logo
هل يؤدي الهجوم الإسرائيلي إلى تغيير النظام في إيران؟

هل يؤدي الهجوم الإسرائيلي إلى تغيير النظام في إيران؟

Independent عربيةمنذ 7 ساعات

يعتقد أن النظام الإيراني يمتلك أكبر وأوسع ترسانة من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط. ومع ذلك، ومنذ أن توعد المرشد علي خامنئي بفتح "أبواب الجحيم"، لم تظهِر طهران قدراتها العسكرية كما كان متوقّعاً.
وفي ظل استمرار التوترات، اشتعلت سماء إسرائيل بموجات من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة، وتمكن بعضها من اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة. وحتى الآن، قتل ما لا يقل عن 24 شخصاً وأصيب المئات، إلا أن هذه الهجمات لم تكن كافية للنيل من عزيمة إسرائيل أو التأثير على إرادتها في تحقيق أهدافها.
ويقول المراقبون إن رد فعل النظام الإيراني حتى الآن كان محدوداً، رغم الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت البنية التحتية النووية والعسكرية في إيران. ويحذر الخبراء من أنه في حال استمرار هذا التصعيد، قد تجد طهران صعوبة في مواصلة المواجهة.
وعلى مدى عقود، انشغل النظام الإيراني بتطوير وتصنيع صواريخ بعيدة المدى، بالإضافة إلى امتلاكه كميات كبيرة من الصواريخ قصيرة المدى، وربما أسلحة فرط صوتية، معظمها من إنتاجٍ محلي. ووفقاً للتقديرات الأميركية، كانت إيران تملك قبل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة نحو 3000 صاروخ باليستي في ترسانتها، ما يجعلها، بحسب تقرير مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركية، صاحبة أكبرِ ترسانة صاروخية في الشرق الأوسط.
الصاروخ الباليستي
يعد اعتراض الصواريخ الباليستية أكثر صعوبة بكثير مقارنة بالطائرات المسيرة، وإطلاقها بشكل جماعي يمكن أن يشكل ضغطاً كبيراً على أنظمة الدفاع الجوي. تطلق هذه الصواريخ في البداية باستخدام محركات صاروخية، تماماً كالرصاصة التي تطلق من بندقية، ثم تواصل مسارها نحو الهدف في مرحلة سقوطٍ حر دون قوة دفع.
وفي ذروة سرعتها، تدخل المرحلة الباليستية، حيث ترتفع إلى طبقات عليا من الغلاف الجوي، قبل أن تهبط نحو الأرض بزاوية حادة وسرعة فائقة.
ما هي الصواريخ الباليستية التي تمتلكها إيران؟
يحتاج النظام الإيراني إلى صواريخ يزيد مداها على 1000 كيلومتر لاستهداف إسرائيل. وكانت وكالة "إيسنا" للأنباء الإيرانية قد نشرت العام الماضي رسماً بيانياً يظهر تسعة أنواع من الصواريخ الإيرانية، ويقال إنها قادرة على الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ليس من الواضح نوع الصواريخ التي استخدمها النظام الإيراني في الهجمات الأخيرة، لكن في الهجمات السابقة استخدمت صواريخ متوسطة المدى مثل "عماد" و"قدر-1" والصاروخ الفرط صوتي "فتح-1". وتشير البيانات إلى أن مدى هذه الصواريخ يتراوح بين 1400 و1700 كيلومتر.
وفي هذا السياق، قال مدير معهد التحليل الاستراتيجي في أستراليا، مايكل شو بريج، إن الصواريخ وحدها يمكن أن تكون فعالة للغاية، فهي سريعة وقادرة على حمل رؤوس حربية ثقيلة، لكنها تواجه أيضاً بعض القيود، مضيفاً أن "بعضها لا يتمتع بقدرة كبيرة على المناورة، ولتحقيق الفعالية تحتاج هذه الصواريخ إلى نظام استهداف دقيق".
