logo
ريّ الحنطة يهدّد باستنزاف المياه الجوفية في صحراء العراق

ريّ الحنطة يهدّد باستنزاف المياه الجوفية في صحراء العراق

الشارقة 24٢٥-٠٤-٢٠٢٥

الشارقة 24 – أ ف ب:
فيما تهبّ عاصفة رملية بحقول الحنطة في صحراء النجف بجنوب العراق، يتفقّد هادي صاحب، السنابل التي يرويها بالمياه الجوفية، فيما يُقلق تزايد حفر الآبار، الخبراء من خطر استغلالها المفرط في بلد يعاني موجات جفاف متكررة
.
أنظمة ريّ حديثة
ويعتمد الفلاحون في هذه الحقول البعيدة من نهرَي الفرات ودجلة، على أنظمة ريّ حديثة تعمل بالرشّ، وتقلّل من هدر المياه بما يصل إلى 50%، وباتت منتشرة في أوساط مزارعي العراق منذ بضع سنوات
.
المياه الجوفية
وفي بلد يشهد تراجعاً بنسبة المتساقطات وبتدفق الأنهار التي لطالما كانت تحرّك طواحين المياه وقنواتها بهدف الريّ، باتت السلطات تعوّل على المياه الجوفية.
التغير المناخي
وتعتبر الأمم المتحدة، أن العراق حيث يقيم اليوم أكثر من 46 مليون شخص، هو من الدول الخمس الأكثر تأثراً ببعض أوجه التغير المناخي
.
تقنيات ري حديثة
ويوضح صاحب (46 عاماً) مرتدياً دشداشة بيضاء في حقله الواقع بجنوب غرب العراق، أنه في الماضي كنّا نستخدم مياه الأمطار في الزراعة، وكانت أرضه الممتدة على عشرة دوانم تُنتج عشرة أطنان من القمح، لكن ازدياد الجفاف سنة بعد أخرى والتصحّر القوي دفعاه إلى اللجوء إلى تقنيات ري حديثة تدعم الحكومة العراقية أسعارها بهدف ضمان الأمن الغذائي
.
مياه الأمطار
ووسّع صاحب كذلك مساحة الأرض التي يزرعها، لتصل إلى 200 دونم يستأجرها من الدولة بسعر رمزي يبلغ دولاراً واحداً للدونم الواحد، حيث تُنتج هذه المساحة نحو 250 طنّاً من الحنطة، ويتابع هذا الأب لاثني عشر ولداً، أنه يستحيل أن نستمرّ من دون المياه الجوفية، ونضوبها سيعني رجوعنا إلى العصور القديمة والاتكال على السقي بمياه الأمطار.
وعند رؤية الحقول من الجوّ، تظهر على شكل دوائر خضراء في وسط الصحراء تتحرك فيها هياكل حديدية ذات عجلات ومرشّات لريّ الزرع.
ويحلّ موسم الحصاد في العادة مع تحوّلها إلى اللون الذهبي في شهر مايو، وبحسب وزارة الزراعة، زُرعت هذا الشتاء في العراق 3.1 مليون دونم من الأراضي بالاعتماد على أنظمة الري الحديثة باستخدام المياه الجوفية، مقابل مليونَي دونم تعتمد على الريّ السطحي.
محصول استراتيجي
وبدأت تُستخدم تقنيات الري الحديثة في صحراء النجف منذ أكثر من عقد، حيث تدعم الحكومة العراقية، أسعار أنظمة الريّ بالرشّ، مع تقسيطها على عشرة أعوام، كما تؤجر الأراضي للمزارعين وتشتري محاصيلهم بأسعار تفضيلية
.
غلّة أكبر
وتحقّق زراعة الحنطة في الصحراء، والتي نجحت بفضل أسمدة مخصصة وبذور أكثر مقاومة للظروف المناخية، غلّة أكبر من تلك التي تحققها الأراضي الطينية، بحسب مدير زراعة محافظة النجف منعم شهيد، الذي نوه إلى أن ذلك يوفر مردوداً اقتصادياً كبيراً للفلّاح والدولة، التي أعلنت العام الماضي تحقيق اكتفائها الذاتي بإنتاج ستة ملايين و400 ألف طنّ من هذا المحصول الاستراتيجي.
أرباح أكبر بـ8 مرّات
