logo
خطأ برّاك وخطيئة "حزب الله"

خطأ برّاك وخطيئة "حزب الله"

لا جدال في أنّ مبعوث الرئيس الأميركي السفير توم برّاك هو نجم المرحلة الحالية، ليس فقط على المستوى اللبناني بل أيضاً على مستوى المنطقة المحيطة، والتي عُرفت بالهلال الخصيب، أو كما عرّف عنها ملك الأردن بـ»الهلال الشيعي». ودشّن برّاك دخوله المثير إلى الملفات المعقّدة وشديدة الحساسية للمنطقة بتغريدته الشهيرة حول «وفاة» خريطة سايكس بيكو.
وإثر زيارته الأخيرة لبيروت والتي حملت مهمّة واضحة تتعلق بالإسراع في نزع السلاح الثقيل لـ»حزب الله»، أجرى الموفد الرئاسي الأميركي جلسة نقاش مفتوحة مع إعلاميين عرب في نيويورك. ولأنّه لم يكن مدرجاً حصول لقاء من هذا النوع، فإنّ الإنطباع الغالب هو أنّ برّاك أراد استلحاق مهمّته وسدّ فجوة ظهرت لاحقاً على ما يبدو، عبر تعابير أوضح. فاللغة الديبلوماسية التي استخدمها والمرفقة بتعابير هادئة ومرنة، ولّدت انطباعاً عاماً خاطئاً، عملت أوساط سياسية على الترويج له، وفحواه أنّ إدارة ترامب تتّجه لسياسة أكثر مرونة وتسامحاً تجاه سلاح «حزب الله»، والمقصود به هنا النفوذ الإيراني في لبنان. أضف إلى ذلك حديثه عن الفصل بين الجناحين السياسي والعسكري لـ«حزب الله»، وسط تسريبات إعلامية أعقبت مغادرته بيروت، بتوجيهه رسائل إلى قيادة «حزب الله»، ووفق مبدأ الإستعداد للتفاوض حول أثمان سياسية مقابل السلاح. لكن برّاك بدل أن «يكّحلها عماها» كما يُقال في اللغة اللبنانية العامية. وهو ما فرض عليه توضيحاً إضافياً عبر منصة «إكس». ووفق ما تقدّم، فإنّ اللقاء الإعلامي لبرّاك في نيويورك كان يهدف فعلياً للضغط بدرجة أكبر على لبنان، عبر التهويل بخطر وجودي من خلال إعادته إلى بلاد الشام. وبالتالي فإنّه وبتوجيه مباشر من البيت الأبيض، والذي زاره لتوه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يريد برنامجاً واضحاً لإنجاز الخطوات المطلوبة حيال السلاح الثقيل لـ«حزب الله» مع عودة برّاك الثالثة.
وهذا التفسير الذي ساد الأوساط المراقبة على الساحة اللبنانية يبدو منطقياً وواقعياً، لكنه قد لا يختزل كامل الصورة. فصحيح أنّ برّاك سعى من خلال كلامه الأخير إظهار بعض التشدّد من خلال إثارة مخاوف وجودية، إلّا أنّ في كلامه جوانب أخرى.
فمن جهة قد يكون المقصود إعادة تصويب التفسير الذي سعت جهات قريبة من «حزب الله» لتسويقه حول مفاوضات تؤمّن مكاسب سياسية جوهرية، من خلال صياغة دستور جديد ونظام سياسي مختلف عن القائم حالياً. ويأتي تفسير كلام برّاك هنا بأنّ أي سعي للعب بدستور الطائف القائم حالياً سيؤدي لتعديلات جذرية ستتولاها دمشق. ويرى بعض المراقبين أنّ برّاك تعمّد استخدام تعابير جارحة مثل اعتبار السوريين بأنّ «لبنان منتجعنا الشاطئي»، للإشارة الى خطورة التفكير بأي تعديلات دستورية. فبالنسبة إلى واشنطن هنالك قرار نهائي بعدم ترك أي منفذ أو ثغرة يمكن أن تسمح بنفوذ إيراني في لبنان أو سوريا، لا مباشرة ولا مواربة.
