logo
روسيا تشنّ أضخم هجوم مسيّر على خاركيف

روسيا تشنّ أضخم هجوم مسيّر على خاركيف

BBC عربيةمنذ 8 ساعات

قال مسؤولون أوكرانيون إن مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، تعرّضت لهجوم واسع شنّته روسيا باستخدام طائرات مسيّرة وقاذفات، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 60 آخرين.
وفي الجنوب، قُتل شخصان آخران في هجمات روسية على مدينة خيرسون، بحسب السلطات المحلية.
وأوضح رئيس بلدية خاركيف، إيغور تيريخوف، أن الهجوم الذي وقع ليل الجمعة استخدم فيه 48 طائرة مسيّرة، وصاروخان، وأربع قنابل انزلاقية.
وأشار إلى أن قنابل إضافية أُسقطت السبت أيضاً.
وكانت موسكو قد أعلنت في وقت سابق أن موجة الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ، التي شملت مناطق متفرقة من أوكرانيا ليلة الخميس، جاءت رداً على "هجمات إرهابية نفذها نظام كييف"، في إشارة إلى استهداف منشآت روسية، بينها بنى تحتية للسكك الحديدية وقواعد جوية، نهاية الأسبوع الماضي.
وشهدت خاركيف أضراراً واسعة، إذ طال القصف 18 مبنىً سكنياً و13 منزلاً آخر، وفق ما أعلنته السلطات.
وأشار الحاكم أوليه سينيهوبوف إلى أن منشأة صناعية مدنية أُصيبت بـ 40 طائرة مسيّرة، وصاروخ، وأربع قنابل، مضيفاً أن هناك احتمالاً لوجود أشخاص تحت الأنقاض.
وفي هجوم آخر مساء السبت، باستخدام القنابل الانزلاقية مجدداً، قُتل شخص آخر وأصيب ما لا يقل عن 18 آخرين، بحسب رئيس البلدية.
ودعا نائب وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، الحلفاء إلى زيادة الضغط على موسكو واتخاذ خطوات إضافية لـ"تعزيز أوكرانيا" رداً على التصعيد الروسي.
وكانت أوكرانيا قد أعلنت مقتل 6 أشخاص وإصابة 80 آخرين في مختلف أنحاء البلاد، نتيجة هجوم روسي واسع ليلة الخميس، استخدمت فيه أكثر من 400 طائرة مسيّرة ونحو 40 صاروخاً.
وفي تطور منفصل، قدّمت موسكو وكييف روايات متضاربة بشأن توقيت تنفيذ صفقة تبادل أسرى اتُفق عليها في وقت سابق.
زيلينسكي يصف قصف خاركيف بالإرهاب.. وخلافات بين موسكو وكييف بشأن تبادل الأسرى
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الضربات الروسية على خاركيف "لا تحمل أي معنى عسكري"، واصواصفاً إياها بأنها "إرهاب خالص".
واتهم نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "يشتري الوقت لمواصلة الحرب"، داعيًا إلى "زيادة الضغط" لوقف الهجمات.
وكانت جولة محادثات مباشرة جديدة بين الجانبين قد عُقدت هذا الأسبوع في إسطنبول، واتفق خلالها الطرفان على تبادل جميع الأسرى المرضى والمصابين بجروح خطيرة، إضافة إلى الأسرى دون سن الخامسة والعشرين، وجثامين 12 ألف جندي.
لكن كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، قال السبت إن أوكرانيا "أرجأت بشكل مفاجئ قبول الجثامين وتبادل الأسرى إلى أجل غير مسمى".
وأضاف أن أكثر من ألف جثمان لجندي أوكراني نُقلت إلى نقطة تبادل متفق عليها، لكن الجانب الأوكراني لم يحضر.
وأوضح ميدينسكي أنه تم كذلك تسليم أوكرانيا قائمة تضم 640 أسيراً "لبدء التبادل"، بحسب منشور له على مواقع التواصل.
