logo
الساعات الذكية: كيف تختار الأنسب لصحتك وحياتك اليومية؟

الساعات الذكية: كيف تختار الأنسب لصحتك وحياتك اليومية؟

الرجلمنذ 2 أيام

قديمًا، كانت ساعة اليد تُستخدَم لمعرفة الوقت فحسب، ولكنها مرّت برحلة تطور غنية، كأيّ شيءٍ في الحياة، حيث تغيّر شكلُها، ومعه تغيّرت خصائصها أيضًا، إلى أن صارت اليوم "ساعة ذكية"، تمتلك خصائص قريبة من الهواتف الذكية، وإن كانت أقل في المزايا بالطبع.
فالساعة الذكية قادرة على مراقبة صحتك على مدار الساعة، ودقّات قلبك، وأنماط نومك، وحرارة بشرتك، وغيرها من خصائص تُمكِّنك من رصد أي تغيير يطرأ على صحتك، فإلى أي مدى صارت تلك القطعة الأنيقة مهمة في الحفاظ على الصحة؟ وكيف تختار ساعة ذكية تناسِبك؟
الساعات الذكية
يمكن تعريف الساعة الذكية باختصار، بأنها جهاز ذكي ترتديه حول معصمك، تتجاوز وظيفته وظيفة الساعات التقليدية، فهذه الساعة لا تقدم لك معرفة الوقت فحسب، بل تتضمّن خصائص متقدمة، مثل مراقبة الصحة وتتبُّع التمارين أو اللياقة البدنية، بالإضافة إلى أجهزة استشعارٍ لمراقبة ضربات القلب وغير ذلك، كما تتميّز بخِفّة وزنها وسُهولة ارتدائها.
كيف تراقب الساعة الذكية صحتك على مدار الساعة؟
تمتلك الساعات الذكية عديد من الخصائص المُتقدِّمة، التي تساعد على مراقبة الصحة من نواحٍ مختلفة طوال الوقت، فهي غنية بأجهزة استشعارٍ دقيقة، تتابِع معدّل ضربات قلبك، خطواتك، أنماط نومك، والسعرات الحرارية التي تحرقها خلال اليوم.
ولا شكّ أنّ هذا مفيد جدًا لمن يرغبون في عيش حياةٍ صحية، أو متابعة عدد الخطوات التي يمشونها كل يوم، والسعرات الحرارية التي حُرقِت في سبيل خسارة الوزن الزائد أو الحفاظ على الوزن الحالي.
كذلك قد تكون الساعات الذكية أكثر فائدة لمن يُعانُون أمراضًا مزمنة، إذ يمكِن مثلًا لمرضى السكري استخدامها لتتبُّع مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى تعيين تذكيرات بالأدوية في أوقات تناولها، لتجنُّب النسيان.
فوائد الساعات الذكية للنوم الصحي
قد تكون الساعة الذكية هي القطعة الناقصة لتنعَم بنومٍ صحي؛ إذ تراقِب أنماط نومك طوال الليل، وتساعدك في التعرف على مشكلة النوم التي تعاني منها، عندما ترى البيانات التي رصدتها مع استيقاظك من النوم.
واستنادًا إلى تلك البيانات، قد تُقدِّم لك الساعات الذكية اقتراحات مُخصّصة بناءً على المشكلات المرصودة، حتى تتمكّن من الحصول على نومٍ أفضل، فمثلًا إذا كُنت مستيقظًا لفترة طويلة، فقد تقترح عليك الساعة الذكية الاسترخاء لفترةٍ من الوقت أو النوم، أو يمكِنك استشارة اختصاصي الرعاية الصحية لعلاج اضطرابات النوم التي رصدتها الساعة الذكية.
