دعم المجلات الوطنية: رسالة أكاديمية تتجاوز النشر
في عالم يتسارع فيه النشر العلمي وتتنافس فيه الجامعات والباحثون لحجز أماكن مرموقة في التصنيفات العالمية، تُنسى في كثير من الأحيان الحقيقة الأهم : أن بناء نهضة علمية حقيقية لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل. فالمعرفة التي لا تتجذر في تربتنا، ولا تُسهم في تطوير بيئتنا الأكاديمية والمجتمعية، تبقى منقوصة الأثر، مهما بلغت تصنيفاتها وارتفع عدد استشهاداتها.هذا الشهر، كان لي شرف إنجاز أربعة أبحاث علمية محكمة، تناولت قضايا على قدر عالٍ من الأهمية محليًا وإقليميًا، نُشرت في مجلات دولية مرموقة، إلى جانب مجلة وطنية محكّمة.أحد هذه الأبحاث صدر عن معهد سياسة الهجرة في واشنطن (Migration Policy Institute) بعنوان:"The Fragile Yet Unmistakable Long-Term Integration of Syrian Refugees in Jordan""الاندماج الهش ولكن الواضح للاجئين السوريين في الأردن على المدى الطويل"يتناول البحث ديناميات اندماج اللاجئين السوريين في الأردن من منظور سياسي واجتماعي واقتصادي، ويقدم تحليلاً ميدانيًا يعكس التعقيدات المرتبطة بهذا الملف بعد أكثر من عقد على اندلاع الأزمة السورية.أما البحث الثاني فنُشر في مجلة Insight on Africa المصنفة ضمن الفئة Q1، وهو بعنوان:"Turkey's Strategic Expansion in Africa: Multifaceted Engagement in Ethiopia, Libya, and Somalia""التوسع الاستراتيجي التركي في إفريقيا: انخراط متعدد الأبعاد في إثيوبيا، ليبيا، والصومال"وقد تناولت فيه الاستراتيجية التركية المتنامية في القارة الإفريقية، وتحديدًا في مناطق النزاع، باعتبارها جزءًا من مشروع نفوذ جيوسياسي معقد يعيد رسم خرائط التوازن الإقليمي في ظل تراجع أدوار بعض القوى التقليدية.وفي السياق نفسه، قبل لي هذا الشهر بحثان آخران في مجلة "دراسات" الأردنية، أحدهما بالتعاون مع الأستاذ الدكتور وليد أبو دلبوح والدكتورة ولاء الحسبان، من الجامعة الأردنية، بعنوان:"Strategic Transformations in the Middle East: From Alliance Disintegration to the Redrawing of Power Equations"والثاني بالشراكة مع الدكتور محمد زيد عبيدات من جامعة جدارا، تحت عنوان:"Authoritarianism in the Digital Age: The Cybercrime Law and the Erosion of Public Freedoms in Jordan"وتعكس هاتان الدراستان قضايا جوهرية تتعلق بإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية من جهة، وبمستقبل الحريات العامة في العصر الرقمي من جهة أخرى، وهما قُبلتا للنشر في مجلة وطنية مصنفة ضمن قاعدة بيانات Scopus – Q3.وهنا لا يسعني إلا أن أُشيد بمجلة "دراسات" الصادرة عن الجامعة الأردنية، التي أثبتت خلال السنوات الأخيرة قدرتها على التحول من مجلة محلية إلى منصة علمية رصينة على المستويين العربي والدولي. فقد استطاعت "دراسات" بفضل الجهود الدؤوبة لهيئة تحريرها، وهيئة تحكيمها، وإدارة البحث العلمي، أن تفرض مكانتها ضمن المجلات المصنفة عالميًا، من حيث جودة الأبحاث، ودقة التحكيم، وانتظام الصدور. وهذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا الرؤية الحكيمة لإدارة الجامعة الأردنية، والعاملين فيها من أكاديميين وإداريين، الذين ما زالوا يحملون شعلة التميز العلمي بكل صدق وتفانٍ. فكل التحية لهم، على ما قدموه ويواصلون تقديمه في سبيل خدمة المعرفة وتكريس مكانة الأردن في خارطة البحث العلمي العربي.