logo
نتنياهو ونووي إيران.. عقدة عمرها ثلاثة عقود

نتنياهو ونووي إيران.. عقدة عمرها ثلاثة عقود

الجزيرةمنذ 4 ساعات

منذ ما يزيد عن 3 عقود، بنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صعوده السياسي على المخاوف الأمنية الإقليمية، وفي مقدمتها الخوف من امتلاك أي دولة في محيط فلسطين أسلحة نووية.
ورفض وفقا لهذا المنظور التخلي عن السيطرة الأمنية على الضفة الغربية باعتبارها جزءا من الدرع الواقية لإسرائيل؛ خصوصا في حال نشوء ردع نووي يمنع إسرائيل من استخدام أسلحتها النووية ويلزمها بأساليب الحرب التقليدية.
منذ بداية التسعينيات، رسم نتنياهو في كتابه "مكان تحت الشمس" رؤيته لمحددات بقاء دولة الاحتلال في محيطها المضطرب، وتناول فيها ثنائية الحرب التقليدية وغير التقليدية، وانعكاس ذلك على الموقف تجاه عملية التسوية السياسية، وحدود الهيمنة الأمنية الإسرائيلية، والموقف تجاه امتلاك إيران أو العراق أو سوريا أو ليبيا أسلحة دمار شامل.
ويرى نتنياهو أن امتلاك أي دولة إقليمية سلاحا نوويا يعني نشوء حالة ردع نووي متبادل، لا تستطيع بموجبه إسرائيل التهديد باستخدام القوة النووية، مما سيشجع الدول العربية على مهاجمتها في ظل توفر مظلة حماية نووية لهذه الدول.
ويشير بشكل خاص إلى خطر البعد الأيديولوجي لإيران بصفتها دولة إسلامية تنشر أيديولوجيا تمجد الشهادة، مما يعزز احتمالات الاستخدام الفعلي للسلاح النووي ضد إسرائيل، وزيادة الأعمال العسكرية ضدها من قبل المتأثرين بنموذجها وفكرها.
وفي حين كان الاتحاد السوفياتي ناظما لمستوى التصعيد الذي ينخرط فيه أحد حلفائه، فإن انهياره وتفككه زاد من أخطار عدم ضبط مستوى التصعيد بين إسرائيل وأي دولة إقليمية قد تمتلك سلاحا نوويا، وفقا لما يراه نتنياهو.
وبناء على ذلك، يضع نتنياهو التهديد النووي على رأس قائمة التهديدات التي تواجهها دولة الاحتلال، ويدعو في كتابه إلى ممارسة مختلف أنواع الضغوط لمنع أي من خصوم إسرائيل من امتلاك مثل هذا السلاح، متخذا من نموذج قصف البرنامج النووي العراقي مثالا ينبغي احتذاؤه في أي حالة إقليمية مشابهة.
كما يشدد على ضرورة عدم التفريط في السيطرة الأمنية على مرتفعات الضفة الغربية، معارضا مقاربة خصومه اليساريين القائلة بأن امتلاك إسرائيل أسلحة نووية كفيل بضمان أمنها وردع خصومها عن السعي لتدميرها، بغض النظر عن الجغرافيا الصغيرة التي ستتبقى لها في حال إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة.
ويدعي أن السيادة السياسية للفلسطينيين على الضفة الغربية سيتبعها حتما سيادة أمنية لهم عليها، وبالتالي فقدان إسرائيل ميزة الإنذار المبكر في حال حصول أي هجوم عربي من الشرق، وإضعاف فرص إدارة حرب دفاعية تقليدية ناجحة بعيدا عن قلب إسرائيل المتمثل في تل أبيب ومحيطها.
الصعود على بساط الخوف
جعل نتنياهو مواجهة التهديدات الأمنية عمودا فقريا لمشروعه السياسي، ودأب على التحذير من قرب امتلاك إيران سلاحا نوويا؛ ففي العام 1992 حذر في كلمة له في الكنيست من أن إيران تبعد بثلاث إلى خمس سنوات عن تطوير الأسلحة النووية، وحث على تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة "لاقتلاع" هذا التهديد.
ولدى ترشحه لرئاسة حزب الليكود عام 1993 تجنب تقديم سياسات محددة بشأن معظم القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحلية، مركزا على إظهار نفسه كصقر يتخذ مواقف صارمة فيما يتعلق بمخاوف الأمن القومي.
ونقلت عنه صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد قوله في تجمع انتخابي "لن أتحدث عن القضايا الاجتماعية، فهذا ليس هدفي. لستُ مهتما بالحديث عن البلد الذي سنبنيه. لا أتحدث عن الاقتصاد أو البطالة أو تسريح العمال. لا وقت لديّ. أنا أتحدث عن إمكانية بناء بلد بالأصل".
