logo
على درب العلم.. مبادرة نوعية بتوقيع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025

على درب العلم.. مبادرة نوعية بتوقيع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025

مجلة سيدتي٠٤-٠٥-٢٠٢٥

في خطوة تستهدف ربط ضيوف المعرض من كتّاب ومفكرين بمؤسسات التعليم العالي بالإمارات، دشن معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 مبادرة نوعية تحت عنوان " على درب العلم" تتيح للحضور جولات معرفية تستضيفها نخبة من الجامعات الإماراتية.
ومن جانبه، كشف المعرض عن قائمة الجامعات المشاركة في مبادرة "على درب العلم" والتي تستهدف تعزيز الحراك الأكاديمي عبر إقامة المحاضرات النوعية واللقاءات المفتوحة بين الطلبة والمفكرين العالميين، لدعم صناعة المحتوى والابتكار وفتح المجال أمام التعاون المعرفي والثقافي إقليميًا ودوليًا.
مبادرة "على درب العلم" بمعرض أبوظبي للكتاب
تجسد مبادرة "على درب العلم" أحد أبرز مساعي معرض أبوظبي الدولي للكتاب لربط المعرفة النظرية بالممارسة التعليمية، وتكريس الثقافة مسارا مشتركا بين الكاتب والجامعة والمجتمع، وحسب الخطة المرسومة لمسار المبادرة، فإنه من المقرر الآتي:
تستضيف كليات التقنية العليا يوم غد الاثنين جلسة بعنوان "مغامرات في الكتابة" يقدمها الكاتب والروائي البريطاني الشهير كون إيجلدن، صاحب سلسلة "الإمبراطور" و"الفاتح"، وستناقش الندوة تقنيات الكتابة الإبداعية والأسرار المتعلقة ببناء الشخصيات ورسم الحبكات، مسلطا الضوء على تجربته في تحويل التاريخ إلى سرد حيّ يجمع بين الدقة والإثارة.
على الجانب الآخر، يقدم الدكتور روي كاساجراند، المحلل السياسي الحائز على جائزة "سرد الذهب" جلسة مميزة بعنوان "ابن سينا بين الحياة والفلسفة" في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، يسلط خلالها الضوء على ابن سينا باعتباره واحدًا من أبرز العقول الموسوعية في التاريخ الإسلامي، وإسهاماته في الربط بين الطب والفلسفة.
حراك ثقافي في معرض أبوظبي للكتاب
يُذكر أن المعرض منذ انطلاقه شهد على تدشين سلسلة من الجلسات الحوارية تحت مظلة المبادرة، حيث استضافت جامعة السوربون - أبوظبي محاضرة بعنوان "رحلة مينا مسعود من الحلم إلى هوليوود"، تحدّث فيها الممثل الكندي المصري مينا مسعود، عن رحلته في عالم الفن.
كما أقيمت جلسة أخرى بعنوان "الثقافة العربية بين الماضي والحاضر والمستقبل" بمشاركة نخبة من صانعي السينما والمبدعين العرب، بكليات التقنية العليا، كما كان من نصيب جامعة السوربون - أبوظبي أيضا جلسة فكرية أخرى بعنوان "الفرنكوفونية في الأدب العربي"، ناقشت تأثير اللغة الفرنسية على الأدب العربي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

على درب العلم.. مبادرة نوعية بتوقيع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
على درب العلم.. مبادرة نوعية بتوقيع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025

مجلة سيدتي

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • مجلة سيدتي

على درب العلم.. مبادرة نوعية بتوقيع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025