في المقابل، ردّ المسؤولون الأوكرانيون بغضب على هذه التصريحات، قائلين إن "على روسيا أن تتوقف عن لعب الألاعيب القذرة".
وجاء في بيان صادر عن مكتب التنسيق الأوكراني لشؤون الأسرى أن تصريحات موسكو "لا تتطابق مع الواقع ولا مع الاتفاقات السابقة".
وأوضح المكتب أن الطرفين عملا خلال الأسبوع الماضي على التحضير لعملية التبادل، واتهم روسيا بعدم الالتزام بالمعايير المتفق عليها.
وأشار البيان إلى أن أوكرانيا سلّمت قوائم الأسرى وفق الفئات المحددة في الاتفاق، بينما قدّمت روسيا "قوائم بديلة لا تتماشى مع الإطار المتفق عليه".
أما بخصوص إعادة جثامين القتلى، فقال الجانب الأوكراني إن الاتفاق تم بالفعل، لكن لم يُحدد موعد للتنفيذ، مضيفاً أن روسيا اتخذت "خطوات أحادية لم يُنسَّق بشأنها".
وكانت الضربات الجوية الروسية الأخيرة قد جاءت بعد تفجيرات استهدفت خطوط السكك الحديدية في غرب روسيا، وأسفرت – بحسب تقارير – عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من مئة.
كما استهدفت طائرات مسيّرة أوكرانية طائرات حربية استراتيجية في أربع قواعد جوية داخل العمق الروسي، وقال جهاز الأمن الأوكراني (SBU) إن ما لا يقل عن 40 طائرة روسية تضررت خلال "عملية شبكة العنكبوت" التي نُفذت يوم الأحد الماضي.
ترامب يعلّق على تصعيد موسكو وأوكرانيا تكشف تفاصيل هجومها بالطائرات المسيّرة
قالت أوكرانيا إنها نفّذت هجومها الأخير داخل الأراضي الروسية باستخدام 117 طائرة مسيّرة، جرى تهريبها مسبقاً إلى الداخل الروسي، حيث أُخفيت داخل مقصورات خشبية مُثبّتة على شاحنات، ومغطّاة بأسقف قابلة للفصل يتم التحكم بها عن بُعد.
وبحسب الرواية الأوكرانية، نُقلت تلك الشاحنات إلى مواقع قريبة من القواعد الجوية الروسية بواسطة سائقين "يبدو أنهم لم يكونوا على علم بمحتوياتها"، ثم جرى إطلاق المسيّرات لاحقاً عن بُعد.
وفي يوم السبت، نشرت أوكرانيا تسجيلاُ صوراً جديداً يُظهر رحلة كاملة لإحدى الطائرات المسيّرة، من لحظة انطلاقها وحتى تنفيذ الهجوم.
في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، إن "الأوكرانيين منحوا بوتين سبباً ليقصفهم بقوة الليلة الماضية"، في إشارة إلى الهجمات الروسية المكثفة الأخيرة.
وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال له في مكالمة هاتفية "بلهجة حازمة" إن موسكو "ستضطر إلى الرد" بعد الهجمات الأوكرانية على قواعدها الجوية.
وتواصل روسيا غزوها واسع النطاق لأوكرانيا، والذي بدأ في فبراير/شباط 2022. وتسيطر حالياً على نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها في عام 2014 عقب الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو.
ورغم جولات المحادثات السابقة، لم تُفضِ أي منها إلى وقف لإطلاق النار. ولا يزال الطرفان متباعدين بشأن كيفية إنهاء الحرب؛ إذ تطالب كييف بوقف فوري وغير مشروط للقتال كخطوة أولى، وهو مطلب ترفضه موسكو بشكل متكرر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوكرانيا وروسيا تتبادلان الضربات.. قتلى بكييف واستهداف مطارين روسيين
أوكرانيا وروسيا تتبادلان الضربات.. قتلى بكييف واستهداف مطارين روسيين