وتوقع شهيد، أن تنتج في هذا الموسم الحقول المرويّة بمياه الأنهار نحو 1.3 طنّ من القمح للدونم الواحد، مقابل 1.7 طنّ كحدّ أدنى للدونم في الأراضي الصحراوية، وتابع أن زراعة الحنطة عادت في النجف في موسم 2023-2024 بأرباح أكبر بثماني مرّات مما حققه الموسم السابق
.
ترشيد استخدام المياه الجوفية
وأشار مدير زراعة محافظة النجف، إلى ضرورة أن نحافظ على كمية المياه الجوفية ونرشّد استخدامها، لافتاً إلى أن السلطات ستشدّد الإجراءات لكي يكون حفر الآبار، مجازاً ومسيطراً عليه بكمياته للاستخدامات الزراعية فقط.
وفي مارس الماضي، أكّد المتحدث باسم وزارة الزراعة محمد الخزاعي، أن السلطات تعمل على تحديد الآليات التي يتم بموجبها السماح بحفر الآبار في المناطق الصحراوية، بحسب وفرة المياه الجوفية ضماناً لعدم هدرها.
كارثة للمستقبل
وفي صحراء كربلاء، تدير مؤسسات دينية، مشاريع زراعية ضخمة بينها حقول للحنطة منذ 2018، حيث زرعت إحداها هذا العام، أربعة آلاف دونم من الحنطة، فيما تسعى على المدى البعيد إلى زيادة الزراعة حتى 15 ألفاً
.
وفي أعماق الصحراء الواقعة غرب العراق والممتدة حتى الحدود مع السعودية والكويت، خزّانا الدمام وأم الرضمة الجوفيان اللذان يُعدّان من منابع المياه الرئيسية في المنطقة ويتشاركهما العراق مع السعودية والكويت
.
وتشير الأمم المتحدة منذ 2013، إلى أن منسوب المياه الجوفية في هذين الخزانين بدأ ينضب، حيث كانت السعودية في تسعينات القرن العشرين سادس أكبر مصدّر للقمح في العالم، وذلك بفضل استخراج المياه الجوفية على نطاق واسع لأغراض الري، وفقاً لتقرير أممي نُشر في العام 2023، غير أن الاستخراج المفرط استنزف أكثر من 80% من طبقة المياه الجوفية بحسب التقديرات، ما جعل الحكومة السعودية تضع حدّاً لزراعة القمح بهذا الشكل بعد موسم حصاد 2016
.
ويؤكد الخبير العراقي في سياسات المياه والأمن المناخي سامح المقدادي، في الماضي كان يمكننا الوصول إلى المياه الجوفية بحفر على عمق 50 متراً، أمّا الآن فيجب الحفر ربما حتى عمق 300 متر، ويشير إلى أن الناس يحفرون الآبار ويعتقدون أن هذه الموارد أبدية، لكن هذا غير صحيح علمياً.
ويزداد الأمر خطورة، في ظلّ غياب تقديرات رسمية حديثة لكمية المياه الجوفية المتوفرة في العراق الذي تغطّي الصحراء 40% من مساحته، إذ تعود التقديرات الأخيرة للسبعينات
.
ويضيف المقدادي، لا يمكننا إدارة مورد لا نستطيع قياسه، عازياً غياب التقديرات إلى افتقار للتقنيات اللازمة، لإجراء مسح جيولوجي دقيق وغياب الإرادة السياسية، في ظلّ سوء تنسيق بين مختلف السلطات يؤدي إلى غياب التوعية.
ويشدّد على ضرورة استخدام المياه الجوفية فقط في الحالات الطارئة مثل مواسم الجفاف، وليس للتوسع التجاري للأراضي الزراعية، محذراً من أن اعتبار المياه الجوفية بديلاً للموارد المائية الأخرى يعني "كارثة للمستقبل".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجمع اللغة العربية واليونسكو يناقشان أهمية المعاجم التاريخية
مجمع اللغة العربية واليونسكو يناقشان أهمية المعاجم التاريخية