في خطوة تستهدف ربط ضيوف المعرض من كتّاب ومفكرين بمؤسسات التعليم العالي بالإمارات، دشن معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 مبادرة نوعية تحت عنوان " على درب العلم" تتيح للحضور جولات معرفية تستضيفها نخبة من الجامعات الإماراتية. ومن جانبه، كشف المعرض عن قائمة الجامعات المشاركة في مبادرة "على درب العلم" والتي تستهدف تعزيز الحراك الأكاديمي عبر إقامة المحاضرات النوعية واللقاءات المفتوحة بين الطلبة والمفكرين العالميين، لدعم صناعة المحتوى والابتكار وفتح المجال أمام التعاون المعرفي والثقافي إقليميًا ودوليًا. مبادرة "على درب العلم" بمعرض أبوظبي للكتاب تجسد مبادرة "على درب العلم" أحد أبرز مساعي معرض أبوظبي الدولي للكتاب لربط المعرفة النظرية بالممارسة التعليمية، وتكريس الثقافة مسارا مشتركا بين الكاتب والجامعة والمجتمع، وحسب الخطة المرسومة لمسار المبادرة، فإنه من المقرر الآتي: تستضيف كليات التقنية العليا يوم غد الاثنين جلسة بعنوان "مغامرات في الكتابة" يقدمها الكاتب والروائي البريطاني الشهير كون إيجلدن، صاحب سلسلة "الإمبراطور" و"الفاتح"، وستناقش الندوة تقنيات الكتابة الإبداعية والأسرار المتعلقة ببناء الشخصيات ورسم الحبكات، مسلطا الضوء على تجربته في تحويل التاريخ إلى سرد حيّ يجمع بين الدقة والإثارة. على الجانب الآخر، يقدم الدكتور روي كاساجراند، المحلل السياسي الحائز على جائزة "سرد الذهب" جلسة مميزة بعنوان "ابن سينا بين الحياة والفلسفة" في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، يسلط خلالها الضوء على ابن سينا باعتباره واحدًا من أبرز العقول الموسوعية في التاريخ الإسلامي، وإسهاماته في الربط بين الطب والفلسفة. حراك ثقافي في معرض أبوظبي للكتاب يُذكر أن المعرض منذ انطلاقه شهد على تدشين سلسلة من الجلسات الحوارية تحت مظلة المبادرة، حيث استضافت جامعة السوربون - أبوظبي محاضرة بعنوان "رحلة مينا مسعود من الحلم إلى هوليوود"، تحدّث فيها الممثل الكندي المصري مينا مسعود، عن رحلته في عالم الفن. كما أقيمت جلسة أخرى بعنوان "الثقافة العربية بين الماضي والحاضر والمستقبل" بمشاركة نخبة من صانعي السينما والمبدعين العرب، بكليات التقنية العليا، كما كان من نصيب جامعة السوربون - أبوظبي أيضا جلسة فكرية أخرى بعنوان "الفرنكوفونية في الأدب العربي"، ناقشت تأثير اللغة الفرنسية على الأدب العربي.

أبوظبي للغة العربية يفتح باب الترشح للدورة الـ3 من جائزة سرد الذهب
أبوظبي للغة العربية يفتح باب الترشح للدورة الـ3 من جائزة سرد الذهب

