logo
بسبب السوريين.. الأمم المتحدة تقدر نقل 2,5 مليون لاجئ لدول جديدة

بسبب السوريين.. الأمم المتحدة تقدر نقل 2,5 مليون لاجئ لدول جديدة

شفق نيوزمنذ 9 ساعات

شفق نيوز/ أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوم الثلاثاء، أن نحو 2,5 مليون لاجئ سيتعين نقلهم العام المقبل من دول يتواجدون فيها إلى أخرى وافقت على استقبالهم، مبينة أن هذا العدد يعكس تراجعاً بفضل عودة سوريين طوعاً إلى بلادهم.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي أوقفت فيه الولايات المتحدة العمل ببرنامج يتيح نقل لاجئين إلى أراضيها. وهذه العملية خاصة ونادرة للغاية وتقضي بنقل لاجئين من بلد اللجوء الأول إلى دولة أخرى وافقت على استقبالهم ومنحهم الإقامة الدائمة في نهاية المطاف.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، شابيا مانتو، خلال عرض الأرقام "على الرغم من أن العدد لا يزال مرتفعاً، تراجعت الاحتياجات السنوية على مستوى النقل من 2,9 مليون (لاجئ) هذا العام إلى 2,5 مليون (لاجئ) العام المقبل، حتى مع استمرار ارتفاع عدد اللاجئين حول العالم".
ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى تطور الوضع في سوريا الذي سمح بعودة طوعية، وفقاً لبيان صادر عن المفوضية. أوضحت مانتو "نلاحظ أن بعض الأشخاص يسحبون طلبات اللجوء ويخططون للعودة إلى ديارهم وبناء حياتهم".
الأعداد الأكبر للاجئين الذين سيتعين نقلهم العام المقبل إلى بلدان أخرى تشمل الأفغان (573400) والسوريين (442400) والسودانيين الجنوبيين (258200) والسودانيين (246800) والروهينغا (233300) والكونغوليين (179500).
وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إنه يتوقع أن تكون حصص نقل اللاجئين التي تحددها الدول المضيفة عام 2025 الأدنى منذ عقدين، حتى أنها ستكون دون المستويات التي سجلت خلال جائحة كوفيد-19 عندما علقت دول عدة برامجها.
وحذرت المتحدثة من أن "هذا التراجع الكبير في الأماكن المتاحة يهدد بمحو التقدم الكبير الذي تم تحقيقه في السنوات الأخيرة".
نظراً للحاجات والعدد المحدود من الأماكن المتاحة لإعادة نقل اللاجئين، تدعو المفوضية الدول المضيفة إلى الحفاظ على برامجها وزيادة قدراتها لاستقبال لاجئين.
لعام 2026، حدد المجتمع الدولي هدفاً لنقل 120 ألف لاجئ، وهو رقم أعلى قليلاً من العام الماضي مع 116 ألف لاجئ.
بعد عودته إلى البيت الأبيض، علّق دونالد ترامب البرنامج الأمريكي لنقل اللاجئين رغم أن الولايات المتحدة كانت حتى الآن من الدول المساهمة الرئيسية حيث استقبلت أكثر من 100 ألف شخص العام الماضي. بالإضافة إلى الولايات المتحدة، أشارت مانتو في هذا الصدد إلى أن لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عناصر تفيد بأن "عدداً من الدول تُخفّض أو تُعدّل حصصها".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟
هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟

شفق نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • شفق نيوز

هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟

بنبرة غاضبة اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل وإيران، بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أعلنه ليلة الاثنين، وقال إنه غير راض عن أي من البلدين، خاصة إسرائيل. جاء ذلك في حديث للصحفيين، صباح الثلاثاء، لحظات قبل مغادرته البيت الأبيض في رحلة تأخذه إلى لاهاي في هولندا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) . وردا على إبلاغه بهجوم إسرائيلي وشيك على إيران، قال ترامب إن إسرائيل وإيران تتقاتلان منذ فترة طويلة وبقوة لدرجة أنهما لا تعرفان "ماذا تفعلان... ما كان على إسرائيل أن تقدم على ما فعلته، سأرى ما إذا كان بإمكاني إيقافها". وتابع كلامه ساخرا "ستعود جميع الطائرات بعد أن تؤدي تحية ودية لإيران، لن يصاب أحد بأذى، ووقف إطلاق النار ساري المفعول". ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن ترامب أجرى اتصالا في وقت سابق من صباح الثلاثاء برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وطلب منه عدم مهاجمة إيران إطلاقا. إلا أن نتنياهو أبلغ ترامب أنه لا يستطيع إلغاء الهجوم على إيران، لحاجته لرد ما على انتهاك إيران وقف إطلاق النار. وإثر تلك المكالمة خاطب ترامب حكومة نتنياهو بلهجة الأمر، عبر تغريدة على منصة "تروث سوشيال" قائلا "إسرائيل، لا تُلق هذه القنابل... وإن فعلت فهذا انتهاك جسيم، إذا قمت بذلك فسيمثل الأمر انتهاكا خطيرا، أعيدوا طياريكم فورا..." وفي وقت لاحق ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الغارات الإسرائيلية اقتصرت على قصف "هدف رمزي" في إيران وصفته إذاعة الجيش الإسرائيلي بإنه موقع رادار يقع بالقرب من طهران. وعلى الفور نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أن "الأمر انتهى، وأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران دخل حيز التنفيذ". ويساور الرئيس الأمريكي القلق خشية أن تنقلب ما اعتبره "منجزات" في هذا التصعيد العسكري إلى كابوس، كثيرا ما حذر منه الخصوم والحلفاء على حد سواء. فقد قامر ترامب بمساعدة إسرائيل -حليفة بلاده- في شل برنامج طهران النووي، في إخلال واضح بتعهداته الانتخابية بتجنب التورط في حروب خارجية. وكان إسقاط قنابل خارقة للتحصينات على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض محفوفا بالمخاطر. لكن العملية تمت بنجاح – حسب التقديرات الأمريكية- وأعلن ترامب على إثرها أنه تمكن من تحجيم قدرات البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير . وفيما اعتبر ردا محدودا من جانب إيران على الهجوم الأمريكي، أطلقت إيران صواريخ على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، لم تسفر عن وقوع سقوط ضحايا أو خسائر تذكر، لكنها أثارت ردود فعل قوية في الدوحة أكثر من واشنطن. واعتبر كثيرون الهجوم الصاروخي الإيراني ردا محسوبا تجنبا لأي تصعيد مع واشنطن. وفي الوقت الذي كانت صواريخ إيران تعبر أجواء الدوحة باتجاه قاعدة العديد، كان ترامب وفريقه منهمكون في اتصالات مكثفة مع كل من إسرائيل والقيادة الإيرانية - عبر وساطة قطر - بغية التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار قبل سفر الرئيس إلى هولندا. وفي إسرائيل اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موافقته على وقف إطلاق النار "نصرا استراتيجيا" على إيران وتحقيقا لهدف عسكري رئيسي بعد تحييد التهديد النووي والصاروخي الإيراني. ويقول بعض المتابعين إن محاولة ترامب الإسراع بفرض هدنة في المواجهة بين ايران وإسرائيل ترمي إلى عدم خروج تطورات الحرب عن السيطرة. فالرد الإيراني على القصف الأمريكي كان محسوبا وتم إبلاغ واشنطن به قبل موعد حدوثه وبالتالي وجب منح طهران وسيلة لإنقاذ ماء الوجه والرد على الولايات المتحدة بشكل رمزي وطي الملف نهائيا. ويترك إعلان ترامب عن اتفاق الهدنة عددا من التساؤلات الكبيرة. واكتفى الطرفان الإيراني والإسرائيلي بإعلان التزامهما طالما أحجم كل منهما على مهاجمة الثاني. ولم يكشف أي من الأطراف الثلاثة عن شروط الاتفاق أو بنوده. وحتى تغريدات ترامب الحماسية على وسائل التواصل الاجتماعي لم تشر إلا إلى "وقف إطلاق النار الكامل والشامل." ولم تتحدث لا عن إحياء مفاوضات البرنامج النووي الإيراني ولا عن مصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ولا عن موعد محتمل للقاءات مستقبلية. تشعر إدارة الرئيس ترامب – على الأرجح - أن الوقت حان لوضع حد للتصعيد قبل أن تنجر المنطقة إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا. فحتى اليوم لم تغلق ايران مضيق هرمز ولم تهاجم القواعد العسكرية الأمريكية الأخرى في الشرق الأوسط، ولم تفعل نشاط وكلائها ضد المصالح الأمريكية في منطقة الخليج. هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟ هل تعود إيران إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي؟ ما هو مستقبل البرنامج النووي الإيراني؟ هل تعود واشنطن إلى ضرب إيران إذا رفضت الأخيرة التفاوض بشأن ما تبقى من برنامجها النووي؟ هل يهدد انهيار الهدنة بانزلاق المنطقة نحو جولة ثانية من التصعيد العسكري أكثر شراسة؟ نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 25 يونيو/حزيران. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

مسؤول في إدارة ترامب يشير إلى "الدولة العميقة" بعد الضربات الأمريكية على إيران ويثير الجدل
مسؤول في إدارة ترامب يشير إلى "الدولة العميقة" بعد الضربات الأمريكية على إيران ويثير الجدل

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 5 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

مسؤول في إدارة ترامب يشير إلى "الدولة العميقة" بعد الضربات الأمريكية على إيران ويثير الجدل

