logo
صعود سهم تسلا 6.5%.. والقيمة السوقية للشركة ترتفع 60 مليار دولار

صعود سهم تسلا 6.5%.. والقيمة السوقية للشركة ترتفع 60 مليار دولار

أرقاممنذ 19 ساعات

ارتفع سهم "تسلا" بوتيرة حادة خلال تعاملات الجمعة، بعدما تكبدت القيمة السوقية للشركة أكبر خسارة في تاريخها يوم أمس على خلفية نشوب حرب كلامية بين رئيسها التنفيذي "إيلون ماسك" والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على مواقع التواصل الاجتماعي.
صعد السهم المدرج في "ناسداك" بنسبة 6.50% إلى 303.21 دولار في تمام الساعة 06:16 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، لتسجل القيمة السوقية لصانعة السيارات الكهربائية حوالي 976 مليار دولار.
فقدت "تسلا" نحو 152 مليار دولار من قيمتها السوقية يوم أمس، لتنهي جلسة الخميس عند 916 مليار دولار.
وذلك بعد وجّه "ماسك" و"ترامب" اتهامات لاذعة لبعضهما البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب اعتراض أغنى رجل في العالم على مشروع قانون للضرائب والإنفاق يدعمه الرئيس، من شأنه مفاقمة عجز الموازنة العامة، ورفع سقف الدين العام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماسك يلوّح بحزب جديد بعد خلافه مع ترامب.. هل يسمح له الدستور؟
ماسك يلوّح بحزب جديد بعد خلافه مع ترامب.. هل يسمح له الدستور؟

العربية

timeمنذ 42 دقائق

  • العربية

ماسك يلوّح بحزب جديد بعد خلافه مع ترامب.. هل يسمح له الدستور؟

اكتسبت فكرة إنشاء حزب سياسي جديد باسم "ذا أميركان بارتي" تأييداً كبيراً على منصة "إكس" بعد دعم 80 في المئة من المستخدمين الأميركيين. Is it time to create a new political party in America that actually represents the 80% in the middle? — Elon Musk (@elonmusk) June 5, 2025 فقد أثار رجل الأعمال إيلون ماسك الجدل مجددا بعد نشره استطلاعا على منصة إكس (تويتر سابقا) سأل فيه المستخدمين عما إذا كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى "حزب سياسي جديد يمثل الغالبية الصامتة"، وذلك بعد خلافه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكانت النتيجة أن 80 في المئة من المشاركين قالوا "نعم"، ما دفع ماسك إلى التلميح بإطلاق الحزب الجديد. ما الذي نعرفه حتى الآن؟ إلى ذلك لم يعلن ماسك رسمياً عن تأسيس الحزب، لكنه ألمح إليه مراراً كرد فعل على انزعاجه من كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. الحزب، حسب ما يُفهم من منشوراته، سيهدف إلى تمثيل "80% من الأميركيين الوسطيين" الذين لا يشعرون بالانتماء إلى التيارات السياسية الحالية، فيما الاسم المقترح "The America Party" قد يشير إلى رؤية قومية معتدلة، تركز على القيم الوطنية والابتكار. ماذا يقول الدستور؟ والدستور الأميركي لا يذكر الأحزاب السياسية بشكل مباشر، لكنه لا يمنع على الإطلاق إنشاء أحزاب جديدة. وسمح الدستور بحرية تشكيل الأحزاب استنادا إلى التعديل الأول (First Amendment) والذي ينص على: "لا يَسُنّ الكونغرس قانونًا يُقيّد حرية التعبير، أو حرية الصحافة، أو حق الناس في التجمع السلمي، وتقديم التماس إلى الحكومة لإنصاف المظالم"، وفق موقع "National Archives". كما أن المحكمة العليا الأميركية أقرت مرارا أن الحق في تكوين الأحزاب السياسية جزء من حرية التعبير والتجمع، بحسب موق "Legal Informaion Institute". ولا يوجد قانون فيدرالي موحد لإنشاء حزب سياسي، بل يتم ذلك عبر قوانين الولايات. وعلى سبيل المثال: إجراءات تسجيل الأحزاب السياسية في ولاية كاليفورنيا أو نيويورك تختلف من حيث عدد التواقيع المطلوبة وموعد التسجيل والنسبة المطلوبة من الأصوات في الانتخابات السابقة. ورغم هيمنة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لا يوجد ما يمنع دستوريا من إنشاء أحزاب ثالثة أو رابعة. وتاريخياً، ظهرت أحزاب مثل: الحزب الليبرتاري (Libertarian Party) والحزب الأخضر (Green Party)وحزب الإصلاح (Reform Party). أتت خطوة ماسك بإنشاء حزب سياسي بعد توتر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصة بعد انتقادات متبادلة شهدتها منصات التواصل خلال الأيام الماضية.

"لست نادماً".. المتهم بتنفيذ "هجوم كولورادو" يمثل أمام المحكمة
"لست نادماً".. المتهم بتنفيذ "هجوم كولورادو" يمثل أمام المحكمة

