logo
تقرير داخلي للجيش البريطاني: إسرائيل تنتهك اتفاقية جنيف

تقرير داخلي للجيش البريطاني: إسرائيل تنتهك اتفاقية جنيف

العربي الجديدمنذ 2 أيام
أقرّ تقرير إعلامي داخلي
للجيش البريطاني
بأنّ إسرائيل "تقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف" في
غزة
، متحدثاً عن أن قواتها تنتهك اتفاقية جنيف بطرق لم تفعلها ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. وجاءت هذه التعليقات في مقابلة على موقع "ديفينس كونيكت"، وهي الشبكة الاجتماعية الخاصّة بوزارة الدفاع، بين طبيب عسكري رفيع المستوى، ومقدم برامج من قسم الاتصالات في الجيش البريطاني، إذ قارنا بين السلوك الإسرائيلي في غزة والفظائع الروسية في أوكرانيا، الأمر الذي يعكس وجود أفراد من القوات المسلحة البريطانية الذين يتحدثون بصراحة أكبر عن جرائم الحرب الإسرائيلية.
وبحسب تقرير لموقع "ديكلاسيفايد" البريطاني، الذي اطّلع على أجزاء من المقابلة التي نُشرت في موقع "ديفينس كونيكت" الذي لا يُسمح لأي شخص بالانضمام إليه، يصف المذيع، ديريك تيدر، الجيشَين الروسي والإسرائيلي بأنهما أقل مراعاةً لأجزاء من اتفاقية جنيف مما كان عليه الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية.
العقيد الذي أُجريت معه المقابلة، والذي لم يُكشف عن اسمه، ولكنه قائد عسكري وحاصل على دكتوراه في الطب الميداني، لم يختلف مع أسلوب المذيع، وهو أيضاً عسكري، في تصوير الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط. وفي مقدمته، قال المذيع تيدر: "اتُهم كل من الروس والإسرائيليين بقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف وغيرها من مرافق الرعاية الصحية. في غزة، يُزعم أيضاً أن إسرائيل تقتل الآن المنتظرين للحصول على المساعدات الإنسانية".
وتابع: "في الحرب العالمية الثانية، حتّى الألمان احترموا هذا الجزء من اتفاقية جنيف. فإذا ما طُلب من الجيش البريطاني القتال في صراع مماثل، فماذا سيحدث لجنودنا المصابين بجروح خطيرة في ساحة المعركة؟"، وكان التعليق التوضيحي للفيديو أكثر وضوحاً، إذ جاء فيه: "دول مثل روسيا وإسرائيل تقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف".
وقال المذيع لاحقاً في المقابلة بحسب "ديكلاسيفايد"، "أنا متأكد تماماً، إن كانت تجربتي تُفيدني، أن الألمان لم يقصفوا المستشفيات قط". وأجاب العقيد الجالس في استوديو يحمل شعار الجيش البريطاني: "في الحرب العالمية الثانية، شهدنا التزاماً دقيقاً من جميع الأطراف باتفاقية جنيف. هذا ليس هو الحال في الصراع الحالي في أوكرانيا".
رصد
التحديثات الحية
مسؤولون في حزب العمال: ستارمر يعرقل اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين
وقاطعه تيدر بالقول: "ونعتقد أن الأمر كذلك في الشرق الأوسط أيضاً؟"، فأجاب العقيد: "بالفعل، وقد رأينا مئات المرافق الطبية وسيارات الإسعاف تُستهدف تحديداً". وأشير خلال المقابلة إلى أن هذه الهجمات أصبحت شائعة لدرجة تدفع إلى مراجعة كيفية رعاية الجيش البريطاني للجنود في ساحة المعركة في الصراعات المستقبلية إذا دُمرت المستشفيات.
وصرّح أحد أفراد الجيش البريطاني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لموقع "ديكلاسيفايد": "يتناقض هذا الفيديو على نحوٍ عرضي مع الموقف العام للحكومة؛ بأن إسرائيل لا ترتكب جرائم حرب ممنهجة، لذا يمكننا الاستمرار في تسليح وتدريب قواتها، لأن جميع أفراد الجمهور المستهدف يعلمون أن هذا غير صحيح. تعكس التعليقات الواردة في الفيديو مشاعر مشتركة سمعتها داخل القوات المسلحة، ويشعر العديد من الأفراد بأن هذا الاعتراف مصدر قلق بالغ".
وفي تعليقٍ آخر على الفيديو، قال أحد أفراد القوات المسلحة الذي تحدث إلى موقع "ديكلاسيفايد": "يجب على كل فرد في الخدمة العسكرية، وجزءاً من التزامات المملكة المتحدة بموجب اتفاقية جنيف، الخضوع لتدريب سنوي في القانون الإنساني الدولي، وقانون النزاعات المسلحة. يعرف كل فرد في الخدمة ما هي جريمة الحرب، ويعلم أنه شاهدها تحدث يومياً في غزة على مدار العامين الماضيين. يدرك أولئك الذين يعملون في أدوار غير قتالية على وجه الخصوص، أنهم يعملون في بيئة أكثر خطورة اليوم ربما من أي وقت مضى، إذ أصبح استهداف العاملين في مجال الرعاية الصحية أمراً طبيعياً".
وأضاف: "تتحمل روسيا جزءاً كبيراً من اللوم على هذا، ولكن بالقدر نفسه تتحمل إسرائيل مسؤولية استمرار الإبادة الجماعية، المدعومة بشكل غير قانوني (ولا تزال) من المملكة المتحدة وحكومات غربية أخرى". ولم يُعلّق التعاون العسكري بين لندن وتل أبيب، وتخرّج عقيد إسرائيلي من أكاديمية عسكرية بريطانية الشهر الماضي، بينما تمكّن قائد سلاح الجو الإسرائيلي من زيارة قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في أوكسفوردشاير، كذلك يُسمح باستمرار بتصدير أسلحة طائرة إف-35، أكثر الطائرات المقاتلة الإسرائيلية تطوراً، عبر دول ثالثة، وحلّقت المئات من رحلات المراقبة الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني فوق غزة منذ عام 2023.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما الغرب؟ وماذا تبقى منه؟ وأسئلة أخرى
ما الغرب؟ وماذا تبقى منه؟ وأسئلة أخرى