لكن هنالك من يذهب أبعد من ذلك، ليصل إلى حدّ الإضاءة على خلفية المشهد المرسوم لمستقبل المنطقة ككل. فبرّاك الذي دشن مهمّاته في المنطقة بتغريدة «نعي» سايكس بيكو، تشتمّ دائماً في خلفية كلامه «نكهة» التحضير لمشهد جغرافي جديد للمنطقة.
فحتى بالأمس وفي كلامه في نيويورك، بدأ الصديق الحميم لترامب حديثه بالإشارة إلى أنّ تدخّلات الغرب في هذه المنطقة من العالم منذ عام 1919 (مؤتمر سان ريمو الذي كرّس تقسيمات سايكس بيكو) أدّت إلى نتائج رائعة، إذا نظرنا إلى سايكس بيكو وتقسيم المنطقة إلى دول قومية وما تلاها. وتابع برّاك: «رؤية ترامب مختلفة، وليس هذا ما يريد القيام به».
ووفق ما تقدّم يمكن استنتاج خلفية المشهد الذي تعمل إدارة ترامب على رسمه. خريطة جغرافية جديدة لا تقوم كياناتها على الأسس القومية التي عرفناها. فوظيفة تلك الخريطة انتهت على ما يبدو. ومن هذه الزاوية لا بدّ من النظر إلى التطورات الهائلة والمتسارعة، والتي احتاجت للتبدّلات الجذرية على مستوى السلطة في دمشق، والتي تطاول أجزاء أساسية من ساحتها، حيث تطلبت إبقاء النار مشتعلة ليس فقط في غزة والضفة ولبنان وسوريا، بل وصلت إلى طهران والسعي لإنهاء قدرتها الإقليمية، في وقت بات معلوماً أنّ إيران تريد أن تتولّى دور القوة الإقليمية العظمى في الشرق الأوسط.
ومن هذه الزاوية يصبح مفهوماً أكثر أن يجري تعيين الصديق الأقرب لترامب كسفير لبلاده في تركيا، والتي تعمل بالتفاهم والتحالف مع واشنطن على ترتيب حضور جديد لها في المعادلة الجاري رسمها. وفي الوقت نفسه، أن يجري إيلاؤه الملف السوري مع كل التبدّلات الجذرية التي تطاوله. وبالتالي فإنّ إضافة لبنان إلى مهمّاته، وتحديداً مهمّة إنهاء النفوذ الإيراني على ساحته، تصبح أكثر وضوحاً. ولا يجب أن يغيب عن بالنا الإندفاعة السريعة لدمشق في اتجاه التطبيع مع إسرائيل. فالكشف عن لقاء سوري ـ إسرائيلي مباشر في باكو خلال زيارة رسمية لأحمد الشرع إلى أذربيجان، إنما يعكس عن مسار كبير تمّ إجتيازه بسرعة خلال المرحلة الماضية، خصوصاً وسط المعلومات عن عدد من الإجتماعات التي حصلت بين الطرفين سراً في تركيا.
كذلك، فإنّ خطوة تسليم «حزب العمال الكردستاني» لأسلحته إنما حصلت بناءً لتفاهمات سرّية، قد تمنح الأكراد إعترافاً بحضور في شمال سوريا. مع الإشارة هنا إلى الإشتباكات العنيفة التي حصلت بين الأكراد والقوات السورية. وفي الوقت نفسه تتصاعد التوترات والإشتباكات في المنطقة الدرزية في السويداء، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تعزيز وترسيخ سلطة القوى المحلية وحضورها على حساب حكومة دمشق.
