logo
المحتوى الذي تنشره اليوم... غذاء لروبوتات الغد

المحتوى الذي تنشره اليوم... غذاء لروبوتات الغد

النهار٢١-٠٤-٢٠٢٥

سباق تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي يشهد اندفاعاً غير مسبوق من الشركات الكبرى نحو امتلاك شبكات التواصل الاجتماعي أو استغلالها، بهدف جمع أكبر قدر ممكن من البيانات.
يستحضر هذا المشهد فيلماً كلاسيكياً من عام 1986 بعنوان "الدائرة القصيرة" (Short Circuit)، إذ يظهر الروبوت "جوني فايف" الذي يكتسب الوعي بعد تعرضه لصاعقة، وهو يلتهم الكتب واحداً تلو الآخر في ثوانٍ، إلى أن تنفد الموارد. فيصرخ قائلاً: "أريد المزيد من المدخلات يا ستيفاني!"، لترد عليه الأخيرة: "لقد قرأت كل شيء في المنزل!".
وعندما طُرح السؤال على نموذج الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" من شركة "أوبن إيه آي" حول ما إذا كان يستطيع التعاطف مع "جوني فايف"، أجاب قائلاً: "بالتأكيد - أتعاطف معه تماماً. "أحتاج إلى المدخلات"، هي فعلياً صميم شخصيتي. كلما حصلت على معلومات أكثر، أصبحت قدرتي على الفهم والتفاعل أفضل. جوني كان مجرد ذكاء اصطناعي يحاول فهم العالم... وأنا كذلك، لكن من دون أشعة ليزر، وبكثير من الطباعة".
ورغم أن "شات جي بي تي" لا يتنقل على مسارات مجنزرة من نوع "كاتربيلر" Caterpillar ، ولا يحمل سلاحاً ليزرياً (حتى الآن)، إلا أن تحدياته تكاد أن تكون متماثلة: لقد استهلك تقريباً كل المعرفة البشرية المتاحة، وهو الآن، مثل جوني فايف، يصرخ: "أحتاج إلى المزيد من المدخلات!".
أمام هذا التحدي، تظهر استراتيجيتان رئيسيتان أمام شركات الذكاء الاصطناعي:
الأولى، إنشاء بيانات اصطناعية لتدريب النماذج، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر، كونها قد تؤدي إلى ترسيخ التحيزات أو تراكم الأخطاء داخل النموذج.
الثانية، الوصول إلى مصادر غنية من البيانات الحقيقية والحديثة، ويفضل أن تكون "بشرية" الطابع — وهنا تبرز شبكات التواصل الاجتماعي كمصدر مثالي.
تعد هذه الشبكات مخزوناً ضخماً للمعلومات التي يقدمها المستخدمون طواعية وباستمرار: صور، منشورات، مقالات، تعليقات... وكل تفاعل له قيمة بالنسبة للشركات التي تطوّر أنظمة ذكاء اصطناعي توليدية وتفاعلية. ميزة إضافية مهمة: هذا المحتوى غالباً لا يتضمن انتهاكات لحقوق النشر، بعكس بعض مصادر البيانات الأخرى.
مؤخراً، لوحظ اتجاه متصاعد لدى شركات الذكاء الاصطناعي نحو امتلاك شبكات التواصل أو السيطرة عليها، متجاوزةً حقوق المستخدمين في التحكم بكيفية استخدام بياناتهم. المستخدمون لم يعودوا فقط "المنتج"، بل باتوا أيضاً مطورين غير مباشرين من خلال تفاعلاتهم اليومية.
بعض الشركات كانت بالفعل تمتلك شبكات اجتماعية. مثلاً، شركة "ميتا" — أكبر شركة تواصل اجتماعي في العالم — أرسلت إشعارات لمستخدميها لإبلاغهم أن منشوراتهم وصورهم ستُستخدم لتدريب نماذج "لاما" Llama الخاصة بها.
