
ضغوط متزايدة على إسرائيل لوقف الهجوم المرتقب على قطاع غزة
طالب وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإلغاء خطته للسيطرة على مدينة غزة لصالح خطة أكثر صرامة، بينما قالت إيطاليا اليوم الأحد إن الخطة قد تؤدي إلى ما يشبه ما حدث في "فيتنام" بالنسبة للجيش الإسرائيلي.
ووافقت الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل التي يرأسها نتنياهو، والوزير سموتريتش عضو فيها، على خطة بالأغلبية يوم الجمعة لتوسيع العمليات العسكرية في القطاع الفلسطيني الممزق لمحاولة هزيمة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وأثارت هذه الخطوة موجة من الإدانات داخل إسرائيل، إذ تظاهر آلاف الأشخاص في تل أبيب أمس السبت مطالبين بالوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، وانهالت الإدانات على الحكومة الإسرائيلية من الخارج أيضا.
ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق اليوم الأحد لمناقشة الخطة، إذ عبرت عدد من الدول عن قلقها من أنها قد تؤدي إلى تفاقم أزمة الجوع الحادة بالفعل بين الفلسطينيين.
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا لوسائل الإعلام الدولية في إسرائيل وأن يدلي بتصريحات ينقلها التلفزيون في وقت لاحق من اليوم. ولم يتضح بعد ما سيقوله.
وقال سموتريتش إنه فقد الثقة في قدرة نتنياهو ورغبته في تحقيق النصر على حماس. وقال في لقطات مصورة على منصة إكس في وقت متأخر من أمس السبت، إن الخطة الجديدة تهدف إلى إعادة حماس إلى مفاوضات وقف إطلاق النار.
وأضاف أن رئيس الوزراء والحكومة قرروا القيام "بالمزيد من نفس الشيء"، في إشارة إلى أن القوات الإسرائيلية دخلت المدينة من قبل وفشلت في هزيمة حماس.
ويقول هو وأعضاء آخرون من اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو إن الخطة لا ترتقي للمستوى المطلوب بينما حذر الجيش، الذي يعارض الحكم العسكري في غزة، من أن ذلك سيعرض الرهائن المتبقين لدى حماس وكذلك القوات الإسرائيلية للخطر.
ولم يصل سموتريتش إلى حد توجيه إنذار واضح لنتنياهو.
ونادى حلفاء آخرون لنتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف بتنفيذ احتلال عسكري كامل لغزة وضم مساحات واسعة من القطاع وترحيل جزء كبير من سكانه الفلسطينيين.
وقال وزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير، الذي أطلق دعوات مماثلة، لإذاعة الجيش اليوم الأحد إن خطة السيطرة على مدينة غزة جيدة، طالما أنها خطوة أولى.
وحذر الجيش الإسرائيلي من أن توسيع الهجوم قد يعرض حياة الرهائن الذين لا تزال حماس تحتجزهم في غزة والذين يُعتقد أن عددهم حوالي 20 رهينة، للخطر، ويجر قوات الجيش إلى حرب عصابات طويلة الأمد وقد تؤدي لسقوط قتلى.
وقالت إيطاليا إن على إسرائيل أن تستجيب لتحذيرات جيشها.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في مقابلة مع صحيفة إل ميساجيرو اليومية "غزو غزة قد يتحول إلى فيتنام بالنسبة للجنود الإسرائيليين".
وكرر الدعوات إلى إرسال بعثة للأمم المتحدة بقيادة دول عربية "لإعادة توحيد الدولة الفلسطينية" وقال إن إيطاليا مستعدة للمشاركة.
ومن المرجح أن يناقش مجلس الأمن الأزمة الإنسانية في غزة واحتمالات تفاقمها إذا ما مضت إسرائيل قدما في الخطة، لكن لا توجد حتى الآن رغبة كبيرة لدى الدول العربية لإرسال قواتها.