وتتميز بعض النماذج الأحدث بدقة أعلى وتقنيات تسمح بتغيير المسار أثناء الطيران. ففي هجمات أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) 2024، استخدم النظام الإيراني صواريخ "خيبر شكن"، التي تمتلك زعانف للتحكم وأنظمة ملاحة فضائية، مما يعزز دقتها ويوفر إمكانية المناورة في الغلاف الجوي.
وفي الشهر الماضي، كشف وزير الدفاع الإيراني عن صاروخٍ باليستي جديدٍ يدعى "قاسم"، مشيراً إلى أن هذا الصاروخ صمم لاختراق أنظمة دفاعية مثل منظومة "باتريوت" الأميركية.
اختراق الدفاع الجوي الإسرائيلي
أعلن مسؤولون في الجيش الإسرائيلي أن النظام الإيراني أطلق حتى الآن نحو 350 صاروخاً باليستياً في هجماته الانتقامية. وقال عضوان في الحرس الثوري لوكالة "نيويورك تايمز" إن إيران كانت تخطط في البداية لإطلاق 1000 صاروخٍ باليستي، لكن الهجمات الإسرائيلية على قواعد الصواريخ أعاقت نقل الصواريخ من المخازن إلى منصات الإطلاق.
واستخدم النظام الإيراني أيضاً طائرات مسيرة هجومية من طراز "شاهد" للمساعدة في إغراق أنظمة الاعتراض الإسرائيلية. وتؤكد إسرائيل أنها اعترضت معظم صواريخ إيران، إلا أن بعضها نجح في اختراق الأنظمة الدفاعية متعددة الطبقات. وقد أصابت الصواريخ مناطق في تل أبيب ومدناً شمالية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن عدة مواقع استهدِفت خلال آخر موجة من الهجمات.
عملية تغيير النظام قادمة
تمتلك إسرائيل منظومة دفاعية متعددة الطبقات، تشمل "القبة الحديدية" للتصدي للتهديدات قصيرة المدى، بالإضافة إلى أنظمة "مقلاع داوود" و"قوس 2" و"قوس 3" لمواجهة التهديدات متوسطة وبعيدة المدى. كما تعمل في إسرائيل منظومات "باتريوت" الأميركية، التي يصل مدى اعتراضها إلى نحو 160 كيلومتراً.
وقد قامت إسرائيل باغتيال قادة عسكريين ونوويين رفيعي المستوى في النظام الإيراني، واستهدفت منشآت دفاعية، وأرسلت طائراتٍ مسيرة إلى أعماق الأراضي الإيرانية. وحذرت طهران من أنه إذا ما استمرت الهجمات الإسرائيلية، فإن ردودها ستكون "أثقل وأكثر شمولاً" في الأيام القادمة.
لكن مايكل شو بريج يرى أن النظام الإيراني يواجه حالياً مشكلة، وقد تتحول هذه المواجهة بسرعة إلى "طرف واحد". وقال أيضاً إن "النظام فقد قياداته النووية والعسكرية، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي الرئيسية، في حين أن عدداً قليلاً فقط من صواريخ النظام الإيراني أصاب أهدافاً عشوائية".
وأضاف مدير معهد التحليل الاستراتيجي في أستراليا أن استمرار إسرائيل بهذه الوتيرة يعني أن النظام الإيراني لن يكون قادراً على الرد فحسب، بل لن يتمكن حتى من الدفاع عن نفسه.
وقال البروفيسور ستيفان فرولينغ، وهو أستاذ محاضر في الجامعة الوطنية الأسترالية، إن إسرائيل أظهرت امتلاكها معلومات استثنائية عن إيران، وأنها تستعد لصراع طويل الأمد.
وأضاف هذا الأستاذ الجامعي أنه "قد يتحول هذا إلى نموذجٍ جديد يتمثل في حرب منخفضة الحدة. وستواصل إسرائيل هجماتها على إيران حتى يتغير الوضع العام بطريقة ما، وقد يكون ذلك بتغيير النظام في إيران".
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجموعة السبع تتخلى عن إصدار بيان مشترك في شأن أوكرانيا
مجموعة السبع تتخلى عن إصدار بيان مشترك في شأن أوكرانيا