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

أوكرانيا وروسيا تتبادلان الضربات.. قتلى بكييف واستهداف مطارين روسيين

تبادلت أوكرانيا و روسيا الضربات ليل الخميس الجمعة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى، في أحدث تصعيد تشهده الحرب بين الطرفين على خلفية الضربة الأوكرانية التي استهدفت قاذفات استراتيجية داخل عمق الأراضي الروسية في الأيام الأخيرة. وقتل أربعة أشخاص وأصيب نحو 20 آخرين بهجوم جوي روسي على العاصمة الأوكرانية كييف في وقت مبكر اليوم الجمعة. وأكد مسؤولون أن أوكرانيا تتعرض لهجوم روسي مستمر بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة منذ وقت مبكر من اليوم. وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن أربعة أشخاص قُتلوا وأصيب 20 آخرون في هجوم جوي روسي على العاصمة الأوكرانية ليلاً. وكتب كليتشكو أن 16 من المصابين نقلوا إلى المستشفى. فيما أكد تيمور تكاتشينكو، رئيس إدارة مدينة كييف، أنه سُمع دويّ انفجارات متعددة في العاصمة، حيث تسببت الشظايا المتساقطة في اندلاع حرائق في عدة أحياء، بينما حاولت أنظمة الدفاع الجوي اعتراض الأهداف القادمة. أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا 24 فبراير 2022 وذكر مسؤولون محليون أن عدداً من الأشخاص أُصيبوا، وحثوا السكان على التوجه إلى الملاجئ. وكتب تكاتشينكو على تطبيق "تليغرام": "إن طواقم دفاعنا الجوي تفعل كل ما بوسعها. ولكن يجب علينا حماية بعضنا بعضاً – ابقوا آمنين". وأفادت السلطات بوقوع أضرار في عدة أحياء، وقد استجاب عمال الإنقاذ في مواقع متعددة. من جانبها، أعلنت أوكرانيا أنها قصفت "بنجاح" مطارين عسكريين روسيين خلال ليل الخميس الجمعة، بعد أقل من أسبوع على هجوم بالمسيّرات استهدف قاذفات استراتيجية في قواعد عسكرية داخل روسيا. وأفادت هيئة أركان الجيش الأوكراني في بيان بأن ضرباتها أصابت ثلاث مخازن للوقود في قاعدة إنجلز بمنطقة ساراتوف، وطاولت أيضاً قاعدة دياغيليفو في منطقة ريازان. إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إن الدفاعات الجوية أسقطت 174 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل. من جانبه، دعا فولوديمير زيلينسكي حلفاءه، الجمعة، للرد "بشكل حاسم" على الضربات الليلية التي شنتها روسيا على أوكرانيا، وقال إنها نفذت بأكثر من 400 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "تجب محاسبة روسيا. علينا التحرك بشكل حاسم. إن لم يمارس أي طرف الضغوط، ما يطيل أمد الحرب للقضاء على أرواح