logo
سكان قابس التونسية: كل شيء بوضع بسبب التلوث الصناعي

سكان قابس التونسية: كل شيء بوضع بسبب التلوث الصناعي

الزمانمنذ 2 أيام

قابس (تونس) (أ ف ب) – تملأ رائحة كاوتشوك محترق غرفة شريفة عطية البالغة من العمر 74 عاما، مصدرها مصنع ضخم لمعالجة الفوسفات على مقربة من منزلها في محافظة قابس في جنوب تونس ينثر غازات ونفايات في الجو والبحر.
منذ سنوات، يطالب السكان المحليون بوقف التلوث الكبير الذي يتسبّب، وفق قولهم بتدهور الوضع الصحي في منطقتهم، وينتج عن واحدة من أكبر وأهم المنشآت الصناعية التي تنتج المواد الكيميائية في البلاد.
ووعدت الحكومة بتفكيك المصنع على مراحل منذ العام 2017، لكنها أعلنت أخيرا العمل على زيادة عمليات استخراج الفوسفات بمقدار خمسة أضعاف، ليصل الإنتاج الى 14 مليون طن سنويا بحلول العام 2030، علما أنه اليوم يبلغ ثلاثة أطنان. ويغذّي هذا غضب السكان والاحتقان الاجتماعي في المنطقة.
وتقول عطية (74 عاما) لفرانس برس بينما الرائحة الخانقة تملأ منزلها وتنتشر على كامل المدينة التي تضم قرابة 400 ألف نسمة، 'هذا يقتلنا، هذا كل ما نتنفسه، نهارا وليلا'.
ويُستخدم الفوسفات الذي يستخرج من مناجم محافظة قفصة المتاخمة، لتصنيع الأسمدة وغيرها من المواد الكيميائية. وتعتبر تونس عاشر أكبر منتج له في العالم، بعدما كانت خامسة في الترتيب في العام 2010.
وجاء قرار الحكومة بضرورة زيادة الإنتاج بعد أن تعهد الرئيس قيس سعيّد بإحياء القطاع الذي شلته الإضرابات الاجتماعية وتراجعت استثماراته خلال السنوات الأخيرة، علما أنه يعتبر أحد أعمدة الاقتصاد التونسي المثقل بالديون.
ويقول منسّق المبادرة المحلية 'أوقفوا التلوث' خير الدين دبية لفرانس برس 'هذا المصنع يضرّ بالهواء والبحر وجميع أشكال الحياة'.
ويضيف 'انتظرنا من الحكومات المتعاقبة أن تعمل على تنفيذ قرار 2017، لكن الحكومة الحالية تخلّت بوضوح عن الفكرة'.
وتعافت شريفة من مرض سرطان الثدي والرحم، بينما تعاني شقيقتها نفطية البالغة من العمر 76 عاما، من مشاكل في القلب وطفح جلدي. وتعزو الشقيقتان سبب تدهور وضعهما الصحي إلى التلوث الذي تفرزه المنشأة الصناعية.
وخلصت دراسات علمية إلى وجود ترابط وثيق بين نفايات عمليات تحويل الفوسفات وظهور أمراض سرطانية.
– مواد مشعة –
وأعلنت الحكومة أيضا أنها لن تصنف 'الفوسفوجبس'، وهي النفايات الرئيسية التي تطرحها المنشأة الصناعية في البحر بعد عمليات التحويل، كمخلّفات خطرة، وذلك بالرغم من وجود العديد من الأبحاث التي تثبت أنه مشعّ ومسبّب للسرطان.
فضلا عن ذلك، تطلق عمليات معالجة الفوسفات غازات سامة مثل ثاني أكسيد الكبريت، كما يتسبب 'الفوسفوجبس' في تلوّث التربة بمواد كيميائية مسبّبة للسرطان مثل الرصاص تتسرّب إلى المياه الجوفية.
ويؤكد 'المعهد الوطني للصحة' (حكومي) في الولايات المتحدة إن التعرّض لمخلّفات إنتاج الفوسفات يمكن أن يسبّب 'فشلا كبديا وأمراض المناعة الذاتية واضطرابات رئوية ومشاكل صحية أخرى'.