الشرق السعودية

timeمنذ 43 دقائق

  • الشرق السعودية

"لست نادماً".. المتهم بتنفيذ "هجوم كولورادو" يمثل أمام المحكمة

نظرت محكمة اتحادية في ولاية كولورادو الأميركية، الجمعة، قضية المواطن المصري محمد صبري سليمان، المتهم بإلقاء قنابل مولوتوف على حشد من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل، الأسبوع الماضي، فيما قال المشتبه به أمام جهات إنفاذ القانون إنه "لا يشعر بالندم" على الواقعة، وإنه سيفعل ذلك مجدداً إذا أتيحت له الفرصة، بحسب شبكة "فوكس نيوز". ويواجه سليمان الذي أُودع الحبس بكفالة قدرها 10 ملايين دولار، تهمة فيدرالية، وهي "جريمة كراهية"، فضلاً عن تهم إضافية في ولاية كولورادو من بينها "محاولة قتل" متعددة من الدرجة الأولى، والاعتداء من الدرجة الأولى، وحيازة أجهزة حارقة. وفي حال إدانته، وتنفيذ الأحكام بشكل متتالٍ، فقد يواجه حكماً بالسجن يصل إلى 384 سنة في سجون الولاية، وفق ما ذكرت الشبكة الأميركية. وبحسب الادعاء، صنع سليمان، البالغ من العمر 45 عاماً، 18 قنبلة مولوتوف قبل أن يتوجه إلى مدينة بولدر في الأول من يونيو، حيث استعد لوصول المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل المشاركين في فعالية "اركضوا من أجل حياتهم"، التي نُظمت دعماً للمحتجزين الإسرائيليين. ويُتهم بإلقاء عبوتين حارقتين على الحشد، بحسب "فوكس نيوز". وأصيب 10 أشخاص بحروق متفاوتة جرّاء الهجوم. المحكمة تعيّن محامياً ودخل سليمان قاعة المحكمة، الجمعة، مرتدياً بدلة برتقالية وبيده أصفاد. وأثناء انتظار بدء الجلسة، كان يتأرجح بهدوء في مقعده وينظر حول القاعة متجنباً الجمهور. وبدأت الجلسة بسؤاله إن كان قد قرأ الشكوى المقدمة ضده. وبعد تأكيده أنه قرأها، تم تلاوة حقوقه القانونية عليه، وطلب محامياً معيناً من قبل المحكمة. وقررت المحكمة أنه مؤهل لذلك. وطلبت المدعية العامة ميليسا هندمان استمرار توقيف سليمان، ولم يعارض المتهم هذا الطلب. وأمرت القاضية كاثرين أ. ستارنيلا باحتجازه، وحددت الجلسة المقبلة في 18 يونيو الساعة العاشرة صباحاً. وذكرت "فوكس نيوز" أنه وفقاً للإفادة الخطية، شوهد سليمان وهو يلقي ما بدا أنه زجاجة تنفجر عند الاصطدام وتولد لهباً كبيراً. وتابعت: "اكتشفت السلطات في سيارة تويوتا بريوس فضية اللون، طراز 2015، المملوكة لسليمان، عدة زجاجات تحتوي على سائل، وولاعة، وقطع قماش، وبخاخ مبيد حشرات، بالإضافة إلى بندقية". "لا أشعر بالندم" وفي مقابلة مع جهات إنفاذ القانون، قال سليمان إنه لا يشعر بالندم على أفعاله، وأنه سينفذ الأمر مجدداً إن أُتيحت له الفرصة، حسبما نقلت "فوكس نيوز". وأشارت الإفادة إلى أن سليمان ترك هاتف آيفون ومذكرة في منزله بمدينة كولورادو سبرينجز، تحتوي على دوافعه واستعداداته للهجوم. ونقلت إفادات الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي عن المشتبه به قوله، إنه تعلم إطلاق النار من مسدس في فصل تعليمي حضره بغرض الحصول على تصريح حمل سلاح، لكن انتهى به الأمر باستخدام القنابل الحارقة بسبب وضعه كمهاجر. وقال سليمان للمحققين، إنه تعلم كيفية صنع القنابل الحارقة من "يوتيوب". وجاء في إفادة شرطة بولدر، أن سليمان خطط لمدة عام لتنفيذ الهجوم الذي وقع في مركز بيرل ستريت التجاري، وهو مكان تسوق للمشاة يحظى بشعبية ويقع بالقرب من جامعة كولورادو. وجاء في إفادة خطية من الشرطة تدعم مذكرة اعتقال سليمان، أنه ولد في مصر وعاش في الكويت لمدة 17 عاماً، وانتقل قبل 3 سنوات إلى مدينة كولورادو سبرينجز، الواقعة على بعد 161 كيلومتراً جنوبي بولدر، حيث عاش مع زوجته وأبنائه الخمسة. وذكر متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي أن سليمان دخل البلاد في أغسطس 2022، وقدم طلب لجوء في الشهر التالي. وأضاف المتحدث أن "المشتبه به محمد سليمان موجود بشكل غير قانوني في بلادنا". وقال تود لايونز القائم، بأعمال مدير وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، إن سليمان تجاوز مدة تأشيرة سياحية ولديه تصريح عمل منتهي المدة. عائلة سليمان وأفادت وسائل إعلام محلية بأن عائلة سليمان تضم اثنين في سن المراهقة وثلاثة أطفال، فضلاً عن زوجته، فيما قال مسؤولون من مكتب التحقيقات الفيدرالي والشرطة، الاثنين، إن الأسرة تعاونت مع المحققين. وأكد سليمان للمحققين أنه تصرف بمفرده. وأعلن مسؤولون أميركيون أن عائلة المواطن المصري جرى احتجازها، فيما أعلن البيت الأبيض أنه سيتم ترحيلهم، قبل إصدار قاض فيدرالي قراراً بوقف الترحيل.

زوكربيرغ أصبح محباً لحركة "لنعد لأمريكا عظمتها".. فهل تبادله الحب؟
زوكربيرغ أصبح محباً لحركة "لنعد لأمريكا عظمتها".. فهل تبادله الحب؟

