logo
سجناء إيرانيون يعيشون ظروفاً "لا تطاق" بعد الغارات الإسرائيلية على سجن إيفين

سجناء إيرانيون يعيشون ظروفاً "لا تطاق" بعد الغارات الإسرائيلية على سجن إيفين

BBC عربيةمنذ 3 أيام
بعد شهر من الغارات الجوية الإسرائيلية المميتة على سجن إيراني سيء السمعة خلال التصعيد الأخير بين البلدين، يقول السجناء إنهم يُحتجزون في ظروفٍ لا إنسانية ولا تُطاق، بعد نقلهم إلى سجون أخرى.
ورغم وعود السلطات، يقول بعض المنقولين من سجن إيفين في طهران إنهم لا يزالون يعانون من أوضاع صعبة كالزنازين المكتظة، ونقص الأَسِرّة وتكييف الهواء، وقلة عدد المراحيض والحمامات، وانتشار الحشرات.
وتلقت بي بي سي شهادات من أفراد عائلات السجناء الذين نُقلوا من سجن إيفين، الذين وافقوا على التحدث بشرط عدم الكشف عن هويتهم، حرصاً على سلامتهم وسلامة السجناء.
وكانت إسرائيل قد استهدفت سجن إيفين في 23 يونيو/حزيران، في هجوم أسفر عن مقتل 80 شخصاً على الأقل، بينهم خمسة سجناء و41 من موظفي السجن و13 مجنداً عسكرياً، وفقاً للسلطات الإيرانية.
وكان السجن يضم آلاف الرجال والنساء، بينهم معارضون سياسيون بارزون، ومدافعون عن حقوق الإنسان، وصحفيون، ومواطنون مزدوجو الجنسية وأجانب، بالإضافة إلى أفراد من أقليات دينية وعرقية.
ونُقل جميع السجناء لاحقاً إلى سجون أخرى عقب الهجوم.
وأكدت مقاطع فيديو وصور أقمار صناعية جرى التحقق منها، تضرر العديد من المباني داخل مجمع السجن، من بينها العيادة الطبية، ومركز الزوار، ومكتب المدعي العام، ومبنى إداري.
وبعد الهجوم، وصف الجيش الإسرائيلي السجن بأنه "رمز لقمع الشعب الإيراني". وقال إنه نفذ الغارات "بطريقة دقيقة لتخفيف الأذى عن المدنيين" المسجونين هناك.
ووصفت إيران الهجوم بأنه "جريمة حرب".
ويقول الجيش الإسرائيلي إن سجن إيفين استُخدم في "عمليات استخباراتية ضد إسرائيل، كالتجسس المضادّ"؛ لكنه لم يُدلِ بمزيد من المعلومات عندما طُلب منه تقديم أدلة على هذا الادعاء.
وصرحت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء - بعد تحقيق معمّق - بأن الهجوم الإسرائيلي شكّل "انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي، ويجب التحقيق فيه جنائياً كجرائم حرب".
وأضافت: "بموجب القانون الإنساني الدولي، يُفترض أن يكون السجن أو مكان الاحتجاز موقعاً مدنياً، ولا يوجد دليل موثوق في هذه الحالة على أن سجن إيفين كان هدفاً عسكرياً مشروعاً".
من خلال أفراد عائلته، قال سجين سياسي أُرسل إلى سجن طهران المركزي الكبير، المعروف أيضاً باسم سجن فَشافويه، إن زملاءه السجناء أخبروه بأن الظروف هناك لا إنسانية، حتى قبل نقل سجناء إيفين.
وأضاف أن السجن يقع في منطقة نائية وخطيرة خارج العاصمة، لدرجة أن زوجته لم تتمكن من زيارته منذ انتقاله إليه.
وفي مقارنة بسجن إيفين الذي يقع في منطقة سكنية يسهل الوصول إليها شمال طهران، يقع سجن فَشافويه على بُعد 32 كيلومتراً جنوب طهران، في صحراء لا يحيط بها سوى طريق، وفقاً لأفراد عائلته.
روايات صادمة عن حياة نساء داخل سجن "إيفين" سيء السمعة في إيران
وأخبر السجين عائلته بأن العديد من السجناء ما زالوا ينامون على الأرض في فَشافويه في زنازين مكتظة دون تكييف، على الرغم من أن السلطات أكدت مراراً أنها ستُحسّن الوضع.
ويُظهر مقطع فيديو من داخل السجن، تحققت منه بي بي سي، زنزانة مكتظة بالسجناء المستلقين على الأسرة وعلى الأرض.
في وقتٍ ما، وصلت مجموعة تابعة للسلطات إلى السجن لتصوير فيديو يُظهر أن السجناء بخير؛ لكن سجناء آخرين بدأوا يهتفون "الموت للديكتاتور"، وهو شعار احتجاجي شائع لدى المعارضة الإيرانية ضد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فمنعوهم من التصوير، وفقاً لعائلة السجين.
