logo
إصدار علمي جديد للأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة

إصدار علمي جديد للأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة

#واليف
#إصدار_علمي جديد للأستاذ #الدكتور_محمد_تركي_بني_سلامة
#دراسة نوعية حول #التوسع_الاستراتيجي_التركي في أفريقيا تُنشر في مجلة دولية رفيعة المستوى
نشرت المجلة العلمية الدولية المحكمة Insight on Africa، والتابعة لدار النشر العالمية SAGE Publications، دراسة جديدة رصينة للأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك – الأردن، تحت عنوان:
'التوسع الاستراتيجي لتركيا في أفريقيا: انخراط متعدد الأبعاد في إثيوبيا، ليبيا والصومال'
(Turkey's Strategic Expansion in Africa: Multifaceted Engagement in Ethiopia, Libya and Somalia)
وتحظى هذه المجلة بتصنيف Q1 ضمن قاعدة البيانات العالمية Scopus، ما يضفي على هذه الدراسة قيمة علمية استثنائية، ويؤكد عمقها الأكاديمي ومنهجيتها الصارمة، فضلاً عن مدى تأثيرها وانتشارها في الأوساط البحثية الدولية.
محتوى الدراسة:
تناولت الدراسة بالدراسة والتحليل سياسة تركيا الخارجية تجاه القارة الإفريقية خلال عقد كامل (2011–2021)، حيث وثّق الدكتور بني سلامة التحول اللافت لأنقرة من مجرد فاعل هامشي إلى لاعب إقليمي محوري، من خلال استراتيجية تعتمد على مزيج مدروس من أدوات القوة الناعمة كالمساعدات الإنسانية، التعليم، والدبلوماسية الثقافية، إلى جانب أدوات القوة الصلبة مثل التدريب العسكري، مبيعات السلاح، وإنشاء القواعد العسكرية.
وسلّطت الدراسة الضوء على ثلاث حالات محورية تمثّل نماذج مختلفة لهذا الانخراط التركي:
في الصومال: تُقدّم تركيا نفسها كفاعل في بناء الدولة، من خلال مشاريع البنية التحتية، والدعم التعليمي والعسكري.
في ليبيا: لجأت أنقرة إلى التدخل العسكري لحماية مصالحها الجيوسياسية، خاصةً في مجالات الطاقة والممرات البحرية.
في إثيوبيا: اعتمدت تركيا نهجًا هجينًا، يزاوج بين الاستثمار الاقتصادي والتعاون الدفاعي، ما عزز نفوذها في القرن الإفريقي.
وتعتمد الدراسة على إطار نظري متين يدمج بين الواقعية الكلاسيكية الجديدة، ونظرية القوة الصلبة/الناعمة، ودبلوماسية القوى المتوسطة، بما يعكس رؤية تحليلية عميقة ومركبة للأدوات التركية ومقاصدها الجيوسياسية في القارة السمراء.
يُعد الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة أحد القامات الأكاديمية البارزة في العالم العربي في مجالي العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وهو نموذج للعالم الذي يجمع بين الصرامة الأكاديمية والانتماء الوطني العميق. يشغل حالياً منصب أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية، وقد ترك بصمات واضحة في تحليل القضايا الإقليمية والدولية، وخصوصاً في سياق التحولات الجيوسياسية والسياسات المقارنة.
تتجلى مكانته العلمية من خلال إنجازه البحثي الغزير، حيث نشر أكثر من 70 بحثًا علميًا محكّمًا في مجلات علمية دولية مرموقة مصنفة ضمن قواعد بيانات Scopus وWeb of Science، إلى جانب تأليف 4 كتب علمية متخصصة. وهو يُعرف بدقّته المنهجية، وقراءاته العميقة للواقع السياسي، واهتمامه بقضايا التحول الديمقراطي، وتفاعلات السياسات الخارجية في الشرق الأوسط، وديناميكيات النظام العالمي المتغير.
ولا يقتصر إسهامه على الجانب الأكاديمي فحسب، بل يُعد الدكتور بني سلامة صوتًا فكريًا وطنيًا ملتزمًا، لطالما عبّر عن مواقف تعكس إيمانه بدور النخبة العلمية في خدمة الوطن، والنهوض بالخطاب السياسي والتحليلي في العالم العربي.
إن هذه الدراسة الأخيرة ليست إلا امتدادًا لسلسلة من الأعمال العلمية المتميزة التي قدمها الدكتور محمد تركي بني سلامة، والتي تفتح آفاقًا جديدة لفهم أدوار القوى الإقليمية في البيئات غير الغربية، وتُثري حقل العلاقات الدولية بمعالجات عميقة لظواهر جيوسياسية معاصرة.
📎 للاطلاع على الدراسة الكاملة من موقع المجلة:
اضغط هنا لقراءة البحث
https://journals.sagepub.com/eprint/VIZ7BRFWP5NJQKYFB8TW/full

