logo
السيد الحوثي: لا سلام لأمتنا بالخنوع والنموذج الإيراني أثبت معادلة القوة في مواجهة العدوان

السيد الحوثي: لا سلام لأمتنا بالخنوع والنموذج الإيراني أثبت معادلة القوة في مواجهة العدوان

المنارمنذ 6 ساعات
أكد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنّ شعوب الأمة لن تنعم بالسلام من خلال الخنوع والقبول بالاستباحة والتفريط في المبادئ والقيم الإسلامية، مشدداً على أن الاستسلام للعدو لا يؤدي إلا إلى المزيد من التمكين له في استكمال مخططاته للسيطرة التامة على الأمة.
وأوضح أن التضحية في إطار الموقف الحق هي تضحية في سبيل الله، ولها ثمارها من عزة وانتصار وصمود وحرية وكرامة، في حين أن الثمن الذي تدفعه الأمة بسبب التفريط في مواجهة العدو يتعاظم باستمرار.
وأشار إلى أن الواقع الذي وصلت إليه الأمة لم يكن ليحدث لولا حالة التراجع والانحدار التي استمرت لعقود طويلة، وابتعاد الأمة عن التمسك بالنهج الحق والإيمان الصادق، لافتاً إلى أن من يتذرع برفض التضحيات في سبيل عدم الدخول في المواجهة، ينسى أن الخسائر الناتجة عن الخنوع أعظم بكثير ولا تُقارن بتضحيات الموقف الصادق.
وشدّد السيد الحوثي على أن الخسائر الكبرى في الدنيا والآخرة ستكون نتيجة الرضوخ والتنازل، بينما تظل تضحيات الموقف الحق محدودة ولكنها مثمرة وفاعلة. وقال إن الردع الحقيقي هو أن تكون الأمة قوية في موقفها، ومقبلة على اتخاذ أسباب النصر والعزة والقوة والمنعة.
واستعرض في هذا السياق النموذج الإيراني، الذي قال إنه أثبت خلال 12 يوماً فاعلية التوجّه الصحيح المبني على الهداية الإلهية، في إعداد القوة وتفعيلها. وأضاف أن من عناصر القوة في الموقف الإيراني القرار بالرد الفوري والفاعل، وقد أثمر ذلك في إرغام العدو الإسرائيلي على التراجع عن عدوانه، رغم الدعم الأميركي والغربي الكبير له.
وأشار إلى أن العدو لم يستطع الاستمرار في عدوانه على إيران لأنه وجد نفسه يدفع ثمناً باهظاً، موضحاً أن ما حصل يُشكّل درساً للأمة في أنّ امتلاك أسباب القوة والردع، والتحرك بثقة وتأييد شعبي، يؤدي إلى منع العدو من التمادي في عدوانه.
وأوضح أن المعادلة التي جسدها الرد الإيراني، والمبنية على الردع وبناء القوة والالتفاف الشعبي حول القوات المسلحة والقيادة، أثمرت في وقف العدوان، مشيراً إلى وجود جهوزية تامة في الجمهورية الإسلامية للرد القوي إذا ما كرر العدو اعتداءاته مستقبلاً.
وفي سياق الحديث عن غزة، قال السيد الحوثي إن المجاهدين هناك، رغم الإمكانات المحدودة جداً، يُظهرون فاعلية الموقف في الجهاد والثبات، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي فشل في حسم معركته، وما يرتكبه من جرائم بحق الأهالي لا يُعدّ نصراً بأي شكل.
وأضاف أن العدو الإسرائيلي، رغم ما يمتلكه من ترسانة عسكرية وحشد دولي، عجز عن القضاء على المقاومة في قطاع غزة، كما لم ينجح في استعادة أسراه دون صفقة تبادل، معرباً عن أمله في أن تصل المفاوضات الجارية إلى نتيجة إيجابية.