مجلة سيدتي

time١٢-٠٢-٢٠٢٥

  • مجلة سيدتي

أبوظبي للغة العربية يفتح باب الترشح للدورة الـ3 من جائزة سرد الذهب

أعلن مركز أبوظبي للغة العربية عن فتح باب الترشّح للدورة الثالثة من جائزة "سرد الذهب" ، التي أطلقها لتكريم رواة السير والسرود الشعبية، وإثراء فنون السرد القصصي، وإحياء فن الحكاية الشعبية وروايتها لدى الأجيال الجديدة محليًّا وعربيًّا، على أن يستمر التسجيل حتى 31 مايو 2025. وتضيف الجائزة تكاملاً واسعًا لمبادرات المركز من حيث محاورها التي تركز على جوانب متنوعة من الثقافة والتراث. أهمية جائزة سرد الذهب يذكر أنّ جائزة "سرد الذهب" تضيء على الموروث الثقافي الغني لفنون السرد والحكاية، وتبرز دور فن الأساطير والرواية الشعبية في تشكيل الذاكرة الجمعية والوجدانية للأجيال، لما لها من قدرة على تشكيل وتوحيد الرؤى والتطلعات بطريقة ملهمة، تجذب الجمهور وتسعدهم، وترتقي بفكرهم ومعرفتهم. وأيضًا تدعم الجائزة استمرارية فنون السرد الشعبي والقصصي، والحد من تأثير المتغيرات العصرية، كونها تُعد منصة مبتكرة لرواة فنون السرود والأعمال التراثية لعرض إصداراتهم الإبداعية ضمن بيئة رائدة داعمة تحتفي بهم، كما أنها تشكل حصانة لرسوخ معايير السرود و الفنون الشعبية ، وتجنّب تشويهها وتحريفها. ومنذ انطلاقها في العام 2023 حقّقت الجائزة نمواً مستمراً؛ إذ استقبلت في نسختها السابقة 1213 ترشيحاً لفروعها الستة من 34 دولة منها 19 عربية، وبنسبة نمو بلغت 23% في حجم المشاركات، مقارنة بالنسخة الأولى التي تلقت 983 مشاركة. ما الهدف من إطلاق جائزة سرد الذهب؟ الجدير بالذكر فإنّ جائزة "سرد الذهب" تهدف عبر فروعها الستة إلى: • تكريم رواة السير والسرود الشعبية. • دعم فنون السرد القصصي التي تسلط الضوء على التراث الإماراتي والعربي بطرق إبداعية؛ إذ يتمحور فرع "القصة القصيرة" حول قسمين، يركز الأول على "الأعمال السردية غير المنشورة" للاحتفاء بالإبداعات السردية الجديدة ونشرها، فيما يركز القسم الثاني على "الأعمال السردية المنشورة"، سعياً إلى إعادة إنتاج الموروث الشعبي بأسلوب فني، إضافة إلى فرع "السرود الشعبية" للحكايات والدراسات التي تحلل السرديات الشعبية ودورها في تشكيل الهوية الثقافية، وفرع "الرواة" الذي يكرّم رواة السير الشعبية محليًّا وعربيًّا، وفرع "السرد البصري" للأعمال التي تجمع بين النص الأدبي والصورة الفنية. كما تضم الجائزة فرع "السردية الإماراتية"، وتُمنح لشخصيات