
مقدمات نشرات الاخبار المسائية اليوم
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
الإستحقاق الإنتخابي المفتوح بلدياً واختيارياً حتى الأسبوع الأخير من الشهر الحالي وضع حمله الديمقراطي اليوم في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل. حيث بلغت نسبة الإقتراع قبيل اقفال الصناديق في راشيا 38.37%، الهرمل 34.24%، البقاع الغربي 41.24%، زحلة 45.00%، بعلبك 46.30% وبيروت 20.00%.
وعلى غرار ما حصل في الأحدين السابقين إتسمت الجولة الإنتخابية الثالثة اليوم بكونها نزالاً عائلياً إنمائياً هنا وملحمة حادة بخلفيات سياسية هناك. هذه الملحمة تجسّدت بأقسى تجلياتها في مدينتيْ بيروت وزحلة.
في العاصمة ست لوائح تتنافس فيما بينها للظفر بمجلس بلدي من أربعة وعشرين عضواً وسط بروزٍ لعنوان المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وانطلاقاً من نيه تثبيت هذه القاعدة جاء تشكيل لائحة "بيروت تجمعنا" حاملةً بصمةً توافقية مصدرها تحالف حزبي واسع يمتد من حركة أمل وحزب الله والحزب التقدمي الإشتراكي وجمعية المشاريع إلى التيار الوطني الحر والكتائب والطاشناق وسواها. أما اللوائح الخمس الأخرى - وجُلُّها غير مكتملة - فإن من بين أبرز داعميها نواباً تغييريين ومجتمعاً مدنياً إاى جانب النائب نبيل بدر والجماعة الإسلامية وجمعية المقاصد والوزير الأسبق شربل نحاس.
أما في محافظة البقاع فإن أُمَّ المعارك في مدينة زحلة حيث انحصر التنافس الشديد بين لائتحتين رئيسيتين: واحدة مدعومة من الكتلة الشعبية والكتائب والنائب ميشال الضاهر والنائب السابق سيزار المعلوف وواحدة لم تحظى سوى بدعم القوات اللبنانية بعدما فشلت في محاولة التحالف مع الكتلة الشعبية والتيار الوطني الحر علماً بأن التيار ترك لمحازبيه حرية التصويت لمن يرونه مناسباً لتوجهاتهم.
وإذا كان وهج التنافس الحاد برز خصوصاً في بيروت وزحلة فإن ذلك لا يعني أن مناطق أخرى لم يكن فيها معارك وإن كانت متفاوتة الحدة على امتداد مساحة الرقعة الإنتخابية للجولة الثالثة من بعلبك - الهرمل إلى راشيا والبقاع الغربي. وفي غمرة المنافسات كان القاسم المشترك لدى الجميع مسؤولين ومرشحين وناخبين هو التشديد على أهمية المشاركة الكثيفة في الإقتراع.
وبانتظار أن تقول الصناديق كلمتها اتسمت العملية الإنتخابية عموماً بالهدوء بحيث لم تسجل وقائع أمنية كبيرة وأقتصر الأمر على شكاوى معظمها إداري وإعلامي أحصت منها غرفة عمليات وزارة الداخلية نحو مئتين وتسعين شكوى.
غياب الوقائع الأمنية في المحافظات التي تجري فيها الإنتخابات اليوم لم ينسحب على الجنوب حيث نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موّجه سقط قرب حاجز للجيش اللبناني على طريق بيت ياحون في منطقة بنت جبيل وقد أدى الإعتداء إلى سقوط جريحين أحدهما عسكري.
أما العدوان على غزة فيضرب خبط عشواء حاصداً المزيد من الضحايا إذ أحصى العدّاد سقوط أكثر من مئة وثلاثين شهيداً خلال ساعات قليلة.
تفعيل آلة القتل يأتي غداة إعلان بدء مفاوضات جديدة غير مباشرة بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي في الدوحة بوساطة مصرية - قطرية.
في غضون ذلك اتخذ مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قرارا ببدء عملية برية واسعة في شمال وجنوب قطاع غزة ضمن افتتاح عملية عربات جدعون وفي المقابل بدأ النزوح الفلسطيني من مخيّم جباليا وبيت لاهيا وتل الزعتر بالتزامن مع تقدم الاليات الإسرائيلية وقصفها للعديد من المنازل.
