
رسائل دبي الملهمة.. بلغة الفن على جدرانها
وتسعى هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، عبر مجموعة الجداريات التي تنفذها في جميع أنحاء دبي، إلى دعم المبدعين وأصحاب المواهب، وتحفيز روح الابتكار لديهم، وتمكينهم من الإسهام في تحويل أحياء دبي وميادينها العامة ومناطقها المختلفة، إلى وجهات سياحية وثقافية ملهمة، بما تحتضنه من جداريات تعكس تفرد هوية الإمارة الإبداعية الثقافة، وتصنع فضاءً حضارياً وتفاعلياً بين الفنانين والجمهور من مختلف الجنسيات والثقافات، ما يؤسس لبيئة مستدامة قادرة على تشجيع الفنانين على مواصلة شغفهم، والتعبير والمشاركة مع الجمهور، ورفع مستوى الذائقة العامة، وإضفاء لمسات جمالية خاصة تزين مناطق الإمارة المختلفة.
تشكيلة جديدة
خلال الفترة الماضية، نجحت «دبي للثقافة» في إنجاز تشكيلة من الجداريات الفنية، من أبرزها «الجدارية الجصية» التي تزين واجهة مكتبة الصفا للفنون والتصميم، التي استلهمتها الفنانة اللبنانية شفى غدّار من تراث دبي، وتتميز هذه الجداريات بقدرتها على إبراز تنوع الإمارة وحيويتها، إذ تُعيد الجدارية تخيل التصميم المعماري القديم لمبنى المكتبة، وتبرز جماليات ودقة الزخرفة الإسلامية التي كانت جزءاً من مكتبة الصفا قبل خضوعها لعملية ترميم شاملة. واعتمدت الفنانة في الجدارية على تقنية «أوزليجوس» الخزفية الكلاسيكية، إحدى عناصر التراث المعماري البرتغالي، المتأثرة بالفنون الإسلامية والصينية والإسبانية القديمة.
«المد» و«الاندماج»
بينما استلهم الفنان الأرجنتيني المقيم في الإمارات، غصن جبران، (سانكتوم)، تفاصيل جدارية «المد» التي نفذها في حديقة أم سقيم، من حركة الأمواج وطاقة المياه وتلامسها مع الرمال، ليعكس بذلك طبيعة العلاقة التي تجمع دبي بالبحر، وتتكون الجدارية من لوحة رباعية ضخمة، استخدم فيها المبدع ألوان الأخضر والأزرق والفيروزي، معبراً من خلالها عن الرابطة التي تجمع الماء والتربة.
فيما تتألف جدارية «الاندماج» التي أبدعها الفنان الجزائري المقيم في الإمارات، أحمد أمين عيطوش (سنيك هوتيب)، في حديقة ند الشبا، من ثلاثة أسطح، ونفذها بطريقة احترافية لتبدو كقطعة واحدة، وفيها يحاول إبراز كيف نجحت دبي في تجسيد التعايش بين الثقافات، وإحداث التوازن بين التقاليد والحداثة، والحرية والانضباط، وكيف استفادت الإمارة من تنوعها الثقافي لتحقيق التنمية الحضرية والاجتماعية فيها.
في حين تبدو جدارية «مثال» التي نفذها أيضاً «سنيك هوتيب» في حديقة أبوهيل، بمثابة خطاب صامت لكل من يحاول أن يكون نسخة أفضل من نفسه كل يوم.
مظلة مشتركة
ومن الجداريات البارزة التي شكّلت نقطة تحوّل في مسيرة تطور «القوز الإبداعية» من منطقة صناعية إلى وجهة ثقافية نابضة بالحياة، جدارية «مُتّحد» التي أنجزها قبل خمس سنوات كل من فنان الخط العربي، التونسي كريم جباري، والمصممة الأميركية، جيمي براون، في عمل تعاوني دائم يُعد من أوائل الأعمال الفنية العامة التي شهدتها المنطقة.