حقيقية أو اعتبارية أو للأعمال المتميزة ب اللغة العربية وغيرها من اللغات الأخرى التي تعزز السردية الإماراتية، وترسخ القيم التي انطلق منها فكر مؤسسي دولة الإمارات وقادتها، وهي قيم استئناف الحضارة والمثاقفة والحوار والتسامح والاعتدال والتعايش بين البشر. #مركز_أبوظبي_للغة_العربية يفتح باب الترشّح للدورة الثالثة من #جائزة_سرد_الذهب ، التي أطلقها لتكريم رواة السير والسرود الشعبية، وإثراء فنون السرد القصصي، وإحياء فن الحكاية الشعبية وروايتها لدى الأجيال الجديدة محلياً وعربياً، على أن يستمر التسجيل حتى 31 مايو 2025. لمزيد من... — مركز أبوظبي للغة العربية (@AbuDhabiALC) February 12, 2025 كيفية الترشح لجائزة سرد الذهب يشار إلى أنّ الراغبين في الترشح للجائزة ما عليهم إلا اختيار الفرع الذي يناسب العمل المتقدَّم به، وتعبئة "نموذج الترشح"، الذي يمكن الحصول عليه من الموقع الإلكتروني لمركز أبوظبي للغة العربية، أو عبر المراسلة على عنوان البريد الإلكتروني [email protected] ، ويجب أنّ يُرفق نموذج الترشح بخمس نسخ من العمل المتقدَّم به، إلى جانب السيرة الذاتية والعلمية والإبداعية للمرشِّح، وصورة من جواز السفر، وصورة شخصية. ما معايير الترشح لسرد الذهب؟ تتضمن معايير الترشح لجائرة سرد الذهب: • أن تكون الأعمال المقدَّمة مكتوبة باللغة العربية، باستثناء فرع "السردية الإماراتية" الذي يستقبل الأعمال بلغات أخرى. • يُسمح للمشارك بالتقدم بعمل واحد فقط لكل دورة، بشرط ألا يكون العمل فائزاً بجائزة أخرى في العام نفسه. • يمكن إعادة الترشح بالأعمال السابقة بعد استيفاء الشروط المحددة. • تستقبل الجائزة الترشحات في جميع فروعها من الأفراد والأشخاص، والمؤسسات الثقافية والأكاديمية، فيما يتم الترشّح لفرع "السردية الإماراتية" من خلال المؤسسات الأكاديمية والبحثية والثقافية ومن اللجنة العليا للجائزة، ولا تُمنح الجائزة لعمل سبق له الفوز بجائزة عربية أو أجنبية كبرى، مع ضرورة الالتزام بالشروط الواردة في "نموذج الترشح" في كل فرع، ويمكن إعادة الترشح للجائزة بالعمل ذاته مع ضرورة استيفاء شرط المدة الزمنية، والتقدم بطلب لذلك. وتمر الجائزة بالعديد من المراحل لاختيار قوائم الترشيحات، ومن ثم اختيار الفائزين وتكريمهم، بناء على معايير حوكمة كفؤة وعادلة، وبإشراف لجان متخصصة، وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز المقدمة للفائزين سنويًّا مليوني درهم إماراتي.