* مقتل فتى جراء عملية إنزال جوي
تعرضت إسرائيل بالفعل لضغوط متزايدة بسبب انتشار الجوع والعطش في القطاع، مما دفعها إلى الإعلان عن سلسلة من الإجراءات الجديدة لتسهيل توزيع المساعدات.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إنه تم توزيع محتويات ما يقرب من 1900 شاحنة مساعدات الأسبوع الماضي عند معبري كرم أبو سالم وزيكيم الحدوديين في غزة. وتقول الأمم المتحدة إن غزة بحاجة إلى إدخال المزيد من المساعدات، ولم يتسن الحصول على تعليق بعد من متحدث باسم المنظمة بشأن العدد المذكور.
من ناحية أخرى قال مسعفون أمس السبت إن فتى عمره 14 عاما قُتل جراء عملية إنزال جوي للمساعدات عندما سقط صندوق على مخيم في وسط غزة. وأظهر مقطع مصور تحققت منه رويترز وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي صندوق المساعدات الذي سقط بالمظلة على الفتى الذي كان ينتظر الطعام بين عدد من الفلسطينيين اليائسين الآخرين.
وقال المكتب الحكومي في قطاع غزة الذي تديره حماس إن الوفاة الجديدة ترفع عدد القتلى جراء عمليات الإنزال الجوي إلى 23 شخصا منذ بداية الحرب قبل عامين تقريبا.
وقال المكتب "لقد حذرنا مرارا من خطورة هذه الأساليب غير الإنسانية، وأطلقنا مطالبات متكررة بإدخال المساعدات من خلال المعابر البرية بشكل آمن وكاف، وخاصة الغذاء وحليب الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية".
وذكرت وزارة الصحة أن خمسة أشخاص آخرين، من بينهم طفلان، توفوا بسبب سوء التغذية والجوع في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع عدد الوفيات المرتبطة بهذه الأسباب إلى 217 حالة من بينهم 100 طفل.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما شن مسلحون بقيادة حماس هجوما على جنوب إسرائيل تقول إحصاءات إسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. وتقول السلطات الإسرائيلية إن 20 من 50 رهينة متبقين في غزة ما زالوا على قيد الحياة.
وتقول سلطات الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي أدى منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 61 ألف فلسطيني، كما ترك معظم القطاع في حالة خراب.
وقال مسعفون في غزة إن النيران الإسرائيلية قتلت ستة فلسطينيين على الأقل اليوم الأحد، أربعة منهم في غارة جوية في خان يونس واثنان بين حشود تسعى للحصول على مساعدات في وسط غزة. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على هذا التقرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 2 ساعات
- جريدة الرؤية
نتنياهو يرد الجميل!
د. محمد بن عوض المشيخي ** نتنياهو يُكشِّر عن أنيابه ويعلنها صراحةً بأنّه في "مهمة روحية" لإقامة "إسرائيل الكبرى" على أرض الميعاد من "الفرات إلى النيل"، والتي كما قال- تتضمن خمس دول عربية، إضافة إلى فلسطين. ومن المفارقات العجيبة أنّ تلك الدول يمكن تصنيفها بأنّ حكامها معادون للمقاومة الفلسطينية التي تحارب على أرضها، وخاصة "حماس". وقد طالبت تلك الحكومات قبل أسابيع قليلة؛ بل أقرت وثيقة في نيويورك بنزع سلاح حماس، وهو ما سيساعد إسرائيل على قتل الرجال والأطفال واستباحة أعراض نساء غزة، بقيادة المجرمين الصهيونيين الثنائي بن غفير وسموتريتش؛ اللذين سبق أن عبّرا عن رغبتهما الأكيدة في إبادة كل سكان غزة وتعذيبهم، ثم بعد ذلك تهجير من يبقى من هؤلاء السكان إلى دول إفريقية