واستُلهمت الجدارية من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتجسد كيف يمكن للفن أن يتجاوز حواجز اللغة والخلفيات الثقافية، ويجمع الناس تحت مظلة مشتركة من الجمال والتعبير.
وأُنجز هذا العمل بأسلوب ارتجالي في الموقع، وعبر حوار مباشر مع المجتمع المحلي، ليُقدم توليفة فنية تمزج بين جمالية الخط العربي والطابع العصري في التصميم، بما يعكس روح «القوز الإبداعية» كمكان تتقاطع فيه ملامح التراث مع آفاق الابتكار في الفضاء العام.
«سكة»
خلال مهرجان سكة للفنون والتصميم، المبادرة التي تندرج ضمن استراتيجية جودة الحياة في دبي، تحرص الهيئة سنوياً على تقديم تشكيلة مميزة من الجداريات الملهمة، التي تشكل منصة للفنانين للتعبير عن رؤاهم ووجهات نظرهم المختلفة.
وكانت النسخة الـ13 من المهرجان، التي عقدت في فبراير الماضي، بحي الشندغة التاريخي، قد شهدت عرض 13 جدارية، تميزت بتنوع أساليبها الفنية، وأفكارها المبتكرة، ما جعل منها مساحات إبداعية نابضة بالحياة تعكس هوية دبي الثقافية وتطور الإمارة الاجتماعي والثقافي، كما سلّطت الضوء على المرأة الإماراتية التي تمثل روح التراث المحلي.
مساحات ملهمة
تُعد الجداريات من أبرز عناصر التعبير البصري في المشهد الثقافي المعاصر لدبي، إذ تجمع بين الأزمنة ووجهات النظر المختلفة، وتعزز الروابط بين أفراد المجتمع، ومع مواصلة «دبي للثقافة» جهودها في تفعيل الفنون في الأماكن العامة، بدعم من المبادرات الحكومية ذات الصلة، تُسهم الأحياء والمناطق الجديدة في الإمارة في توفير مساحات ملهمة تتيح للفنانين استكشاف رؤاهم، ولا تقتصر أهمية الجداريات على ما تضيفه من ألوان وحيوية للمشهد الحضري، بل تتجاوز ذلك لتصنع لحظات تواصل إنساني تبقى في الذاكرة.
. 13 جدارية تميزت بتنوع أساليبها الفنية في «سكة» 2025.
. الجداريات تصنع فضاءً حضارياً وتفاعلياً بين الفنانين والجمهور من مختلف الجنسيات والثقافات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 27 دقائق
- البيان
محمد عبدالله: موسيقى الإمارات تعزز الوعي الفني
كما اعتبر أن هذه المبادرة تدعم السياحة الثقافية، وتترك أثراً إيجابياً على سكان الفجيرة وزوارها من مختلف الجنسيات. وختم أستاذ فلسفة الموسيقى حديثه بالتأكيد على أن الموسيقى ليست فقط وسيلة للترفيه بل هي غذاء للروح وأداة فعالة لنشر الجمال، وتعزيز الوعي الفني، داعياً إلى الاستمرار في دعم مثل هذه المبادرات النوعية، التي تخلق بيئة ثقافية نابضة بالحياة.