واتخذ نتنياهو حينها من قضية رفض الانسحاب من مرتفعات الجولان محورا لحملته الانتخابية، متهما رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين بالتخطيط للانسحاب منها ضمن خطة لاتفاقية سلام مع سوريا.
وكان خطاب نتنياهو حينها يقسم الحركة الصهيونية إلى معسكرين: حزب الليكود الذي "حارب الإرهاب العربي"، مقابل المعسكر الذي "استرضى هذا الإرهاب" ويضم حزب ميرتس اليساري.
واستمر هذا الخطاب في مسيرة نتنياهو نحو رئاسة الوزراء عام 1996، حيث وضع مفهوما متشددا للأمن بما يبرر إفشال اتفاقية أوسلو، وظهر هذا في خطاب تنصيبه في الكنيست، الذي عرض فيه السلام على الفلسطينيين مقابل "أقصى قدر من الأمن لإسرائيل في مواجهة الإرهاب والحرب".
وفي العام ذاته ألقى خطابا أمام الكونغرس الأميركي، ادعى فيه أن امتلاك إيران السلاح النووي قريب للغاية، وأن ذلك قد يكون له عواقب كارثية على إسرائيل والشرق الأوسط والعالم.
وفي العام 2002 ولدى لقائه لجنة تابعة للكونغرس الأميركي، ادعى نتنياهو أن كلا من العراق وإيران يتسابقان للحصول على الأسلحة النووية، داعيا إلى غزو العراق، وهو ما حصل عام 2003، ليتبين عدم امتلاكه أسلحة نووية ولا برنامجا يسعى لذلك.
وفي عام 2009، كشفت برقية لوزارة الخارجية الأميركية نشرها موقع ويكيليكس أنه أخبر أعضاء الكونغرس أن إيران كانت على بعد عام أو عامين فقط من امتلاك القدرة النووية.
وفي العام 2012 وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض نتنياهو رسما كاريكاتيريا لقنبلة نووية، مدعيا أنه "بحلول الربيع المقبل أو الصيف المقبل على الأكثر.. سيكونون قد انتهوا من التخصيب المتوسط وانتقلوا إلى المرحلة النهائية".
خطط الهجوم المبكرة
على مدى سنين عمله الحكومي، كرس نتنياهو جهودا كبيرة لنقل الموقف من البرنامج النووي الإيراني من ساحة الحديث السياسي والإعلامي إلى ساحة الفعل العسكري لتحييد هذا التهديد الذي يراه.
وتتبع تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 4 سبتمبر/أيلول 2019 "التاريخ السري" لجهوده للتحريض على ضرب إيران استنادا إلى تقارير إعلامية واستخبارية عديدة.
ووفقا للتقرير، فقد خابت آمال نتنياهو بفعل عدم تحمس الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما لمجاراته في هذا المسعى في مطلع رئاسته عام 2009، وفي ذلك الحين كان اكتشاف منشأة "فوردو" النووية والمخاوف من ارتباطها بمشروع نووي عسكري يهيمن على المحادثات بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية.
وأمام هذا الموقف الأميركي دفع نتنياهو باتجاه اتخاذ فعل عسكري منفرد ضد البرنامج النووي الإيراني، إلا أن قادة الجيش والأمن الإسرائيلي عارضوا ذلك في اجتماع عقده نتنياهو في العام 2010، إذ قال رئيس الأركان غابي أشكنازي -وفقا للصحيفة- إن الجيش الإسرائيلي لم يصل بعد إلى "القدرة العملياتية" لتنفيذ الضربة.
ورأى رئيس جهاز الموساد حينها مئير داغان أن الضربة العسكرية ستكون خطأ جسيما قد يدمر التقدم الذي أحرزه مشروع التخريب السري الذي يقوده.
مناكفة أوباما تنقلب فشلا
أسهم تحريض نتنياهو -وفقا لنيويورك تايمز- في دفع أوباما إلى اتجاه معاكس، وهو الانخراط في مفاوضات سرية مع إيران بوساطة عمانية منذ العام 2010، بهدف التوصل إلى اتفاق يحافظ على الطابع السلمي لمشروعها النووي.
وشكل ذلك صدمة لدى إسرائيل عند اكتشافها الأمر عام 2012، وتنقل الصحيفة عن أحد كبار مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية قوله إن "نتنياهو حقق النقيض مما أراده. بتصعيده، أسهم في ولادة الاتفاق الذي حارب ضده لاحقا".