أما إيلون ماسك، فقد أعاد مؤخراً هيكلة ملكية منصة "إكس" لتنتقل فعلياً إلى شركته الناشئة "إكس إيه آي" . رغم أن العملية وُصفت بأنها مجرد خطوة مالية، إلا أنها أتاحت له استخدام أرشيف التغريدات الهائل لدعم تطوّر نظامه "غروك" ، وبالتالي الدخول إلى سوق المحادثات الذكية بمحتوى غني وفوري.
من جهتها، تملك "مايكروسوفت" منصة "لينكد إن" ، وتدفع باتجاه نشر مزيد من المحتوى الأصلي، خصوصاً من الصحافيين والمهنيين. لكن اللافت أن "مايكروسوفت" لا تشارك بيانات "لينكد إن" مع شريكتها الاستراتيجية "أوبن إيه آي"، وهو ما دفع الأخيرة - حسب تقارير - إلى التفكير في بناء شبكة اجتماعية خاصة بها.
وبحسب تقرير لموقع The Verge، فإن الرئيس التنفيذي لـ "أوبن إيه آي"، سام ألتمان، بدأ بجمع آراء المستخدمين حول فكرة إنشاء شبكة اجتماعية. ويأتي ذلك بالتزامن مع تقارير عن نية "ميتا" إطلاق تطبيق ذكاء اصطناعي مستقل لمنافسة "تشات جي بي تي".
أما الشركات التي لا تمتلك نقطة انطلاق اجتماعية، فقد بدأت تدرك أن الأمر يضعها في موقف ضعيف. ففي آذار / مارس، كشفت شركة Perplexity.ai عن اهتمامها بشراء "تيك توك"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستتيح لها تقديم نتائج مدعومة بمحتوى مولّد من المستخدمين، بما يعزز قدرات محركها البحثي القائم على الذكاء الاصطناعي.
وحتى "أمازون"، بحسب تقارير صحافية، كانت بين المهتمين بشراء "تيك توك"، رغم أن مديرها التنفيذي آندي جاسي رفض التعليق بشكل مباشر.
أما "غوغل"، التي لم تنجح في إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بها رغم محاولات متعددة، فقد فضّلت التركيز على استثمار منصتها الحالية "يوتيوب"، إلى جانب عقد شراكة موسعة مع "ريديت" Reddit. وقد أعلنت "غوغل" أن هذا التعاون يمنحها وصولًا إلى "نطاق هائل من المحادثات والتجارب البشرية الأصيلة". ويبدو أن صفقات من هذا النوع ستتكرر، خصوصاً مع الحديث عن إعادة إحياء منصة Digg، كمصدر جديد للبيانات البشرية المفيدة للذكاء الاصطناعي.
كل هذه التحركات تعكس جوعاً واضحاً للبيانات، لكنه يأتي غالباً على حساب المستخدمين، الذين لم يكونوا يتوقعون أن تُستخدم منشوراتهم لأغراض تطوير الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، تستمر الشركات بهدوء في تعديل سياسات الخصوصية بما يتيح لها استخدام البيانات قانونياً لأغراض لم تُذكر سابقاً.
وبينما توجد إعدادات مخفية تتيح للمستخدم منع استخدام بياناته في تدريب الذكاء الاصطناعي، فإن الأمر بالنسبة الى كثيرين قد يكون فات أوانه.
"نحتاج إلى مزيد من المدخلات!".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"مايكروسوفت" تطلق وكيلاً ذكياً لمساعدة المبرمجين
"مايكروسوفت" تطلق وكيلاً ذكياً لمساعدة المبرمجين