الاقتصادية

timeمنذ 43 دقائق

  • الاقتصادية

زوكربيرغ أصبح محباً لحركة "لنعد لأمريكا عظمتها".. فهل تبادله الحب؟

استقلّ مارك زوكربيرغ طائرته الخاصة من طراز "غلف ستريم G650" في مطلع فبراير متجهاً إلى واشنطن في رحلة بين أقاصي الولايات المتحدة بات يكررها كثيراً في الآونة الأخيرة. إذ استعاد رئيس شركة "ميتا بلاتفورمز" التنفيذي بعد سنوات جفاء، امتيازاً ثميناً: علاقة مباشرة بالرئيس. عقد زوكربيرغ سلسلة لقاءات مع ترمب بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر، تضمّنت زيارات متكرّرة إلى منتجع "مارالاغو" في فلوريدا، كما حضر أداء ترمب اليمين الدستورية في يناير تحت قبة الكابيتول برفقة كبار قادة قطاع التقنية. كما تبرّعت "ميتا" بمليون دولار لحفل التنصيب، ثمّ شارك زوكربيرغ في استضافة حفل رسمي فاخر تكريماً لترمب مساء ذاك اليوم. في مؤشر على نيته ترسيخ حضوره في العاصمة، اشترى في مارس قصراً بقيمة 23 مليون دولار، لا يبعد سوى خطوات عن مقر إقامة نائب الرئيس جيه دي فانس في مرصد البحرية. علاقة متوترة مع بايدن خلال تلك الزيارة بالذات، في فبراير، اكتفى زوكربيرغ بحديث مقتضب مع ترمب، وفقاً لأشخاص مطلعين، فيما انصبّ تركيزه على لقاء فانس، الذي كان يتهيأ حينها للتوجّه إلى باريس ليشارك في قمة للذكاء الاصطناعي، وأراد منه زوكربيرغ إيصال رسالة للأوروبيين مفادها أن "ميتا" تلقى معاملة غير عادلة من الهيئات الناظمة في القارة، تعرقل طرح منتجاتها الجديدة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. بعد خمسة أيام على اللقاء، اعتلى فانس المنصة في باريس وألقى خطاباً جاء مطابقاً لتطلعات زوكربيرغ، محذّراً من المبالغة في تقييد قطاع الذكاء الاصطناعي، في تخلٍّ عن النهج االمتحفظ الذي اتّبعته إدارة جو بايدن في التعامل مع هذه التقنية. كما أعرب نائب الرئيس عن قلقه من تقارير تشير إلى أن بعض الحكومات تدرس "تشديد الخناق" على شركات التقنية الأميركية، وقال: "يستحيل أن تقبل أميركا بذلك. نراه خطأ فادحاً". بدا خطاب فانس دليلاً ملموساً على تنامي نفوذ زوكربيرغ في واشنطن، في حين كان ازدراء جو بايدن لـ"ميتا" واضحاً حتى قبل وصوله إلى البيت الأبيض، إذ لم يتردّد في تحميل الشركة مسؤولية بعضاً من أكبر التحديات التي تواجه الولايات المتحدة، من انتشار نظريات المؤامرة إلى تفاقم الانقسام السياسي واستغلال الأطفال. وسبق أن دعا بايدن مراراً إلى إلغاء المادة 230 من "قانون آداب الاتصالات" لعام 1996، التي تعفي المنصات الرقمية من المسؤولية القانونية عن المحتوى الذي ينشره المستخدمون، رغم أن شركات وادي السيليكون تعتبرها خط دفاع أول. كما تبنّت إدارته، عبر تعييناته في لجنة التجارة الفيدرالية ووزارة العدل، نهجاً صارماً في مكافحة الاحتكار، استهدف "ميتا" مع شركات أخرى. كما واجهت الشركة ضغوطاً متزايدة من البيت الأبيض للحد من المعلومات المضلّلة بأساليب اعتبرتها "ميتا" غير ملائمة. وعلى عكس ترمب وباراك أوباما من قبله، لم يلتق جو بايدن بمارك زوكربيرغ شخصياً. وقد ورد لمسامع أشخاص من داخل "ميتا" أن بايدن كان يستخدم ألقاباً مهينة للإشارة إلى زوكربيرغ في أحاديث خاصة (من بينها "الوضيع الصغير" وكلمات نابية أخرى، بحسب ما نقله عدد من مساعديه). رفض متحدّث باسم مكتب بايدن التعليق لهذا المقال. المصلحة في المقام الأول بدأ مارك زوكربيرغ يلمّح إلى انحيازه المتزايد لترمب حتى قبل الانتخابات. فقد وصف ردّ فعل المرشّح الجمهوري آنذاك لدى تعرضه لمحاولة اغتيال في يوليو بأنها "صلبة"، واتصل به شخصياً عدة مرات خلال الصيف. كما وجّه رسالة إلى الكونغرس هاجم فيها إدارة بايدن. ومع صدور نتائج الانتخابات، اندفع زوكربيرغ علناً نحو معسكر ترمب. فعيّن دانا وايت، الرئيس التنفيذي لاتحاد "يو إف سي" لفنون القتال المختلطة وأحد أبرز حلفاء ترمب، في مجلس إدارة "ميتا"، ورفّع الاستراتيجي الجمهوري جويل كابلن إلى منصب كبير مسؤولي الشؤون العالمية، وقلّص مبادرات التنوع داخل الشركة وفي "مبادرة تشان زوكربيرغ" الخيرية. وخفّفت "ميتا" من سياساتها بشأن خطاب الكراهية، فأغلقت وحدة الحقوق المدنية وألغت برنامج التحقّق الخارجي من المعلومات الذي كان قد أثار غضب ترمب خلال ولايته الأولى. وبلغ الأمر أن دفعت الشركة 25 مليون دولار لتسوية دعوى رفعها ترمب بعد تعليق حساباته على "فيسبوك" و"إنستغرام"، رغم أن مسؤولين كثر في "ميتا" اعتبروا أن كسبها سهل. كان هذا التحوّل السريع والحاد في مواقف زوكربيرغ صادماً لكثيرين. وبينما امتنع عن الإدلاء بتصريح لهذا التقرير، تحدّثت "بلومبرغ بزينس ويك" مع أكثر من 50 شخصاً حول مقاربته السياسية، منهم أكثر من 30 موظفاً حالياً وسابقاً في "ميتا"، ونحو 12 مسؤولاً حكومياً تعاملوا مع الشركة خلال إدارات أوباما وبايدن وترمب. (طلب كثير منهم عدم