كيف تساعد الساعات الذكية على تحسين لياقتك البدنية؟
رجل ينظر إلى ساعته قبل التمرين تعبيرية عن دور الساعات الذكية في تحسين اللياقة البدنية - المصدر: Shutterstock
هل مشيت بضع خطوات زائدة اليوم؟ هل قُمت بعدّها أو حسابها؟
بالتأكيد هذا ليس سهلًا، لكن في وجود ساعة ذكية ترتديها على معصمك، من السهل معرفة عدد الخطوات التي مشيتها كل يوم؛ إذ تعمل الساعة الذكية كمُتتبِّع للياقة البدنية.
كما تتابع بعض أنواع الساعات، مثل "Google Pixel Watch"، كثافة التمرين الرياضي الذي تمارِسه، ويمكنك زيادة دقائق التمارين عالية أو متوسطة الكثافة، بناءً على مُعدّل ضربات قلبك الحاليّ الذي توفّره لك الساعة الذكية.
من ناحيةٍ أخرى، فإنّه يمكن ضبط الساعة الذكية لتنبيهك بالحركة من وقتٍ لآخر، خاصةً إذا كُنت تجلس لفتراتٍ طويلة، وتحتاج إلى من يُذكِّرك بالحركة أو ممارسة قليل من النشاط البدني.
الساعات الذكية واستشعار البشرة
تمتلك بعض الساعات الذكية، مثل ساعة "FitBit" مُستشعر جلد كهربائيًا، وعندما تضع راحة يدك على وجه الجهاز، يمكن لأجهزة الاستشعار اكتشاف التغيُّرات الكهربائية الدقيقة في مستوى العرق في بشرتك.
كما يمكن أيضًا رصد الاختلافات في درجة حرارة الجلد في أنواعٍ أخرى من الساعات الذكية، التي تمتلك مُستشعِرَ درجة الحرارة بالأشعة تحت الحمراء.
الساعات الذكية ومراقبة ضربات القلب
تتمكّن الساعات الذكية أيضًا من رصد مُعدّل ضربات القلب طوال الوقت، فقط تأكّد من ارتدائها بشكلٍ صحيح، لأنّه إذا كانت هناك فجوة كبيرة بين الساعة وبشرتك، فقد تكون قراءة مُعدّل ضربات القلب أقل دقة، حسب "Mayo Clinic".
فهي ترصد ضربات قلبك في أثناء ممارسة التمارين، وكذلك خلال أوقات الراحة، ورصد أي تغيّر غير طبيعي قد يطرأ على دقّات قلبك، ومثلًا، إذا زاد مُعدّل ضربات قلبك في أثناء الراحة عن المُعتاد، فقد يكون ذلك لبعض الأسباب، منها على سبيل المثال:
قلّة النوم.
التوتر المستمر .
ممارسة الكثير من التمارين الرياضية الشاقة.
المعاناة من عدوى، مثل
نزلات البرد
.
كما ينخفض معدل ضربات قلبك خلال الراحة مع تقدُّمك في ممارسة التمارين الرياضية وتحسُّن لياقتك البدنية؛ إذ يكون القلب أكثر كفاءة في ضخّ الدم، وكلُّ ذلك ترصده الساعات الذكية، وتجعلك مُطلعًا عليه لحظة بلحظة.
الساعات الذكية ورصد مشكلات القلب