دان مسؤول كبير في الوكالة الفيدرالية المشرفة على شؤون الموظفين بإدارة ترامب، الغارات الأمريكية على إيران ووصفها بأنها "بلا جدوى"، معتبرا أن القرار اتخذه أعضاء من "الدولة العميقة". ووصف أندرو كلوستر، المستشار القانوني في مكتب إدارة شؤون الموظفين الأمريكي، الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية بأنها "لا جدوى منها"، ملمحا إلى أن القرار جاء نتيجة تأثير ما يعرف بـ"الدولة العميقة" في واشنطن على الرئيس دونالد ترامب، حيث انتقد في سلسلة منشورات عبر منصة X (قام لاحقًا بحذفها)، السياسة الأمريكية تجاه إيران، ووجه انتقادات للدعم الذي قُدّم سابقًا لإسرائيل، ولتقليل واشنطن من خطر حصول طهران على سلاح نووي. وبعد إعلان ترامب عن نجاح الضربات، كتب كلوستر ساخرا: "أعتذر، ولن أشكك مرة أخرى في قوة الدولة العميقة". كما أعاد نشر منشور آخر اعتبر النزاع بين إيران وإسرائيل "اقتتالا قبليا"، وذلك بعد مزاعم عن "خرق" طهران اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه ترامب ليلة الاثنين. وقد أثارت هذه التصريحات جدلا واسعا، نظرًا إلى أن كلوستر يشغل منصبا يمكن الاستغناء عنه في أي وقت باعتباره موظفا سياسيا. ويُعد منصبه جزءا من آلية تنفيذ توجيهات ترامب "اللائحة F"، التي تهدف إلى إلزام الموظفين غير السياسيين بتنفيذ سياسات الرئيس. وتعكس تصريحات كلوستر حالة القلق لدى مؤيدي ترامب المناهضين للتدخلات الخارجية، الذين يخشون أن يؤدي التصعيد مع إيران إلى صراع طويل ومكلف، على غرار ما جرى في أفغانستان والعراق وسوريا. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، قد دعت أنصار ترامب إلى "الثقة به" وتحقيق "السلام من خلال القوة". وبعد يومين من الهجوم، عاد ترامب إلى خطابه الرافض للحروب، وتوسط لوقف إطلاق النار يوم الاثنين، ثم مارس ضغوطا على الطرفين بعد "خروقات" جديدة يوم الثلاثاء. ووصف مصدر مقرب من البيت الأبيض منشورات كلوستر بأنها "سخيفة". وامتنع كلوستر عن التعليق، كما رفض البيت الأبيض الإدلاء بأي تصريح، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست". وشغل كلوستر أيضا مناصب نائب المستشار القانوني العام ولاحقا القائم بأعمال المستشار القانوني العام في مكتب إدارة شؤون الموظفين خلال إدارة ترامب الأولى، بالإضافة إلى مناصب عليا في وزارة النقل ووكالة حماية البيئة. وتُعد التغريدات أحدث الأزمات المتعلقة بالمسؤولين المعينين من قبل ترامب الذين يُكلفون بتشكيل إدارته، حيث يُزعم أن مدير شؤون الموظفين الرئاسية سيرجيو غور هو من أثار خلاف ترامب هذا الشهر مع إيلون ماسك. وكشفت مصادر أيضا أن غور، المسؤول الأعلى في الإدارة المكلف بفحص المتقدمين للوظائف، لم يقدم أوراق الحصول على تصريح أمني حكومي قياسي، وعلى الرغم من قوله إنه من مالطا، إلا أنه لم يولد في هذه الجزيرة المتوسطية. وقالت كاروين ليفيت في السابق: "سيرجيو غور مستشار موثوق به للرئيس ترامب، ولعب دورا حاسما في مساعدة ترامب على تشكيل أكثر الإدارات موهبة في التاريخ". وقد أشاد كل من ترامب ونائب الرئيس جي دي فانس بعمل غور في تعبئة كوادر الإدارة الثانية، حيث أكد فانس على "جهوده لضمان توظيف مؤيدين ملتزمين ومبدئيين لسياسة أمريكا أولاً في حكومة الرئيس". ووصفت مصادر مقرّبة من البيت الأبيض كلوستر بأنه صديق مقرب وحليف لسيرجيو غور، في حين لم يرد كلوستر على طلبات صحيفة "نيويورك بوست" للتعليق، وفيما رفض البيت الأبيض الإدلاء بأي تعليق.

وظيفة الحرب في التاريخ البشري بين تخليف التدمير الكلي والصحة الأخلاقية للشعوب، مقاربة واقعية نقدية
وظيفة الحرب في التاريخ البشري بين تخليف التدمير الكلي والصحة الأخلاقية للشعوب، مقاربة واقعية نقدية

موقع كتابات

timeمنذ 9 ساعات

  • موقع كتابات

وظيفة الحرب في التاريخ البشري بين تخليف التدمير الكلي والصحة الأخلاقية للشعوب، مقاربة واقعية نقدية