وخلصت دراسة أجراها مختبر 'جيوسيانس انفيرونمان' في مدينة تولوز الفرنسية في كانون الأول/ديسمبر الفائت، إلى أن مصنع قابس يطلق 'مستويات عالية من الملوثات السامة'.
وبيّنت الدراسة أن 'عواقب مدمّرة' على السكان المحليين من قبيل 'تشوّهات في القلب' بالإضافة إلى 'أمراض الرئة والأنف والثدي والكبد والكلى والمعدة والدم' و'أمراض خلقية'.
وفي غياب البيانات الرسمية المتاحة، يظل من غير الممكن تحديد عدد المرضى في محافظة قابس المرتبطة أمراضهم بالتلوّث من المنطقة الصناعية.
ورفضت طبيبة اختصاصية في السرطان والأورام التعليق على الحالات المرضية في قابس، قائلة إنه 'ثبت علميّا وعلى مستوى العالم أن عدة أنواع من الأورام في الثدي والمثانة والرئتين لها روابط مباشرة ببعض الملوثات'.
وتؤكد الشقيقتان عطية أن بعض الأطباء لا يستطيعون توجيه الاتهام مباشرة للمصنع وذلك خوفا من السلطات.
وبالرغم من أن المصنع يمثل مشكلة كبيرة في المنطقة، إلا أنه يوفر أيضا فرص عمل لما يقرب من 4 آلاف شخص في محافظة قابس حيث واحد من كل أربعة أشخاص في سن العمل عاطلون عن العمل، وفقا للأرقام الرسمية للعام 2019.
وتقول منى بوعلي (45 عاما) 'إذا كانت السلطات لا تريد إزالته، فعليها على الأقل التوقف عن إلقاء تلك المواد في الهواء والبحر. هم يجنون الكثير من المال منه، يجب أن يكونوا قادرين على توفير بيئة نظيفة'.
– 'نهلّل لخرابنا' –
وتتابع 'كلّ شيء يموت في قابس'.
أما والدتها ذهبية التي تعاني من اضطراب مناعي ذاتي، فتأمل في أن تقوم السلطات بنقل المنشأة الصناعية إلى مكان آخر.
وتقول 'ليأخذوا كل قابس… نحن لا نريد هذه المدينة بعد الآن. الدولة تحصل على الأموال ونحن الأمراض'.
وتفكر هذه المرأة البالغة من العمر 67 عاما في بيع منزل الأسرة للانتقال إلى مكان آخر، ولكنها سرعان ما تتدارك 'من سيشتري منزلا هنا؟'.
ولم تردّ السلطات التونسية على طلب فرانس برس الحصول على تعليق حول هذا الموضوع.
وقالت العائلتان لوكالة فرانس برس إن أفرادهما صوتوا لصالح سعيّد وعلقوا آمالهم عليه ليجد حلاّ للوضع البيئي المتدهور.
ومع ذلك، فإن الحكومة حاليا تعتمد على عودة إنتاج الفوسفات لتعزيز الصادرات والناتج المحلي الإجمالي. في حين أن إنتاج الفوسفات السنوي في السنوات الأخيرة بلغ ثلاثة ملايين طن فقط.
وتتطلّع تونس إلى إستخراج 14 مليون طن سنويا من مادة الفوسفات بحلول العام 2030، وهو معدّل إنتاج غير مسبوق منذ افتتاح المصنع.
وتتذكر الشقيقتان عطية يوم الاحتفالات بتدشين الرئيس السابق الراحل الحبيب بورقيبة المصنع في العام 1972. وتقول نفطية بحسرة كبيرة 'خرجنا إلى الشوارع نغني ونصفق، لم نكن نعلم أننا نهلّل لخرابنا'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سكان قابس التونسية: كل شيء بوضع بسبب التلوث الصناعي
سكان قابس التونسية: كل شيء بوضع بسبب التلوث الصناعي

