
دعم إيران للحوثيين يمنع تعاطف اليمنيين معها
على خلفية دعم إيران للجماعة الحوثية وتزويدها بالأسلحة لمواجهة الشرعية، لم يخفِ الشارع اليمني المؤيد للحكومة ارتياحه لما يتعرَّض له النظام في طهران من ضربات إسرائيلية، على أمل أن يقود كل ذلك إلى توقف دعم الانقلاب الحوثي، واستعادة مناطق البلاد المختطفة.
جاء ذلك في وقت انخفضت فيه وتيرة الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل، على الرغم من المواقف الكلامية المؤازرة لإيران في التصدي لهجمات تل أبيب الواسعة، إذ لم تتبنَّ الجماعة سوى هجوم واحد منذ بدء المواجهة.
وكان أنصار الجماعة الحوثية وكبار قادتها أعلنوا انحيازهم إلى الموقف الإيراني، ابتداءً من زعيمهم عبد الملك الحوثي، ورئيس مجلس حكمهم الانقلابي مهدي المشاط، وانتهاءً بوسائل إعلامهم.
وفي المقابل تحاشت الحكومة اليمنية اتخاذ أي موقف رسمي من المواجهة الدائرة، باستثناء تصريحات لوزير الإعلام معمر الإرياني قال فيها إن إيران تجني نتيجة سياستها التخريبية والعدائية في المنطقة، مع دعوته لاستثمار ما يحدث دولياً لإعادة الاستقرار.
سنشهد في المرحلة القادمة تلاشي قدرات الحوثيين الصاروخية والمسيرة بالرغم أن مصانع السلاح في إيران هي التي تعرضت للقصف. والتفسير بسيط وهو أن صواريخ الحوثيين ومسيراتها كانت تأتي من هناك!
— صالح البيضاني Saleh Al Baidhani (@salehalbaydani) June 13, 2025
وكان زعيم الحوثيين أعلن في خطبته الأخيرة، السبت الماضي، وقوفه «بكل ما يستطيع» إلى جانب إيران في المواجهة مع إسرائيل، في حين تبنَّى المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، إطلاق عدد من الصواريخ لم يُحدِّد عددها باتجاه إسرائيل. وقال إن العملية نُفِّذت بالتنسيق مع الجيش و«الحرس الثوري» الإيراني.
ويتوقع المراقبون أن تواصل الجماعة الحوثية، من وقت لآخر، إطلاق صاروخ أو صاروخين ضمن هذه المساندة لإيران، لجهة أنها لا تملك منصات الإطلاق الكافية لشنِّ الهجمات المكثفة.
وفي حال اتخذت المواجهة بين إسرائيل وإيران بعداً أكبر يشمل مصادر الطاقة والملاحة، لا يُستَبعد أن تنخرط الجماعة بشكل أكبر في الصراع، من خلال العودة للهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن.
الولاء لله والانتماء للوطن والاحتماء بقيم الجمهورية والاحتكام للدستور والقانون وتحقيق المواطنة المتساوية هو هدفنا وغايتنا في مواجهة كل أفكار الضلال والرجعية.الولاية والامامة وغيرها أفكار تاريخية كانت ولاتزال مصدرا للصراعات والتشظي، وهي اليوم قنابل طائفية مزقت النسيج الاجتماعي...
— طارق محمد صالح (@tarikyemen) June 15, 2025
يشار إلى أن الجماعة أطلقت أكثر من 200 صاروخ ومسيّرة باتجاه إسرائيل منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ضمن ما تقول إنها «مساندة للفلسطينيين في غزة»، إلى جانب مهاجمتها عشرات السفن، التي أدت إلى غرق اثنتين منها وقرصنة ثالثة.
ورداً على ذلك، شنَّت إسرائيل 10 موجات انتقامية من الحوثيين، دمَّرت خلالها مواني الحديدة الثلاثة على البحر الأحمر، ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، ومصنعين للأسمنت، و4 طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
في معرض التصريحات إزاء ما يحدث من مواجهة بين إسرائيل وإيران، يرى وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، أن «نظام طهران يجني اليوم ثمن عقود من السياسات العدوانية والتخريبية التي زرع فيها الفوضى بالمنطقة، وسلَّح الميليشيات، وقوَّض الدول، وأشعل الحروب بالوكالة، دون أن يحسب لحظة ارتداد النيران».