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دعم المجلات الوطنية: رسالة أكاديمية تتجاوز النشر
دعم المجلات الوطنية: رسالة أكاديمية تتجاوز النشر

السوسنة

timeمنذ 10 ساعات

  • السوسنة

دعم المجلات الوطنية: رسالة أكاديمية تتجاوز النشر

في عالم يتسارع فيه النشر العلمي وتتنافس فيه الجامعات والباحثون لحجز أماكن مرموقة في التصنيفات العالمية، تُنسى في كثير من الأحيان الحقيقة الأهم : أن بناء نهضة علمية حقيقية لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل. فالمعرفة التي لا تتجذر في تربتنا، ولا تُسهم في تطوير بيئتنا الأكاديمية والمجتمعية، تبقى منقوصة الأثر، مهما بلغت تصنيفاتها وارتفع عدد استشهاداتها.هذا الشهر، كان لي شرف إنجاز أربعة أبحاث علمية محكمة، تناولت قضايا على قدر عالٍ من الأهمية محليًا وإقليميًا، نُشرت في مجلات دولية مرموقة، إلى جانب مجلة وطنية محكّمة.أحد هذه الأبحاث صدر عن معهد سياسة الهجرة في واشنطن (Migration Policy Institute) بعنوان:"The Fragile Yet Unmistakable Long-Term Integration of Syrian Refugees in Jordan""الاندماج الهش ولكن الواضح للاجئين السوريين في الأردن على المدى الطويل"يتناول البحث ديناميات اندماج اللاجئين السوريين في الأردن من منظور سياسي واجتماعي واقتصادي، ويقدم تحليلاً ميدانيًا يعكس التعقيدات المرتبطة بهذا الملف بعد أكثر من عقد على اندلاع الأزمة السورية.أما البحث الثاني فنُشر في مجلة Insight on Africa المصنفة ضمن الفئة Q1، وهو بعنوان:"Turkey's Strategic Expansion in Africa: Multifaceted Engagement in Ethiopia, Libya, and Somalia""التوسع الاستراتيجي التركي في إفريقيا: انخراط متعدد الأبعاد في إثيوبيا، ليبيا، والصومال"وقد تناولت فيه الاستراتيجية التركية المتنامية في القارة الإفريقية، وتحديدًا في مناطق النزاع، باعتبارها جزءًا من مشروع نفوذ جيوسياسي معقد يعيد رسم خرائط التوازن الإقليمي في ظل تراجع أدوار بعض القوى التقليدية.وفي السياق نفسه، قبل لي هذا الشهر بحثان آخران في مجلة "دراسات" الأردنية، أحدهما بالتعاون مع الأستاذ الدكتور وليد أبو دلبوح والدكتورة ولاء الحسبان، من الجامعة الأردنية، بعنوان:"Strategic Transformations in the Middle East: From Alliance Disintegration to the Redrawing of Power Equations"والثاني بالشراكة مع الدكتور محمد زيد عبيدات من جامعة جدارا، تحت عنوان:"Authoritarianism in the Digital Age: The Cybercrime Law and the Erosion of Public Freedoms in Jordan"وتعكس هاتان الدراستان قضايا جوهرية تتعلق بإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية من جهة، وبمستقبل الحريات العامة في العصر الرقمي من جهة أخرى، وهما قُبلتا للنشر في مجلة وطنية مصنفة ضمن قاعدة بيانات Scopus – Q3.