الزمان

timeمنذ 2 أيام

  • الزمان

سكان قابس التونسية: كل شيء بوضع بسبب التلوث الصناعي

قابس (تونس) (أ ف ب) – تملأ رائحة كاوتشوك محترق غرفة شريفة عطية البالغة من العمر 74 عاما، مصدرها مصنع ضخم لمعالجة الفوسفات على مقربة من منزلها في محافظة قابس في جنوب تونس ينثر غازات ونفايات في الجو والبحر. منذ سنوات، يطالب السكان المحليون بوقف التلوث الكبير الذي يتسبّب، وفق قولهم بتدهور الوضع الصحي في منطقتهم، وينتج عن واحدة من أكبر وأهم المنشآت الصناعية التي تنتج المواد الكيميائية في البلاد. ووعدت الحكومة بتفكيك المصنع على مراحل منذ العام 2017، لكنها أعلنت أخيرا العمل على زيادة عمليات استخراج الفوسفات بمقدار خمسة أضعاف، ليصل الإنتاج الى 14 مليون طن سنويا بحلول العام 2030، علما أنه اليوم يبلغ ثلاثة أطنان. ويغذّي هذا غضب السكان والاحتقان الاجتماعي في المنطقة. وتقول عطية (74 عاما) لفرانس برس بينما الرائحة الخانقة تملأ منزلها وتنتشر على كامل المدينة التي تضم قرابة 400 ألف نسمة، 'هذا يقتلنا، هذا كل ما نتنفسه، نهارا وليلا'. ويُستخدم الفوسفات الذي يستخرج من مناجم محافظة قفصة المتاخمة، لتصنيع الأسمدة وغيرها من المواد الكيميائية. وتعتبر تونس عاشر أكبر منتج له في العالم، بعدما كانت خامسة في الترتيب في العام 2010. وجاء قرار الحكومة بضرورة زيادة الإنتاج بعد أن تعهد الرئيس قيس سعيّد بإحياء القطاع الذي شلته الإضرابات الاجتماعية وتراجعت استثماراته خلال السنوات الأخيرة، علما أنه يعتبر أحد أعمدة الاقتصاد التونسي المثقل بالديون. ويقول منسّق المبادرة المحلية 'أوقفوا التلوث' خير الدين دبية لفرانس برس 'هذا المصنع يضرّ بالهواء والبحر وجميع أشكال الحياة'. ويضيف 'انتظرنا من الحكومات المتعاقبة أن تعمل على تنفيذ قرار 2017، لكن الحكومة الحالية تخلّت بوضوح عن الفكرة'. وتعافت شريفة من مرض سرطان الثدي والرحم، بينما تعاني شقيقتها نفطية البالغة من العمر 76 عاما، من مشاكل في القلب وطفح جلدي. وتعزو الشقيقتان سبب تدهور وضعهما الصحي إلى التلوث الذي تفرزه المنشأة الصناعية. وخلصت دراسات علمية إلى وجود ترابط وثيق بين نفايات عمليات تحويل الفوسفات وظهور أمراض سرطانية. – مواد مشعة – وأعلنت الحكومة أيضا أنها لن تصنف 'الفوسفوجبس'، وهي النفايات الرئيسية التي تطرحها المنشأة الصناعية في البحر بعد عمليات التحويل، كمخلّفات خطرة، وذلك بالرغم من وجود العديد من الأبحاث التي تثبت أنه مشعّ ومسبّب للسرطان. فضلا عن ذلك، تطلق عمليات معالجة الفوسفات غازات سامة مثل ثاني أكسيد الكبريت، كما يتسبب 'الفوسفوجبس' في تلوّث التربة بمواد كيميائية مسبّبة للسرطان مثل الرصاص تتسرّب إلى المياه الجوفية. ويؤكد 'المعهد الوطني للصحة' (حكومي) في الولايات المتحدة إن التعرّض