ومن هنا لا بدّ من التمعن بحركة نتنياهو بعد عودته من واشنطن، خصوصاً أنّ أي نتائج واضحة لم تصدر. وهو إما أنّ ذلك يعني الخلاف والفشل، ولكن أي مؤشرات سلبية لم تظهر، لا بل على العكس أشاد نتنياهو بترامب كأهم صديق لإسرائيل بين كل الذين سبقوه. أو أن يعني ذلك وجود تفاهمات كبيرة وسرّية ما يمنع حتى التلميح لها، وهو الأرجح، وهنا باب الخطورة. وفي إحدى أهم الإشارات ما تردّد من تلميحات إسرائيلية حول نجاح نتنياهو فور عودته، بإقناع وزيري اليمين المتطرف بن غفير وسموتريتش بالقبول باتفاق وقف النار في غزة. والمعروف عن اليمين المتطرّف تمسّكه الحازم والعقائدي بعدم المساومة على تصفية الحضور الفلسطيني وتثبيت الدولة اليهودية عبر استكمال الحرب وعدم الذهاب إلى وقف لإطلاق النار تحت طائلة الإنسحاب من الحكومة. لكن تعديل اليمين المتطرّف لموقفه فجأة يحمل في طياته ما يؤكّد ويضمن الذهاب في اتجاه تحقيق العقيدة التي يعمل لها. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى التغريدة التي كتبها رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم على منصة «إكس». فهو حذّر فيها من تقسيم محتمل لدول عربية ومن بينها سوريا، على نار التوترات الحالية في المنطقة. والمعروف عن حمد بن جاسم علاقته القوية والوثيقة مع دوائر أميركية نافذة.
ووفق كل ما سبق، فإنّ من البساطة بمكان النظر في الإهتمام الأميركي بلبنان من زاوية ضيّقة ومحدودة. لا بل أكثر، فلا بدّ من التيقن بوجود قرار كبير على مستوى «تغيير الدول»، ما يستوجب «حفظ الرأس» لا المكابرة وأخذ الأمور بخفة وسذاجة. وقد يكون التهويل الذي لوّح به برّاك صحيحاً في جانب منه. بمعنى أنّ زوار واشنطن يتحدثون عن استئناف الحرب الإسرائيلية مع بداية الخريف إذا لم يلبِ لبنان المطالب الأميركية. وإنّ الحرب الجوية من المحتمل أن تكون مقرونة هذه المرّة بمواجهات برّية ستتولاها قوات الشرع عند الحدود مع البقاع الشمالي، وحيث تمّت زيادة أعداد العناصر السورية و»الإيغور» بعض الشيء. ويجب التنبّه دائماً إلى «المكاسب» الإقليمية التي يمكن أن تنالها تركيا من خلال إمساكها بأوراق قوة إضافية في حال الحرب. أضف إلى ذلك، التنسيق الأمني الكبير بين واشنطن ودمشق، وإنّ التقدّم في العلاقة بين سوريا وإسرائيل لا بدّ أن يتضمن تفاهمات أمنية وعسكرية.
وفي تعليقه على العاصفة التي أدّى إليها كلام برّاك، ذكّر مراقب عتيق بالطرفة اللبنانية التي تقول إنّ أحد الأشخاص انشغل في البحث عن ورقة مالية أضاعها، فسأله صديقه أين أضاعها؟ فأجاب الرجل وهو يؤشر بأصبعه بعيداً، هناك. عندها سأله صديقه باستغراب: ولكن لماذا تبحث هنا؟ وكان جواب الرجل، لأنّه هنا يوجد ضوء.
عسى ألّا نكون نبحث عن مصيرنا ومستقبلنا في المكان الخطأ. فالذهاب إلى الخطاب الشعبوي يدفع للمجهول كما أنّ التمسك بمفردات الخطاب القديم يدفع للانتحار، فخير الأمور وسطها.
جوني منير -الجمهورية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باحث: إسرائيل تريد عمل ممر آمن من الجولان المحتلة حتى القواعد الأمريكية
باحث: إسرائيل تريد عمل ممر آمن من الجولان المحتلة حتى القواعد الأمريكية