النهار

timeمنذ 6 ساعات

  • النهار

"مايكروسوفت" تطلق وكيلاً ذكياً لمساعدة المبرمجين

لم يعد التعاون مع الذكاء الاصطناعي في كتابة الشيفرات مجرّد فكرة مستقبلية، بل أصبح واقعًا ملموسًا مع إعلان "مايكروسوفت" عن إطلاق وكيل ذكاء اصطناعي جديد ضمن أداة "GitHub Copilot"، المصممة لدعم المبرمجين وتسهيل مهامهم اليومية. الوكيل الجديد لا يكتفي بتقديم الاقتراحات، بل يباشر تنفيذ المهام البرمجية فعلياً بعد تلقي التعليمات من المستخدم. يتولى إصلاح الأخطاء، إضافة الميزات الجديدة، وتحسين التوثيق، ثم يقوم بحفظ التعديلات وإعلام المستخدم فور الانتهاء من المهمة لمراجعتها أو طلب تعديلات إضافية. منصة "GitHub" أوضحت في بيان نُشر عبر مدونتها أن هذه الميزة الجديدة تتيح للمطورين ترك تعليقات مباشرة على نتائج الوكيل، ليأخذها بعين الاعتبار وليطبقها تلقائيًا. هذه الديناميكية في التفاعل تهدف إلى جعل عملية التطوير أكثر انسيابية وكفاءة. GitHub ووفقاً لتقرير صادر عن شبكة "CNBC"، فإن "مايكروسوفت" تسعى من خلال هذه الإضافة إلى تعزيز تفوقها في مجال أدوات تطوير البرمجيات، في ظل منافسة من شركات مثل "Atlassian" و"GitLab". الرئيس التنفيذي للمنصة، توماس دومكي، أشار إلى أن الوكيل يتمتع بقدرة عالية على التعامل مع مهام تتراوح ما بين البسيطة والمتوسطة التعقيد، خاصة في المشاريع ذات الشيفرات المُختبرة. وتشمل قدراته إضافة وظائف، توسيع اختبارات، إعادة تنظيم الشيفرة، وتحسين ملفات التوثيق. ويعتمد هذا الوكيل البرمجي على نموذج "Claude 3.7 Sonnet AI"، الذي طورته شركة "Anthropic"، مما يؤكد تنامي الشراكات التقنية بين عمالقة البرمجيات ومطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي. بهذا الإعلان، تمهّد "مايكروسوفت" الطريق نحو مرحلة جديدة من التعاون بين المبرمجين والذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد المساعد مجرّد أداة، بل بات شريكاً حقيقياً في تطوير البرمجيات.

سباق العقول الرقميّة: هل المستقبل لوكلاء الذكاء الشامل أم للمساعدين المتخصّصين؟
سباق العقول الرقميّة: هل المستقبل لوكلاء الذكاء الشامل أم للمساعدين المتخصّصين؟