لقد نشرت خلال مسيرتي أكثر من سبعين بحثًا في مجلات دولية مرموقة، ومع ذلك، ما زلت أؤمن أن النشر في المجلات الوطنية الأردنية والعربية هو خيار لا يقل أهمية عن النشر الدولي. إنه ليس بديلاً، بل مكمّل. فحين نختار عن وعي أن نرفد مجلاتنا المحلية بأبحاث رصينة، فإننا لا نُقلل من طموحنا العلمي، بل نُعلي من قيمة المعرفة التي تُنتَج في سياقها المجتمعي والأكاديمي المحلي.إن دعم المجلات الوطنية ليس مجاملة مؤسسية، بل هو مسؤولية معرفية ورسالة تتجاوز فعل النشر ذاته. فالمجلة الوطنية حين تستقطب أبحاثًا نوعية، وتلتزم بالتحكيم العلمي الرصين، تتحول من وعاء للنشر إلى حاضنة للفكر، ومصدر إلهام للباحثين الشباب، ومرجع موثوق للدارسين.لكن لكي تؤدي هذه المجلات دورها الحقيقي، فهي بحاجة إلى دعم حقيقي: دعم الباحثين الذين يضعون ثقتهم بها، ودعم الجامعات التي تشجع النشر المحلي لا تهمّشه، ودعم سياسات تقييم الأداء الأكاديمي التي لا تحصر الاعتراف العلمي بقوائم التصنيف وحدها.لقد اخترت في مرات عديدة النشر في المجلات الوطنية رغم توفر فرص النشر في مجلات عالمية من الفئة الأولى، ليس لأنني أتنازل عن التميز، بل لأنني أؤمن أن النهضة العلمية التي لا تُبنى من الداخل، لا يمكن أن تترسخ خارجيًا. ومن هنا، فإن المجلة الوطنية لا يجب أن تكون الملاذ الأخير، بل الخيار الأول لمن يريد أن يُحدث أثرًا محليًا حقيقيًا.ختامًا، الباحث لا يُقاس فقط بعدد استشهاداته في قواعد البيانات، بل بأثر علمه في وطنه، وبالأسئلة التي يطرحها من قلب مجتمعه.ودعم المجلات الوطنية هو الطريق الذي نصنع فيه فرقًا حقيقيًا، نابعًا من إيماننا بأن المعرفة تبدأ من هنا… ومن هنا تنتشر.وللحديث بقية...
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 6 ساعات
- السوسنة
دعم المجلات الوطنية: رسالة أكاديمية تتجاوز النشر
في عالم يتسارع فيه النشر العلمي وتتنافس فيه الجامعات والباحثون لحجز أماكن مرموقة في التصنيفات العالمية، تُنسى في كثير من الأحيان الحقيقة الأهم : أن بناء نهضة علمية حقيقية لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل. فالمعرفة التي لا تتجذر في تربتنا، ولا تُسهم في تطوير بيئتنا الأكاديمية والمجتمعية، تبقى منقوصة الأثر، مهما بلغت تصنيفاتها وارتفع عدد استشهاداتها.هذا الشهر، كان لي شرف إنجاز أربعة أبحاث علمية محكمة، تناولت قضايا على قدر عالٍ من الأهمية محليًا وإقليميًا، نُشرت في مجلات دولية مرموقة، إلى جانب مجلة وطنية محكّمة.أحد هذه الأبحاث صدر عن معهد سياسة الهجرة في واشنطن (Migration Policy Institute) بعنوان:"The Fragile Yet Unmistakable Long-Term Integration of Syrian Refugees in Jordan""الاندماج الهش ولكن الواضح للاجئين السوريين في الأردن على المدى الطويل"يتناول البحث ديناميات اندماج اللاجئين السوريين في الأردن من منظور سياسي واجتماعي واقتصادي، ويقدم تحليلاً ميدانيًا يعكس التعقيدات المرتبطة بهذا الملف بعد أكثر من عقد على اندلاع الأزمة السورية.أما البحث الثاني فنُشر في مجلة Insight on Africa المصنفة ضمن الفئة Q1، وهو بعنوان:"Turkey's Strategic Expansion in Africa: Multifaceted Engagement in Ethiopia, Libya, and Somalia""التوسع الاستراتيجي التركي في إفريقيا: انخراط متعدد الأبعاد في إثيوبيا، ليبيا، والصومال"وقد تناولت فيه الاستراتيجية التركية المتنامية في القارة الإفريقية، وتحديدًا في مناطق النزاع، باعتبارها جزءًا من مشروع نفوذ جيوسياسي معقد يعيد رسم خرائط التوازن الإقليمي في ظل تراجع أدوار بعض القوى التقليدية.