إرنست قبل همينغوي ابن طبيب ناجح وشغل شاغل لأم كرست له حياتها
إرنست قبل همينغوي ابن طبيب ناجح وشغل شاغل لأم كرست له حياتها

Independent عربية

time١٠-٠٢-٢٠٢٥

  • Independent عربية

إرنست قبل همينغوي ابن طبيب ناجح وشغل شاغل لأم كرست له حياتها

لعل من الأمور التي تلفت النظر حقاً في تعامل قراء الكاتب الأميركي إرنست همينغوي (1899 - 1961) مع كاتبهم المفضل هذا، أنهم يتعاملون، عادة، مع سيرته خارج إطار طفولته والأعوام الأولى من صباه ليلتقطوه كاتباً معروفاً وغالباً بدءاً من تجوالاته الأوروبية، ولا سيما منها الباريسية. وحده صاحب "وداعاً للسلاح" و"العجوز والبحر"، من دون سائر الكتاب المجايلين له سواء كانوا أميركيين أو غير أميركيين، لا يسأله أحد من قارئيه عن أعوام ما قبل تكونه، وكأن سيرة تلك الأعوام بديهية من نافل القول ولا تحتاج إلى سؤال. وربما كان يشجع على ذلك، غنى حياته وامتلاؤها وقوة شخصيته وخصب مخيلته وروعة أدبه الذي يبدو أحياناً وكأنه كل حياته وسيرته. وعلى رغم ذلك فلا بد من العودة بين الحين والآخر إلى تلك الأعوام المبكرة التي يبدو أنه، هو نفسه، كان يفضل نسيانها أحياناً على رغم أن ليس فيها ما يستحق ذلك النسيان. وتحديداً بالنظر إلى أن من أجمل ما في هذا الكاتب أنه تجاوز بداياته ليصنع نفسه بنفسه ليس فقط كإنسان بل كذلك ككاتب، وكاتب كان مآله أن يفوز يوماً بجائزة "نوبل" الأدبية، وربما تحديداً لأن ما صنعه كان نقيضاً تماماً لكل ما كان من شأنه أن يكونه لو لم يفعل! الحياة البوهيمية في باريس بين الحربين العالميتين (أرشيف جامعة السوربون) أميركيون عاديون جداً أتى إرنست همينغوي من بيئة أميركية شديدة التزمت، بل حتى التدين والمحافظة، ويمكن القول إنها كانت بيئة بورجوازية فوق ذلك. ومن دون أن ننسى أن واحداً من أعمامه المقربين كان رجل دين توجه باكراً إلى الصين للتبشير بمذهب شديد التزمت، ولا بد من لفت النظر إلى أن أباه كان طبيباً نسائياً ناجحاً في عمله الذي يدر عليه مكاسب طائلة، وهو أمر لن تتوقف أم إرنست عن الشكوى منه طوال حياتها، إذ تعتبر نفسها ضحية للتزمت والثراء العائليين، وذلك لأنها كانت، منذ صباها الباكر، تريد أن تمتهن الغناء الأوبرالي ما تعارض، من ناحية، مع تزمت العائلة، ومن ناحية ثانية، مع واقع أن الأب الطبيب، لغناه، فضل لها أن تبقى ربة منزل لتشرف بنفسها على تربية الأطفال وإدارة شؤون العائلة. كان ذلك أمراً مريحاً بالنسبة إليها طبعاً، لكنها اعتبرته ظلماً كبيراً بخاصة أن الأسرة عاشت، خلال طفولة إرنست، في ضاحية بعيدة من شيكاغو أحست فيها، حتى إرنست نفسه، بالاختناق... وكاد ذلك الاختناق يدمر كل أحلامه لولا شيئان لن يتوقف عن ذكرهما كلما تحدث عن بداياته لاحقاً: أولهما أن فصول الصيف كانت تقوده وبقية أفراد العائلة إلى الغابات والبراري حيث يعيشون حياة ضارية، ممتعة، وثانيهما قراءته المبكرة لروايات عشقها سيقول دائماً إن في مقدمها رائعتي مارك توين "مغامرات توم صوير" و"هاكلبري فن". وكانت تلك، على أية حال، مدرسته الحقيقية كما سيقول ويكرر بنفسه، وكانت ما أنقذه من الانغلاق الأسري الخانق. حب للحياة لا يضاهى ولقد تواكبت تلك "المدرسة" لديه مع شغف بالمغامرة وحب للحياة سنجدهما لاحقاً يهيمنان، ليس فقط على العقود التالية من حياته، بل كذلك على رواياته وقصصه واختياراته في مجال الكتابة. ومن هنا لن يكون غريباً حين اندلعت الحرب العالمية الأولى وراحت الولايات المتحدة تخوضها، أن يقرر المشاركة فيها من دون أن يدعوه أحد إلى ذلك، بل إنه كان راغباً في التوجه إلى أوروبا منذ بداية الحرب، كي تكون مشاركته أطول ما يمكن، وكان يريد أن يكون جندياً مقاتلاً لكن ضعف بصره حال بينه وبين ذلك. وهكذا ما إن حل عام 1918 وتم القبول به "بما يشبه