
هياكل دفاعية جديدة.. أوروبا تراوغ ظل أمريكا
تم تحديثه الأحد 2025/4/20 12:03 ص بتوقيت أبوظبي
بعد عقود من التبعية العسكرية لواشنطن، ووسط احتمال تراجع الدعم الأمريكي، تصاعدت التساؤلات حول جدوى إنشاء مؤسسات دفاعية أوروبية جديدة، لتعزيز أمن القارة العجوز.
وتبذل دول الاتحاد الأوروبي جهودًا لزيادة الإنفاق الدفاعي، حيث اقترحت المفوضية الأوروبية إعفاء هذا الإنفاق من قيود العجز المالي لمدة أربع سنوات، مما قد يسمح بضخ ما يصل إلى 650 مليار يورو سنويًا، بحسب صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية.
بالإضافة إلى ذلك، تُدرس خطة لإنشاء صندوق قروض بقيمة 150 مليار يورو لتمويل المشتريات العسكرية المشتركة، لكن دولا مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا تواجه عقبات في الاقتراض بسبب مستويات الديون المرتفعة، مما يُحد من فعالية هذه الخطط.
هياكل جديدة
ولحل تلك المعضلة، ظهرت عدة أفكار لتعزيز البنية الدفاعية الأوروبية، منها اقتراح إنشاء «بنك دفاع أوروبي» على غرار البنك الأوروبي لإعادة الإعمار، يتمتع بصلاحية الاقتراض من الأسواق الدولية لتمويل مشتريات الأسلحة وتوحيد الصناعات العسكرية.
كما دعمت المملكة المتحدة فكرة إنشاء كيان فوق وطني لتخزين الأسلحة نيابة عن الدول الأعضاء، لتقليل التكاليف المباشرة على الحكومات.
إلى جانب ذلك، طرح مركز «بروغل» البحثي، آلية دفاع أوروبية بقيمة 700 مليار يورو، مشابهة لآلية الاستقرار المالي، لشراء أنظمة دفاعية استراتيجية مثل الدفاع الجوي والصواريخ بعيدة المدى، مع إعطاء أولوية للدول الواقعة على حدود روسيا في التمويل.
تحديات رئيسية
إلا أن إنشاء سوق دفاعية أوروبية موحدة على غرار النموذج الأمريكي – الذي يضم 50 ولاية تحت إطار قانوني ومالي واحد – يعد مهمة مستحيلة، في ظل وجود 30 دولة أوروبية ذات سيادة وثقافات دفاعية متنوعة، بحسب «فايننشيال تايمز».
ومع ذلك، يُمكن تحقيق تقدم كبير عبر توحيد المعايير الفنية والمواصفات العسكرية، وهو مسار بدأت بعض الدول – خاصة الصغيرة منها – في سلوكه بنجاح.
فعلى سبيل المثال، اتفقت مجموعة من الدول على توحيد مواصفات البنادق العسكرية، مما سمح بتحقيق وفورات في التكاليف وزيادة الكفاءة التشغيلية.
ويمكن تعميم هذا النهج على أنظمة أخرى مثل الذخائر، وأنظمة الاتصالات العسكرية، والمركبات المدرعة، مما يُقلص التكلفة الإجمالية بنسبة 20-30%، وفقًا لتقديرات معهد بروغل.
دور الناتو ومستقبله
ورغم الدعوات لتعزيز الاستقلال الاستراتيجي، يُجمع القادة الأوروبيون على أن الناتو يظل حجر الزاوية للدفاع الجماعي، لكنهم يدرسون سيناريوهات لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، مثل نقل عبء الدفاع الإقليمي إلى أوروبا خلال 5 إلى 10 سنوات، بينما تركز واشنطن على الأدوار الاستراتيجية كالردع النووي. إلا أن عدم وضوح نوايا الولايات المتحدة بشأن مدى تقليص التزاماتها يزيد من حالة التردد الأوروبي.
وأشار التقرير إلى أن أوروبا تعاني من غموض في الرؤية، حيث يُروج لإنشاء "ركيزة أوروبية" داخل الناتو دون تحديد آليات تنفيذها. كما يُعتبر الحديث عن انسحاب أمريكا من الدفاع عن أوروبا "تابوها" سياسيًا، خوفًا من تسريع انفصالها.