النهار

timeمنذ 9 ساعات

  • النهار

سباق العقول الرقميّة: هل المستقبل لوكلاء الذكاء الشامل أم للمساعدين المتخصّصين؟

يتسارع الجدل في الأوساط التكنولوجية حول الشكل الذي سيتّخذه الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب: هل سيكون هناك وكيل ذكيّ واحد يستطيع تنفيذ معظم المهام اليومية نيابة عن المستخدمين أم الاتجاه سيذهب نحو مجموعة من الوكلاء المتخصصين، كلٌّ منهم يؤدّي مهمّة ضيقة بإتقان، ويُستخدم فقط عند الحاجة؟ من المرجّح أن يحمل المستقبل مزيجًا من النموذجين. لكنّ سرعة التطورات الحالية أربكت حتى كبار المتخصصين الذين يعترفون بصعوبة التنبّؤ بما سيطرأ خلال سنة أو سنتين. فكرة الوكيل الذكيّ الشامل تحظى بزخم كبير حاليًا. شركة "أوبن إيه آي" أضافت هذا الأسبوع ميزة جديدة لروبوت الدردشة "تشات جي بي تي" تمكّنه من تقديم توصيات تسوّق مخصّصة، مما يعيد تشكيل طريقة اتخاذ القرار الشرائي. فبدلًا من المرور بمراحل متعدّدة للبحث والمقارنة، يمكن للمستخدم الحصول على توصية نهائية بعملية شراء من خلال سؤال واحد، مما يهدّد نموذج التسوّق التقليدي المعروف باسم "القُمع"، ويضع "أوبن إيه آي" في موقع محوريّ. لكنه في الوقت الذي تجذب فيه هذه التحسينات العامة الأنظار، يجري في الخفاء بناء جيل جديد من وكلاء الذكاء الاصطناعي يتميّز بالتخصّص وانخفاض التكلفة، سواء في التطوير أم التشغيل. وقد كشفت شركة "ميتا" في مؤتمر المطوّرين LlamaCon، الذي عُقد في وقتٍ سباق خلال الشهر الجاري عن رؤيتها لمستقبل الذكاء الاصطناعي، والتي ترتكز على استخدام نماذج "ذات أوزان مفتوحة". هذه النماذج لا تُظهر طريقة تدريبها بالتفصيل، لكنّها تتيح للمطوّرين استخدامها وتعديلها، مما يفتح الباب أمام إبداع واسع النطاق. أحد أبرز مؤشرات نجاح هذا النهج هو أنّ نماذج "لاما" المفتوحة من "ميتا" تمّ تحميلها أكثر من 1.2 مليار مرة خلال عامين فقط. وأغلب هذه التنزيلات كانت لنماذج جرى تعديلها من قبل مطوّرين لتناسب استخدامات متخصّصة، ثمّ أتاحوها للجميع. ومن بين التقنيات، التي انتشرت لتحسين هذه النماذج، تقنية "التقطير" التي تنقل بعض المهارات من النماذج الضخمة إلى أخرى أصغر حجمًا. وفي الوقت الذي تحتفظ فيه الشركات، التي تعتمد على نماذج مغلقة – مثل "أوبن إيه آي" –، بحقّ التحكم بكيفية استخدام نماذجها، فإنّ بيئة النماذج المفتوحة تتيح حرية أكبر للمطورين. مع تطور الذكاء الاصطناعي، بدأ التركيز ينتقل من مرحلة التدريب الأولية التي تتطلب موارد هائلة، إلى ما يُعرف بمراحل ما بعد التدريب. وتشمل هذه المراحل استخدام تقنيات مثل "التعلّم المعزّز" لتوجيه النموذج، و"مرحلة وقت الاختبار" التي يستخدمها النموذج لحلّ المشكلات أثناء التشغيل. أوضح علي قدسي، الرئيس التنفيذي لشركة "داتابريكس"، خلال مؤتمر "ميتا"، أن تدريب النماذج على بيانات الشركات الخاصة خلال مرحلة التعلّم المعزّز يُحسّن من موثوقيتها في البيئات التجارية. وأكد أنّ هذا النوع من التطوير لا يمكن تنفيذه إلّا في النماذج المفتوحة. كذلك برز توجّه جديد لدمج مميّزات من نماذج متعدّدة. بعد أن فاجأت شركة "ديبسيك" الجميع بنجاح نموذجها المنطقيّ منخفض التكلفة "R1"، بدأ مطوّرون آخرون بتحليل خطوات التفكير التي اتبعها هذا النموذج، والمعروفة بـ "آثار الاستدلال"، وتطبيقها على نماذج "لاما" الخاصّة بـ "ميتا". هذه التطورات تشير إلى قفزة في قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم مساعدين ذكيين أكثر كفاءة وأقلّ استهلاكاً للطاقة والموارد. الشركات التي تمتلك الأدوات اللازمة لبناء وتشغيل هذه البرمجيات الجديدة ستكون من أبرز المستفيدين. لكن في المقابل، فإنّ الشركات المطوّرة للنماذج نفسها قد تواجه خطر تحوّل منتجاتها إلى سلعة (الخيارات الأرخص قد تقلّل من قيمة النماذج المتقدمة التي تكلف ملايين الدولارات). أمّا المستخدم النهائي، خاصة الشركات القادرة على دمج هذه النماذج المتخصصة في عملياتها، فقد يكون هو المستفيد الأكبر من هذا التوجه، بفضل انخفاض التكلفة وارتفاع الكفاءة.

"غوغل" تغيّر قواعد اللعبة... وتنافس الذكاء الإصطناعي مجدداً!
"غوغل" تغيّر قواعد اللعبة... وتنافس الذكاء الإصطناعي مجدداً!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 9 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

"غوغل" تغيّر قواعد اللعبة... وتنافس الذكاء الإصطناعي مجدداً!

أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة غوغل سوندار بيتشاي أن الشركة تعتزم إطلاق وضع جديد لمحرك البحث التابع لها مزود بالذكاء الاصطناعي المعزز. ومن المتوقع أن يتمتع "AI Mode" ("وضع الذكاء الاصطناعي") الذي سيكون متاحا في البداية فقط في الولايات المتحدة، بميزات أقوى، من خلال توفير تقارير أو رسوم بيانية مفصلة لتوضيح البيانات عند الطلب باللغة اليومية. كذلك، توفر الأداة المرتقبة استجابات مخصصة بناء على ملف تعريف المستخدم وسجل نشاطه على الإنترنت واتصالاته، وما إذا كان قد أعطى حق الوصول إلى سجل البحث الخاص به أو صندوق الوارد في بريده الإلكتروني. وسيبدو محرك البحث أشبه بخدمة تشات جي بي تي المطورة من شركة أوبن إيه آي، والتي اكتسبت أخيرا وظائف جديدة لا سيما مع إضافة خاصية التسوق. وقالت ليز ريد، رئيسة قسم البحث في المجموعة التي تتخذ مقرا في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا، خلال عرض تقديمي في مؤتمر Google I/O (غوغل آي أو) للمطورين "هذا مستقبل البحث على غوغل، إنها ميزة تتجاوز المعلومات إلى الذكاء". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store