نشرح هنا أسباب الحرب ووظيفتها في التاريخ. ونظهر قصور التفسيرات القائمة من حيث التنافس على الموارد الشحيحة، والعدوانية كسمة متأصلة في الطبيعة البشرية، والصراع على السلطة. وتبني تفسيرًا جديدًا يجمع بين العناصر المُبرَّرة للتفسيرات غير الكافية، ويضيف إليها الصراعات بين أنظمة القيم التي تعتمد عليها هوية الأطراف المتحاربة، باعتبارها أهم أسباب الحرب. ونخلص إلى أنه بما أن القيم متعددة ومتضاربة، فإن الصراعات بين أنظمة القيم لا مفر منها. ويترتب على ذلك أن الحرب تُمثل محنة دائمة، وعائقًا لا مفر منه أمام تحسين الوضع الإنساني. الحروب صراعات مسلحة واسعة النطاق بين مجموعتين منظمتين أو أكثر. تكمن المشكلة الأساسية للحرب في أنها تنطوي على إلحاق الموت والمعاناة بالناس، الذين يتمتعون، في الظروف العادية، بحقوق أساسية تحميهم من التعرض لمثل هذه المعاملة. وبالطبع، يدرك الجميع أن للحروب إشكاليات أخرى: فهي تُفسد وتُدمر المؤسسات والعلاقات، وتُبدد ثروات طائلة كان من الممكن استخدامها لمعالجة الضعف المتجذر، وتُسبب أضرارًا جسيمة لا رجعة فيها للبيئة الطبيعية. هذه تكاليف ليست بالهينة. ومع ذلك، عند النظر في أخلاقيات الحرب، يبدأ معظم الناس بالقتل والمعاناة، لأنه إذا لم يكن القتل مبررًا، فإن الباقي لا قيمة له: خيارنا الوحيد هو تأكيد مبدأ السلمية. ومع ذلك، فإن تبرير القتل شرط ضروري، ولكنه ليس كافيًا لتبرير الحروب ككل. تبقى أسئلة مهمة يجب طرحها حول كيفية وأسباب القتل. في حين أن جواز القتل في حد ذاته يُشكّل الأساس الفلسفي لأي نظرية للحرب العادلة، فإن البنية الفوقية تتطلب الاهتمام بمسائل محددة تحكم ممارسة الحرب. وعلى وجه الخصوص، ما هي الأسباب التي تُبيح بدء الصراع؟ كيف يُمكننا القتال بشكل مُباح؟ كيف يُمكننا إنهاء الحروب والتعامل مع عواقبها بشكل مُباح؟ قوانين الحرب في سياق فلسفة الحرب يتم تقديم تاريخًا مُوجزًا لفلسفة الحرب. يبدو مصطلح 'قوانين الحرب' مُتناقضًا في معناه: تناقضًا في المصطلحات. فمن جهة، القانون بنيةٌ جامدة من القواعد المُرتبطة بالنظام؛ ومن جهة أخرى، الحرب نشاطٌ يتسم بالفوضى والدمار. ومع ذلك، هناك الآن فهمٌ بأنه عندما يخوض المرء حربًا، يُتوقع منه سلوكياتٌ مُعينة، وعندما تُنتهك هذه المعايير، تُذاع مُطالب العدالة الدولية على الهواء، وتُكتب في الصحف، ويُرفع صوتها عبر مكبرات الصوت. وتُوبخ مؤسساتٌ مثل الأمم المتحدة باعتبارها عاجزة، وعديمة الفائدة بسبب محدوديتها. أما المحكمة الجنائية الدولية، فهي مُنخرطة في نقاشاتٍ عديدة حول قوانين الحرب وشرعيتها، حول حرب الطائرات المُسيّرة، والذكاء الاصطناعي، والأضرار الجانبية، وكسب القلوب والعقول، والأسلحة الكيميائية والبيولوجية، والحاجة إلى الردع النووي، وحتى فكرة التدخل العسكري الإنساني. ستتناول هذا المبحث أسباب وحيثيات قوانين الحرب من منظور فلسفي، بدءًا من نظريات القانون الطبيعي في العصور الوسطى، التي ندين لها بمبدأ الحرب العادلة الراسخ، وصولًا إلى عصر التنوير، الذي غيّرت خلاله مفاهيم جديدة للدولة والسيادة مفهوم الحرب. هناك اعتباران أود منكم تذكرهما: أولًا، أن الحروب وعواقبها تميل إلى تغيير النظام الدولي للأمور؛ ثانيًا، أن الأفكار المتعلقة بطبيعة الحرب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمفاهيم ماهية الدولة، وكيفية ارتباط الدول ببعضها البعض. القوانين كطبيعة: في العصور الوسطى، افترضت الفلسفة الغربية عمومًا أن الأخلاق سمة متأصلة في البشرية، كهبة من الله. عُرفت القوانين المبنية على هذه الأخلاق المتأصلة باسم 'القوانين الطبيعية'. فيما يتعلق بقوانين الحرب، طور علماء الدين والمدرسانيون من توما الأكويني (1225-1274) إلى هوجو جروتيوس (1583-1645) عقيدة جوهرية حول 'نظرية الحرب العادلة' – وهي نظرية تحدد متى يكون شن الحرب عادلاً ومتى يكون غير عادل ( الحق في الحرب )، وكذلك نوع السلوك الذي يعتبر عادلاً في الحرب نشر هوغو غروتيوس عمله الرائد 'قانون الحرب والسلام' عام ١٦٢٩. شهدت أوروبا في ذلك الوقت