذا الصدد'. وأشار إلى أننا 'أجرينا نقاشا مفصلا مع مسؤولي الفاتيكان حول الجرائم التي ترتكب في فلسطين، وتبادلنا أيضا وجهات النظر حول حوار الأديان بين الإسلام والمسيحية'. وأكد وزير الخارجية: 'بشكل عام كانت هذه لقاءات جيدة للغاية، ونأمل أن تتعزز اتصالاتنا، لأننا أجرينا مناقشات مفيدة وبناءة للغاية وسوف تستمر'. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والوفد الدبلوماسي المرافق له، قد وصل صباح الجمعة، إلى روما عاصمة إيطاليا لعقد الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة. وجرت المحادثات مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي بشكل غير مباشر وعبر وساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي. وعقد عراقجي حتى الآن خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف (ثلاث جولات في مسقط وجولتان في روما). وكان من بين أعضاء الوفد المرافق لوزير الخارجية خلال هذه الجولة نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، والمتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي، وعدد من الدبلوماسيين والخبراء القانونيين.


بوابة الأهرام
منذ 8 ساعات
- بوابة الأهرام
معاداة إسرائيل .. واتساع دوائر الغضب!
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو؛ قادة كل من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، بأنهم يقفون وراء «تحريض» معاد لإسرائيل، وأن هذا كان سببا رئيسيا فى حادث إطلاق النار الذى وقع أخيرا خارج المتحف اليهودى فى واشنطن العاصمة. هل يمكن أن يصدق أحد ذلك، وهل يبدو متماسكا ومقنعا بأى صورة؟، بالتأكيد لا! لكنه على أى حال جاء كتسجيل موقف رسمى للدولة الإسرائيلية تعليقا على الحادث، الذى أودى بحياة اثنين من العاملين بالسفارة الإسرائيلية فى الولايات المتحدة. رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير خارجيته جدعون ساعر طرحا الأمر على هذا النحو، حيث اعتبرا الحادث فرصة سانحة كى يبعثا برسالة رد لقادة الدول الثلاث، الذين خرجوا قبل أيام ليعبروا عن «تململ» تأخر طويلا، مما تشهده حرب الإبادة والتجويع التى تدور بحق الفلسطينيين، عبر توقيع رسالة مشتركة شديدة اللهجة تدين ممارسات إسرائيل فى غزة. الرئيس الأمريكى ترامب بدوره، أرجع دوافع الحادث إلى «معاداة السامية» فى إدانته له، مشددا على ضرورة أن تنتهى عمليات القتل المروعة هذه فى العاصمة، التى تستند بحسب وصفه إلى «معاداة السامية»! وهذا استدعاء نمطى بات كلاسيكيا بالمعنى السلبي، لم يعد يقنع أحدا بالمرة، لا الجمهور الأمريكى ولا المجتمع الدولى فى أى من شرائحه المختلفة. ربما اضطر الرئيس الأمريكى لاستخدام هذا التوصيف «المعلب»، بعد أن تبين أن مرتكب الحادث «إلياس رودريجز» مواطن أمريكى خالص، يقطن مدينة شيكاغو سافر جوا إلى واشنطن قبل يوم من ارتكابه للحادث، وبحوزته سلاح نارى اشتراه بشكل قانونى من إلينوى فى حقيبته المسجلة. وهو على هذا النحو تحرك بإرادة ثابتة، وتعقل كامل مستخدما السماح الذى يعطيه له القانون الأمريكي، بحمل السلاح واستخدامه فى التعبير عن «وجهة نظره» بصورة أو أخري. الأمن الأمريكى خلال إجراءات تفتيشه منزل