
حسابات الرُّبُعين المقبلين
في انتظار أن تمطر السماء العالم العربي، بزُرْق اليمامة وزرقاواتها، حتى تحظى الشعوب بما تيسّر من قراءة الزمن الآتي، لا حرج على من يستعير العيون والعدسات، ويحدّق مليّاً في آفاق لفرط قربها، تلوح عند أرنبة الأنف. أيها الفتيان العرب، دعوا جانباً، ولو لساعة، ترتيب منتخبات كرة القدم، وتأمّلوا هذين الترتيبين للقوى الاقتصادية عالمياً، أحدهما لسنة 2050، عندها ستكون الصين الأولى، الولايات المتحدة الثانية، والهند الثالثة. بعد ربع قرن آخر، سنة 2075، ستكون الصين الأولى، الهند الثانية، الولايات المتحدة الثالثة، والمرتبة الرابعة ستحتلها إندونيسيا. لن تقول: «طوى الوكالاتِ حتى جاءني نبأٌ.. فزعتُ منه بآمالي إلى الكذبِ». هل كنتَ تتوقع نتائج تقلب الطاولة؟
يقيناً، لم يطرف لك جفن، لم يتحرك لك ساكن، مثل سكون السكينة وسط هزّات الشرق الأوسط. من أين تشتري غرائب المخلوقات في الشرق الأقصى حليب الغول، الذي يغيّر المعادلات؟ بأيّ سحر ينبت فطر التنمية عندهم، ولا تُنبته أكثريّة الديار العربية؟ أغلب الظن أنهم أدركوا منذ عقود أن السحر الحقيقي إنما هو في الإدارة الفائقة، لهذا لم يضيعوا عشرات السنين، في بيع كتب السحر على الرصيف، من«الكبريت الأحمر» إلى «جلب المحبوب وفك المربوط».
لا توحش النفس بالسؤال عن موقع المضارب العربية في الموعدين المذكورين، فلو شغلتَ البال، لبدا لك ما يسوؤك. وما هي المرتبة التي تتوقعها؟ لكن، طب نفساً، فالقلم سيمارس خفّة اليد ويصرفك عن الموضوع. في فرنسا رجل في الثانية والثمانين، اسمه آلن جوييّه، تماماً مثلما يكتب وينطق في الفرنسية، شهرنا هذا، يوليو/تموز. كان الخبيرُ الجيوسياسي رئيسَ «جهاز الأمن الاقتصادي»، بالفصيح، رئيس الجاسوسية الاقتصادية والصناعية، ويترأس أيضاً أكاديمية الأمن الاقتصادي. افتتح في «يوتيوب» قناةً حواريةً.
في حديث بثّه مؤخراً، أورد بضعة أرقام فيها كل أسرار البلاغة، ما عدا المجاز والاستعارة والتورية والتضمين والاقتباس. قال: «ثمّة أربع وثلاثون تكنولوجيا رئيسةً ستصنع المستقبل. سبع وعشرون منها متقدمة في الصين. عشر من السبع والعشرين هي انحصار صيني محض. تبقى للغرب سبعٌ، أربع للأمريكان وثلاث للأوروبيين». أين حق العرب؟
لزوم ما يلزم: النتيجة الغنائية: رفع أحدهم عقيرته: «أبا العصرِ، هل في العلم فضلٌ أنالهُ.. فإنيَ أسعى للعلوم وتهربُ؟».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 7 ساعات
- صحيفة الخليج
تعاون مع ابنيه.. عمرو دياب يطرح ألبوم «ابتدينا»
طرح المطرب المصري عمرو دياب ألبومه الجديد «ابتدينا» عبر المنصات الإلكترونية المختلفة، حيث ضم 15 أغنية. وحقق عمرو دياب في ألبومه الجديد معادلة إرضاء أذواق جمهوره بمختلف الأجيال، ليتصدر قوائم الأكثر استماعاً خلال ساعات. الصلح مع عمرو مصطفى يثمر أغنية جديدة وقع الصلح بين عمرو دياب والملحن عمرو مصطفى، بعد سنوات من القطيعة والخلاف الشخصي، ما أثمر تعاوناً فنياً جديداً في أغنية «خطفوني». قدم عمرو مصطفى في «خطفوني» لحناً سريع الإيقاع، تناسب مع فكرة الأغنية التي تدور حول سرعة التعلق والوقوع في الحب. أغنية جديدة بين عمرو دياب وابنه عاد عمرو دياب للتعاون مع ابنه عبدالله دياب في أغنية «يلا» من كلمات تامر حسين وألحان عزيز الشافعي وتوزيع أحمد إبراهيم. شارك عبدالله دياب مع والده بالغناء وكتابة جزء من كلمات الأغنية، في ثاني تعاون فني بينهما بعد أغنية «يا ليل» عام 2023. عمرو دياب يتعاون مجدداً مع ابنته جانا تعاون عمرو دياب في ألبوم «ابتدينا» كذلك مع ابنته الصغرى جانا في أغنية «خطفوني» التي شاركهما أدائها مغني الراب أورانج. أغنية «خطفوني» من كلمات تامر حسين وألحان عمرو مصطفى وتوزيع أسامة الهندي، وشهدت تعاون عمرو دياب وابنته جانا دياب، مجدداً بعد أغنية «جميلة» عام 2020، حيث شاركت في كلا العملين بكتابة الكلمات والغناء. عودة عمرو دياب لأغاني الدراما اتخذ عمرو دياب قبل سنوات قراراً بالتوقف عن تقديم الأغاني الدرامية، لكنه يعود إليها في ألبوم «ابتدينا» بتعاون جمعه مع الشاعر بهاء الدين محمد والموزع أسامة الهندي. وغنى عمرو دياب من ألحانه أغنية «ارجعلها» والتي دارت فكرتها حول نصحه لأحد الأشخاص بضرورة العودة إلى حبيبته السابقة بعد تخليه عنها.


صحيفة الخليج
منذ يوم واحد
- صحيفة الخليج
حسابات الرُّبُعين المقبلين
ما رأيك في أن الأرقام أحياناً أبلغ من التحليلات والدراسات الاستشرافية؟ يكفي أن تُلقي عليها نظرةً متأمّلةً فاحصةً ظمأى، كتلك التي تتلألأ في عينيك وأنت ترنو إلى قارئة الفنجان، لتكتشف أن الأرقام كرة كريستال لا تفتري على النجوم، ولا على الودع وخط الرّمل والورق، لكنها لا تبوح بأسرارها إلاّ للجادّين، فقط. في انتظار أن تمطر السماء العالم العربي، بزُرْق اليمامة وزرقاواتها، حتى تحظى الشعوب بما تيسّر من قراءة الزمن الآتي، لا حرج على من يستعير العيون والعدسات، ويحدّق مليّاً في آفاق لفرط قربها، تلوح عند أرنبة الأنف. أيها الفتيان العرب، دعوا جانباً، ولو لساعة، ترتيب منتخبات كرة القدم، وتأمّلوا هذين الترتيبين للقوى الاقتصادية عالمياً، أحدهما لسنة 2050، عندها ستكون الصين الأولى، الولايات المتحدة الثانية، والهند الثالثة. بعد ربع قرن آخر، سنة 2075، ستكون الصين الأولى، الهند الثانية، الولايات المتحدة الثالثة، والمرتبة الرابعة ستحتلها إندونيسيا. لن تقول: «طوى الوكالاتِ حتى جاءني نبأٌ.. فزعتُ منه بآمالي إلى الكذبِ». هل كنتَ تتوقع نتائج تقلب الطاولة؟ يقيناً، لم يطرف لك جفن، لم يتحرك لك ساكن، مثل سكون السكينة وسط هزّات الشرق الأوسط. من أين تشتري غرائب المخلوقات في الشرق الأقصى حليب الغول، الذي يغيّر المعادلات؟ بأيّ سحر ينبت فطر التنمية عندهم، ولا تُنبته أكثريّة الديار العربية؟ أغلب الظن أنهم أدركوا منذ عقود أن السحر الحقيقي إنما هو في الإدارة الفائقة، لهذا لم يضيعوا عشرات السنين، في بيع كتب السحر على الرصيف، من«الكبريت الأحمر» إلى «جلب المحبوب وفك المربوط». لا توحش النفس بالسؤال عن موقع المضارب العربية في الموعدين المذكورين، فلو شغلتَ البال، لبدا لك ما يسوؤك. وما هي المرتبة التي تتوقعها؟ لكن، طب نفساً، فالقلم سيمارس خفّة اليد ويصرفك عن الموضوع. في فرنسا رجل في الثانية والثمانين، اسمه آلن جوييّه، تماماً مثلما يكتب وينطق في الفرنسية، شهرنا هذا، يوليو/تموز. كان الخبيرُ الجيوسياسي رئيسَ «جهاز الأمن الاقتصادي»، بالفصيح، رئيس الجاسوسية الاقتصادية والصناعية، ويترأس أيضاً أكاديمية الأمن الاقتصادي. افتتح في «يوتيوب» قناةً حواريةً. في حديث بثّه مؤخراً، أورد بضعة أرقام فيها كل أسرار البلاغة، ما عدا المجاز والاستعارة والتورية والتضمين والاقتباس. قال: «ثمّة أربع وثلاثون تكنولوجيا رئيسةً ستصنع المستقبل. سبع وعشرون منها متقدمة في الصين. عشر من السبع والعشرين هي انحصار صيني محض. تبقى للغرب سبعٌ، أربع للأمريكان وثلاث للأوروبيين». أين حق العرب؟ لزوم ما يلزم: النتيجة الغنائية: رفع أحدهم عقيرته: «أبا العصرِ، هل في العلم فضلٌ أنالهُ.. فإنيَ أسعى للعلوم وتهربُ؟».