ساعة ذكية متصلة بهاتف جوال يعرض مخطط كهربية القلب تعبيرية عن الساعات الذكية ورصد مشكلات القلب - المصدر: Shutterstock
قد تساعد الساعات الذكية في رصد بعض مشكلات عدم انتظام ضربات القلب، مثل الرجفان الأذيني، الذي قد يزيد خطر الإصابة ببعض المشكلات، حسب "Mayo Clinic"، مثل:
الجلطات.
السكتات الدماغية.
قصور القلب.
ومن المعلوم أنّ عدم انتظام ضربات القلب يُرصَد بوساطة جهاز تخطيط القلب الكهربائي (رسم القلب) في المستشفيات أو عيادات الأطباء، وهو أدقّ بالطبع من الساعات الذكية، لكن قد تساعد بعض أنواعها في إرسال إشعارات لك ما إن ترصد عدم انتظام ضربات القلب، ما يساعد على كشف المرض مبكرًا والبحث عن علاج مناسب له.
أبرز التحديات المتعلقة باستخدام الساعات الذكية
رغم ما تقدِّمه الساعات الذكية من مراقبة للصحة على مدار الساعة، فإنّها تجمع كثيرًا من البيانات عن كل شخص يستخدمها، كما قد تجعلك مضغوطًا باستمرار ومنشغلًا بمراقبة مدى تقدُّم لياقتك مثلًا طوال الوقت، ولعل أهم التحديات المتعلقة باستخدامها تتمثل في:
1. التوافر الدائم:
الساعة الذكية في متناوَل يدك، تعمل طوال الوقت، سريعة التجاوب معك، وهذه ميزة بلا شك، لكن قد تُخفِي وراءها عيبًا، لأنّها قد ترهِقك بشكلٍ كبير، وربّما تجعلك لا تمتلك وقتًا كافيًا لنفسك، حيث التفاعل المستمر مع الإشعارات التي ترسِلها لك الساعة الذكية بين الحين والآخر.
2. الضغط المستمر:
إذا كُنت تطلِع على بيانات اللياقة البدنية والصحة عبر الساعة الذكية باستمرار؛ رغبةً في تحسين صحتك ولياقتك، فقد تضع نفسك تحت ضغطٍ مستمر.
فإذا كان هناك تحسُّن شعرت بارتياح، لكن ماذا إذا لم يكُن هناك تحسّن كبير في لياقتك، ربّما لانشغالك مثلًا؟ قد يتسبّب ذلك في ضغطٍ نفسي لك إذا كُنت شديد الاهتمام بتحسين لياقتك وصحتك، لكن ينبغي أن يكون الاهتمام متوازنًا فلا يُسبِّب لك ضغطًا بنهاية المطاف.
3. حماية البيانات:
تجمع الساعات الذكية كثيرًا من المعلومات الشخصية عنك، مثل البيانات الصحية، ومِنْ ثمّ طبيعي أن تكون هناك بعض المخاوف بشأن أمن البيانات الموجودة عليها، لذا ينبغي البحث عن العلامات التجارية التي تضمن حماية معلوماتك الشخصية، واتخاذ التدابير المناسبة لحماية خصوصيتك وبياناتك.
4. محدودية الوظائف وعُمر البطارية:
عُمر البطارية المحدود إحدى أكبر العقبات التي يمكن أن تواجِهك في استخدام الساعات الذكية، كما أنّ بعض وظائفها محدودة نسبيًا مقارنةً بالهواتف الذكية، مما يُشكِّل تحديًا في استخدامها، وإن كانت لها مميزاتها بالطبع.