صدى البلد

timeمنذ 27 دقائق

  • صدى البلد

باحث: إسرائيل تريد عمل ممر آمن من الجولان المحتلة حتى القواعد الأمريكية

كشف الدكتور وائل الشهاوي الباحث في شئون الشرق الاوسط، آخر تطورات الأوضاع في سوريا، مشيرا إلى أن ما يحدث في سوريا الان هو إعادة احياء لاتفاقية "سايكس بيكو" وإعادة تقسيم سوريا مرة أخرى. وتابع الدكتور وائل الشهاوي الباحث في شئون الشرق الاوسط، خلال لقاء ببرنامج "مساء دي إم سي"، مع الاعلامي اسامة كمال، المذاع على قناة دي إم سي، أنه إسرائيل تريد عمل ممر آمن من الجولان المحتلة حتى القواعد الامريكية الموجودة في المنطقة. وأضاف الدكتور وائل الشهاوي الباحث في شئون الشرق الاوسط، أن المخطط الاسرائيلي ظهر خلال الحرب على إيران، قائلا: "على الارض في طريق سهل أصبح موجود النهاردة يبدأ من الحدود الاسرائيلية والجولان المحتل وصولا إلى الحدود الشرقية لكردستان العراق، والممر اللي حاصل على الارض حصل مسبقا في الجو". وأشار وائل الشهاوي، إلى أن هذه المنطقة الممتدة من الجولان المحتل حتى كردستان العراق أصبحت امتداد نفوذ لدولة الاحتلال وهذا ظهر خلال القصف الاسرائيلي الجوي في أعماق إيران دون أي تعرض في الطريق، مؤكدا أن الحرب الايرانية الاسرائيلية أكدت سيطرة اسرائيل على المناطق من الأراضي المحتلة وحتى الفرات.

لبنان يواصل مناقشة الورقة الأميركية الجديدة وعودة برّاك متوقّعة خلال 10 أيام
لبنان يواصل مناقشة الورقة الأميركية الجديدة وعودة برّاك متوقّعة خلال 10 أيام