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

ما الغرب؟ وماذا تبقى منه؟ وأسئلة أخرى

ثمّة تطورات تاريخية وفكرية حولت دلالة "الغرب" الجغرافية مقابل "الشرق" إلى مفهوم يشير إلى أوروبا اللاتينية الكاثوليكية المرتبطة بالإمبراطورية الرومانية وعاصمتها روما، مقابل "الشرق" البيزنطي الأرثوذكسي المرتبط بالإمبراطورية الرومانية وعاصمتها القسطنطينية، فبدأ بانقسام ثقافي ولغوي وديني (لاتيني كاثوليكي/ يوناني أرثوذكسي). ومع الحروب الصليبية رسخت فكرة أوروبا المسيحية في مواجهة الشرق الإسلامي، ثم بدأت تتشكل معالم تصوّر "الغرب" بوصفه حضارة بعد النهضة الأوروبية والإصلاح الديني، وبعد الاستكشافات الجغرافية الكبرى في القرنين 15-16، لكن المعنى السياسي والفلسفي والثقافي لمصطلح "الغرب" لم يتبلور إلا مع الحداثة الأوروبية، لا سيما بعد القرن 18، فمع الاستعمار الأوروبي، بدأ الغرب يُعرّف ذاته نقيضاً للآخر الشرقي، وساهم تدريجيّاً فلاسفة ومفكرون ومؤرّخون مثل هيغل، وشبنغلر في كتابه "تدهور الغرب"، وتوينبي، في بلورة معناه الفلسفي وتأصيله في الفكر الحديث، وأصبح يظهر بوضوح في أدبيات القرن العشرين، خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية، حيث صار "الغرب" يعني الحضارة الأوروبية – الأميركية الحديثة. لا يعكس هذا التواتر في استعمال مفهوم الغرب بحال وحدة في تصوره وتعريفه، إذ تتنازع توصيفه اتجاهاتٌ بعضها يحدّده بأبعاد ثقافية وحضارية، فهو منظومة تقوم على مجموعة من المبادئ والقيم (العقلانية، الفردانية، حقوق الإنسان، العلمانية، الديمقراطية، التنوير، السوق الحرّة، العلم والتقنية)، تستند جذورها إلى التراث اليوناني والروماني، والمسيحية الغربية (الكاثوليكية والبروتستانتية)، وعصر النهضة، والثورة العلمية، وعصر التنوير. واتجاه آخر واقعي يربطه بأبعاد جغرافية سياسية واقتصادية، فهو تكتل يتألف من الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، والتي تتشارك في التحالفات السياسية والاقتصادية. المهام القذرة التي كان الغرب ولا يزال يديرها في العالم ستحدّد تصورات الغرب عن نفسه، أخلاقيّاً على الأقل وثمة اتجاه ثالث نقدي يرى الغرب مشروعاً قهرياً يرتكز على الاستعمار، والعنصرية، وتفوّق العرق الأبيض، وكان لهذا الاتجاه أثره في إعادة إحياء سؤال الغرب، ليصبح موضوعًا للجدل الداخلي الذي سيتصاعد مع مآلات التحولات التي مرّ بها الغرب نفسه عبر مراحل (ما قبل الاستعمار -مرحلة الاستعمار - ما بعد الحرب العالمية الثانية - ثنائية الغرب الليبرالي مقابل الشرق الشيوعي - ما بعد الكولونيالية والعولمة - ظهور قوى جديدة)، وصولًا إلى ما انتهى إليه الحال في الجغرافيا السياسية الغربية نفسها من تناقضات تتصاعد يوماً بعد آخر (الديمغرافيا الغربية - قضايا الهجرة وصعود اليمين المتطرّف، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي – الحرب الروسية الأوكرانية – قضايا الطاقة والمناخ - قضايا الدفاع والوحدة الأوربية - ترامب وابتزاز أوروبا- ...)