إضافية، فهو متواطئ ومسؤول"، مضيفاً: "يمكن لأميركا وأوروبا والعالم الآن وقف هذه الحرب من خلال الضغط على روسيا". أخبار التحديثات الحية تقديرات أميركية: أوكرانيا أصابت 20 طائرة روسية ودمرت عشراً وندد زيلينسكي الصورة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ولد فولوديمير زيلينسكي في 25 يناير 1978 جنوب شرق أوكرانيا، وحصل على ليسانس القانون من جامعة كييف الوطنية عام 2000، وعمل في المجال الفني حتى 2019، حيث ترشح لرئاسة البلاد في في 31 ديسمبر 2018، وفاز في الانتخابات في 21 أبريل 2019 لمدة 5 سنوات. ، يوم الخميس، بالدمار الذي لحق بمدينة خيرسون الساحلية جراء القصف الروسي. وقال زيلينسكي في خطابه الليلي إن الضربات الروسية دمرت مبنى الإدارة الإقليمية. وأضاف: "ليست هذه هي المرة الأولى التي يهاجمون فيها هذا المبنى، لكن ضربة اليوم كانت واضحة ومعبرة. لم يكن هناك أي منطق عسكري وراءها على الإطلاق". وتابع زيلينسكي أن موسكو "مهووسة بالحرب، تلتهمها الكراهية والرغبة في تدمير حياة الأمم الأخرى". وأكد: "لا يمكنك هزيمة مثل هؤلاء إلا بالقوة - قوة الدبلوماسية، والعقوبات، والأسلحة، والتكنولوجيا". وقال زيلينسكي إن هناك أيضًا ضربات على خاركيف، وعلى مناطق سومي ودونيتسك ونيكوبول، وفي منطقة زابوريجيا. واختتم زيلينسكي حديثه قائلا:"هذا هو الواقع اليومي لما يجري السماح للروس بفعله، للأسف. العالم، للأسف، يسمح لهم بفعل ذلك". وقبل أيام، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 أبلغه خلال مكالمة هاتفية، الأربعاء، بأن موسكو سترد على هجوم أوكرانيا بطائرات مسيّرة على مطارات روسية نهاية الأسبوع. وأوضح الرئيس الأميركي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "كانت محادثة جيدة، لكنها ليست محادثة من شأنها أن تؤدي إلى سلام فوري". وتعد هذه المكالمة، التي استغرقت ساعة و15 دقيقة، الأولى المعروفة بين ترامب وبوتين منذ 19 مايو/ أيار. إلى ذلك، تعهّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بتقديم "دعم غير مشروط" لروسيا في كل المجالات، بما في ذلك في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا، بحسب ما أعلنت بيونغ يانغ. وقالت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية إنّ كيم أبلغ سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو أنّ بيونغ يانغ "ستقدّم دعماً غير مشروط لموقف روسيا وسياساتها الخارجية في كل القضايا السياسية الدولية الحاسمة، بما في ذلك القضية الأوكرانية". (أسوشييتد برس، العربي الجديد)