لمخلّفات إنتاج الفوسفات يمكن أن يسبّب 'فشلا كبديا وأمراض المناعة الذاتية واضطرابات رئوية ومشاكل صحية أخرى'. وخلصت دراسة أجراها مختبر 'جيوسيانس انفيرونمان' في مدينة تولوز الفرنسية في كانون الأول/ديسمبر الفائت، إلى أن مصنع قابس يطلق 'مستويات عالية من الملوثات السامة'. وبيّنت الدراسة أن 'عواقب مدمّرة' على السكان المحليين من قبيل 'تشوّهات في القلب' بالإضافة إلى 'أمراض الرئة والأنف والثدي والكبد والكلى والمعدة والدم' و'أمراض خلقية'. وفي غياب البيانات الرسمية المتاحة، يظل من غير الممكن تحديد عدد المرضى في محافظة قابس المرتبطة أمراضهم بالتلوّث من المنطقة الصناعية. ورفضت طبيبة اختصاصية في السرطان والأورام التعليق على الحالات المرضية في قابس، قائلة إنه 'ثبت علميّا وعلى مستوى العالم أن عدة أنواع من الأورام في الثدي والمثانة والرئتين لها روابط مباشرة ببعض الملوثات'. وتؤكد الشقيقتان عطية أن بعض الأطباء لا يستطيعون توجيه الاتهام مباشرة للمصنع وذلك خوفا من السلطات. وبالرغم من أن المصنع يمثل مشكلة كبيرة في المنطقة، إلا أنه يوفر أيضا فرص عمل لما يقرب من 4 آلاف شخص في محافظة قابس حيث واحد من كل أربعة أشخاص في سن العمل عاطلون عن العمل، وفقا للأرقام الرسمية للعام 2019. وتقول منى بوعلي (45 عاما) 'إذا كانت السلطات لا تريد إزالته، فعليها على الأقل التوقف عن إلقاء تلك المواد في الهواء والبحر. هم يجنون الكثير من المال منه، يجب أن يكونوا قادرين على توفير بيئة نظيفة'. – 'نهلّل لخرابنا' – وتتابع 'كلّ شيء يموت في قابس'. أما والدتها ذهبية التي تعاني من اضطراب مناعي ذاتي، فتأمل في أن تقوم السلطات بنقل المنشأة الصناعية إلى مكان آخر. وتقول 'ليأخذوا كل قابس… نحن لا نريد هذه المدينة بعد الآن. الدولة تحصل على الأموال ونحن الأمراض'. وتفكر هذه المرأة البالغة من العمر 67 عاما في بيع منزل الأسرة للانتقال إلى مكان آخر، ولكنها سرعان ما تتدارك 'من سيشتري منزلا هنا؟'. ولم تردّ السلطات التونسية على طلب فرانس برس الحصول على تعليق حول هذا الموضوع. وقالت العائلتان لوكالة فرانس برس إن أفرادهما صوتوا لصالح سعيّد وعلقوا آمالهم عليه ليجد حلاّ للوضع البيئي المتدهور. ومع ذلك، فإن الحكومة حاليا تعتمد على عودة إنتاج الفوسفات لتعزيز الصادرات والناتج المحلي الإجمالي. في حين أن إنتاج الفوسفات السنوي في السنوات الأخيرة بلغ ثلاثة ملايين طن فقط. وتتطلّع تونس إلى إستخراج 14 مليون طن سنويا من مادة الفوسفات بحلول العام 2030، وهو معدّل إنتاج غير مسبوق منذ افتتاح المصنع. وتتذكر الشقيقتان عطية يوم الاحتفالات بتدشين الرئيس السابق الراحل الحبيب بورقيبة المصنع في العام 1972. وتقول نفطية بحسرة كبيرة 'خرجنا إلى الشوارع نغني ونصفق، لم نكن نعلم أننا نهلّل لخرابنا'.