صحيفة الخليج
منذ 27 دقائق
- صحيفة الخليج
«دورية السعادة» تسهم في تعزيز الوعي ونشر الثقافة المرورية
أبوظبي: شيخة النقبي أوضح الرائد خالد عبيد الظاهري، عضو في فريق «دورية السعادة» بمديرية المرور والدوريات الأمنية في شرطة أبوظبي، أن الدورية مركبة شرطية تتّسم بسمات تخطيطية فريدة ومميزة وتسهم في تعزيز الوعي ونشر الثقافة المرورية وتعمل في طرقات إمارة أبوظبي، بهدف نشر ثقافة السعادة والإيجابية عند مستخدمي الطريق: السائقين والركاب والمشاة. وأكَّد أنها ترصد سلوكات مستخدمي الطريق لتحفيز السلوكات الإيجابية، بتقديم مكافآت مادية «قسيمة السعادة». وهي مبادرة ريادية أطلقتها القيادة العامة لشرطة أبوظبي وتُعد الأولى في الدولة وتهدف إلى تعزيز قيم الإيجابية بتحفيز مستخدمي الطرق على الالتزام بقانون السير والمرور والارتقاء بأساليب التوعية المرورية إلى أعلى المعايير والعمل على بناء علاقة إيجابية مع الجمهور وتبنّي أسلوب الترغيب للالتزام بقواعد السير والمرور بنشر الثقافة المرورية على المجتمع ومكافأة السائقين الملتزمين بقواعد السير والمرور. إيقاف المخالفين وتابع أن من ضمن مهامها إيقاف السائقين المخالفين وتحرير مخالفات تحذيرية لهم وتقديم النصائح الإرشادية وتعزيز الالتزام بقوانين وأنظمة المرور وتوفير السلامة والأمن للمجتمع. وذكــر أن ردود فعـــل السائقين عند إيقافــهم مــن دوريـــة السعادة تكون إيجابية فـــي الأغلب وابتسامة سعادة تُرسم على وجوههم من هذه المبادرة اللطيفة ومن مكافأتهم على التزامهم بقوانين القيادة في الطرقات. ودائماً ما يقولون: إن هذا التكريم حافز لهم ولغيرهم على مزيد من الالتزام. عناصر نسائية وأضاف أن عناصر نسائية من مديرية المرور والدوريات الأمنية، تقود أحياناً «دورية السعادة»، وتوقف السائقات الملتزمات أثناء قيادة مركباتهنّ وتقدم لهنّ قسائم هدايا السعادة، تثميناً لإسهاماتهنّ في جعل الطرق أكثر أمناً وسلامةً.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
«لوحتا الإرادة».. تجربة فنية ملهمة لأصحاب الهمم
خطفت لوحتا الإرادة، اللتان أنجزهما أصحاب الهمم في نادي دبي، أنظار زوّار دبي مول، لتعبّرا عن قصة طموح ملهمة تُجسّد الطاقة الإيجابية التي يمتلكها أبناء النادي، وتعكسا قدراتهم الإبداعية على التعبير عن أنفسهم بطرق فنية مبهرة. وتعكس اللوحتان، اللتان تم إنجازهما بالخزف، جمال البيئة والطبيعة والحياة تحت الماء، كما أنهما تبرزان ما يتمتع به أصحاب الهمم من خيال واسع في تجربة فنية تنبض بالأمل والإخلاص والحب والإبداع. وتأتي هذه المبادرة في إطار التعاون المشترك بين نادي دبي لأصحاب الهمم وهيئة الثقافة والفنون في دبي، وبدعم من إعمار مولز، بهدف دمج وتمكين أصحاب الهمم في المجتمع، من خلال إتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في الأعمال الفنية، انطلاقاً من القيمة الكبرى لهذه الفئة الاجتماعية التي تُعد شريكاً فاعلاً في مسيرة الدولة ونهضتها. وجاءت فكرة اللوحتين خلال تدريبات أصحاب الهمم بنادي دبي على فن الخزف في مركز الجليلة لثقافة الطفل، التابع لـ «دبي للثقافة»، وتم عرضهما ضمن فعاليات مهرجان سكة للفنون والتصميم 2025، المنصة المبتكرة التي تجمع مختلف أنواع الفنون. وقد بادرت إعمار مولز إلى عرض اللوحتين في دبي مول على مدار شهري يوليو وأغسطس 2025، ما أسهم في إسعاد أصحاب الهمم في نادي دبي، وأتاح لهم فرصة للتواصل والتفاعل الاجتماعي، وفتح أمامهم آفاقاً أرحب للتميز، ومكنهم من إطلاق العنان لمواهبهم، ليؤكد ذلك أن الفن هو انعكاس للإبداع والتعبير عن الذات، حيث تُعد اللوحات الفنية من أبرز أشكال الفن التي تضفي لمسة جمالية على المكان.