، وأخيراً تحوّلات الرأي العام الغربي تجاه ثوابت سياسية داخلية وخارجية أبرز عناوينها "إسرائيل"، التي أصبح رئيس وزرائها مطلوباً من أهم محكمة دولية شاركت الدول الغربية بشكل أساسي في تأسيسها ورعايتها. "ما الغرب؟" عنوان كتاب للفيلسوف الفرنسي فيليب نيمو، صدرت طبعته الثانية 2013 وترجمته عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2023)، اعتصر فيه مؤلفه ما يمكن أن يحصِّن به الغرب المهدد، فعكف على تأصيل فكرة الغرب في التاريخ، وتعداد القواسم المشتركة للدول الغربية (سيادة القانون – الديمقراطية – الحرية الفكرية – العقلانية النقدية- العلم – الاقتصاد الحر)، فهذه "ثقافة حملها العديد من الشعوب تباعًا"، بدءًا من المدينة الإغريقية والحرية والعلوم، فالقانون الروماني والملكية الخاصة والمذهب الإنساني، فثورة الكتاب المقدّس الأخلاقية والأخروية، فالثورة البابوية (القرن: 11-13) التي آلفت بين أثينا وروما والقدس، وأخيرًا ثورات الديمقراطية الليبرالية. هذه الأحداث الخمسة "قد ائتلفت في ما بينها لتكون شكل الغرب"، وستكون عناوين خمسة فصول من الكتاب، وهي الأشياء التي سيتجاهلها الشرق. هذا الإسقاط القسري لأفكار حديثة على مراحل تاريخية معزولة من سياقها مع تجاهل لتناقضاتها، وإنكار قاطع لأية تأثيرات عربية أو إسلامية في مسارها، يهدف منه المؤلف (كما يلاحظ المترجم) إلى الوصول إلى نتيجة أن الديمقراطية الليبرالية ظاهرة غربية من الصعب نقلها أو ترسيخها في مناطق غير غربية، ليس لأن هذه الأخيرة ليست جديرة بها، إنما لأن تطوّرها التاريخي لا يؤهلها لذلك، وليؤكد فضل هذا الغرب على العالم حتى "إن الخمسة مليارات نسمة الذين ظهروا على وجه الأرض منذ عام 1750 هم أبناء الرأسمالية وبناتها، وبهذا المعنى هم أبناء الغرب وبناته"، لكن الفيلسوف لا يحدثنا عن الملايين من ضحايا الحروب والاحتلالات ونحوها في الفترة نفسها، وفي بلاد الغرب نفسه، من هم جزَّاروهم؟ اتجاه نقدي يرى الغرب مشروعاً قهرياً يرتكز على الاستعمار، والعنصرية، وتفوّق العرق الأبيض جواب المؤلف عن سؤال عنوان كتابه "ما الغرب؟" يشبه خطبة واعظ قوم يحكي أمجادهم عبر التاريخ، ويسدل الستار عما عداها، بما في ذلك أدوار الأقوام الآخرين في صناعة تلك الأمجاد والبطولات، وأن يحتاج فيلسوف فرنسي أمضى عقوداً في تدريس الفلسفة السياسية والاجتماعية إلى هذا التنظير التلفيقي للبرهنة على تماسك فكرة الغرب، لهو أكبر دليل على تمزّق الفكرة وتشظيها، ومحاولة بثّ الحياة فيها أمام "مخاطر التفكّك عبر تصاعد الطائفيات أو التهجين الثقافي". "ماذا تبقّى من الغرب؟" عنوان كتاب آخر صدر عام 2014 وترجمه مراد دياني، صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2023)، يتضمن رسائل متبادلة بين مثقَّفَين فرنسيين متباينين، أحدهما ريجيس دوبريه الذي كان أول من طَرَق إشكالية "نهاية الغرب"، والذي لا يعني بالنسبة له سوى اسم مستعار لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، فهو "وحده يمكنه التحدّث بصوت واحد مع خط قيادة غير متنازع عليه وتوافق عقائدي"، ويرى أن هذا التماسك والصوت الواحد يوحيان للغرب باحتكار ما هو كوني، وأنه مركز العالم وأن مصالحه هي مصالح الإنسانية بأسرها، فيما يرد عليه الكاتب الآخر رينو جيرار بأن الغرب يجمع بلدانًا قائمة على سيادة القانون، في حين أن باقي العالم يعيش في ظل دكتاتوريات تتّخذ صوراً وأشكالاً عدة، مع تأكيده على البعد المسيحي بوصفه من أهم السمات المميزة للغرب. ويتوافق الكاتبان على أن الغرب لا يزال قائماً وثابتاً، وإن كان تفوّقه بدأ يترنح قليلًا، مع خلاف بينهما في توصيف هذه الاستمراية الراجعة لقوته العسكرية والتكنولوجية وفقا لريجيس دوبريه، أو لكون وجوده السياسي لا ينفصل عن جذوره الثقافية الراسخة والوطيدة وفقًا لرينو جيرار. في عرضه "البيانات السريرية" للغرب يعدّد دوبريه خمسة عوامل لنجاح الغرب وقوته (التماسك منقطع النظير، احتكار ما هو كوني، مدرسة أُطر العالم، تنسيق الحساسيات الإنسانية، الابتكار العلمي والتقني) وخمس نقاط لضعفه (الغطرسة العالمية المفرطة، عقدة التفوق المسببة للعمى، إنكار التضحية بالتخلص من المقدّس، سجن الزمن القصير والنتائج السريعة، تناثر العامل المخل بالنظام)، ولكل منها تفاصيل مهمّة لا يتّسع المقام لعرضها، فيما يلخص رينو جيرار المشكلة بقوله "وليست لدى أوروبا مشكلة رقم هاتف فحسب، بل لديها مشكلة الميكرفون. والحالة هذه أشد إزاء مواطنيها مما هي عليه إزاء الأجانب"، يقصد بذلك التشتت وتعدد المتحدثين باسم أوروبا، وأنه "إذا لم يفلح الغرب في أن يجد في داخله الموارد اللازمة للعلاج السريع لأفضل ابتكار أحدثه -الاتحاد الأوروبي- فإنه محكوم في النهاية بالتفكّك السياسي". المعنى السياسي والفلسفي والثقافي لمصطلح "الغرب" لم يتبلور إلا مع الحداثة الأوروبية، لا سيما بعد القرن الثامن عشر ما هو مؤكّد أن الغرب وفق منظِّريه في مآزق تتسع يوماً بعد آخر، لكن حسب دوبريه "إن معرفة كيفية اكتساب المناعة ضد السم من خلال الابتلاع المنظم للسلبية النقدية هي عبقرية الغرب، وهي، في الآن ذاته، ديناميته ودرعه الواقي"، وهذا ما يستند إليه رينو بوصفه "أفضل شاهد على أن الغرب السياسي ليس سيئاً، أو محتضراً، وأنه بالفعل وليد الغرب الثقافي"، هذا التشخيص الدفاعي والنقدي كما عرض أعلاه من خلال الكتابين بما هو نموذج للنقاش الغربي حول نفسه كان قبل أكثر من عقد، ويبدو أن هذا العِقد قد اشتمل من الأحداث ما يضاعف الأسئلة والمراجعات، فهل سيبقى فيليب نيمو بعد ظاهرة الترامبية متمسكًا بقوله "فلا توجد على وجه التأكيد هوية أوروبية يمكن معارضتها بالهوية الأميركية"، وهل لا يزال لتساؤله مكان فيما يخص الوضع الجيوسياسي المستقبلي لدولة إسرائيل نسبة إلى الدول الغربية، إذ رأى أنه يتوقّف من وجهة نظره على اختياراتها الفلسفية والدينية، وبالأخص: هل سيتفادون أن تتحوّل الصهيونية إلى قومية عادية؟ وهل ستكون دولة قانون على النمط الغربي، أم أنهم سوف يتركون البلاد تتحوّل إلى نوع جديد من الثيوقراطية؟ المهام القذرة التي كان الغرب ولا يزال يديرها في العالم، كما أوضحها الكاتب في مقال سابق، ستحدّد تصورات الغرب عن نفسه، أخلاقيّاً على الأقل، فالتطور التقني أصبح في وجه منه مرآة تكشف عوراته التي كان يخفيها الإعلام، والعولمة والاقتصاد الحر كانت مقدمات لتمكين الخصوم من أسباب القوة المحتكرة غربيّاً، والحروب "لأسباب الإنسانية" أو عدم خوضها لهذه الأسباب وطَّنت ضحاياها في بلدان الغرب ليعيدوا تشكيل هويته المستقبلية، وأمور أخرى كثيرة سيكون أدنى أثر لها المزيد في اتساع الخرق على الراقع.