وأفادت عائلات السجناء في فَشافويه أن السجناء السياسيين يقيمون الآن في نفس الزنزانة مع المتهمين أو المدانين بجرائم عنف.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن هذا تكتيك تستخدمه إيران لتخويف السجناء السياسيين، وهو مخالف لقواعد الأمم المتحدة بشأن معاملة السجناء.
وروت عائلة معتقل سياسي آخر نُقل إلى فَشافويه، وصفه لزنزانته بأنها لا تُطاق بسبب انعدام النظافة؛ حيث ينتشر البق والصراصير في كل مكان، مضيفاً أن السجن يفتقر إلى المرافق الأساسية حتى بالمقارنة بسجن إيفين.
وسبق أن اتهمت هيومن رايتس ووتش السلطات الإيرانية باستخدام التهديد بالتعذيب والسجن لأجل غير مسمى، إلى جانب الاستجوابات المطولة وحرمان المعتقلين من الرعاية الطبية. وقد رفضت إيران هذه التقارير.
وعلى الرغم من إدانة منظمات حقوق الإنسان لسجن إيفين منذ فترة طويلة بسبب مزاعم التعذيب والتهديدات، إلا أن الأوضاع في فَشافويه "لم تحظ بتغطية إعلامية كافية"، وفقاً لما قاله السجناء لبي بي سي.
وقال الصحفي الإيراني البارز مهدي محموديان، الذي نُقل أيضاً من إيفين إلى فشافويه، في رسالة نُشرت على صفحته على إنستغرام، إنه نظراً للطبيعة غير السياسية للسجناء المحتجزين هناك، فإنهم "منسيون منذ زمن طويل" ويقضون "سنوات من الإذلال والإهمال والقمع"؛ لأنهم "لا صوت لهم".
أما فاريبا كمالابادي، وهي سجينة بهائية تبلغ من العمر 62 عاماً، نُقلت من سجن إيفين إلى سجن قرتشك جنوب العاصمة، فقالت إنها "كانت تفضل الموت في الهجوم على نقلها إلى سجن كهذا".
ولطالما عانت الأقلية البهائية في إيران من تمييز واضطهاد ممنهجين، وحُرمت من الاعتراف الدستوري وحقوقها الأساسية كالتعليم والتوظيف العام والحرية الدينية؛ لأن الجمهورية الإسلامية لا تعترف بها كديانة.
وقالت ابنتها، ألحان طايفي، المقيمة في المملكة المتحدة: "تضطر فاريبا للعيش في قرتشك في زنزانة مكتظة، حيث يتناوب السجناء على تناول الطعام حول المائدة، ثم يعودون إلى أسرّتهم بعد ذلك بسبب ضيق المساحة".
وأضافت أن من بين نحو 60 سجيناً نُقلوا من إيفين مع والدتها، "نساءٌ مُسنّات لا يتلقّين رعايةً طبيةً مناسبة، والذباب منتشرٌ في كل مكانٍ في الزنزانة".
وأوضحت أنه سُمح لصهر أمها وحفيديها، البالغين من العمر ست سنوات وتسع سنوات، بزيارتها في سجن إيفين، "لكنهم لم يُمنحوا الإذن بذلك بعد، لأنهم لا يُعدّون من أقاربها المباشرين".
وقد تواصلت بي بي سي مع السفارة الإيرانية في لندن للتعليق على أوضاع السجناء الذين نُقلوا من إيفين.
وفيات المدنيين
في الشهر الذي تلا الغارات، تحقّقت بي بي سي من مقتل سبعة مدنيين على صلة بالهجوم على سجن إيفين، من بينهم طفلٌ في الخامسة من عمره، وطبيبٌ، ورسّام.
وقال أفراد أسرة مهرانجيز إيمانبور، البالغة من العمر 61 عاماً، وهي رسّامة وأمٌّ لطفلين كانت تسكن بالقرب من مجمع السجن، لبي بي سي إنها "عانت من مأساة" الهجوم.
فقد غادرت إيمانبور منزلها لاستخدام صراف آلي، وصادف أنها كانت تسير في شارع مجاور لمركز زوار السجن عندما قصفت إسرائيل المجمع، وفقاً لأحد أفراد عائلتها. وقُتلت متأثرةً بتأثير الانفجار.
وروى أحد أقاربها لبي بي سي أن أطفالها مُدمرون نفسياً، مضيفاً "عندما تنخرط دولتان في صراع، فإن الشعوب هي من تدفع الثمن. كلتا الدولتين مذنبتان، وكلتاهما مسؤولتان، وكلتاهما يجب محاسبتهما".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"هل فقدت حرب إسرائيل في غزة عدالتها؟" – مقال رأي في النيويورك تايمز
"هل فقدت حرب إسرائيل في غزة عدالتها؟" – مقال رأي في النيويورك تايمز