كشف أسمائهم تفادياً لأي تبعات محتملة). رسمت هذه الشهادات ملامح رجل لا تحرّكه قناعة أيديولوجية، بقدر ما توجهه رغبته المدروسة في الحفاظ على مصالحه. قالت كايتي هاربارث، المستشارة الرقمية الجمهورية السابقة التي عملت ضمن فريق السياسات العامة في "فيسبوك" بين 2011 و2021، إن "مارك يفعل دائماً ما يراه في مصلحة الشركة. فهو قلق باستمرار من أن يسبقه الآخرون في الابتكار، ولا يكفّ عن التفكير في إرثه الشخصي". ترى هاربارث أن دعم زوكربيرغ العلني وتمويله لمبادرات ليبرالية في السنوات السابقة، سواء لناحية إصلاح قوانين الهجرة أو تعزيز التنوع، كان مدفوعاً بهذه الحسابات ذاتها، لا بقناعة أيديولوجية. وما أن فقدت تلك القيم جدواها السياسية حتى تخلّى عنها بكلّ سهولة. مع وصول ترمب إلى الحكم، بات واضحاً أن على قادة الأعمال إعادة التموضع من أجل دخول اللعبة السياسي. فبينما يواجه خصوم الرئيس خطر انتقامه، يفتح نهجه القائم على الصفقات أبواب المكاسب لمن يفلح في كسب رضاه. ويقدم رضوخ زوكربيرغ أحد أدلّ الأمثلة على هذا النهج. مارك زوكربيرغ في حفل تنصيب ترمب - بلومبرغ تأثير محدود مع ذلك، ثمة شكوك حول جدوى مساعي زوكربيرغ، بعيداً عن انتقادات فانس اللاذعة للأوروبيين. إذ إن ترمب ما يزال يبحث عن صيغة تبقي "تيك توك"، أحد أبرز منافسي "ميتا"، ناشطاً في الولايات المتحدة، رغم الشبهات الواسعة في الكونغرس بشأن صلات التطبيق بالصين والمخاطر الأمنية المترتبة عليها. كما لم يُبدِ الرئيس أي دعم يُذكر للمادة 230، التي ما زالت في مرمى نيران الكونغرس. في المقابل، أثارت سياساته الجمركية مخاوف من ركود اقتصادي وشيك. وقد حذّرت "ميتا" عند إعلان نتائج الربع الأول من العام، من ارتفاع مرتقب في تكاليف أجهزتها بسبب تلك السياسات. أما السوق الصينية، التي حققت للشركة العام الماضي أكثر من 18 مليار دولار بفضل إيرادات الإعلانات، فهي أيضاً مهددة، فيما تتواصل المفاوضات بين واشنطن وبكين. ظهرت حدود نفوذ زوكربيرغ بوضوح في الأسابيع التي سبقت مثول "ميتا" أمام المحكمة في قضية الاحتكار التي رفعتها "لجنة التجارة الفيدرالية" في أبريل، حين باءت محاولته الأخيرة لإقناع ترمب ورئيس اللجنة أندرو فيرغسون بالتوصّل إلى تسوية بالفشل. أمضى زوكربيرغ وعدد من كبار التنفيذيين أياماً على منصة الشهود، في استعراض مطوّل ومحرج أحياناً لتفاصيل داخلية دقيقة عن آلية عمل الشركة، قبل أن تنهي "ميتا" مرافعتها في 21 مايو. إذا ما فازت لجنة التجارة الفيدرالية في القضية، قد تجد "ميتا" نفسها مضطرة لفصل "إنستغرام" و"واتساب" عن الشركة الأم، ما قد يدمر الإمبراطورية التي بناها زوكربيرغ، والتي تُقدّر قيمتها بنحو 1.6 تريليون دولار. امتنعت لجنة التجارة الفيدرالية عن التعليق. أقله حتى الآن، لم تُثمر محاولات زوكربيرغ لجعل "ميتا" أكثر انسجاماً مع توجهات ترمب عن مكاسب ملموسة. قال ستيفان سلوينسكي، المحلل في "بي إن بي باريبا إكسان" (BNP Paribas Exane): "لم نشهد دليلاً واضحاً على أن هذه التغييرات عادت بالنفع على (ميتا)، بهذا الاتجاه أو ذاك". هذا ليس غريباً، إذ يواظب ترمب على مهاجمة زوكربيرغ وشركته على مدى نحو عقد، متهماً إياهما بالتحيّز ضد المحافظين. وكان قد أشار إليه بكلمة (ZUCKERBUCKS) المتعلقة بتبرعات حملة 2020 الانتخابية في منشور على منصة "تروث سوشيال"، زاعماً من دون أي دليل أنه متورّط في تزوير انتخابي ويمكن الزجّ به في السجن. كما أن كتاباً نشره ترمب في سبتمبر تضمّن تهديداً بسجن زوكربيرغ. شكوك حول أداء الشركة إذا ما كانت مواقف زوكربيرغ تبدو انتهازية في نظر الليبراليين، فعلى الضفة الأخرى، أنصار ترمب في معسكر "لنعد لأميركا عظمتها" ليسوا أكثر اقتناعاً بها. قال أليكس برويسويتز، مستشار الاستراتيجية الرقمية لترمب والمسؤول عن إدارة حساباته على منصات وسائل التواصل: "ما يزال هناك قدر هائل من انعدام الثقة". أضاف برويسويتز، الذي أطلعته "ميتا" مسبقاً على تعديلات سياسة الإشراف على المحتوى بما يتماشى مع توجهات ترمب قبل إعلانها رسمياً: "لا أعرف ما الذي يتوجب فعله حتى تسامحه قاعدتنا الانتخابية بالكامل... ولا أعلم إن كان ذلك سيحدث أصلاً". لسنوات طويلة، سادت قناعة في وادي السيليكون وواشنطن، بأن قطاع التقنية يميل بطبعه إلى الحزب الديمقراطي. فغالبيّة العاملين فيه، ومعظمهم من الشباب في كاليفورنيا، يشاركون الحزب مواقفه حيال القضايا الاجتماعية. كان باراك أوباما أول رئيس ينجح في توظيف الحملات الرقمية لصالحه من أجل الوصول إلى البيت الأبيض، فيما تبنّى الديمقراطيون نهجاً متساهلاً نسبياً في تنظيم الإنترنت. حينها، كان مارك زوكربيرغ ما يزال في الرابعة والعشرين من العمر، وظلّ على تواصل منتظم مع الرئيس طوال سنوات ولايته. خلال إدارة أوباما، توسّعت قاعدة مستخدمي الشركة من نحو 200 مليون إلى ما يقارب ملياري مستخدم، ما عزّز مكانة "فيسبوك" كشركة متنفذة. لكن مع هذا التوسّع، بدأت تزيد الشكوك بشأن تعامل الشركة مع خصوصية المستخدمين وتأثيرها المتزايد على الشأن السياسي. ثم جاءت انتخابات 2016. صُعق زوكربيرغ بفوز ترمب، لكنه وصف الربط بين النتيجة وانتشار المعلومات المضلّلة على "فيسبوك" بأنه "سخيف". مع ذلك، سارعت الشركة إلى تهدئة المخاوف بشأن هشاشة منصتها أمام محاولات التلاعب، فعزّزت أدوات التحقّق من المعلومات والإشراف على المحتوى. لكن تلك الخطوات لم ترضِ الديمقراطيين، في حين صعّد ترمب وجمهوريون آخرون هجماتهم على الشركة واتهموها بممارسة رقابة على أصوات المحافظين. وبين 2018 و2024، مثُل زوكربيرغ أمام لجان الكونغرس في ثماني جلسات منفصلة للإجابة عن تساؤلات تتعلق بسياسات "ميتا" ونشاطها التجاري. سهام من الديمقراطيين والجمهوريين عملت الشركة جاهدة للتقرّب من إدارة ترمب الأولى، وتولّى جويل كابلن، نائب رئيس "ميتا" للشؤون السياسية العالمية آنذاك ونائب كبير موظفي الرئيس جورج بوش الابن سابقاً، مهمة بناء العلاقات مع الدائرة المقرّبة من ترمب، حتى أنه كان قد درس لفترة وجيزة تولّي منصب داخل الإدارة الجديدة. في الوقت نفسه، حاول كابلن إقناع زوكربيرغ بأن الوقوف إلى جانب إدارة جمهورية صديقة لقطاع الأعمال ومحكمة عليا ذات توجه محافظ، سيصب في مصلحة "ميتا" (داخل "ميتا"، أُطلق على هذا النهج الهادف للتصدي لتفكيك الشركة وغيرها من التهديدات التنظيمية الوجودية اسم "استراتيجية كلارنس توماس"، تيمناً بالقاضي المحافظ في المحكمة العليا، بحسب أشخاص مطلعين). مع اقتراب انتخابات 2020، بدأ خطاب كابلن بشأن منافع الإدارة الجمهورية يلقى صدى لدى زوكربيرغ. ففي كواليس أحد المؤتمرات التقنية، التفت إلى أحد الموظفين وسأله: "جويل يكرّر دائماً أن الجمهوريين أفضل لنا من الديمقراطيين... هذا صحيح، أليس كذلك؟". مارك زوكربيرغ مع جويل كابلن - بلومبرغ يرى زوكربيرغ أنه حاول الحفاظ على الحياد، لكنه تلقّى السهام من جميع الاتجاهات. فقد تبرّعت "مبادرة تشان زوكربيرغ" بأكثر من 400 مليون دولار على شكل منح انتخابية، وُزّعت على 49 ولاية لتمويل إجراءات تنظيمية روتينية، مثل دفع رواتب موظفي الاقتراع، وتوفير أجهزة التصويت والكمامات للمتطوعين. لكن الجمهوريين اتهموه بمحاولة ترجيح كفة بايدن، في حين شعر زوكربيرغ بالاستياء لأن الديمقراطيين لم يمنحوه التقدير الذي كان يأمله، وفقاً لأشخاص مطلعين على طريقة تفكيره. خلال الحملة الانتخابية، بدا واضحاً أن زوكربيرغ لم ينجح في كسب ودّ بايدن. ففي جلسة حوارية نظّمتها "نيويورك تايمز"، قال المرشّح الديمقراطي آنذاك "لم أكن يوماً من المعجبين بزوكربيرغ"، وقال إنه "مشكلة حقيقية". كما أن الأمل في فتح صفحة جديدة بعد فوز بايدن تبدّد سريعاً. فقد استخدم ترمب منصة "فيسبوك" للطعن في نتائج الانتخابات ونشر نظريات المؤامرة. وكتب بيل روسو، نائب مدير الاتصالات في حملة بايدن، بعد أيام من الانتخابات: "كنا نعلم أن هذا سيحدث. ناشدنا فيسبوك لأكثر من عام كي تتعامل بجدية مع هذه المشكلات لكنها لم تفعل. ديمقراطيتنا على المحك. نريد إجابات". ثمّ جاءت أحداث 6 يناير لتُعزّز قناعة الإدارة الجديدة بأن تقاعس "فيسبوك" عن التصدي للمعلومات المضلّلة خلّف عواقب خطيرة. وفيما لم يسعَ بايدن إلى بناء علاقة شخصية مع زوكربيرغ بعد دخوله البيت الأبيض، بقي فريقه على تواصل شبه دائم مع الشركة —وأحياناً مع زوكربيرغ نفسه— لمتابعة المعلومات المضلّلة المتعلقة بجائحة كورونا وحملة اللقاحات. رغم إعلان "فيسبوك" اتخاذ خطوات للحد من المحتوى المضلل، لم يرقَ ذلك إلى مستوى توقعات البيت الأبيض. التعاطي مع المعلومات المضللة كشفت مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني والمحادثات النصيّة التي ظهرت إلى العلن في إطار تحقيق يقوده الجمهوريون في الكونغرس بشأن مزاعم الرقابة على الإنترنت، عن غضب عدد من المسؤولين في البيت الأبيض في عهد بايدن من طريقة تعاطي "فيسبوك" مع المعلومات المضلّلة. جاء في عنوان إحدى الرسائل: "أنتم تُخفون الحقيقة". واتّهم المسؤولون الشركة بالمماطلة والتسويف، وكتب أحد موظفي بايدن: "للتذكير فقط، آخر مرة خضنا هذه اللعبة انتهت بعصيان". في المقابل، أظهرت رسائل داخلية استياءً بين كبار التنفيذيين في "ميتا"، اشتكوا فيها من تعرّض الموظفين لمضايقات. انفجر هذا التوتر إلى العلن في ظهيرة يوم حار من يوليو 2021، حين صرخ أحد الصحفيين بسؤال عن "فيسبوك" وجائحة كورونا، بينما كان بايدن يصعد إلى مروحيته في طريقه إلى كامب ديفيد. فردّ الرئيس بحدّة: "إنهم يقتلون الناس. أنا جاد. انظروا، الوباء الحقيقي هو بين غير الملقّحين، وهم يقتلون الناس". أثارت تصريحات بايدن المفاجئة إرباكاً في الجناح الغربي من البيت الأبيض وفي