"نيويورك تايمز": ترامب يعتزم لقاء بوتين الأسبوع المقبل
"نيويورك تايمز": ترامب يعتزم لقاء بوتين الأسبوع المقبل

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

"نيويورك تايمز": ترامب يعتزم لقاء بوتين الأسبوع المقبل

يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 في أقرب وقت ممكن الأسبوع المقبل، على أن يتبع هذا اللقاء اجتماع بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك وفقًا لشخصين مطّلعين، كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز، في إطار الاجتماعات الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن ترامب كشف عن خططه خلال مكالمة هاتفية مع القادة الأوروبيين، يوم الأربعاء، وأن الاجتماعات لن تشمل أيًا من نظرائه الأوروبيين، مشيرةً إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان بوتين أو زيلينسكي قد وافقا على الخطة. وكتب ترامب، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف التقى الرئيس بوتين لعدة ساعات في روسيا، مضيفًا أنه أطلع الحلفاء الأوروبيين على آخر المستجدات، وأن الجميع يتفق على ضرورة إنهاء الحرب، وقال: "سنعمل على تحقيق ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة". أخبار التحديثات الحية زيلينسكي وترامب يبحثان نتائج زيارة ويتكوف إلى موسكو وفي وقت سابق من الأربعاء، أجرى زيلينسكي اتصالاً مع ترامب، بحثا خلاله زيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو ونتائج لقائه مع بوتين. وعبّر الجانبان عن دعم جهود التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، وسط مؤشرات على تحوّل في موقف موسكو، بحسب ما صرّح به زيلينسكي، الذي أكد أن الضغوط الدولية بدأت تؤتي ثمارها، بينما تحدّث ترامب عن "تقدّم كبير" في المحادثات التي أجراها ويتكوف مع القيادة الروسية. وقال زيلينسكي إن روسيا باتت أكثر ميلاً لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن الضغوط الأميركية والدولية بدأت تؤتي ثمارها. وأضاف زيلينسكي في خطاب مسائي: "يبدو أن روسيا أصبحت الآن أكثر ميلاً لوقف إطلاق النار. الضغط عليها يؤتي ثماره. لكن الأهم هو ألا تخدعنا في التفاصيل، لا نحن ولا الولايات المتحدة".