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
ساعات وتُسدل الستارة على المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، مع صدور النتائج، وتتجه الانظار الى المحطة الرابعة والاخيرة التي تُجرى السبت المقبل بصورة استثنائية، لمناسبة حلول العيد الخامس والعشرين للمقاومة والتحرير يوم الاحد.
في بيروت، الأيدي على القلوب ترقباً لمصير المناصفة في عاصمة الشراكة والميثاق. فإذا تحققت، أرجئ النقاش في القانون البلدي حتى العام 2031، أي عشية الاستحقاق المقبل، على جري العادة اللبنانية في الهرب من المشكلات بدل مواجهتها لتفادي الوقوع فيها من جديد. أما إذا فشل تحقيق المناصفة في المجلس البلدي اليوم، فالبلاد مقبلة على أزمة إضافية تعيد طرح الاسئلة الكبرى حول مصير الكيان ونظامه السياسي، الذي يفترض أن يضمن العيش المشترك المتساوي بين المكوِّنات.
اما في البقاع، فالعنوان الابرز معركة زحلة، نظراً إلى ما أحيطت به من تحريض لا مبرر له، واستنفار لا غاية من ورائه الا شد العصب الانتخابي لمصلحة هذه اللائحة او تلك. ففي عاصمة البقاع، عنوان المنافسة محاولة فرض آحادية حزبية من جهة، مقابل تجمع أضداد من جهة أخرى، فيما اختار التيار الوطني الحر ترك الحرية لمناصريه لعدم اقتناعه بالطرحين.
مقدمة تلفزيون "المنار"
بكلِّ وفاءٍ رَسمت مدينةُ الشمس – بعلبك – واخواتُها مسارَها نحوَ التنمية، وكَتبت في ثالثةِ محطاتِ الانتخابِ اَننا شعبٌ عصيٌ على كلِّ نوايا تحريضيةٍ او يدٍ خارجيةٍ تريدُ الاستثمارَ بكلِّ شيءٍ من اجلِ التفرقةِ والفتنةِ في بلدِنا حتى بالاوراقِ البلديةِ والاختيارية.
اختارت بعلبك ومعها قُراها حتى الهرملِ وقضائِها ممثلِيها للمجالسِ المحليةِ في يومٍ انتخابيٍّ ديمقراطي ، راسمةً صورةً اصيلةً كتاريخِها وأعمدةِ قلعتِها، وما تَمكّنَ كلُّ التهويلِ والتضليلِ من اقتلاعِ الوفاءِ من قلوبِ اناسٍ جُبلوا مع الحميّةِ على حبِّ مَن ضحَّى معهم ولاجلِهم وقاوموا معاً ضدَّ العدوانِ الصهيونيِّ وربيبِه التكفيريّ وضدَّ التهميشِ والحرمان.
فغلبَ التنافسُ الانمائيُ بينَ اهلِ البيئةِ الواحدةِ على كلِّ العناوينِ الطائفيةِ والمذهبيةِ او الحدّةِ العائلية. وحيثُ امتدّت يدٌ دخيلةٌ او قادمةٌ من الخارجِ للتنكيلِ السياسي ، صَدَّها اهلُ الارضِ باصواتٍ دَوَّت في اقلامِ الاقتراع – كما في بعلبك المدينة.
دويٌّ سُمِعَ في صناديقِ البقاعِ الغربي وراشيا وعمومِ القرى والبلداتِ التي اَنجزَتِ الاستحقاقَ بكلِّ سلاسة، فيما عَلِقت زحلة تحتَ مِقصلةِ حزبِ القواتِ وارباكِه وتوترِه السياسي. ومع التحريضِ الطائفيِّ المَقيتِ كانَ الردُّ من رئيسِ بلديةِ المدينةِ اسعد زغيب، الذي عابَ على كلِّ هؤلاءِ الهجومَ المُشينَ على مُكوِّنٍ من مُكوِّناتِ المدينةِ هُمُ الشيعة، فيما تُريدونَ اصواتَهم في بيروتَ لانقاذِ ما تُسمونَه المناصفة – كما اشار ..