الشارقة 24

timeمنذ 4 ساعات

  • الشارقة 24

مجمع اللغة العربية واليونسكو يناقشان أهمية المعاجم التاريخية

الشارقة 24: نظّم مجمع اللغة العربية بالشارقة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ندوة متخصصة؛ على هامش حفل التكريم الخاص الذي احتفى بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتكريمه على إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، وإدراج المعجم رسمياً في مكتبة اليونسكو، وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية حيث تناولت الندوة أهمية المعاجم التاريخية للغات بالتركيز على اللغة العربية واللغات الأوروبية: الفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية. تحدث في الندوة كل من: الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور باولو داتيشيلي رئيس مجمع اللغة الإيطاليّة "لاكروسكا في روما"، والدكتور سبستيان جيوثر، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة غوتيبغن في ألمانيا، والدكتورة شارلوت كوريي من جامعة ليون الثالثة في فرنسا، والدكتورة لاورا غاغو غوميز، من جامعة سلامنكا في إسبانيا، وأدار الندوة الدكتور وائل فاروق مدير معهد الثقافة العربي في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس في ميلانو بإيطاليا. افتتح الندوة سعادة علي الحاج آل علي المندوب الدائم للدولة لدى اليونسكو بكلمةٍ نيابةً عن المجموعة العربية الأعضاء باليونسكو، قدم فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعم سموّه المتواصل لإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، والذي أصبح مرجعاً أساسياً للباحثين والمهتمين. وتناول آل علي إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وإدراجه في مكتبة اليونسكو، وأهمية تكريم اللغة العربية قائلاً:" نحتفل بإنجازٍ عظيم لا يقتصر على العلوم فقط، بل يمتد ليشمل الثقافة بكل أبعادها الإنسانية، وإدراج المعجم في مكتبة اليونسكو ليس مجرد اعتراف بعمل لُغوي جليل، بل هو تكريم لقرون من الحكمة والفلسفة والإبداع، وشهادةٌ على إرث اللغة العربية الفكري الخالد، تلك اللغة التي حملت مشعل العلم والرياضيات والفلك عبر الحضارات، وربطت بين الشرق والغرب بجسورٍ من المعرفة. إن هذا المعجم الذي يُعَد كنزًا علمياً خالداً هو ثمرة عقودٍ من البحث الدؤوب والمنهجية العلمية الصارمة والالتزام الراسخ بدقة المعلومة ودقة التحليل". وأشار سعادة المندوب الدائم للدولة لدى اليونسكو في ختام كلمته إلى التزام الدولة والمجموعة العربية في اليونسكو بالشراكة الإستراتيجية لدعم الثقافة العربية، وتحويل اللغة العربية من جسرٍ للماضي إلى أداةٍ للمستقبل، ومن وعاءٍ للتراث إلى محرك للابتكار، وتعزيز التفاهم الإنساني العالمي. وتناول الدكتور أمحمد صافي المستغانمي في حديثه المعجم التاريخي للغة العربية، والذي أُنْجِز في وقتٍ قياسي وبمشاركة متميزة من مختلف العلماء والخبراء من المجامع اللغوية في أقطار الوطن العربي، مستعرضاً بدايات فكرة المعجم والجهود الكبيرة التي بذلت في إنجازه، وما يتميز به من محتوى شامل ومتكامل حول تاريخ الكلمات العربية وأصولها حيث يُعدُّ ديوانا ضخما وخزّانا لغويّا كبيرا يضم جميع ألفاظ اللغة العربية، ويبين أساليبها، ويوضح تاريخ استعمالها أو إهمالها، وتطوّر دلالاتها ومبانيها عبر العصور، ويعنى بذكر الشواهد ومصادرها مع التوثيق