Independent عربية

timeمنذ 40 دقائق

  • Independent عربية

مجموعة السبع تتخلى عن إصدار بيان مشترك في شأن أوكرانيا

يغادر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قمة مجموعة السبع بمساعدات جديدة من كندا التي تستضيف القمة دعماً لبلاده في حربها ضد روسيا، لكن من دون بيان دعم مشترك من الأعضاء أو فرصة للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وتواجه مجموعة السبع صعوبة في التوصل إلى موقف موحد بشأن الصراع في أوكرانيا وبين إسرائيل وإيران، في ظل تعبير ترمب صراحة عن دعمه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومغادرته قبل الموعد بيوم لمناقشة الصراع الإسرائيلي- الإيراني من واشنطن. وقال مسؤول كندي للصحافيين، إن كندا تراجعت عن خططها لإصدار مجموعة السبع بياناً قوياً بشأن الحرب في أوكرانيا بعد معارضة الولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، إن أوتاوا ستقدم مساعدات عسكرية جديدة بملياري دولار كندي (1.47 مليار دولار) إلى كييف، إضافة إلى فرض عقوبات مالية جديدة. وأضاف أن الهجوم الروسي الذي وقع خلال ليل الإثنين الثلاثاء على كييف ومدن أخرى وأودى بـ21 شخصاً وجرح 134 آخرين على ما أعلنت أجهزة الطوارئ الأربعاء، بعد انتشال جثث إضافية من تحت الأنقاض، "يؤكد أهمية التضامن التام مع أوكرانيا". وذكر كارني أنه عندما اجتمع قادة مجموعة السبع لتناول العشاء، أول من أمس الإثنين، قبل مغادرة ترمب، شددوا على أهمية استخدام "أقصى قدر من الضغط على روسيا" لإجبارها على بدء محادثات سلام جادة. وقال زيلينسكي، إنه أبلغ قادة مجموعة السبع بأن "الدبلوماسية تمر الآن بأزمة"، وأضاف أنهم بحاجة إلى الاستمرار في مطالبة ترمب "باستخدام نفوذه الحقيقي" لفرض إنهاء الحرب. وقال في منشور عبر حسابه على "تيليغرام"، "حتى لو لم يكن الرئيس الأميركي يضغط بما يكفي على روسيا في الوقت الحالي، فالحقيقة هي أن أميركا لا تزال صاحبة أوسع المصالح العالمية وأكبر عدد من الحلفاء. وسيحتاجون جميعاً إلى حماية قوية". ورغم أن كندا من أبرز المدافعين عن أوكرانيا، فإن قدرتها على مساعدة كييف تقل بكثير عن قدرة الولايات المتحدة، أكبر مورد للأسلحة. وكان زيلينسكي قد عبر عن أمله في التحدث مع ترمب بشأن شراء مزيد من الأسلحة. وقال مصدران من مجموعة السبع، إنه عندما تنتهي القمة، يعتزم كارني إصدار بيان رئاسي يدعو فيه إلى مزيد من الضغط على روسيا من خلال العقوبات، ويعبر عن دعم مجموعة السبع جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة. وتتولى كندا الرئاسة الدورية لمجموعة السبع هذا العام. ولا يحتاج القادة الآخرون إلى التوقيع على بيانات رئاسة مجموعة السبع. وقال مسؤول أوروبي، إن القادة أكدوا لترمب عزمهم على اتخاذ إجراءات صارمة ضد روسيا، وبدا ترمب معجباً بذلك رغم أنه لا يؤيد العقوبات من حيث المبدأ. وقال ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين إنهم سمعوا إشارات من ترمب بأنه يريد زيادة الضغط على بوتين والنظر في مشروع قانون في مجلس الشيوخ الأميركي صاغه السيناتور ليندسي غراهام، لكنه لم يتعهد أي شيء. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، "أعود إلى ألمانيا بتفاؤل حذر بشأن اتخاذ قرارات أيضاً في أميركا خلال الأيام المقبلة لفرض مزيد من العقوبات على روسيا". واتفق قادة مجموعة السبع على ستة بيانات تتعلق بتهريب المهاجرين والذكاء الاصطناعي والمعادن الحيوية وحرائق الغابات والقمع العابر للحدود والحوسبة الكمومية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "عديمة الفائدة" قال ترمب، إن مجموعة الثماني السابقة أخطأت بطرد روسيا في 2014 بعد أن أمر بوتين بضم شبه جزيرة القرم. وأضاف، أول من أمس الإثنين، إن مجموعة الثمانية آنذاك أخطأت في طرد روسيا بعد أن أمر بوتين باحتلال شبه جزيرة القرم في 2014. من جانبه، قال الكرملين أمس الثلاثاء، إن ترمب محق وإن مجموعة السبع لم تعد ذات أهمية لروسيا وإنها تبدو "عديمة الفائدة إلى حد ما". وكان كثير من القادة يأملون في التفاوض على صفقات تجارية مع ترمب، لكن الاتفاق الوحيد الذي تم توقيعه كان إتمام الاتفاق الأميركي البريطاني الذي تم الإعلان عنه عنه الشهر الماضي. وظل وزير الخزانة سكوت بيسنت حاضراً في القمة بعد مغادرة ترمب. كوريا الشمالية ترسل جنوداً لإعادة بناء كورسك سترسل كوريا الشمالية عسكريين وخبراء متفجرات للمساعدة في إعادة إعمار منطقة كورسك غرب روسيا، بحسب ما ذكرت وكالات أنباء روسية نقلاً عن رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، أمس، خلال زيارة لبيونغ يانغ. وأجرى رئيس مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للمرة الثانية في أقل من أسبوعين، بحسب ما ذكرت وكالات أنباء روسية. وأصبحت كوريا الشمالية أحد حلفاء روسيا الرئيسين خلال حرب أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وأرسلت آلاف الجنود لمساعدة الكرملين على إخراج القوات الأوكرانية من كورسك. والآن سترسل بيونغ يانغ مزيداً من العسكريين ذوي الاختصاص للمساعدة في جهود إعادة البناء. ونقلت وكالة "تاس" عن شويغو قوله إنه "تم التوصل إلى اتفاق بشأن مواصلة التعاون البناء". وسترسل كوريا الشمالية، "فرقة بنائين ولواءين عسكريين - 5 آلاف عنصر" إضافة إلى 1000 متخصص في إزالة الألغام إلى منطقة كورسك. ونُقل عنه قوله إن "هذا شكل من أشكال المساعدة الأخوية من الشعب الكوري والزعيم كيم جونغ أون لبلدنا". وفي وقت لاحق، وصفت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الاجتماع بأنه جرى في "أجواء ودية من الصداقة والثقة"، ذاكرة أن كيم أكد خططاً لمزيد من التعاون، من دون تقديم تفاصيل. وأشارت إلى أن كيم وشويغو ناقشا "بنوداً للتعاون الفوري" وكذلك "خططاً طويلة الأمد" لتنفيذ "مسائل مهمة اتفق عليها رئيسا البلدين عبر تبادل رسائل على مدى أسابيع". ووقعت روسيا وكوريا الشمالية اتفاقاً عسكرياً واسع النطاق العام الماضي يتضمن بنداً دفاعياً مشتركاً، وذلك خلال زيارة نادرة لبوتين إلى كوريا الشمالية التي تمتلك السلاح النووي. وبحسب تقارير مختلفة تقوم بيونغ يانغ بتسليح روسيا لدعم هجومها على أوكرانيا. وعندما التقى شويغو كيم وكبار المسؤولين العسكريين في وقت سابق من يونيو (حزيران)، عبر الجانبان عن رغبتهما في توسيع وتطوير العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية لتتحول إلى "علاقات شراكة استراتيجية قوية وشاملة"، وفقاً لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.