بيروتُ التي لم تُنصَفْ ممن استحكمَ بها وغَيّبَ قرارَ اهلِها ومستقبلَها، وحاولَ اَن يَفرِضَ عليها احقادَه باملاءاتِ الوصايةِ الخارجية، فكانَ صمتُها اقوى دويّاً بوجهِ هؤلاء، وبنسبةِ اقتراعٍ هي الادنى رَدّت على من يُريدونَ وحدةً وطنيةً مُزيّفة، عسى اَن يَفهموا انَ الوحدةَ لا تُفرض – بل تُبنى، وانَ من يريدُ البناءَ لا يُقدِّمُ له بخطابٍ تحريضيٍّ صباحَ مساء..
ومعَ مساءِ بيروتَ الحزينِ اظهرت الارقامُ وفاءَ الثنائي الوطني للمدينةِ ووعدِه لها، وباتت الاعينُ الى صباحِ الجنوبِ وسبتِه الانتخابيِّ لاكتمالِ مشهدِ السيادةِ كما اشارَ وزيرُ الداخليةِ احمد الحجار، ولن يكونَ العدوانُ الاسرائيلي حجرَ عَثْرَةٍ امامَ اكتمالِ المشهد السبت المقبل..
مشهدٌ كانَ دامياً اليومَ ككلِّ يوم، والجرحُ النازفُ من الجيشِ اللبناني عبرَ مُسيّرةٍ صهيونيةٍ استهدفَت سيارة على حاجزٍ له في بيت ياحون، فيما الجرحُ الفلسطينيُ اَوغَلَ في عمقِ غزةَ المحاصَرةِ والمخضّبة، تحتَ اعينِ الامةِ العاجزة، بل المتواطئِ بعضُها معَ العدو.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 2 ساعات
- ليبانون ديبايت
العريضي يبشّر: لا حرب قادمة... و زيارة أورتاغوس إلى بيروت ستكون حاسمة!
أكد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، استنادًا إلى معطيات يملكها، أن زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان ستكون هذه المرة على درجة عالية من الأهمية، معتبرًا أن "الثالثة ثابتة" لجهة ما ستحمله من تطورات، بل ستكون حاسمة في ملف السلاح، خصوصًا بعد الرسائل التي بعثت بها واشنطن، والتي دعت إلى أن "يتشبه لبنان بالرئيس السوري أحمد الشرع". وأشار العريضي في الوقت نفسه إلى أن العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والولايات المتحدة "إيجابية جدًا"، خلافًا لما يُشاع، مؤكدًا أنه لا توجد أي معطيات أو معلومات تفيد بأنه دُعي إلى الرياض للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وشدد على أن زيارة أورتاغوس ستكون حاسمة، وأن "زمن الانتظار قد انتهى". كما استهجن العريضي عودة الحملات التي تطال بعض الوزراء والحكومة، وخصوصًا وزير الأشغال فايز رسامني، من قبل بعض وسائل الإعلام التي وصفها بـ"عدو النجاح"، وهي الحملات نفسها التي رافقت مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على حد تعبيره. ولفت إلى أن الوزير رسامني، ومنذ اليوم الأول لتوليه وزارة الأشغال، يقوم بعمل جبّار، وأصبح مطار بيروت "حديث الناس" إداريًا وتقنيًا وعلى مختلف المستويات. وأكد أن العمل يسير وفق الدراسة التي أعدّها الوزير، والتي لا تتضمن الدعوة إلى الخصخصة أو بيع الأملاك العامة، بل إلى تحديث المطار وفق نموذج 'BOT'. كما أشار إلى أن معلوماته تفيد بأن رسامني أبعد بعض الموظفين ضمن إطار إصلاحات حاسمة وفاعلة، بعيدًا عن أي اعتبارات طائفية أو