العلميّ الدّقيق لكل مصدر، وهو بهذه المواصفات والمزايا أكبر وأحدث معجم لغوي موسّع يكشف عن تاريخ اللغة العربية، المعبّرعن تاريخ الأمة العربيّة وحضارتها. من ناحيته، الدكتور باولو داتيشيلي رئيس مجمع اللغة الإيطاليّة "لاكروسكا في روما"، تناول بدايات محاولات إصدار المعاجم التاريخية للغة الإيطالية، والتي تضم عدداً من المعاجم التي يجري تحديثها وتوسيعها كلّ آن وحين، حيث توفر معلوماتٍ دقيقة عن اللغة الإيطالية للمهتمين والباحثين. وأشار داتشيلي إلى ما تتضمنه المعاجم التاريخية الإيطالية من إحصائيات خاصة بعدد الكلمات وأصولها وجذورها وما تقّدمه المعاجم من إسهاماتٍ تهدف إلى توثيق تاريخ اللغة الإيطالية عبر العصور الماضية، لافتاً إلى أهمية مشروعات المعاجم التاريخية للغات وضرورة إنجازها كأحد أهم المشروعات اللغوية لكل أمة. واستعرض الدكتور سبستيان جيوثر، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة غوتيبغن في ألمانيا، الإصدارات المختلفة للمعاجم التاريخية للغة الألمانية التي فاقت الـ 30 معجماً، منها ما هو متخصّص في اللغة الفصحى، ومنها ما يتناول اللهجات الإقليمية في ألمانيا، متناولاً المعجم الذي ألّفه الأخوان "جريم" والذي يُعَدُّ أهم معجم تاريخي للغة الألمانية، وكذلك دور المعاجم الألمانية وتاريخها ومسيرتها منذ العصور الوسطى المبكرة في القرن التاسع الميلادي وفوائدها في توثيق وتناول تاريخ الأمة الألمانية. من جانبها تناولت الدكتورة شارلوت كوريي من جامعة ليون الثالثة في فرنسا الأهداف والمنهجية للمعاجم التاريخية للغة الفرنسية، المتعلقة بتاريخ فرنسا الثقافي والسياسي، والتي تعود إلى العصر السادس عشر الذي شهد بدايات مبادرات كتابة المعاجم وكثرتها، إلى جانب أهداف المعاجم التاريخية الفرنسية وسعيها إلى إعادة بناء أصل الكلمات وتاريخها عبر الزمن، حيث تم كتابة المعجم التاريخي الأول للغة الفرنسية ضمن الموسوعة المعنونة "ديدرو" التي نُشرت بين عامي 1751 و1772، ولكنه نُشر بعد فترةٍ طويلةٍ من كتابته. واختتمت الدكتورة لاورا غاغو غوميز، من جامعة سلامنكا في إسبانيا مداخلات الخبراء في الندوة متناولةً مشروع المعجم التاريخي للغة الإسبانية الذي يهدف إلى توثيق تاريخ اللغة الإسبانية وتطوّرها عبر العصور، حيث بدأ العمل فيه قبل سنواتٍ عدة لتقديم رؤية شاملة حول تأريخ الكلمات الإسبانية ومتابعة أصولها من مختلف الأمم السابقة ذات العلاقة بإسبانيا، وتطورها عبر العصور الوسطى والعصر الحديث. وخلص المتحدثون في ختام الندوة إلى أنّ المعجم التاريخي للغة العربية يعدُّ بحقّ إنجاز لغوي غير مسبوق على مستوى العالم لما يضمه ويتميز به من توثيقٍ شاملٍ ودقيق للكلمات العربية وأصولها، مثمنيّن الاهتمام الكبير والمتابعة الشخصية لصاحب السمو حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة ودعم سموه المادي والمعنوي الكبير ومجموعة العلماء الذين شاركوا في إعداده وإصداره، ليكون أنموذجاً ومثالاً يحتذى به في إصدار المعاجم التاريخية للغات. وأشار المشاركون أيضاً إلى أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لدراسة اللغات وتسهيلها على الدارسين من الأجيال الجديدة، مع ضرورة الاهتمام بتعليم الطلبة المهارات الأساسية للغة كالتحدث والقراءة والكتابة، وذلك للدمج والتوافق والاستفادة الكاملة من الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي في التعلم والتعليم.