ووصف الوزير اليمني ما تتعرَّض له إيران اليوم بأنه «ليس سوى نتيجة طبيعية لاختيارها سياسة التصعيد الدائم، ورفضها التعايش السلمي مع محيطها، ومضيها في تصدير أزماتها عبر ميليشيات طائفية، دفع اليمن الثمن الأفدح لها، دماً ودماراً وتشريداً».
معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)
وأشار الإرياني، في تصريحات رسمية، إلى أن نظام طهران راهن على أدواته في اليمن، ولبنان، والعراق، وسوريا، معتقداً أنه سيبقى خلف الستار دون حساب، يشعل ويحرض ويتاجر بقضايا الأمة، ثم يدعي المظلومية حين تعود النيران إلى الداخل، مضيفاً أن هذا الوهم الاستراتيجي سقط، وانكشفت أكذوبته، بعدما ارتدت مخططاته على رأسه.
وأكد وزير الإعلام اليمني أن الدعم الإيراني للحوثيين هو السبب الرئيسي لما حلَّ في بلاده من دمار وانقلاب على الدولة. ورأى أن خلاص اليمن يبدأ من اجتثاث ما وصفها بـ«الأداة الإجرامية» (في إشارة للحوثيين)، وتجفيف منابع تمويلها وتسليحها.
وذكر الإرياني، في تصريحاته، أن «المعطيات على الأرض تقول بوضوح إن ما تبقى من الأذرع الإيرانية، وفي مقدمها الحوثيون، سائرة نحو نهايتها المحتومة، فقد فقدت غطاءها، وانهارت أساطيرها، وانكشف زيفها، ولم يعد أمامها إلا السقوط»، وفق تعبيره.
في مسعى لبيان موقف الشرعية اليمنية وعدم إبدائها أي تعاطف مع النظام الإيراني، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن «هذا النظام سعى بكل الوسائل لترسيخ هيمنته على المنطقة، وتحويلها إلى ساحة صراع دائمة».
وأوضح أن «تهديدات النظام في طهران لم تقتصر على مساعيه لتطوير ترسانة نووية، بل امتدت إلى بناء شبكة واسعة من الأذرع الميليشياوية التي دُربت وسلحت بأحدث التقنيات العسكرية؛ بهدف تقويض أمن واستقرار دول المنطقة، وفي مقدمها اليمن، وتهديد المصالح الدولية».
الحوثيون انخرطوا فيما يسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران (إ.ب.أ)
وأشار الإرياني إلى أن إيران ارتكبت سابقة غير معهودة في التاريخ الحديث، من خلال «تزويد ميليشيات إرهابية بصواريخ فرط صوتية، وباليستية، ومجنحة، وطائرات مسيّرة»، وتوجيه هذه الأسلحة لاستهداف البنية التحتية للطاقة، وضرب الأعيان المدنية في دول الجوار، ومهاجمة السفن التجارية وناقلات النفط والقطع العسكرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وواصل تبيان الدور التخريبي لإيران، وقال إن مشروعها «لا يقتصر على الجانب النووي، بل يشمل دعم ميليشيات تسعى لقلب أنظمة الحكم والسيطرة على مقدرات الدول، في محاولة لتغيير موازين القوى الإقليمية».
واستدل الإرياني بتصريحات قادة النظام الإيراني التي تحدَّثوا فيها صراحةً عن «السيطرة» على 4 عواصم عربية «اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان».
واستطرد بالقول: «إن هذا النوع من (السيطرة) يتجاوز النفوذ السياسي، ليشمل استخدام أراضي تلك الدول نقاطَ انطلاق لتهديد جيرانها، وضرب المصالح الدولية».
صواريخ ومسيّرات وهمية نصبها الحوثيون في أحد شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
وتمثل الجماعة الحوثية - وفق الوزير - النموذج الأوضح لهذا المشروع، بعدما تحوَّلت إلى أداة رئيسية في تنفيذ السياسات التخريبية الإيرانية في المنطقة.
