
لا استشفاء للنازحين السوريين في عام 2026
كتبت راجانا جميّة في 'الأخبار':
أبلغت «مفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» (UNHCR) وزارة الصحة، أول أمس، بأنها ستوقف التغطية الاستشفائية للنازحين السوريين المقيمين على الأراضي اللبنانية، والدعم المُقدّم لمختلف مراكز الرعاية الصحية الأولية، ابتداءً من تشرين الثاني المقبل.
القرار لم يكن مفاجئاً للوزارة، وإن كان صادماً في التوقيت، إذ إن المفوّضية بدأت منذ فترة بالتمهيد لهذا القرار عبر ترشيد التقديمات، ولا سيما تلك المتعلقة ببرنامج الصحة، الذي بلغ التقشّف فيه حدّ حصر التغطية الاستشفائية بحالات الرعاية الطارئة الحادّة والمُنقذة للحياة، وإخراج كل ما بات يُشكّل عبئاً على الموازنة من الأمراض المزمنة وما دونها.
وكانت سياسة الغربلة قد بدأت فعلياً في عام 2023، مع توالي القرارات التي تسحب بساط التغطية من تحت النازحين، لينخفض عدد المستفيدين من 60353 مريضاً إلى 44796 في عام 2024… إلى صفر إحالة مع بداية العام الجديد. وتُبرّر المفوّضية هذا القرار باستحالة تأمين التمويل اللازم بعد الانخفاض الكبير والسريع وغير المتوقّع لتمويل المنظمة، الذي لم يتجاوز حتى نيسان الماضي 20%، فيما لا يبدو المسار مُطمئناً للعام المقبل.
بهذا القرار إذاً، تفكّ المفوّضية ارتباطها بالنازحين السوريين، مُورِّثةً أعباءهم للدولة اللبنانية، مع انتفاء الخيارات، وصعوبة تأمين التمويل السنوي اللازم لتغطية نفقات الصحة، التي كانت تراوح بين 18 و20 مليون دولار أميركي سنوياً. وهو ما اعتبره وزير الصحة، ركان ناصر الدين، أمراً غير مقبول، مُحمّلاً وفدَ المُفوّضية رسالةً أنها «ما بتِقطَع».
وأكّد له أنه «من غير الممكن وضع الدولة اللبنانية تحت الأمر الواقع، خصوصاً في ظلّ موجة نزوح لا تتوقف، وإنما كان يجب أن يكون القرار تدريجياً».
وأعاد ناصر الدين طرح القضية في جلسة مجلس الوزراء أمس، رافعاً الصوت باعتبار أن هذا القرار الذي بدأ بالصحّة، سيُكمل نحو برامج أخرى في وزارات أخرى، وهو «ما سيُرتِّب تالياً أعباءً على كل الوزارات»، على ما يقول ناصر الدين. لذلك، ورغم صعوبة ابتلاع هذا القرار، يدعو ناصر الدين إلى النظر إليه من زاوية أخرى، واعتباره «فرصة أمام الدولة اللبنانية للدفع باتجاه حل القضية ككل».
وبانتظار أن تتبلور الحلول، يبقى أن لهذا القرار تداعيات مباشرة على القطاع الصحي اللبناني غير القادر أصلاً على تأمين التغطية للمواطنين اللبنانيين.
وبالتالي سيكون القطاع أمام كارثة حقيقية مع وجود أكثر من مليون نازح سوري. وفي كِلتا الحالتين، فثمة ضحيتان: لبنان والنازح السوري، وهو ما عبّر عنه رئيس لجنة الصحة النيابية، النائب بلال عبدالله، معترضاً على القرار في الشكل والتوقيت. ففي الشكل، يأخذ عبدالله على القرار أنه «يتعاطى مع قضية النازحين السوريين كقضية منفصلة»، فيما ملف النازحين هو ملف كامل «مرتبط عضوياً بعضه ببعض». ولذلك، من الأَولى، بحسب عبدالله، طرح هذا الملف كسلّة متكاملة «من خلال العمل على وضع جدول زمني لمعالجة الملف كاملاً، لا بالتقسيط ولا بالاجتزاء».