اضطرابات عُرفت بحرب الثلاثين عامًا، حيث كانت الدول الكاثوليكية والبروتستانتية تتقاتل فيما بينها. وصف غروتيوس في هذا العمل النظام السياسي بأنه مجتمع دولي فضفاض. كما استكشف الفكرة الأساسية للدفاع عن النفس باعتباره استخدامًا مشروعًا للقوة، على المستويين الخاص والدولي. وقد أكسبته رؤيته لقب 'أبو القانون الدولي'. والأهم من ذلك، أن غروتيوس قدم توصيات أظهرت قدرًا كبيرًا من التسامح، بالنظر إلى المناخ السياسي السائد. ومن بينها أن الحرب التي تُشن ضد الآخرين لمجرد اختلاف تفسيرهم للمسيحية هي ظلم. وشهدت نهاية حرب الثلاثين عامًا عام ١٦٤٨ اعتماد هذه التوصيات وغيرها فيما عُرف لاحقًا بصلح وستفاليا، الذي تحول بموجبه جزء كبير من أوروبا من مجموعة من الدول الهرمية المتراصة رأسيًا تحت حكم البابا والإمبراطور، إلى دول ذات سيادة متساوية مرتبة أفقيًا. غيّر هذا أيضًا طبيعة الحروب في أوروبا، فأصبحت ما وصفه البعض بـ'العلمانية'. القوانين كمصلحة ذاتية: بعد ثلاث سنوات فقط، في عام ١٦٥١، نشر الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز كتابه 'ليفياثان'. وقد رسّخ هذا الكتاب، لفترة من الزمن، كيفية تصوّر الحرب، والأخلاق ككل. تتمثل الفرضية الأساسية لكتاب 'ليفياثان' في أنه، من أجل البقاء ومن أجل التماسك، يتنازل أفراد المجتمع عن بعض الحريات لحاكم، يصبح مسؤولاً عن تطبيق القوانين وحماية الملكية الخاصة. وفي هذه الحالة، عكست مفاهيم الأخلاق والقوانين المبنية عليها المصالح الاجتماعية، لا سيما في تحديد قوة ونطاق سلطة الحاكم تجاه رعيته. ولم يُؤخذ الله والقانون الطبيعي في الاعتبار في هذه الرؤية. ورغم أن هوبز لم ينكر وجوده، إلا أنه اعتقد أن القانون الطبيعي ليس هو ما يُبقي الناس على سجيتهم. كما كتب:'إن قوانين الطبيعة، كالعدل والإنصاف والتواضع والرحمة، وباختصار، معاملة الآخرين كما نرغب أن يُعاملونا، من تلقاء نفسها، دون خوف من قوة ما، تُلزمنا بمراعاتها، تُخالف أهوائنا الطبيعية التي تدفعنا إلى التحيز والكبرياء والانتقام وما شابه. والعهود دون السيف ليست سوى كلمات، ولا قوة لها في حماية الإنسان على الإطلاق.' (الجزء الثاني، الفصل 17، 'الكومنولث'). ويمكن القول إن هذا ينطبق ليس فقط على الاتفاقيات بين المواطنين، بل أيضًا على النظام الدولي للدول. ففي هذه الحالة، يُحافظ على 'الخوف من السيف' توازن القوى – ما يمنع الدول من خوض الحرب هو الخوف من العواقب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وعلى العكس من ذلك، ووفقًا لمنطق هوبز، إذا قررت دولة ذات سيادة أن خوض حرب ضد دولة أخرى هو في مصلحتها، فإن الحرب تكون مبررة لتلك الدولة. قد يُشير المتشككون بيننا إلى أن هذا كان الحال دائمًا. خلال حرب الثلاثين عامًا، على سبيل المثال، برزت مصلحة سياسية ذاتية كبيرة في شن الحروب، رغم تبريرها الديني السطحي. مع ذلك، أوضح هوبز جانب 'المصلحة الذاتية'، وقدّم رؤية بديلة لرؤية غروتيوس لـ'مجتمع دولي' طبيعي التكوين. لذا، ليس من المستغرب أنه في حين يُعتبر غروتيوس أبا القانون الدولي، يُعتبر هوبز أبا المدرسة الفكرية 'الواقعية' في العلاقات الدولية. يكتسب القانون الطبيعي الذي يشير إليه هوبز في الاقتباس أعلاه، وهو 'معاملة الآخرين كما نحب أن يُعاملونا'، أهمية خاصة. فالمجتمع الدولي المتحرر الذي وصفه غروتيوس يستمد تماسكه من هذا المبدأ، المعروف باسم 'المعاملة بالمثل' في المجال القانوني الدولي. إن التقليد العريق المتمثل في احترام سفراء ومبعوثي الدول الأخرى، حتى لو كانت قوة معادية، هو إرثٌ من هذا. من ناحية أخرى، تصحّ أيضًا رؤية هوبز القائلة بأن الخوف من السيف وتوازن القوى دافعٌ للسلوك السياسي. ونظرًا لحساسية هذا التوازن، ولأن مصالح الدولة تخضع لتفسير حكامها، فإن الحروب ظاهرةٌ لا مفرّ منها. نشأة الصليب الأحمر: بغض النظر عن شرعية أي حرب (حق اللجوء إلى الحرب) أو عدم شرعيتها، ثمة مسألة منفصلة تتعلق بالسلوك المشروع أثناء الحرب (حق اللجوء إلى الحرب). كان هذا السؤال الأخير هو ما طرحه رجل