قصة "حصان طروادة" المعتمَد حديثاً في المملكة المتحدة لعلاج سرطان خلايا البلازما
قصة "حصان طروادة" المعتمَد حديثاً في المملكة المتحدة لعلاج سرطان خلايا البلازما

شفق نيوز

time١٤-٠٦-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

قصة "حصان طروادة" المعتمَد حديثاً في المملكة المتحدة لعلاج سرطان خلايا البلازما

لأول مرة على مستوى العالم، توفر خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا -NHS- علاجاً يستخدم حيلة "حصان طروادة" لإيصال أدوية قاتلة للخلايا السرطانية. ويمكن لهذا العلاج أن يوقف تطور سرطان الدم النخاعي (المايلوما) لمدة تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنةً بالعلاجات الحالية. يُعد هذا الدواء شكلاً متطوراً من العلاج الكيميائي، عبر توجيه جرعة أكبر نحو السرطان مع تقليل الآثار الجانبية. بول سيلفستر، أحد أوائل المرضى الذين تلقّوا هذا العلاج، يقول إنه "غيّر حياته" وإنه الآن يخطط لمغامرات في أماكن تاريخية. سرطان المايلوما، المعروف أيضاً باسم "المايلوما المتعددة"، يصيب جزءاً من جهاز المناعة يسمّى خلايا البلازما، الموجودة بشكل رئيسي في نخاع العظم الإسفنجي في مركز العظام. ويبلغ بول سيلفستر 60 عاماً، وهو من منطقة شيفيلد وسط إنجلترا، وشُخّص قبل نحو عامين بالإصابة بسرطان المايلوما، وكانت عظامٌ في ظهره قد تكسّرت. وخضع سيلفستر لزراعة نخاع عظمي، العام الماضي، لكنه تعرّض لانتكاسة صحيّة بحلول احتفالات الكريسماس، ومنذ ذلك الحين وهو يتلقى علاجاً جديداً اسمه "بيلانتاماب مافودوتين" في محاولة للعلاج المبكر. وفي غضون أسابيع، بلغ سيلفستر مرحلة الهدوء (التعافي المؤقت). BBC وكان من شأن العلاجات الأخرى أن تترك سيلفستر معزولاً في غرفة نومه لأشهُر؛ لذلك يرى أن العلاج "مغيّر للحياة تماماً"، كما أنه "يقدّم فرصة للاستمتاع بالحياة". وقال سيلفستر لبي بي سي: "معظم الناس يقولون إنني أبدو أفضل كثيراً ... كما أنني أعيش حياة طبيعية بشكل جيد". كيف يعمل هذا العلاج؟ Paul Silvester يعتبر الـ "بيلانتاماب مافودوتين" من العقاقير الكيماوية القاتلة، وهو مرتبط بجسم مضاد شبيه بذلك الذي يُفرزه جسم الإنسان عند التصدّي للعدوى. وصُمّمتْ هذه الأجسام المضادة بحيث تصل إلى بُقع محدّدة على غشاء خلايا البلازما، ومن ثمّ تتوجه إلى حيث الخلايا السرطانية وتلتصق بغلافها قبل أن تمتصّها تلك الخلايا، وبمجرّد امتصاصها تُفرِغ هذه الأجسام المضادة حمولتها السامّة حتى تقتل السرطان. وأُطلق على هذا العلاج الجديد اسم "حصان طروادة" نسبة إلى الملحمة الإغريقية الشهيرة التي حوصرتْ فيها مدينة طروادة، وكُسر الحصار عبر حصان خشبي ضخم حمَل في جوفه جنوداً إلى داخل المدينة المحاصَرة. إنّ المايلوما، أو سرطان خلايا البلازما، لا يمكن علاجه، لكنّ محاولات سريرية أُجريتْ العام الماضي كشفتْ أن علاج "حصان طروادة" استطاع إيقاف النشاط السرطاني لمدة ثلاث سنوات، مقارنة بـ 13 شهراً فقط في حال استخدام العقاقير المتاحة حالياً. وقال بيتر جونسون، المدير المسؤول عن علاج السرطان في خدمة الصحة الوطنية في إنجلترا إن الفارق بين العلاج الجديد والعلاجات الأخرى "مغيّر للحياة". وأضاف جونسون لبي بي سي: "يعتبر هذا العلاج تطوُّراً هاماً بحقّ المصابين بالمايلوما أو سرطان خلايا البلازما؛ فهو وإنْ كان لا يستطيع علاج المرض لكنه على الأقل يهَبُ المرضى فترة إضافية من الحياة خالية من الآلام، وهذا أمر مهم". وتابع جونسون "لاحظنا في السنوات الأخيرة، كيف أنّ استخدام الأجسام المضادة لنقل عقاقير كيماوية بشكل مباشر إلى الخلايا يمكنْ أن يُحدث فارقاً كبيراً حِيال أنواع مختلفة من السرطانات". Paul Silvester ويعيش في المملكة المتحدة نحو 33 ألف شخص يعانون من المايلوما أو سرطان خلايا البلازما. وقررتْ خدمة الصحة العامة استخدام العلاج الجديد بعد أن تأكّد المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (NICE) من فعاليته وجَدواه. والعلاج الجديد أخفّ وطأةً من العقاقير الأخرى المعالِجة للسرطان، لكنّ استخدامه مع ذلك لا يخلو من الآثار الجانبية. فبعد تدمير الخلايا السرطانية، يمكن للعلاج الكيماوي المتبقّي أن يتسرّب إلى جسم المريض، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى جفاف العين وتشوُّش الرؤية. BBC "عقاقير ذكية جداً" يشار إلى أن الاسم التقني لهذه العقاقير هو "مقترنات الأجسام المضادة مع الأدوية". وهو من تطوير شركة الأدوية البريطانية غلاكسو سميث كلاين، وأُجريت التجارب السريرية الأولى في العاصمة لندن. وقال مارتن قيصر، قائد فريق علاج المايلوما في معهد أبحاث السرطان في لندن: "هذه عقاقير ذكية جداً"، والفارق في آثارها الجانبية مقارنة بغيرها من العقاقير "فارق ملموس". وفي حين لا يزال مرض المايلوما، أو سرطان خلايا البلازما، بلا علاج، يرى البروفيسور مارتن قيصر أن هذه العلاجات هي بمثابة "خطوة هامّة على طريق العلاج الوظيفي"، مُرجّحاً أنّ التعافي طويل المدى سيفوق نسبة 50 في المئة في غضون الأعوام الخمسة المقبلة. ويجري تطوير عقاقير "مقترنات الأجسام المضادة مع الأدوية" لعلاج أنواع مختلفة من السرطانات. وقالت شيلاغ ماكينلاي، من مؤسسة مايلوما الخيرية لعلاج السرطان في المملكة المتحدة، إن اعتماد العلاج الجديد كفيل بأن "يغيّر حياة الآلاف" من البشر، كم هو رائع أن نرى المملكة المتحدة في طليعة الدول التي تعالج مرض المايلوما أو سرطان خلايا البلازما. وقالت وزيرة الصحة البريطانية كارين سميث: "هذا العلاج الرائد يضع هيئة خدمة الصحة الوطنية في الطليعة على صعيد الابتكار في علاج السرطانات".