ودعا السيد الحوثي الأمة الإسلامية إلى اعتماد الموقف الصحيح، كما رسمه الله عز وجل، من خلال تحمّل المسؤوليات المقدسة في الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكداً أن هذه المسؤوليات ليست عبئاً بل مصدر عزة وحماية، شرط أن تتحرك الأمة بوعي وإرادة.
وأضاف أن العدو الإسرائيلي، رغم ما يقترفه من جرائم بحق الأوطان والمقدسات، لا يتحمل أن تُتخذ ضده أي مواقف من أبناء الأمة، كما أن أميركا ودولاً غربية تسعى إلى مصادرة حقوق الأمة كاملة، وتمنعها حتى من التعبير أو الدفاع عن حقوقها المشروعة.
وندد بالموقف الغربي الذي يروّج للعدوان الإسرائيلي باعتباره دفاعاً عن النفس، وكأن الفلسطينيين والعرب هم من ذهبوا إلى أقاصي الأرض لقتل الصهاينة، لا العكس، معتبراً هذا الخطاب قمة في التزييف السياسي والظلم الإعلامي.
العدو بلغ أقصى درجات التوحّش في غزة والمؤسسات الدولية عاجزة عن حماية المظلومين
أكّد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنّ العدو الصهيوني اليهودي المجرم يواصل ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 21 شهرًا، وعلى مرأى ومسمع من المسلمين، مشيرًا إلى أنّ ما يجري يمثل إبادة جماعية حقيقية.
وأضاف السيد الحوثي أن العدو الإسرائيلي يستهدف بشكل مكثف مراكز ومخيمات إيواء النازحين، والأماكن التي يستقرون فيها من مدارس ومؤسسات مدنية، ويواصل عدوانه بكل همجية ووحشية وإجرام، في مشهد يفضح حقيقته الإجرامية المتجردة من أدنى القيم الإنسانية.
واعتبر أن الكيان الإسرائيلي وشركاءه الأميركيين القتلة المجرمين، لو كانوا مجرد وحوش من وحوش الغاب أو كلاب مسعورة، لكانوا قد سئموا من نهش لحوم الناس في قطاع غزة، لكنهم يمعنون أكثر كلما أوغلوا في دماء الأطفال والنساء، حيث تزداد شهيتهم للقتل ويتفننون في ابتكار وسائل وطرق جديدة للإبادة.
وأوضح السيد الحوثي أن ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في غزة يفضح حقيقته القائمة على الحقد والتوحّش والعدوانية، ويكشف في الوقت ذاته عن جوهر الغرب الذي يدعم هذا الكيان المجرم، منذ تأسيسه كعصابات إرهابية تمارس نفس الدور الوظيفي الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية جمعاء.
وأضاف أن هذا الدور الوظيفي الذي أراده الغرب للعدو الإسرائيلي، يقوم على السعي للسيطرة على الأمة واحتلال الأوطان وفرض معادلة الاستباحة، وهو دور عدواني تدميري يتماشى مع المخطط الصهيوني ويشكّل خطورة بالغة على الأمة الإسلامية.
وانتقد السيد الحوثي بحدة تقاعس المؤسسات الدولية، قائلاً إنّ توحّش العدو الإسرائيلي يشكل دليلًا كافيًا على أن ما يُسمى بالمؤسسات الدولية لا تمثّل سندًا لأي شعب مظلوم أو مستضعف، مستعرضًا سجلّها الممتد لأكثر من قرن منذ الاحتلال البريطاني، وسبعة عقود من السيطرة الصهيونية اليهودية، دون أن تقدم شيئًا يُذكر للشعب الفلسطيني.
ورأى أنّ الرهان على المؤسسات الدولية في أي حسابات أو سياسات هو 'خطأ فادح' يشتّت الأمة ويمنعها من تحقيق أي نتائج، مشددًا على أن الأمة قادرة على اتخاذ موقف حاسم، غير أن الكثير من أبنائها يكتفون بالتفرج والتخاذل، بينما يذهب البعض إلى حدّ التواطؤ والتعاون مع العدو.