المعجزة" كسائق سيارة إسعاف متطوع في صفوف الصليب الأحمر الإيطالي، حتى اندفع، من دون تردد، معتبراً وصوله إلى إيطاليا، أوائل يوليو (تموز) من ذلك العام، البداية الحقيقية لحياته، حتى وإن كانت تلك الحياة قد أصيبت بالنكسة الأولى يوم طاولته شظية قذيفة فيما كان يوزع السجائر والسكاكر عند الجبهة على الحدود النمسوية - الإيطالية، فأصيب بجرح بليغ في ساقه قاده إلى المستشفى حيث سيبقى ثلاثة أشهر سيروي لنا تفاصيلها بعد حين في روايته الكبرى "وداعاً للسلاح"، لكن تحوله إلى خوض الكتابة الأدبية لن يبدأ بالطبع مع هذه الرواية، حتى وإن كان قد تفاقم لديه خلال وجوده في المستشفى حيث دارت أحداث حقيقية هي التي يرويها في تلك الرواية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الرواية الأولى الحقيقية الواقع أن أعوام المستشفى لن تخلقه كروائي، فهو كان يحب أن يخوض الكتابة منذ ما قبل ذلك، بل منذ قرأ مارك توين في أعوام ما قبل مراهقته كما أشرنا، غير أنه كان يبقي الأمر أشبه بحديقة سرية في حياته. وفي المستشفى كان مطلوباً منه أن يتأقلم مع نوع جديد من حياة لا تترك مكاناً للمغامرات لديه، ومن هنا نراه ينكب على كتابة مقالات وتحقيقات لصحيفة كان قد سبق أن راسلها عبر مقالات عن الحرب هي "تورنتو ستار" التي راحت كتابته فيها تضحى أكثر وأكثر جدية ومتواصلة، ولا سيما بعدما انتهت الحرب ووجد نفسه في باريس منذ عام 1921 متزوجاً من امرأته الأولى هادلي ريتشاردسون، ويعتبر جزءاً معها من الحياة البوهيمية - الأميركية في عاصمة النور، كما سيروي هو لاحقاً في كتابه البديع "باريس عيد متواصل"، وسيتبعه وودي آلن في وصف ذلك الجو نفسه من خلال بعض أجمل مشاهد فيلمه "منتصف الليل في باريس" بعد ذلك بنحو قرن من الزمن، لكن هذه حكاية أخرى طبعاً، لكنه كان يشعر أن عليه أن يكتب شيئاً آخر تماماً، كان عليه أن يكتب... رواية، وكان يشجعه على ذلك صديقه الذي التقاه للمرة الأولى في باريس، الشاعر عزرا باوند، وصديقته الكاتبة جرترود شتاين، إضافة إلى المتأدبة الأميركية سيلفيا بيتش مؤسسة مكتبة "شكسبير ورفاقه" وسط العاصمة الفرنسية. ولكن ماذا يكتب؟ ولماذا يكتب؟ سؤالان شغلاه طويلاً، بخاصة أنه كان يشعر أنه لا يملك أسلوباً، ولا لغة على أية حال، كان كل ما يملكه حياة صاخبة عنيفة ورغبة صارخة في أن ينتج رواية أسوة بمن يفعلون ذلك! والحقيقة أنه كتب عند ذلك كثيراً، ولا سيما نصوصاً عديدة صدرت في مجموعتين نشرتا في كتابين لم يلفتا نظر أحد، حتى وإن كان قد ملأهما بنصوص حول تجارب تتعلق بالموت والحياة، وكان أول الكتابين "النهر الكبير ذو القلب المزدوج" والثاني "في زماننا"، الذي صدر في نيويورك عام 1925، غير أن كلا الكتابين مر مرور الكرام. وكاد همينغوي أن يستسلم لليأس ويتخلى عن حلمه الروائي، لولا ما سيسميه هو "تلك المعجزة الصغيرة"، التي لن تكون سوى روايته الكبيرة الأولى، "الشمس تشرق ثانية"، التي لا يدري كيف كتبها بسرعة قياسية لتصدر في عام 1926، بل إن همينغوي سيقول إنه لم يتنبه إلا لاحقاً إلى أنه قد استقى عنوانها نفسه من عبارة ترد في الكتاب المقدس، لكنه كان يعرف تماماً أنه إنما كتبها مستوحياً فيها تلك الحياة البوهيمية التي كان يعيشها في باريس خلال الحقبة الذهبية التي كانت فيها مدينة النور عاصمة للثقافة العالمية وبخاصة "مربط خيل" للجيل الضائع المؤلف من عشرات الكتاب الأميركيين الذين كانوا يصرون على أن خروجهم من محليتهم الأميركية الضيقة لا يمكنه أن يتم إلا عبر مرورهم بباريس وحول باريس، والحقيقة أن غرابة الموضوع وجاذبيته بالنسبة إلى كثر من القراء حول العالم، لعبتا دوراً أساساً في انطلاقة إرنست همينغوي كواحد من كبار كتاب القرن الـ20.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store