رودريجز بعد إلقاء القبض عليه بموقع الحادث، تبين لهم قيامه بوضع صورة على نافذة منزله فى شيكاغو للطفل «وديع الفيومي» الأمريكى من أصل فلسطينى البالغ من العمر ست سنوات، السابق تعرضه لجريمة قتل «طعنا» عام 2023، وأدين قاتله بارتكاب «جريمة كراهية» باعتبار دافعه المثبت حينذاك كان كراهية الإسلام والحرب فى غزة. «إلياس رودريجز» الأمريكى النموذج، يعبر بوضوح عن الشرائح الجديدة التى دخلت إلى دائرة الغضب بشكل تلقائي، بل يبدو منطقيا إلى أبعد الحدود. رودريجز 30 عاما، يعمل فى الجمعية الأمريكية لتقويم العظام منذ 2024، له اهتمامات سياسية يعبر عنها تيار يسارى يتنامى أخيرا فى الداخل الأمريكي، عنوانه الرئيسى هو رفض السياسات وتوجهات الحكومات الأمريكية فى معالجة قضايا العالم المختلفة، والثابت أن أجهزة الأمن أكدت أن إلياس رودريجز لم تكن له سابقة واحدة مع الشرطة، ولم تر فى سجله أى شيء يجعله يخضع لـ»المراقبة الأمنية». وسائل الإعلام وثقت عملية إلقاء القبض على رودريجز، الذى لم يغادر موقع الحادث وبدا هادئا إلى حد كبير، بل وحرص على إطلاق صيحة «الحرية لفلسطين» بشكل متكرر ومسموع للمحيطين به وللشرطة، والأهم أنها وصلت وسجلت فى وسائل الإعلام بشكل واضح. سمح ذلك بتداول المقطع المصور على نطاق واسع فى منصات التواصل الاجتماعي، وحظى بمشاهدات مليونية خلال دقائق. وبدت كثافة التعليقات لافتة إلى حد كبير، لكن يظل الأكثر لفتا للانتباه أن عشرات التعليقات الأمريكية والغربية بالخصوص أجمعت على توصيف واحد لفعل رودريجز وصيحته، بأنها «صرخة عدالة ضد جرائم الاحتلال» ! التعليق بالتأكيد يحمل قدرا كبيرا من الالتباس، وليس دقيقا ولا موضوعيا فى أكثر من جانب، بالنظر إلى حادث إطلاق للنيران على مدنيين آمنين وبصورة عشوائية إلى حد ما، فالمستهدف بالاعتداء يحصر الضحايا بأن يكون لهم ارتباط بدولة إسرائيل بشكل أو آخر، هكذا يمكن قراءة فكر وخطط إلياس رودريجز مما يتضح من الملابسات غير الغامضة حتى الآن. لكننا نقف هنا أمام تعليقات «الجمهور» المتحررة من قيود المنطق والتعقل، وتتسلل إلى منصات التواصل الاجتماعى لتصنع «اتجاة» للرأى العام يصعب تجاهل نسبة «الغالبية» فيه، التى تحمل منطقا مضادا لما سبق تعبر عنه تعليقا على هذا الحادث وفى غيره من المواقف والحوادث ذات الارتباط. هذه الغالبية بدت حاضرة هذه المرة، تطرح وقد طرحت من قبل سؤال العدالة الغائبة فى كل ما يحدث فى غزة بحق الشعب الفلسطيني، وليس بخاف عنها تمدد مساحات التواطؤ غير المبرر ممن يملك محاصرة هذا التدهور الأخلاقي، وهنا تتجه أصابع الاتهام مباشرة إلى الولايات المتحدة وإلى المجتمع الغربى بشكل عام، ليس بممارسة ضغط من نوع ما على إسرائيل لإيقاف الحرب، بل لطبيعة التحالف الاستراتيجى بين هذه الأنظمة الرسمية ودولة إسرائيل، والذى لم يبخل بأشكال الدعم المختلفة طوال شهور وأيام الحرب الدامية. هذا دفع بعض دول هذا المعسكر لممارسة نوع من التطهر الرمزي، على شاكلة بيان ورسالة بريطانيا وفرنسا وكندا الأخيرة التى هاجمتها إسرائيل، واعتبرتها مناصرة ودعما لـ«حركة حماس». هناك استشعار بالغ بالقلق، لدى قادة وأنظمة تلك البلدان التى دعمت وتدعم إسرائيل حتى اللحظة، فـ«الهم