
ضربات إسرائيل على إيران.. كيف تحول ترمب من الرفض إلى الدعم ؟
شهد هذا الأسبوع "تحوّلاً مفاجئاً" في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من محاولة إثناء إسرائيل عن تنفيذ هجمات ضد إيران إلى تأييده الحملة الجوية المفاجئة، التي استهدفت منشآت نووية وصاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
ورغم محاولة النأي بنفسها، سمحت إدارة ترمب بالضربات الإسرائيلية وساعدت حليفتها المقربة على صد وابل الصواريخ الذي أطلقته إيران رداً على الهجوم، الذي من المرجح أن يُعقّد مساعي ترمب للتوصل إلى اتفاق نووي جديدي مع طهران.
وذكرت الصحيفة الأميركية، السبت، أنه بينما كان الفصل الأول من مسرحية "البؤساء" يُعرض مساء الأربعاء على مسرح مركز كينيدي في واشنطن، استغل السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا، ليندسي جراهام، الاستراحة لإجراء محادثة جانبية قصيرة مع الرئيس ترمب، تمحوّرت حول الملف الإيراني.
وخلال اللقاء العابر، أشاد جراهام بما اعتبره "نهجاً حازماً" تتبعه إدارة ترمب في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن هذا النهج "نجح في تفادي سفك الدماء حتى الآن".
وفي تعليق على المفاوضات المتعثرة مع طهران، رد ترمب قائلاً: "نحن نحاول"، مضيفاً: "لكن في بعض الأحيان عليك أن تفعل ما يتوجب عليك فعله".
جراهام فهم من هذا التعليق، بحسب "وول ستريت جورنال"، أن ترمب كان يشير إلى احتمال شن إسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران.
تحوّل دراماتيكي
وقال ترمب، الجمعة، إنه كان على علم بخطط الهجوم الإسرائيلي، معتبراً أن "العملية الصارمة" قد تجعل من التوصل إلى اتفاق نووي، أمراً أكثر احتمالاً.
وأضاف في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال": "كان عليهم إبرام صفقة، ولا يزال بإمكانهم ذلك طالما بقي لهم شيء.. لا يزال بإمكانهم".
لكن ترمب لم يكن بهذه النبرة المتفائلة في وقت سابق من الأسبوع الجاري، فقد استدعى فريقه للأمن القومي إلى منتجع كامب ديفيد، الأحد، وأبلغهم خلال اجتماع حول الشرق الأوسط بأنه أصبح "أكثر تشاؤماً" حيال قبول طهران باتفاق، بحسب مسؤولين أميركيين.
وأضاف المسؤولون، أنه كان من المقرر أن يجري ترمب مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اليوم التالي، وأنه سيطلب منه تأجيل أي هجوم محتمل على إيران إلى حين استنفاد الجهود الدبلوماسية التي يقودها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وكان ترمب بعث برسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي في مارس الماضي، حدد فيها مهلة زمنية تمتد لشهرين منذ انطلاق المحادثات للتوصل إلى اتفاق.
وكانت هذه المهلة تنتهي هذا الأسبوع، لكن خامنئي رفض اقتراحاً أميركياً يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بشكل مؤقت، مقابل التزامها لاحقاً بوقف تشغيل أجهزة الطرد المركزي المحلية.
وفي خلفية الأحداث دائماً، استمرت ضغوط نتنياهو المتزايدة لشن ضربات على منشآت نووية إيرانية، وهي تهديدات أخذت طابعاً أكثر إلحاحاً بمرور الوقت.
وأعرب ترمب خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو، الاثنين، عن رغبته في منح المسار الدبلوماسي مع طهران فرصة إضافية. ومع ذلك، بدا أن الرئيس الأميركي نفسه بدأ "يفقد الثقة تدريجياً" في نهجه، بحسب مسؤولين أميركيين.
وأضاف المسؤولون، أن نتنياهو كرر موقفه الرافض، مؤكداً أن إيران لن توافق على الاتفاق الذي يسعى ترمب إليه، وأن على إسرائيل الاستمرار في الاستعداد للضربات العسكرية.
تراجع ثقة ترمب
وقال الرئيس ترمب في محادثة هاتفية مع صحيفة "نيويورك بوست"، الأربعاء: "أصبحت أقل ثقة من ذي قبل في إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران".