واعتبر أن مستوى الإجرام الصهيوني وحجمه واستمراره، يكشف ثلاث حقائق أساسية: حقيقة العدو، وحقيقة داعميه، وحقيقة عجز المؤسسات الدولية. وأضاف أن واقع الأمة يشكّل خطرًا كبيرًا عليها، سواء من ناحية التفريط بمسؤولياتها المقدسة أو من ناحية أطماع الأعداء بها.
وحذّر السيد الحوثي من فظاعة ما يُمارسه اليهود الصهاينة بحق الأمة ومقدساتها، معتبرًا أنه 'رهيب جدًا'، ومشيرًا إلى أنّهم يسيئون إلى خاتم الأنبياء رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بأبشع الإساءات، وينتهكون حرمة المقدسات الإسلامية.
وأشار إلى أن الصهاينة يمارسون الإجرام بأساليب بشعة للغاية، وبطريقة وقحة واستفزازية جدًا ضد الشعب الفلسطيني، في وقتٍ لا يُبدي فيه الكثير من أبناء الأمة أي موقف معتبر، ما يكشف عن تراجعها الكبير على مستوى القيم والمبادئ الإنسانية.
وحذّر من أن استمرار الأمة في تجاهل مسؤولياتها لن يُفضي إلى حلول، بل سيقود إلى نتائج خطيرة جدًا، وإذا ما استفادت بعد حين، فسيكون ذلك بعد تحمّلها تكاليف باهظة جدًا.
وتطرّق السيد الحوثي إلى سلوك العدو في ساحة القتال، لافتًا إلى أنّ الصهاينة يتنافسون ويتباهون بجرائمهم بحق الأطفال والنساء في قطاع غزة، ومن بينهم جندي صهيوني تباهى بأنه قتل 600 فلسطيني.
وأكد على جبن الجنود الصهاينة في المواجهة المباشرة، مشيرًا إلى أنهم يختبئون ويتجمدون من الذعر والرعب، حتى وهم داخل آلياتهم العسكرية، حينما يتقدم إليهم المقاتلون من المجاهدين في قطاع غزة.
العدو يتعمد تدمير غزة بمقاولين.. وخطر هدم المسجد الأقصى بات ماثلًا أمام الأمة
قال قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إن العدو الإسرائيلي يعمل على تنفيذ تدمير شامل لقطاع غزة، حتى بلغ به الأمر إلى الاستعانة بمقاولين لتنفيذ مهمة تدمير ما تبقى من المنازل، مقابل مبالغ تصل إلى 1500 دولار عن كل منزل يتم هدمه.
وأضاف أن العدو الصهيوني يواصل سياسة الإبادة بحق الفلسطينيين عبر وسائل متعددة، من أبرزها التجويع ومصائد الموت ومجازر المساعدات، لافتًا إلى أنّ الاحتلال ارتكب خلال 48 ساعة فقط 26 مجزرة أدّت إلى استشهاد أكثر من 300 فلسطيني وإصابة المئات، معظمهم من النساء والأطفال.
وأوضح السيد الحوثي أن ما يُعرف بـ'مصائد الموت' هو مشروع مشترك بين الأميركيين والإسرائيليين، يتمثل في هندسة مقصودة للتحكم بالمساعدات الإنسانية، بحيث يُعرّض من يتوجه لاستلامها لخطر القتل والاستهداف.
وأشار إلى أن أبناء غزة يُجبرون على التوجه إلى نقاط توزيع المساعدات بسبب شدة الحاجة، لكنهم يعيشون خطر الإبادة في كل لحظة، سواء أثناء الذهاب أو عند التجمع أو أثناء تسلم المساعدات أو في طريق العودة، حيث يرصدهم العدو بدقة، بل ويستهدف من يعود بأكياس الطحين بعد وصوله إلى عائلته.