وفي السياق نفسه، قبل لي هذا الشهر بحثان آخران في مجلة "دراسات" الأردنية، أحدهما بالتعاون مع الأستاذ الدكتور وليد أبو دلبوح والدكتورة ولاء الحسبان، من الجامعة الأردنية، بعنوان:"Strategic Transformations in the Middle East: From Alliance Disintegration to the Redrawing of Power Equations"والثاني بالشراكة مع الدكتور محمد زيد عبيدات من جامعة جدارا، تحت عنوان:"Authoritarianism in the Digital Age: The Cybercrime Law and the Erosion of Public Freedoms in Jordan"وتعكس هاتان الدراستان قضايا جوهرية تتعلق بإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية من جهة، وبمستقبل الحريات العامة في العصر الرقمي من جهة أخرى، وهما قُبلتا للنشر في مجلة وطنية مصنفة ضمن قاعدة بيانات Scopus – Q3.وهنا لا يسعني إلا أن أُشيد بمجلة "دراسات" الصادرة عن الجامعة الأردنية، التي أثبتت خلال السنوات الأخيرة قدرتها على التحول من مجلة محلية إلى منصة علمية رصينة على المستويين العربي والدولي. فقد استطاعت "دراسات" بفضل الجهود الدؤوبة لهيئة تحريرها، وهيئة تحكيمها، وإدارة البحث العلمي، أن تفرض مكانتها ضمن المجلات المصنفة عالميًا، من حيث جودة الأبحاث، ودقة التحكيم، وانتظام الصدور. وهذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا الرؤية الحكيمة لإدارة الجامعة الأردنية، والعاملين فيها من أكاديميين وإداريين، الذين ما زالوا يحملون شعلة التميز العلمي بكل صدق وتفانٍ. فكل التحية لهم، على ما قدموه ويواصلون تقديمه في سبيل خدمة المعرفة وتكريس مكانة الأردن في خارطة البحث العلمي العربي.لقد نشرت خلال مسيرتي أكثر من سبعين بحثًا في مجلات دولية مرموقة، ومع ذلك، ما زلت أؤمن أن النشر في المجلات الوطنية الأردنية والعربية هو خيار لا يقل أهمية عن النشر الدولي. إنه ليس بديلاً، بل مكمّل. فحين نختار عن وعي أن نرفد مجلاتنا المحلية بأبحاث رصينة، فإننا لا نُقلل من طموحنا العلمي، بل نُعلي من قيمة المعرفة التي تُنتَج في سياقها المجتمعي والأكاديمي المحلي.إن دعم المجلات الوطنية ليس مجاملة مؤسسية، بل هو مسؤولية معرفية ورسالة تتجاوز فعل النشر ذاته. فالمجلة الوطنية حين تستقطب أبحاثًا نوعية، وتلتزم بالتحكيم العلمي الرصين، تتحول من وعاء للنشر إلى حاضنة للفكر، ومصدر إلهام للباحثين الشباب، ومرجع موثوق للدارسين.لكن لكي تؤدي هذه المجلات دورها الحقيقي، فهي بحاجة إلى دعم حقيقي: دعم الباحثين الذين يضعون ثقتهم بها، ودعم الجامعات التي تشجع النشر المحلي لا تهمّشه، ودعم سياسات تقييم الأداء الأكاديمي التي لا تحصر الاعتراف العلمي بقوائم التصنيف وحدها.لقد اخترت في مرات عديدة النشر في المجلات الوطنية رغم توفر فرص النشر في مجلات عالمية من الفئة الأولى، ليس لأنني أتنازل عن التميز، بل لأنني أؤمن أن النهضة العلمية التي لا تُبنى من الداخل، لا يمكن أن تترسخ خارجيًا. ومن هنا، فإن المجلة الوطنية لا يجب أن تكون الملاذ الأخير، بل الخيار الأول لمن يريد أن يُحدث أثرًا محليًا حقيقيًا.ختامًا، الباحث لا يُقاس فقط بعدد استشهاداته في قواعد البيانات، بل بأثر علمه في وطنه، وبالأسئلة التي يطرحها من قلب مجتمعه.ودعم المجلات الوطنية هو الطريق الذي نصنع فيه فرقًا حقيقيًا، نابعًا من إيماننا بأن المعرفة تبدأ من هنا… ومن هنا تنتشر.وللحديث بقية...