وعدا الثقل الذي سيتسبب به هذا القرار على كامل نظام الرعاية الصحي وتهديده بالسقوط مجدّداً، فإن أسوأ ما في هذا الأمر هو الضغط على لبنان من باب إخراج النازحين السوريين من أي رعاية دولية، ولو على صعيد الصحة. فهذا الأمر «غير مقبول من الناحية الإنسانية أولاً، ولما يمكن أن يتسبب به ثانياً من انتشار الأمراض والأوبئة في المحيط المُضيف»، فيما لا عدّة للمواجهة، إذ «لا تملك وزارة الصحة موارد كافية لتغطية الشعب اللبناني أساساً». وهذا ما يُعدّه عبدالله «مسألة خطيرة وتناقض كل المواثيق والأعراف الدولية لحقوق الإنسان».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 4 ساعات
- بيروت نيوز
الكوليرا تعصف بالسودان.. والصحة العالمية تندد باستهداف المرافق الصحية
فيما يبذل الأطباء في السودان جهودا لاحتواء تفشٍّ للكوليرا في العاصمة، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السبت، عن شعوره بـ'الهلع' إزاء هجوم على مرافق صحية بمدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان في وسط السودان. وأضاف المسؤول الأممي: 'الهجمات على المرافق الصحية يجب أن تتوقف. ندعو إلى حماية جميع البنى التحتية الصحية والعاملين فيها. أفضل دواء هو السلام'. أتى ذلك بعد ساعات من تأكيد مصدر عسكري لوكالة 'فرانس برس' أن قوات الدعم السريع 'قصفت مستشفى الضمان بمسيرة مما أدى إلى سقوط 6 قتلى وجرح 12، وفي الوقت نفسه قصفت بالمدفعية الثقيلة' أحياء الأبيض، مشيرا إلى أن القصف استهدف مستشفى آخر. وأكدت إدارة المستشفى الحصيلة، مؤكدة أن المرفق الطبي بات 'خارج الخدمة إلى حين إشعار آخر'. أزمة تفشي الكوليرا وفي الخرطوم حيث قضى العشرات هذا الأسبوع من جراء تفشي الكوليرا، واجه الأطباء صعوبات في علاج المرضى في خضم نقص في الإمدادات وتسارع التفشي. وقال الطبيب حمد عادل، من منظمة 'أطباء بلا حدود' لـ'فرانس برس' من مستشفى بشائر: 'نستخدم كل الوسائل المتاحة للحد من انتشاره وعلاج المرضى المصابين'. وأظهرت لقطات لتلفزيون 'فرانس برس' مرضى مستلقين على أسرة معدنية متهالكة، يتلقون علاجا وريديا في مركز عزل مؤقت يقتصر على خيمة منصوبة تحت الشمس الحارقة مع بلوغ الحرارة 40 درجة مئوية. قصف منشأة لبرنامج الأغذية العالمي ومع دخول الصراع عامه الثالث، تظل البلاد منقسمة بحكم الأمر الواقع إلى قسمين: الجيش يسيطر على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا وأجزاء من الجنوب. ولم تتمكن قوات الدعم السريع من السيطرة على الفاشر لتشديد قبضتها على إقليم دارفور، لكنها تواصل قصف المدينة العالق فيها سكان مدنيون يتضورون جوعا. الخميس، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن منشأة تابعة له 'أصيبت وتضررت بشكل كبير من جراء قصف متكرر لقوات الدعم السريع'. وقال مبعوث الرئيس الأميركي مسعد بولس، الجمعة 'إن إتاحة الوصول الآمن والمستدام للفرق الإنسانية أمر بغاية الأهمية، والانتهاكات التي تعرض للخطر مدنيين وجهود إغاثة تتطلب اهتماما جادا'. وأدّت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح 13 مليون شخص، وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة بأنه 'أسوأ أزمة إنسانية' في العالم. وشهدت الخرطوم الكبرى معارك معظم العامين الماضيين خلال الحرب. وأعلنت الحكومة المرتبطة بالجيش الأسبوع الماضي، أنها أخرجت قوات الدعم السريع من آخر مواقعها في ولاية الخرطوم بعد شهرين على استعادة معظم أنحاء العاصمة. ولحقت بالمدينة أضرار جسيمة فيما البنى التحتية للصحة والصرف الصحي بالكاد تعمل. وقالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في السودان اعتزاز يوسف إن 'السودان على حافة كارثة صحية عامة شاملة'. وأضافت أن 'مزيجا من النزاع والنزوح وتدمير البنى التحتية الحيوية، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، يغذّي عودة تفشي الكوليرا وأمراض قاتلة أخرى'. ونزح ما لا يقل عن 3 ملايين شخص من ولاية الخرطوم وحدها، لكن أكثر من 34 ألف شخص عادوا إليها منذ أن استعاد الجيش السيطرة عليها خلال الأشهر الماضية، وفقا لأرقام الأمم المتحدة. وعاد معظمهم ليجدوا منازلهم مدمرة بسبب المعارك، ومن دون أي إمكان للوصول إلى مياه نظيفة أو خدمات أساسية.