ووصف السيد الحوثي هذه المجازر بأنها من أبشع أنواع الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن صمت المؤسسات الدولية والدول والأنظمة تجاه هذه الجرائم يمثل عارًا أخلاقيًا وإنسانيًا وسياسيًا.
ولفت إلى أن تشجّع العدو الإسرائيلي على ارتكاب هذه الجرائم يرجع إلى تهاون العديد من الأنظمة والحكومات، والتي لم تصل حتى إلى مستوى اتخاذ إجراءات عادية أو حدّ أدنى من المواقف.
وكشف السيد الحوثي عن 'فضيحة كبرى' تمثلت بقيام العدو الإسرائيلي، بدعم أميركي، بدسّ حبوب مخدّرة في بعض أكياس الطحين الموزعة كمساعدات، في خطوة اعتبرها دليلاً جديدًا على الإجرام المركّب الذي يستهدف وعي الشعوب ومجتمعاتها.
وأشار إلى أن الكيان الإسرائيلي والأميركيين يعدّان من أكبر المروجين للمخدرات في العالم، ويستخدمان هذه المواد كأداة لتخريب المجتمعات وضرب اقتصادات الدول.
وفي السياق الإنساني، أكد السيد الحوثي أن العدو الإسرائيلي أفرغ شمال قطاع غزة بالكامل من المستشفيات، بعدما دمّر بعضها وحاصر البعض الآخر بشكل كلي، مما جعلها شبه معطّلة.
وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل إرسال آلاف القنابل للعدو الإسرائيلي في شحنات إضافية تُمكّنه من مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني، معلنًا عن صفقة أسلحة أميركية جديدة تشمل 3845 مجموعة توجيه قنابل تزن الواحدة منها 900 كيلوغرام.
واتهم الحوثي الولايات المتحدة إلى جانب بريطانيا وألمانيا وفرنسا، بدعم الكيان الإسرائيلي ليس فقط بالأسلحة، بل حتى بـ'الكلاب المدرّبة لنهش لحوم البشر'.
وحول الانتهاكات في القدس، لفت إلى أن الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى باتت شبه يومية، وسط دعوات صريحة لهدم المسجد وبناء 'الهيكل' المزعوم، محذرًا من أن هذه السياسة الصهيونية تُستخدم للترويض وفرض أمر واقع خطير على المسلمين.
وأشار إلى أن التهديدات بهدم المسجد الأقصى باتت تُطلق من ساحات المسجد ذاته، وهو ما يُعدّ تطورًا في غاية الخطورة، كون الهدم هدفٌ معلن مرسوم في المخطط الصهيوني ومن مرتكزاته الأساسية.
وشدد السيد الحوثي على أن معظم الإجراءات التي تُتخذ في القدس والضفة الغربية تهدف إلى تمهيد الطريق لتحقيق هذا الهدف العدواني الإجرامي، مؤكدًا أن الحالة الراهنة في الأقصى تُعدّ بالغة الخطورة، في ظل ردود فعل رسمية باهتة تكشف التراجع المهين في التعاطي مع هذه القضية.
وقال إن الخطر الذي يتهدّد المسجد الأقصى لا يتوقف عنده، بل يمتد إلى باقي المقدسات الإسلامية، بما في ذلك المسجد الحرام والكعبة الشريفة، مشيرًا إلى أن مدينة مكة والمدينة المنورة أيضًا ضمن أهداف المشروع الصهيوني.
وأضاف أن نجاح العدو في تنفيذ مخططاته ضد الأقصى سيدفعه إلى الطمع ببقية مقدسات المسلمين، محذرًا من أنّ وصول المسلمين إلى حالة من اللامبالاة تجاه مقدساتهم يمثّل خطرًا فادحًا على الأمة كلها، ويُفقدها التأييد الإلهي والحماية الربانية.
وفي ما يتعلق بالضفة الغربية، قال الحوثي إن الوضع هناك يتجه نحو التصعيد منذ خمسة أشهر، وقد شهد دمارًا واسعًا لا سيما في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.