سواليف احمد الزعبي
١١-٠٦-٢٠٢٥
- سواليف احمد الزعبي
إصدار علمي جديد للأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة
#واليف #إصدار_علمي جديد للأستاذ #الدكتور_محمد_تركي_بني_سلامة #دراسة نوعية حول #التوسع_الاستراتيجي_التركي في أفريقيا تُنشر في مجلة دولية رفيعة المستوى نشرت المجلة العلمية الدولية المحكمة Insight on Africa، والتابعة لدار النشر العالمية SAGE Publications، دراسة جديدة رصينة للأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك – الأردن، تحت عنوان: 'التوسع الاستراتيجي لتركيا في أفريقيا: انخراط متعدد الأبعاد في إثيوبيا، ليبيا والصومال' (Turkey's Strategic Expansion in Africa: Multifaceted Engagement in Ethiopia, Libya and Somalia) وتحظى هذه المجلة بتصنيف Q1 ضمن قاعدة البيانات العالمية Scopus، ما يضفي على هذه الدراسة قيمة علمية استثنائية، ويؤكد عمقها الأكاديمي ومنهجيتها الصارمة، فضلاً عن مدى تأثيرها وانتشارها في الأوساط البحثية الدولية. محتوى الدراسة: تناولت الدراسة بالدراسة والتحليل سياسة تركيا الخارجية تجاه القارة الإفريقية خلال عقد كامل (2011–2021)، حيث وثّق الدكتور بني سلامة التحول اللافت لأنقرة من مجرد فاعل هامشي إلى لاعب إقليمي محوري، من خلال استراتيجية تعتمد على مزيج مدروس من أدوات القوة الناعمة كالمساعدات الإنسانية، التعليم، والدبلوماسية الثقافية، إلى جانب أدوات القوة الصلبة مثل التدريب العسكري، مبيعات السلاح، وإنشاء القواعد العسكرية. وسلّطت الدراسة الضوء على ثلاث حالات محورية تمثّل نماذج مختلفة لهذا الانخراط التركي: في الصومال: تُقدّم تركيا نفسها كفاعل في بناء الدولة، من خلال مشاريع البنية التحتية، والدعم التعليمي والعسكري. في ليبيا: لجأت أنقرة إلى التدخل العسكري لحماية مصالحها الجيوسياسية، خاصةً في مجالات الطاقة والممرات البحرية. في إثيوبيا: اعتمدت تركيا نهجًا هجينًا، يزاوج بين الاستثمار الاقتصادي والتعاون الدفاعي، ما عزز نفوذها في القرن الإفريقي. وتعتمد الدراسة على إطار نظري متين يدمج بين الواقعية الكلاسيكية الجديدة، ونظرية القوة الصلبة/الناعمة، ودبلوماسية القوى المتوسطة، بما يعكس رؤية تحليلية عميقة ومركبة للأدوات التركية ومقاصدها الجيوسياسية في القارة السمراء. يُعد الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة أحد القامات الأكاديمية البارزة في العالم العربي في مجالي العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وهو نموذج للعالم الذي يجمع بين الصرامة الأكاديمية والانتماء الوطني العميق. يشغل حالياً منصب أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية، وقد ترك بصمات واضحة في تحليل القضايا الإقليمية والدولية، وخصوصاً في سياق التحولات الجيوسياسية والسياسات المقارنة. تتجلى مكانته العلمية من خلال إنجازه البحثي الغزير، حيث نشر أكثر من 70 بحثًا علميًا محكّمًا في مجلات علمية دولية مرموقة مصنفة ضمن قواعد بيانات Scopus وWeb of Science، إلى جانب تأليف 4 كتب علمية متخصصة. وهو يُعرف بدقّته المنهجية، وقراءاته العميقة للواقع السياسي، واهتمامه بقضايا التحول الديمقراطي، وتفاعلات السياسات الخارجية في الشرق