logo
انس الشريف التغطية مستمرة

انس الشريف التغطية مستمرة

الصحراءمنذ 2 أيام
أيها القراء، ألم تملوا بعد من هذه الأكاذيب القديمة عن البحر الذي يحمي المدينة؟ دعونا لا نكن ساذجين. البحر لا يحرس أحد، البحر لا يعرف السياسة، البحر مجرد ماء، ومصيره أن يتبخر، والموج ليس إلا حركة فيزيائية بلا معنى. وغزة، الغارقة في ملحها ودمها، ليست أسطورة… غزة هي حقيقة مؤلمة.
من هناك خرج أنس الشريف. من قال انه بطل في حكاية قديمة؟ هو شاب من مخيم جباليا يصور الحقيقة. هذه هي الحكاية الوحيدة. أنس ليس بطل اسطوري، لكنه صانع أسطورة جديدة: أسطورة الحقيقة.
ها هو أنس، يأتي من هناك، يرتدي درع مكتوب عليه PRESS ، درعه من القماش الثقيل يخفي ألواح مضغوطة، تعويذة عصرية من مواد كيفلر وسيراميك، تحاول أن ترد عن جسده الرصاص… لكنها، ككل تعاويذ هذا العصر الكئيب، لا تصد شيئ حين تكون إسرائيل هي من تطلق النار. أنس، مثل إسماعيل، شيرين، حمزة، عبد الهادي، سلام، هاني، محمد، أحمد، ماجد، شيماء، علا، دعاء، حنان، سامر… كغيره من مئات الصحفيين الذين استهدفتهم إسرائيل، شهدوا على جرائمها، وجرائم جيشها الذي يهزم نفسه كل يوم بقتل الشهود.
إسرائيل، الدولة التي تبيع نفسها للعالم كواحة الديمقراطية، تحطم رقم قياسي جديد في موسوعة غينيس للموت…
هل تتخيل أن إسرائيل، في أقل من عامين، قتلت في غزة من الصحفيين أكثر مما قُتل في كل الحروب من الفترة الممتدة بين 1861 حتى 2025؟ هل بإمكانك ان تهضم هذا الرقم؟ وتشمل هذه الفترة الحرب الاهلية الأميركية والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام و كمبوديا ولاوس… أضف إليها حروب البوسنة والهرسك وكرواتيا وكوسوفو، وحرب أفغانستان والعراق، وحرب أوكرانية…
بالأمس، حان دور أنس…أنس الشريف ارتقى شهيدا… شهيدا… شهيدا على طريق القدس. إنها العبارة المعتادة، الشعار الذي نردده لنحتمل. لان الموت هنا، في غزة هو روتين يومي كالخبز، أو بالأحرى، كغياب الخبز. إنه مثل الجوع، مثل الخوف، مثل اللون الداكن للدم حين يختلط بالرماد. كل ما هو سيئ هنا يتكرر… كل ما هو سيئ يتكرر بلا توقف، إلا ابتسامة أبو مازن، التي تزداد اتساعا كلما ضاق الحصار على غزة.
غزة بدت من بعيد مثل لوحة ألوانها رماد، شوارعها ثقوب سوداء لا بداية لها ولا نهاية، والريح تحمل رائحة البارود مع قليل من ملح البحر… مزيج يعرفه الغزيون، ويعرفه الطيار الإسرائيلي أيضا… فيعود ليقصف مجددا.
هنا، في غزة، الكلمة ممنوعة، والطعام ممنوع أيضا… حرية التعبير لدى الإسرائيلي تعني حرية قتل كل من يتكلم. لا تحدث إسرائيل عن أخلاقيات المهنة، فهي تعرف مهنة واحدة: الاحتلال… والقتل. إسرائيل تقتل الصحفيين لأنها تخاف مما تعكسه الكاميرا: جثث أطفال، وجوه أمهات، وعيون تقول للعالم انظروا، هذه إبادة جماعية. إسرائيل تقتل الصحفيين لأنها تعرف أن التاريخ سيُكتب بعدساتهم وان المحاكمات ستوثق صورهم.
في نهاية الأمر، أنس الشريف استشهد، وتم دفنه. صار الآن مشهد في ذاكرة غزة: جثمان مغطى برداء أبيض، وأيادي ترفعه بسرعة قبل أن تبدأ الغارة التالية، كاميرا صامتة ترافق الجثمان، ما زالت عدستها مفتوحة، شاهدة على موت صاحبها كما شهدت على حياته… لكنها الآن لا تصور أي شيء. بلا صوت وبلا صورة، لكن #التغطية_مستمرة كما أوصيت يا أنس… الحقيقة لا تموت، هي تنتقل من عدسة إلى أخرى، من زميل إلى زميله، من شهيد إلى حيّ ما زال على الهواء… وكلنا شهداء ننتظر دورنا على طريق القدس.
