
"التخصصي" توظيف رائد للجراحة الروبوتية تنقذ طفل مصاب بفشل كبدي ويمنحه حياة جديدة
حين تتقاطع براعة التقنية مع إنسانية الطب، يصبح الشفاء قصة تُروى؛ هذا ما حدث في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، حيث خضع طفل في الثامنة من عمره لعملية زراعة فص كبدي باستخدام منظومة جراحية روبوتية متقدمة، بعد أن أنهك الفشل الكبدي جسده الصغير وحرمه من طفولته، وبفضل الدقة العالية التي وفرتها التقنية، غادر الطفل المستشفى بعد أسبوعين فقط، بدلًا من شهر كما هو معتاد، ليعود إلى حياته الطبيعية، في نتيجة وصفها الفريق الطبي بأنها جوهر ما يسعون إلى تحقيقه.
وكانت حالة الطفل تتطلب تدخلاً عاجلاً، وسط تحديات جسدية معقدة تتعلق بحجم الجسم ومحدودية المساحة المتاحة للجراحة، غير أن خبرة التخصصي في زراعة الأعضاء باستخدام الروبوت للبالغين مهدت الطريق لتكييف التقنية بما يتلاءم مع جسد الطفل الصغير، من خلال تصميم خطة جراحية دقيقة تعتمد على إعادة ضبط مواضع إدخال أدوات الروبوت لتنفذ الزراعة.
وقال البروفيسور ديتر برورينج، المدير التنفيذي لمركز التميز لزراعة الأعضاء وقائد الفريق الطبي للعملية:
"لطالما اقتصرت تقنيات الجراحة الروبوتية على البالغين، لكننا نجحنا في تكييفها لتخدم الأطفال أيضًا، بما توفره من دقة عالية وتقليل واضح للمضاعفات، مشيراً إلى أن إجراء الزراعة تطلّب إعادة تصميم الخطة الجراحية بما يتناسب مع حجم الجسم الصغير والمساحات المحدودة، وهو ما تعاملنا معه عبر تعديل مواضع إدخال الأدوات الجراحية بعناية بالغة لضمان أقصى درجات الأمان".
وقد أُجريت العملية بنجاح عبر استئصال الفص الأيسر من كبد متبرع حي وزراعته بالكامل للطفل باستخدام منظومة روبوتية دون تدخل يدوي مباشر، ما أسهم في تقليل حجم الشقوق الجراحية، وتسريع وتيرة التعافي، حيث غادر الطفل المستشفى بعد أسبوعين فقط، مقارنة بالمدة الاعتيادية التي تتجاوز الشهر في مثل هذه الحالات.
وتمثل العملية نموذجًا رائدًا في توسيع استخدام الجراحة الروبوتية لتشمل فئة الأطفال، حيث إن التقنية توفّر تحكمًا عالي الدقة، وتُقلل بشكل ملموس من المضاعفات، وتُعزز الأمان الجراحي، وهو ما يفتح آفاقًا واعدة لتطوير أنظمة روبوتية مخصصة للأطفال في المستقبل القريب.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة من النجاحات لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث التي عززت مكانته كمرجع عالمي في مجال الجراحة الروبوتية، حيث نجح في إجراء أول عملية زرع قلب طبيعي كاملة بالروبوت في العالم، في حدث تناقلته وسائل الإعلام المحلية والعالمية، كما نجح في زراعة أول كبد بالروبوت في العالم، مما يعكس التزام المستشفى بتقديم حلول طبية مبتكرة تواكب أحدث التطورات التقنية، وترسخ ريادته في تقديم رعاية صحية تخصصية على مستوى عالمي.
ويُعد الإنجاز ثمرة لمبادرات برنامج تحول القطاع الصحي، أحد برامج رؤية السعودية 2030 التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -، وشاهداً على جودة الرعاية الصحية المقدمة للإنسان في المملكة العربية السعودية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 29 دقائق
- عكاظ
150 مادة مسرطنة في مستحضرات تجميل شهيرة
تابعوا عكاظ على كشف تقرير حديث وجود 150 مادة كيميائية مسرطنة في ستة من منتجات التجميل الشهيرة، ما يثير قلقاً واسعاً حول سلامة هذه المنتجات المستخدمة يومياً. تشمل هذه المواد مركبات مثل: الفورمالديهايد، البارابين، الفثالات، والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق، التي تم ربطها بمخاطر صحية خطيرة مثل السرطان واضطرابات الغدد الصماء. ووفقاً لدراسة نشرتها دورية Environmental Science &Technology Letters، فإن أكثر من نصف النساء المشاركات في الدراسة، استخدمن منتجات تحتوي على مواد مسرطنة معروفة، بما في ذلك الشامبو، الكريمات، ومثبتات الشعر. كما أظهرت دراسة أخرى أن 65% من منتجات العناية الشخصية التي تم تحليلها تحتوي على مواد كيميائية مرتبطة بالسرطان أو اضطرابات هرمونية. تُستخدم هذه المواد في مستحضرات التجميل كمثبتات أو مواد حافظة، ولكنها قد تتراكم في الجسم مع مرور الوقت، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة. وعلى رغم وجود بعض القوانين التي تحظر استخدام هذه المواد في بعض الدول، إلا أن العديد منها لا يزال يُستخدم في الأسواق العالمية. ينصح الخبراء المستهلكين بقراءة مكونات المنتجات بعناية، وتجنب تلك التي تحتوي على مواد مشبوهة، واختيار المنتجات الطبيعية والخالية من العطور الصناعية. كما يُشددون على أهمية تعزيز الرقابة والتشريعات لحماية المستهلكين من التعرض لمثل هذه المواد الضارة. أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
جراء الجوع والحرمان من العلاج في قطاع غزةوفاة 26 فلسطينيًا خلال 24 ساعة
أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وفاة 26 فلسطينيًا، بينهم 9 أطفال، خلال 24 ساعة في قطاع غزة، نتيجة الجوع الشديد والحرمان من العلاج، في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد المركز في بيان له بأن الارتفاع الحاد في حالات الوفاة بين كبار السن والمرضى والأطفال يأتي في ظل الظروف المعيشية القاتلة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، عمدًا لإهلاك السكان، مضيفًا أن هذه الظروف تشمل جرائم التجويع المتعمد، وإحداث معاناة شديدة، وحرمانًا منهجيًا من الرعاية الصحية، إلى جانب الحصار الشامل. وأكد المرصد أنه لا أثر ملموس لما زعمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها سمحت بإدخاله، من مساعدات إنسانية ولم يتضح ما إذا دخلت بالفعل إلى قطاع غزة. وشدد على أن كمية المساعدات التي تنوي سلطات الاحتلال السماح بإدخالها للقطاع، ليست سوى نقطة في بحر الاحتياجات اليومية الملحة، في ظل تكرار النزوح وسط القصف المكثف الذي يفاقم معاناة المجاعة لدى السكان ويفقدهم مخزون الطعام المعلب لديهم إن وجد. ووصف المرصد الأورومتوسطي الأزمة الإنسانية في غزة بأنها بلغت مستويات كارثية والجوع طال جميع شرائح المجتمع، داعيًا جميع الدول إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
فوائد عصير الباشن:
تابعوا عكاظ على غني بمضادات الأكسدة يدعم صحة القلب ويخفض ضغط الدم يعزز المناعة ويحسّن الهضم أخبار ذات صلة