الأوسط، وديناميكيات النظام العالمي المتغير. ولا يقتصر إسهامه على الجانب الأكاديمي فحسب، بل يُعد الدكتور بني سلامة صوتًا فكريًا وطنيًا ملتزمًا، لطالما عبّر عن مواقف تعكس إيمانه بدور النخبة العلمية في خدمة الوطن، والنهوض بالخطاب السياسي والتحليلي في العالم العربي. إن هذه الدراسة الأخيرة ليست إلا امتدادًا لسلسلة من الأعمال العلمية المتميزة التي قدمها الدكتور محمد تركي بني سلامة، والتي تفتح آفاقًا جديدة لفهم أدوار القوى الإقليمية في البيئات غير الغربية، وتُثري حقل العلاقات الدولية بمعالجات عميقة لظواهر جيوسياسية معاصرة. 📎 للاطلاع على الدراسة الكاملة من موقع المجلة: اضغط هنا لقراءة البحث

الدستور
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
وزير التربية يفتتح مؤتمر "الذكاء الاصطناعي في الأعمال" بجامعة الزيتونة
عمان - الدستور افتتحت كلية الأعمال في جامعة الزيتونة الأردنية أعمال مؤتمرها العلمي الدولي التاسع عشر، تحت عنوان: "الذكاء الاصطناعي في الأعمال"، برعاية كريمة من وزير التعليم العالي و البحث العلمي الأستاذ الدكتور عزمي محافظة و بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين من 23 دولة، من بينها الولايات المتحدة الامريكية ، المملكة المتحدة إسبانيا، إيطاليا، ماليزيا ، فيتنام ، اندونيسيا ، الباكستان ، السويد ، هولندا ، رومانيا ، مولدوفا ، بلغاريا ، فلسطين الامارات العربية المتحدة ، العراق، والسعودية، مصر ، الجزائر ، الكويت بالإضافة إلى الأردن. وحضر الافتتاح رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد المجالي، وأعضاء مجلس أمناء الجامعة و أعضاء هيئة المديرين فيها وعطوفه مدير شرطة جنوب عمان العميد الدكتور هيثم المشاقبة وعدد من الخبراء والمستشارين وممثلين من القطاع العام والخاص وعمداء كليات الاعمال في الجامعات الأردنية ونائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور طارق القرم، إلى جانب عمداء الكليات، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وعدد من المشاركين والمتحدثين الرئيسيين في المؤتمر. ويأتي تنظيم المؤتمر في إطار حرص كلية الأعمال على دعم البحث العلمي وتعزيز ريادة الجامعة، من خلال مواءمة مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل، في ظل تسارع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الاقتصادية والإدارية. ويستمر المؤتمر، لغاية يوم الأربعاء الموافق 23 نيسان 2025. وفي كلمته خلال الافتتاح، أعرب عميد كلية الأعمال، الأستاذ الدكتور عبد الرزاق شحادة، عن شكره لراعي المؤتمر، مثمنًا دعم وزارة التعليم العالي للبحث العلمي وتطوير التعليم. وأكد على أهمية المؤتمر في مناقشة أحدث الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الأعمال، مشيرًا إلى أن البرنامج يتضمن أكثر من 80 بحثًا علميًا، نُشر عدد منها بالتعاون مع الناشر العالمي Springer ضمن مجلدات علمية مفهرسة في قاعدة Scopus، مع استكمال نشر بقية الأبحاث لاحقًا. كما سلط الضوء على المكانة الأكاديمية المتميزة للكلية، التي تضم أكثر من 3250 طالبًا وطالبة في ستة برامج بكالوريوس وخمسة برامج ماجستير، وتخرج منها أكثر من 15 ألف طالب وطالبة منذ تأسيسها. من