في هذه الساعة بالذات، يتجادل موظفو الأمم المتحدة حول صيغة بيان قلق عميق. سيبكي بعضهم، وسيتظاهر البعض الآخر بالتأثر، ثم يعودون لشرب قهوة سيئة المذاق في مكاتب مكيفة.
نتنياهو، الغارق حتى أذنيه في ملفات الفساد وأحلام العظمة، يعرف أن الصورة التي نقلها أنس أخطر من أي صاروخ، أخطر من ألف بيان للأمم المتحدة. الكاميرا كانت آخر ما يملكه أنس في مواجهة العالم، شيئ لا يمكن للقبة الحديدية أن تعترضه. كان يطلق كاميرته كما يطلق المقاتل صاروخ 'الياسين'، كاميرا وبث وصور لا يمكن لـ'مقلاع داوود' اعتراضه، ولا يسقطه الباتريوت.
وقف نتنياهو بابتسامة نصف مشوهة ليعلن أن إسرائيل تحارب الإرهاب. العالم استمع بصمت، كما يفعل دائما. لكن أنس كان يعرف أن النهاية ستأتي، وربما كان يعرف أيضا أن العالم سيبتسم لإسرائيل بعد ساعات من استشهاده. كان يعرف أن بعد موته لن يتغير شيء. سيظل الحصار حصارا، وسيظل الفلسطينيون أحياء بما يكفي ليموتوا في يوم الغد.
هل تعرفون أن أنس سمّى ابنته 'شام' ليقول إن فلسطين لا تعرف حدود؟ فعل ذلك ليقول للعالم: فلسطين لا تُختزل في خط هدنة، ولا في جدار فصل، ولا في خريطة يعبث بها سياسيون مهووسون. فلسطين هي ضد كل احتلال، وضد كل خرق لحق الإنسان في أن يكون حرّ. وأن الوطن أكبر من غزة، وأن الجرح العربي واحد، في الخرطوم المحاصرة، في بيروت المدمرة، في بغداد المنكوبة، في دمشق التي يمر فوقها طيران العدو يقصف ويعود… في كل مكان كان الألم، كانت فلسطين.
لا يا صديقي، نحن لسنا بحاجة لمعجزة. المعجزات لم تعد موجودة، وإن وُجدت فهي مضجرة. نحن بحاجة إلى شيء آخر، أقل رومانسية بكثير، وأكثر قسوة: زمن إضافي مثلا… أو ربما انهيار كامل للنظام العالمي. الحقيقة أن أبطال غزة هم المعجزة التي لا تثير دهشة أحد، لأن العالم اعتاد أن يشاهدهم يموتون.
نحن بحاجة إلى قانون دولي يلاحق إسرائيل ويطبق العقوبات بحقها، وإلى عالم يتوقف عن لعب دور المتعاطف. ما نريده أن يتوقف العالم عن الكذب على نفسه… حتى لو كان ذلك مجرد استراحة قصيرة قبل الكذبة التالية. هل هناك هدنة للكذب؟
في النهاية، البحر سيبقى، والمدينة ستبقى، لكن الوجوه ستختفي. هكذا تسير الأمور دائما. البحر يشهد على موت من لا يستطيع إنقاذهم، والمدينة ستنهار مرة أخرى، وأخرى، وأخرى. كل شيء سيعود كما كان، لأن الزمن في غزة يدور ولا يسير إلى الأمام… الزمن هنا يعيد نفسه بلا رحمة.
لكن، الأمر ليس بتلك الأسطورية المدهشة. بقاء غزة ليس معجزة، ببساطة هو حقيقة مزعجة. والحقيقة هي أن بقاء غزة هو انتصار بحد ذاته. غزة ستنتصر لأن هناك أشياء لا يمكن قتلها.
هل سمعتم؟
أشياء لا يمكن قتلها…
هناك أشياء أبسط وأكثر إحباط: مثل الحقيقة، ومثل البحر الذي، بخلاف معظم ساسة المنطقة، يفهم أن الموجة التالية لا محالة ستكون أكبر من السابقة.
نعم، بحر غزة الذي، رغم صمتكم وتواطؤكم، لا يزال يرسل موجه أكبر من سابقته، كمؤشر واضح على أن هذه النهاية هي بداية غزة ونهايتكم.
باحثة واكاديمية – باريس
نقلا عن رأي اليوم
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انس الشريف التغطية مستمرة
انس الشريف التغطية مستمرة