وأشار إلى أن أكثر من 40 ألف فلسطيني هجّروا قسرًا من أبناء الضفة الغربية، ويعيشون معاناة إنسانية شديدة، في وقت يعمل فيه العدو الإسرائيلي على منع عودتهم إلى مخيماتهم.
ولفت إلى أن البؤر الاستيطانية التي يُعلن عنها مؤخرًا، تأتي ضمن خطة تهدف إلى إحكام السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، من خلال اغتصاب مواقع جديدة وتوسيع رقعة الاحتلال.
المجاهدون في غزة صامدون رغم الحصار وتخاذل الأنظمة
أكد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنّ من أبرز الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية هو تقطيع أوصال المدن والبلدات الفلسطينية عبر الحواجز والجدران، في سياق سياسة ممنهجة تهدف إلى تفكيك النسيج الجغرافي والاجتماعي الفلسطيني.
وأشار السيد الحوثي إلى أن الروح المعنوية العالية والثبات الذي يُبديه المجاهدون في قطاع غزة على مدى 21 شهرًا، يُظهر صلابة المقاومة، متسائلًا: 'ماذا لو امتلك المجاهدون من الأسلحة ما تمتلكه الجيوش العربية؟'، موضحًا أن تلك الجيوش هُزمت في ستة أيام، بينما يقف المقاومون في غزة صامدين في وجه آلة الحرب الصهيونية لما يقارب عامين.
وأضاف أن الاعتداءات الصهيونية تشمل أيضًا الأراضي اللبنانية، مع استمرار التوغلات داخل الحدود، والتي تُعدّ من أخطر أنواع الانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال العدائية، مشيرًا إلى أن ما يقوم به العدو في سوريا كذلك يندرج ضمن أطماعه التوسعية ومخططاته الإجرامية، رغم أن سوريا ليست من الجبهات التي تشن عليه عدوانًا مباشرًا.
ورحّب السيد الحوثي بموافقة الحكومة الإيرلندية على مشروع قانون يحظر استيراد السلع من المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة الغربية والقدس، واصفًا الخطوة بأنها 'مهمة وإيجابية'، رغم كونها جزئية، إلا أنها تعبّر عن موقف عملي ينبغي أن يُحتذى.
وأكد أن المطلوب من الأنظمة العربية والإسلامية هو اتخاذ خطوات كبيرة في سبيل المقاطعة الكاملة للعدو الإسرائيلي، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، إلى جانب السعي مع بقية الدول لمحاصرته وعزله دبلوماسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا.
وفي السياق الميداني، أعلن السيد الحوثي أن القوات اليمنية نفّذت خلال أسبوع عمليات عسكرية استهدفت مواقع للعدو الإسرائيلي في يافا وبئر السبع وعسقلان وأم الرشراش، مستخدمةً 10 صواريخ وطائرات مسيّرة، مشيرًا إلى أن الحظر المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر باتجاه باب المندب وخليج عدن وبحر العرب ما زال قائمًا وناجحًا بشكل تام.
واعتبر أن المسيرات المليونية التي شهدها اليمن في افتتاح العام الهجري الجديد يوم الجمعة الماضية، مثّلت زخمًا عظيمًا وحضورًا شعبيًا متميزًا، مؤكدًا أن من نعمة الله وتوفيقه أن يكون اليمن رسميًا وشعبيًا في هذا الموقع الجهادي الواعي والضروري.
ودعا بقية شعوب الأمة إلى أن تحذو حذو الشعب اليمني، لأن تبني هذا الموقف يُعدّ ضرورة ملحّة لها، إذ إن المعركة الدائرة اليوم هي معركة الأمة بأسرها وليست معركة الفلسطينيين وحدهم.