وفي صيف العام 2012 رصدت الأقمار الاصطناعية الأميركية تحركات غريبة للطائرات الإسرائيلية، مما أثار مخاوفها من أن إسرائيل تستعد لضربة مفاجئة، مما دعا إدارة أوباما إلى تكثيف الضغوط الدبلوماسية عليها للامتناع عن ذلك، خصوصا بفعل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومخاوفها من تأثير الحرب على فرص إعادة انتخاب أوباما.
وبالتوازي عمل الأميركيون على إقناع حكومة نتنياهو بأنهم يعملون بجدية لتطوير خطط وأسلحة مناسبة لتقويض البرنامج النووي الإيراني عند اللزوم، بما يتضمن القنابل الخارقة للتحصينات التي تزن قرابة 13 طنا، وإجراء تجارب على مجسّم حقيقي لمنشأة "فوردو" الإيرانية تم بناؤه في صحراء الجنوب الغربي الأميركي.
وعلى الرغم من تصلب موقف نتنياهو، فإن جهود إدارة أوباما نجحت في ثني حليفه في الحكومة ووزير الدفاع فيها إيهود باراك عن القيام بعملية عسكرية قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، مما أدى إلى إلغاء الخطة بالفعل في أكتوبر/تشرين الأول 2012.
ومع اقتراب موعد إبرام الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، اتخذ نتنياهو موقفا تصعيديا غير مسبوق في العلاقة الأميركية الإسرائيلية.
واتفق مع رئيس الكونغرس الأميركي على دعوته إلى المجلس ليلقي فيه خطابا مناهضا للاتفاق الذي تنوي الإدارة الأميركية إبرامه. وهو ما حصل بالفعل دون أن يمنع أوباما من المضي قدما في توقيع الاتفاق في يوليو/تموز 2015.
تحريض ترامب
ومع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017، كثف نتنياهو جهوده لإفشال الاتفاق النووي ودفع الولايات المتحدة للانسحاب منه، مستعينا بوثائق المشروع النووي التي تمكن الموساد الإسرائيلي من سرقتها في أوائل عام 2018.
وبالفعل أعلن ترامب انسحابه من الاتفاق في مايو/أيار 2018، واعتمد سياسة "الضغوط القصوى" لإلزام إيران بإعادة التفاوض على اتفاق يضع شروطا أكثر صرامة على برنامجها النووي، إضافة إلى برنامجها الصاروخي وسياستها الإقليمية. وهو ما رفضته إيران رغم معاناتها من العقوبات المشددة من ذلك الحين.
المغامرة الكبرى
استمرت أولوية مواجهة البرنامج النووي الإيراني لدى نتنياهو عند عودته إلى السلطة عام 2023، وعقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرص على الربط بين عملية طوفان الأقصى وإيران، وكثف تهديداته بالعمل العسكري ضد برنامجها النووي، وقد توفرت له الفرصة بفعل ما ألحقه من أضرار بالغة بحركة حماس وحزب الله، إضافة إلى سقوط النظام السوري.
وفي هذه الظروف، اتخذ الرئيس الأميركي موقفا متشددا في المفاوضات النووية مع إيران، مطالبا إياها بالوقف التام عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها، ومانحا إياها مهلة 60 يوما فقط للامتثال للشروط الأميركية.
وفي اليوم الحادي والستين شنت إسرائيل هجماتها على إيران، رغم صدور تصريحات مضللة عن الرئيس الأميركي توحي برفضه القيام بهذه الضربة.
وبذلك يكون نتنياهو قد اتخذ الخيار الذي تبناه منذ عقود، مع ما فيه من مخاطرة كبرى، وهو ما ستتضح نتائجه حينما ينجلي غبار الحرب الدائرة بين الطرفين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غارديان: الاتحاد الأوروبي وجد مؤشرات على انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان.. فماذا بعد؟
غارديان: الاتحاد الأوروبي وجد مؤشرات على انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان.. فماذا بعد؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