اليوم العالمي للشاي.. تقليد عالمي وشغف مصري
اليوم العالمي للشاي.. تقليد عالمي وشغف مصري

البوابة

timeمنذ 3 أيام

  • البوابة

اليوم العالمي للشاي.. تقليد عالمي وشغف مصري

يحتفل العالم باليوم العالمي للشاي في 21 مايو من كل عام، وهو مناسبة أقرتها الأمم المتحدة في عام 2019 لتسليط الضوء على أهمية الشاي الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم. يُعد الشاي من أكثر المشروبات استهلاكًا عالميًا بعد الماء، حيث يرتبط بتقاليد عريقة في دول مثل الصين والهند وبريطانيا ومصر، ويُعتبر رمزًا للضيافة والتواصل الاجتماعي. أهمية اليوم العالمي للشاي يهدف اليوم العالمي للشاي إلى تعزيز الوعي بأهمية هذا المشروب في دعم سبل العيش، خاصة لصغار المزارعين في الدول المنتجة، وتعزيز الاستدامة في إنتاجه. كما يسلط الضوء على فوائده الصحية، مثل احتوائه على مضادات الأكسدة التي تعزز الصحة العامة، ودوره في تعزيز الاقتصادات المحلية في الدول المنتجة مثل الهند وسريلانكا وكينيا. الشاي في مصر: شغف يومي في مصر، يُعتبر الشاي أكثر من مجرد مشروب؛ إنه جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية والاجتماعية. يُستهلك الشاي في كل مكان، من المقاهي الشعبية إلى المنازل والمكاتب، ويُعد رمزًا للضيافة والتجمعات العائلية. يفضل المصريون الشاي الأسود عادةً، سواء كان "ثقيلًا" (مركزًا) أو "خفيفًا"، وغالبًا ما يُحلى بسخاء بالسكر، وأحيانًا يُضاف إليه النعناع أو القرنفل لإضفاء نكهة مميزة. حجم استهلاك الشاي في مصر الكميات المستهلكة : تُعتبر مصر من أكبر الدول المستهلكة للشاي في العالم. وفقًا لتقديرات حديثة، يستهلك المصريون حوالي 70-80 ألف طن من الشاي سنويًا، أي ما يعادل حوالي 0.7-0.8 كيلوغرام للفرد سنويًا . هذا الرقم يعكس الاعتماد الكبير على الشاي كمشروب يومي. الاستيراد : تعتمد مصر بشكل كبير على استيراد الشاي، حيث تستورد حوالي 90% من احتياجاتها من دول مثل الهند وسريلانكا وكينيا. يُعد ميناء الإسكندرية بوابة رئيسية لدخول الشاي إلى البلاد. العادات الاستهلاكية : يشرب المصريون الشاي في المتوسط 2-3 أكواب يوميًا، خاصة في الصباح وخلال الاستراحات. المقاهي الشعبية، أو "القهوة" كما يُطلق عليها محليًا، تُعد مركزًا لاستهلاك الشاي، حيث يتجمع الناس لتناوله مع النقاشات الاجتماعية أو لعب الطاولة والدومينو. التأثير الاقتصادي والاجتماعي اقتصاديًا : يساهم استيراد الشاي في دعم قطاع التجارة في مصر، لكنه يُشكل أيضًا ضغطًا على الميزان التجاري بسبب الاعتماد الكبير على الاستيراد. تُقدر تكلفة استيراد الشاي بمئات الملايين من الدولارات سنويًا. اجتماعيًا : يُعد الشاي وسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية. في الأفراح أو الأحزان، يُقدم الشاي كجزء من الضيافة، وهو موجود في كل مناسبة تقريبًا. كما أن له دورًا في الاقتصاد غير الرسمي، حيث يوفر فرص عمل في المقاهي وتوزيع الشاي في الأماكن العامة. تحديات ومستقبل الشاي في مصر تواجه مصر تحديات مثل ارتفاع أسعار الشاي بسبب تقلبات أسعار الصرف وزيادة تكاليف الاستيراد. كما أن هناك دعوات لتشجيع زراعة الشاي محليًا لتقليل الاعتماد على الاستيراد، لكن المناخ المصري قد لا يكون مثاليًا لهذا النوع من الزراعة. مع ذلك، يظل الشاي رمزًا للثقافة المصرية، وسيستمر في احتلال مكانة خاصة في قلوب المصريين. اليوم العالمي للشاي هو فرصة للاحتفاء بهذا المشروب الذي يجمع الناس عبر الثقافات. في مصر، يتجاوز الشاي كونه مشروبًا ليصبح جزءًا من الحياة اليومية والتقاليد. مع استهلاك هائل وشغف لا ينضب، يبقى الشاي في مصر رمزًا للوحدة والدفء الإنساني، وستظل رائحة كوب الشاي الطازج تُعطر الأجواء في كل بيت ومقهى.

مجموعة عمل الإمارات للبيئةتختتمالدورة الـ 25 من مسابقة الخطابة البيئية بين المدارس
مجموعة عمل الإمارات للبيئةتختتمالدورة الـ 25 من مسابقة الخطابة البيئية بين المدارس

Dubai Iconic Lady

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • Dubai Iconic Lady

مجموعة عمل الإمارات للبيئةتختتمالدورة الـ 25 من مسابقة الخطابة البيئية بين المدارس

بمشاركة 702 طالبًا وطالبةً من 117 مدرسةً دبي. الإمارات العربية المتحدة 8 – مايو 2025. في لحظةٍ تاريخيةٍ تُخلّد ذكرى 25 عامًا من الدعوة البيئية وتمكين الشباب. اختتمت مجموعة عمل الإمارات للبيئة الدورة الخامسة والعشرين من احد اهم برامجها للتعليم البيئي على الساحة الوطنية والمعروفة بإسم 'مسابقة الخطابة البيئية بين المدارس'. وقد أقيمت المسابقة التي تستهدف الطلبة من المرحلة الاعدادية والثانوية في الفترة من 5 إلى 8 مايو 2025 في مركز 'تعليم' بالبرشاء. وقد جمعت المسابقة 702 طالبًا وطالبةً من 117 مدرسةً في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة احتفالًا بالمعرفة والابتكار والمسؤولية المجتمعية. وقالت السيدة حبيبة المرعشي. العضو المؤسس ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة: 'يُعد اليوبيل الفضي لهذه المسابقة المرموقة شهادةً على التزام مجموعة عمل الإمارات للبيئة الراسخ بدمج التعليم البيئي في صميم التطوير الأكاديمي وتنمية الشباب. حيث يُعدّ هذا البرنامج أطول وأهمّ برنامج توعوي تعليمي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهو مصمم لتعزيز الثقافة البيئية وتمكين الطلبة ليصبحوا روّادًا في التغيير. ومن خلال الحوار والتفكير النقدي والخطابة. يُتيح هذا البرنامج للطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا فرصة المشاركة في نقاشات هادفة لإيجاد حلول لبعضٍ من أكثر القضايا البيئية إلحاحًا في العالم'. كما تطرقت في كلمتها الافتتاحية المؤثرة إلى إرث هذه المبادرة والرحلة المذهلة التي قطعتها على مدى العقدين ونصف العقد الماضيين. وقالت: 'ما بدأ كمبادرة متواضعة تطور إلى حركة وطنية تُمكّن الشباب بالأدوات والمعرفة والثقة لمواجهة التحديات البيئية في عصرنا. لا تقتصر المسابقة على الخطابة فحسب. بل تُلهم الشعور بالمسؤولية والرؤية. إنها تُعنى بتشكيل القادة الذين سيبنون المستقبل المستدام الذي نطمح إليه جميعًا'. وأضافت: 'تقام دورة هذا العام في إطار روح 'عام المجتمع'. الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. رئيس الدولة. حفظه الله. لتسليط الضوء على أهمية المشاركة الجماعية والتماسك الاجتماعي. فمن خلال منصات كهذه. نُعزز النسيج الاجتماعي لأمتنا ونُوقظ الشعور بالهدف لدى الشباب. ونُحفّزهم على اتخاذ الإجراءات اللازمة. ليس فقط في الفصول الدراسية. بل في منازلهم ومجتمعاتهم ومهنهم المستقبلية. وأشارت إلى أن البرنامج يتجاوز قيمته التعليمية المباشرة. فهو مساهمٌ فاعلٌ في تحقيق العديد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وقد تناغمت مواضيع هذا العام مع الهدف # 3: الصحة الجيدة والرفاهية. والهدف # 4: التعليم الجيد. والهدف # 7: طاقة نظيفة وبأسعار معقولة. والهدف # 9: الصناعة والابتكار والبنية التحتية. والهدف # 11: مدن ومجتمعات محلية مستدامة. والهدف # 12: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان. والهدف # 13: العمل المناخي. والهدف # 14: الحياة تحت الماء. والهدف # 15: الحياة على الأرض. والهدف # 17: الشراكات لتحقيق الأهداف. وقالت: ' يضمن دمج هذه الأهداف العالمية في المسابقة تثقيف الطلبة حول القضايا