BBC عربية

timeمنذ 7 ساعات

  • BBC عربية

"هل فقدت حرب إسرائيل في غزة عدالتها؟" – مقال رأي في النيويورك تايمز

رغم تأكيده على أن لدى إسرائيل "قضيتها العادلة" في شنّ الحرب في غزة، إلا أن الكاتب روس دوثات، يذكر في مقاله بصحيفة النيويورك تايمز، بعض النقاط التي يرى أنها تُخل "بعدالة الحرب" في هذه الفترة. وفي وقتنا الحالي، أصبحت الطائرات المسيّرة واقعاً جديداً في الحروب، فهل تغيّر الولايات المتحدة سياستها في تبنّي هذه التكنولوجيا ضمن ترسانتها العسكرية؟ هذا ما نقرأه في افتتاحية وول ستريت جورنال التي جاءت عقب إعلان لوزير الدفاع الأمريكي بهذا الخصوص. وفي بريطانيا، يُلقي إعلان جيريمي كوربن تأسيس حزب جديد بظلاله على آراء وتوقعات المحللين، ويتساءل جون رينتول في صحيفة الإندبندنت عمّا إذا كان رئيس الوزراء ستارمر سيستنسخ تجربة ماكرون في فرنسا لوأد أي فرصة لكوربن في النجاح بالانتخابات المقبلة. ونبدأ من صحيفة النيويورك تايمز، التي نقرأ فيها مقالاً للكاتب روس دوثات، يناقش فيه ما يراه "جوانب ظالمة" في الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، حتى وإن كانت في مواجهة ما يصفه بـ "عدو همجي"، في إشارة إلى حركة حماس. لا يتردد الكاتب في إبداء رأيه بشأن "عدالة قضية" إسرائيل في شنّها الحرب، فحركة حماس من وجهة نظره هي "منظمة إرهابية متوحشة تضطهد شعبها، وتحتجز رهائن أبرياء، وتشكل خطراً جسيماً على إسرائيل ما دامت في السلطة". يتوسّع الكاتب في إدانة حماس، ويرى أن الخسائر المدنية في هذه الحرب مرتبطة بـ "رفض حماس الانصياع لقوانين الحرب، وعدم رغبتها في الاستسلام بغض النظر عن معاناة شعبها"، بل ويرى أنها مستعدة لقبول "وقوع مجاعة بدلاً من التخلي عن السيطرة على المساعدات الإنسانية"، على حدّ تعبيره. لكن دوثات يرى رغم ذلك أن الحرب التي تخوضها إسرائيل في هذه الأوقات صارت "حرباً ظالمة"، فالحرب العادلة برأيه يجب أن تتضمن "التزاماً بالامتناع عن بعض التكتيكات العسكرية في حال تسببت في أضرار جانبية كبيرة"، في ظل سقوط ضحايا مدنيين نتيجة الضربات العسكرية. يلخّص دوثات أوجه "فشل" إسرائيل في الحرب في ثلاثة جوانب، الأول يتعلّق بمسألة الضحايا المدنيين للحرب، لكنه يشدد على أن من الصعب تقييم مثل هذا الجانب في ظل حرب مطوّلة تدور داخل مدن "تتغلغل" فيها حركة حماس، ومثل هذه الحروب، سينتج عنها، برأيه، معاناة حتمية للمدنيين. كما أنه لا يمكن منع الجنود الذين يخوضون مثل هذا النوع من الحروب من "ارتكاب أخطاء فادحة"، و"جرائم الحرب تُرتكب حتى في الصراعات العادلة"، على حدّ تعبيره. أما الجانب الثاني، فهو أكثر وضوحاً برأي الكاتب، ويتمثل في الوفيات الناجمة عن الجوع في قطاع غزة، ويرى أن إسرائيل "اتخذت خياراً استراتيجياً" في سعيها إلى فصل توزيع الغذاء عن نظام تزعم أن حركة حماس تستغله لصالحها. ومن وجهة نظره، إذا