logo
«قبة حديدية» بالليزر... لتدمير البعوض

«قبة حديدية» بالليزر... لتدمير البعوض

الشرق الأوسطمنذ 6 أيام
في كل صيف، لا يُشير أزيز البعوض المتواصل إلى الانزعاج والإزعاج فحسب، بل إلى التهديد الوشيك لأمراض خطيرة مثل مرض زيكا، وحمى الضنك. وتشهد الأساليب التقليدية للسيطرة على أسراب البعوض -البخاخات الكيميائية والفخاخ وطاردات الحشرات- تراجعاً متزايداً، لا سيما مع تسبب التغيرات المناخية في اتساع وتواتر تفشيها. ومع ذلك، قد يُغير ابتكار تكنولوجي جديد موازين القوى لصالح البشرية قريباً، واعداً بإبادة البعوض بشكل مُستهدف، لا هوادة فيه، وفعال.
في طليعة هذه الثورة، جهاز يُشبه «قبة حديدية» للبعوض، طوره المهندس الصيني جيم وونغ. ويُعيد هذا الاختراع، المسمى «مصفوفة الفوتون» جيسوس دياز، تصور مكافحة الآفات باعتبار أنه مشروع تكنولوجي متطور، حيث يستبدل أشعة الليزر وتقنيات الرؤية الحاسوبية المتقدمة بالبخاخات والفخاخ اللاصقة. ويقدم هذا الجهاز وسيلة آلية عالية الدقة لاستهداف البعوض والقضاء عليه، واحدة تلو الأخرى، موفراً مستوى من الكفاءة والموثوقية لا تضاهيه الطرق القديمة.
يتميز جهاز فوتون ماتريكس بتطوره المذهل. بالاعتماد على التقنيات الأكثر شيوعاً في السيارات ذاتية القيادة وأنظمة الدفاع العسكرية، يستخدم الجهاز مزيجاً من تقنية الليدار (كشف الضوء وتحديد المدى) والرؤية الحاسوبية القوية لمسح بيئته ورسم خرائط لها في الوقت الفعلي.
وتجوب آلاف نبضات الليزر الهواء، وترتد عن الأجسام وتعيد فيضاً من البيانات التي يجمعها النظام في خريطة مفصلة ثلاثية الأبعاد. بمجرد دخول بعوضة -أو أي حشرة طائرة صغيرة- إلى هذا المجال المرسوم على الخريطة، يكتشفها النظام على الفور. وفي غضون 3 ملّي/ ثانية فقط يحدد النظام موقع الحشرة واتجاهها وحجمها الدقيق، بفضل قدراته الحاسوبية السريعة والدقيقة.
بمجرد تحديد البعوضة، يبدأ نظام الاستهداف في فوتون ماتريكس بالعمل. يتم نشر ليزر متخصص ثانٍ، يطلق نبضة سريعة ومركزة مصممة لتحييد الحشرة. تحدث هذه العملية بسرعة وسلاسة لدرجة أنه، كما هو موضح في مقاطع الفيديو المتداولة على «تيك توك» و«إنستغرام»، تبدو سحب البعوض وكأنها تختفي في ومضات من الضوء، ما أثار دهشة المشاهدين.
نظام آمن لسلامة الإنسان
إن أحد الجوانب المهمة لمصفوفة الفوتون هو انتقائيتها وسلامتها. في حين أن الليزر قاتل للبعوض والحشرات الصغيرة المستهدفة الأخرى، إلا أنه غير ضار بالبشر والحيوانات الأليفة والحيوانات الكبيرة. ويتحقق ذلك من خلال نظام أمان من مستويين.
* أولاً: تضمن الرؤية الحاسوبية للجهاز والليدار استهداف الأشياء ضمن نطاق حجم وسرعة معينين فقط. وقد تمت معايرة النموذج الأولي للتعامل مع الحشرات بسرعة لا تزيد عن متر واحد في الثانية وامتداد يتراوح بين 2 و 20 مليمتراً -وهي معلمات تشمل البعوض وذباب الرمل وذباب الفاكهة. تهرب الحشرات الأسرع، مثل ذباب المنزل حالياً من متناول الجهاز.
* ثانياً: تراقب طبقة من رادار الموجات المليمترية المنطقة باستمرار، مع تعطيل الليزر فوراً في حال دخول شخص أو قطة أو كلب أو أي كائن ضخم إلى منطقة الكشف. وهذا يمنع أي ضرر عرضي، ويضمن تشغيل الجهاز بأمان في المنازل والأماكن العامة.
لا يقتصر الابتكار الكامن وراء جهاز فوتون ماتريكس على أجهزته فحسب، بل يشمل أيضاً التكامل السلس بين الهندسة والذكاء الاصطناعي. يُظهر الجهاز كيف يُمكن للتطورات في مجال الروبوتات والاستشعار والحوسبة الآنية معالجة مشكلات قديمة بطرق مبتكرة. بالنسبة للمجتمعات التي تُشكل فيها الأمراض التي ينقلها البعوض تهديداً مستمراً -لا سيما أن المناخات الدافئة تسمح بانتشار هذه الأمراض- يُقدم فوتون ماتريكس أملاً بمستقبل أقل لدغات، وأمراضاً.
على الرغم من العروض التوضيحية الرائعة، والانتشار الواسع على الإنترنت، لا يزال الاختراع في مرحلة النموذج الأولي. ولا تزال فعاليته في العالم الحقيقي عبر بيئات متنوعة، بالإضافة إلى عوامل مثل التكلفة والصيانة وقابلية التوسع بحاجة إلى تقييم كامل. مع ذلك، تُمثل مصفوفة الفوتون قفزة نوعية في مجال مكافحة الآفات، وقد تُمثل بداية حقبة جديدة لا يُضاهي فيها البعوض التكنولوجيا الدقيقة.
باختصار، قد تُحدث «القبة الحديدية» الليزرية للبعوض، التي صممها جيم وونغ، نقلة نوعية في مكافحة الأمراض المنقولة. فمن خلال الاستفادة من تقنية الليدار، والرؤية الحاسوبية، ونظام أمان قوي، تَعِد مصفوفة الفوتون بالقضاء على الحشرات الحاملة للأمراض بدقة وعناية غير مسبوقتين، مما يُبشر بمستقبل أكثر أماناً وراحة للجميع.
* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العنصر الفلسفي في فكر فيبر
العنصر الفلسفي في فكر فيبر

