logo
أحداث الساحل السوري.. انهيار الأمل في ظل التطرف

أحداث الساحل السوري.. انهيار الأمل في ظل التطرف

أخبار ومشاهد مروعة تلك التي شاهدها العالم الايام الماضية التي كان مسرحها المناطق الساحلية السورية، وبالأخص مدن اللاذقية وجبلة وبانياس.
موجة قتل صادمة نفذتها فصائل متطرفة متحالفة مع الحكومة المؤقتة بقيادة الارهابي أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني).
هذه الأحداث، التي بدأت يوم الخميس 6 آذار 2025، كشفت عن وحشية غير مسبوقة استهدفت عائلات بأكملها، بما في ذلك الأطفال والنساء، في عمليات إعدام جماعي وانتقام طائفي أعادت إلى الأذهان أحلك فترات الحرب الأهلية، وبينما يُصور الجناة جرائمهم في مقاطع فيديو تُظهر فخرا مريضا بقتل المدنيين، تتساءل الأوساط الدولية عن جدوى التسرع في قبول هذه الجماعات كممثلين شرعيين لسوريا المستقبلية، في ظل عجز الشرع الواضح عن السيطرة على حلفائه.
المجازر: تفاصيل الوحشية
وفقا لتقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان بتاريخ 9 اذار 2025، فإن أكثر من 1311 شخصًا قُتلوا خلال 72 ساعة فقط، منهم 830 مدنيا أُعدموا في عمليات انتقام جماعي على الساحل السوري، من بين الضحايا، ذكرت
منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان بتاريخ 10 مارس آذار أن "عائلات بأكملها، بما في ذلك نساء وأطفال وكبار سن، ذُبحوا بوحشية أمام أعين الناجين".
تقارير ميدانية من صحيفة "الغارديان" البريطانية أشارت إلى أن مقاتلين متطرفين، بعضهم مرتبط بفصائل إسلامية متشددة، نفذوا هجمات منظمة استهدفت الأقلية العلوية، مُستخدمين السواطير والأسلحة الرشاشة، ثم وثّقوا أفعالهم في فيديوهات تُظهر جثثا مكدسة في الشوارع.
في بانياس، أفاد شاهد عيان لـ"بي بي سي" (9 مارس آذار 2025) بأن "الفصائل قتلت كل من ظهر أمامها، وتركت الجثث متراكمة كعقاب جماعي"، مضيفا أن الأطفال لم يُستثنوا من هذه المذبحة".
تقرير "أوكسفام" في 10 مارس آذار 2025 أكد أن "النساء والأطفال شكلوا نسبة كبيرة من الضحايا، مع أكثر من 200 طفل و150 امرأة قُتلوا خلال ثلاثة أيام فقط"، مما يُبرز استهدافا متعمدا للمدنيين العُزّل.
التسرع الدولي
هذه المجازر تُعرّي مخاطر الاندفاع الدولي للاعتراف بالجماعات المتطرفة، مثل "هيئة تحرير الشام" كحكام شرعيين لسوريا، وتجاهل تاريخ تلك الفصائل وقادتها مع الإرهاب.
تقرير "فورين أفيرز" في 11 مارس آذار 2025 حذّر من أن "التسرع في قبول هذه الفصائل كشركاء دون ضمانات سيطرة مركزية قد يُعيد سوريا إلى دوامة الفوضى والإرهاب".
المحلل السياسي إميل امين علّق في "نيويورك تايمز" (10 مارس 2025) قائلاً: "الدول التي رحبت بالشرع كمنقذ تكتشف الآن أنها دعمت وحوشا لا تفرق بين عدو ومدني".
