
فاتورة 30 يوماً.. نهاية «شهر العسل» السياسي بين ترامب والأمريكيين
تكشف أحدث استطلاعات الرأي أن ما يوصف بـ«شهر العسل» بين الرئيس دونالد ترامب والناخبين الأمريكيين بدأ في التلاشي، فبعد أن وصل إلى أعلى مستوى تأييد له على الإطلاق والمقدر بنحو 50%، مع عودته إلى البيت الأبيض مجدداً في 20 يناير/ كانون الثاني، انخفض هذا المعدل تدريجياً على مدار 30 يوماً مع توالي طوفان القرارات المثيرة للجدل، فيما كشفت تقارير عن فاتورة تحركات ترامب خلال هذه الفترة، مقارنة بإدارته الأولى.
أظهرت استطلاعات متعددة هذا الأسبوع أن معدل تأييد ترامب انخفض إلى نحو 45%، ورغم أن بعض الخبراء يرون هذه النسبة طبيعية لترامب، فإنهم أيضاً اعتبروها دليلاً قوياً على علامات تحذيرية بشأن المضي قدماً في أجندته المعتمدة على التغيير الجذري على كافة الصعد وخصوصاً ما يتعلق بتخفيض الحكومة الفيدرالية والهجرة والسياسة الخارجية، وكدليل على ذلك فإن العديد من قرارته اصطدمت بالقضاء، وبلغ الأمر أحياناً للقول إن أمريكا تتجه لأزمة دستورية كبيرة.
ومن بين ما كشفته الاستطلاعات، ومن بينها الاستطلاع الذي أجرته «واشنطن بوست-إيبسوس»، أن الأمريكيين أصبحوا أكثر قلقاً بشأن المدى الذي قد يصل إليه ترامب في تنفيذ أجندته، بل ألمح إلى أن معظم سياساته ومبادراته لا تحظى بشعبية كبيرة.
وتراوحت معدلات تأييد ترامب هذا الأسبوع في استطلاعات واشنطن بوست-إيبسوس، ورويترز وجامعة كوينيبياك وسي إن إن وجالوب من 44 % إلى 47 % وفي كل منها، فإن الرفض أكثر من الموافقة عليه، وفي الاستطلاع الأول، فإن عدد الأمريكيين الذين يرفضون ترامب بشدة 39%، ويفوق عدد الذين يوافقون عليه بشدة 27%، وهو ما يعتبر هزة حيث تأتي بعد استطلاعات سابقة أظهرت أن ترامب كان في منطقة إيجابية صافية.
ـ السياسات الخاسرة ـ
ومن الملاحظ، وفق المحللين، أن معظم التوجهات الكبيرة لترامب، خاسرة سياسياً، ما دفع البعض للقول إن محاولاته لهيكلة وتخفيض الحكومة الفيدرالية بدأت تنعكس بالضرر عليه، حيث تضمن استطلاع واشنطن بوست-إيبسوس اثنتي عشرة سياسة، بدءاً من الترحيل الجماعي إلى إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والعفو عن المتهمين في أحداث اقتحام الكابيتول 6 يناير، وغالبية هذه القرارات لم تحظ بشعبية، بل واعتبرها الغالبية أفكاراً سيئة.
ومن الطبيعي أن غالبية الأمريكيين يعارضون طرد الكثير من موظفي الحكومة الفيدرالية، أو فرض المزيد من التعريفات الجمركية باعتبارها تنعكس سلبياً على حياتهم اليومية ودخولهم، وما قد يتبعها من ارتفاع معدلات التضخم والأسعار.
ـ مشكلة تتفاقم بشدة ـ
ويقول بعض المراقبين إن النتائج المترتبة على طرد الموظفين الحكوميين، تعد واحدة من أكبر الضربات التي تتشكل ضد ترامب، وإيلون ماسك الذي يشرف على برنامج الكفاءة الحكومية. بل عبر الكثيرون عن قلقهم لوصول فريق الكفاءة الحكومية الشابة إلى بيانات حساسة تتعلق بالموظفين أو دافعي الضرائب الأمريكيين بشكل عام، وظهرت كتابات على الحوائط تعارض هذه التوجهات، وهو ما قد يتطور إلى مظاهرات عارمة في وقت ما.
والمفارقة أن 37% من الناخبين ذوي الميول الجمهورية قالوا إنهم كانوا على الأقل قلقين «إلى حد ما» بشأن طرد الموظفين أو الوصول إلى بيانات الأمريكيين عن طريق فريق ماسك.
لكن القرار الذي حظي بأكبر قدر من المعارضة، تمثل في العفو عن جميع المتهمين في أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2020، حيث عارضه الأمريكيون بهامش كبير 83: 14، وكذلك الجمهوريون أنفسهم بأغلبية 70 صوتاً مقابل 27 صوتاً.
ـ التحذير الكبير ـ
وبالنسبة للتحذير الكبير بشأن هذه السياسات فإنه يتمثل بمدى رؤية الأمريكيين لتأثيرها على حياتهم، حيث يسلط الاستطلاع الجديد الضوء على المشكلة الناشئة الأكثر أهمية بالنسبة لترامب، والمتمثلة في الاقتصاد، والذي كان منذ فترة طويلة مصدر قوته. حيث يظهر استطلاع للرأي أجرته «واشنطن بوست» أن الأمريكيين لا يوافقون على أسلوب تعامله مع الاقتصاد، بأغلبية 53 صوتاً مقابل 45 صوتاً، وهذه أسوأ أرقام اقتصادية له منذ عام 2017.
ومن الملاحظ أن استطلاع رويترز أشار إلى أن نسبة تأييد السياسات الاقتصادية لترامب بلغت 39%، وهي نسبة أقل مما كانت عليه في ولايته الأولى. لكن يقول بعض الخبراء إن جزءاً كبيراً من ذلك يأتي انعكاساً لاستمرار الاضطرابات الاقتصادية والتضخم المستمر منذ فترة ما قبل ترامب، وإن كانوا يرون أنه يخطئ في تحديد أولوياته.
وبحسب استطلاع CNN فإن 62% يقولون إن ترامب لم يذهب بعيداً بما فيه الكفاية في محاولة خفض أسعار السلع اليومية. ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن غالبية الناخبين ذوي الميول الجمهورية 51% يتفقون مع ذلك. ويظهر استطلاع رويترز أن 32% فقط يوافقون على تعامله مع التضخم، وهو مستوى أقل من تعامله مع الاقتصاد.
ويعني ذلك أنه بقدر ما تستمر المخاوف الاقتصادية ولا يتم التعامل بسرعة مع معدلات التضخم المتنامية التي وعد بها ترامب مراراً وتكراراً، يمكن للأمريكيين أن يروا تركيزه على مجموعة من الأشياء التي لا يفضلونها في حين يتجاهل ما هو مهم بالنسبة لهم.
ـ فاتورة 30 يومياً ـ
ويرى عدد من الخبراء أن أبسط طريقة لتفسير ولاية دونالد ترامب الثانية خلال 30 يومياً، تتمثل في أنه عمل على كل أنماط ولايته الأولى ولكنه منحها قوة دفع أكثر بعشرة أضعاف تقريباً.
وبمعايير الشهر الأول من ولايته الثانية، كانت غيابات ترامب عن البيت الأبيض في عام 2017 أقل. ويقول الكاتب فيليب بامب في واشنطن بوست، فإن ترامب قد أمضى خلال الأيام الثلاثين الماضية، نحو 19 ليلة في البيت الأبيض و11 في عقارات مملوكة لشركته الخاصة. بل إنه على وجه التحديد لم يمض ليلة واحدة من ليالي الجمعة أو السبت في البيت الأبيض.
كما يوضح أن ترامب سيكون قد واصل ممارسة هوايته في لعب الغولف في كل يوم من أيام عطلة نهاية الأسبوع باستثناء الأحد الماضي، عندما اختار ركوب سيارة الليموزين الرئاسية للقيام بجولة على طريق دايتونا الدولي للدراجات النارية خلال سباق.
ويقول بامب إنه على عكس سلفه جو بايدن الذي كان يقضي العطلات في منزله بولاية ديلاوير، فإن الوضع مختلف بالنسبة لترامب، حيث يتشكك في أن ترامب يزور مقار شركاته الخاصة، كما أن منزلاً خاصاً أقل تكلفة بكثير من السفر إلى عقار مترامي الأطراف في فلوريدا يستضيف أفرادًا ومناسبات خاصة.