روسيا تشنّ أضخم هجوم مسيّر على خاركيف
روسيا تشنّ أضخم هجوم مسيّر على خاركيف

BBC عربية

timeمنذ 8 ساعات

  • BBC عربية

روسيا تشنّ أضخم هجوم مسيّر على خاركيف

قال مسؤولون أوكرانيون إن مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، تعرّضت لهجوم واسع شنّته روسيا باستخدام طائرات مسيّرة وقاذفات، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 60 آخرين. وفي الجنوب، قُتل شخصان آخران في هجمات روسية على مدينة خيرسون، بحسب السلطات المحلية. وأوضح رئيس بلدية خاركيف، إيغور تيريخوف، أن الهجوم الذي وقع ليل الجمعة استخدم فيه 48 طائرة مسيّرة، وصاروخان، وأربع قنابل انزلاقية. وأشار إلى أن قنابل إضافية أُسقطت السبت أيضاً. وكانت موسكو قد أعلنت في وقت سابق أن موجة الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ، التي شملت مناطق متفرقة من أوكرانيا ليلة الخميس، جاءت رداً على "هجمات إرهابية نفذها نظام كييف"، في إشارة إلى استهداف منشآت روسية، بينها بنى تحتية للسكك الحديدية وقواعد جوية، نهاية الأسبوع الماضي. وشهدت خاركيف أضراراً واسعة، إذ طال القصف 18 مبنىً سكنياً و13 منزلاً آخر، وفق ما أعلنته السلطات. وأشار الحاكم أوليه سينيهوبوف إلى أن منشأة صناعية مدنية أُصيبت بـ 40 طائرة مسيّرة، وصاروخ، وأربع قنابل، مضيفاً أن هناك احتمالاً لوجود أشخاص تحت الأنقاض. وفي هجوم آخر مساء السبت، باستخدام القنابل الانزلاقية مجدداً، قُتل شخص آخر وأصيب ما لا يقل عن 18 آخرين، بحسب رئيس البلدية. ودعا نائب وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، الحلفاء إلى زيادة الضغط على موسكو واتخاذ خطوات إضافية لـ"تعزيز أوكرانيا" رداً على التصعيد الروسي. وكانت أوكرانيا قد أعلنت مقتل 6 أشخاص وإصابة 80 آخرين في مختلف أنحاء البلاد، نتيجة هجوم روسي واسع ليلة الخميس، استخدمت فيه أكثر من 400 طائرة مسيّرة ونحو 40 صاروخاً. وفي تطور منفصل، قدّمت موسكو وكييف روايات متضاربة بشأن توقيت تنفيذ صفقة تبادل أسرى اتُفق عليها في وقت سابق. زيلينسكي يصف قصف خاركيف بالإرهاب.. وخلافات بين موسكو وكييف بشأن تبادل الأسرى قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الضربات الروسية على خاركيف "لا تحمل أي معنى عسكري"، واصواصفاً إياها بأنها "إرهاب خالص". واتهم نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "يشتري الوقت لمواصلة الحرب"، داعيًا إلى "زيادة الضغط" لوقف الهجمات. وكانت جولة محادثات مباشرة جديدة بين الجانبين قد عُقدت هذا الأسبوع في إسطنبول، واتفق خلالها الطرفان على تبادل جميع الأسرى المرضى والمصابين بجروح خطيرة، إضافة إلى الأسرى دون سن الخامسة والعشرين، وجثامين 12 ألف جندي. لكن كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، قال السبت إن أوكرانيا "أرجأت بشكل مفاجئ قبول الجثامين وتبادل الأسرى إلى أجل غير مسمى". وأضاف أن أكثر من ألف جثمان لجندي أوكراني نُقلت إلى نقطة تبادل متفق عليها، لكن الجانب الأوكراني لم يحضر. وأوضح