كيف تختار ساعة ذكية مناسبة لك؟
ساعة ذكية يرتديها رجل على معصمه تعبيرية عن كيفية اختيار ساعة ذكية مناسبة لك - المصدر: Shutterstock
ينبغي الانتباه إلى بعض الأمور قبل شراء ساعة ذكية؛ إذ يُفضّل أن تتوافر فيها بعض الخصائص، مثل:
التوافق مع تطبيقات الهاتف الذكي أو الأجهزة الأخرى.
ميزات الاتصال المختلفة، مثل البلوتوث، والواي فاي، وNFC، مما يسمح بتلقّي الإشعارات من الساعة الذكية مباشرة، كما يُفضّل أن تدعم خاصية اتصال 4G، مما يسمح باستخدامها بشكلٍ مستقلّ كهاتف.
حجم شاشة كبيرة نسبيًا، فهذا أسهل في القراءة والاستخدام، رغم أنّها قد تكون أثقل على معصمك.
توافر مجموعة متنوعة من ميزات مراقبة الصحة، بما في ذلك مراقبة معدل ضربات القلب، مستويات الأكسدين في الدم، درجة حرارة الجلد، مراقبة نسبة السكر في الدم، وفي النماذج المتقدّمة تتبّع تخطيط كهربية القلب والحالة المزاجية.
توافر خاصية مراقبة النوم، لفهم أنماط نومك، وكيفية تحسين جودة النوم .
خصائص مراقبة اللياقة البدنية، بما في ذلك حساب الخطوات، عدّ السعرات الحرارية، تتبّع ضربات القلب في أثناء التمارين، كما توفّر بعض الساعات مقاييس متقدّمة، مثل وقت التعافي وVo2max، لمساعدتك على تحقيق أهدافك.
اختيار ساعة ذكية بها أوضاع توفير البطارية "Battery-saving" لإطالة فترة الاستخدام، أو شراء ساعة بعُمر بطارية أطول، لكنّها قد تكون بميزات أقل.
خاصية مقاومة الماء، إذا كُنت تُخطِّط لارتداء ساعتك الذكية في أثناء السباحة أو الاستحمام، وتصنيف ATM 5 أو أعلى مناسب للسباحة والرياضات المائية.
تزايُد الطلب المستقبلي على الساعات الذكية
موقع "GlobalData" تحدث عن نمو سوق التكنولوجيا القابلة للارتداء بمقدار الضعف بين عامي 2019 و2022؛ إذ ارتفع من 51.4 مليار دولار إلى 99.5 مليار دولار، نتيجة الطلب المتزايد على الساعات والأجهزة السمعية الذكية، فيما تشِير التقديرات إلى أنّ قيمة تلك الصناعة ستشهد نمو سنوي يتجاوز 14% حتى 2030، خاصةً مع تكامُل الذكاء الاصطناعي مع الأجهزة القابلة للارتداء لجعلها أكثر ذكاءً وتفاعلية.
لذا من المُتوقّع أن يكون للساعات الذكية تأثير قوي في الرعاية الصحية الشخصية، خاصةً مع التقنيات التي تتطوّر يومًا تلو الآخر، وتكامُل الذكاء الاصطناعي مع الساعات الذكية، مما يوحِي بمستقبل تقنيّ بصحةٍ أفضل، فهي أكثر من مُجرّد أناقة تزيّن معصمك.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف تحمي بيانات الآيفون إذا سرق منك؟
كيف تحمي بيانات الآيفون إذا سرق منك؟