البيئية. بالإضافة إلى تزويدهم بمنهج تفكير شمولي ينظر إلى الاستدامة كأولوية شاملة ومترابطة. ويكمن الإرث الحقيقي لمسابقة الخطابة البيئية بين المدارس في تأثيرها التحويلي طويل الأمد على الطلبة وكذلك المجتمع. فعلى مدار مسيرتها التي استمرت 25 عامًا. أثّرت في آلاف العقول الشابة. وعززت شعورًا راسخًا بالمسؤولية المجتمعية والقيادة والاهتمام بالبيئة'. وأضافت: 'تغرس هذه المبادرة بذور مستقبل أكثر استدامة من خلال تشجيع الطلبة على النظر إلى القضايا البيئية من منظور العدالة الاجتماعية والصحة والابتكار والإنصاف. كما أنها تغذي القيادة الأخلاقية والشعور بالهدف. مما يُمكّن الشباب من أن يصبحوا مساهمين استباقيين في المجتمع ويساهمون في تشكيل مستقبل أكثر صحة. لقد أصبحت المسابقة ركيزة أساسية في تنمية جيل ملتزم ومثقف بيئيًا – جيل يرى العمل خيارًا ومسؤولية. هذا هو نوع التأثير طويل الأمد الذي لا يُغير الطلبة فحسب. بل المجتمعات والأنظمة التي يعيشون فيها أيضًا.' طوال مدة المسابقة التي استمرت أربعة أيام. أبهر الطلبة لجنة التحكيم المكوَّنة من نخبة متميزة من خبراء في العلوم البيئية والتعليم والتنمية المستدامة والمتمكنين من اللغة العربية والانجليزية بعروض بحثية جيدة ووجهات نظر أصلية ومقترحات مدفوعة بالحلول والملاحظات والرؤى القيّمة. مما خلق بيئة داعمة ودقيقة فكريًا. وتعرب مجموعة عمل الإمارات للبيئة بفخر عن تقديرها للدعم الثابت لشركائها الذين جعلوا هذا الحدث التاريخي ممكنًا. استضافت وزارة التربية والتعليم المسابقة. مما عزز التزامها المستمر بدمج الاستدامة في التعليم الوطني. لعب الداعمون مثل ماكدونالدز الإمارات وأبيلا وشركاه دورًا أساسيًا في التنفيذ الناجح للحدث. ما ساهم في أظهار قوة الشراكات بين القطاعين العام والخاص في دفع أجندة الاستدامة إلى الأمام. اختُتم الحدث بفقرة تكريم المدارس الفائزة بعد أربعة أيام تنافسية وملهمة للغاية. برزت مدرسة جلوبال إنديان إنترناشونال – دبي. التي ركّزت مشاركتها على موضوع 'التحضر أم الفاهية: دور المدن المستدامة في الصحة العامة' كبطلة الدورة الخامسة والعشرين. خلفًا لحامل اللقب لعام 2024. مدرسة دلهي الخاصة دبي. وبهذه المناسبة تتقدم مجموعة عمل الإمارات للبيئة بأحر التهاني لجميع الطلبة والمعلمين والمدارس على جهودهم الدؤوبة ومساهماتهم القيّمة. مجموعة عمل الإمارات للبيئة هي مجموعة عمل مهنية ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة. تأسست في عام 1991 وهي مكرسة لحماية البيئة من خلال وسائل التعليم وبرامج العمل ومشاركة المجتمع. يتم تشجيع ودعم المجموعة بنشاط من قبل الهيئات الحكومية المحلية والاتحادية المعنية. وهي أول منظمة بيئية غير حكومية في العالم الحاصلة على شهادة ISO 14001 والوحيدة من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة المعتمدة من قبل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) . هي أيضاً عضو في الميثاق العالمي للأمم ومجلس التنمية الحضرية العالمية (GUD) وتحالف المستثمرين العالميين للتنمية المستدامة (GISD) وشبكة كوكب واحد في إطار برنامج النظم الغذائية المستدامة (SFS) والشراكة العالمية المعنية بالقمامة البحرية (GPML) ومنظمة التغليف العالمية (WPO) بصفة 'عضوية كاملة مع صلاحيات التصويت'. لمزيد من المعلومات. راسلونا على eeg@ أو تواصلوا معنا عبر هاتف: 3448622-04 رقم الفاكس: 3448677-04 أو زوروا موقعنا الإلكتروني ثنائي اللغة: تابعونا على لينكدإن. فيسبوك؛ تويتر و إنستغرام: @eegemirates.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store