ردود فعل دولية غاضبة
أثارت المجازر التي هزت الضمير العالمي استنكارا دوليا واسعا.
ووصف مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الأحداث في 9 مارس آذار 2025 بأنها "انتهاكات مروعة تتطلب تحقيقا فوريا ومحاسبة الجناة"، مشددا على أن "قتل العائلات بأكملها يُظهر انهيارا كاملا للإنسانية".
الولايات المتحدة، عبر بيان لوزارة الخارجية في 10 مارس آذار، طالبت الشرع بـ"السيطرة على الفصائل الخارجة عن القانون"، مُلمحة إلى أن استمرار العنف قد يُعيق رفع العقوبات عن سوريا، من جانبها، حذرت فرنسا في بيان رسمي من أن "دعم الحكومة المؤقتة مشروط بوقف هذه الجرائم"، حسبما نقلت "لو موند" في 11 مارس آذار 2025.
في المقابل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى "تدخل عاجل لمنع انزلاق سوريا إلى حرب طائفية شاملة"، مشيرا إلى، أن "الصمت الدولي قد يُشجع المزيد من الفظائع".
عجز الشرع عن السيطرة
تُظهر هذه الأحداث بوضوح أن أحمد الشرع، رغم تعيينه رئيسا مؤقتا في يناير كانون الثاني 2025، يفتقر إلى السيطرة الكاملة على الفصائل المتحالفة معه، في خطاب متلفز بتاريخ 9 مارس، اتهم الشرع "موالين للأسد وداعمين أجانب" بإشعال الفتنة، لكنه اعترف بوقوع "انتهاكات" من قِبل حلفائه، معلنا تشكيل لجنة تحقيق، لكن تقرير "رويترز" في 10 مارس آذار نقل عن مصدر أمني سوري، أن "الفصائل المسؤولة تضم ارهابيين أجانب خارج سيطرة الشرع"، مما يُثير مخاوف من أن محاولاته لمعاقبة هؤلاء قد تُشعل صراعا داخليًا جديدا بين الفصائل.
إحصائيات مروعة
الأرقام تُبرز حجم الكارثة، "المرصد السوري" أفاد باستشهاد اكثر من 3000 مدنيا على الأقل حتى 11 آذار مارس 2025، بينهم 200 طفل و150 امرأة، معظمهم أُعدموا بدم بارد، و "منظمة الصحة العالمية" (WHO) أكدت في 10 مارس أن "أكثر من 3000 شخص نازحوا إلى لبنان هربا من العنف"، بينما ذكرت "يونيسف" أن "الأطفال يُشكلون ثلث الضحايا، وهو ما يُظهر استهدافا متعمدا للأجيال القادمة". هذه الإحصائيات تُعزز شهادات الناجين التي نقلتها "بي بي سي" عن "صراخ الأطفال وهم يُذبحون أمام أمهاتهم".
درس قاسٍ للعالم
مجازر الساحل السوري تُشكل جرس إنذار للمجتمع الدولي، مُظهرةً أن المتطرفين الذين قاتلوا نظام الأسد ليسوا بالضرورة أبطالا للحرية، بل قد يكونون تهديدا أكبر، وحشيتهم ضد الأطفال والنساء، وتصويرهم لجرائمهم بفخر، يُثبت أن سوريا تحت حكم هذه الفصائل تُواجه مستقبلا مظلما إن لم يتم تدارك الأمر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اجتماع مغلق بين الشرع وترامب في السعودية
اجتماع مغلق بين الشرع وترامب في السعودية