الإمارات اليوم
منذ يوم واحد
- الإمارات اليوم
«بترك الدوام.. وبفتح بث»!
في زمن «اللايف»، لم يعد الطموح أن تتخرج أو تعمل أو تبني لنفسك اسماً. صار الحلم أن ترقص، وتضحك، وتقول ما لا يُقال.. أمام جمهور مجهول، لتبقى في الضوء فحسب. شاب يقرر ترك الجامعة، لأنه «بيفتح لايف»، وآخر يترك الوظيفة لأن «الدخل أعلى»، وثالثة تعلن أمنيتها علناً: «أموت وأنا أرقص على (التيك توك)»! كلمات يندى لها الجبين، لكنها صارت اليوم تجني الهدايا والمشاهدات. ومن أراد الاستمرار في هذه اللعبة، فعليه أن يستمر في السقوط أمام الكاميرا. المؤلم.. أن بعض الأُسر - التي يُفترض أن تكون درعاً - أصبحت هي من يمدُّ هذا السقوط بالحبال. في منطقتنا العربية نرى أمهات وآباء في البث مع أبنائهم، يقرؤون تعليقات مخجلة، ويردّون عليها، وكأن شيئاً لم يكن، بل يضحكون ويتفاعلون! والفتاة تؤدي التحديات المطلوبة بوجود والديها: قفز، حركات، ... لأجل حفنة هدايا افتراضية تصل إلى 500 دولار لكل واحدة. ويدخل معهم «الضيف»، الذي سيشارِكهم التحدي، ولا يمتّ للحياء أو للرقي بصلة، لكنه «هامور» في المنصة، وتجب مجاراته لنكسب من ظهوره في «اللايف»! لكن ما يؤلم أكثر: أن قيماً مثل الخصوصية، وستر البيت، واحترام النفس... تقلّصت أمام هذه الموجة. أصبحت التفاصيل التي كانت تُحكى في المجالس تُبث الآن على الهواء. وأصبح ما كنا نخجل منه هو ذاته ما يرفع «التفاعل». ما قيمة ما تملك وتلبس وتعيش إن كنت قد أرخصت نفسك أمام الناس؟ ما قيمة البيت إن أصبح محتوى؟ وما قيمة الأبوين إن كانا أول المصفقين لسخافة أبنائهما؟ يؤسفني أن يُطلق على هؤلاء اسم «مؤثرين». هم ليسوا سوى مستهلكين أو بالأدق: «شحاتين تكبيس». حتى لا نظلم الجميع، هناك من المؤثرين على منصات التواصل من نرفع لهم القبعة، وجهودهم في التوعية والتثقيف ورفع اسم أسرتهم ودولتهم عالياً. ولكنها دعوة أن نُحسن الاختيار، وأن تُمنح هذه الصفة لمن يستحق. وهي أيضاً نداء لمنظّمي المؤتمرات والمعارض أن يُحسنوا الانتقاء. فليس كل من يُتابَع يُحتذى، وليس كل ما يلمع ذهباً. ولو كان «التكبيس» يصنع كرامة، لما انكسر الحياء على يد حفنة من المتابعين. لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه