
محترفو ألعاب فيديو يتحولون إلى مقاتلين في صفوف أوكرانيا
في مساء ربيعي لطيف الأجواء داخل أعماق شرق أوكرانيا، يحدق شون ماكفاي الملقب بـ "السمكة الذهبية" في وهدة من الأرض تنتشر فيها تدرجياً فوضى منضبطة، وتحت أنوار الشفق الممتزجة بالدخان يرتفع صوت ماكفاي، "إذا أشغلت نفسك تماماً بالقتل فلن تجد وقتاً كي تموت".
وتختلط العتمة الباكرة بالانفجارات التي تلقي التماعات خاطفة وحارقة فوق شبكة من الخنادق المحفورة في عمق التراب الأوكراني، وتبرز الخوذ عبر الغبش وتظهر أشكالاً تزحف وتتجمع تحت النيران، وتمتزج صرخاتهم مع صليات من أصوات تحاكي رميات الرصاص من البنادق.
ويزأر براد الملقب بالـ "قوزاق" بالكلمات التالية، "لا تتمثل مهمتكم بالموت من أجل أوكرانيا بل بالتثبت من أنهم [الخصوم] يقضون من أجل روسيا"، وبراد من قدامى الجنود، إذ أمضى عقدين في الفرقة العسكرية الأميركية 82 المجوقلة ويتولى توجيه هذا المعسكر.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسط هذه الفوضى ترتفع حفنة من الأصوات الغربية ويعلو صوتها على تلك الفوضى، وقد تحولت أرض نائية في عمق ريف مقاطعة "دونيتسك" شرق أوكرانيا إلى محطة غير تقليدية يتدفق عليها فيض من الأجانب بهدف الالتحاق بالقتال ضد روسيا، وتندرج ضمن ظاهرة آخذة في التنامي تحت رعاية قادة أوكرانيين وكوادر من قدامى المحاربين الغربيين، يعملون حاضراً على تحويلها إلى قوة منظمة.
وصممت الدورة التدريبية، وهي عملية اختيار لمدة ثلاثة أسابيع أشرف عليها ماكفاي بدقة، بعد أن واجه اللواء الأوكراني الـ 25 المجوقل، والذي يدافع حالياً عن مدينة بوكروفسك المهمة للغاية، صعوبة كبيرة بسبب التدفق الهائل للمتطوعين الأجانب.
وشق كثر طريقهم إلى هنا عبر تدوينة مفردة على موقع "ريديت" Reddit، وبحسب سكوت الملقب "بافالو" وعمره 19 سنة، وهو إطفائي من ولاية واشنطن، "تواصلتُ مع اللواء المجوقل الـ 25 وأجريت مقابلة عبر الهاتف، وجرى التدقيق في المعلومات عن خلفيتي ثم أُخبرتُ أنني أستطيع القدوم [إلى محطة التدريب في أوكرانيا]".
وإذا نجحوا في اجتياز دورة التدريب، فيأمل كثر في التخصص كمشغلين للمسيرات التي باتت تكتسب دوراً متعاظم الأهمية في معارك أوكرانيا.
وفي حرب يتزايد وقوعها تحت هيمنة سلاح المسيرات، شرعت المهارات المكتسبة من الألعاب الفيديو، وبصورة مثيرة للدهشة، في التحول إلى مَلَكة لها قيمة مرتفعة.
ويشير أوليغ غرابوفي الملقب بـ "هازارد" (خطر) ومنسق الدورة التدريبية، إلى أنه "يغلب على الغرباء امتلاك كثير من الخبرة في الألعاب الإلكترونية ونحن بحاجة إلى ذلك، فالبراعة التي تكتسبها في التحكم بأداة التحكم الخاصة بلعبة 'إكس بوكس' Xbox، تنتقل بصورة مباشرة إلى الطائرات المسيرة، وأفضل مشغل لمسيرات منظور الشخص الأول (اختصاراً "أف بي في") قابلته في حياتي تمثل في شخص يمارس الألعاب الإلكترونية بدأب متواصل".
وقد عملت الأعمال الحربية للمسيرات على إحداث توازن في مصلحة أوكرانيا في مواجهة تفوق المدفعية الروسية، وبإمكان مسيرة ثمنها 200 دولار أن تدمر معدات قيمتها مئات آلاف، بل ملايين الدولارات، وحاضراً تخطط كييف لإنتاج أكثر من 5 ملايين مسيرة خلال العام المقبل وحده.
يحمل سام لقب "بامبي" وهو في الـ 20 من العمر ويمارس الألعاب الإلكترونية بشغف، وقد وصل أخيراً قادماً من بلدة "تشارلستون" بولاية جورجيا، وتألق في المحاكاة الافتراضية، وخاض منافسات عن سباق المسيرات شملت أرجاء الولايات المتحدة، ويرى أن تلك الخلفية في الألعاب الإلكترونية قد وُظفت أخيراً.
وبحسب كلماته "فخلال المنافسات أنت توجه المسيرة كي تمر على بوابات ارتفاعها خمسة أقدام [1.52 متر]، بسرعة 100 ميل [161 كيلومتراً]، ويتطلب الأمر التحكم باستدارات حادة، ويتعلق الأمر كله بالدقة واستجابة المنعكسات العصبية، وأُخطط استعمال كل ما تعلمته [من المنافسات] في مصلحة أوكرانيا".
ووفق ماكفاي الجندي المفتول العضلات الذي يبلغ الـ 33 وسبق له أداء الخدمة العسكرية في فرقة المشاة الـ (25) للجيش الأميركي، "لدينا عينات صغيرة من كل العالم المتحدث بالإنجليزية"، وأُنيطَ بماكفاي مهمة تكوين برنامج تدريبي للأجانب، وبالتالي فإنه يشرف على خليط من الأميركيين والكنديين والبريطانيين والأستراليين، وحتى بعض الفرنسيين والأوكرانيين ممن يتحدثون بالإنجليزية، وقد تزامنت الطفرة الأخيرة في أعداد المتطوعين الأجانب مع برودة في دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، في ظل الإدارة الأميركية الحالية.
ويورد غرابوفي أنه "حينما بدأت الحرب جاء كثر، وانخفض العدد خلال العامين الأخيرتين، والآن، خلال الشهرين الأخيرين، ارتفعت الأعداد مرة أخرى".
ويتحدر المواطن الأميركي غرابوفي من أصول أوكرانية، وهجر أعماله في مدينة سيراكروز بولاية نيويورك كي يلتحق بالجيش الأوكراني عقب الغزو الروسي الشامل في مارس (آذار) 2022، مضيفاً "قد تدهشك أعداد القادمين، إنهم يأتون مئات تلو مئات من أرجاء العالم كله، ولدينا شباب أميركيون في أعمار الـ 18 والـ 19 والـ 20 سنة، ويعتقدون أن بلادهم تخلت عن أوكرانيا".
وحينما يهبط الليل يشرع آليكس، وهو أحدث المتطوعين قدوماً ولقبه "جيغلس"، في الخروج من الخنادق وقد تجلبب بالوحول، ويشار إلى أنه عامل اجتماعي ومسعف من تورنتو وصل قبل ثلاثة أسابيع، ويعترف "لم أمتلك ما يكفي من الشجاعة للقدوم إلى هنا خلال العامين الماضيين، ولكن مع الوضع السياسي في الولايات المتحدة تجاوزت عتبة التردد، وتعتقد عائلتي بأنني مجنون لكنهم يساندوني، وأرغب في المساعدة ويُشعرني ذلك بالانتماء".
وهذا شعور تردد صداه لدى كثر في هذه الدفعة، وترك "بامبي" دراسته الجامعية للمشاركة في القتال، "دعمت أوكرانيا منذ البداية وشعرت بخيبة أمل مما رأيته يحدث في البيت الأبيض، وإذا تراجع شخص ما فعلى آخرين التقدم، وجلست مع فكرة المجيء مدة شهر لأتأكد من أنها ليست مجرد شعور عابر".
وبعد إنهاء هذا التدريب ينتقل المتطوعون إلى دورة تدريب أساس تستمر ستة أسابيع قبل الالتحاق بالمواقع المتخصصة، ويشدد ماكفاي على أهمية اختلاط الأوكرانيين مع متطوعين ينطقون بالإنجليزية كي يتعلموا من بعضهم بعضاً.
ويبين أنه "إنهم بحاجة إلى المساعدة كي يميزوا بين الأمور الجدية والخيالات الفانتازية التي تراود سواح الحروب، ونحن نقدم للناس الحقيقة كما هي، وإن لم يكونوا مناسبين استبعادهم، ونرفض ما بين 30 و 50 في المئة".
ويتمثل الأمر الأشد إثارة للدهشة في شأن أولئك المتطوعين بأنهم من جيل الشباب، ومعظم لم يتجاوز سني المراهقة إلا بالكاد، ويفتقدون الخبرة العسكرية أو لا يملكون سوى القليل منها، وعلى رغم ذلك يتشاركون المثالية والإحساس بإلحاح، واشتعلت شرارة تلك الأمور مع إدراك ضمور الدعم الأميركي لأوكرانيا.
وكذلك يحلم سكوت بأن ينضم لفيلق المسيرات، وبحسب كلماته "تطوعتُ هنا في مصنع للمسيرات من منظور الشخص الأول مدة شهر قبل القدوم إلى هذا المكان، وإذا كنتَ ممن يبرعون في ألعاب المحاكاة الافتراضية عن الطيران أو المروحيات، فستبلي بصورة جيدة في توجيه المسيرات في المعركة".
ويأمل آليكس بالعمل كموجه للمسيرات الاستطلاعية أو حتى في توصيل الإمدادات الطبية إلى الخطوط الأمامية بواسطة المسيرات.
ويحمل غاريث لقب "دراغون"، وهو مهندس مسجل رسمياً في بريطانيا، وترك وظيفته كعامل في العناية الفائقة في هيئة "الخدمات الطبية الوطنية" في ويلز، ويقول "أحمل درجة جامعية في الهندسة الإلكترونية وقد جذبتني تقنيات مسيرات الـ 'أف بي في' إلى هنا، وأستطيع الجمع بين خبرتي كمهندس حربي مع مهاراتي في الهندسة الإلكترونية، إنها أوقات مثيرة للاهتمام في ما يتعلق بالأعمال الحربية وأنا ممارس للألعاب الإلكترونية"، وعلى وجه العموم يورد المتطوعون أنهم أعجبوا بمستوى التدريب والموجهين، ويوضح سكوت "أتيت إلى هنا مع توقعات متواضعة لكن التدريب جاء على نحو مذهل".
من جهته يضيف آليكس، "يخبرني كل الذين تركتهم في الوطن بأنهم [الأوكرانيون] سيلقون بي في خندق ويتركوني لأموت، وبدلاً من ذلك شكّل الموجهون والمتطوعون مصدر إلهام بالنسبة إليّ، ولقد باتوا أخوتي الآن".
وعلى رغم الأخطار يخيم الهدوء على المقاتلين الشباب في شأن المستقبل، ويهز سكوت أكتافه "لا أفكر بالموت، وإذا حصل ذلك فسيحدث، سنموت كلنا في وقت ما، وربما الأفضل أن يحصل من أجل قضية جيدة".
ويحني بامبي رأسه بالموافقة، "لم ينبهر والديّ لكنهما تفهما الأمر، فلقد قررت البقاء إلى حين النصر أو الموت، أيهما حلّ أولاً".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 10 ساعات
- الشرق الأوسط
قائد الجيش الأوكراني سابق: لا يمكننا استعادة حدود عام 2022
نقل موقع إخباري أوكراني عن القائد العسكري السابق فاليري زالوجني القول يوم الخميس إن على أوكرانيا التخلى عن أي فكرة لاستعادة حدودها التي تأسست مع انهيار الحكم السوفيتي عام 1991 أو حتى تلك التي تعود لبداية الغزو الروسي الشامل عام 2022. وكان زالوجني، الذي يشغل الآن منصب سفير أوكرانيا في لندن، قائدا للقوات المسلحة لبلاده حتى فبراير (شباط) 2024. وجرى إعفاؤه من منصبه العسكري بعد أشهر من تقارير ظلت تشير لوجود خلافات بينه وبين الرئيس فولوديمير زيلينسكي. ولطالما دعا زيلينسكي وشخصيات أخرى إلى طرد القوات الروسية والعودة إلى حدود أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفيتي عام 1991، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014. ونقل موقع (آر.بي.كيه أوكرانيا) الإخباري عن زالوجني قوله لمنتدى في كييف «آمل ألا يكون هناك أشخاص في هذه القاعة لا يزالون يأملون في حدوث معجزة تجلب السلام لأوكرانيا وحدود عام 1991 أو 2022». وأضاف «رأيي الشخصي هو أن العدو لا تزال لديه الموارد والقوات والوسائل لشن ضربات على أراضينا ومحاولة القيام بعمليات هجومية محددة». وذكر زالوجني أن روسيا تخوض حرب استنزاف منذ عام، وأنه نظرا لقلة عدد القوات الأوكرانية وظروفها الاقتصادية الصعبة، فإن الأمل الوحيد هو الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة.


الشرق السعودية
منذ 14 ساعات
- الشرق السعودية
قائد سابق للجيش الأوكراني: لا تنتظروا معجزة تعيد حدود 2022
دعا فاليري زالوجني، القائد السابق للجيش الأوكراني حتى فبراير 2024، إلى تخلي بلاده عن "أوهام استعادة الحدود" من روسيا، سواء تلك التي تعود لعام 1991، أو لعام 2022. وقال زالوجني، الذي يشغل منصب سفير بلاده في لندن، إن "على أوكرانيا التخلى عن أي فكرة لاستعادة حدودها التي تأسست مع انهيار الحكم السوفيتي عام 1991" في إشارة إلى ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في عام 2014، أو "حتى تلك التي تعود لبداية الغزو الروسي عام 2022"، في إشارة إلى المناطق الأربع التي انضمت إلى الاتحاد الروسي بعد استفتاء، وهي زابوروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوغانسك. وأضاف زالوجني في تصريح نقله موقع "آر.بي.كيه أوكرانيا"، أن روسيا لا تزال تحتفظ بالقدرات العسكرية والموارد التي تمكّنها من مواصلة حرب استنزاف طويلة، داعياً إلى تركيز الجهود على الحلول الواقعية والتكنولوجيا المتقدمة، بدلاً من انتظار "معجزة" تعيد السيطرة الكاملة على الأراضي المحتلة. وجرى إعفاء زالوجني من منصبه العسكري بعد أشهر من تقارير ظلت تشير لوجود خلافات بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ولطالما دعا زيلينسكي وشخصيات أخرى إلى طرد القوات الروسية والعودة إلى حدود أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفيتي عام 1991، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014. منطقة عازلة وفي وقت سابق، الخميس، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الجيش الروسي يعمل حالياً على إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا، فيما أعلنت كييف وموسكو تسليم قوائم أسرى الحرب ضمن صفقة تبادل مرتقبة. وأضاف بوتين خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية عبر الفيديو: "لقد قلت أنه تم اتخاذ قرار بشأن إنشاء المنطقة الأمنية العازلة اللازمة على طول الحدود"، مؤكداً أن الجيش الروسي "يعمل حالياً على تنفيذها". وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الخميس، أن الدفاعات الجوية أسقطت 105 طائرات مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية، عشرات منها كانت متجهة نحو موسكو، فيما ذكرت القوات الجوية الأوكرانية، أن أضراراً وقعت في منطقة دنيبروبتروفسك، بعد هجوم لكنها لم تحدد نوع السلاح المستخدم.


الشرق الأوسط
منذ 19 ساعات
- الشرق الأوسط
روسيا وأوكرانيا تعلنان إسقاط عشرات المسيرات في هجمات متبادلة خلال الليل
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق «تلغرام»، اليوم الخميس، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 74، من أصل 128 طائرة مُسيّرة مُعادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية، خلال الليل، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية». وقال البيان إن القوات الروسية شنّت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام صاروخ باليستي من طراز «إسكندر-إم» جرى إطلاقه من منطقة تاجانروغ، و128 طائرة مُسيّرة من طراز «شاهد»، وطرازات أخرى خداعية جرى إطلاقها من مناطق ميلروفو وكورسك وبريمورسكو-أختارسك الروسية، ومن كيب تشودا في شبه جزيرة القرم المحتلة مؤقتاً، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم». وأضاف البيان أنه جرى صدّ الهجوم من قِبل وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية وفِرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحَي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين. وقال إنه بحلول الساعة 00:11 صباح اليوم الخميس، أسقطت وحدات الدفاع الجوي 74 طائرة مُسيّرة في شرق وشمال وجنوب ووسط أوكرانيا. وذكر البيان أن 38 طائرة مُسيّرة خداعية اختفت عن شاشات الرادار دون التسبب في أي أضرار. وأفاد البيان بوقوع أضرار في مناطق دنيبروبيتروفسك ودونيتسك وخاركوف وميكولايف، نتيجة الهجوم الروسي. صورة نشرتها هيئة الطوارئ الأوكرانية 18 مايو 2025 تُظهر مركبات محترقة قرب مبنى مدني بسبب هجمات بطائرات روسية على كييف (أ.ف.ب) من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية اعترضت 105 طائرات مُسيّرة أوكرانية، منذ منتصف الليل، في سبع مناطق، حيث أسقطت ثُلثها فوق منطقة موسكو. وقال البيان: «في يوم 22 مايو (أيار) الحالي، من الساعة 00:00 إلى 30:05 بتوقيت موسكو، دمّرت منظومات الدفاع الجوي العاملة واعترضت 105 طائرات مُسيّرة أوكرانية»، وفق ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وذكرت الوزارة أنه جرى إسقاط 35 طائرة مُسيّرة منها فوق أراضي مقاطعة موسكو، و14 فوق مقاطعة أوريول، و12 فوق مقاطعة كورسك، و11 فوق مقاطعة بيلغورود، و10 فوق مقاطعة تولا، و9 فوق مقاطعة كالوجا، كما جرى تحييد 7 طائرات مُسيّرة أخرى فوق مقاطعة فورونيغ، وثلاث طائرات مُسيّرة فوق كل من مقاطعتيْ ليبيتسك وسمولينسك، وواحدة فوق أراضي مقاطعة بريانسك. وأعلن حاكم مقاطعة بريانسك الروسية، ألكسندر بوجوماز، مقتل شخص، وإصابة آخر، جراء هجوم بطائرات مُسيّرة أوكرانية في منطقة بريانسك غرب روسيا. وقال عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين، إنه جرى اعتراض عدة طائرات مُسيّرة كانت تستهدف العاصمة. وذكرت هيئة الطيران الروسية أنه جرى تعليق الرحلات الجوية في مطارات موسكو، بشكل متكرر، خلال الليل، مضيفة أن القيود المؤقتة على الإقلاع والهبوط أصبحت أمراً روتينياً، وسط استمرار تهديدات الطائرات المُسيّرة. وفي الجنوب، قال حاكم منطقة أوريول، أندريه كليتشكوف، في منشور عبر تطبيق «تلغرام»، إن الهجوم الليلي «هجمات ضخمة بطائرات مُسيّرة». كما أشارت تقارير محلية إلى انقطاع خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول لفترة وجيزة.