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

لبنان يواصل مناقشة الورقة الأميركية الجديدة وعودة برّاك متوقّعة خلال 10 أيام

فيما أنهى مجلس النواب جلسات مساءلة الحكومة على مدى يومين بتجديد الثقة بها، طغت الأحداث السورية على المشهد الداخلي اللبناني وتداعياتها المحتملة على لبنان، إن لجهة توسيع العدو الإسرائيلي عدوانه باتجاه لبنان أو المخاوف من انتقال شرارة المعارك في السويداء الى بعض المناطق اللبنانية. في المقابل، لفتت أوساط رسمية الى أن المباحثات مع الأميركيين لم تنتهِ وستستمر حتى عودة المبعوث الأميركي توم براك الى لبنان، مشددة على أن الموقف اللبناني موحّد وفور الاتفاق الكامل على بنود الورقة ستطرح على مجلس الوزراء لمناقشتها، لكن المصادر أكدت أن لا موعد محدد حتى الساعة لزيارة براك الى لبنان. وجالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت في قطاع جنوب الليطاني واستهلت جولتها من ثكنة صور قبل أن تتوجه نحو البياضة للاطلاع على جهود الجيش في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وذكرت «البناء» أن لجنة المستشارين الممثلة للرؤساء الثلاثة اجتمعت أمس الأول، في بعبدا ودرست الرد الأميركي على ورقة الملاحظات الأميركية، ووضعت جملة استيضاحات وشروحات وأطلعت الرؤساء عليها، على أن يصار الى إرسالها للأميركيين. ووفق المعلومات فإن الرد الأميركي يتركز على ملف حصرية سلاح حزب الله لجهة وضع إطار لإنهاء هذا الملف مع مهلة زمنية معينة لا تتعدّى نهاية السنة مع مراحل لتحقيق الهدف ثم وضع آليات تنفيذية لذلك. وبحسب المعلومات فإن الرد الأميركي لحظ تفهماً أميركياً للملاحظات اللبنانية لا سيما مسألة التزام لبنان بكل موجباته في منطقة جنوب الليطاني وفق القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار، مقابل عدم التزام إسرائيل بشيء واستمرار عدوانها على لبنان، ما يستوجب وفق الموقف اللبناني من الأميركيين الضغط على إسرائيل للانسحاب ووقف الخروقات حتى يبادر لبنان بخطوة على صعيد حصرية السلاح. وكتبت' الاخبار':يتعامل كبار المسؤولين في لبنان مع النقاش الدائر بشأن الورقة الأميركية على أنه طريقة لكسب الوقت. والسلطة تبدو مرتاحة إلى فكرة «التفاوض» ولو حتى من دون أفق، وهو ما تتّسم به طريقة عمل اللجنة المكلّفة من الرؤساء جوزاف عون، نبيه بري ونواف سلام، والتي عاودت اجتماعاتها لبحث الردّ الأميركي على الجواب اللبناني تمهيداً لتحديد الموقف الرسمي منه. علماً أنّ التقديرات السياسية الحالية، بدأت، تقترب من قناعة بأنّ الأميركيين أنفسهم ليسوا جدّيين، وأنّ الهدف هو التفاوض بالنار، وهو ما تريده إسرائيل عبر إطلاق جولة أقسى من المشهد الحالي، لأنها تريد إنجاز ما تطلبه بيدها وليس بيد الآخرين. عملياً، لا يملك لبنان القدرة على تلبية المطالب الأميركية، والتي تشكّل استسلاماً كاملاً أمام العدو الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، لا تملك اللجنة، ولو نظرياً، تصوّراً للردّ يختلف عن الردّ اللبناني الأول. فالردّ الأميركي على الجواب اللبناني، لم يختلف في مضمونه عن الورقة الأولى التي حملها المبعوث الأميركي توماس برّاك في زيارته الأولى إلى بيروت، لا بل إنها جاءت أكثر تشدّداً في شرحها لتفاصيل الشروط، لا سيّما في ما يتعلّق بتحديد مهل زمنية لسحب سلاح حزب الله وتحديد الآليّة على أن