
انتقادات حادة لأداء المبعوث الأممي
وفي خطوة نادرة، وجّه مسؤولون يمنيون تساؤلات علنية حول جدية ومصداقية أداء البعثة الأممية في اليمن، لافتين إلى ما وصفوه بـ«ثغرة خطيرة» في مدى التزام المبعوث الأممي بالمبادئ الأساسية للعمل الدولي.
ويشغل الدبلوماسي السويدي هانس غروندبرغ منصب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن منذ أغسطس (آب) 2021، خلفاً للبريطاني لمارتن غريفيث.
يأتي هذا التطور في ظل حالة من الجمود السياسي تخيّم على المشهد اليمني، وسط غموض يلفّ مستقبل العملية السلمية المتعثرة، في وقت يوسع فيه الحوثيون نطاق أنشطتهم العسكرية خارج الحدود، تحت مزاعم دعم القضية الفلسطينية.
وقال مصدر يمني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن طلب غروندبرغ لقاء رئيس مجلس القيادة اليمني، رشاد العليمي، قوبل بالرفض. فيما يبدو أنها إشارة استياء نادرة تبيدها القيادة الشرعية للبلاد.
وعلّق المصدر، الذي رفض الإفصاح عن هويته، على زيارة المبعوث الأممي إلى عدن بقوله: «يحاول أن يسجل حضوراً وسط الركود». وأوضح أن غروندبرغ «حاول أن يقابل الرئيس ورفضنا».
لقاء عدن
يدخل اليمن عامها الحادي عشر في ظل حرب مدمّرة اندلعت عقب سيطرة جماعة الحوثيين المدعومة من إيران على العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، ما تسبّب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ولفت المصدر إلى أن القيادة اليمنية كانت كلفت نائب وزير الخارجية مصطفى نعمان أن يلتقي المبعوث الأممي، وهو «تعبير عن عدم الجدوى من دوره أو ما يمثله»، على حد تعبيره. إلا أنه، حسب المصدر، «تم لاحقاً الاتفاق على أن يلتقيه رئيس الوزراء بحكم أنه اللقاء الأول للمبعوث مع سالم بن بريك منذ تعيينه أخيراً».
ونقلت للمصادر الرسمية اليمنية، عن رئيس الحكومة سالم بن بريك أنه جدد خلال لقاء غروندبرغ الالتزام بمسار السلام والحرص على دعم الجهود والمساعي الأممية والإقليمية والدولية كافة الرامية إلى إحلال السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على المرجعيات الثلاث المتوافق عليها، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن «2216».
وبحسب وكالة «سبأ» استمع بن بريك، من المبعوث الأممي، إلى إحاطة حول نتائج تحركاته واتصالاته الأخيرة، لإنهاء حالة الجمود في العملية السياسية على ضوء التطورات والمتغيرات في الملف اليمني وعلى المستويين الإقليمي والدولي.
حادثة ريمة
انتقد وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أداء المبعوث الأممي بشدة، لا سيما تغاضيه عن إدانة الجرائم الحوثية بحق اليمنيين، على حد تعبيره.
وأضاف الإرياني على حسابه بمنصة «إكس»، قائلاً: «غادر المبعوث الأممي إلى اليمن، السيد هانس غروندبرغ، العاصمة المؤقتة عدن، دون أن يكلف نفسه أو مكتبه بإصدار أي موقف أو تعليق بشأن الجريمة البشعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة ريمة، التي أودت بحياة الشيخ المسالم صالح حنتوش وحفيده، بعد حصار منزلهما وقصفه بقذائف الـ(RPG)، وترويع النساء والأطفال».
وعدَّ الإرياني «هذا الصمت المطبق من قِبَل المبعوث الأممي ومكتبه، ليس فقط مخيباً لآمال اليمنيين، بل يكشف عن ثغرة خطيرة في الالتزام بالمبادئ الأساسية للعمل الأممي، وفي مقدمتها حماية المدنيين، ومساءلة منتهكي حقوق الإنسان».
وذهب الوزير لأبعد من ذلك عندما شكك في جدية ومصداقية البعثة الأممية، وقال: «تجاهل هذه الجريمة المروعة يعكس ازدواجية فاضحة في المعايير، ويطرح تساؤلات ملحة حول الجدية والمصداقية في أداء البعثة الأممية، التي يفترض بها أن تكون صوتاً للعدالة، لا شاهداً صامتاً على الجرائم».