وأضاف: "يبدو أنهم يماطلون، وأعتقد أن ذلك أمر مؤسف.. لكن ثقتي اليوم أقل مما كانت عليه قبل شهرين".
ولطالما سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى تقويض أي مفاوضات تقودها الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، متمسكاً بموقف مفاده أن "الضمان الوحيد" لعدم امتلاك طهران قنبلة نووية يكمن في "تدمير منشآت التخصيب وأجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها".
وعبّر نتنياهو عن ابتهاجه حين أقدم ترمب، خلال ولايته الأولى، على الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 في عهد سلفه باراك أوباما، لكنه أبدى انزعاجه عندما بدأ ترمب، في ولايته الثانية، بالدفع نحو اتفاق جديد أكثر صرامة مع إيران.
وكشفت تقارير استخباراتية أميركية، نُشرت في يناير الماضي، أن إسرائيل كانت تدرس بالفعل تنفيذ ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وخلص التحليل الاستخباراتي، إلى أن إسرائيل كانت تعوّل على دعم فريق ترمب الجديد، الذي اعتبرته "أكثر انفتاحاً" على شن هجوم عسكري مقارنة بالإدارة السابقة بقيادة جو بايدن.
ورجّح التقييم، أن تل أبيب ترى أن "النافذة الزمنية" لمنع طهران من الوصول إلى السلاح النووي باتت تضيق بسرعة.
وفي مؤشر واضح على تنامي القلق من هجوم إسرائيلي ورد إيراني محتمل، أصدرت الخارجية الأميركية، الأربعاء، أوامر بمغادرة جميع الموظفين غير الأساسيين من سفارة الولايات المتحدة في بغداد، وسمحت بمغادرة طوعية لموظفيها وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت.
بالتوازي، أصدر وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، قراراً يسمح بالمغادرة الطوعية لأُسر العسكريين الأميركيين المنتشرين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
توتر متصاعد
وفي خطوة إضافية تعكس تصاعد التوتر، ألغى قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، جلسة استماع كانت مقررة في الكونجرس، وعاد على الفور إلى مقر القيادة في مدينة تامبا بولاية فلوريدا.
وفيما كانت المنطقة تغلي بالتوترات، كان ترمب يحضر عرضاً موسيقياً لمسرحيته المفضلة "البؤساء" في مركز كينيدي، برفقة السيناتور ليندسي جراهام وعدد من أنصاره، في لحظة بدت منفصلة تماماً عن التصعيد المتسارع على الساحة الدولية.
وعندما تحدث ترمب ونتنياهو مجدداً، الخميس، أبلغ الأخير ترمب بأن اليوم يصادف نهاية مهلة الستين يوماً، التي حددها ترمب نفسه لطهران من أجل التوصل إلى اتفاق نووي.
وأوضح نتنياهو، بحسب ما نقلته "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مطلعين على فحوى المكالمة، أن إسرائيل لم تعد قادرة على الانتظار، وأنها مضطرة للتحرّك دفاعاً عن نفسها وإنفاذاً للخط الأحمر الذي رسمته واشنطن.
وردّ ترمب بأنه لن يعرقل العملية الإسرائيلية، مشدّداً في الوقت نفسه على أن القوات الأميركية لن تشارك في أي عمليات هجومية.
وقال ترمب في تصريحات للصحافيين من البيت الأبيض، إنه لا يصف الهجوم بـ"الوشيك"، لكنه أشار إلى أنه "أمر وارد الحدوث".
ورغم تأكيده على أن الولايات المتحدة وإيران، كانتا قريبين من التوصل لاتفاق، أقر بأن الضربات الإسرائيلية قد "تُفشل" هذا المسار.
بدء الهجوم على إيران
وبينما كان ترمب يحضر حفل شواء في حديقة البيت الأبيض، مساء الخميس، إلى جانب عدد من أعضاء الكونجرس، أطلقت إسرائيل عمليتها العسكرية.
وسارع الرئيس الأميركي بالانتقال إلى غرفة العمليات رفقة نائبه جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، وعدد من كبار المسؤولين لمتابعة التطورات.
وأكد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في بيان، أن إسرائيل تصرفت "بشكل أحادي" دون أي مشاركة من القوات الأميركية، لكنها أبلغت واشنطن بنيّتها تنفيذ الضربة مسبقاً. وكان هذا التصريح هو الموقف العلني الوحيد الذي صدر من الولايات المتحدة خلال تنفيذ الضربات، بحسب الصحيفة.