أعمال سويسري يُدعى هنري دونان بعد أن شهد بنفسه أهوال الحرب في معركة سولفرينو عام 1859. دارت معركة سولفرينو بين الإمبراطورية النمساوية والقوات الفرنسية البييمونتية في شمال إيطاليا. ووُصفت بأنها معركة اتسمت بقصر نظر كارثي وارتجال وإهمال. وأسفرت عن مقتل 6000 شخص وإصابة حوالي 40 ألفًا آخرين بعد اشتباك الجيشين وسط وابل من المدفعية. وتعرضت الخدمات الطبية من كلا الجانبين لضغط هائل، وانكشف إهمال فيلق الإمداد حيث تم الاستيلاء على وسائل نقل الخدمات الطبية لنقل الذخيرة بدلاً من ذلك. ورغم أن القتال استمر خمس عشرة ساعة، فقد استغرق الأمر ستة أيام لإزالة عشرة آلاف جريح، معظمهم تم نقلهم بعربات الفلاحين إلى القرى المجاورة على أمل الحصول على القليل من الطعام والماء. وصل هنري دونان إلى قرية كاستيغليوني المجاورة في 24 يونيو 1859، وكان يأمل في البداية أن يقابل نابليون الثالث. لكنه واجه سيلاً من المعاناة لم يُكبح جماحه؛ فأخذ على عاتقه حشد المتطوعين – معظمهم من النساء والفتيات المحليات – لتقديم أي رعاية ممكنة. أرسل سائقه لشراء الإمدادات الضرورية من بريشيا، مثل القماش ومواد التضميد. كما شجع المتطوعين على إظهار نفس القدر من التعاطف والرعاية لجرحى العدو النمساويين، ورتب لإطلاق سراح الأطباء النمساويين ليتمكنوا هم أيضًا من رعاية الجرحى. نُشر ما شهده خلال الأسبوعين التاليين في روايته 'ذكرى سولفرينو'. أدت هذه الرواية، وما تلاها من عمل دونان، إلى تأسيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عام 1863. أما من الناحية الفلسفية، فيتساءل كتاب دونان عن كيفية إهمال الدولة لجنودها إلى هذا الحد عندما يصبحون 'عديمي الفائدة'، ويؤكد على أهمية المبادئ في خوض الحروب. كما شدّد على فكرة منع المعاناة غير المبررة. فبالنسبة لهنري دونان، كان المقاتل وكيلًا للدولة، يؤدي واجبًا فوضته إياها، وعندما يُصاب ذلك المقاتل بجروح تجعله عاجزًا عن أداء هذا الواجب، فإنه يتوقف عن كونه وكيلًا. فلا جدوى من قتله أو تشويهه أو تعذيبه. فبينما قد تكون الحرب حتمية، فإن المعاناة التي تنطوي عليها يمكن، بل وينبغي، الحد منها. وهذه الطريقة في التفكير تُشكّل مبدأ التمييز، الذي يقضي بتمييز الأهداف العسكرية عن غير الأهداف. وقد كانت هذه القاعدة موجودة بالفعل في التقاليد المسيحية والإسلامية، كما هو الحال في حركة السلام الإلهي في فرنسا في القرن العاشر، وإعلان سانت بطرسبرغ، والأحكام الإسلامية السنية عمومًا (انظر هـ. شو، 'قوانين الحرب' في فلسفة القانون الدولي، س. بيسون وج. تاسيولا (المحرران)، 2010). ومع ذلك، أعادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تنشيط ونشر التمييز بين العسكري وغير العسكري في سياق أكثر حداثة وعالمية. والآن، تعتبره اللجنة الدولية مبدأً أساسياً. تنظر فلسفة الحرب هذه إلى الدولة ككيان غير ملموس يتألف من وكلاء يحققون مصالحها على جميع المستويات، من الجنود إلى الموظفين المدنيين والمشرعين. ونظرًا لارتباط مفهوم الدولة ارتباطًا وثيقًا بفلسفات الحرب (سواءً في حالة الحرب أو في اللاحرب)، فقد جلب النصف الثاني من القرن العشرين تحديات جديدة. القرن العشرون وما بعده: تحديات جديدة كما غيّرت حرب الثلاثين عامًا النظام الأوروبي، غيّرت الحرب العالمية الثانية النظام العالمي. وقد تجسّدت فكرة غروتيوس عن مجتمع دولي متساهل مع إنشاء الأمم المتحدة لاحقًا عام ١٩٤٥. وكما تفعل المجتمعات دائمًا، سعى مجتمع عالمي من الدول إلى جعل بعض السلوكيات من المحرمات. فأصبحت حروب العدوان والتوسع غير مقبولة. رسميًا، أصبحت الحرب مباحة في حالتين فقط: الدفاع عن النفس، أو بقرار ملزم من مجلس الأمن. الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة برمته، وخاصة المادة 51، يوضح هذه النقطة بوضوح تام. لكن ما يُسمى 'المجتمع العالمي للدول' وجد ثغرات. وقد أدخل عالم إنهاء الاستعمار الجديد، والتحرر الوطني، ومعاهدات حقوق الإنسان، وحق الدول ذات السيادة في تقرير مصيرها، نوعًا جديدًا من الكيانات على