بمساعدة أمريكية، وذلك لفتح المجال للتوسع الصهيوني وإقامة المستوطنات والمدن السياحية، وفتح قناة بن غوريون في قطاع غزة كممر عالمي بديل عن قناة السويس بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. هذه الأنظمة -التي يمكن تسميتها بالحكومات التي يستهدفها رئيس وزراء الكيان الغاصب والصديقة لإسرائيل- بعضها قد طبّع وسلّم الراية البيضاء لإسرائيل؛ بل وأغلق معابره في وجه المساعدات الإنسانية التي تقوم بها منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لسكان غزة المحاصرين من الجميع، بينما ينتظر البعض الآخر مدَّ يد الصداقة والتطبيع المجاني لهذا الكيان الغادر الذي يستهدف من تعاون معه من العرب بالدرجة الأولى ويستخف بهم، وذلك انطلاقًا من بعض الخرافات التي يزعم فيها الصهاينة أنّ البشر من غير اليهود قد وُجدوا في هذه الحياة كخدمٍ لبني إسرائيل، ويمكن استخدامهم كالدواب للركوب عليهم. وهذا بالفعل ما ظهرت بوادره الآن من المتطرفين الصهاينة الذين استعجلوا في إعلان حربهم على الجيران قبل حسم معركة غزة، وكذلك قبل اكتمال نزع سلاح حزب الله في لبنان؛ ذلك السلاح الذي كان يُشكِّل ردعًا وقوة ترهب الكيان الغاصب في جنوب لبنان. لكن لم تكن حسابات المقاومة اللبنانية دقيقة في هذا الملف الذي تساقطت أوراقه تباعًا بعد استشهاد الأمين العام للحزب حسن نصر الله، صاحب الكاريزما القوية التي أرعبت الغرب والصهاينة على حد سواء. الخطأ القاتل لحزب الله هو تجنبه المواجهة الشاملة في أكتوبر 2023 مع الصهاينة؛ إذ كان يمكن لتلك المعركة -لو تم تنفيذها في وقتها- القضاء على ما يُعرف بالدولة الإسرائيلية وجيشها الذي كان يخشى حزب الله، وذلك بالتزامن مع معركة "طوفان الأقصى" المباركة. فاكتفاؤه بالمساندة فقط والتركيز على قصف الجليل أو شمال فلسطين المحتلة مكَّن إسرائيل من استهداف قواعد الحزب في كل لبنان لاحقًا؛ مما ترتب على ذلك استشهاد الصفين الأول والثاني من قادة المقاومة اللبنانية. وكل ذلك أتاح لأمريكا الدخول على الخط وتقديم مشروعها السرطاني الذي يستهدف سلاح المقاومة لكي تنعم إسرائيل بالأمن والأمان. إن إدانات الحكومات العربية أو حتى طلب توضيحات من حكومة نتنياهو الإرهابية حول التوسع شرقًا نحو دول الجوار، لن يُغيِّر في الأمر شيئًا على الإطلاق؛ فالحكومة المتطرفة في إسرائيل لا تضع أي وزن للعرب ولا حتى لحكامهم من المحسوبين عليها، خاصة أولئك الذين تخلّوا عن الإجماع العربي والثوابت التي تم إقرارها في المؤتمرات العربية، وذلك قبل وصولنا إلى ما يُعرف بزمن خيانة المبادئ أو ما يُعرف بالزمن العربي الرديء الذي نعيش فصوله المرّة والمخزية هذه الأيام. ومن سوء حظنا نحن العرب، أن هناك من يوسمنا بالخيانة، ليس في هذه الأيام العصيبة من حياة الأمة فحسب، بل ومنذ قرون طويلة. ولعلنا نتذكر المؤامرات التي حِيكَت من أبناء جلدتنا في الأندلس في عهد تشرذم ما يُعرف بملوك الطوائف الذين تآمروا على بعضهم ثم تساقطت دويلاتهم واحدة تلو الأخرى، وقبل ذلك سقوط الخلافة العباسية على يد القائد المغولي هولاكو؛ حيث تذكر الوثائق أنّ الوزير ابن العلقمي كان له دور مهم في تسهيل مهمة التتار في دخول بغداد ثم سقوطها. وفي الختام.. لقد حان الوقت لهذه الأمة العظيمة أن تنفض الغبار عن نفسها، وتتناسى الخلافات، وتصلح ذات البين، وأن تُدرك الدسائس والمؤامرات التي تُحاك لها من الأعداء الذين يُعِدّون العدّة لكي نبقى في مربع الضعف والذل والمحافظة على ذيل القائمة في هذا العالم الذي يتقدم كل يوم إلى أعلى المراتب، بينما نحن نتراجع على الدوام إلى الخلف. الحقيقة المُرَّة التي يعرفها الجميع هي أنّ الأنانية والسيطرة والرغبة العمياء في منطقتنا للاستحواذ على السُلطة -وإن كانت منقوصة في الأساس- إنما هي بسبب التدخل الأجنبي في الشؤون العربية عبر القرون. ** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري


جريدة الرؤية
منذ 2 ساعات
- جريدة الرؤية
غطرسة إسرائيل وفتاوى التكفير والملحمة الكبرى
د. محمد بن خلفان العاصمي إعلان رئيس وزراء الكيان الصهيوني أنه في مهمة روحية وتاريخية لإقامة ما يزعم أنها "إسرائيل الكبرى"، التي سوف تضم أجزاء واسعة من المناطق بين نهري الفرات والنيل، هو بمثابة إشارة البدء في إطلاق شرارة صراع واسع النطاق بين الشرق والغرب، وهو الإعلان الصريح لتحقيق حلم الصهيونية العالمية وبداية اكتمال مشروع هرتزل، الذي أعلن عنه منذ ما يزيد على 150 عامًا، عندما أعلن عن حلم دولة اليهود التي تنشأ في أرض فلسطين وتتوسع لتشمل جميع البلدان العربية بين النهرين بشكل كامل أو جزئي. هذا الإعلان هو الخديعة الكبرى التي ظلّ بعض العرب يُنكرون جُرأة إسرائيل في اتخاذ هذه الخطوة، لدرجة أن البعض مدّ يد التطبيع واعتقد أن هذا الكيان الغاصب الحاقد يمكن أن يركن إلى السلام وأن يتحدث بلغة غير لغة السلاح والحرب والدمار. وقد تكون مشاعر الخيبة بادية الآن على الوجوه، رغم أن جميع المؤشرات تدل على أن هذا المحتل ماضٍ في طريقه، غير مكترث بأي دعوة لوقف العنف، وغير منصاع للقوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، ويضرب بعرض الحائط كل ما يعترض طريق إكمال "المشروع الحلم" الذي يرعاه الغرب منذ نشأته وحتى الآن. السؤال الأهم: لماذا هذا التوقيت بالذات لإعلان المشروع بشكل صريح، دون مواربة أو دبلوماسية كما هو معتاد؟ والجواب يكمن في تتبّع مسار الأحداث السياسية في المنطقة؛ حيث تعاظمت قوة إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وتنامت قوتها العسكرية والاقتصادية، وقدرتها على تسيير الأحداث لمصلحتها. ففي الوقت الذي عصفت فيه رياح التغيير بأغلب دول الشرق الأوسط، وخاصة دول الطوق، ظلّ هذا الكيان المحتل بعيدًا عن كل ذلك. وبعد أن كان يعاني من عدة جبهات تمثل المقاومة في الداخل والخارج، لم يبقَ إلا حماس في ساحة الصراع المسلّح. وبعد أن تجاوز الكيان الغاصب مرحلة العمليات الفدائية والخطف والجبهات المشتعلة، وتمكّنه من نقل المعركة من داخل أرض فلسطين إلى البلدان العربية، لم يبقَ الكثير ليؤرّق هذا المحتل. لقد أدركت إسرائيل أنه لا وجود لأي قوة عربية أو إسلامية يمكنها أن تمنع قيام المشروع، خاصة بعدما بدت دول الشرق الأوسط ضعيفة وتنتهج سياسة المصلحة الخاصة لا المصلحة العامة، ولسان حالها جميعًا الآن: "أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض". لكن هذا الإدراك جاء متأخرًا وبشكل كبير؛ حيث لم يعد هناك مجال إلا للمواجهة المباشرة وباستخدام قوة السلاح، والتي تبدو فيها موازين القوى مختلّة، خاصة مع الدعم اللامحدود للمشروع الصهيوني الذي بات مثل السرطان ينهش جسد الأمة الإسلامية والعربية على حد سواء. ووسط كل هذه الأحداث تأتي فتاوى التكفير ودعوات الطائفية لتُعمِّق من جراح الأمتين، وكأن كل هذه