ورأى الإرياني فيما تشهده الساحة الإقليمية من تطورات فرصةً مهمةً لإعادة النظر في طريقة التعامل مع مصادر التوتر، وعلى رأسها السياسات الإيرانية التي ألحقت أضراراً جسيمة باستقرار المنطقة.
وشدَّد على أن ما يحدث يجب أن يُستَثمر من قبل المجتمع الدولي في تحرك مدروس ومسؤول، يسهم في كبح التصعيد وتعزيز أمن واستقرار المنطقة على المدى الطويل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 21 دقائق
- صحيفة سبق
أردوغان: نتنياهو عقبة أمام السلام والنصر سيكون حليف إيران
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن إسرائيل تُعد الطرف الأكثر إضرارًا بمسار السلام في المنطقة، مشيراً إلى أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يقف كعقبة رئيسية أمام أي جهود لإحلال الاستقرار، خصوصًا في ظل الهجمات المتواصلة على إيران ومحاولات تعطيل المفاوضات النووية الجارية مع الولايات المتحدة. وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وصف أردوغان الغارات الإسرائيلية الأخيرة على أهداف إيرانية بأنها "عدوانية"، متهماً تل أبيب بالسعي لإفشال المسار الدبلوماسي وإشعال مواجهة أوسع، مستفيدين من صمت دولي يكرّس، على حد قوله، سياسة الإفلات من العقاب. وأشار أردوغان إلى أن استمرار إسرائيل في نهجها التصعيدي يكشف عدم رغبتها بأي حل سلمي، مضيفاً أن الدول التي تدعمها تغضّ الطرف عن تجاوزاتها الخطيرة. كما أعرب عن ثقته في قدرة إيران على الصمود، قائلاً: "نحن متفائلون بأن النصر سيكون حليف إيران"، في موقف يعكس دعمًا واضحًا لطهران وسط تصاعد التوتر الإقليمي. وفي السياق ذاته، دعا الرئيس التركي الدول الإسلامية إلى اتخاذ إجراءات عقابية حاسمة ضد إسرائيل، مشدداً على ضرورة تفعيل قرارات الأمم المتحدة وتطبيق القانون الدولي بحقها، منعاً لتوسع رقعة الحرب. من جهته، حذّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من أن التصعيد العسكري الجاري "يدفع المنطقة نحو كارثة شاملة"، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل لوقف ما وصفه بموجة عنف تهدد بتوسيع رقعة النزاع إلى ما هو أبعد من إسرائيل وإيران.


عكاظ
منذ 21 دقائق
- عكاظ
عراقجي: لا نثق في واشنطن.. ولا عودة للدبلوماسية إلا بعد توقف الحرب
وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الوضع بأنه «صعب للغاية». وقال في تصريحات صحفية من إسطنبول، التي وصلها اليوم (السبت) للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، إن «أمريكا منخرطة في الضغط علينا، وهذا أمر مؤسف». وأضاف أن الولايات المتحدة دعمت الهجمات الإسرائيلية منذ البداية. وجدد عراقجي التأكيد على أن طهران مستعدة للتفاوض على حل سلمي للبرنامج النووي، لكنه كرر المطالبة بضرورة وقف الحرب أولاً. وشدد على أن الشعب الإيراني يقف وراء الجيش ويدعمه. واعتبر أن بلاده تمارس حقها الشرعي في الدفاع عن النفس ضد عدوان إسرائيل غير المبرر. وكان عراقجي كشف أمس بعد لقائه في جنيف وزراء خارجية «الترويكا الأوروبية» أنه لا مجال لتصفير تخصيب اليورانيوم، وهو الشرط الذي طلبته الولايات المتحدة، إلا أنه ألمح إلى إمكانية تقديم بعض التنازلات. ونقلت شبكة «إن بي سي» الأمريكية عن عراقجي قوله: «إذا كانت واشنطن تريد الدبلوماسية وجادة في ذلك، فقد كنا منخرطين معها حين هاجمتنا إسرائيل، وعليهم أن يتصلوا بها لوقف هجومها». واعتبر أن «الأمر متروك للأمريكيين لإظهار عزمهم على التفاوض