أدّت مثل هذه الاستراتيجيات إلى "موت الأطفال جوعاً"، فإن على "الدولة المتحضرة أن تتخذ خيارات أخرى، حتى لو عنى ذلك تسهيل الأمور على العدو". أمّا الجانب الثالث في "عدم عدالة" حرب غزة حالياً، فيتجلى في أن جزءاً من عدالة الحرب يعتمد على وجود خطة معقولة للسلام بعدها، وهذا بنظره ليس موجوداً حتى بعد مرور ما يقرب من عامين على الحرب في غزة، ورغم ذلك، يُبدي الكاتب انفتاحه على فكرة وجود ضبابية في الحرب، وعلى إمكانية أن تسفر عن "نتيجة لائقة"، خاصة مع احتمال "تدهور أوضاع حماس ووصولها إلى نقطة اللاعودة"، ونشوء خيارات دبلوماسية أخرى بعد الضربات التي وجهتها إسرائيل لإيران وحزب الله. ويتوقع دوثات نهاية مختلفة للصراع، تتمثل في "تراجع إسرائيل في حالة من الإرهاق"، وتطويق قطاع غزة كما كان عليه الحال سابقاً، وقبول حقيقة أن "نوعاً من التهديد الإرهابي سيبقى حاضراً لسنوات مقبلة". ويختتم بالقول إن الاستمرار في القتال لعام آخر، هو برأيه "إهدار غير عادل للأرواح". حرب المسيّرات: البقاء لمن يواكب أسرع في صحيفة وول ستريت جورنال، نقرأ مقالاً يناقش إعلان وزير الدفاع الأمريك، بيت هيغيسيث، عن تغيير جذري في سياسة الجيش الأمريكي فيما يتعلق بإنتاج واستعمال الطائرات المسيّرة في الحروب. وظهر هيغسيث في مقطع فيديو نشره عبر منصة إكس في وقت سابق من شهر يوليو/تموز، واقفاً أمام مبنى البنتاغون، ومن حوله تحلّق طائرات مسيّرة صغيرة بطريقة استعراضية، بينما يتحدث عن خطط لـ "إطلاق العنان للهيمنة الأمريكية في مجال الطائرات المسيّرة". تقتبس الصحيفة عن مذكرة صدرت عن هيغسيث قال فيها إن الطائرات المسيّرة "هي أعظم الابتكارات في ساحات المعارك منذ فترة، وهي مسؤولة عن معظم الخسائر في أوكرانيا هذا العام". تقول الصحيفة إن مذكرة البنتاغون تهدف إلى "مساعدة القوات الأمريكية على استيعاب الدروس وتسريع وتيرة التحوّل" فيما يتعلّق بالطائرات المسيّرة، إضافة إلى إلغاء "البيروقراطية التي أعاقت الإنتاج وقيّدت الوصول إلى هذه التكنولوجيا الحيوية". تُبدي الصحيفة ترحيبها بهذه المذكرة، وترى أنها تصعيد خطابي يتعلق بالابتكار التكنولوجي لدى القوات الأمريكية، وتذكر في هذا السياق برنامجاً طرحته إدارة بايدن للطائرات المسيرة هدف لمواجهة التهديد العسكري الصيني بتكلفة منخفضة، لكنها تشدد على أن تطوير الطائرات المسيّرة لن يكون بديلاً عن رفع عديد القوات وتنويع ترسانة الأسلحة الأمريكية. ترى الصحيفة أن مذكرة البنتاغون تمثل تذكيراً بأن الدعم الأمريكي العسكري لأوكرانيا "لم يكن بالمجّان"، إذ إن الدروس المستفادة من الجيش الأوكراني "الأكثر خبرة في مجال الطائرات المسيّرة" قد تنقذ أرواح الجنود الأمريكيين في معارك مستقبلية. تختم الصحيفة بالإشادة بالإدارة الأمريكية التي "تسعى لجعل الجيش الأمريكي مواكباً للتغير التكنولوجي السريع"، وترى أن في ذلك "إشارة