وشدد على أن «مسؤولية المبعوث الأممي ليست تقنية أو تفاوضية فقط، بل هي مسؤولية قانونية وأخلاقية تجاه المدنيين، وفقاً للقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، وتجاهل الانتهاكات الخطيرة يقوض الثقة بدور الوساطة، ويفتح الباب أمام إفلات الجناة من العقاب».
مكتب المبعوث الأممي لليمن تجنّب تأكيد أو نفي رفض الرئاسة اليمنية تحديد موعد للمبعوث للقاء الرئيس، لافتاً إلى أن هذه الاجتماعات «تعتمد على مدى إمكانية الطرفين».
وردّت إزميني بالا، المتحدِّثة باسم مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن على استفسارات «الشرق الأوسط» بشأن رفض مكتب الرئيس العليمي تحديد لقاء، بقولها: «يتم تحديد الاجتماعات بناءً على التوفر المشترك للطرفين».
وأضافت: «أجرى المبعوث الخاص نقاشات بنّاءة في عدن مع رئيس الوزراء اليمني، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني اليمني وقيادات نسائية، ولا يزال على تواصل وثيق مع جميع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي سعياً إلى وقف شامل لإطلاق النار على مستوى البلاد، وتحقيق التعافي الاقتصادي، والتوصّل إلى تسوية سياسية شاملة للنزاع في اليمن».
مطالب بالوضوح
وصف الكاتب اليمني صالح البيضاني، خطاب المبعوث الأممي لليمن بـ«المخاتل» وغير الواضح، ولا يسهم إلا في تشجيع الحوثيين على الاستمرار في نهجهم وممارساتهم التي تعمق من الأزمة في اليمن بشقيها السياسي والإنساني، على حد تعبيره.
وأوضح البيضاني في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة تعاملت بمسؤولية مع كل الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن انطلاقاً من حرصها على إنهاء معاناة الشعب اليمني التي تسبب فيها الانقلاب الحوثي وآثاره وتداعياته».
وأضاف: «قدمت الحكومة الشرعية عدداً من التنازلات في سبيل إحلال السلام وتنفيذ القرارات الأممية التي لم تلتزم بها الميليشيات الحوثية بل انحصر موقفها في خرقها والاستهتار بها، وفي مقابل ذلك كانت الشرعية تنتظر موقفاً أكثر وضوحاً وحزماً من قِبَل الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن يحدد أسباب المشكلة الحقيقية في اليمن المتمثلة في الانقلاب الحوثي والعمل على تحديد مسؤولية الميليشيات الحوثية بوصفها طرفاً متسبباً في تفاقم المعاناة الإنسانية وإفشال كل جهود السلام، وليس المضي قدماً في خطاب مخاتل غير واضح المعالم».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 22 دقائق
- اليمن الآن
تصعيد خطير في جبهة ثره.. الحوثيون يقصفون مواقع المقاومة الجنوبية أثناء استعداد اللجان لفتح الطريق
اخبار وتقارير تصعيد خطير في جبهة ثره.. الحوثيون يقصفون مواقع المقاومة الجنوبية أثناء استعداد اللجان لفتح الطريق السبت - 05 يوليو 2025 - 12:08 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص تحدي سافر لكل جهود التهدئة، أعلنت جبهة ثره _ لودر، مساء الجمعة، أن مليشيات الحوثي الإرهابية أقدمت على استهداف مواقع قوات المقاومة الجنوبية بالأسلحة المتوسطة، في تصعيد خطير ومتواصل حتى لحظة توثيق الحادثة عبر مقاطع مصورة نشرها مركزها الإعلامي عبر موقع فيس بوك. وأوضح المركز الإعلامي للجبهة أن القصف الحوثي بدأ عصر الجمعة ولا يزال مستمرًا حتى الآن، في خطوة تعكس تعنت الميليشيات ونيّتها