الصحراء

timeمنذ 2 أيام

  • الصحراء

انس الشريف التغطية مستمرة

أيها القراء، ألم تملوا بعد من هذه الأكاذيب القديمة عن البحر الذي يحمي المدينة؟ دعونا لا نكن ساذجين. البحر لا يحرس أحد، البحر لا يعرف السياسة، البحر مجرد ماء، ومصيره أن يتبخر، والموج ليس إلا حركة فيزيائية بلا معنى. وغزة، الغارقة في ملحها ودمها، ليست أسطورة… غزة هي حقيقة مؤلمة. من هناك خرج أنس الشريف. من قال انه بطل في حكاية قديمة؟ هو شاب من مخيم جباليا يصور الحقيقة. هذه هي الحكاية الوحيدة. أنس ليس بطل اسطوري، لكنه صانع أسطورة جديدة: أسطورة الحقيقة. ها هو أنس، يأتي من هناك، يرتدي درع مكتوب عليه PRESS ، درعه من القماش الثقيل يخفي ألواح مضغوطة، تعويذة عصرية من مواد كيفلر وسيراميك، تحاول أن ترد عن جسده الرصاص… لكنها، ككل تعاويذ هذا العصر الكئيب، لا تصد شيئ حين تكون إسرائيل هي من تطلق النار. أنس، مثل إسماعيل، شيرين، حمزة، عبد الهادي، سلام، هاني، محمد، أحمد، ماجد، شيماء، علا، دعاء، حنان، سامر… كغيره من مئات الصحفيين الذين استهدفتهم إسرائيل، شهدوا على جرائمها، وجرائم جيشها الذي يهزم نفسه كل يوم بقتل الشهود. إسرائيل، الدولة التي تبيع نفسها للعالم كواحة الديمقراطية، تحطم رقم قياسي جديد في موسوعة غينيس للموت… هل تتخيل أن إسرائيل، في أقل من عامين، قتلت في غزة من الصحفيين أكثر مما قُتل في كل الحروب من الفترة الممتدة بين 1861 حتى 2025؟ هل بإمكانك ان تهضم هذا الرقم؟ وتشمل هذه الفترة الحرب الاهلية الأميركية والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام و كمبوديا ولاوس… أضف إليها حروب البوسنة والهرسك وكرواتيا وكوسوفو، وحرب أفغانستان والعراق، وحرب أوكرانية… بالأمس، حان دور أنس…أنس الشريف ارتقى شهيدا… شهيدا… شهيدا على طريق القدس. إنها العبارة المعتادة، الشعار الذي نردده لنحتمل. لان الموت هنا، في غزة هو روتين يومي كالخبز، أو بالأحرى، كغياب الخبز. إنه مثل الجوع، مثل الخوف، مثل اللون الداكن للدم حين يختلط بالرماد. كل ما هو سيئ هنا يتكرر… كل ما هو سيئ يتكرر بلا توقف، إلا ابتسامة أبو مازن، التي تزداد اتساعا كلما ضاق الحصار على غزة. غزة بدت من بعيد مثل لوحة ألوانها رماد، شوارعها ثقوب سوداء لا بداية لها ولا نهاية، والريح تحمل رائحة البارود مع قليل من ملح البحر… مزيج يعرفه الغزيون، ويعرفه الطيار الإسرائيلي أيضا… فيعود ليقصف مجددا. هنا، في غزة، الكلمة ممنوعة، والطعام ممنوع أيضا… حرية التعبير لدى الإسرائيلي تعني حرية قتل كل من يتكلم. لا تحدث إسرائيل عن أخلاقيات المهنة، فهي تعرف مهنة واحدة: الاحتلال… والقتل. إسرائيل تقتل الصحفيين لأنها تخاف مما تعكسه الكاميرا: جثث أطفال، وجوه أمهات، وعيون تقول للعالم انظروا، هذه إبادة جماعية. إسرائيل تقتل الصحفيين لأنها تعرف أن التاريخ سيُكتب بعدساتهم وان المحاكمات ستوثق صورهم. في نهاية الأمر، أنس الشريف استشهد، وتم دفنه. صار الآن مشهد في ذاكرة غزة: جثمان مغطى برداء أبيض، وأيادي ترفعه بسرعة قبل أن تبدأ الغارة التالية، كاميرا صامتة ترافق الجثمان، ما زالت عدستها مفتوحة، شاهدة على موت صاحبها كما شهدت على حياته… لكنها الآن لا تصور أي شيء. بلا صوت وبلا