غارديان: الاتحاد الأوروبي وجد مؤشرات على انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان.. فماذا بعد؟

قالت صحيفة غارديان البريطانية إن الاتحاد الأوروبي خلص إلى وجود "مؤشرات" على انتهاك إسرائيل التزاماتها في مجال حقوق الإنسان بسبب سلوكها في غزة و الضفة الغربية ، لكن هذا لا يعني أنه سيفرض عقوبات عليها في وقت قريب. وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم جينيفر رانكين في بروكسل- أن دائرة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي توصلت إلى استنتاج حذر مفاده أن "هناك مؤشرات" على انتهاك إسرائيل التزاماتها في مجال حقوق الإنسان، وذلك في مراجعة ل اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل التي دخلت حيز التنفيذ عام 2000، والتي تشكّل أساس العلاقة بين الطرفين فيما يتعلق بالتجارة والتعاون الاجتماعي والبيئي. واستندت المراجعة، التي أطلقتها الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تحت ضغط الدول الأعضاء التي روعها الحصار الإنساني المفروض على قطاع غزة، إلى المادة الثانية من الاتفاقية، وهي تنص على أن احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية "عنصر أساسي". ومن المتوقع أن تقدم كالاس التقرير، الذي لا يزال مسودة مسربة غير منشورة، إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين المجتمعين في بروكسل يوم الاثنين. ورغم أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثيا، مع حوادث إطلاق نار يومية مميتة على طوابير انتظار الحصص الغذائية، وتحذيرات من المجاعة وانهيار شبكات المياه، فإن إجراءات الاتحاد الأوروبي تسير ببطء، كما تقول الصحيفة. وستقدم كالاس قائمة بالخيارات الممكنة لوزراء الخارجية في يوليو/تموز، قد تشمل نظريا تعليقا كاملا للتجارة مع إسرائيل، أو تجميد مشاركتها في برامج الاتحاد الأوروبي، لكن ذلك سيتطلب المزيد من الإجراءات القانونية، والموافقات غير المؤكدة.

واشنطن بوست: على إسرائيل أن تكمل المهمة في إيران بنفسها
واشنطن بوست: على إسرائيل أن تكمل المهمة في إيران بنفسها

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

واشنطن بوست: على إسرائيل أن تكمل المهمة في إيران بنفسها

قالت صحيفة واشنطن بوست إن القضاء على البرنامج النووي الإيراني هدف ينبغي أن يتشاركه معظم العالم، وأشارت إلى أن دول المنطقة وغيرها تشيد -وإن كان بعض ذلك سرا- بحملة إسرائيل لتدميره. وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أكثر من مجرد التشجيع على ذلك، خاصة من الولايات المتحدة التي تمتلك قنبلة خارقة للتحصينات قادرة على اختراق محطة فوردو النووية الإيرانية، بالإضافة إلى قاذفات الشبح " بي 2" التي تستطيع حملها. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي بدا حربيا ودبلوماسيا في آنٍ واحد- أصدر بيانا يفيد بأنه لا يزال يدرس توجيه ضربة أميركية مباشرة في الأسابيع المقبلة، ومع ذلك رأت الصحيفة أن على إسرائيل أن تكمل ما بدأته، لأنها هي لا الولايات المتحدة هي التي اختارت هذه الحرب. وذكرت الصحيفة أن نتنياهو شن هجومه الجوي رغم أن ترامب طلب منه إنهاء الحديث عن هجوم عسكري على إيران لمنح الدبلوماسية مزيدا من الوقت، مما جعل إيران التي تتعرض للهجوم وتلغي الجولة الأخيرة من المحادثات النووية مع واشنطن. ورأت "واشنطن بوست" أن لدى الإسرائيليين بدائل عن تدخّل واشنطن، كاستخدام قنابلها الصغيرة الخارقة لتدمير الموقع، أو قصف مداخل فوردو والبنية التحتية الخارجية التي تدعمه، كما يمكنها إرسال قوات خاصة إلى المنشأة، وهي عملية محفوفة بالمخاطر، ولكنها أكثر قابلية للتحقيق مع تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية وحالة الفوضى التي يعيشها جيشها. واعتبرت الصحيفة أن السماح لإسرائيل بإنجاز المهمة بمفردها سيجلب لها وللولايات المتحدة فوائد طويلة الأجل، لأنه سيعيد إلى إسرائيل عامل الردع الذي فقدته في منطقة مضطربة بعد أن تضررت مكانتها الإقليمية وشعورها بالأمن بشدة جراء هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبالبقاء بعيدا عن الحرب ستقلل الولايات المتحدة احتمال إغلاق إيران الخليج ومهاجمة القواعد الأميركية في المنطقة، كما سيعطي ترامب فرصة للتوصل إلى تسوية مستدامة مع طهران دون أن تنظر إلى الولايات المتحدة كطرف مشارك عسكريا، وإلا فستكون راغبة في إعادة بناء برنامجها النووي إذا دمرته إسرائيل. وخلصت الصحيفة إلى أن ما هو أسوأ من التدخل الأميركي المباشر هو أن تفشل حملة إسرائيلية لتدمير البرنامج النووي الإيراني، لما يمنحه ذلك لطهران من القدرة على صنع أسلحة نووية تضمن لها الحماية من اعتداء خصومها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store