عكاظ

timeمنذ 3 ساعات

  • عكاظ

كيف تحمي بيانات الآيفون إذا سرق منك؟

أطلقت «أبل» ميزة «حماية الجهاز المسروق» عند إصدارها لنظام التشغيل iOS 17.3، وتهدف هذه الميزة إلى حماية بياناتك في حال سرقة هاتفك أو وقوعه في أيدٍ غير أمينة، من خلال إضافة طبقة أمان عند وجود جهاز آيفون بعيدًا عن الأماكن المألوفة، مثل المنزل أو العمل، كما تُساعد على حماية حساباتك ومعلوماتك الشخصية في حال سرقة الجهاز. وإليك كيفية تفعيل ميزة حماية الجهاز المسروق، وما يجب معرفته حول ميزة الأمان الجديدة. أولًا، افتح الإعدادات، وانقر على «معرف الوجه ورمز المرور»، ثم انقر على «حماية الجهاز المسروق»، وحوّل زر التبديل بجوار «حماية الجهاز المسروق» لتفعيل الميزة. تتطلب ميزة «حماية الجهاز المسروق» إدخال معلوماتك البيومترية مرة واحدة على الأقل، للوصول إلى بعض إعداداتك ومعلوماتك الحساسة عندما لا تكون في مكان مألوف، مثل منزلك. ومن بين هذه الإعدادات، استخدام كلمات المرور أو مفاتيح المرور المحفوظة في سلسلة المفاتيح، واستخدام طرق الدفع المحفوظة في سفاري والتي تُملأ تلقائيًّا. كذلك، قد يطلب الهاتف البيانات البيومترية لمسح جميع المحتويات والإعدادات، أو عند التقدّم بطلب للحصول على حساب أبل جديد، أو استخدام جهاز آيفون لإعداد جهاز جديد. أخبار ذات صلة وتستخدم الميزة أيضًا آلية جديدة تُسمى «تأخير الأمان» عند تغيير بعض الإعدادات؛ فإذا حاولت تغيير هذه الإعدادات وأنت بعيد عن مكان مألوف، فستطلب منك ميزة «حماية الجهاز المسروق» إدخال معلوماتك البيومترية مرتين، مرة في البداية، ومرة أخرى بعد ساعة. ووفقًا لشركة أبل، إذا وصلت إلى مكان مألوف أثناء انتظار انتهاء فترة التأخير الأمني، فقد ينهي جهازك هذه الفترة قبل أوانها. يُذكر أن ميزة «تأخير الأمان» تمنع إيقاف تشغيل ميزة «حماية الجهاز المسروق»، وتغيير كلمة مرور معرّف أبل، وتسجيل الخروج من حساب أبل، وإضافة أو إزالة الأجهزة الموثوقة، وغيرها من الإعدادات المهمة، مع العلم أنه يمكنك أيضًا اختيار تفعيل ميزة «تأخير الأمان» دائمًا، حتى عندما تكون في مكان مألوف. وبهذه الطريقة، إذا فُقد جهاز آيفون في المبنى الذي تعيش فيه أو في مكان آخر يتعرف عليه جهاز الهاتف على أنه مألوف، فستظل لديك طبقة الحماية هذه.