الشرق الأوسط

timeمنذ 28 دقائق

  • الشرق الأوسط

العنصر الفلسفي في فكر فيبر

رغم أن ماكس فيبر لم يقدّم نفسه بوصفه فيلسوفاً، فإن إرثه يتضمّن مساهمات فلسفية عميقة في فهم العقلانية الحديثة، وأخلاقيات الفعل، وإشكالية المعنى في عالم متفكك. فقد سبق كثيراً من فلاسفة الوجود في تحليل مأزق الإنسان الحديث، وطرح مفهوم «نزع السحر عن العالم» بوصفه تشخيصاً أنطولوجياً لانهيار المرجعيات العليا. وأسهم فيبر في نقد الحتمية التاريخية، وبيّن أن التاريخ لا تحكمه غايات عقلية بل صراعات قيم لا نهائية، مؤسساً بذلك لرؤية تعددية للحداثة. ومن خلال تأملاته في العلاقة بين الدين والعالم، كشف عن التوتر بين الخلاص الفردي وبناء المؤسسات، رابطاً بين التديّن والعمل كشرط أنطولوجي جديد. كذلك، مهّد لفلسفات القلق الأخلاقي، حيث لا يمكن للفعل أن يكون بريئاً أو يقينياً في عالم تراجيدي. من يمعن النظر في كتاباته لا بد أن يكتشف خلف هذا الوجه العلمي نظاماً فلسفياً متيناً يتعامل مع أسئلة المعنى والحرية والمصير بوصفها جوهر الوجود الإنساني. ففكر فيبر لا يقتصر على تشريح البنى الاقتصادية والسياسية، وما جرى اعتباره في حقل علم الاجتماع، بل يتوغّل في الطبقات العميقة للحداثة كتحوّل أنطولوجي عاشه الإنسان الغربي، كاشفاً عن الثمن الباهض للعقلنة، وحدود التقدم، ومأساة الفاعل في عالم خالٍ من القداسة. ولعلّ أبرز ما يميز رؤية فيبر وعيُه الحاد بأن العقلانية الحديثة، التي نظّر لها كعملية تنظيم متزايد لحياة البشر وفق معايير الكفاءة والحساب، لا تؤدي بالضرورة إلى حريّة الإنسان، بل قد تكون طريقه إلى نوع جديد من العبودية؛ عبودية لآليات بيروقراطية صمّاء تفرغ الوجود من كل مضمون روحي أو ذاتي. فالمجتمع الحديث، في سعيه لإخضاع العالم إلى أدوات الضبط والسيطرة، أنشأ ما سمّاه فيبر: القفص الحديدي، حيث يفقد الإنسان علاقته المباشرة بالعالم، ويغدو ترساً داخل آلة لا تكلّف نفسها عناء سؤاله عمّا يشعر به أو يؤمن به. إن هذا التحوّل لا يُختزل في بعده التقني أو الإداري، بل هو تحوّل في ماهية الوجود نفسه؛ إذ لم يعد العالم مكاناً مأهولاً بالأرواح والمعاني، كعالم لايبنتز الكامل بزعمه، بل أصبح شيئاً خارجياً، محايداً، تقنياً، لا يتفاعل مع الإنسان بل يُخضِعه. من هنا جاء مفهوم «نزع السحر عن العالم»، الذي لا يعني مجرد تراجع الخرافة أو سيادة العلم، بل انهيار النظرة القديمة التي كانت ترى في الكون كياناً مشبعاً بالرموز والمقاصد والمعاني، واستبدال نظرة حسابية بها ترى في الأشياء أدوات، وفي الإنسان وحدة إنتاج أو إدارة. وبهذا، يجد الإنسان الحديث نفسه في عزلة وجودية، محروماً من المعنى، مطالباً باختراع ما يبرر حياته في ظل انهيار المرجعيات العليا، سواء كانت دينية أو ميتافيزيقية. فيبر لا يعرض هذه