هل تحول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى "ترند" اجتماعي؟
هل تحول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى "ترند" اجتماعي؟

شفق نيوز

time٢١-٠٥-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

هل تحول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى "ترند" اجتماعي؟

"لن تشعر بالملل أبداً لو كان لديك صديق من المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ... نحن من نعيش الحياة بكاملها…نحن نحب الجدال والحديث ومشتتون…". هذه جمل من مقاطع فيديو قصيرة لاحقتني على منصة إنستغرام، تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بطريقة مرحة، والبعض منها يبدو كمحتوى علمي أكثر جدية. وفي الدوائر المحيطة بي، وجدت الكثير من البالغين الذين يطبقون على أنفسهم أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) المنتشرة في مقاطع الفيديو القصيرة. تقول لي لمياء (36 عاماً) -اسم مستعار بطلب منها- وتعيش في لندن وتعمل في مجال الإعلام، إنها وبسبب ما تعرضه وسائل التواصل الاجتماعي من أعراض، أصبحت تعتقد أنها مصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وتنتظر لمياء دورها الذي قد يأتي بعد خمس سنوات لرؤية مختص نفسي يغطيه التأمين الصحي في البلد الذي تعيش فيه. لمياء ليست وحدها من تعاني من هذه الدوامة، إذ تقول الأخصائية النفسية سحر مزهر لبي بي سي، إنها لاحظت عبر محاضراتها التي تلقيها في جامعات أردنية أن أكثر من نصف الحضور يراجعونها لاعتقادهم أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بسبب ما يعرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبحسب دراسة نشرت عبر المكتبة الوطنية للطب، التي تتبع المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة، بالاعتماد على التركيبة السكانية العالمية لعام 2020، بلغ معدل انتشار النوع المستمر من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين 2.58 في المئة، في حين بلغ معدل انتشار النوع المصحوب بأعراض 6.76 في المئة، أي ما يعادل 139.84 مليون و366.33 مليون بالغ على مستوى العالم حتى ذلك العام. تأثير السوشيال ميديا PA سارة - فضلت عدم ذكر اسمها الحقيقي - أربعينية تعمل في مجال الإعلانات والتسويق الرقمي، عرفت في مرحلة متأخرة من العمر بأنها مصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. لكن توجهها للتحقق من ذلك مع طبيب نفسي في الأردن يعود لنصيحة من صديقتها المختصة في المجال أيضاً. تقول سارة إن لديها الخبرة الكافية لتعرف مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المستخدمين، وأن ظهور النصائح والإعلانات المتعلقة بالاضطرابات والأمراض النفسية أو غيرها من الموضوعات للمستخدمين، يعود لنمط عمل هذه المنصات ومتابعتها لاهتمامات الأفراد. وتوضح أنها أصبحت تتعرض لمقاطع الفيديو القصيرة المتعلقة بفرط الحركة ونقص الانتباه، بعد مراجعتها للطبيب وبدء اهتمامها بالموضوع. وتحذر سارة، التي تعمل حالياً في قطر، من توجه كثيرين للتشخيص الذاتي، مما يعرضهم للاستغلال التجاري أو يدفعهم للاستسلام لأعراض قد لا تكون موجودة لديهم، مما يؤثر سلباً على مسار حياتهم اليومية. ويرى محمد العمري، طبيب عام ومختص في العلاج السلوكي، أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في زيادة الوعي باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بين الناس، وأزالت إلى حد ما وصمة العار التي كانت مرتبطة به، إذ كان فرط الحركة ونقص الانتباه مرتبطاً في السابق بعدم القدرة على النجاح أو عدم الالتزام. لكن العمري، الذي يعمل في عيادة مايند كلينك في عمّان، قال لبي بي سي إن لوسائل التواصل الاجتماعي أثراً سلبياً أيضاً، إذ أدى انتشار الأعراض والتشخيص الذاتي، إلى زيادة كبيرة في أعداد الأشخاص الذين يريدون الحصول على تشخيص طبي، وهو ما أدى إلى زيادة الضغط على الهيئات الطبية. ويضرب العمري مثالاً بالولايات المتحدة الأمريكية كواحدة من الدول التي تواجه "إفراطاً في التشخيص"، مما يعني احتمالية التشخيص الخاطئ أيضاً. ويضيف: "في العام الماضي، أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن 11.4 في المئة من الأطفال الأمريكيين شُخِّصوا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهو رقم قياسي"، وهو ما جعل صحيفة نيويورك تايمز تتساءل في مقال لها: هل كنا نفكر في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بطريقة خاطئة؟ بينما تنقل صحيفة الإيكونومست البريطانية أنه يُعتقد بأن "نحو مليوني شخص في إنجلترا، أي 4 في المئة من السكان، مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وفقاً لمؤسسة نوفيلد ترست البحثية". ويشرح العمري أن التشخيص الخاطئ قد يعني الحصول على دواء لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المعني برفع نسبة الدوبامين، وتؤدي الأدوية المنشطة في حال كان الشخص مصاباً بالقلق على سبيل المثال وليس باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلى زيادة في نبضات القلب وزيادة التوتر وغيرها من الأعراض. ويقول أيضاً إن التشخيص يعتمد على خبرة المعالج النفسي وليس فقط على أسئلة الاختبار المخصصة للفحص التي تنشرها أحياناً وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تشترك أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع أعراض اضطرابات أخرى "مثل القلق، والاكتئاب الحاد، أو مع أعراض بعض الأمراض الجسدية الناجمة عن نقص في فيتامين ب 12 أو ب 6، أو فيتامين د". تتحدث بعض الدراسات عن أن التعرض لمقاطع الفيديو القصيرة، خاصة للأطفال بعمر صغير، يجعل قدرتهم على التركيز أقل، وكذلك الأمر بالنسبة للبالغين، مما يعني أن البعض قد يصاب بأعراض الاضطراب لأسباب بيئية وليس جينية، بمعنى أن إصابته بالأعراض لا تعني إصابته بالاضطراب، حسب العمري. وتتفق معه في ذلك الأخصائية مزهر، التي تعتقد أن كثيراً ممن يشخصون أنفسهم بسبب وسائل التواصل الاجتماعي باضطرابات نفسية مختلفة، من بينها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، "يحرمون أنفسهم من حياة صحية". وتلفت مزهر إلى أن كل فرد من حقه أن يحصل على الوقت الكافي وعبر مختصين للتحقق من حالته الصحية، مشيرة إلى أن الإجابة على أسئلة في استبيان للاستدلال على وجود الاضطراب لا تكفي وحدها. وتوضح أنه ليس من السهل تشخيص فرط الحركة ونقص الانتباه، وخاصة عند البالغين، لأن أعراضه قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى مثل نقص فيتامين د أو التعرض لصدمة أو توتر مستمر، مما يرفع نسبة هرمون الكورتيزول في جسم الإنسان فيشعر أنه في حالة تأهب. ويعرف اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بأنه "اضطراب في النمو العصبي، عادةً ما يُشخَّص لأول مرة في مرحلة الطفولة، وغالباً ما يستمر حتى مرحلة البلوغ. لكن بعض الأشخاص لا يُشخَّصون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلا بعد بلوغهم. وتتضمن أعراضه صعوبة في الانتباه، وصعوبة في التحكم في السلوكيات الاندفاعية، وفرط النشاط"، بحسب تعريف منصة "ميدلاين بلاس" الأمريكية. ويوضح الموقع الإلكتروني للمعهد الوطني الأمريكي للصحة العقلية أنه "من الشائع أن يُظهر الأشخاص هذه السلوكيات أحياناً. لكن الفرق أنه بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تكون هذه السلوكيات متكررة وتحدث في مواقف متعددة، مثل المدرسة، أو المنزل، أو العمل، أو مع العائلة والأصدقاء". وبموجب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، يصنف فرط النشاط ونقص الانتباه - ADHD، تحت بند الاضطرابات المتعلقة بالنمو العصبي. لكن دراسات علمية حديثة ومختصين في علم النفس توجهوا حديثاً لرفض وصف سمات شخصية مثل الاندفاعية والتشتت وعدم الانتباه بالأعراض، وفضلوا اعتبار ذلك ضمن التنوع العصبي وأن العديد من المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه ليسوا "ناقصين" ولا "مضطربين". يعلق العمري على ذلك قائلا: "هناك نقاش في الأوساط الطبية فيما يتعلق