أروقة "فيسبوك" على حدّ سواء. كتب نك كليغ الذي كان يشرف على السياسات العامة في الشركة، لزملائه أن مسؤولي البيت الأبيض تصرّفوا بـ"قدر كبير من التهكّم والمواربة" في تواصلهم حول ملف المعلومات المضلّلة المتعلقة بكورونا، مشيراً إلى أن "فيسبوك" تلقت في وقت سابق من ذاك اليوم إشادات من مكتب الجرّاح العام، تخالف ما ورد في تصريحات بايدن. أما مارك زوكربيرغ، ومعه شيريل ساندبرغ التي كانت تشغل حينها منصب المديرة التنفيذية للعمليات، ففكّرا في نشر تفاصيل النقاشات مع البيت الأبيض علناً للرد على الانتقادات. وعبّر زوكربيرغ عن شكوكه بأن تكون تصريحات بايدن جزءاً من حملة ضغط منسّقة، وكتب في رسائل ظهرت لاحقاً ضمن تحقيقات الكونغرس: "أتساءل إن كان علينا إعادة النظر في طريقة تعاملنا مع البيت الأبيض في هذا الملف. إذا كان الهدف هو انتقادنا أكثر من حل المشكلة، فلست متأكداً أن استمرار التعاون يخدم القضية". تراجع بايدن عن تصريحاته في الأسبوع التالي، لكنه واصل انتقاد شركات التواصل الاجتماعي، خصوصاً شركة زوكربيرغ، حتى الأيام الأخيرة من ولايته. أما زوكربيرغ، فتخلّى عن دور رجل الدولة، وأعلن في أواخر 2021 تغيير اسم "فيسبوك" إلى "ميتا" في خطوة عكست رؤية جديدة للشركة، وساعدت في الوقت نفسه على النأي بها عن سلسلة الفضائح والجدل المتواصل. كلّف بعدها نك كليغ بتولّي منصب رئيس الشؤون العالمية، فيما ركّز هو اهتمامه على مشروع "ميتافيرس" وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. غيرة من إيلون ماسك على مرّ فترات التوتر مع واشنطن، لم يغب عن زوكربيرغ نموذج بديل بدا أكثر فاعلية، مثّله إيلون ماسك، رغم أن العلاقة بين الرجلين كثيراً ما اتّسمت بالتنافس، وأحياناً العداء. فعندما أطلق ماسك تحذيرات سوداوية بشأن الذكاء الاصطناعي، وصف زوكربيرغ تصريحاته بأنها "غير مسؤولة"، بينما قال ماسك في 2023 إن "إنستغرام يُسبّب الاكتئاب للناس"، ووصف زوكربيرغ بأنه "ضعيف". بلغ التوتر بين الرجلين ذروته حين لوّحا بخوض مباراة ملاكمة داخل قفص، لكن ماسك انسحب لاحقاً، مبرّراً ذلك بإصابة في الظهر. يجري فريق التسويق في "ميتا" استطلاعات للرأي العام عدة مرات في السنة، تتناول مواضيع شتّى، بينها صورة مارك زوكربيرغ في أذهان الناس. ووفقاً لوثائق اطّلعت عليها "بزينس ويك"، شملت استطلاعات سابقة أسئلة حول ما إذا كان يُنظر إليه كشخص "صادق" أو "ناضج" أو "شغوف"، وكيف تقارن صورته العامة مع قادة آخرين في قطاع التقنية. كثيراً ما كان يُسخر من زوكربيرغ بوصفه "روبوتياً" أو "متكلّفاً"، بينما يُنظر إلى إيلون ماسك باعتباره "رؤيوياً". وقد عبّر زوكربيرغ عن استيائه من أن استطلاعات الرأي التي أجرتها "ميتا" نفسها، أظهرت أن الجمهور يرى ماسك أكثر ابتكاراً منه. شاهد زوكربيرغ كيف يتجاوز ماسك اللوائح الاتحادية وينفذ عمليات تسريح جماعي ويتصرّف بفظاظة على الإنترنت، من دون أن يواجه عواقب تُذكر. وبعد سنوات قضاها في تقديم الاعتذارات وبناء رصيد سياسي شخصي، بدأ يشعر بالغيرة من قدرة ماسك على تجاهل الانتقادات، وفق أشخاص عملوا معه. وعلى حد وصف بعض منهم فقد كان يحسد ماسك. ثم ظهر في برامج بودكاست تلقى رواجاً في أوساط "مانوسفير" أو الفضاء الذكوري على الإنترنت، من بينها تلك التي يقدّمها جو روغان وثيو فون. وخلال تسجيل مباشر لبودكاست (Acquired) المتخصص بقطاع التقنية في سبتمبر، قال زوكربيرغ بنبرة ساخرة "لم أعد أعتذر"، ما أثار ضحك الجمهور. وردّ عليه أحد المضيفين "لاحظنا ذلك". إعادة تموضع نحو اليمين أليكس برويسويتز، مستشار ترمب الملمّ بالصورة الثقافية لحركة "لنعد لأميركا عظمتها"، لاحظ اتخاذ زوكربيرغ " قراراً واعياً بالتحول" نحو خطاب اليمين. وأضاف في تصريح لـ"بزينس ويك" قبيل الانتخابات "ربما غيّر قناعاته حقاً". ومع زوكربيرغ بحلته الجديدة وماسك على رأس منصة "إكس"، رأى برويسويتز أن مشهد مواقع التواصل الاجتماعي بدأ يبتعد عن طابع عام 2020، ليعود أقرب إلى أجواء 2016 التي كانت أكثر انسجاماً مع ترمب وتيّاره. منذ انتخاب ترمب، بدأت "ميتا" تتراجع تدريجياً عن النهج الذي اتبعته على مدى السنوات الثماني السابقة. إلى جانب قائمة طويلة من التغييرات التي أعلنت عنها في يناير، نقلت الشركة فرق "الثقة والسلامة" إلى ولاية تكساس، في خطوة استرضائية للمحافظين الذين يشتكون من انحياز كاليفورنيا إلى اليسار. (لكن موظفين في الشركة وصفوا الخطوة بأنها رمزية لا أثر فعلي لها، بما أن عدداً كبيراً من أفراد تلك الفرق كانوا يقيمون أصلاً في تكساس). كما استبدل زوكربيرغ برنامج التحقّق من المعلومات في "ميتا" بميزة جماعية قائمة على مساهمات المستخدمين، على غرار الأداة التي يستخدمها ماسك في منصة "إكس". وعلى عكس ما درجت عليه "ميتا" من تقليد منافسيها من دون إقرار علني، اعترف زوكربيرغ صراحة هذه