واستهدفت القنابل الإسرائيلية، منشأة "نطنز" النووية الحساسة، ما أدى إلى أضرار كبيرة فيها، وأسفرت الهجمات عن اغتيال قادة عسكريين إيرانيين، بينهم قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.
وأعلنت السلطات الإيرانية، أن الموجة الأولى من الضربات أودت بحياة 78 شخصاً وأصابت نحو 320 آخرين، فيما تعهد نتنياهو بأن تستمر العملية ""بقدر ما تستغرقه من أيام".
أما ترمب، الذي كان في بداية الأسبوع يعارض شن هجوم على إيران، فقد بارك العملية لاحقاً، واعتبرها "نجاحاً عسكرياً" قد يخدم جهوده الدبلوماسية.
وكتب الرئيس الأميركي عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" (Truth Social)، الجمعة: "يجب على إيران أن تعقد صفقة، قبل ألا يتبقى شيء... وتنقذ ما كان يُعرف يوماً بـ(الإمبراطورية الإيرانية)".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 19 دقائق
- الاقتصادية
هدنة أمريكا والصين التجارية لم تحل مسألة معادن نادرة ذات استخدام عسكري
قال مصدران مطلعان على النتائج التفصيلية للمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إن الهدنة التجارية التي تم التوصل إليها بين الجانبين في لندن لم تتطرق إلى قيود على التصدير مرتبطة بالأمن القومي، ليبقى نزاع دون حل يهدد اتفاقا أوسع نطاقا. وقال المصدران إن بكين لم تلتزم بمنح تصاريح لتصدير بعض المعادن المغناطيسية الأرضية النادرة المتخصصة التي يحتاجها الموردون العسكريون الأمريكيون لتصنيع الطائرات المقاتلة وأنظمة الصواريخ. وأبقت الولايات المتحدة على قيود التصدير على مشتريات الصين من رقائق متقدمة ضرورية لمجال الذكاء الاصطناعي بسبب القلق من أن يكون لها استخدامات عسكرية أيضا. وفي المحادثات التي جرت في لندن الأسبوع الماضي، بدا أن المفاوضين الصينيين يربطون التقدم بشأن رفع قيود التصدير على المغناطيسات الأرضية النادرة ذات الاستخدام العسكري بالقيود الأمريكية المفروضة منذ فترة طويلة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدما إلى الصين. وشكل ذلك منعطفا جديدا في المحادثات التجارية التي بدأت بمسألة تهريب المواد الأفيونية ومعدلات الرسوم الجمركية والفائض التجاري للصين، لكنها تحولت بعد ذلك للتركيز على ضوابط التصدير. وقال المصدران إنه إضافة إلى ذلك، أشار مسؤولون أمريكيون إلى أنهم يتطلعون إلى تمديد الرسوم الجمركية الحالية على الصين لمدة 90 يوما أخرى بعد الموعد النهائي المتفق عليه في 10 أغسطس في جنيف الشهر الماضي، ما يرجح عدم التوصل إلى اتفاق تجاري دائم بين أكبر اقتصادين في العالم قبل ذلك الموعد. وطلب المصدران اللذان تحدثا إلى رويترز عدم الكشف عن هويتيهما نظرا لصرامة القيود التي يفرضها كلا الجانبين على الإفصاح عن المعلومات. ولم يرد البيت الأبيض أو وزارة الخارجية أو وزارة التجارة حتى الآن على طلبات التعليق. كما لم ترد وزارتا الخارجية والتجارة الصينيتان على طلبات للتعليق أُرسلت عبر الفاكس. وقال الرئيس دونالد ترمب يوم الأربعاء إن الاتفاق الذي توصل إليه المفاوضون الأمريكيون والصينيون في لندن "رائع"، مضيفا "لدينا كل ما نحتاجه، وسنحقق نتائج جيدة جدا بفضله. ونأمل أن يفعلوا ذلك أيضا". وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن الاتفاق لن يقلص القيود المفروضة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة مقابل الحصول على المعادن النادرة الصينية.