ورغم إدراك الحاجة إلى تعزيز القدرات الذاتية، تظل الدول الأعضاء حريصة على عدم إثارة قلق واشنطن بإظهار الاستقلالية المفرطة.
aXA6IDkyLjExMi4xNzMuMTU5IA==
جزيرة ام اند امز
ES
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 15 دقائق
- البوابة
وزير المالية الأوكراني يدعو الاتحاد الأوروبي لتمويل جيش بلاده لحماية القارة من روسيا
في مقترح لافت يعكس حجم التحديات التي تواجهها أوكرانيا، دعا وزير المالية الأوكراني، سيرجي مارشينكو، يوم الجمعة، الاتحاد الأوروبي إلى النظر في تمويل جيش بلاده بشكل مباشر. وأكد مارشينكو أن القوات المسلحة الأوكرانية، من خلال مواجهتها المستمرة للجيش الروسي منذ اندلاع النزاع في عام 2022، لا تدافع عن أوكرانيا فحسب، بل تضمن حماية القارة الأوروبية بأكملها. وفي بيان حكومي رسمي، نشره الوزير الأوكراني عبر تطبيق "تليغرام" يوم الجمعة، قال مارشينكو: "إن الجيش الأوكراني يضمن اليوم حماية أوروبا بأكملها، وليس أوكرانيا فحسب". وسعى الوزير إلى طمأنة الشركاء الأوروبيين بأن نفقات دعم القوات المسلحة الأوكرانية لن تشكل سوى جزء ضئيل من الناتج الاقتصادي الإجمالي لدول الاتحاد الأوروبي. وتابع مارشينكو في بيانه، مقترحًا آلية عملية لهذا الدعم: "بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه النفقات الدفاعية يمكن أن تضاف إلى النفقات الإلزامية للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)". ويشير هذا المقترح إلى إمكانية دمج الدعم المالي لأوكرانيا ضمن الالتزامات الدفاعية القائمة لدول الحلف. وشدد وزير المالية الأوكراني على ضرورة استمرار تلقي الجيش الأوكراني للتمويل والدعم من الخارج، حتى بعد التوصل إلى اتفاق سلام محتمل مع روسيا. وبرر مارشينكو هذه الحاجة المستمرة بالقول: "إن الخطر الرئيسي على الأمن الأوروبي من روسيا لا يزال قائمًا، حتى لو تم التوصل إلى سلام دائم". وأضاف أن "دعم أوكرانيا هو استثمار مباشر في استقرار وأمن أوروبا على المدى الطويل". وتجدر الإشارة إلى أن الميزانية الأوكرانية المعتمدة لعام 2025 تتضمن تخصيص حوالي 28 مليار دولار أمريكي لقطاع الدفاع. ومع ذلك، أشار أعضاء في البرلمان الأوكراني (الرادا) إلى أن النفقات الفعلية لهذا القطاع من المرجح أن تكون أعلى بكثير بحلول نهاية السنة المالية، نظرًا لاستمرار العمليات العسكرية وتصاعد حدتها في بعض الأحيان. ويُذكر أن الجهات المانحة الأجنبية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ككتلة، ودول أعضاء فيه بشكل منفرد مثل ألمانيا، بالإضافة إلى دول أخرى، تساهم حاليًا في تمويل أكثر من نصف ميزانية الدولة الأوكرانية، مما يعكس حجم الاعتماد على الدعم الخارجي في ظل الظروف الراهنة.


البوابة
منذ 28 دقائق
- البوابة
أهم أخبار الإمارات اليوم الجمعة 23 مايو 2025.. تعزيز التعاون مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي والتشيك
يقدم موقع 'البوابة نيوز' تقريرا عن أهم أخبار الإمارات، اليوم الجمعة، ويرصد خلاله أبرز وأهم الأحداث التي تجري في الدولة العربية الشقيقة. أخبار الإمارات اليوم.. وزيرة دولة الإمارات لريادة الأعمال تبحث تعزيز التعاون مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي والتشيك بحثت وزيرة دولة الإمارات لريادة الأعمال علياء بنت عبدالله المزروعي، مع وزراء ومسؤولين حكوميين في الاتحاد الأوروبي وألمانيا والتشيك، سبل تعزيز التعاون المشترك واستكشاف فرص جديدة لتنمية ريادة الأعمال ودعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، بما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة وتوسيع آفاق الشراكات الدولية، والوصول بها إلى مستويات أعلى من التنسيق خلال المرحلة المقبلة، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "وام" الإماراتية اليوم الجمعة. جاء ذلك خلال زيارة وزيرة دولة الإمارات لريادة الأعمال لألمانيا للمشاركة في معرض "جيتكس أوروبا" والتي عقدت في إطارها مجموعة من اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى مع كل من كارستن فيلدبيرجر، وزير الرقمنة وتحديث الدولة في ألمانيا، وغيتا كونيمان، وزيرة دولة ومفوضة الحكومة للشركات الصغيرة والمتوسطة في وزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي في ألمانيا، ويان كافاليريك، نائب وزير الصناعة والتجارة في التشيك وكاي فيغنر، عمدة برلين وأندرياس شفارتس، ممثل عن المفوضة