المرة بأنه استلهم الفكرة من ماسك، مستخدماً خوارزمية "إكس" مفتوحة المصدر كأساس للنسخة الجديدة من أداة التحقق. ووقالت مصادر مطّلعة أن الرجلين تحادثا في أكثر من مناسبة منذ الانتخابات. يملك زوكربيرغ حصص تصويت كافية في "ميتا" ليقود الشركة في الاتجاه الذي يريده. لكن، بحسب مطلعين من داخل الشركة، كان في السابق أكثر استعداداً لأخذ مشورة كبار التنفيذيين وأعضاء مجلس الإدارة بعين الاعتبار. غير أن عدداً من المستشارين الذين كان لهم تأثير عليه، مثل شيريل ساندبرغ وإليوت شراغ، الرئيس السابق للاتصالات والسياسات العالمية، غادروا الشركة منذ زمن. كما انسحب من مجلس الإدارة شخصيات بارزة تحظى باحترام واسع، مثل جيف زينتس وكين شينولت وإرسكين باولز وريد هاستينغز، وهم معروفون بعلاقاتهم بالحزب الديمقراطي وخبرتهم في التعامل مع الحكومات حول العالم. خلف الكواليس، يقول بعض العاملين في الشركة إن التغييرات الأخيرة، من إلغاء برامج التحقّق من المعلومات إلى تخفيف قواعد المحتوى، تعكس المواقف الحقيقية لزوكربيرغ. ومع ذلك، كثيرون ممن عملوا معه على مرّ السنين بدأوا يتساءلون ما إذا كانت قيمه ما تزال تتوافق مع قناعاتهم، أو حتى إن كانت موافقة لقناعاتهم يوماً. قالت كيلي ستونليك، المديرة السابقة لتسويق المنتجات في وحدة الواقع الافتراضي لدى "ميتا"، والتي رفعت دعوى قضائية ضد الشركة بتهمة التحرش الجنسي والتمييز بعد 15 عاماً من العمل هناك: "كنت أظن أن قطاع التقنية يحمل قيماً تقدمية... لكن الحقيقة أننا كنا فقط بارعين في ادعاء الشمولية والتقدّمية، لأنها كانت وسيلة لتحقيق غاية". (طلبت "ميتا" من محكمة فيدرالية إسقاط الدعوى). استياء الموظفين تُظهر بعض المؤشرات تراجعاً في معنويات منسوبي "ميتا". إذ إن بعض العاملين الحاليين بدأوا بإجراء ما يُشبه "فحوصات للسلامة النفسية" مع زملائهم في بداية الاجتماعات، بينما أنشأ آخرون نوادي قراءة سرّية لمناقشة كتاب (Careless People)، وهو كتاب مذكرات سارة وين-ويليامز، المديرة السابقة للسياسات العامة في الشركة، الذي تصدّر قوائم الكتب الأكثر مبيعاً. أثار الكتاب حفيظة إدارة "ميتا" لرسمه صورة سلبية عن زوكربيرغ وكبار مساعديه، وتضمنه انتقادات لاذعة لعلاقات الشركة مع بعض الحكومات الأجنبية، وهو ما اعتبرته "ميتا" انتهاكاً لاتفاق عدم التشهير. وقد رفعت الشركة دعوى تحكيمية لمنع وين-ويليامز من الترويج للكتاب. قال محاميها رافي ناييك: "تفرض (ميتا) أمر تكتّم لإسكات موكلتي ومنعها من قول الحقيقة"، مضيفاً أن الشركة تطالب بغرامة قدرها 50000 دولار عن كل خرق محتمل للاتفاق. مع ذلك، ما تزال هناك بعض الإشارات إلى أن "ميتا" تطمح لأن تبقى بيئة عمل واعية أخلاقياً، مثل الملصقات الموزّعة في أرجاء المقر والتي تذكّر الموظفين بشعارات من قبيل "لا شيء في (فيسبوك) هو مشكلة شخص آخر". لكن القيادة أرسلت إشارات حاسمة بأن زمن الاعتراضات قد ولّى. فعندما أعرب أحد الموظفين هذا العام عن قلقه من التوجه الجديد للشركة، مستخدماً إحدى منصاتها الداخلية، ردّ كبير مسؤولي التقنية أندرو بوسورث قائلاً إن الموظفين الذين لا يوافقون على التغييرات يمكنهم إما المغادرة أو التأقلم. لكن حتى المنتقدين يجدون أسباباً للبقاء. إذ إن "ميتا" ما زالت من أعلى أماكن العمل دخلاً، وقد قفز سعر سهمها بأكثر من 600% منذ أدنى مستوياته في 2022، في وقت تثير المخاوف من تباطؤ اقتصادي وشيك قلقاً واسعاً بشأن الأمان الوظيفي. في يناير، أعلنت الشركة أنها ستستغني عن نحو 3600 موظف صنفتهم علناً بأنهم يقدمون أداءً متدنياً، في خطوة اعتبرها بعض الموظفين وسيلةً لإسكات الأصوات المعارضة داخل الشركة. وقد تلت ذلك موجات تسريح إضافية. (نفى متحدّث باسم "ميتا" أن تكون عمليات الفصل هدفت لقمع المعارضين داخل الشركة). وتجلّى التوتر الداخلي في أعلى هرم القيادة خلال اجتماعات التخطيط السنوية التي عُقدت في مقر الشركة في مينلو بارك، كاليفورنيا، حيث استقدمت الشركة كبار المديرين التنفيذيين للمشاركة. وشملت الجلسات لقاءً خاصاً مع زوكربيرغ اقتصر على الموظفين من منصب نائب رئيس وما فوق. كان زوكربيرغ قد أعلن لتوّه عن تغييرات في سياسات الشركة، وخلال جلسة نُظّمت في قاعة كبرى بالحرم الرئيسي للشركة تُعرف باسم "المتحف"، واجهه عدد من التنفيذيين غير الراضين عن المسار الجديد بأسئلة حول تراجعه عن مبادرات التنوع والإنصاف والشمول، إلى جانب قراراته المتعلقة بسياسات الإشراف على المحتوى، بحسب أشخاص مطلعين على الاجتماع. وبدت إيفا تشين، المسؤولة عن شراكات الموضة في "ميتا"، منزعجة من التصريحات التي أدلى بها زوكربيرغ في بودكاست جو روغان مطلع ذلك الشهر، حين تحدّث عن حاجة الشركات الأميركية إلى مزيد من "الطاقة الذكورية". وسألته أمام الحضور عن مقصده من تلك العبارة. حاول زوكربيرغ التوضيح، معترفاً