الواضحة لعرقلة أعمال اللجنة المكلّفة بفتح الطريق بين لودر والبيضاء. ويأتي هذا التصعيد العسكري بعد ساعات فقط من تداول أنباء عن تحرك لجنة تابعة لمحافظة أبين، ضمن الترتيبات المشتركة لفتح الطريق، باتجاه محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عقب إعلان المليشيات ظهر الجمعة نيتها رفع المخلفات من الأروان الأولى التابعة لهم، حيث نشرت فيديو يوثق ذلك. وأكدت قيادة جبهة ثره أن قوات المقاومة الجنوبية التزمت منذ البداية بوقف إطلاق النار، حرصًا على المصلحة العامة وتمكين اللجان الميدانية من أداء مهامها دون تعريضهم لأي خطر. الهجوم الأخير يضع علامات استفهام كبيرة حول نوايا الميليشيات الحوثية، ويهدد بنسف أي جهود لإعادة فتح الطرقات الحيوية التي تلامس احتياجات السكان وتنهي معاناة التنقل بين المحافظات. في السياق ذاته، طالبت جهات ميدانية المجتمع الدولي والمبعوثين الأمميين بالتحرك الجاد لوقف هذا التصعيد، وضمان تنفيذ الاتفاقات المعلنة دون انتهاك أو خديعة. الاكثر زيارة اخبار وتقارير الحوثي يعلن رفض قرار مجلس الأمن ويطالب بتمثيل أممي وسط صمت دولي والشرعية تر. اخبار وتقارير رصاص الغدر الإخواني.. جندي يفرغ بندقيته بوجه زميله ويعود إلى مدرعته كأن شيئ. اخبار وتقارير شبكة الخوف.. اختراقات غامضة تُجبر الحوثيين على الهروب من التكنولوجيا والعود. اخبار وتقارير فضيحة صيانة الطرق بلحج: أكثر من 327 مليون ريال تبخرت في مشاريع وهمية والمعد.


اليمن الآن
منذ 40 دقائق
- اليمن الآن
نقابة الصحفيين تطالب بتحقيق عاجل وردع المعتدين بعد اعتداء وحشي على مراسل قناة العربية في تعز
اخبار وتقارير نقابة الصحفيين تطالب بتحقيق عاجل وردع المعتدين بعد اعتداء وحشي على مراسل قناة العربية في تعز الجمعة - 04 يوليو 2025 - 11:56 م بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص دعت نقابة الصحفيين اليمنيين، السلطات الأمنية والعسكرية في محافظة تعز إلى فتح تحقيق فوري وجدي في حادثة الاعتداء الوحشي الذي تعرّض له مراسل قناة "العربية – الحدث" هائل سعيد الشارحي وفريق القناة، على يد عناصر مسلحة تابعة للواء 22 ميكا. ووفقاً لبلاغ تلقته النقابة من الشارحي، فإن فريق القناة كان يؤدي واجبه الصحفي والإنساني في توثيق ضحايا الانفجار الذي استهدف محطة وقود في منطقة حوض الأشراف شرق تعز، عندما فوجئوا باعتداء عنيف داخل حرم مستشفى الثورة العام. الاعتداء تضمن شتائم وسبابًا جسديًا، إضافة إلى تحطيم هواتف فريق التصوير بالقوة، ومنعهم بالقوة من تصوير الضحايا المدنيين الذين سقطوا في الانفجار، تحت ذرائع واهية لا تستند لأي أساس قانوني أو إنساني. وأدان هائل الشارحي هذه الأفعال التي وصفها بـ"الاعتداء الوحشي"، مؤكداً أن هذه التجاوزات الصادمة تعكس مدى الانفلات والاعتداء على حرية الصحافة والعمل الإعلامي، حتى في أماكن يفترض أن تكون ملاذًا آمنًا كالمستشفيات. النقابة أعربت عن تضامنها الكامل مع الشارحي وفريقه، وطالبت الجهات المختصة في تعز بالتحقيق العاجل والكشف عن مرتكبي الاعتداء، وضمان توفير بيئة آمنة للصحفيين لأداء مهامهم دون تهديد أو تكميم للأصوات. كما حذرت النقابة من أن استمرار هذه الانتهاكات يعزز مناخ الخوف ويرسخ حالة الرقابة الذاتية على الإعلام، مما يهدد مستقبل حرية التعبير وحق الجمهور في المعرفة. وفي ختام