مذهبية، وذلك بهدف رفع مستوى مطار بيروت ليكون في طليعة مطارات المنطقة. وفي سياق متصل، قال العريضي إن معلوماته تشير إلى أن لبنان مقبل على صيف واعد، مشيرًا إلى أن أحد أمراء دولة خليجية كبرى يقوم بترميم منزله في بلدة جبلية معروفة، وقد شارف العمل على الانتهاء، تمهيدًا لقضاء بعض الوقت فيه. كما نقل عن بعض سفراء الخليج أن أعدادًا كبيرة من الإماراتيين والقطريين والكويتيين والسعوديين يعتزمون زيارة لبنان هذا الصيف، ما من شأنه أن يخلق دورة اقتصادية متكاملة. وأكد العريضي أنه لا توجد أي مؤشرات لحرب جديدة، بل هناك حوار سيتفعّل في الأيام المقبلة بين رئيس الجمهورية وحزب الله. وسيلتزم رئيس الجمهورية بخطاب القسم، كما سيلتزم رئيس الحكومة بالبيان الوزاري، وقد بدأت عملية معالجة ملف السلاح بجدية، وحسم هذا الملف لن يطول. وشدد على أنه لن يكون هناك إعمار من دون تسليم السلاح، مشيرًا إلى أن غياب أي ورشة عمرانية كبرى هو دليل على ذلك. وتحدث العريضي عن الدور الذي يقوم به مجلس الجنوب، من خلال رئيسه المهندس السيد هاشم حيدر، في متابعة المنشآت الرياضية، مؤكدًا أن ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية بات جاهزًا، وأن هناك تنسيقًا مع الاتحادات الدولية والعربية لدعم المنشآت الرياضية في لبنان. وأشار إلى أن المجلس لا يملك الأموال الكافية، لكنه يقوم بدوره في مجالات الكشوفات، والردم، وإغاثة النازحين. أما في ما يخص الاستحقاق البلدي في بيروت، فرأى العريضي أن الخرق الذي حققه العميد محمود الجمل، المدعوم من النائب نبيل بدر، هو "الفوز الأبرز"، لأنه أثبت وجود بيئة سنية حاضنة للنائب بدر. وأوضح أن لائحة "بيروت بتجمعنا" فازت بأصوات الثنائي الشيعي والمسيحيين، في حين أن الأحزاب، كالعادة، تستثمر في الحروب والأزمات والسياسة، لكنها لا تستثمر في الإنماء والتنمية، وهي مسألة واضحة منذ انطلاق الحرب الأهلية في العام 1975. وأضاف أن النائب فؤاد مخزومي لم ينجح في إثبات نفسه كزعيم سني أو في تكريس حيثية شعبية له، معتبرًا أن تحالفه مع الثنائي الشيعي والأحزاب المسيحية قد يكون مرتبطًا باستحقاق رئاسة الحكومة المقبلة، خصوصًا بعدما سبق أن رشحته القوات اللبنانية لهذا المنصب. إلا أن التصويت السني الكثيف لمحمود الجمل، بحسب العريضي، أكد الحضور البيروتي للنائب نبيل بدر، وأن بيئة تيار المستقبل بكل تجلياتها كانت إلى جانبه، ما سينعكس بشكل واضح على الانتخابات النيابية المقبلة. وختم العريضي بالإشارة إلى أن معطياته تفيد بأن لبنان مقبل على مرحلة جديدة في الأسابيع المقبلة، وقد عاد إلى الحضن الخليجي، وأن الخليجيين عائدون إلى لبنان. كما أشار إلى سلسلة زيارات مرتقبة لرئيس الجمهورية إلى دول أوروبية وربما إلى واشنطن، مؤكدًا أننا سنشهد خطوات تُعيد للبنان دوره وحضوره على الساحة الدولية، رغم أن هذا المسار يتطلب بعض الوقت، إلا أن المؤشرات باتت إيجابية.