أو أنهم يريدون مهاجمتنا». ولفت إلى أن إيران توصلت إلى استنتاج بأن الدبلوماسية الأمريكية كانت غطاء لما قامت به إسرائيل، مشدداً على أن هناك حالياً غياباً للثقة مع الولايات المتحدة. وقال عراقجي: «ربما لدى واشنطن مخطط للهجوم على إيران وكانت بحاجة فقط إلى المفاوضات كغطاء»، وأكد أن العودة إلى الدبلوماسية غير ممكنة إلا عندما يتوقف العدوان الإسرائيلي ويحاسب المعتدي. وذكر أن التكنولوجيا النووية أنجزتها إيران بقدراتها ويمكنها إعادة بناء ما تم تدميره. وحول الوضع العسكري حالياً في الحرب مع إسرائيل، قال عراقجي إن القوات الإيرانية تضرب حالياً منشآت اقتصادية لإسرائيل بعد بدئهم استهداف منشآت إيران الاقتصادية. أخبار ذات صلة


العربية
منذ 23 دقائق
- العربية
إيران تعود للاتصال بالإنترنت بعد انقطاع استمر 62 ساعة
أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم السبت، أنه ستتم إعادة اتصال الإنترنت بشكل كامل في البلاد بالشبكة الدولية، وذلك بعد انقطاع استمر لنحو 62 ساعة. وقال وزير الاتصالات الإيراني، ستار هاشمي، إنه اعتباراً من الساعة الثامنة مساءً، بالتوقيت المحلي، سيُعاد ربط الإنترنت الدولي في كافة أنحاء البلاد. كما أفاد موقع "نت بلوكس" المعني بمراقبة خدمة الإنترنت عالميا بعودة الخدمة جزئيا في إيران، اليوم السبت، بعد أن أوقفتها الحكومة الإيرانية لمدة نحو 62 ساعة. ℹ️ Update: Metrics show a partial restoration in internet connectivity in #Iran after a ~62 hour government-imposed shutdown; however, service remains diminished in some areas and overall connectivity remains below ordinary levels 📈 — NetBlocks (@netblocks) June 21, 2025 وأوضح الموقع عبر منصة "إكس" أن الخدمة لم تعد بشكل كامل بعد، وما زالت ضعيفة في بعض المناطق، ويمكن اعتبارها تحت المستوى العادي. وأمس الجمعة، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أنه سيتم تقييد الوصول إلى الإنترنت العالمي. "روابط مجهولة".. وأغراض عسكرية كما نصحت المواطنين بعدم فتح الروابط المجهولة، ومتابعة الأخبار عبر "المنصات المحلية ووسائل الإعلام الوطنية". فيما أوضحت وزارة الاتصالات الإيرانية، الأربعاء، أن القيود جاءت بعد "إساءة استخدام شبكات الاتصالات الوطنية من قبل العدو.. لأغراض عسكرية ولتعريض حياة الأبرياء وممتلكاتهم للخطر"، وفق ما نقلته وكالة مهر للأنباء. وكانت الاتصالات الإيرانية، أعلنت، في اليوم الأول من الهجوم الإسرائيلي على طهران، عن حدوث اضطرابات في شبكة الإنترنت. حذف واتساب وحينها أكد الحرس الثوري الإيراني منع إرسال أي محتوى صوتي أو مرئي عبر تطبيقي "إنستغرام" و"واتساب"، لتقوم السلطات بعد ذلك بحجبهما رسميا. فيما دعت السلطات الإيرانية في بداية الهجوم الإسرائيلي، المواطنين إلى حذف تطبيق "واتساب" من هواتفهم الذكية، بدعوى أنه يجمع بيانات المستخدمين ويرسلها إلى إسرائيل. من جهتها، نفت شركة "واتساب" (التابعة لشركة ميتا") هذه الاتهامات، ووصفتها بالكاذبة، مؤكدة أن "المعلومات لا يمكن لأي طرف الاطلاع عليها سوى المرسل والمستقبل". وشنت إسرائيل في 13 حزيران/يونيو بشكل مباغت هجمات على مناطق عدة في إيران، مستهدفة منصات إطلاق صواريخ ومواقع عسكرية، فضلا عن منشآت نووية. كما اغتالت عددا من القيادات الإيرانية و14 عالماً نووياً. في حين ردت إيران عبر إطلاق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية نحو إسرائيل.