وحدد تقرير في عام 2019 أن رحلات ترامب الأربع الأولى إلى مارالاغو في عام 2017 كلفت ما يقرب من 14 مليون دولار. كان ما يقرب من نصف ذلك مجرد عبور مؤقت من وإلى العقار. لكن الإقامة في مارالاغو (أو ممتلكاته في لاس فيغاس أو نيوجيرسي أو في أي مكان آخر تقريبًا) تكبدت أيضًا تكاليف على الأرض مثل التدابير الأمنية العامة والغرف ونفقات الخدمة السرية.
كما يلاحظ المتتبعون أن المكتب الرئاسي يتنقل وظيفيًا مع ترامب، وأنه يستطيع اتخاذ القرارات بسهولة في أي مكان بقدر ما يستطيع في المكتب البيضاوي، لكن يقول المنتقدون إنه كما يسعى إلى تخفيض الإنفاق الحكومي فإن جلوسه في واشنطن سيوفر للحكومة أموالاً كذلك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سبوتنيك بالعربية
منذ 32 دقائق
- سبوتنيك بالعربية
مصادر أمريكية: إدارة ترامب تطرد عشرات الموظفين في مجلس الأمن القومي بشكل مفاجئ
مصادر أمريكية: إدارة ترامب تطرد عشرات الموظفين في مجلس الأمن القومي بشكل مفاجئ مصادر أمريكية: إدارة ترامب تطرد عشرات الموظفين في مجلس الأمن القومي بشكل مفاجئ سبوتنيك عربي أعطت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكثر من 100 مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إجازة إدارية، في إطار إعادة هيكلة تحت قيادة مستشار الأمن القومي... 24.05.2025, سبوتنيك عربي 2025-05-24T03:30+0000 2025-05-24T03:30+0000 2025-05-24T02:30+0000 الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الأخبار أخبار العالم الآن العالم ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين قولهم إن "إدارة ترامب طردت عشرات الموظفين من مجلس الأمن القومي الأمريكي بشكل مفاجئ أمس الجمعة"، مشيرين إلى أن "ترامب يريد إبقاء روبيو في منصب مستشار الأمن القومي بالإنابة لأطول فترة ممكنة".وأضاف المسؤولين أن "خطط إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي الأمريكي تشمل خفض عدد العاملين إلى أقل من 150 موظفا، وتتضمن أيضا تقليص عدد اللجان التابعة للمجلس".وتابع: "ترامب وروبيو يسعيان إلى إجراء إصلاح شامل لمجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض"، مشيرين إلى أن "روبيو يخطط لخفض عدد موظفي مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى النصف من أصل 350 موظفا حاليا".وأردف المسؤولين، أن "روبيو يخطط لنقل العديد من صلاحيات مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى وزارة الخارجية والبنتاغون"، لافتين إلى أن مهام مجلس الأمن القومي بعد إصلاحه ستكون "التنسيق والتشاور" وليس تنفيذ السياسة الأمريكية.وكان نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس صرح، بأن الرئيس دونالد ترامب لم يفقد الثقة في مايك والتز الذي رشحه ممثلًا دائمًا له لدى الأمم المتحدة بعد إعفائه من منصبه كمستشار للأمن القومي.وقال فانس في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إن والتز "موضع ثقة مني ومن الرئيس. والرئيس معجب بوالتز في الواقع".وأضاف أن ترامب يعتقد أن والتز سيكون أكثر فائدة بصفته مندوبًا لواشنطن لدى الأمم المتحدة، مؤكدًا أن تغيير منصبه لا علاقة له بفضيحة الدردشة عبر تطبيق "سيغنال".وأشار فانس أيضًا إلى أن المنصب المعروض على والتز "يمكن اعتباره ترقية"، نظرًا لأن المرشحين لمنصب الممثل الدائم للأمم المتحدة يتم الموافقة عليهم من قبل مجلس الشيوخ، على عكس مستشار الأمن القومي.وعقب قرار ترامب، كتب والتز في منشور على حسابه بمنصة "إكس": "يشرفني أن أواصل خدمتي للرئيس ترامب وأمتنا العظيمة".فيما ذكرت شبكة "سي بي إس" الأمريكية نقلا عن مصادرها أنه من المقرر أن يترك مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، ونائبه أليكس وونغ منصبيهما، وذلك على خلفية تسريب محادثات سرية بين كبار المسؤولين الأمريكيين تتعلق بخطط عسكرية أمريكية حول الضربات على اليمن، فيما بات يعرف إعلاميا بـ"فضيحة سيغنال".وفي وقت سابق، أطلق مكتب المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية تحقيقا في استخدام وزير الدفاع الأمريكي لتطبيق "سيغنال"، في أعقاب الفضيحة التي أحاطت بتسريب مناقشات أجراها مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الضربات في اليمن.وفي 24 مارس/آذار الماضي، قال رئيس تحرير مجلة "أتلانتيك"، جيفري جولدبرغ، إنه تلقى في 11 مارس/آذار طلبًا عبر تطبيق "سيغنال" وانتهى به الأمر في دردشة ناقشت فيها الحكومة الأمريكية توجيه ضربات لجماعة "أنصار الله" في شمال اليمن.وبحسب جولدبرغ، فإن المجموعة التي يطلق عليها "مجموعة الحوثيين المقربة من السياسيين" كانت تستضيف "مناقشة سياسية شملت حسابات تحت أسماء نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيفسيث، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز، ومسؤولين آخرين". وأكد العديد منهم تواجدهم في الدردشة، لكنهم أصروا على عدم تبادل أي معلومات سرية عبر التطبيق. الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي الولايات المتحدة الأمريكية, دونالد ترامب, الأخبار, أخبار العالم الآن, العالم


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
الاتحاد الأوروبي: التجارة مع الولايات المتحدة لا بد أن تقوم على الاحترام المتبادل
قال المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش اليوم إن المفوضية الأوروبية ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لصالح الطرفين ' الأوروبي و الأمريكي' لكنه شدد على أن التجارة بين التكتل والولايات المتحدة لا بد أن تقوم على الاحترام المتبادل وليس التهديدات. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه سيفرض رسوما بنسبة 50 بالمئة على صادرات التكتل. وأضاف شيفتشوفيتش 'لا تزال المفوضية الأوروبية مستعدة للعمل بحسن نية'.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
نائب ترامب يتحدث عن "اللكمة القاضية".. ويستشهد بالحوثيين
واعتبر فانس أن "الولايات المتحدة تواجه تهديدات خطيرة من الصين وروسيا ودول أخرى، وسيتعين عليها الحفاظ على تفوقها التكنولوجي". وأدلى بتعليقاته خلال كلمة في الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ماريلاند. وخلال حديثه إلى خريجين سيصبحون ضباطا في البحرية وسلاح مشاة البحرية الأميركية، استشهد فانس بالأمر الذي أصدره ترامب باستخدام القوة ضد الحوثيين في اليمن أدى في نهاية المطاف إلى وقف لإطلاق النار، في إطار اتفاق وافقت فيه الجماعة على وقف الهجمات على السفن الأميركية. وتابع: "يجب أن نكون حذرين عندما نقرر توجيه لكمة، لكن عندما نوجه لكمة تكون قوية وقاضية". وأوضح فانس أن بعض الرؤساء السابقين أقحموا الولايات المتحدة في صراعات "لم تكن ضرورية للأمن القومي الأميركي". ولم يحدد فانس هؤلاء الرؤساء، لكن تعليقاته أشارت إلى أنه يقصد بحديثه الرئيس السابق جورج دبليو بوش، الجمهوري الذي شن حروبا بقيادة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وخلفه باراك أوباما، الديمقراطي الذي واصل الحرب في أفغانستان. ولا يزال الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان عام 2021 في عهد الرئيس السابق جو بايدن، محط انتقادات حادة من ترامب. وأضاف: "لا مزيد من المهام غير المحددة، ولا مزيد من النزاعات المفتوحة". وقال فانس إن الولايات المتحدة تمتعت بفترة من الهيمنة بعد سقوط الإمبراطورية السوفيتية بقيادة روسيا ، وإن السياسات الأميركية الرامية إلى التكامل الاقتصادي لمنافسي الولايات المتحدة أتت بنتائج عكسية.