وهنا لا يسعني إلا أن أُشيد بمجلة "دراسات" الصادرة عن الجامعة الأردنية، التي أثبتت خلال السنوات الأخيرة قدرتها على التحول من مجلة محلية إلى منصة علمية رصينة على المستويين العربي والدولي. فقد استطاعت "دراسات" بفضل الجهود الدؤوبة لهيئة تحريرها، وهيئة تحكيمها، وإدارة البحث العلمي، أن تفرض مكانتها ضمن المجلات المصنفة عالميًا، من حيث جودة الأبحاث، ودقة التحكيم، وانتظام الصدور. وهذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا الرؤية الحكيمة لإدارة الجامعة الأردنية، والعاملين فيها من أكاديميين وإداريين، الذين ما زالوا يحملون شعلة التميز العلمي بكل صدق وتفانٍ. فكل التحية لهم، على ما قدموه ويواصلون تقديمه في سبيل خدمة المعرفة وتكريس مكانة الأردن في خارطة البحث العلمي العربي.لقد نشرت خلال مسيرتي أكثر من سبعين بحثًا في مجلات دولية مرموقة، ومع ذلك، ما زلت أؤمن أن النشر في المجلات الوطنية الأردنية والعربية هو خيار لا يقل أهمية عن النشر الدولي. إنه ليس بديلاً، بل مكمّل. فحين نختار عن وعي أن نرفد مجلاتنا المحلية بأبحاث رصينة، فإننا لا نُقلل من طموحنا العلمي، بل نُعلي من قيمة المعرفة التي تُنتَج في سياقها المجتمعي والأكاديمي المحلي.إن دعم المجلات الوطنية ليس مجاملة مؤسسية، بل هو مسؤولية معرفية ورسالة تتجاوز فعل النشر ذاته. فالمجلة الوطنية حين تستقطب أبحاثًا نوعية، وتلتزم بالتحكيم العلمي الرصين، تتحول من وعاء للنشر إلى حاضنة للفكر، ومصدر إلهام للباحثين الشباب، ومرجع موثوق للدارسين.لكن لكي تؤدي هذه المجلات دورها الحقيقي، فهي بحاجة إلى دعم حقيقي: دعم الباحثين الذين يضعون ثقتهم بها، ودعم الجامعات التي تشجع النشر المحلي لا تهمّشه، ودعم سياسات تقييم الأداء الأكاديمي التي لا تحصر الاعتراف العلمي بقوائم التصنيف وحدها.لقد اخترت في مرات عديدة النشر في المجلات الوطنية رغم توفر فرص النشر في مجلات عالمية من الفئة الأولى، ليس لأنني أتنازل عن التميز، بل لأنني أؤمن أن النهضة العلمية التي لا تُبنى من الداخل، لا يمكن أن تترسخ خارجيًا. ومن هنا، فإن المجلة الوطنية لا يجب أن تكون الملاذ الأخير، بل الخيار الأول لمن يريد أن يُحدث أثرًا محليًا حقيقيًا.ختامًا، الباحث لا يُقاس فقط بعدد استشهاداته في قواعد البيانات، بل بأثر علمه في وطنه، وبالأسئلة التي يطرحها من قلب مجتمعه.ودعم المجلات الوطنية هو الطريق الذي نصنع فيه فرقًا حقيقيًا، نابعًا من إيماننا بأن المعرفة تبدأ من هنا… ومن هنا تنتشر.وللحديث بقية...