يتّخذ قرار في مجلس الوزراء بالإجماع، من دون السماح لأي طرف في الحكومة بتسجيل تحفّظ! وفيما لم يتّضح مضمون الردّ اللبناني الجديد، قالَ مطّلعون على عمل اللجنة، إنّ «الجوّ الأميركي ليس مُطمئناً، ويوجد في لبنان من يشعر بأنّ ما يحصل اليوم، هو محاولة لإلهاء اللبنانيين بصورة الدبلوماسية بينما هناك اتفاق أميركي – إسرائيلي على التصعيد قد يحصل في أي لحظة وبشكل مفاجئ». وأكّد هؤلاء أنّ «الدولة اللبنانية تعترف في مجالسها بأن لا إمكانية للقبول بما يطلبه الأميركيون، خصوصاً أنّ الردّ الأميركي الأخير لم يتطرّق إلى الضمانات الأميركية التي يطالب بها لبنان بإلزام العدو الإسرائيلي الانسحاب من النقاط التي احتلها، ولا بوقف الخروقات ولا حتى الالتزام بمبدأ الخطوة مقابل خطوة». وتقول المصادر إنّ لبنان «آثر عدم الالتزام بجدول زمني واضح لسحب السلاح، مبرّراً ذلك بخصوصية الوضع اللبناني وضرورة الحوار الداخلي حول هذه المسألة»، وتضيف «إنّ الجانب الأميركي، أصرّ في المقابل على تحديد مهلة زمنية واضحة لسحب السلاح الثقيل من يد حزب الله». لذا تتصرّف الدولة على قاعدة «الانتظار لعلّه تأتي تطوّرات ما من شأنها أن تخفّف الضغط الأميركي أو تدفع الجانب الأميركي إلى تغيير مقاربته في لبنان»، علماً أنّ «الأميركيين يزدادون تشدّداً لا سيّما في إجراءاتهم العملية»، فهم «باتوا يحرصون على الكشف على كل الأسلحة التي يتسلّمها الجيش اللبناني من حزب الله، ويرسلون فرقاً للتأكّد من تدميرها جميعها». وفيما يفترض أن تنجز اللجنة ردّها قبل عودة برّاك إلى بيروت المتوقّعة خلال عشرة أيام، قالت المصادر إنّ «اللجنة ستنطلق في ردّها من النقاط التي وضعتها سابقاً على أن تضيف بعض التفاصيل»، لعلمها بأنّ «واشنطن، وكما قال موفد السفارة الأميركية، اعتبرت أنّ الجواب الأول هو مناورة ولا يحمل طابعاً جدّياً، فضلاً عن أنّ حزب الله لا يُظهر أي جدّية أو ميلاً للتعاون وهو ليس مقتنعاً بوجوب تسليم سلاحه»، مع تقديرات بأن يقوم برّاك بتأجيل زيارته بسبب التطورات في سوريا. وفيما يتزايد الحديث في الداخل عن مهلة السماح المعطاة للبنان حتى نهاية العام الجاري، قالت أوساط متابعة إنّ «مَن يتابع الفريق المدافع عن فكرة الاستسلام للأميركي، خصوصاً في الجلسات التي انعقدت في مجلس النواب، والحملة السياسية التي تتزايد يؤكّد أنّ لبنان جزء من اللوحة الإقليمية التي ترسم وأنّ ما يجري في سوريا سينحسب أمنياً وعسكرياً على لبنان وأنّ ما يؤجّل ذلك هو فقط التركيز حالياً على الساحة السورية بينما يجب أن تنتظر في لبنان مفاجأة في أي لحظة». وكتبت' اللواء': بحسب المصادر ذات الصلة، فإن اجتماعات اللجنة الرئاسية لصياغة الردّ اللبناني على الردّ الاميركي الذي بعث به طوم براك عبر سفارة بلاده في عوكر إلى بعبدا، لا يمكنها القفز فوق النار المتصاعدة من غزة إلى البقاع فسوريا التي كانت بالامس تفاوض على الانخراط باتفاقية أمنية مقابل الانسحاب من الجولان السوري المحتل. رأت هذه المصادر انه في حال انتهت ملاحظات اللجنة على الرد الأميركي فإنها قد تحضر في جلسة الحكومة، مع العلم ان الرد الأميركي قد يطرح انطلاقا من استفسارات الوزراء عن حقيقة مضمونه ، كما ان أجواء جلسة مجلس النواب قد تحضر في مجلس الوزراء. اما بالنسبة الى التطورات في سوريا، فان المجلس قد يتطرق اليه انطلاقا من الموقف الذي أصدره رئيس الجمهورية.