النتيجة بفرح تقدّمي، بل بشعور تراجيدي، إذ يعتبر أن الإنسان لم يعد قادراً على الإيمان بوحدة قيمية متعالية، وأن الأخلاق نفسها قد انقسمت إلى اتجاهات متضادة، أبرزها أخلاق القناعة وأخلاق المسؤولية. الأولى تلتزم بالمبدأ المجرد دون نظر في نتائجه، أما الثانية فتعترف بتعقيد الواقع، وتتحمل مسؤولية النتائج حتى لو خالفت المبدأ الأصلي. هذا الانقسام لا يعكس مجرد جدل أخلاقي، بل يكشف عن مأزق وجودي عميق. لم يعد بإمكان الإنسان أن يكون أخلاقياً دون أن يكون مأزوماً بالضرورة، لأن كل خيار أخلاقي أصبح محمّلاً بإمكانات الفشل والتضحية والتناقض. ومن هنا، لا يكون الفعل الأخلاقي عند فيبر سعياً إلى الطمأنينة، بل قبولاً باللايقين، وتحملاً للمخاطرة، واعترافاً بغياب الكمال. هذه الرؤية تمتد إلى السياسة حيث يُقدّم فيبر شخصية الفاعل السياسي نموذجاً للوعي التراجيدي، الذي يعرف أنه لا يستطيع أن يحقّق الخير المطلق، لكنه يواصل فعله بوصفه مسؤولية لا يمكن التخلّي عنها. كما يكشف فيبر في كتاباته عن توتر بنيوي داخل الحداثة، يتجلّى في الثنائية بين الشخصية الكاريزمية الملهِمة التي تُحدث قطعاً مع المألوف وتؤسس قيماً جديدة، وبين الشخصية التنظيمية المحايدة التي تحافظ على النظام. فالشخصية الكاريزمية الملهِمة عند فيبر هي الفاعل الخارج عن القاعدة، التي تتلقى رؤيتها من قوة عليا، وتتكلم من موقع الإلهام لا من موقع التخصّص، وهي في ذلك تشكّل بداية جديدة، لكن هذا لا يستمر بعد موتها. ما إن تغيب، حتى تبدأ حركتها بالتقنين، وتتحوّل الكاريزما إلى نظام، أي إلى بيروقراطية. هذا التحوّل الحتمي من الرؤية إلى الإدارة هو ما يجعل التاريخ الحديث دائرة مأساوية من الإلهام إلى الخمود، ومن الثورة إلى التقنين، وتكوّن نظام إداري وتشريعي يضمن الاستمرارية، لكنه لا يستبقي الروح الأولى. وفيبر، إذ يصف هذا التحوّل، لا يراه فساداً طارئاً، بل ضرورة تاريخية تُظهر أن العالم لا يُدار بالكاريزما، بل بالبيروقراطية، وأن الحداثة لا تحتمل الأنبياء، بل تحتاج إلى موظفين. لكن هذا الانضباط، رغم ما يمنحه من استقرار، لا يمنح الإنسان المعنى، ولا يروي ظمأه الوجودي. ولهذا فإن الحداثة، من وجهة نظر فيبر، تفتقر إلى البطل، وتنتج إنساناً فاقداً للروح، يعمل بلا شغف، ويعيش بلا رؤية. غير أن فيبر لا يسقط في اليأس، بل يرى أن ما تبقّى للإنسان هو أن يتحمّل مسؤوليته في خلق المعنى، لا عبر العودة إلى الوهم، ولا عبر التسليم للتشاؤم، بل عبر تأكيد فعله الحر، رغم إدراكه لانعدام الضمان. هو موقف أقرب إلى التراجيديا منه إلى العبث، أقرب إلى كانط منه إلى نيتشه، رغم تأثره العميق بكليهما. فلا المعنى يُعطى، ولا القيم تُفرض، بل كل شيء يُبنى من الداخل، عبر فعل حرّ، قلق، لا يضمن شيئاً إلا صدقه مع ذاته. * كاتب سعودي