النهار
منذ 3 ساعات
- النهار
خطط ترامب لخنق الشرق الأوسط
يوماً بعد يوم تتضح نوايا ترامب بخصوص الشرق الأوسط الجديد الذي لطالما تحدثت عنه عديد الروايات، مبررة ذلك بكل التطورات الحاصلة هناك. ومثلما كانت عملية طوفان الأقصى حدثاً غير عادي في تاريخ المنطقة فيبدو أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض لن تكون هي بدورها حدثاً عادياً بالمرة. خطة ترامب بخصوص غزة: من الضروري أن نستذكر مواقف ترامب بخصوص الحرب الأخيرة على غزة واستفادته من تردد إدارة سلفه جو بايدن في كبح جماح نتانياهو وإثنائه عن تدمير غزة ومنها فتحه لجبهات عدة شمالاً مع لبنان وشنه غارات عدة في مناطق من جنوب سوريا. هذه المواقف كانت سلاح ترامب للفوز بكرسي الرئاسة تحت وهم إيقاف الحرب والتي تزامن إيقاف إطلاق النار فيها مع عودته للبيت الأبيض ليبدو كأحد فرسان السلام لينقلب سريعاً عن مسعاه ويساند بكل ما أمكنه الابادة الجماعية هناك. لم تكن فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة سوى مرحلة ثانية من خطة ترامب للمنطقة، تهجير الفلسطينيين وشراء غزة التي تحدث عنها أمام دهشة العالم لم تكن سوى أحد فصول النزاع كما تراه الإدارة الأميركية بين رؤية أقصاها "شراء غزة" وأدناها تسليم المقاومة لأسلحتها وخروج حماس نهائياً من غزة. الحرب على لبنان: بالرغم من أن الحرب على لبنان توقفت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار قبل أن يعود ترامب إلى البيت الأبيض، إلا أن هذه الحرب بالذات وعلى غير بقية الحروب بين الكيان الصهيوني وحزب الله شكلت لوحدها نقطة فارقة في الصراع من حيث استشهاد عدد كبير من القيادات المؤثرة لسنوات وعلى رأسها حسن نصر الله إضافة إلى تزامنها مع عودة الاستقرار السياسي للبنان من خلال انتخاب عسكري سابق لرئاستها وتحوّل خيار الاشتباك مع العدو إلى مسألة مقلقة بين حزب الله والدولة اللبنانية. عودة المفاوضات حول المشروع النووي الإيراني: الوجود الإيراني كان ولا يزال أحد أهم الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة الأميركية متوجسة من تمدّده على شاكلة مصطلح "المشروع الإيراني" الذي تعتمده لتخويف شعوب المنطقة، خاصة الحاضنة العربية لإيران كإحدى رموز المقاومة والعداء التاريخي للعدوّ المشترك. الشعوب العربية مازالت تراهن على القوة الإيرانية الخامدة أو المتهيئة للإنفجار في وجه العدوّ ساعة تمكنها من التسليح النووي لترسم حلقة جديدة في رعب العالم من أشدّ الأسلحة تدميراً والتي ستجعل إيران عدواً عصياً على القوى الإمبريالية التي تتربص به منذ سنوات لكنها لم تسقط خيار التفاوض حول المسألة وها هي تعود إلى مسعاها من جديد بعد قرابة العقد من إتفاق 2015 الذي ساهم في استقرار التوتر عند حاجز المناورة لا غير. تسليم سلاح المقاومة في غزة: كان هذا الهدف هو جوهر إطلاق العملية العسكرية من قبل نتانياهو وتمسكه بها حتى في أعتى مراحل تهديد حكومته. هذه التهديدات تراوحت بين الضغط الداخلي من خارج الحكومة معارضةً وعائلات الأسرى وأيضاً من داخل الحكومة انسجاماً مع إصرار وزيريه للأمن القومي والمالية اللذين تمسكا بهذا الخيار ودفعاه إليه دفعاً رغم تواصل صمود المقاومة. اليوم يضع ترامب شرط تسليم سلاح المقاومة في غزة كشرط أساسي لتواصل العملية السياسية وتدارس وقف إطلاق النار، بل أكثر من ذلك يعتبر أن تواصل وجود حماس في غزة يعني تواصل الحرب ومزيد التوتر في المنطقة بالرغم من تحييد بقية أضلع مربع المقاومة بدءاً بلبنان وسوريا والعراق وصولاً إلى اليمن الذي لايزال صامداً حيث توقف الآخرون لأسباب عدّة. قصف اليمن: لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتقبل الولايات المتحدة الأميركية أن تتعطل بحريتها التجارية في أي من مياه العالم، خاصة إذا كان خصمها في ذلك هو جماعة مسلحة ترتبط عقائدياً وعسكرياً بإيران وتخنق تحركات أسطول أميركا في أحد أهم الممرات في العالم. الولايات المتحدة الأأميركية تعلم جيداً أن استهدافها لمجالات واسعة من اليمن هي فصول متقدمة من صراعها الجليّ مع إيران. وهنا تظهر أهمية عامل الجغرافيا في هذا النزاع الذي بقدر ما يخنق تحرك الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة فإن ترامب يخنق بواسطته إحدى أشدّ المقاومات في الشرق الأوسط والعالم منذ حرب الفيتنام، بل إنّ أداء الحوثيين أحياناً يقترب من أداء اليابانيين في الحرب العالمية الثانية والذي لم يوقفه سوى استعمال السلاح النووي الذي لم يكن توازن امتلاكه ذا أهمية إلا بالنسبة للاتحاد السوفييتي الذي لا مصلحة له في الأرخبيل الياباني. يظهر اليوم أن إخماد جبهاتٍ والتعاطي مع أخرى ليس سوى مخطط أميركي لخنق الشرق الأوسط وحصر النزاع في أرجاء معيّنة وتخفيف التهديد بحرب شاملة. ترامب اليوم وأكثر من أي وقت مضى يعلم أن بعض الأطراف لم يعد من الممكن السيطرة عليها وأن الحل يكمن في المراهنة على استدامة الصراع قائماً أو معلقاً أحياناً إلى حين تبيّن اليوم الموالي للحرب العربية الصهيونية التي لم تعد مجرد تنافر عقائدي ونووي وإنما لموازين قوى لا يمكن لأحد تحديد قدراتها.