عصب

timeمنذ 2 أيام

  • عصب

اجتماع مغلق بين الشرع وترامب في السعودية

التقى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في أول لقاء من نوعه على مستوى الرئاسة منذ 25 عامًا. وقالت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية اليوم، الأربعاء 14 من أيار، إن اجتماعًا عقد بين الرئيسين خلف أبواب مغلقة، ولم يُسمح للصحفيين بحضوره. ولم يُعلن البيت الأبيض عن هوية المشاركين الآخرين في الاجتماع، أو يُقدم أي تفاصيل أخرى حول المحادثة، وفق الصحيفة. ولم يعلن الجانب السوري عن سفر الشرع للسعودية، كما لم يصدر أي إعلان رسمي من الجانبين عن اجتماع الرئيسين.

"لماذا تشارك إسرائيل في مسابقة يوروفيجن؟"
"لماذا تشارك إسرائيل في مسابقة يوروفيجن؟"

شفق نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • شفق نيوز

"لماذا تشارك إسرائيل في مسابقة يوروفيجن؟"

في جولتنا الصحفية اليوم، نستعرض مقالا عن مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن الغنائية، وآخر عن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية، بالإضافة إلى تحقيق بشأن صفقات الأسلحة التي أبرمتها أوكرانيا مع شركات أمريكية "خسرت فيها كييف ملايين الدولارات". نبدأ جولتنا بمقال من صحيفة الغارديان البريطانية كتبه، كريس وست، يتساءل فيه عن قبول مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن الغنائية. ويقول الكاتب إن الكثير من جمهور المسابقة الأوروبية سيمتنعون عن مشاهدة العرض النهائي هذا العام، بسبب مشاركة إسرائيل. فشعار يوروفيجن التاريخي هو "الحب والسلام". وإذا كان هذا الأمر صحيحا، فلماذا تشارك فيه الدولة التي تحاصر غزة؟ ويضيف كريس وست أن بعض الناس سيقولون إن القائمين على يوروفيجن لا مبادئ لهم، وسيشير آخرون إلى شركة "موروكون أويل"، التي ترعى المسابقة، وهي شركة إسرائيلية على الرغم من أن اسمها يوحي بأنها مغربية! ويذكر الكاتب أن يوروفيجن ترددت في منع روسيا من المشاركة في المسابقة الغنائية بعد اجتياحها لأوكرانيا مباشرة، لكنها في نهاية المطاف منعتها من المشاركة منذ 2022، ولم تفعل ذلك مع إسرائيل رغم حربها المتواصلة على قطاع غزة. ويرى الكاتب أن هيئة البث التلفزيوني الأوروبية تجد نفسها اليوم في مأزق، فالحكومة الإسرائيلية لا تمارس السلام، ومشاركتها في المسابقة الأوروبية تُستغل من قبل البعض لدعم الحكومة، حسب الكاتب. ويضيف أن الهيئة الأوروبية، مطالبة اليوم إما بالتخلي عن الإشراف على المسابقة الغنائية، أو تغيير مهمتها. وطالب الكاتب بوضع "شروط واضحة للمشاركة في المسابقة، من أجل أن تكون يوروفيجن مساحة للحب والسلام، فعلا". لكن مسابقة هذا العام لن تكون مناسبة سهلة للجمهور المهتم بما يجري في العالم، حسب الكاتب. Reuters وننتقل إلى صحيفة الإندبندنت ومقال للكاتب جاستن رولريتش، يتحدث فيه عن زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسعودية، وكيف تنظر إليها المنصات السياسية والإعلامية، مقارنة بالتعليقات والمواقف من زيارة سلفه، جو بايدن، للرياض. يقول رولريتش إن المعلقين وصفوا زيارة الرئيس السابق، جو بادين، للسعودية بأنها "علامة ضعف"، و"جبن سياسي"، و"استسلام" لمستبد قاتل، بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتقطيع جثته، وهجمات 11 سبتمبر/أيلول قبلها، حسب الصحيفة. وعند وصوله للسعودية، قابل بايدن مضيفه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بابتسامة وإشارة بقبضة اليد، وهو الأمر الذي أثار استهجانا واسعا. لكن ترامب ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، على الرغم من أنه سبق وأن حمل السعودية المسؤولية كاملة عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول. وقال ترامب عن بن سلمان: "أود أن أشكر سمو ولي العهد، على الاستقبال الرائع. إنه رجل رائع. أعرفه منذ مدة طويلة. لا يوجد له مثيل". ويقول الكاتب إن هذا الكلام لم يعجب بعض الأمريكيين، من بينهم امرأة قُتل زوجها في هجمات 11 سبتبمر/أيلول، وقالت للإندبندت إنها شعرت بالألم وهي ترى ترامب يتودد لزعيم الدولة التي تحملها مسؤولية مقتل زوجها. وتحدثت الصحيفة إلى رجل إطفاء متقاعد، كان في مركز التجارة العالمي يوم 11 سبتمبر/أيلول عبر هو الآخر عن استيائه من الطريقة التي تعامل بها ترامب مع ولي العهد السعودي، قائلا: "ماذا حدث لشعار: "لن ننسى أبدا"؟ لكن هناك من عائلات ضحايا هجمات 11 سبتبمر من يتمسكون بدعم ترامب في تعامله مع السعودية، على الرغم من اعتقادهم أن الرياض تتحمل المسؤولية فيما حدث. ويقول كوبوس، موظف مدني سابق في مكتب التحقيقت الفيدرالي، إنه لا "يكره القيادة السعودية الحالية بسبب ما حدث منذ 20 عاما"، ولا يريد أن ينتقد الرئيس الأمريكي لأنه أبرم صفقات تجارية معها. BBC ونختتم جولتنا الصحفية بتحقيق أجرته صحيفة الفايننشال تايمز بشأن صفقات الأسلحة التي أبرمتها أوكرانيا مع شركات أمريكية "خسرت فيها ملايين الدولارات". واعتمدت الصحيفة على وثائق حكومية وقضائية أوكرانية مسربة، وحوارات أجرتها مع مسؤلين في شركات توريد الأسلحة ومحققين. وكشف التحقيق أن كييف دفعت مئات الملايين من الدولارات لوسطاء من أجل الحصول على أسلحة وتجهيزات عسكرية، ذهبت كلها هباء خلال السنوات الثلاث الماضية. وتشير الصحيفة إلى أن أوكرانيا دفعت 770 مليون دولار لوسطاء، لكن الأسلحة والتجهيزات العسكرية لم تصل أبدا إلى الجيش الأوكراني. وهذا يمثل جزءا كبيرا من ميزانية الدفاع الأوكرانية التي تترواح ما بين 6 إلى 8 مليار دولار، منذ بداية الحرب. وتقول بعض شركات الأسلحة أيضا إنها وقعت ضحية صراعات داخلية وفساد بين المسؤولين الأوكرانيين، والوسطاء الأوكرانيين، الذي تتهمهم بتضييع هذه الملايين، وفق الصحيفة.