ينخفض الهرمون 30 % لدى الأصحاء بدءاً من 40 إلى 75 عاماًمفتاح صحة الرجل.. هرمون الذكورة !
ينخفض الهرمون 30 % لدى الأصحاء بدءاً من 40 إلى 75 عاماًمفتاح صحة الرجل.. هرمون الذكورة !

الرياض

timeمنذ 4 ساعات

  • الرياض

ينخفض الهرمون 30 % لدى الأصحاء بدءاً من 40 إلى 75 عاماًمفتاح صحة الرجل.. هرمون الذكورة !

الهرمونات أو الحاثّات هي مركبات حيوية يتم تصنيعها في الغدد الصماء لتقوم بوظائف حيوية مختلفة استقلابية وبنائية للجسم، وهي مواد كيميائية معقدة للغاية تفرزها هذه الخلايا الخاصة بكميات ضئيلة جدا حسب حاجة الجسم إليها وقد ينشط إفرازها عن طريق الخلايا العصبية مثل إفراز الهرمونات عند الخوف والغضب كما أنها تهيئ حالة الجسم حسب البيئة الخارجية، كما أنها لها دورا مهما في العمليات الحيوية التي يقوم بها الكائن الحي فكل هرمون له دوره ومتخصص في عمله ونقص الهرمونات يؤدي إلى حالة مرضية وربما الموت. ومن أهم الهرمونات ذات التأثير المباشر على صحة الرجل هرمون الذكورة (التيستوستيرون) لما له من تأثيرات مباشرة على الصحة الجنسية والصحة العامة. ومن الجدير ذكره ان هذا الهرمون يوجد ايضا عند المرأة بشكل طبيعي لكن بمستويات منخفضة. وفي الرجل، تشكل الخصيتان المصدر الرئيسي لهذا الهرمون، ومن المعروف طبياً أن خصية الرجل الطبيعي تصنع من 6 إلى 7 مجم من هرمون الذكورة يومياً. وتكمن اهمية هرمون الذكورة في تعدد وظائفه وتداخلها في معظم اجهزة الجسم فمنها ما له علاقة بالصحة الإنجابية والجنسية ومنها بناء العضلات وزيادة الرغبة والقدرة الجنسية وتنظيم وظائف الكبد وزيادة كثافة العظام وتنظيم الدورة الدموية وتحسين الذاكرة. وهناك نقص تدريجي فسيولوجي في مستوى هرمون الذكورة في الرجال الأصحاء، حيث ينخفض هرمون الذكورة بنسبة 30% في الرجال الأصحاء بدءاً من سن 40 عاماً إلى 75 عاماً تدريجياً. فبالاضافة للأسباب المتعلقة بالعمر توجد العديد من الأسباب المرضية لنقص هرمون الذكورة وهي إما أسباب خارجية كالتعرض للإشعاعات أو بعض العقاقير أو كدمات الخصية أو الحرارة العالية أو نتيجة اسباب داخلية مثل خلل الغدة النخامية أو اضطرابات الغدة الدرقية أو زيادة إفراز هرمون الحليب ( البرولاكتين) أو خلل مزمن شديد في وظائف الجسم، كما في حالات الفشل الكلوي أو الكبدي. إلا أن أكثر أسباب نقص هرمون الذكورة شيوعاً والذي حظي باهتمام علمي شديد في الآونة الأخيرة هو نقص هرمون الذكورة عند الرجال نتيجة التقدم في العمر أو ما يسمى بسن اليأس عند الرجال. هناك علاقة بين نقصه واحتمالات حدوث مشاكل في الدورة الدموية والقلب ومن المعروف أن هرمون الذكورة يبدأ في الزيادة في جسم الرجل عند مرحلة البلوغ ويكون في أعلى مستوياته من سن 19-30 سنة، ثم يبدأ في التناقص تدريجياً بنسبة 1-2% سنوياً. ويبدأ الكثير من الرجال ملاحظة أعراض المشكلة فوق سن الخمسين عاماً إلا أن الأعراض قد تبدأ قبل ذلك في نسبة قليلة منهم. وفي دراسة كندية أجريت على عدة آلاف من الرجال وجد أن الأعراض تحدث بنسبة 8% في الرجال في الأربعينات من العمر و29% في الخمسينات و44% في الستينات و70% في السبعينات و91% في الثمانينات وتتلخص هذه الأعراض حسب أهميتها في ضعف الرغبة الجنسية، ضعف كفاءة العضو ، ضعف القدرة العضلية وضعف القدرة على بذل المجهود، الإحساس بالخمول، الإحساس بالاكتئاب وضعف الذاكرة وزيادة وزن الجسم وخصوصاً في منطقة البطن. وللمساعدة على تشخيص نقص هرمون الذكوره ومعرفة اولئك الأشخاص الذين يجب عليهم المبادرة بالاستشارة الطبية وجدت العديد من الاستبيانات العلمية التي ترتبط اجاباتها بأعراض نقص هذا الهرمون لكن أكثرها قبولا هو استبيان ادم ، ويتكون هذا الاستبيان من عشرة أسئلة وفي حالة الإجابة بنعم على السؤالين الأول و السابع أو أي ثلاثة أسئلة أخرى يجب على المريض المبادرة باستشارة طبيبه. وهذه الأسئلة هي: 1 - هل تعاني من ضعف في القدرة الجنسية؟ 