الساحة الدولية – 'الجهات الفاعلة الإقليمية غير الحكومية'. كانت هذه منظمات تشبه الدول إلى حد كبير، لكنها لم تكن دولًا تمامًا. إنها أدوات مثالية للدول لخوض حرب بالوكالة، حيث لا يشتبك أي طرف مع الآخر بشكل مباشر. والآن أصبح الدفاع عن التدخل الإنساني هو التكتيك الجديد. لفترة طويلة، ارتبط مفهوم الحرب ارتباطًا وثيقًا بمفهوم الدولة، ولكن لم يعد الأمر كذلك مع تزايد أهمية الجهات الفاعلة الإقليمية غير الحكومية في عالم الحرب. دخلت مصطلحات مثل 'الإرهاب' و'المناضل من أجل الحرية' قاموس الجميع. ولا يكتمل أي نقاش حول الحرب دون ذكر 'الحرب على الإرهاب'. إن تحدي تطوير فلسفة جديدة لا يقتصر فيها المقاتلون على موظفي الدول فحسب، بل يشمل أيضًا الإرهابيين أو المقاتلين من أجل الحرية، هو تحدٍّ حقيقي للغاية. وقد أطلق الباحث القانوني الدولي الراحل أنطونيو كاسيسي على هذه المشكلة اسم 'مشكلة المقاتل من أجل الحرية' (انظر كتابه 'القانون الجنائي الدولي'، 2013، الطبعة الثالثة، وخاصة الفصل الثامن المتعلق بالإرهاب). هل يختلف الإرهابيون، أو 'مقاتلو الجهات الفاعلة غير الحكومية'، عن جنود الجيش التقليدي؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف ولماذا؟ هل نُقيّد حقوق الإنسان في مواجهة عدو كهذا، حفاظًا على الأمن القومي؟ أم أن تقليص حقوق الإنسان سيُفاقم الوضع؟ هذه هي النقاشات التي نخوضها اليوم. وقد استكشف كاسيسي نفسه كيف تُستخدم كلمة 'إرهاب' أحيانًا بطريقة تلاعبية تعكس مصالح الدولة فحسب. مع ذلك، هذا لا يعني أن الإرهاب ليس تهديدًا حقيقيًا أو ظاهرة حقيقية. يُجسّد الصراع في منطقة الشرق الاوسط بين اسرائل والفلسطينيين عالم الحرب الجديد هذا. ولكن يظهر هذا النمط في الحروب الأهلية المتفجرة في المنطقة العربية. لقد اختبر أخلاقيات المقاتلين والمراقبين والمعلقين السياسيين بصدق. وتنتشر اتهامات انتهاكات حقوق الإنسان، وتجنيد الأطفال، والحرب بالوكالة. من جهة، هناك طغاة مستبدين لا يرحمون؛ ومن جهة أخرى، متمردون، بعضهم ذو معتقدات ورعاة مشكوك فيهم. يقف الطغاة في وجه الإمبريالية العالمية والحرب بالوكالة من 'الغرب المنافق'؛ بينما يقف المتمردون في وجه 'الطغيان' و'الاستبداد'. وجهات النظر الرئيسية حول ظاهرة الحرب: في فلسفة التاريخ، غالبًا ما تُعتبر الحرب ظاهرةً معقدةً ومتعددة الأوجه ذات تفسيراتٍ متباينة. ترى بعض وجهات النظر الحربَ كقوةٍ دافعةٍ للتغيير التاريخي، أو حافزٍ للتنمية المجتمعية، أو شرٍّ لا بد منه في السعي لتحقيق أهدافٍ محددة. بينما يُشدد آخرون على طبيعتها التدميرية ويُشككون في دورها في تشكيل التقدم البشري. فيما يلي تفصيلٌ لبعض وجهات النظر الرئيسية: 1. الحرب كحافزٍ للتغيير: المنظور الهيجلي: رأى هيجل الحربَ مرحلةً ضروريةً في التطور الجدلي للتاريخ. وجادل بأن الصراع بين الدول، وإن كان سلبيًا بطبيعته، إلا أنه يؤدي في النهاية إلى صقل البنى والأفكار السياسية وتقدمها. المادية التاريخية: ترى بعض التفسيرات الماركسية للتاريخ الحربَ نتيجةً للصراع الطبقي والتنافس على الموارد. ورغم أن الحرب مدمرة، إلا أنها قد تكون أيضًا حافزًا للتغيير الثوري وإسقاط الأنظمة الاجتماعية القائمة. نظرية الحرب العادلة: تسعى هذه النظرية إلى وضع معايير أخلاقية تُبرر الحرب، وغالبًا ما تُركز على الدفاع عن النفس، وحماية حقوق الإنسان، أو منع شرور أعظم. 2. الحرب كقوة دمار: النزعة السلمية: ترفض هذه النظرية الحرب باعتبارها فعلًا غير مبرر أخلاقيًا، بغض النظر عن الظروف. ويجادل دعاة السلام بأن العنف، حتى في سياق الصراع، خطأ جوهري، وأنه ينبغي دائمًا السعي إلى حلول سلمية. انتقادات الواقعية: تتحدى بعض الرؤى الفلسفية النظرة 'الواقعية' القائلة بأن الحرب جزء طبيعي وحتمي من العلاقات الدولية. وتجادل بأن هذه الآراء تُشرعن العدوان وتتجاهل إمكانية التعاون السلمي. التركيز على المعاناة الإنسانية: تؤكد العديد من الرؤى الفلسفية على المعاناة الهائلة والدمار الناجم عن الحرب، مُشككة في فوائدها المزعومة، ومُبرزة الحاجة