تعرفوا على المسيرات الإيرانية بعيدة المدى المستخدمة لضرب إسرائيل
تعرفوا على المسيرات الإيرانية بعيدة المدى المستخدمة لضرب إسرائيل

Independent عربية

timeمنذ 40 دقائق

  • Independent عربية

تعرفوا على المسيرات الإيرانية بعيدة المدى المستخدمة لضرب إسرائيل

أطلقت إيران في الأيام الماضية مئات الطائرات من دون طيار طويلة المدى باتجاه إسرائيل، وفي حين اعترض الجيش الإسرائيلي الجزء الأكبر منها، إلا أن طهران تمتلك مخزوناً ضخماً من هذه الطائرات وتصنع وتصدر المئات منها شهرياً. ويأتي ذلك بعدما حظيت طائرة "شاهد-136" باهتمام عالمي نظراً إلى استخدامها في حرب روسيا على أوكرانيا، وتتميز هذه الطائرة بكلفة منخفضة نسبياً، وتتمتع بقدرة على التحليق في أسراب، ودقة توجيه الضربات على مسافات بعيدة. وفي ردها على إسرائيل تستخدم إيران حالياً "شاهد-129" و"شاهد-136" و"آرش-2"، مع احتمال دخول أنواع أخرى من الطائرات من دون طيار إلى مسرح العمليات العسكرية. قوة كبرى في مجال الطائرات من دون طيار في الأعوام الأخيرة، برزت إيران كقوة كبرى في مجال الطائرات من دون طيار، مستغلة قدراتها المحلية لبناء أسطول كبير من الذخائر المتنقلة غير المكلفة والفعالة. ولا يوجد راهناً رقم دقيق لعدد الطائرات من دون طيار التي تنتجها إيران سنوياً لكنها حتماً تقدر بالآلاف. وتظهر قدرة إيران في اعتماد روسيا عليها مزوداً للطائرات من دون طيار. وبنت طهران وموسكو منشأة لإنتاج الطائرات من دون طيار في المنطقة الاقتصادية الخاصة ألابوغا في تتارستان الروسية. تأسس مصنع "ألابوغا" عام 2023 ويشهد توسعاً سريعاً، وهو ينتج الآن 6 آلاف طائرة من دون طيار ذات تصميمات إيرانية، أبرزها طائرة "شاهد-136" التي أعادت روسيا تسميتها "جيران-2". عززت هذه الشراكة مكانة إيران لاعباً رئيساً في الحرب غير المتكافئة، وسمحت لها بتوسيع نطاق عقيدة الطائرات من دون طيار لتشمل ساحات قتال أخرى. ومع وجود روسيا منتجاً شريكاً، حذر المسؤولون الغربيون مراراً بأن ثمة تهديداً وشيكاً يتمثل في إمكانية وصول طائرات من دون طيار أكثر قدرة إلى مناطق المواجهة. "شاهد-129" هذه الطائرة من دون طيار تكتيكية متطورة وبعيدة المدى ومتعددة المهام، تستطيع البقاء في الجو لمدة تصل إلى 24 ساعة والطيران لمسافة 1700 كيلومتر تقريباً، وهي المسافة من وسط إيران إلى إسرائيل بحمولة تصل إلى 400 كيلوغرام من المتفجرات. وبفضل تزويدها بما يصل إلى أربعة صواريخ موجهة من طراز "سديد"، تستطيع الطائرة ضرب الأهداف الأرضية بدقة عالية. وهي تحمل معدات تصوير حراري، ووصلات اتصالات متطورة، وأنظمة تحكم من بعد، مما يمكنها من العمل في مناطق مكتظة بالتشويش على الإشارات أو الحرب الإلكترونية. "شاهد-136" في المقابل، صممت "شاهد-136" كطائرة من دون طيار انقضاضية أحادية الاتجاه، تحمل رأساً حربياً يراوح وزنه ما بين 20 و50 كيلوغراماً، وتصطدم بهدفها المبرمج مسبقاً. يحافظ تصميمها الأساس على انخفاض كلفتها، مما يسمح لإيران بتصنيعها وإطلاقها في موجات كثيفة. وعلى رغم أنها تفتقر إلى أحدث معدات الملاحة، فإن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المدمج فيها يوفر دقة كافية ضد المواقع الثابتة أو قليلة الحماية. وبفضل تحليقها على ارتفاع منخفض وبطء نسبي، تستطيع التهرب من الرادار، خصوصاً عندما تحلق العشرات منها في الجو وفي وقت واحد. تزود إيران روسيا بهذه الطائرة وغالباً ما تستخدمها الأخيرة لاستهداف البنية التحتية للطاقة والمواقع العسكرية في أوكرانيا كون تصميمها يسمح بتجاوز أنظمة الدفاع الجوي التقليدية بفضل انخفاض مقطعها الراداري العرضي وقدرتها على الانتشار في أسراب، ولا شك أن استخدام موسكو لهذه الطائرة يزود إيران ببيانات قيمة من ساحة المعركة، تمكن المصممين من تحسين قدراتها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "شاهد-136 ب" هذه النسخة الجديدة من "شاهد-136" قد تصبح عنصراً أساسياً في استراتيجية الرد الإيرانية بحال قررت الولايات المتحدة الانتظام في الحرب. وبمدى 4 آلاف كيلومتر، تتمتع طائرة "شاهد-136 ب" بالقدرة على ضرب الأصول الاستراتيجية الأميركية في جميع أنحاء المنطقة. وعلى رغم أنها لا تمتلك القدرة الكافية لضرب أهداف تتجاوز جنوب أوروبا والشرق الأوسط، إلا أن عدد القواعد والأصول الأميركية ضمن نطاق تغطية الطائرة كبير حقاً. ويذهب محللون عسكريون إلى سيناريوهات أكثر تطرفاً، فيعتقدون أن إيران قد تحاول بحال دخول الولايات المتحدة الحرب شن هجمات بهذه الطائرة من دول غير صديقة لواشنطن في نصف الكرة الغربي، مثل كوبا أو فنزويلا أو حتى التعاون مع عصابات المخدرات المكسيكية. مثل هذا السيناريو المستبعد إلى درجة كبيرة قد يسمح لطهران بشن هجمات على أهداف حيوية في الولايات المتحدة. "آرش-2" استلم الجيش الإيراني مطلع هذا العام 1000 طائرة من دون طيار بعيدة المدى من هذا الطراز. ويبلغ مدى هذه الطائرات 2000 كيلومتر، وهي تشارك حالياً في الهجمات على إسرائيل. صممت إيران هذه الطائرة من دون طيار بهدف ضرب المدن الإسرائيلية الرئيسة، وتحديداً تل أبيب وحيفا، وهي مجهزة بأنظمة توجيه متطورة، قادرة على استرجاع معلومات الهدف بضع مرات قبل تنفيذ ضربتها النهائية، وتتميز بقدرتها على مقاومة أنظمة الرادار وتصنف ضمن أقوى الطائرات "الانقضاضية" التي طورتها إيران، بفضل دقتها العالية وقدرتها على تنفيذ ضربات بعيدة المدى بكفاءة وبسرعة تصل إلى 185 كيلومتراً في الساعة. "مهاجر 10" هذه الطائرة من دون طيار قادرة على التحليق لمدة 24 ساعة على ارتفاع يصل إلى 7 آلاف متر بسرعة 210 كيلومترات في الساعة، كما أنها قادرة على تنفيذ العمليات في مدى يصل إلى 2000 كيلومتر. يمكنها حمل أنواع عدة من الأسلحة بما في ذلك ما يصل إلى ثماني ذخائر جو-أرض وحمولة تصل إلى 300 كيلوغرام من المتفجرات، وتحوي حزمة تصوير مثبتة أسفل هيكلها الأمامي للمراقبة وتحديد الهدف.