الأخلاقي» تجاوز خطوط الأمان بمسافات، وإطلاق النار المفتوح على موظفين آمنين لمجرد عملهم بسفارة إسرائيلية بات يسمى «بحثا عن العدالة»، هذا يدركه السياسيون وتتحسب منه الأجهزة الأمنية على مستوى العالم، وإن لم يعلن خارج الغرف المغلقة التى يعكف المسئولون بداخلها فى أكثر من دولة وفى عديد المجتمعات، بالتفتيش عن الحلول الغائبة أو «المحاصرة». هذا بالمناسبة هو التعبير الأشهر الموجود بعشرات التقارير الإعلامية والدراسات البحثية، التى سبقت حادث واشنطن بأيام قليلة جميعها تتناول حالة «الحصار» و»العزلة» المتنامية التى تواجهها إسرائيل فى مجالات عدة. هذا ملحوظ؛ وبات يرصد ويناقش على نطاق واسع، وهو آلية محدودة مازالت فى مراحلها الأولى لكنها انطلقت هى الأخرى بحثا عن العدالة المفقودة، ويظل الأخطر أن محفزات الغضب على شاكلة «حادث واشنطن»، تسبق هذه المراحل وتستخدم العنف سبيلا لإرساء هذه العدالة، وجميع المؤشرات ترشحها بأن تتسع، بحيث لن تقف عند حدود الولايات المتحدة أو المعسكر الغربى، بل ستمتد يقينا لما هو أبعد.


المشهد العربي
منذ 11 ساعات
- المشهد العربي
خادم الحرمين يوجِّه باستضافة 1300 حاج من 100 دولة
وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم الجمعة، باستضافة 1300 حاج وحاجة من 100 دولة لأداء المناسك لهذا العام، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين للحج، الذي تُنفِّذه وزارة الشؤون الإسلامية السعودية. وأوضح الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية السعودي المشرف العام على البرنامج، أن هذا التوجيه يعكس ما تقوم به القيادة السعودية في خدمة قضايا الأمة الإسلامية، ويؤكد رسوخ موقع المملكة الريادي للعالم الإسلامي. وأضاف آل الشيخ، أن الوزارة بدأت فور صدور التوجيه، تسخير جميع الإمكانات والطاقات لتقديم أفضل الخدمات للضيوف، حيث أعدّت خطة تنفيذية متكاملة تشمل برامج إيمانية وثقافية وعلمية، وزيارات ميدانية لأبرز المعالم الإسلامية والتاريخية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع تنظيم لقاءات مع علماء وأئمة للحرمين، مما يُعزِّز الأثر الروحي والمعرفي لهذه الرحلة. وعدّ الوزير البرنامج من المبادرات النوعية والمتميزة التي تهدف إلى توثيق الصلات مع القيادات الدينية والعلمية والفكرية في العالم الإسلامي، وتعزيز التواصل الحضاري والدعوي، مبيناً أنه استضاف منذ انطلاقته قبل 29 عاماً نحو 65 ألف حاج وحاجة من 140 دولة، وفَّرت لهم منظومة متكاملة من الخدمات اللوجيستية والدينية والصحية والثقافية، بدءاً من لحظة ترشيحهم وحتى عودتهم لبلدانهم بعد أداء المناسك. وأكد آل الشيخ، أن هذه الاستضافة تُمثِّل صورة مشرقة من صور عطاء السعودية الذي لا ينضب في خدمة الإسلام والمسلمين، وتجسد رؤيتهما في تعميق علاقاتها مع الشعوب الإسلامية، وتعزيز الحضور الإيجابي عالمياً، تحقيقاً لمستهدفات «رؤية 2030» في بُعديها الإسلامي والإنساني. وثمّن وزير الشؤون الإسلامية ما يقدمه خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من جهود جليلة لخدمة الإسلام والمسلمين، سائلاً الله أن يديم على البلاد أمنها واستقرارها وريادتها في شتى المجالات.