فيديو: 13 تريليون دولار وعقول إلكترونية.. ماذا يُخبئ الذكاء الاصطناعي؟
فيديو: 13 تريليون دولار وعقول إلكترونية.. ماذا يُخبئ الذكاء الاصطناعي؟

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

فيديو: 13 تريليون دولار وعقول إلكترونية.. ماذا يُخبئ الذكاء الاصطناعي؟

يشهد عام 2025 طفرة غير مسبوقة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ليبدأ عصر لا يشبه ما قبله. فقد غيّر هذا الذكاء الاصطناعي قواعد الطب، من خلال تشخيصات دقيقة وعلاجات مخصصة، إلى جانب أجهزة قابلة للارتداء وشرائح ذكية تراقب صحة الإنسان لحظة بلحظة. كما بدأت الروبوتات بالتحوّل إلى مساعدين صحيين يشاركون في إدارة الأمراض المزمنة، بينما تعتمد شركات الأدوية على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف عقاقير جديدة بسرعة غير معهودة. ولا تقتصر الثورة على الطب، بل تمتد إلى الأمن والطاقة والصناعة. فأنظمة الذكاء الاصطناعي توفّر حماية سيبرانية استباقية، وتكشف مواد جديدة تُحدث تحولات جذرية في قطاعات الطاقة والصناعة. كما تسهم نماذج التفكير الذكي في حل المشكلات المعقدة، بل وتساعد مرضى الشلل على التواصل من خلال الدمج المباشر مع أدمغتهم. وبحلول 2030، يُتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي ما يصل إلى 13 تريليون دولار للاقتصاد العالمي، في تحول تاريخي تعيد فيه «العقول الإلكترونية» رسم مستقبل العالم. أخبار ذات صلة

كيف تتطور نكهة اللحم المشوي على النار؟ دراسة تتابع التغير لحظة بلحظة
كيف تتطور نكهة اللحم المشوي على النار؟ دراسة تتابع التغير لحظة بلحظة