أرقام
منذ 24 دقائق
- أرقام
الاحتياطي الفيدرالي يتجه لتثبيت أسعار الفائدة رغم ضغوط ترامب
توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم، خوفاً من تداعيات الحروب التجارية التي شنها الرئيس على العالم.خفض الفيدرالي سعر الفائدة 4 مرات العام الماضي من أعلى مستوى له، ثم أبقى على أسعار الفائدة بين 4.25 في المئة و4.50 في المئة منذ ديسمبر، واكتفى بمراقبة سوق العمل والتضخم. صرحت ديان سوونك، كبيرة الاقتصاديين في KPMG، لوكالة الأنباء الفرنسية «لا يزال مستوى عدم اليقين مرتفعاً للغاية، وإلى أن يقتنع صناع السياسات بدرجة كافية أن الرسوم الجمركية لن تتسبب في زيادة التضخم، لن يتمكنوا من التحرك». منذ عودته إلى الرئاسة فرض ترامب رسوماً جمركية بحد أدنى 10 في المئة على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين، ومن المقرر أن يبدأ التطبيق الفعلي لهذا القرار في يوليو المُقبل، ما لم يتم تمديد المُهلة المؤقتة الحالية، كما أشعل الرئيس حرب تعريفات جمركية مع الصين، وفرض رسوماً جمركية على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات من جميع دول العالم، ما أدى إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية وتراجع ثقة المستهلكين. ويتوقع الاقتصاديون أن يستغرق ظهور آثار التعريفات الجمركية على أسعار المستهلك من ثلاثة إلى أربعة أشهر. ورغم تباطؤ التوظيف بشكل طفيف وتقلص القوى العاملة وفقاً للبيانات الحكومية، فإن معدل البطالة ظل دون تغيير يُذكر.وانخفض معدل التضخم حتى مع ملاحظة المحللين علامات على انخفاض هوامش الأعمال، ما يعني أن الشركات تتحمل العبء الأكبر من أثر التعريفات الجمركية في الوقت الحالي. سينعقد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لمدة يومين، الثلاثاء والأربعاء المُقبلين، بعدها ستتاح الفُرصة للمحللين لتقييم توقعاتهم الاقتصادية وتوقع عدد تخفيضات أسعار الفائدة خلال العام الحالي. الضغوط يواجه الاحتياطي الفيدرالي ضغوطاً متزايدة من ترامب، الذي يرى أن بيانات التضخم إيجابية بقدر كافٍ لخفض أسعار الفائدة، وبالتالي مساعدة البلاد على «دفع فوائد أقل على الديون المستحقة»، وفقاً لرؤية الرئيس.يوم الأربعاء الماضي حثّ ترامب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على خفض أسعار الفائدة بنقطة مئوية كاملة، ويوم الخميس، وصفه بـ«الأحمق» لأنه لا يقوم بالخفض، مضيفاً «يستطيع رفع أسعار الفائدة مجدداً إذا ارتفع التضخم».لكن باول مصمم على الدفاع عن استقلالية قرار البنك المركزي الأميركي بشأن أسعار الفائدة. صبر حذِر أشار جريجوري داكو، كبير الاقتصاديين في شركة إرنست ويونغ، إلى أن صانعي السياسات في الاحتياطي الفيدرالي ليسوا «على عجلة» لتعديل أسعار الفائدة، ويُعتقد أنهم غير مستعدين لاستباق نتيجة سياسات ترامب في ما يخص التجارة والضرائب والهجرة.وقال داكو إن باول «سيعتمد على الصبر الحذِر، وتقدير الموقف حسب البيانات النهائية المُعلنة وليس التقديرات المُسبقة». ويحذّر الاقتصاديون من أن رسوم ترامب الجمركية ستؤدي إلى زيادة التضخم وتؤثر سلباً على النمو الاقتصادي، بينما يرى مؤيدو سياسات ترامب بأن خطط الرئيس لخفض الضرائب ستعزز الاقتصاد.في ما يتعلق بمسار الاحتياطي الفيدرالي المستقبلي، قال قسم الأبحاث العالمية في إتش إس بي سي «قد تؤدي بيانات سوق العمل الضعيفة إلى تخفيضات أكبر في أسعار الفائدة، بينما سيؤدي ارتفاع التضخم إلى السير في الاتجاه المُعاكس ورفع أسعار الفائدة». في الوقت الحالي يتوقع المحللون أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام بدءاً من سبتمبر. من المرجح أن يراقب الاحتياطي الفيدرالي بيانات الصيف بحثاً عن ضغوط تضخمية ناجمة عن الرسوم الجمركية، وفقاً لريان سويت، كبير الباحثين في الاقتصاد الأميركي في أكسفورد إيكونوميكس، وقال «إنهم يريدون التأكد من فهم الوضع بشكل صحيح». في الوقت نفسه حذّرت ديان سوونك، كبيرة الاقتصاديين في KPMG من أن الاقتصاد الأميركي يمر بمرحلة مختلفة عما كان عليه الوضع خلال جائحة كوفيد- 19، ما قد يغير طريقة تفاعل المستهلكين مع ارتفاع الأسعار.خلال الجائحة ساعدت مدفوعات التحفيز الحكومية الأسر على تخفيف وطأة ارتفاع التكاليف، ما سمح بمواصلة الإنفاق، ولكن من غير الواضح ما إذا كان المستهلكون، وهم المحرك الرئيسي للاقتصاد، سيحافظون على تدفق دولاراتهم إلى الأسواق هذه المرة، ما يعني أن الطلب قد ينهار ويُعقّد حسابات الاحتياطي الفيدرالي. ترى ديان سوونك أنه «لو كان هذا العالم بلا تعريفات جمركية، لكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة بالفعل، لا شك في ذلك».