وأضاف أن العدو الإسرائيلي، لو تمكن من حسم معركته في غزة، ومن تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، فإن خطوته التالية ستكون الهجوم على باقي البلدان العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن اليهود الصهاينة يهتفون منذ نشأة كيانهم بالموت للعرب، وأن تربيتهم تقوم على الإجرام والحقد.
وأكد أن من يتبنى الموقف الجهادي المتكامل، فإنه يختار الموقع الواعي والضروري لحماية نفسه وشعبه وأمته، في وجه عدوٍ يشكل تهديدًا وجوديًا على الجميع.
وحذّر من تكرار الحديث الأميركي والإسرائيلي عن 'تغيير الشرق الأوسط'، مذكّرًا بتصريحات وزارة الخارجية الأميركية الأخيرة التي أكدت هذا التوجّه، موضحًا أن الهدف من هذا العنوان هو فرض سيطرة الكيان الإسرائيلي على المنطقة، وتثبيت معادلة الاستباحة على شعوبها.
وقال السيد الحوثي إن الأميركيين والإسرائيليين يسعون لمصادرة حرية واستقلال وكرامة شعوب الأمة، وسلبها عزتها الإيمانية وهويتها التحررية، بهدف فرض الاستسلام التام وتمكين الكيان الإسرائيلي من التحكم بمصيرها ومقدراتها.
وشدّد على أنّ القبول بالذل والاستعباد يُعدّ عارًا كبيرًا على أمة تمتلك هذا الحجم السكاني والجغرافي والاقتصادي، متسائلًا: 'ما الذي يدفع الشعب العربي الكبير إلى الرضوخ والخنوع أمام عدوه السيئ، المتمثل باليهود الصهاينة؟'
واستشهد السيد الحوثي بتجربة كوبا التحررية، قائلًا إن هذه الدولة الصغيرة والمجاورة للولايات المتحدة، ترفض الهيمنة الأميركية منذ أكثر من 60 عامًا، ورغم الحصار الطويل لم تخضع، متسائلًا كيف لأمة العرب والمسلمين، بكل ما تملك من مقومات، أن تقبل بالاستسلام والارتهان، وهي أحق بثبات الموقف ورفض الهيمنة من غيرها.
مستمرون في موقفنا رغم الغارات والتهديدات
أكد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنّ موقف اليمن في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدو الإسرائيلي هو موقف مبدئي نابع من بصيرة ووعي وإيمان، مشددًا على أن هذا الموقف ليس فقط صحيحًا، بل يحمل أهمية إيمانية ودينية وأخلاقية ويمثّل ضرورة لا غنى عنها.
وأضاف السيد الحوثي في كلمة له حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الدولية والإقليمية، أن على الأمة الإسلامية أن تكون حرّة، عزيزة، كريمة، مهما بلغت التضحيات، ومهما كان حجم التحديات والصعوبات، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه من داعمين، يعملون على حشر الأمة بين خيارين: إما الاستسلام والذل والقبول بمعادلة الاستباحة، أو المواجهة والصمود.
وقال: 'ليس هناك خيار اسمه السلام مع العدو الإسرائيلي، بل هو استسلام وتفريط'، مؤكدًا أن التهديدات التي يطلقها العدو، إلى جانب اعتداءاته المتكررة، لا تُثني اليمنيين عن موقفهم الثابت، بل تزيدهم تصميماً وعزماً وإصراراً على مواصلة التصدي للعدوان.
واستعرض السيد الحوثي ما سبق أن نفذه العدو الإسرائيلي من عمليات استهداف مباشرة لليمن، قائلاً إن العدو شنّ خمس عمليات سابقة ضد البلاد، تضمنت 107 غارات جوية وقصفاً بحرياً، لكنها لم تنجح في التأثير على الموقف اليمني، بل زادت من ثباته.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية بدورها حاولت من خلال الجولة الثانية من التصعيد أن تُرهب اليمن، عبر تنفيذ أكثر من 1700 غارة جوية وقصف بحري استخدمت فيه طائرات الشبح وقاذفات القنابل، إلا أن هذه الهجمات لم تحقق هدفها، بل فشلت في كسر الموقف اليمني الثابت.
وشدّد السيد الحوثي على أن التضحيات التي يقدّمها الشعب اليمني في هذا السياق، هي تضحيات في سبيل الله، وهي محل فخر واعتزاز وشرف، ولها ثمارها ونتائجها في الدنيا والآخرة، وهي مقبولة عند الله تعالى.
وأوضح أن استمرار الموقف وثباته بالصبر والصمود هو من أساسيات النجاح في المواجهة، مؤكدًا أن هذا النهج له ثماره العظيمة في وعد الله بالنصر والتمكين.
وأضاف: 'نحن مستمرون في موقفنا، ثابتون عليه، نتصدى للعدو الإسرائيلي في أي عدوان أو مواجهة، ونحن على قناعة تامة بعدالة قضيتنا وصحة موقفنا وضرورته، ولن نتراجع عنه'.
ودعا قائد أنصار الله في ختام كلمته، الشعب اليمني العزيز إلى المشاركة الواسعة في المسيرات المليونية التي ستُقام يوم غد في العاصمة صنعاء وسائر المحافظات، معتبرًا أن هذا الخروج الجماهيري يُعدّ جهادًا في سبيل الله، ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم، وتأكيدًا على الاستمرار والثبات في مواجهة العدو.
المصدر: موقع المنار
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العلامة فضل الله ينعى والدته ورئيسا الجمهوريّة ومجلس النواب عزّياه
العلامة فضل الله ينعى والدته ورئيسا الجمهوريّة ومجلس النواب عزّياه

الشرق الجزائرية

timeمنذ 38 دقائق

  • الشرق الجزائرية

العلامة فضل الله ينعى والدته ورئيسا الجمهوريّة ومجلس النواب عزّياه

نعى العلّامة السّيّد علي فضل الله والدته السيّدة نجاة نور الدّين حرم العلّامة المرجع السّيّد محمد حسين فضل الله الّتي وافتها المنية عن عمر ناهز السّادسة والثّمانين، و»الّتي أمضت هذا العمر عطاءً إلى جانب الوالد تحمّلت فيه الكثير، وكانت نعم السّند لسماحته في كل مسيرته العلميّة والتّربويّة والجهاديّة». أضاف في بيان النعي: «لقد كانت الوالدة موئلًا للرحمة وملجأً وحضنًا دافئًا للعائلة وقلبًا كبيرًا انفتح على الخير والمحبّة، وقد زرعت في العائلة وكل من عرفها وعاش في كنفها الحب والانفتاح على الآخرين، ولم يعرف الحقد إلى قلبها وعقلها سبيلًا، وكانت جبلًا حمل مع السّيّد الوالد كل الهموم والضّغوط في المراحل المعقدة والصّعبة وخصوصًا مراحل الحروب ومحاولات الاغتيال الجسدي والمعنوي الّتي تعرّض لها… وكان سماحته تلقّى عددًا من الاتصالات المعزية برحيل والدته أبرزها من رئيس الجمهوريّة العماد جوزيف عون ومن رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي. وأعلن مكتب العلّامة السّيّد علي فضل الله أن مراسم الدفن تبدأ اليوم عند السّاعة العاشرة قبل الظّهر من مسجد الامامين الحسنين في حارة حريك ثمّ توارى الثّرى في مدافن الغبيري الجديدة.

رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد رسامة وتنصيب القس سمير زكري راعيًا مساعدًا بالكنيسة المعمدانية الأولى بالقاهرة
رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد رسامة وتنصيب القس سمير زكري راعيًا مساعدًا بالكنيسة المعمدانية الأولى بالقاهرة

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد رسامة وتنصيب القس سمير زكري راعيًا مساعدًا بالكنيسة المعمدانية الأولى بالقاهرة

شارك الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، في احتفال رسامة وتنصيب القس سمير زكري وهبة، راعيًا مساعدًا بالكنيسة المعمدانية الأولى بالقاهرة، وذلك مساء اليوم الخميس، بحضور القس خلف بركات فهمي، رئيس المجمع المعمداني الإنجيلي العام، والقس منير صبحي، الرئيس السابق للمجمع، وعدد من قيادات الطائفة والمجمع ورعاة الكنائس، وبمشاركة كبيرة من شعب الكنيسة. وخلال كلمته، قدَّم الدكتور القس أندريه زكي التهنئة للقس سمير زكري، ولعائلته، ولقيادات المجمع المعمداني، كما تناول رئيس الطائفة الإنجيلية موضوع "إدارة الأزمات وتجاوز العواصف"، مشيرًا إلى أن "العالم مليء بالعواصف والأزمات والصراعات المتلاحقة، لكننا نشكر الله من أجل السلام والأمان اللذين نتمتع بهما في وطننا العزيز". وقال رئيس الطائفة: "في ظل الأزمات التي نعيشها، علينا أن نتذكر أن الله وحده هو القادر على تهدئة العواصف. يا إخوتي، نحن مدعوون اليوم لنصلي وأعيننا إليه، وأن نتعلم كيف نتحلى بالانضباط والاتزان في مرحلة ما بعد العاصفة، ونُحسن استثمار الفرص المتاحة لخدمة المجتمع والكنيسة".

خالد الجندي: قريش كانت تعرف يوم عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام
خالد الجندي: قريش كانت تعرف يوم عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

خالد الجندي: قريش كانت تعرف يوم عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان على علم بيوم عاشوراء قبل هجرته إلى المدينة، مشيرًا إلى أن صيام هذا اليوم لم يكن بدعة يهودية كما يظن البعض، بل كان معروفًا عند قريش في الجاهلية، وكانوا يصومونه ويعظمونه، كما ورد في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها. وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة في ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة، ظل مقيمًا بها حتى دخل شهر محرم من السنة الثانية للهجرة، وعندها وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فصادف ذلك ما كان يعرفه ويصومه النبي من قبل، فوافق الأمر ما كان عليه في مكة، لا العكس. وأضاف الجندي أن قريش، رغم شركها وعبادتها للأوثان، كانت تحتفظ ببقايا من دين إبراهيم عليه السلام، ولذلك كانوا يعرفون الحج، ويعرفون المناسك، ويعرفون حرمة الأشهر الحرم، ومن ضمنها شهر الله المحرم، مستشهدا بأن القرآن أثبت معرفتهم بالحج قبل الإسلام، كما قال الله تعالى: "إن الصفا والمروة من شعائر الله"، وهو ما يدل على أن هذه الشعائر كانت موجودة ومعروفة من قبل، لكن المشركين حرفوها وأدخلوا فيها ممارسات مخالفة. وأشار الجندي إلى أن كثيرًا من روايات العلماء كالنووي وابن حجر وابن القيم وابن الجوزي، أوردت أن قريش وقعت في ذنب عظيم، يُرجّح أنه كان الاعتداء على حرمة الأشهر الحرم، فأرادوا أن يتقربوا إلى الله بصيام يوم عاشوراء، تكفيرًا عن هذا الذنب، وهذا يدل على شعور ديني دفين عندهم رغم وثنيتهم. وأوضح أن قريش كانت تسأل أهل الكتاب في بعض أمور الدين، وكانوا يلجأون إليهم لمعرفة ما لا يعلمونه، كما حدث عندما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أسئلة بتوجيه من اليهود، مثل قصة أصحاب الكهف. وشدد الشيخ خالد الجندي على أن الإسلام جاء ليصحح ويضبط تلك الشعائر، ويعيدها إلى أصلها الإبراهيمي الصافي، فكما فُرض الصيام على الأمم من قبل، فقد كُتب أيضًا على المسلمين، كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store