مهمة للمستثمرين في تكنولوجيا الدفاع تتعلق بجدية البنتاغون في شراء المعدّات المبتكرة في سبيل الهيمنة بالحروب المستقبلية". ستارمر حين يتعلم من ماكرون في صحيفة الإندبندنت، نقرأ مقالاً للكاتب جون رينتول، يناقش فيه تداعيات إعلان الزعيم السابق لحزب العمّال البريطاني، جيريمي كوربن، نيته تأسيس حزب جديد يحمل اسم "حزبكم"، بالشراكة مع النائبة المستقلة زارا سلطانة. كما يناقش المقال الاستراتيجية المتوقع أن يتبعها رئيس الوزراء كير ستارمر في التعامل مع الحزب الجديد خلال الانتخابات المقبلة. يلقي الكاتب الضوء على التناقضات التي اكتنفت تصريحات كوربن وسلطانة وقت الإعلان عن تأسيس الحزب، وامتدت إلى الخلاف بشأن تسميته، وهذه التناقضات برأي الكاتب تعبّر عن الفشل التنظيمي لما أسماه "التيار الكوربني". لكنه يرى في المقابل أن هناك جوانب أخرى من القصة تتعدى مسألة هذا "الفشل"، فـ "النسخة الناعمة" من أفكار كوربن قد تلقى دعماً محتملاً، إذا ما استطاعت "قمع" بعض الأفكار المتعلقة بالماركسية العقائدية، و"ازدراء بريطانيا"، و"الاتهامات بمعاداة الساميّة". كما أن حلفاء كوربن سبق وأن أظهروا قدرتهم على خوض حملة انتخابية عامّة فعّالة حين اقتربوا من إزاحة تيريزا ماي في 2017. وهذه الجوانب تعني بنظر الكاتب أن الحزب الجديد سيكون "قوة لا يُستهان بها". يشير رينتول إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الحزب الجديد سيلقى الدعم عبر السيطرة على أصوات حزب الخضر اليساري، إضافة إلى اجتذاب الناخبين الذين يصوتون لحزب العمّال الحاكم بزعامة ستارمر، وهذا يعني أن على حزب العمّال أن "يأخذ هذا التهديد على محمل الجدّ". يتوقع الكاتب أن يتّبع ستارمر استراتيجية تقوم على الاستقطاب، وذلك بالوقوف في مواجهة نايجل فاراج، السياسي اليميني من حزب الإصلاح، في سبيل جذب الناخبين الذين يرون فوز فاراج في الانتخابات تهديداً لهم. وإذا نجح ستارمر في تصوير الانتخابات المقبلة على أنها منافسة بينه وبين فاراج، فهذه ستكون "الطريقة المُثلى لكسب أصوات مؤيدي كوربن وسلطانة، وأصوات حزب الخضر، وحتى أصوات الديمقراطيين الليبراليين والمحافظين". يرى الكاتب أن هذه الاستراتيجية اتبعها الرئيس الفرنسي ماكرون فيما سبق، حين تصدّى للمرشح اليساري جان لوك ميلونشون، عبر وقوفه كمرشح رئيسي ضد اليمينية مارين لوبان، واستطاع عبر ذلك حصد أصوات ائتلاف من الرافضين لفكرة فوز لوبان. وفي حال حُصرت الانتخابات في المقاعد المتنافس عليها بين حزب العمال بزعامة ستارمر وحزب الإصلاح بزعامة فاراج، فإن التصويت لحزب كوربن الجديد سيعني تصويتاً لفاراج، وهو أمر يدركه المناهضون لحزب الإصلاح. يُنهي الكاتب بالقول إن توحيد الناخبين الذين يميلون في العادة للتصويت لحزب المحافظين أو الليبراليين أو الخضر أو من المؤيدين لكوربن، ضد فاراج، هي رسالة "قد تجدي نفعاً مع ستارمر".