تيار اورغ
منذ 8 ساعات
- تيار اورغ
خرق يتيم «يخدش» المناصفة في انتخابات بلدية بيروت
محمد شقير - أبرز ما تميز به السباق الانتخابي للمجلس البلدي للعاصمة اللبنانية بيروت، حصول خرق سجّله رئيس لائحة «بيروت بتحبك»، المنسق السابق لتيار «المستقبل» في العاصمة العميد المتقاعد محمود الجمل، على حساب العضو الأرثوذكسي إيلي أندريا المرشح على لائحة «بيروت تجمعنا» برئاسة إبراهيم زيدان. وهذا الخرق حال دون اكتمال عقد المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي، إذ جاء نتيجة الرقم الانتخابي الذي حصدته لائحته بنسب متفاوتة قاربت الـ60 في المائة من مجموع أصوات المقترعين السنة الذين قُدّر عددهم بأكثر من 70 ألفاً، أي بزيادة ملحوظة عن الناخبين في الدورة السابقة. لكن الترجيحات لم تكن في محلها وثبت، في ضوء إعلان النتائج الرسمية، أن الخرق بقي يتيماً. 6 لوائح منافسةفالمنافسة البلدية انحصرت في الأساس بين لائحتي «بيروت تجمعنا» المدعومة من أوسع ائتلاف انتخابي غير مسبوق ضم «الثنائي الشيعي» وجمعية «المشاريع الخيرية» (الأحباش) والنائب فؤاد مخزومي ورئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير، واتحاد العائلات البيروتية وأحزاب «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» والأرمن و«التيار الوطني الحر» والوزير السابق ميشال فرعون، وبين «بيروت بتحبك» المدعومة من النائب نبيل بدر وعماد الحوت (الجماعة الإسلامية). وغابت عن المنافسة لائحة ائتلاف «بيروت مدينتي» المدعومة من نواب التغيير بولا يعقوبيان وإبراهيم منيمنة وملحم خلف، وشكلت امتداداً للائحة التي نافست لائحة «البيارتة» المدعومة من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في الانتخابات البلدية عام 2016 وسجلت رقماً لا يُستهان به، ولائحة «أولاد البلد» برئاسة العضو السابق في المكتب السياسي للتيار الأزرق رولا العجوز التي سجّلت حضوراً متواضعاً بدعم رئيس جمعية «المقاصد» فيصل سنو والنائب التغييري وضاح الصادق الذي شكل لائحة من المرشحين خاصة به وحصر تأييده للعجوز وزملائها وآخرين من اللائحتين المتنافستين. ومع أن لائحة «بيروت تجمعنا» حصدت 23 مقعداً من مقاعد المجلس البلدي لبيروت المؤلف من 24 عضواً، فإنها سعت لملء الفراغ في الساحة السنّية بعزوف تيار «المستقبل» عن خوض الانتخابات ترشحاً واقتراعاً، كما أعلن رئيسه الحريري سابقاً، فإن نسبة الإقبال المسيحي على صناديق الاقتراع جاءت متدنية بخلاف ارتفاع منسوب الاقتراع في الشطر الغربي من العاصمة. بلوكات انتخابيةوتمايزت لائحة «بيروت تجمعنا» عن منافسيها من اللوائح بإسناد من بلوكات انتخابية يرعاها «الثنائي الشيعي» و«الأحباش» ومخزومي، ويفترض أن تشكل خط الدفاع الأول عن المناصفة، ولم يُستدرج مؤيدوها إلى تبادل التشطيب الذي يشغل بالها ويقلقها على مصير المناصفة ويدعوها للتحسب من اتساعه وضرورة الحؤول دونه ما أمكن، بخلاف الغالبية من الناخبين السنة الذين اقترعوا على طريقتهم