صورة، لكن #التغطية_مستمرة كما أوصيت يا أنس… الحقيقة لا تموت، هي تنتقل من عدسة إلى أخرى، من زميل إلى زميله، من شهيد إلى حيّ ما زال على الهواء… وكلنا شهداء ننتظر دورنا على طريق القدس. في هذه الساعة بالذات، يتجادل موظفو الأمم المتحدة حول صيغة بيان قلق عميق. سيبكي بعضهم، وسيتظاهر البعض الآخر بالتأثر، ثم يعودون لشرب قهوة سيئة المذاق في مكاتب مكيفة. نتنياهو، الغارق حتى أذنيه في ملفات الفساد وأحلام العظمة، يعرف أن الصورة التي نقلها أنس أخطر من أي صاروخ، أخطر من ألف بيان للأمم المتحدة. الكاميرا كانت آخر ما يملكه أنس في مواجهة العالم، شيئ لا يمكن للقبة الحديدية أن تعترضه. كان يطلق كاميرته كما يطلق المقاتل صاروخ 'الياسين'، كاميرا وبث وصور لا يمكن لـ'مقلاع داوود' اعتراضه، ولا يسقطه الباتريوت. وقف نتنياهو بابتسامة نصف مشوهة ليعلن أن إسرائيل تحارب الإرهاب. العالم استمع بصمت، كما يفعل دائما. لكن أنس كان يعرف أن النهاية ستأتي، وربما كان يعرف أيضا أن العالم سيبتسم لإسرائيل بعد ساعات من استشهاده. كان يعرف أن بعد موته لن يتغير شيء. سيظل الحصار حصارا، وسيظل الفلسطينيون أحياء بما يكفي ليموتوا في يوم الغد. هل تعرفون أن أنس سمّى ابنته 'شام' ليقول إن فلسطين لا تعرف حدود؟ فعل ذلك ليقول للعالم: فلسطين لا تُختزل في خط هدنة، ولا في جدار فصل، ولا في خريطة يعبث بها سياسيون مهووسون. فلسطين هي ضد كل احتلال، وضد كل خرق لحق الإنسان في أن يكون حرّ. وأن الوطن أكبر من غزة، وأن الجرح العربي واحد، في الخرطوم المحاصرة، في بيروت المدمرة، في بغداد المنكوبة، في دمشق التي يمر فوقها طيران العدو يقصف ويعود… في كل مكان كان الألم، كانت فلسطين. لا يا صديقي، نحن لسنا بحاجة لمعجزة. المعجزات لم تعد موجودة، وإن وُجدت فهي مضجرة. نحن بحاجة إلى شيء آخر، أقل رومانسية بكثير، وأكثر قسوة: زمن إضافي مثلا… أو ربما انهيار كامل للنظام العالمي. الحقيقة أن أبطال غزة هم المعجزة التي لا تثير دهشة أحد، لأن العالم اعتاد أن يشاهدهم يموتون. نحن بحاجة إلى قانون دولي يلاحق إسرائيل ويطبق العقوبات بحقها، وإلى عالم يتوقف عن لعب دور المتعاطف. ما نريده أن يتوقف العالم عن الكذب على نفسه… حتى لو كان ذلك مجرد استراحة قصيرة قبل الكذبة التالية. هل هناك هدنة للكذب؟ في النهاية، البحر سيبقى، والمدينة ستبقى، لكن الوجوه ستختفي. هكذا تسير الأمور دائما. البحر يشهد على موت من لا يستطيع إنقاذهم، والمدينة ستنهار مرة أخرى، وأخرى، وأخرى. كل شيء سيعود كما كان، لأن الزمن في غزة يدور ولا يسير إلى الأمام… الزمن هنا يعيد نفسه بلا رحمة. لكن، الأمر ليس بتلك الأسطورية المدهشة. بقاء غزة ليس معجزة، ببساطة هو حقيقة مزعجة. والحقيقة هي أن بقاء غزة هو انتصار بحد ذاته. غزة ستنتصر لأن هناك أشياء لا يمكن قتلها. هل سمعتم؟ أشياء لا يمكن قتلها… هناك أشياء أبسط وأكثر إحباط: مثل الحقيقة، ومثل البحر الذي، بخلاف معظم ساسة المنطقة، يفهم أن الموجة التالية لا محالة ستكون أكبر من السابقة. نعم، بحر غزة الذي، رغم صمتكم وتواطؤكم، لا يزال يرسل موجه أكبر من سابقته، كمؤشر واضح على أن هذه النهاية هي بداية غزة ونهايتكم. باحثة واكاديمية – باريس نقلا عن رأي اليوم