جهته، رحب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد المجالي بالضيوف الكرام، و أعرب عن تقديره لوزير التربية الدكتور عزمي محافظة لرعايته الكريمة، مؤكداً أنه نموذج من نماذج الإخلاص و التفاني في العطاء والعمل. ولفت إلى أن المؤتمر يطرح عنوانًا استشرافيًا غير تقليدي، يناقش قضايا محورية تهم الأكاديميين والمهنيين في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا سعي الجامعة إلى التميز والابتكار من خلال تنظيم خمسة مؤتمرات علمية سنويًا، ما يعكس حجم الإنجاز المؤسسي وروح العمل الجماعي. وأضاف المجالي أن جامعة الزيتونة تُعد الجامعة الخاصة الوحيدة في الأردن التي تضم أكثر من ستة عشر ألف طالب وطالبة موزعين على تسع كليات، وتقدم 34 برنامج بكالوريوس و14 برنامج ماجستير، وتستقطب طلبة وافدين من أكثر من 20 دولة، إضافة إلى كوادر أكاديمية متميزة محليًا ودوليًا. وتحدث عن الإنجازات التي حققتها الجامعة في التصنيفات العالمية وضمان الجودة، فضلًا عن التطور في البنية التحتية، والأنشطة اللامنهجية، وخدمة المجتمع. بدوره، أكد رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور سعد غالب ياسين أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة ابتكارية تؤثر في مختلف مجالات الحياة، من الصناعة إلى الخدمات وإنتاج المحتوى، متوقعًا أن تصل قيمته الاقتصادية إلى نحو 15 تريليون دولار من الناتج الإجمالي العالمي. وطرح تساؤلات عميقة حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيبقى مجرد أداة، أم أنه يشكّل بنية ثقافية واقتصادية جديدة. وأوضح ياسين أن المؤتمر استقبل 260 بحثًا علميًا، تم قبول 92 منها، ونُشر الجزء الأول منها ضمن كتاب صادر عن Springer مصنف ضمن Scopus، على أن يُستكمل نشر الجزأين الثاني والثالث قريبًا. كما أشار إلى تخصيص عدد خاص من مجلة Human Behavior and Energy Technologies التابعة للناشر العالمي Wiley لنشر أبحاث مختارة، وهي مصنفة ضمن قواعد بيانات ISI وScopus (Q1). وفي كلمة المشاركين، عبّر الدكتور فريد كورتل، رئيس جامعة البليدة الجزائرية، عن تقديره لجهود جامعة الزيتونة والقائمين على المؤتمر، مؤكدًا أهمية التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال. وفي ختام فعاليات اليوم الأول، تم تكريم المشاركين والمتحدثين الرئيسيين، تقديرًا لمساهماتهم القيمة وجهودهم العلمية. وفي إطار زيارته للجامعة، اطلع الوزير عزمي محافظة على عدد من المرافق المتخصصة بالتكنولوجيا والابتكار، من بينها مركز التصنيع والتصميم المتقدم، الذي يُعد منصة متكاملة لدعم مشاريع الطلبة في مجالات الروبوتات، الطباعة ثلاثية الأبعاد، وأبحاث الذكاء الاصطناعي. كما تفقد مشغل الأزياء في كلية العمارة والتصميم، الذي يُسهم في دمج التكنولوجيا بالتصميم الإبداعي، من خلال استخدام البرمجيات الحديثة وتوظيف تقنيات الواقع المعزز والافتراضي في تطوير النماذج والمنتجات. وأكد الوزير خلال جولته على أهمية الاستثمار في البنية التحتية التقنية في الجامعات، ودورها في إعداد جيل قادر على الابتكار والمنافسة في سوق العمل المحلي والدولي، مشددًا على ضرورة دمج التعليم بالتطبيق العملي من خلال مثل هذه المراكز المتقدمة.