لبنان يواصل مناقشة الورقة الأميركية الجديدة وعودة برّاك متوقّعة خلال 10 أيام
لبنان يواصل مناقشة الورقة الأميركية الجديدة وعودة برّاك متوقّعة خلال 10 أيام

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

لبنان يواصل مناقشة الورقة الأميركية الجديدة وعودة برّاك متوقّعة خلال 10 أيام

فيما أنهى مجلس النواب جلسات مساءلة الحكومة على مدى يومين بتجديد الثقة بها، طغت الأحداث السورية على المشهد الداخلي اللبناني وتداعياتها المحتملة على لبنان، إن لجهة توسيع العدو الإسرائيلي عدوانه باتجاه لبنان أو المخاوف من انتقال شرارة المعارك في السويداء الى بعض المناطق اللبنانية. في المقابل، لفتت أوساط رسمية الى أن المباحثات مع الأميركيين لم تنتهِ وستستمر حتى عودة المبعوث الأميركي توم براك الى لبنان، مشددة على أن الموقف اللبناني موحّد وفور الاتفاق الكامل على بنود الورقة ستطرح على مجلس الوزراء لمناقشتها، لكن المصادر أكدت أن لا موعد محدد حتى الساعة لزيارة براك الى لبنان. وجالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت في قطاع جنوب الليطاني واستهلت جولتها من ثكنة صور قبل أن تتوجه نحو البياضة للاطلاع على جهود الجيش في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وذكرت «البناء» أن لجنة المستشارين الممثلة للرؤساء الثلاثة اجتمعت أمس الأول، في بعبدا ودرست الرد الأميركي على ورقة الملاحظات الأميركية، ووضعت جملة استيضاحات وشروحات وأطلعت الرؤساء عليها، على أن يصار الى إرسالها للأميركيين. ووفق المعلومات فإن الرد الأميركي يتركز على ملف حصرية سلاح حزب الله لجهة وضع إطار لإنهاء هذا الملف مع مهلة زمنية معينة لا تتعدّى نهاية السنة مع مراحل لتحقيق الهدف ثم وضع آليات تنفيذية لذلك. وبحسب المعلومات فإن الرد الأميركي لحظ تفهماً أميركياً للملاحظات اللبنانية لا سيما مسألة التزام لبنان بكل موجباته في منطقة جنوب الليطاني وفق القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار، مقابل عدم التزام إسرائيل بشيء واستمرار عدوانها على لبنان، ما يستوجب وفق الموقف اللبناني من الأميركيين الضغط على إسرائيل للانسحاب ووقف الخروقات حتى يبادر لبنان بخطوة على صعيد حصرية السلاح. وكتبت" الاخبار":يتعامل كبار المسؤولين في لبنان مع النقاش الدائر بشأن الورقة الأميركية على أنه طريقة لكسب الوقت. والسلطة تبدو مرتاحة إلى فكرة «التفاوض» ولو حتى من دون أفق، وهو ما تتّسم به طريقة عمل اللجنة المكلّفة من الرؤساء جوزاف عون، نبيه بري ونواف سلام، والتي عاودت اجتماعاتها لبحث الردّ الأميركي على الجواب اللبناني تمهيداً لتحديد الموقف الرسمي منه. علماً أنّ التقديرات السياسية الحالية، بدأت، تقترب من قناعة بأنّ الأميركيين أنفسهم ليسوا جدّيين، وأنّ الهدف هو التفاوض بالنار، وهو ما تريده إسرائيل عبر إطلاق جولة أقسى من المشهد الحالي، لأنها تريد إنجاز ما تطلبه بيدها وليس بيد الآخرين. عملياً، لا يملك لبنان القدرة على تلبية المطالب الأميركية، والتي تشكّل استسلاماً كاملاً أمام العدو الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، لا تملك اللجنة، ولو نظرياً، تصوّراً للردّ يختلف عن الردّ اللبناني الأول. فالردّ الأميركي على الجواب اللبناني، لم يختلف في مضمونه عن الورقة الأولى التي حملها المبعوث الأميركي توماس برّاك في زيارته الأولى إلى بيروت، لا بل إنها جاءت أكثر تشدّداً في شرحها لتفاصيل الشروط، لا سيّما في ما يتعلّق بتحديد