'أسطول الصمود' يستعدّ للإبحار نحو القطاع
'أسطول الصمود' يستعدّ للإبحار نحو القطاع

جوهرة FM

timeمنذ 3 أيام

  • جوهرة FM

'أسطول الصمود' يستعدّ للإبحار نحو القطاع

تستعد عشرات السفن المحمّلة بالمساعدات الإنسانية للإبحار من موانئ عدة على البحر الأبيض المتوسط أواخر أوت الجاري، في أكبر محاولة على الإطلاق لكسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عاماً. ويشارك في الأسطول نشطاء وفنانون وشخصيات عامة من عشرات الدول، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ والممثلة الأميركية سوزان ساراندون. واشتهرت ثونبرغ بمواقفها المنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأبحرت في الأول من جوان 2025 باتجاه القطاع رفضا للإبادة الجماعية التي يتعرض لها منذ السابع من أكتوبر 2023. وقالت ثونبرغ، عبر حسابها على إنستغرام، إن "أسطول الصمود العالمي" سينطلق في 31 أوت من إسبانيا، على أن تنضم إليه سفن أخرى في الرابع من سبتمبر من تونس وموانئ متوسطية أخرى، مؤكدة أن الحملة تهدف إلى "كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني" وإيصال مساعدات عاجلة لسكان غزة المحاصرين. ويشارك في هذه المبادرة آلاف النشطاء من 44 دولة، والعدد مرشح للزيادة، بينهم عاملون في المجال الإنساني وأطباء وفنانون، ضمن تنظيم يصف نفسه بأنه "مستقل" و"غير تابع لأي حكومة أو حزب سياسي". ويقول القائمون على الحملة إنهم يسعون لتطبيق ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر منع الغذاء عن المدنيين حتى في أوقات الحرب. وأوضح منسق الوفد التركي في الأسطول، حسين دورماز، أن هذه المبادرة توحد تحت مظلتها عددا من التحالفات الدولية مثل "أسطول الحرية" و"قافلة الصمود"، مؤكدا أن "ما يحدث في غزة لم يعد يُطاق، والبشرية مطالَبة اليوم بحشد جهودها لكسر هذا الحصار". وتأتي هذه التحركات بعد حوادث متكررة لاعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلية سفن تضامن دولية، آخرها سفينة "مادلين" في جوان الماضي، وسفينة "حنظلة" في جويلية، إذ تم اقتيادهما إلى ميناء أسدود وترحيل ركابهما بعد احتجازهم لفترات قصيرة، وهو ما يذكّر بحادثة سفينة "مرمرة الزرقاء" عام 2010 التي قتل فيها 10 نشطاء أتراك برصاص الجيش الإسرائيلي. ووصلت "حنظلة" إلى حدود 70 ميلا من غزة حينما اقتحمتها قوات الاحتلال، إذ تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل "مافي مرمرة" التي كانت على بعد 72 ميلا قبل اعتراضها من الاحتلال عام 2010، والسفينة "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال، والسفينة "الضمير" التي كانت على بُعد 1050 ميلا.