بأن "الذكورية" ربما لم تكن الكلمة الأنسب، لكنه لم يتراجع عنها. وقال إن بيئة الأعمال في الولايات المتحدة تحتاج إلى مزيد من التنافسية والجرأة. أما في ما يتعلق بباقي الأسئلة، فبدا متمسكاً بمواقفه، فقد اتخذ قراراته ولا ينوي فتح نقاش بشأنها. فتور من جانب ترمب على مدى العقد الماضي، حاول كثير من أصحاب النفوذ التكيّف مع نزوات ترمب، لكنّهم غالباً ما خرجوا خاسرين، فالرئيس لم يتوانَ عن السخرية من زوكربيرغ في أكثر من مناسبة، قائلاً إنه جاء إلى البيت الأبيض خلال ولايته الأولى ليتملقه. منذ عودته إلى المنصب، لم يُظهر له الودّ الذي خصّ به إيلون ماسك. ومع ذلك، لا يبدو أن ترمب يمانع هذا النوع من التملّق. وعند طلب التعليق لهذا المقال، ردّت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي عبر البريد الإلكتروني بالقول إن ترمب "يعقد اجتماعات مع عدد من الرؤساء التنفيذيين المتحمّسين للمشاركة في اقتصاد ترمب". من جانب آخر، يرى المستثمرون في هذا التوجّه فرصة لتحقيق مكاسب، بحسب شويتا خاجوريا، المحللة في شركة "وولف ريسيرتش" (Wolfe Research). وتوضح أن تغيير "ميتا" سياساتها تماشياً مع ترمب لا يضرّ بأداء الشركة المالي، بل يقلّص احتمال تعرّضها لقيود ناظمة جديدة. وإذا عاد الديمقراطيون إلى البيت الأبيض أو سيطروا على الكونغرس مستقبلاً، فإن زوكربيرغ، برأيها، "سيُعيد التموضع بما ينسجم مع الإدارة الجديدة". يرى بعض المراقبين أن "ميتا" ستكون معرضة لمخاطر أكبر إذا تبدّلت الرياح السياسية. إن العبر المستخلصة من تجربة ماسك، الذي نال حظوة لدى ترمب لكن على حساب شعبيته ومبيعات "تسلا"، تلقي بظلالها على وضع زوكربيرغ الذي يعتقد كثير من الخبراء الاستراتجيين السياسيين أنه "بالغ في التماهي" مع الرئيس. ووفقاً لأشخاص مطلعين، فإن زوكربيرغ نفسه كان مدركاً لتبعات هذا الانحياز على علاقته بالديمقراطيين، وبدأ يوجّه فريقه التنفيذي لوضع تصورات تتيح له استعادة دعمهم في حال تغيّر المشهد السياسي. غير أن العودة إلى الوراء لن تكون سهلة، وسط تنديد متصاعد من الجهات التقدمية بما تعتبره تراجعاً خطيراً في سياسات "ميتا". وتقول منظمات حقوقية إن خطاب الكراهية والتحريض ضد الأقليات والنساء والمتحولين في تصاعد. وذكرت "مؤسسة مكافحة الكراهية الرقمية" في تقرير نُشر في فبراير أن المنصة امتنعت عن حذف مئات ملايين المنشورات التي كانت تزيلها في السابق. بينما ردّت "ميتا" على التقرير بالتشكيك في دقة منهجيته. تشكيك بصدقية تحوّل زوكربيرغ قالت أليخاندرا كارابايو، المحاضرة الإكلينيكية في كلية الحقوق بجامعة هارفارد التي أمضت سنوات في التعامل مع "ميتا" حول سياساتها الخاصة بالمحتوى، إن هذا النوع من الإساءة عبر الإنترنت يمكن أن يقود إلى أذى حقيقي في الواقع. أضافت: "ماذا تتوقّع أن يحدث حين تمنح الضوء الأخضر لسياسة تتيح وصف المثليين بأنهم مرضى نفسيون، وتُجيز شتم المتحوّلين؟"، فيما أشارت إلى أنها لا تتحدث باسم الجامعة، قالت: "واضح أن ثمة مقايضة ضمنية يقوم بها مارك زوكربيرغ، وإذا استدعى الأمر، فسيضحّي بالمتحوّلين والنساء والأقليات". حتى "مجلس الرقابة" لدى "ميتا، أي الهيئة المستقلة التي شكّلتها الشركة لتقديم المشورة بشأن قرارات ضبط المحتوى المعقّدة، انتقد في أواخر أبريل الإجراءات الأخيرة، قائلاً إنها "أُعلنت على نحو متسرّع، وبما يخالف الآليات المعتمدة، من دون الكشف عن أي معلومات علنية عمّا إذا كانت الشركة قد راجعت مسبقاً تأثيرها على حقوق الإنسان". وقد أوصى المجلس "ميتا" بإجراء تقييم للأضرار المحتملة المترتبة على السياسات الجديدة، ونشر نتائجه للرأي العام. وأعلنت الشركة أنها ستردّ على هذه التوصية خلال 60 يوماً. في ظلّ كل ما سبق، سيصعب على زوكربيرغ إقناع الديمقراطيين بأنه طرف موثوق في حال عادوا إلى الحكم. أما السيناريو الأسوأ هو أن يجد نفسه وقد بات عدواً للجانبين. إذ بدا هذا الاحتمال جلياً في جلسة استماع عُقدت في 9 أبريل، عندما أدلت وين-ويليامز بشهادتها أمام الكونغرس. في مداخلة لافتة، أشار السيناتور الجمهوري جوش هاولي، حليف ترمب وأحد أبرز منتقدي وادي السيليكون، إلى أن التموضع السياسي الجديد لزوكربيرغ يتماشى مع حركة "لنعد لأميركا عظمتها"، وسألها: "هل تُصدّقين هذا التحوّل؟". افتتحت وين-ويليامز ردّها بسؤال بلاغي: هل يسعى من يؤمن بحرية التعبير فعلاً إلى استصدار أمر قضائي يُسكت من يعارضه؟ أضافت: "هذا رجل يبدّل أقنعته باستمرار"، مشيرة إلى أن زوكربيرغ يرتدي الآن "قناع مقاتل الفنون القتالية المختلطة، أو مناصر حرية التعبير، أو أي شيء آخر... لا نعرف ما سيكون عليه قناعه المقبل، لكن الأكيد أنه سيكون مختلفاً". ثم اختتمت بالقول: "إنه يفعل ما يلزم ليقترب أكثر من دوائر النفوذ".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store