ليبانون 24
منذ 5 ساعات
- ليبانون 24
لقاح "موديرنا" المطوّر ضد كوفيد يحصل على موافقة رسمية في أميركا
أعلنت شركة موديرنا اليوم السبت أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية وافقت على لقاحها من الجيل التالي للوقاية من كوفيد-19 لجميع الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر، في أول موافقة منذ تشديد الإدارة للمتطلبات. أضافت الشركة في بيان أن اللقاح قد تمت الموافقة عليه أيضا للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و64 عاما والذين يعانون من مشكلة واحدة أو أكثر من الحالات الصحية الكامنة أو عوامل الخطر، وفقًا لـ " رويترز". وفي وقت سابق، ألغت إدارة الرئيس دونالد ترامب عقدا بقيمة 590 مليون دولار مع شركة موديرنا لتطوير لقاح مضاد لإنفلونزا الطيور، وفق ما أعلنت الشركة الأميركية للتكنولوجيا الحيوية. وهذه أحدث الخطوات ضد اللقاحات من جانب وزير الصحة روبرت إف كينيدي جونيور الذي أمضى عقودا في الترويج لمعلومات مضللة حول التلقيح. والعقد الذي أعلن عنه في 17 كانون الثاني، قبل ثلاثة أيام من تولي ترامب منصبه، يتعلق بلقاح يستخدم تقنية الرنا المرسال (mRNA) يستهدف سلالة إنفلونزا إتش5إن1 (H5N1) المنتشرة بين الطيور والماشية.


ليبانون 24
منذ 5 ساعات
- ليبانون 24
الكوليرا تعصف بالسودان.. والصحة العالمية تندد باستهداف المرافق الصحية
فيما يبذل الأطباء في السودان جهودا لاحتواء تفشٍّ للكوليرا في العاصمة، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس ، السبت، عن شعوره بـ"الهلع" إزاء هجوم على مرافق صحية بمدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان في وسط السودان. وأضاف المسؤول الأممي: "الهجمات على المرافق الصحية يجب أن تتوقف. ندعو إلى حماية جميع البنى التحتية الصحية والعاملين فيها. أفضل دواء هو السلام". أتى ذلك بعد ساعات من تأكيد مصدر عسكري لوكالة "فرانس برس" أن قوات الدعم السريع"قصفت مستشفى الضمان بمسيرة مما أدى إلى سقوط 6 قتلى وجرح 12، وفي الوقت نفسه قصفت بالمدفعية الثقيلة" أحياء الأبيض، مشيرا إلى أن القصف استهدف مستشفى آخر. وأكدت إدارة المستشفى الحصيلة، مؤكدة أن المرفق الطبي بات "خارج الخدمة إلى حين إشعار آخر". أزمة تفشي الكوليرا وفي الخرطوم حيث قضى العشرات هذا الأسبوع من جراء تفشي الكوليرا، واجه الأطباء صعوبات في علاج المرضى في خضم نقص في الإمدادات وتسارع التفشي. وقال الطبيب حمد عادل، من منظمة "أطباء بلا حدود" لـ"فرانس برس" من مستشفى بشائر: "نستخدم كل الوسائل المتاحة للحد من انتشاره وعلاج المرضى المصابين". وأظهرت لقطات لتلفزيون "فرانس برس" مرضى مستلقين على أسرة معدنية متهالكة، يتلقون علاجا وريديا في مركز عزل مؤقت يقتصر على خيمة منصوبة تحت الشمس الحارقة مع بلوغ الحرارة 40 درجة مئوية. قصف منشأة لبرنامج الأغذية العالمي ومع دخول الصراع عامه الثالث، تظل البلاد منقسمة بحكم الأمر الواقع إلى قسمين: الجيش يسيطر على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا وأجزاء من الجنوب. ولم تتمكن قوات الدعم السريع من السيطرة على الفاشر لتشديد قبضتها على إقليم دارفور، لكنها تواصل قصف المدينة العالق فيها سكان مدنيون يتضورون جوعا. الخميس، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن منشأة تابعة له "أصيبت وتضررت بشكل كبير من جراء قصف متكرر لقوات الدعم السريع". وقال مبعوث الرئيس الأميركي مسعد بولس ، الجمعة "إن إتاحة الوصول الآمن والمستدام للفرق الإنسانية أمر بغاية الأهمية، والانتهاكات التي تعرض للخطر مدنيين وجهود إغاثة تتطلب اهتماما جادا". وأدّت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح 13 مليون شخص، وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم. وشهدت الخرطوم الكبرى معارك معظم العامين الماضيين خلال الحرب. وأعلنت الحكومة المرتبطة بالجيش الأسبوع الماضي، أنها أخرجت قوات الدعم السريع من آخر مواقعها في ولاية الخرطوم بعد شهرين على استعادة معظم أنحاء العاصمة. ولحقت بالمدينة أضرار جسيمة فيما البنى التحتية للصحة والصرف الصحي بالكاد تعمل. وقالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في السودان اعتزاز يوسف إن "السودان على حافة كارثة صحية عامة شاملة". وأضافت أن "مزيجا من النزاع والنزوح وتدمير البنى التحتية الحيوية، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، يغذّي عودة تفشي الكوليرا وأمراض قاتلة أخرى". ونزح ما لا يقل عن 3 ملايين شخص من ولاية الخرطوم وحدها، لكن أكثر من 34 ألف شخص عادوا إليها منذ أن استعاد الجيش السيطرة عليها خلال الأشهر الماضية، وفقا لأرقام الأمم المتحدة. وعاد معظمهم ليجدوا منازلهم مدمرة بسبب المعارك، ومن دون أي إمكان للوصول إلى مياه نظيفة أو خدمات أساسية.