د. بني سلامة: خطاب الملك وثيقة تاريخية تُخاطب ضمير الإنسانية
د. بني سلامة: خطاب الملك وثيقة تاريخية تُخاطب ضمير الإنسانية

السوسنة

timeمنذ يوم واحد

  • السوسنة

د. بني سلامة: خطاب الملك وثيقة تاريخية تُخاطب ضمير الإنسانية

عمان - السوسنة - أكّد أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة، أن الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ يشكّل محطة مفصلية في تاريخ الخطاب العربي المعاصر، ووثيقة سياسية وأخلاقية تخاطب الضمير الإنساني العالمي بلغة القيم والعدالة، في وقت يشهد فيه النظام الدولي تراجعًا حادًا في المعايير الأخلاقية.وقال بني سلامة في حديث لــ السوسنة إن "خطاب جلالة الملك تجاوز الأطر التقليدية للكلام السياسي، حيث خاطب الأوروبيين من عمق تجربتهم التاريخية، مذكرًا إياهم بلحظات مفصلية أعقبت الحرب العالمية الثانية حين اختاروا بناء السلام على أنقاض الكراهية، وتبني القانون بدلًا من القوة، والتعاون بدلًا من الصراع".وأشار إلى أن التصفيق الحار الذي قوطع به الخطاب سبع مرات لم يكن مجرد تعبير عن إعجاب، بل كان اعترافًا بجرأة الموقف وعمق الرسالة وصدقيتها، مضيفًا أن الخطاب جاء في لحظة يعيش فيها العالم حالة من التفكك الأخلاقي، حيث باتت الجرائم الإنسانية، لا سيما في غزة، تُتداول كأنها أخبار روتينية، ما يُنذر بانهيارٍ في المعايير الدولية.وأوضح بني سلامة أن جلالة الملك لم يكتفِ برصد الواقع، بل قدم "بوصلة أخلاقية" دعا من خلالها إلى ضرورة التمسك بالقيم الإنسانية، في وجه فوضى عالمية نتجت عن تفشي المعلومات المضللة، وتصاعد النزاعات، والأزمات الاقتصادية، مؤكدًا أن الأمن لا يُبنى على قوة الجيوش فقط، بل على قوة القيم والمبادئ.وفي تناوله للقضية الفلسطينية، وصف الدكتور بني سلامة خطاب جلالته بأنه كان صرخة ضمير لا مجرد موقف سياسي، حيث أدان بشكل مباشر الانتهاكات في غزة والضفة الغربية، محذرًا من أن صمت المجتمع الدولي ليس حيادًا، بل تواطؤ يعيد تعريف الإنسانية على أسس مشوهة.وأضاف أن ما طرحه الملك يجب أن يُنظر إليه كمنصة لإعادة بناء خطاب عربي إنساني، لا يكتفي بتوصيف المآسي، بل يدعو لتحركات فاعلة تُعيد للاعتبارات الأخلاقية مكانتها في السياسات الدولية، مشددًا على أن هذا الخطاب لا يمثل الأردن فقط، بل كل من يؤمن بالعدالة ويدافع عن القيم في زمن الفوضى.وختم بني سلامة بالقول إن المطلوب الآن هو ترجمة هذا الخطاب إلى مبادرات دبلوماسية عربية جماعية، لأن الاستمرار في الصمت تجاه ما يحدث في الإقليم والعالم لم يعد خيارًا، بل أصبح تواطؤًا صريحًا مع الانهيار الأخلاقي والسياسي الحاصل. اقرأ أيضاً:

'حين صار الأسيتون طلاء أظافر… وصار عندهم دولة!'
'حين صار الأسيتون طلاء أظافر… وصار عندهم دولة!'

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 3 أيام

  • سواليف احمد الزعبي

'حين صار الأسيتون طلاء أظافر… وصار عندهم دولة!'