تصريحه، شدد الشارحي على أن هذا الاعتداء لن يثني فريقه عن متابعة نقل الحقيقة من قلب الخطر، مؤكداً أن الكاميرا ستظل شاهدة على الواقع، مهما كلف الأمر. الاكثر زيارة اخبار وتقارير مراسل وكالة أمريكية: السعودية تتهرب من الحل الجذري في اليمن وتسعى لإحياء أن. اخبار وتقارير الحوثي يعلن رفض قرار مجلس الأمن ويطالب بتمثيل أممي وسط صمت دولي والشرعية تر. اخبار وتقارير رصاص الغدر الإخواني.. جندي يفرغ بندقيته بوجه زميله ويعود إلى مدرعته كأن شيئ. اخبار وتقارير شبكة الخوف.. اختراقات غامضة تُجبر الحوثيين على الهروب من التكنولوجيا والعود.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
إعدام طفل دافع عن شرفه بعد محاولة اغتصاب من قيادي بارز استدرجه إلى فندق في صنعاء.. تفاصيل
اخبار وتقارير إعدام طفل دافع عن شرفه بعد محاولة اغتصاب من قيادي بارز استدرجه إلى فندق في صنعاء.. تفاصيل الجمعة - 04 يوليو 2025 - 11:32 م بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص في حكم يُجسد انتكاسة العدالة وانتحار الإنسانية، أقدمت محكمة حوثية في العاصمة المحتلة صنعاء على إصدار حكم بالإعدام رميًا بالرصاص بحق الشاب أنس الأحمدي البالغ من العمر 17 عامًا، بعد أن دافع عن نفسه ضد محاولة اعتداء جنسي من قبل قيادي بارز في المليشيا، في قضية كشفت زيف المحاكمات ووحشية العدالة المزيفة. وكشفت وثائق القضية، عن إقدام القيادي الحوثي أحمد قفران الملقب بأبو صلاح، المسؤول الأمني في مناطق منبه والرقو الحدودية مع السعودية، على استدراج الشاب القاصر إلى أحد فنادق صنعاء تحت ذريعة خلاف مالي، قبل أن يحاول الاعتداء عليه جنسيًا. وفي لحظة يأس، انتزع أنس الجنبية من المعتدي وطعنه بها، ليهرب بعدها ويسلم نفسه تحت تهديد الحوثيين بقتل أشقائه. رغم كون أنس قاصرًا وقت الواقعة، وتقديم دفاعه أدلة على تعرضه للاستغلال الجنسي والتجنيد القسري لسنوات تحت سيطرة القتيل نفسه في عمليات تهريب مخدرات وأسلحة، تجاهلت المحكمة الحوثية برئاسة القاضي أسامة الجنيد قانون الدفاع عن النفس، وأصدرت حكمًا جائرًا بإعدامه، مع مصادرة أداة الجريمة الجنبية، وإلزامه بدفع مليون ريال كدية لأسرة المعتدي. وصفت منظمات حقوقية الحكم بأنه انتقام سياسي مبطّن، مؤكدةً أن المحكمة خرقت المادة 27 من القانون اليمني التي تجيز الدفاع عن النفس. وكشفت تقارير أممية عن نمط ممنهج لانتهاكات الحوثيين، بما في ذلك اغتصاب أطفال في سجون مثل سجن الشهيد الأحمر، وتجنيد قُصّر لا تتجاوز أعمارهم 13 عامًا، وإعدامهم إذا تمردوا. القضية أثارت عاصفة غضب بعد الكشف عن تورط الحوثيين في جرائم مماثلة، مثل حادثة البيضاء 2024، حيث اغتُصب طفل أثناء زيارة سجن أخيه، قبل أن تعدم الجماعة كبش فداء تحت الضغط الشعبي. اليوم، يعيد الحكم على أنس تأكيد أن المحاكم في مناطق سيطرة الحوثيين ليست سوى أداة قتل بغطاء قانوني. الاكثر زيارة اخبار وتقارير مراسل وكالة أمريكية: السعودية تتهرب من الحل الجذري في اليمن وتسعى لإحياء أن. اخبار وتقارير الحوثي يعلن رفض قرار مجلس الأمن ويطالب بتمثيل أممي وسط صمت دولي والشرعية تر. اخبار وتقارير رصاص الغدر الإخواني.. جندي يفرغ بندقيته بوجه زميله ويعود إلى مدرعته كأن شيئ. اخبار وتقارير شبكة الخوف.. اختراقات غامضة تُجبر الحوثيين على الهروب من التكنولوجيا والعود.