"أكسيوس": ترامب تجاهل طلبات نتنياهو ورفع العقوبات عن سوريا
"أكسيوس": ترامب تجاهل طلبات نتنياهو ورفع العقوبات عن سوريا

شفق نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • شفق نيوز

"أكسيوس": ترامب تجاهل طلبات نتنياهو ورفع العقوبات عن سوريا

شفق نيوز/ كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، يوم الجمعة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم يُطلع إسرائيل مسبقاً على قراره بعقد اجتماع مع الرئيس السوري أحمد الشرع، ولا على نيته رفع العقوبات الأميركية المفروضة على دمشق. ووفقاً للموقع، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبّر عن قلقه البالغ خلال لقائه مع ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي، وطلب منه بشكل مباشر الإبقاء على العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، مبدياً مخاوف من تنامي الدور التركي في الأراضي السورية. لكن ترامب، كما يبدو، لم يأخذ الطلب الإسرائيلي بعين الاعتبار، إذ أجرى بالفعل لقاءً مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، خلال جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، والتي شملت أيضاً السعودية وتركيا. وأعلن من هناك رفع العقوبات عن سوريا، مؤكداً أن القرار يهدف إلى "إتاحة فرصة حقيقية للشعب السوري للنهوض والتعافي"، حسب وصفه. بدورها، قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إنها بدأت بالتعاون مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، تنفيذ توجيهات الرئيس بشأن إلغاء القيود الاقتصادية المفروضة على دمشق، والتي كانت قد طُبقت بسبب ممارسات النظام السابق بقيادة بشار الأسد. من جانبها، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن إسرائيل تستعد لمواجهة دبلوماسية وإعلامية حادة مع إدارة ترامب، حيث شكّل نتنياهو فريقاً خاصاً للتعامل مع المواقف الجديدة التي وصفتها الصحيفة بـ"التحول السياسي المفاجئ". وأشارت إلى أن "نتنياهو يعوّل على ضغط يميني داخلي داخل الحزب الجمهوري لدفع ترامب نحو إعادة النظر في قراره". وتوقعت الصحيفة أن يتم استثمار امتعاض إسرائيل من الخطوة الأميركية كورقة ضغط داخل الكونغرس وبين الدوائر الإعلامية اليمينية المقرّبة من ترامب، خصوصاً أن القاعدة المسيحية الجمهورية ما زالت ترى في دعم إسرائيل مسألة غير قابلة للتفاوض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store