العربية
منذ 27 دقائق
- العربية
الدولار يقفز بأكبر وتيرة في شهر بعد قصف إسرائيل لإيران
اتجه الدولار نحو أكبر ارتفاع يومي له في شهر اليوم الجمعة مع اندفاع المتعاملين إلى العملة الأميركية وغيرها من أصول الملاذ الآمن مثل الذهب، وذلك بعد أن شنت إسرائيل ضربات واسعة النطاق على إيران. وأعلنت إسرائيل أنها استهدفت مجموعة كبيرة من الأهداف العسكرية في إيران. ومن المقرر أن يعقد مسؤولون أميركيون وإيرانيون جولة سادسة من المحادثات في سلطنة عمان يوم الأحد حول برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم. وأشار سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة إلى أن تصميم الحكومة الإسرائيلية على قصف أهداف إيرانية هو قرار مستقل، وفقًا لـ "رويترز". في بداية التعاملات، ارتفع الفرنك السويسري والين الياباني قبل أن يتراجعا أمام الدولار الذي كان حتى وقت قريب الملاذ الآمن الأساسي في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية أو المالية. وحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور على منصات التواصل الاجتماعي إيران على التوصل إلى اتفاق محذرا من أن "الهجمات القادمة المُخطط لها ستكون أكثر ضراوة". وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.9%، مع تزايد خسائر اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي على وجه الخصوص. وسجل مؤشر الدولار ارتفاعا 0.85% في أحدث التعاملات متجها نحو تحقيق أكبر ارتفاع يومي له منذ 12 مايو/أيار. وقالت فيونا سينكوتا المحللة لدى سيتي إندكس "يعود الدولار إلى دوره التقليدي كملاذ آمن، وهو ما لم نشهده منذ أشهر". وكسر اليورو موجة صعود استمرت 4 أيام لينخفض 0.7% عند 1.1494 دولار، لكنه لا يزال قريبا من أعلى مستوى له في نحو 4 سنوات والذي سجله أمس الخميس عند 1.163225 دولار. وارتفع الدولار مقابل الين 0.6% إلى 144.43 بعد أن لامس أدنى مستوى له خلال الليل عند 142.795 قبل أن يتعافى، بينما ارتفع أيضا مقابل الفرنك السويسري 0.52% إلى 0.8147 فرنك. وأقبل المستثمرون أيضا على سندات الخزانة الأميركية، مما أدى إلى انخفاض العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات بما يصل إلى 4.7 نقطة أساس إلى أدنى مستوى له فيما يزيد على شهر واحد عند 4.31%. ورغم المكاسب، اقترب مؤشر الدولار من أدنى مستوى له منذ مارس/آذار 2022، والذي سجله في وقت سابق من هذا الأسبوع، ويتجه نحو تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 1% تقريبا، وهو أكبر انخفاض له في أكثر من 3 أسابيع. ويعزى ذلك إلى حالة الضبابية التي تكتنف الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وقال ترامب بأنه سيحدد شروط التجارة أحادية الجانب مع الاقتصادات الأخرى في الأيام المقبلة. وطالت الخسائر العملات الرقمية أيضا اليوم الجمعة إذ تراجعت بيتكوين 1% إلى 105052 دولارا وإيثر بما يزيد على 4% إلى 2538 دولارا.