تواصل الضربات بين إيران و«إسرائيل» لليوم السادس.. وترامب يطالب بـ«استسلام غير مشروط»
تواصل الضربات بين إيران و«إسرائيل» لليوم السادس.. وترامب يطالب بـ«استسلام غير مشروط»

صحيفة عاجل

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة عاجل

تواصل الضربات بين إيران و«إسرائيل» لليوم السادس.. وترامب يطالب بـ«استسلام غير مشروط»

لليوم السادس على التوالي، تواصل إيران وإسرائيل الضربات الصاروخية، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيران إلى "الاستسلام غير المشروط"، بحسب قوله. وأُطلقت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، صباح اليوم، بسبب "تسلل طائرة معادية"، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق وابلين من الصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل في أول ساعتين من صباح اليوم. ودوت انفجارات في سماء تل أبيب. وقال «الحرس الثوري» الإيراني إن صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت استخدمت خلال الهجوم الأخير على إسرائيل، مع دخول المواجهة يومها السادس. وأوضح «الحرس الثوري» في بيان تلفزيوني أنه تم تنفيذ «الموجة الحادية عشرة من عملية الوعد الصادق 3 باستخدام صواريخ فتاح 1» مؤكدا أن القوات الإيرانية اكتسبت «سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة». كما أكد على أن صواريخ «فتّاح» أوصلت رسالة اقتدار إيران إلى حليف تل أبيب المحرّض على الحرب. وأفادت وكالة «تسنيم» للأنباء أن الهجوم الصاروخي أثبت الليلة أن لدينا سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة، وأن سكانها أصبحوا بلا أي حماية أمام ضربات الصواريخ الإيرانية. وأعلن المرشد الإيراني، علي خامنئي، في تدوينات نشرها فجر الأربعاء، عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، شدد خلالها على أن طهران لن تدخل في أي مساومة مع «الكيان الصهيوني». We must give a strong response to the terrorist Zionist regime. We will show the Zionists no mercy. — (@khamenei_ir) June 17, 2025 وقال خامنئي: «باسم حيدر الجبار تبدأ المعركة»، مضيفاً في إشارة رمزية «علي يعود إلى خيبر مع ذو الفقار»، في استدعاء رمزي للتراث الإسلامي ومعارك الإمام علي بن أبي طالب وتحديدا نزعه باب حصن خيبر الذي كان يتحصن فيه اليهود. على الجانب الآخر، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الرئيس الإيراني بشكل مباشر، قائلاً «من الأفضل أن يتذكر مصير الديكتاتور في الدولة المجاورة»، في إشارة إلى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب اجتمع لمدة 90 دقيقة مع مجلس الأمن القومي، أمس، لمناقشة الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل، ولم تتضح نتائج الاجتماع بعد. جاء ذلك وفق ما نقلته "العربية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store