ميدينسكي أنه تم كذلك تسليم أوكرانيا قائمة تضم 640 أسيراً "لبدء التبادل"، بحسب منشور له على مواقع التواصل. في المقابل، ردّ المسؤولون الأوكرانيون بغضب على هذه التصريحات، قائلين إن "على روسيا أن تتوقف عن لعب الألاعيب القذرة". وجاء في بيان صادر عن مكتب التنسيق الأوكراني لشؤون الأسرى أن تصريحات موسكو "لا تتطابق مع الواقع ولا مع الاتفاقات السابقة". وأوضح المكتب أن الطرفين عملا خلال الأسبوع الماضي على التحضير لعملية التبادل، واتهم روسيا بعدم الالتزام بالمعايير المتفق عليها. وأشار البيان إلى أن أوكرانيا سلّمت قوائم الأسرى وفق الفئات المحددة في الاتفاق، بينما قدّمت روسيا "قوائم بديلة لا تتماشى مع الإطار المتفق عليه". أما بخصوص إعادة جثامين القتلى، فقال الجانب الأوكراني إن الاتفاق تم بالفعل، لكن لم يُحدد موعد للتنفيذ، مضيفاً أن روسيا اتخذت "خطوات أحادية لم يُنسَّق بشأنها". وكانت الضربات الجوية الروسية الأخيرة قد جاءت بعد تفجيرات استهدفت خطوط السكك الحديدية في غرب روسيا، وأسفرت – بحسب تقارير – عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من مئة. كما استهدفت طائرات مسيّرة أوكرانية طائرات حربية استراتيجية في أربع قواعد جوية داخل العمق الروسي، وقال جهاز الأمن الأوكراني (SBU) إن ما لا يقل عن 40 طائرة روسية تضررت خلال "عملية شبكة العنكبوت" التي نُفذت يوم الأحد الماضي. ترامب يعلّق على تصعيد موسكو وأوكرانيا تكشف تفاصيل هجومها بالطائرات المسيّرة قالت أوكرانيا إنها نفّذت هجومها الأخير داخل الأراضي الروسية باستخدام 117 طائرة مسيّرة، جرى تهريبها مسبقاً إلى الداخل الروسي، حيث أُخفيت داخل مقصورات خشبية مُثبّتة على شاحنات، ومغطّاة بأسقف قابلة للفصل يتم التحكم بها عن بُعد. وبحسب الرواية الأوكرانية، نُقلت تلك الشاحنات إلى مواقع قريبة من القواعد الجوية الروسية بواسطة سائقين "يبدو أنهم لم يكونوا على علم بمحتوياتها"، ثم جرى إطلاق المسيّرات لاحقاً عن بُعد. وفي يوم السبت، نشرت أوكرانيا تسجيلاُ صوراً جديداً يُظهر رحلة كاملة لإحدى الطائرات المسيّرة، من لحظة انطلاقها وحتى تنفيذ الهجوم. في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، إن "الأوكرانيين منحوا بوتين سبباً ليقصفهم بقوة الليلة الماضية"، في إشارة إلى الهجمات الروسية المكثفة الأخيرة. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال له في مكالمة هاتفية "بلهجة حازمة" إن موسكو "ستضطر إلى الرد" بعد الهجمات الأوكرانية على قواعدها الجوية. وتواصل روسيا غزوها واسع النطاق لأوكرانيا، والذي بدأ في فبراير/شباط 2022. وتسيطر حالياً على نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها في عام 2014 عقب الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو. ورغم جولات المحادثات السابقة، لم تُفضِ أي منها إلى وقف لإطلاق النار. ولا يزال الطرفان متباعدين بشأن كيفية إنهاء الحرب؛ إذ تطالب كييف بوقف فوري وغير مشروط للقتال كخطوة أولى، وهو مطلب ترفضه موسكو بشكل متكرر.