إلى بدائل سلمية. ٣. الحرب والدولة: نظرة روسو: اقترح روسو أن الحرب، بمعناها الأساسي، هي علاقة مع عدو تُحدد هوية الدولة وغايتها. نظرة هوبز: جادل هوبز بأن الحرب، أو التهديد بالحرب، متأصل في حالة الطبيعة، وأن دور الحاكم هو الحفاظ على النظام ومنع انهيار المجتمع. نظرة كلاوزفيتز: عرّف كلاوزفيتز الحرب بأنها 'استمرار السياسة بوسائل أخرى'، مُسلّطًا الضوء على العلاقة الوثيقة بين الحرب والأهداف السياسية. ٤. الحرب في الفكر المعاصر: نظرية الحرب العادلة: لا تزال هذه النظرية محل نقاش وتطبيق على الصراعات المعاصرة، حيث تُركّز المناقشات على أخلاقيات حرب الطائرات بدون طيار، والتدخل الإنساني، واستخدام القوة ردًا على الإرهاب. المناهج النفسية: يُؤكّد بعض المفكرين المعاصرين على العوامل النفسية التي تُسهم في الحرب، مثل دور القومية، والدعاية، وتجريد العدو من إنسانيته. دور القانون الدولي: صُمم القانون الدولي ومؤسساته، مثل الأمم المتحدة، لتنظيم استخدام القوة والحد منه، إلا أن فعاليتها تخضع للتقييم والنقاش باستمرار. حق الحرب يُطابق أول اثنين – اللجوء المُبرر والسلوك الشرير – مفهومي 'حق اللجوء إلى الحرب' و'حق الحرب' في نظرية الحرب العادلة التاريخية. أما الثالث فهو مساهمة أحدث وأقل مناقشة، صاغها الباحثون المعاصرون باسم 'حق ما بعد الحرب'. فقط الحرب التي يكون فيها القتل مُبررًا، والتي بدأت وخُوضت وانتهت بشكل مُبرر، هي التي يُمكن وصفها بحرب عادلة. ترك كتاب 'الحروب العادلة والظالمة' أثرًا لا يُمحى على النقاش الذي تناولته جميع الدراسات اللاحقة. وضع والزر الأحكام الواردة في القانون الدولي ومهنة الجندية في سياقها ولخصها، وحاول تأسيسها على نظرية الحقوق الفردية. وقد أثارت هذه الخطوة الأخيرة أكبر قدر من الانتقادات. يرى البعض أنه لا يمكن جعل الحرب متسقة مع الحقوق الفردية، وبالتالي يؤيدون السلمية. ويرى آخرون أنه يمكن الدفاع عن نظرية الحرب العادلة، ولكن هناك فرق كبير بين هذه النظرية وأسس القانون الدولي. يُعدّ ماكماهان ٢٠٠٩ ورودين ٢٠٠٢ أكثر التصريحات تعقيدًا في هذه المواقف، بينما يدافع كودي ٢٠٠٨ عن استنتاجات مماثلة بأسلوب أسهل فهمًا. ويُعد كتاب رامزي ٢٠٠٢ وجهة نظر مضادة مثيرة للاهتمام في القرن العشرين لوالزر، حيث يتناقض أساسه اللاهوتي مع نهج والزر العلماني في المقام الأول. تُقوّض نظرة جونسون العامة (١٩٨١) بسبب محاولته أن يكون مؤرخًا وفيلسوفًا ولاهوتيًا، إلا أنها تظل مرجعًا هامًا. يُقدّم كوتس ١٩٩٧ نظرة عامة سهلة المنال، لا تُفرّق بين البدائل المعروضة بعناية. الخاتمة ينقسم فلاسفة الحرب وقواعدها في نهاية المطاف إلى مدرستين فكريتين. إحداهما يمثلها غروتيوس المتفائل البراغماتي، الذي آمن بمجتمع عالمي منفتح وبالمعاملة بالمثل؛ والأخرى يمثلها هوبز 'الواقعي' الأكثر تشاؤمًا، الذي اعتقد أن براغماتية المصلحة الذاتية تؤدي إلى الخوف من السيف وتوازن القوى. إن المبررات التي يقبلها الشخص لخوض الحرب – ولأفعال معينة ضمنها – تعتمد على قناعاته وميوله الأخرى. مع أنه، وبعبارة ملطفة، لم يلتزم كل جندي أو سياسي عبر التاريخ بقوانين الحرب، إلا أننا نستطيع أن ندرك أن هذه القوانين تشكلت مع مرور الزمن إما لمصلحة الدول أو لوجود مجتمع دولي ذي ضمير حقيقي. لذا، فإن القوانين والاتفاقيات الواردة في وثائق مثل اتفاقية جنيف تُعدّ إرثًا قانونيًا للعالم. ويمكننا أن نأمل أن نتمكن من مواجهة التحدي الفلسفي المتمثل في المفاهيم الجديدة للحرب دون انتهاك هذا الإرث تمامًا. في الختام، تُعدّ وظيفة الحرب في فلسفة التاريخ قضيةً معقدةً ومُثيرةً للجدل. فبينما يرى البعض الحرب شرًا لا بد منه، أو حتى دافعًا للتقدم، يُشدد آخرون على طبيعتها المدمرة وأهمية البحث عن بدائل سلمية. وغالبًا ما تُركز النقاشات الحديثة على المعضلات الأخلاقية للحرب، والعوامل النفسية التي تُسهم في الصراع، ودور القانون الدولي والمؤسسات الدولية في تنظيم استخدام القوة. كاتب فلسفي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store