الأوروبية للشركات الناشئة والبحث والابتكار، وذلك بحضور عمران شرف، مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي؛ ومحمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار الإماراتي، وأحمد العطار، سفير دولة الإمارات لدى ألمانيا. وأكدت علياء المزروعي خلال لقائها كارستن فيلدبيرجر، وزير الرقمنة وتحديث في ألمانيا، أن الإمارات بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة تتبنى نهجا قائما على الانفتاح والتعاون الدولي وتواصل توسيع شراكاتها الاستراتيجية مع مختلف دول العالم، لافتة إلى أن ألمانيا والإمارات تجمعهما علاقات اقتصادية استراتيجية متينة تشهد نموا متسارعا وتتمتعان برؤية مشتركة لتوسيع آفاق الشراكة بين مجتمعي الأعمال في الدولتين. أخبار الإمارات اليوم.. "أبوظبي للاستثمار" توقع علي شراكة مع مكتب الشؤون الصناعية والعمالية بطوكيو لدعم الشركات الصغيرة وقع مكتب أبوظبي للاستثمار ومكتب الشؤون الصناعية والعمالية التابع لحكومة مدينة طوكيو الكبرى اتفاقية استراتيجية جديدة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في الدولتين، والراغبة في التوسع خارج الأسواق المحلية، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "وام" الإماراتية اليوم الجمعة. جاء توقيع الاتفاقية خلال فعاليات "منتدى أبوظبي للاستثمار" في طوكيو بهدف تعزيز التجارة البينية ومشاركة استراتيجيات التصدير وفتح آفاق جديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة لدى الطرفان. ومن خلال الجمع بين الخبرات الصناعية لطوكيو والربط العالمي الذي تتمتع به أبوظبي، تهدف هذه المبادرة إلى منح الشركات ميزة تنافسية تمكنها من التوسع عالميا. وبحسب الاتفاقية، سيتعاون مكتب أبوظبي للاستثمار ومكتب الشؤون الصناعية والعمالية في طوكيو في دعم رواد الأعمال، وتبادل البيانات والرؤى حول القطاع الصناعي، وتنسيق السياسات في المجالات الحيوية التي تؤثر في نجاح عمليات التصدير.


الاتحاد
منذ 28 دقائق
- الاتحاد
ترامب يوجه تهديدات جديدة إلى الاتحاد الأوروبي
هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي الجمعة بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 % على المنتجات الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة اعتبارا من الأول من يونيو المقبل، قائلا إن المفاوضات الجارية "تراوح مكانها". وكتب ترامب، في منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشال"، يقول "من الصعب جدا التعامل مع الاتحاد الأوروبي الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة تجاريا (...) مناقشاتنا تراوح مكانها. وفي ظل هذه الظروف، أوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 % على الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من الأول من يونيو. وما من رسوم جمركية على المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة". ومن جملة الأمور التي ندّد بها الرئيس الأميركي، "الحواجز الجمركية والضريبة على القيمة المضافة والعقوبات السخيفة على الشركات والحواجز غير الجمركية والمضاربات المالية والملاحقات غير المبرّرة والمجحفة في حقّ الشركات الأميركية". وبناء على معطيات ممثّل البيت الأبيض لشؤون التجارة، يقدّر العجز التجاري للولايات المتحدة في هذا المجال بحوالى 235 مليار دولار أميركي لسنة 2024، لكن المفوضية الأوروبية تعترض على هذا المجموع وتفيد من جانبها بعجز يبلغ 150 مليار يورو (حوالى 160 مليار دولار) للسلع فحسب وينخفض إلى 50 مليار يورو بعد حساب الفائض التجاري الأميركي من حيث الخدمات. وفي المعدّل، تبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية حاليا 12,5 %، مع نسبة 2,5 % كانت معتمدة قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أضيفت إليها 10 % منذ مطلع نيسان/أبريل إثر إقرار رسوم جمركية "متبادلة". وأراد البيت الأبيض في بادئ الأمر فرض رسوم بنسبة 20 % على المنتجات الأوروبية، قبل الإعلان عن فترة سماح لتسعين يوما للرسوم الجمركية التي تتخطّى نسبتها 10 % ريثما تمضي المفاوضات قدما. ومن حيث المبدأ، تنتهي هذه الفترة مطلع يوليو المقبل. وخلال الأسابيع الأخيرة، أجرى المفوّض الأوروبي لشؤون التجارة ماروس سيفكوفيتش عدّة محادثات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك وممثّل التجارة جيميسون غرير، لكن من دون إحراز تقدّم يُذكر.