وأيد معظمهم لائحة «بيروت بتحبك»، فيما بعضهم الآخر اقترع للائحة أعدها خصيصاً وتضم مرشحين من لون طائفي واحد، وإن كانوا شملوا بتأييدهم مرشحين على لائحة «بيروت تجمعنا» أبرزهم رشا فتوح، ومحمد بالوظة، وحسين البطل، وإنما بأعداد رمزية على خلفية أنهم من محازبي التيار الأزرق. وكان لافتاً أن محور التشطيب استهدف كأولوية عضو لائحة «بيروت تجمعنا» نائب الرئيس الحالي للمجلس البلدي إيلي أندريا المدعوم من مطران بيروت للأرثوذكس إلياس عودة، وكأن هناك من رعى حملة منظمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستهدافه استبقت موعد الانتخاب لصالح الجمل الذي يتقدم على زملائه، ولديه منفرداً القدرة على تسجيل خرق للائحة، وذلك على خلفية خلافه ورئيس المجلس البلدي المستقيل جمال عيتاني، الذي حل مكانه حالياً عضو المجلس عبد الله درويش. ويعود تراجع لائحة «بيروت مدينتي» إلى جملة من العوامل، أبرزها مبادرة وضاح الصادق إلى إعداد تشكيلة بالمرشحين خاصة به، ومن بينهم العجوز وزملائها، وهذا ما كرس الانقسام بداخل «قوى التغيير»، إضافة إلى أن مؤيديها من النواب افتقدوا لورقة سياسية دسمة كانوا يستخدمونها في السابق ضد المنظومة الحاكمة بتحميلها مسؤولية تفاقم الأزمات التي تحاصر البلد، وذلك بعد أن تساووا معهم بانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية وتسمية نواف سلام رئيساً للحكومة، كما أن الظروف السياسية تبدّلت وافتقدت إلى تأييد شيعي كما في السابق، وبالأخص من «حزب الله» الذي لم يكن في حينها في عداد لائحة البيارتة وأوعز إلى محازبيه بالاقتراع لها، باعتبارها المنافسة الوحيدة للمدعومة من الحريري، وهذا أتاح لها تسجيل رقم انتخابي لا يستهان به واحتلالها المرتبة الأولى في الشطر الشرقي من بيروت، بحصولها على تأييد مسيحي لم يعد متوافراً. تعاون انتخابيإلا أن ائتلاف الأضداد في لائحة «بيروت تجمعنا» لا يعني أن الظروف السياسية مؤاتية لانخراطهم في تحالف أبعد من التعاون الانتخابي للحفاظ على المناصفة لتفادي إقحام البلد، في حال الإخلال بالشراكة المسيحية، في أزمة سياسية تضطر القوى المعنية بها تحت ضغط الشارع للمطالبة بتقسيم بيروت إلى دائرتين انتخابيتين تجتمعان تحت سقف بلدي واحد. وفي هذا السياق، يقول مصدر سياسي وثيق الصلة بلائحة «بيروت تجمعنا» إن الثنائي الشيعي قرر تمرير رسالة إلى الطرف الآخر في اللائحة بتحييد إنماء بيروت وتطوير مرافقها عن الخلافات السياسية، وهذا ما أبلغه مخزومي بالإنابة عنه إلى شركائه المسيحيين في الائتلاف البلدي، مع أن البلوكات الداعمة له تجنّبت الانجرار إلى التشطيب، وهذا ما تبين من خلال فرز الأصوات. ويبقى السؤال كيف يتصرف الشركاء المسيحيون حيال الخرق الذي اقتصر على أندريا ولم يتمدد إلى الآخرين؟ مع أن مصادر لائحة «بيروت تجمعنا» تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الخرق لن يحدث أي شرخ داخل الائتلاف الذي حمى المناصفة على رغم أن نسبة الاقتراع المسيحي جاءت متدنية.