'حين صار #الأسيتون طلاء أظافر… وصار عندهم دولة!' بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة منذ أيام، أوردت صحيفة نيويورك تايمز، ونقلت عنها قناة الجزيرة، خبرًا عاجلًا مفاده أن مركزًا بحثيًا إسرائيليًا تعرّض لأضرار جسيمة واندلع فيه #حريق هائل بعد استهدافه بصواريخ إيرانية. لم يمر وقت طويل حتى كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن هذا المركز ليس إلا معهد 'وايزمان للعلوم'، أحد أخطر العقول العلمية التي قامت عليها بنية الكيان الصهيوني. ما إن سمعت الخبر، تمنيت – من قلبي لا من عاطفتي – أن يكون المستهدف هو هذا المعهد تحديدًا. فلو كان هناك 'قلب' للكيان الصهيوني خارج المؤسسة العسكرية، فهو #معهد_وايزمان. المعهد الذي لا يصنع فقط العلماء والتقنيات، بل يُنتج كذلك #السياسات والدولة والاستراتيجية والهيمنة. ولا عجب. فهذا المعهد لم يُنشأ بعد تأسيس 'إسرائيل'، بل قَبْله بأربعة عشر عامًا. تأسس عام 1934، أي حين كان بعض العرب يظنون أن التعليم العالي رجسٌ من عمل الاستعمار، أو عندما كان آخرون يعتقدون أن بناء الدولة يبدأ من القصيدة أو من المجالس القبلية. أما الصهاينة فاختاروا طريقًا آخر: العلم، لا العويل. وايزمان… كيميائي يصنع دولة! مؤسس المعهد، حاييم وايزمان، لم يكن جنرالاً، ولا أمير تنظيم، بل كان عالم كيمياء روسيًا. نجح أثناء الحرب العالمية الأولى في تطوير طريقة لإنتاج الأسيتون بالتخمير الصناعي – مادة تُحوَّل بسهولة إلى متفجرات تُستخدم في صناعة الذخيرة. لم يُطالب بريطانيا بمقابل مالي، بل قدّم اختراعه على طبق من العلم، فحصل على ما هو أغلى: وعد بلفور. بعدها، لم يتوجه وايزمان إلى 'الخطابة'، بل إلى تأسيس 'الجامعة العبرية'، ومعهد 'التخنيون'، ومستشفى 'هداسا'، قبل أن يُتوَّج رئيسًا لأول 'دولة' تُبنى على عقل العالم، لا على مزاج الجمهور. المفارقة الكبرى: نحن الذين خُصص لنا وعد إلهي بالعلم، نتعامل معه كمشروع رفاهية، وهم الذين لا نص في كتبهم عن 'اقرأ'، بنوا به كيانًا يهدد المنطقة ويبتزّ العالم. نحن والبحث العلمي… حكاية الحقد على العقل ولكي لا نظلم أنفسنا كثيرًا، لنقف قليلًا أمام محاولة الرئيس جمال عبد الناصر في خمسينيات القرن الماضي لتأسيس 'المركز القومي للبحوث'، ليكون ردًا علميًا على التفوق الإسرائيلي. كانت الفكرة نبيلة، والرؤية وطنية، لكن سرعان ما تكالبت البيروقراطية، والتقشف، والمحاباة، والنكايات السياسية على الفكرة، فاختنقت قبل أن تنضج. تحول المركز من محراب للعلم إلى أرشيف مكدّس للأوراق. مختبراته تنتج 'خطة خمسية لإصلاح الفساد'، لا حلولًا علمية. أما ميزانيته، فصارت أقرب إلى ميزانية مقصف مدرسة، لا مركز أبحاث. بينما في الجانب الآخر من الحدود، كانت ميزانية معهد وايزمان تفوق ميزانيات وزارات كاملة في بعض دولنا. وبينما هم يحوّلون الأسيتون إلى متفجرات استراتيجية، نحن حوّلناه إلى مادة لإزالة طلاء الأظافر، بكل ما في ذلك من رمزية صادمة. عندهم، يتحول المختبر إلى جيش، وعندنا يتحول إلى رفّ مهجور في ممر متهالك من جامعة فقيرة الدعم. النتائج؟ واضحة ومؤلمة. نحن الآن مستهلكون في سوق التقنية، لا مصنعون. زبائن دائمون في حفل العلم الحديث، بلا دعوة. نستورد الرقائق الدقيقة، ونفاخر بتطبيقات مستنسخة. لا نملك أقمارًا صناعية ولا مشاريع بحثية عابرة للحدود، ولا مخترعين يملؤون جوائز نوبل، إلا من هربوا من واقعنا إلى جامعات الخارج. أما الكيان الصهيوني، فمن رحم معهد وايزمان خرجت تقنيات الزراعة الحديثة، وأسلحة الذكاء الاصطناعي، والمنصات التجسسية، والدواء، وحتى أدوات التحكم في وعي البشر عبر المعلومات. بعض باحثي المعهد حصلوا على جوائز نوبل. نحن بالكاد نحصل على جائزة 'أفضل خطبة في مؤتمر التنمية المستدامة'. رسالة من العقل إلى صناع القرار العدو الحقيقي ليس الصاروخ، بل التأخر العلمي. العدو ليس وايزمان، بل التواطؤ الطويل مع الجهل. لا يمكن لدولة أو أمة أن تنهض بلا مؤسسة علمية قوية، حرة، مستقلة، محترمة ومدعومة. لا يمكننا أن ننافس في الحرب إن لم ننتصر أولًا في المختبر. نعم، ما فعلته إيران باستهداف معهد وايزمان هو رسالة سياسية وأمنية، لكنها أيضًا صفعة حضارية لنا جميعًا: أنتم، أيها العرب، لم تفشلوا فقط في الرد على وايزمان… بل فشلتم في تقليده! الختام… بلطخة من الأسيتون في معجم وايزمان، الأسيتون مادة تُصنع منها دولة. في معجمنا، الأسيتون مادة تُلمّع بها الأظافر. وبين الاثنين… فرق حضاري عمره قرن، ندفع ثمنه كل يوم، بالدم، والخسارة، والتبعية. فيا سادة القرار: إن أردتم تحرير الأرض، فابدؤوا بتحرير المختبر. وإن أردتم مجدًا، فدعوا المايكروفون قليلاً… وامسكوا بالميكروسكوب. فالوطن لا يُصنع على الشاشة… بل يُولد في أنبوب اختبار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store