بما إذا كان فرط الحركة ونقص الانتباه اضطراباً أم تنوعا أو اختلافا عصبيا، أي بمعنى أنه لا يوجد فيه خلل لكن المجتمع ليس مهيئا للتعامل معه، مثل الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى بينما غالبية الأدوات مصممة لمن يستخدمون اليد اليمنى. هذه الدراسات دفعت سارة لاستكمال علاجها سلوكياً بمساعدة مختص نفسي، لكن دون الحصول على الأدوية المخصصة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. تتحدث مزهر أيضاً عن الدراسات التي ترفض اعتبار فرط الحركة ونقص الانتباه اضطراباً. وترى أيضاً أن البيئة الحالية لم تعد مفتوحة كما كان الحال في السابق، وهو ما يؤدي لوجود الأطفال غالبية الوقت داخل الشقق إضافة لتعلقهم بوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، مما يؤدي لظهور أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه. لكن وجود الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض. وتضيف "يجب أن نأخذ بعين الاعتبار كل الظروف المحيطة بالشخص، فلا نأخذ جزئية فقط ونقول إنه مصاب بفرط الحركة ونقص الانتباه". وتتابع مزهر أن "السلوكيات مكتسبة، فمثلاً من الممكن أن يكون سلوكي انفعالي، لكن ورثته من عائلتي. تشخيص الحالة يجب أن يتم بشكل دقيق للغاية". وتروي قصة إحدى الحالات التي تعاملت معها، حيث كانت الأم تعتقد أنها ابنها مصاب بفرط الحركة ونقص الانتباه، لكن تبين لاحقاً أن الأم تعاني من القلق والتوتر، وهو ما انعكس سلباً على سلوكيات طفلها. وفي مقال نشر عبر الموقع الإلكتروني لصحيفة نيويروك تايمز في ابريل/نيسان 2025، قالت الصحيفة إنه لا يوجد سبب وحيد للإصابة بفرط الحركة ونقص الانتباه، مشيرة إلى أنه ناجم عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية. وتنقل الصحيفة عن دراسات حديثة أن أدمغة المصابين قد تعمل بطريقة مختلفة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن فيها خللاً، بل هو اختلاف في نمط التفكير. وتناقش صحيفة الإيكونومست في مقالها المنشور في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أن فرط الحركة ونقص الانتباه لا يجب أن يعامل معاملة الاضطراب. وتقول وجهة النظر التي تنقلها الصحيفة إنه في الوقت الحالي، يُعامل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على أنه شيء إما أن يكون لديك أو لا. هذا النهج الثنائي للتشخيص له نتيجتان: الأولى هي أن معاملة الجميع كما لو كانوا مرضى تملأ أنظمة الرعاية الصحية... أما النتيجة الثانية، فتتمثل في التعامل مع الاضطراب على أنه خلل وظيفي يحتاج إلى علاج. وهذا يؤدي إلى إهدار هائل للإمكانات البشرية". وتضيف الصحيفة أن "إجبار نفسك على التكيف مع الوضع الطبيعي أمر مرهق، وقد يسبب القلق والاكتئاب. ومن الأجدى والأرخص تعديل الفصول الدراسية وأماكن العمل بما يتناسب مع التنوع العصبي". لماذا يريد البعض أن يكون مصاباً بفرط الحركة ونقص الانتباه؟ ويلفت الطبيب محمد العمري إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في أن تصبح هناك هالة خاصة بالمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إذ يوصفون بالمرح أو التميز، وأصبح البعض يميل للانتماء لمجتمعات من يحملون هذا التشخيص من أجل ملاحقة "الترند". في حين تعتقد مزهر أن البعض يرغب بأن يكون مصاباً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لتبرير بعض السلوكيات المتعلقة بعدم الانضباط. ويرى العمري أن البعض قد يسعى بين الأطباء والمختصين للحصول على تشخيص بإصابته بفرط الحركة ونقص الانتباه لأسباب متعلقة بالدراسة أو العمل، فمثلاً بعض مراجعيه كانوا من طلبة المرحلة الدراسية الثانوية في برامج دولية، في حال تبين أنهم مصابون بالاضطراب يحصلون على وقت إضافي في الامتحانات. يشير العمري إلى أنه يتبين إصابة البعض بفرط الحركة ونقص الانتباه بالفعل ويتلقون العلاجات اللازمة، لكن النسبة الأكبر من مراجعيه يتبين في نهاية المطاف أن لديهم قلق وليس اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store