2 - هل تعاني من الخمول الجسدي؟ 3 - هل تعاني من ضعف القدرة العضلية بمرور الوقت؟ 4 - هل نقص طولك؟ 5 - هل لاحظت قلة استمتاعك بالحياة؟ 6 - هل تعاني من الحزن أو الاكتئاب؟ 7 - هل تعاني من ضعف جنسي ؟ 8 - هل لاحظت مؤخرا قلة قدرتك على ممارسة الرياضة؟ 9 - هل تحتاج إلى النوم مباشرة بعد تناول الطعام؟ 10 - هل تحس في الفترة الأخيرة بضعف في الذاكرة أو القدرة على أداء عملك؟ وبصفة عامة، فإن الارشادات الدولية الحالية تنصح الرجال المصابين بالسكري من النوع الثاني، والسمنة، والضعف الجنسي، اوالذين يستخدمون مسكنات الألم باستمرار بأن يحرصوا على الفحص الدوري للتأكد من عدم انخفاض مستوى هرمون الذكورة. وبالنسبة للتحاليل المخبرية فتتم عن طريق طلب تحليل دم يتم فيه قياس هرمون الذكورة أو التستوستيرون ويفضل عمل التحليل في الصباح من الساعة 8 صباحاً إلى الساعة 10 صباحاً، حيث يكون فيه الهرمون في أعلى مستوياته كما يمكن قياس مستوى الهرمون الحر في الدم في حالة وجود المستوى الكلي للهرمون عند الحدود الدنيا المقبولة لهذا الهرمون. وفي نفس الوقت من المهم إجراء بعض الفحوصات للبروستات للاطمئنان من عدم وجود موانع لاستخدام العلاج الهرموني وهذه الفحوصات تبدأ بالفحص اليدوي وقد يحتاج الأمر لقياس مستوى انزيم البي اس آي في الدم خاصة للرجال بعد عمر 45 سنة للتأكد من سلامة الغدة وخلوها من وجود اورام حميدة او سرطانية وهو مايمنع استخدام العلاج التعويضي لهرمون الذكورة. وفي حالة بدء العلاج فعلياً فلا بد من المتابعة الطبية المتواصلة لتقييم درجة الاستفادة ومقدارها وهذا التقييم متعدد الجوانب منها ما هو يشمل تقييم درجة الاستفادة أوللاطمئنان لغياب أي أعراض جانبية مؤثرة لان الهدف هو جودة حياة أفضل بإذن الله. والسؤال الذي يتبادر تلقائيا هو هل يستفيد الرجل من تعويض هذا النقص الطبيعي التدريجي في هرمون الذكورة؟ وهل هناك أعراض جانبية أو مخاطر للعلاج؟ وبالفعل هناك فوائد عديدة ويمكن تلخيصها كالتالي: بالنسبة للعظام: هناك تحسن تدريجي بالنسبة لكتلة العظام وتحسن لهشاشة العظام وتقليل عملية ضمور العظام التي تحدث بصورة تدريجية مع التقدم في السن. بالنسبة للعضلات والقوى الجسمانية: فهناك تحسن تدريجي مع تعويض النقص الحادث في هرمون الذكورة كما يحدوث تحسن في التمثيل الغذائي وتقل عملية حدوث الضمور التدريجي في عضلات الجسم وكتلة الجسم التي تحدث مع الشيخوخة. أما بالنسبة للوظائف الجنسية والمزاجية: فهناك فوائد عديدة لاستخدام العلاج التعويضي لهرمون الذكورة في حالة نقصه فقد يحدث زيادة وتحسن تدريجي في الرغبة الجنسية والإحساس بالمتعة واللذة الحسية وهناك زيادة تدريجية في معدل مرات ممارسة العلاقة الزوجية وحتى تحسن تدريجي في سهولة الاستثارة الجنسية ويلاحظ هذا التحسن كذلك حتى بالنسبة للذاكرة والتفكير والقدرة على الأداء العملي. أما بالنسبة للقلب والأوعية الدموية: فهناك علاقة غير مباشرة بين نقص هرمون الذكورة واحتمالات حدوث مشاكل في الدورة الدموية والقلب وهناك تحسن نسبي على مستوى الهرمونات بالدم وتأثيرات مختلفة على عوامل التجلط كما أن له دوراً إيجابياً بالنسبة لتأثير الأنسولين على الأنسجة. وقد بينت بعض الدراسات الطبية وجود علاقة بين نقص مستوى هرمون الذكورة في كبار السن وزيادة حدوث احتمالات في أمراض شرايين القلب وحدوث ذبحة صدرية. كما أنه قد يكون مصحوباً بزيادة تدريجية في الدهون الثلاثية بما له من مخاطر على القلب.