الدرونز الأوكرانية... وموقف بوتين المُحرج
الدرونز الأوكرانية... وموقف بوتين المُحرج

العربي الجديد

timeمنذ 10 ساعات

  • العربي الجديد

الدرونز الأوكرانية... وموقف بوتين المُحرج

شكّل خبر هجمات الدرونز الأوكرانية على قواعد عسكرية جوية روسية قبل أيام مفصلاً مهماً في سياق الحرب بين الدولتين.. كانت جولات محادثات السلام التي عقدت مرّة إثر مرّة غير مجدية، فيما أعد استراتيجو الحرب في أوكرانيا، وربما بمساعدةٍ حاسمةٍ من أطراف أخرى، العدّة لهجوم صاعق في العمق الروسي ليستهدف أهم قطاعٍ من قطاعات الحرب والذي لطالما استخدم ضد أوكرانيا. شارك سلاح الجو الروسي منذ صبيحة اليوم الأول في غزو أوكرانيا، وكانت القوات الروسية قد نشرت ثلاثمائة طائرة مخصّصة للقتال هناك، ونشرت في بيلاروسيا، الدولة الحليفة، طائرات أخرى مساندة، لتنفذ طلعات جوية شمال أوكرانيا، وعلى مقربة من العاصمة كييف. على مدار الحرب التي قطعت منذ أشهر سنتها الثالثة، قصفت الطائرات الروسية بعنف البنية التحتية في معظم المدن الأوكرانية. وبحلول نهاية العام 2023، كان نصف الشعب الأوكراني من دون كهرباء بسبب ضراوة الهجمات الجوية الروسية، وتقصّدها ضرب منشآت حيوية تؤدّي خدمات مدنية عادية، وقد جرى استخدام طائرات قاذفة سو 34 لتقصف من مسافات بعيدة، خشية الاشتباك المباشر مع مضادّات أرضية قوية. ومع نهاية العام الماضي، كانت الطائرات الروسية قد نفّذت عشرين ألف طلعة لم يدخل منها المجال الجوي الأوكراني سوى ثلاثة آلاف، وهي طريقة شديدة الحذر لتفادي الوقوع في المصائد التي يمكن أن تنصب في أوكرانيا، وحفاظاً على سلامة الأسطول الجوي الروسي. قاد دور سلاح الجو الروسي الرئيسي في الحرب إلى التفكير في تحييد جزء منه، وخصوصاً المشارك في الحرب مباشرة، والمخصص للقصف البعيد الذي يؤدّي إلى مزيد من تعطيل شبكات البنية التحتية. وقد قال الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، إن التحضير لعملية "شبكة العنكبوت" استغرق أكثر من 18 شهراً، استخدمت فيها طائرات محلية الصنع بسيطة التركيب وخفيفة الوزن، ولا تزيد حمولة كل منها عن ثلاثة كيلوغرامات، وجرى نقل عدد كبير منها إلى الداخل الروسي على دفعات، وعلى شكل أجزاء. وفي الداخل تم تجميعها مرّة أخرى. وفي اللحظة المناسبة وضعت تلك الطائرات على مقربةٍ من أهدافها، وأديرت بالتحكّم عن بعد، ثم أطلقت لتدمّر طائرات في خمس قواعد جوية روسية، وقد شملت الأهداف طائرات قاذفة استراتيجية، وطائرات إنذار مبكر. جرى الهجوم بدقة عالية، حيث استهدفت الدرونات نقاطاً ضعيفة في تلك الطائرات، كخزّانات الوقود الموضوعة في الأجنحة: وقد نُشر شريط يظهر بوضوح كيف اقترب الدرون من الجناح كثيراً، ومن المثير الذي أظهرته الأشرطة المسجلة كان كتل اللهب الكبيرة التي انبعثت من الطائرات، بما يعني أن خزّاناتها كانت مليئة. وظهر بوضوح أن الطائرات كانت مجهّزة بالصواريخ، ومستعدّة للانطلاق. أُعلنت حالة طوارئ مباشرة في موسكو بإشارة إلى خطورة الوضع الذي نشأ بعد الهجوم. وبحسب مصادر أوكرانية، ألحقت الضربات أضراراً بثلث حاملات الصواريخ الاستراتيجية، وقدّرت قيمتها بسبعة مليارات دولار، وقد أصيبت قدرة روسيا على الضرب من بعيد بقوة، ما سيشلّ حركتها جزئياً. قوة هذه الضربة التي تشير إلى ثغرة أمكن النفاذ إلى العمق الاستراتيجي الروسي من خلالها تظهر أهمية الدرون الذي كان عنصراً أساسياً في الضربة، وهو جهاز طائرة زهيد التكاليف، ويتيح استخدامه بذكاء إلحاق أكبر الأذى بالخصوم. وإذا ما قورنت كلفة عمليةٍ من هذا النوع بحجم الدمار المادي والمعنوي الذي حققته، تُعتبر الكلفة ضئيلة للغاية، الأمر الذي يطرح تساؤلاً عن أهمية إنتاج مثل هذه الطائرات الضخمة التي تتكلف أموالاً كثيرة، فيما لا يكلف تدميرها شيئاً، في مقابل استثمار أوكراني في الدورنات جاء ناجحاً بشكل لافت، وحقّق نصراً مؤقتاً ينفع سياسياً، ولا سيما والمفاوضات جارية بضغوط مكثفة من الولايات المتحدة التي يرغب رئيسها بمشاهدة ستارة الختام على هذه الحرب، فيما يراوغ بوتين وقواته تُحرز بعض التقدّم على الأرض، وسيحاول الرد على هذه الضربة القاسية. وبما أنه لا يملك الكثير عملياً، فقد يلجأ إلى هجوم تقليدي آخر على البنية التحتية الأوكرانية بما بقي لديه من طائرات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store