اليخت المصادَر من الملياردير الروسي كريموف يُعرض للبيع في مزاد علني
اليخت المصادَر من الملياردير الروسي كريموف يُعرض للبيع في مزاد علني

العربي الجديد

timeمنذ 10 ساعات

  • العربي الجديد

اليخت المصادَر من الملياردير الروسي كريموف يُعرض للبيع في مزاد علني

تعتزم السلطات الأميركية بيع يخت فاخر صادرته من الملياردير الروسي سليمان كريموف، في مزاد علني. ويُعرف اليخت باسم "أماديا" ويبلغ طوله 106 أمتار، ويضمّ مهبطاً للمروحيات، ومسبحاً، وجاكوزي، إلى جانب صالة رياضية، ومنتجع صحي، وصالون تجميل، وثماني قاعات تتسع لـ16 ضيفاً، بحسب ما أفاد موقع "أماديا أوكشن.كوم". وقد صادرت السلطات اليخت في نيسان/إبريل 2022 من كريموف، أحد أبرز الأوليغارشيين الروس، أثناء وجوده في فيجي، وهو راسٍ حالياً في سان دييغو بولاية كاليفورنيا. وتُقدّر قيمته بأكثر من 300 مليون دولار. وستُنظّم المزاد شركة "الخدمات البحرية الوطنية" (National Maritime Services) ومقرها فلوريدا، وستُقبل العروض المختومة حتى العاشر من أيلول/سبتمبر المقبل، مع شرط دفع تأمين أولي قدره 10 ملايين دولار للمشاركة في المزاد. ويأتي هذا المزاد بعد رفض قاضٍ أميركي دعوى متنازعاً عليها بشأن ملكية اليخت. إذ زعم رجل الأعمال الروسي إدوارد خوديانتوف، الرئيس السابق لشركة النفط والغاز الروسية "روسنفت"، أمام محكمة في نيويورك، أنه المالك الحقيقي لـ"أماديا"، إلا أن القاضي ديل هو رفض هذا الادعاء. وبحسب المدّعين، فإن خوديانتوف كان مجرد "مالك صوري"، بينما المالك الفعلي هو كريموف، الحليف المقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 ، والذي فُرضت عليه عقوبات أميركية عام 2018، ثم مجدداً في 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي أعقاب الغزو، أطلقت وزارة العدل الأميركية في عهد الرئيس جو بايدن حملة لمصادرة أصول الأوليغارشيين الروس المقرّبين من بوتين، ضمن عملية حملت اسم فرقة العمل كليبتو كابتشر" (Task Force KleptoCapture) وكانت هذه الفرقة قد حُلّت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. وكان الكونغرس الأميركي قد أقرّ العام الماضي قانوناً يتيح بيع الأصول الروسية المصادَرة، على أن تُستخدم العائدات لتمويل المساعدات الإنسانية المقدّمة لأوكرانيا. طاقة التحديثات الحية رسوم ترامب على روسيا تهدد إمدادات الغاز تندرج مصادرة يخت "أماديا" ضمن حملة أوسع أطلقتها الولايات المتحدة والدول الغربية ضد أثرياء النخبة الروسية المرتبطين بالكرملين، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. وتشمل هذه الحملة تجميد أرصدة، ومصادرة ممتلكات فاخرة، مثل الطائرات واليخوت والعقارات، في مسعى للضغط على الدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتصادياً وسياسياً. وتُعدّ اليخوت الفارهة من أبرز رموز ثراء الأوليغارشيين الروس ونفوذهم، ما جعلها أهدافاً مباشرة للعقوبات الغربية. مع عرض يخت "أماديا" للبيع في مزاد علني، توجّه الولايات المتحدة رسالة واضحة مفادها أن العقوبات لن تظل حبراً على ورق، بل ستترجم إلى إجراءات ملموسة تستهدف النفوذ المالي لحلفاء بوتين. وقد يشكّل بيع اليخت سابقة قانونية تمهد الطريق أمام بيع مزيد من الأصول الروسية المجمدة، في ظل مساعٍ غربية متواصلة لتمويل دعم أوكرانيا من ثروات النخبة الروسية المعاقَبة. (فرانس برس، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store