دراسة: بدائل للأسبرين قد تحمي مرضى القلب من الجلطات الخطيرة
دراسة: بدائل للأسبرين قد تحمي مرضى القلب من الجلطات الخطيرة

الشرق السعودية

timeمنذ 12 ساعات

  • الشرق السعودية

دراسة: بدائل للأسبرين قد تحمي مرضى القلب من الجلطات الخطيرة

خلصت دراسة جديدة إلى أنه قد يكون من الأفضل لمرضى القلب في مرحلة التعافي بعد التدخلات الجراحية المحدودة الاستمرار في تناول نوع معين من عقاقير تسييل الدم للمساعدة في الوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، بدلاً من الاستمرار في تناول الأسبرين. وعادة ما يتلقى المرضى علاجاً مزدوجاً مضاداً لتخثر الدم باستخدام كل من الأسبرين وأحد مثبطات مستقبلات "بي2واي12" (P2Y12)، وهي مستقبلات بروتينية توجد على سطح الصفائح الدموية وتلعب دوراً حيوياً في تخثر الدم، وذلك في المراحل المبكرة بعد قسطرة الشرايين التاجية وهي إجراء يهدف إلى علاج إنسداد الشرايين إما بعد حدوث نوبة قلبية أو للوقاية منها. وبعد عدة أشهر، عادة ما يتحول المرضى من العلاج المزدوج إلى استخدام الأسبرين يومياً مدى الحياة. ومع ذلك، فإن الأدلة التي تدعم استخدام الأسبرين تعود إلى دراسات أُجريت قبل أكثر من 4 عقود، ما يثير تساؤلات بشأن مدى ملاءمتها للممارسات الطبية الحديثة، خاصة في ظل التطورات الكبيرة في الأدوية والتقنيات العلاجية. وتشمل مثبطات مستقبلات (P2Y12) أدوية مثل كلوبيدوجريل (Clopidogrel) وتيكاجريلور (Ticagrelor) قد تكون أكثر فاعلية من الأسبرين منخفض الجرعة في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية مثبطات مستقبلات P2Y12 لكن باحثين ذكروا في الدراسة التي نشرت "المجلة الطبية البريطانية" (The BMJ) أن بيانات مجمّعة لمرضى شاركوا في 5 تجارب سريرية سابقة خلصت إلى أن الاستمرار في تناول مثبطات المستقبل (P2Y12) والتوقف عن تناول الأسبرين ارتبط بانخفاض معدلات الوفاة والنوبات القلبية والسكتات الدماغية مقارنة بالاستمرار في تناول الأسبرين، وذلك دون زيادة خطر حدوث نزيف حاد. ومع توفر بيانات جديدة من تجارب سريرية طويلة الأمد، أصبح بالإمكان تقييم فاعلية هذه الأدوية بشكل أكثر دقة. بشكل عام، شملت التجارب 16 ألفاً و117 مريضاً تلقّوا إما مثبط للمستقبل (P2Y12) أو الأسبرين بعد إتمام العلاج المزدوج عقب إجراء القسطرة. وبعد فترة متابعة متوسطة امتدت لنحو أربع سنوات، ارتبط العلاج بمثبطات المستقبل (P2Y12) بانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب أو النوبات القلبية أو السكتات الدماغية 23% مقارنة بالأسبرين دون فرق يذكر في مستويات النزيف الحاد. ويعني ذلك إنقاذ مريض واحد من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية أو نوبة قلبية أو سكتة دماغية من كل 46 مريضاً يتناولون مثبطات المستقبل (P2Y12) مقابل من يتناولون الأسبرين بعد العلاج المزدوج. وجاء في مقال نشر مع الدراسة أن النتائج بشكل عام تشير إلى أنه ينبغي تفضيل مثبطات المستقبل (P2Y12) على الأسبرين "نظراً لانخفاض الآثار السلبية الكبيرة على القلب والأوعية الدماغية دون زيادة خطر النزيف الحاد في الأجل المتوسط". لكن المقال أشار إلى أنه نظراً لأن النصيحة للمرضى هي مواصلة العلاج بعد القسطرة مدى الحياة، فإن هناك حاجة إلى تجارب كبيرة تقارن بشكل مباشرة بين الاستراتيجيتين المختلفتين مع المتابعة لفترة أطول.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store