الرجل

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرجل

كيف تتطور نكهة اللحم المشوي على النار؟ دراسة تتابع التغير لحظة بلحظة

كشفت دراسة علمية حديثة عن تفاصيل دقيقة لتغير نكهة لحم الخروف أثناء الشواء، موضحة كيف تتبدل مركبات الطعم والروائح مع مرور الوقت على النار، وذلك باستخدام تقنيات تحليلية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار الإلكترونية. وأجرت الدراسة، التي نُشرت في المجلة الدولية لعلم الطهي وعلوم الأغذية، بكلية علوم وهندسة الأغذية في جامعة بوهاي الصينية، حيث استخدم الباحثون أدوات تحليل تشمل "الأنف الإلكتروني" و"اللسان الإلكتروني"، إلى جانب تقنيات مثل تحليل الفراغ الغازي، والكروماتوغرافيا الغازية، ومطيافية حركة الأيونات. كيفية تسوية اللحم المشوي؟ وأظهرت نتائج الدراسة أن عملية الشواء تؤدي تدريجيًا إلى انخفاض محتوى الرطوبة في اللحم، مقابل زيادة تركيز البروتينات نتيجة تبخر السوائل، في حين تتناقص نسبة الدهون بفعل التفكك الحراري. كما لوحظ انخفاض ملحوظ في الرقم الهيدروجيني (pH) خلال الدقائق الأولى من الطهي، ما يؤثر على التفاعلات الكيميائية التي تُنتج النكهات. وتمكّنت الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في الدراسة من تمييز كل مرحلة من مراحل الشواء بدقة، حيث جرى التعرف على 83 مركبًا عطريًا طيارًا، بينها 29 مركبًا أساسيًا تشكل الهيكل النكهوي الرئيسي للحم المشوي. وفي بداية الشواء، رُصد مركب إيثيل أكريليت كمؤشر على اللحم النيء، وعند الدقيقة الثالثة، ظهرت مركبات مثل الإيثانول و1-بيوتانول. ومع مرور الوقت، وخصوصًا عند الدقيقة التاسعة، تصاعدت مركبات أكثر تعقيدًا مثل إيثيل بيرازين وأوكتينال. أما الذروة فكانت في الدقيقة الثانية عشرة بظهور مركبات غنية مثل 2-ميثيل بروبانال وتراي ميثيل بيرازين، التي تمنح اللحم نكهته العميقة المميزة. وخلصت الدراسة إلى أن عملية الشواء ليست مجرد طهي تقليدي، بل تحوّل كيميائي معقّد تتغير فيه بنية النكهات لحظة بلحظة. واعتبرت أن كل قضمة من اللحم المشوي تحمل داخلها قصة علمية كاملة، تبدأ من النية وتنتهي بمذاق متكامل يُمكن تتبعه وتحليله بدقة علمية. طرق التسوية الصحية للحوم المشوية وفي سياق متصل، ينصح خبراء التغذية باعتماد طرق تسوية صحية للحوم المشوية، تضمن الحفاظ على النكهة دون الإضرار بالصحة، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة التي قد تنتج مركبات ضارة إذا لم يتم التحكم بها بدقة. ومن أبرز التوصيات: - الطهي على حرارة متوسطة بدلًا من اللهب المباشر، لتقليل احتراق الدهون، ومنع تكوّن مركبات مثل الأمينات الحلقية غير المتجانسة (HCAs)، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) المرتبطة بمخاطر صحية. - تتبيل اللحم قبل الشواء باستخدام أعشاب طبيعية كالروزماري، والثوم، والليمون، ما يُساعد على تقليل أكسدة الدهون، ويمنح نكهة صحية وطبيعية. - إزالة الدهون الظاهرة قبل الطهي، لتقليل قطرات الشحم التي تسقط على الفحم وتُحدث دخانًا كثيفًا محمّلًا بمواد ضارة. - عدم الإفراط في التسوية، إذ تُفضل درجة "متوسطة النضج" (Medium) أو "متوسطة جيدًا" (Medium-Well)، لتجنّب الجفاف وتكسّر البروتينات المفرط. - الاعتماد على شوايات الغاز أو الأفران الحرارية الحديثة التي تُقلل من التلامس المباشر مع النار، وتوفّر توزيعًا متوازنًا للحرارة دون الحاجة للفحم والدخان. وتُشير الأبحاث إلى أن اللحم المشوي يمكن أن يكون خيارًا صحيًا إذا ما تم تحضيره بتقنيات واعية، تُراعي الجودة الغذائية وتحافظ على القيمة البروتينية من دون الإخلال بالسلامة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store