"الشامي" يشعل ركح مهرجان الحمامات في أول ظهور له بتونس
"الشامي" يشعل ركح مهرجان الحمامات في أول ظهور له بتونس

Babnet

time٣٠-٠٧-٢٠٢٥

  • Babnet

"الشامي" يشعل ركح مهرجان الحمامات في أول ظهور له بتونس

أمام جمهور غفير غصّت به مدارج مسرح الهواء الطلق بالحمامات ، أحيى الفنان السوري "الشامي" سهرة فنية استثنائية، مساء الثلاثاء 29 جويلية 2025، ضمن فعاليات الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي ، في أول حفل له على الأراضي التونسية. نجاح جماهيري لافت منذ الساعات الأولى لم تمر ساعات على طرح تذاكر الحفل حتى نفدت بالكامل عبر الإنترنت، في مؤشر على الشعبية الكبيرة التي يحظى بها "الشامي" في صفوف الشباب العربي، وخاصة في تونس. وقد بدأ الجمهور في التوافد على المسرح منذ الساعات الأولى من المساء لحجز أقرب الأماكن إلى الركح، وسط أجواء من الترقب والحماس. انطلاقة قوية بلا مقدمات مع حلول الساعة العاشرة ليلاً، خفتت الأضواء ودوّى تصفيق حار وهتافات عالية، ليظهر "الشامي" ويبدأ حفله دون مقدمات بأغنيته الشهيرة"جيناك" ، التي فجّرت الحماس لدى الحاضرين منذ اللحظة الأولى. قدم "الشامي" خلال السهرة 16 أغنية من أبرز أعماله، في عرض متصاعد الإيقاع جمع بين الرومانسية والإيقاعات الراقصة. ومن أبرز الأغاني التي تفاعل معها الجمهور: *"خذني" * "تشيل" * "يلي دار" * "بفديكي" * "بلاكي" * "صبرا" كما تضمّن العرض فقرة "مدلي" جمعت مقاطع من أعمال متنوّعة. وبلغ التفاعل ذروته مع أغنية "يا ليل ويالعين" التي رددها الجمهور عن ظهر قلب، ما شكّل لحظة وجدانية قوية بين الفنان ومتابعيه. ختام رومنسي وحضور إلكتروني اختتم الفنان سهرته بأغنية"دكتور" التي جمعت بين النمط العصري والإلكتروني، بعد أن مرّ على باقة من أغانيه الرومنسية مثل: *"تحت سابع أرض" * "سمتيك سما" * "ليلى" * "وين" * "دوالي" وقد عبّر الشامي في نهاية الحفل عن امتنانه لجمهوره التونسي ، مؤكدًا فخره بلقائهم للمرة الأولى ومشيدًا بحرارة الاستقبال وتفاعل الحضور. "الشامي" هو الاسم الفني للفنان السوري عبد الرحمان فواز ، الذي أطلق عليه هذا اللقب سكان بلدة تركية أقام بها سابقًا، نسبة إلى أصوله الدمشقية. حقّق شهرة واسعة على المستوى العربي والعالمي، حيث: * دخل موسوعة غينيس كأصغر فنان عربي يتصدر قائمة "بيلبورد لأفضل 100 فنان عربي" * حاز على أربع جوائز بيلبورد عربية ، منها: * "أفضل فنان في فئة أغاني الفلانتين" * "أفضل أغنية إندي" * يتألق حاليًا بأغنيته المشتركة مع تامر حسني بعنوان "ملكة جمال الكون" التي حققت ملايين المشاهدات. جولة فنية في تونس بعد نجاحه في مهرجان الحمامات، يواصل "الشامي" جولته التونسية، حيث سيكون: * مساء اليوم على ركح مهرجان هرقلة * مساء الغد في مهرجان بنزرت الدولي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store