الجراح التي أثخنت جسد المسلمين لا تكفي. وما هذه الدعوات إلّا جزء من هذا المشروع الخبيث، ومن ينتهجون هذا النهج ما هم إلّا أدوات صهيونية دُرِّبت وأُعِدّت بشكل احترافي وممنهج لتقوم بهذا العمل الذي يُسهِّل سرعة إنجاز المشروع. وما نسمعه من بعض المُتستِّرين بالدين الإسلامي والمُحسوبين على المؤسسات الدينية من فتاوى تكفيرية وأحاديث تُؤجِّج الطائفية وتضرب المذاهب بعضها ببعض، يدعو للوقوف كثيرًا والضرب بيد من حديد لكل من يزرع إسفين الفرقة في جسد الأمة. وقد أحسنت دولة الكويت العزيزة عندما تصدَّت لهؤلاء المُدَّعين الذين امتهنوا الفتنة وضلّوا سواء السبيل. هل حان موعد الملحمة الكبرى؟ وهل سوف يستفيق المسلمون من سباتهم قبل سقوط الجدار الأخير الذي يحول دون تنفيذ مخطط بني صهيون؟ هل تُدرك الأمة الإسلامية أن غزة بمثابة غرناطة، والتي إذا سقطت سوف تكون بداية النهاية؟ هل ما زالت معركة بلاط الشهداء حاضرة في ضمير الأمة لتستفيق وتأخذ بثأرها؟ كل هذه الأسئلة تبحث عن إجابات، ولكن الأهم من ذلك أن كل هذا الطغيان والاستعلاء والغطرسة التي يملأ بها هذا الكيان الغاصب تشير إلى أنه يسير نحو نهايته الموعودة، ومصيره المحتوم، والمواجهة الكبرى الحاسمة. على المسلمين أن يتسلحوا بالإيمان، وعليهم أن يواجهوا مصيرهم بكل تماسك وثبات. يقول المُفكِّر المصري الدكتور عبدالوهاب المسيري، الذي توقّع نهاية هذا الكيان المتجبِّر المتغطرس: "إن إسرائيل مشروع استيطاني مثل المشروع الاستيطاني الغربي الذي كان قائمًا في جنوب إفريقيا، وهذا المشروع سوف يتآكل ويتفكك وينتهي تمامًا مثل مشروع جنوب إفريقيا، وسوف تعود فلسطين لأهلها". فيما يقول الكاتب اليهودي شلومو رايخ في هذا الصدد: "إن إسرائيل تركض من نصر إلى نصر حتى تصل إلى نهايتها المحتومة؛ فالانتصارات العسكرية لم تحقق شيئًا"؛ وذلك لأن المقاومة مستمرة، مما يؤدّي إلى ما سمّاه المؤرخ الإسرائيلي يعقوب تالمون -نقلًا عن هيغل -"عُقم الانتصار". هذا هو المصير الذي وعد به القرآن الكريم هذا الكيان الفاسد عبر التاريخ، وهو وعد حق سوف يتحقق مهما اشتدّت قوته وزادت غطرسته، قال الله تعالى: " ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ" ( آل عمران: 112).


جريدة الرؤية
منذ 8 ساعات
- جريدة الرؤية
زيلينسكي: ندعم عقد قمة ثلاثية وسألتقي ترامب الإثنين
كييف- رويترز قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت إن كييف مستعدة للتعاون البنّاء وتدعم عقد قمة ثلاثية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا. وكتب زيلينسكي على منصة إكس "أوكرانيا تؤكد استعدادها للعمل بأقصى جهد ممكن لتحقيق السلام". وأضاف "ندعم اقتراح الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب بعقد اجتماع ثلاثي بين أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا. تؤكد أوكرانيا أن القضايا الرئيسية يمكن مناقشتها على مستوى القادة، وأن القمة الثلاثية مناسبة لذلك". وأوضح زيلينسكي، أن ترامب أطلعه على "النقاط الرئيسية" في محادثاته مع بوتين. مؤكدا أن الاتصال الهاتفي مع ترامب والقادة الأوروبيين ناقش "إشارات إيجابية" من أميركا بشأن ضمانات أمنية. وقال الرئيس الأوكراني: "أوروبا يجب أن تكون جزءا من المحادثات في جميع المراحل". كما أعلن زيلينسكي السبت أنه سيتوجه الإثنين إلى واشنطن لمناقشة "إنهاء القتل والحرب" مع ترامب.