مهل زمنية لسحب سلاح حزب الله وتحديد الآليّة على أن يتّخذ قرار في مجلس الوزراء بالإجماع، من دون السماح لأي طرف في الحكومة بتسجيل تحفّظ! وفيما لم يتّضح مضمون الردّ اللبناني الجديد، قالَ مطّلعون على عمل اللجنة، إنّ «الجوّ الأميركي ليس مُطمئناً، ويوجد في لبنان من يشعر بأنّ ما يحصل اليوم، هو محاولة لإلهاء اللبنانيين بصورة الدبلوماسية بينما هناك اتفاق أميركي – إسرائيلي على التصعيد قد يحصل في أي لحظة وبشكل مفاجئ». وأكّد هؤلاء أنّ «الدولة اللبنانية تعترف في مجالسها بأن لا إمكانية للقبول بما يطلبه الأميركيون، خصوصاً أنّ الردّ الأميركي الأخير لم يتطرّق إلى الضمانات الأميركية التي يطالب بها لبنان بإلزام العدو الإسرائيلي الانسحاب من النقاط التي احتلها، ولا بوقف الخروقات ولا حتى الالتزام بمبدأ الخطوة مقابل خطوة». وتقول المصادر إنّ لبنان «آثر عدم الالتزام بجدول زمني واضح لسحب السلاح، مبرّراً ذلك بخصوصية الوضع اللبناني وضرورة الحوار الداخلي حول هذه المسألة»، وتضيف «إنّ الجانب الأميركي، أصرّ في المقابل على تحديد مهلة زمنية واضحة لسحب السلاح الثقيل من يد حزب الله». لذا تتصرّف الدولة على قاعدة «الانتظار لعلّه تأتي تطوّرات ما من شأنها أن تخفّف الضغط الأميركي أو تدفع الجانب الأميركي إلى تغيير مقاربته في لبنان»، علماً أنّ «الأميركيين يزدادون تشدّداً لا سيّما في إجراءاتهم العملية»، فهم «باتوا يحرصون على الكشف على كل الأسلحة التي يتسلّمها الجيش اللبناني من حزب الله، ويرسلون فرقاً للتأكّد من تدميرها جميعها». وفيما يفترض أن تنجز اللجنة ردّها قبل عودة برّاك إلى بيروت المتوقّعة خلال عشرة أيام، قالت المصادر إنّ «اللجنة ستنطلق في ردّها من النقاط التي وضعتها سابقاً على أن تضيف بعض التفاصيل»، لعلمها بأنّ «واشنطن، وكما قال موفد السفارة الأميركية، اعتبرت أنّ الجواب الأول هو مناورة ولا يحمل طابعاً جدّياً، فضلاً عن أنّ حزب الله لا يُظهر أي جدّية أو ميلاً للتعاون وهو ليس مقتنعاً بوجوب تسليم سلاحه»، مع تقديرات بأن يقوم برّاك بتأجيل زيارته بسبب التطورات في سوريا. وفيما يتزايد الحديث في الداخل عن مهلة السماح المعطاة للبنان حتى نهاية العام الجاري، قالت أوساط متابعة إنّ «مَن يتابع الفريق المدافع عن فكرة الاستسلام للأميركي، خصوصاً في الجلسات التي انعقدت في مجلس النواب، والحملة السياسية التي تتزايد يؤكّد أنّ لبنان جزء من اللوحة الإقليمية التي ترسم وأنّ ما يجري في سوريا سينحسب أمنياً وعسكرياً على لبنان وأنّ ما يؤجّل ذلك هو فقط التركيز حالياً على الساحة السورية بينما يجب أن تنتظر في لبنان مفاجأة في أي لحظة». وكتبت" اللواء": بحسب المصادر ذات الصلة، فإن اجتماعات اللجنة الرئاسية لصياغة الردّ اللبناني على الردّ الاميركي الذي بعث به طوم براك عبر سفارة بلاده في عوكر إلى بعبدا، لا يمكنها القفز فوق النار المتصاعدة من غزة إلى البقاع فسوريا التي كانت بالامس تفاوض على الانخراط باتفاقية أمنية مقابل الانسحاب من الجولان السوري المحتل. رأت هذه المصادر انه في حال انتهت ملاحظات اللجنة على الرد الأميركي فإنها قد تحضر في جلسة الحكومة، مع العلم ان الرد الأميركي قد يطرح انطلاقا من استفسارات الوزراء عن حقيقة مضمونه ، كما ان أجواء جلسة مجلس النواب قد تحضر في مجلس الوزراء. اما بالنسبة الى التطورات في سوريا، فان المجلس قد يتطرق اليه انطلاقا من الموقف الذي أصدره رئيس الجمهورية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store