الجيش الإسرائيلي يعلن السماح باستئناف إسقاط المساعدات جواً على غزة، و"هدنة إنسانية" محدودة
الجيش الإسرائيلي يعلن السماح باستئناف إسقاط المساعدات جواً على غزة، و"هدنة إنسانية" محدودة

BBC عربية

timeمنذ 20 ساعات

  • BBC عربية

الجيش الإسرائيلي يعلن السماح باستئناف إسقاط المساعدات جواً على غزة، و"هدنة إنسانية" محدودة

بعد وصول الجوع في قطاع غزة حدود "الكارثة" وعدم تمكن ثلث الأسر من تناول الطعام لأيام، أعلنت إسرائيل التي تفرض حصاراً شاملاً على القطاع تعليقاً مؤقتاً للأعمال العسكرية في بعض المناطق والسماح باستئناف إسقاط المساعدات من الجو. وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الأحد، إسقاط مساعدات إنسانية جواً على القطاع. وتحدث الجيش الإسرائيلي عن "تجديد إسقاط المساعدات الإنسانية من الجو هذه الليلة (السبت) في إطار الجهود لنقل المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة". وتقول منظمات إغاثة دولية إن جوعاً جماعياً ينتشر الآن بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة مع نفاد المخزونات، بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للقطاع في مارس/آذار قبل أن تفتح المجال لدخولها وفق قيود جديدة في مايو/أيار. وقال برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، إن زيادة كبيرة في المساعدات الغذائية فقط هي التي يمكن أن تؤدي إلى استقرار "كارثة الجوع" التي تجتاح غزة، أما الجيش الإسرائيلي فقال: "لا تجويع في غزة". "سبع منصات للمساعدات" فجر الأحد، قال الجيش الإسرائيلي أن عملية الإسقاط شملت سبعة طرود مساعدات تحتوي على دقيق وسكر وأطعمة معلبة. قبل ذلك، أوضح الجيش أن عملية إسقاط المساعدات من الجو ستكون بالتعاون مع منظمات دولية. وأشار لتحديد ممرات إنسانية يسمح فيها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية، و"تعليق مؤقت للأعمال العسكرية لأغراض إنسانية في المناطق التي تشهد اكتظاظاً من السكان". وقالت فرانس برس إن "إسرائيل ستسمح بإلقاء المساعدات ولن تشارك في العمليات". وذكرت الأمم المتحدة يوم الخميس أن تعليق العمليات العسكرية لأغراض إنسانية سيسمح "بزيادة المساعدات الإنسانية"، وأكدت أن إسرائيل لم توفر بدائل كافية لقوافلها مما أعاق وصول الإمدادات. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الجيش "سيطبق هدنة إنسانية" في المراكز المدنية والممرات الإنسانية صباح الأحد. ولم تقدم أي تفاصيل أخرى. وأشار الجيش الإسرائيلي السبت أيضاً إلى ربط خط كهرباء بمحطة تحلية مياه. إسقاط وإجلاء أعلنت بريطانيا السبت أنها تستعد لإسقاط المساعدات وإجلاء "الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية"، بالتعاون مع "شركاء مثل الأردن". وأعلنت الإمارات أنها ستستأنف عمليات إنزال المساعدات بالمظلات "على الفور". وكان مسؤول إسرائيلي صرح الجمعة أن عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية سوف تستأنف سريعاً "بالتنسيق مع الإمارات والأردن". السفينة (نافارن) "حنظلة" قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان على موقعها الإلكتروني: "منعت البحرية الإسرائيلية السفينة (نافارن) من دخول المنطقة البحرية لساحل غزة بشكل غير قانوني". وأضاف البيان أن "السفينة تشق طريقها بأمان إلى شواطئ إسرائيل وجميع الركاب بخير". وفي منشور عبر منصات التواصل الاجتماعي، قال "تحالف أسطول الحرية": "اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة حنظلة واعتلتها بشكل غير قانوني أثناء وجودها في المياه الدولية". وأظهرت أداة تتبع عبر الإنترنت أن السفينة كانت على بعد نحو 50 كيلومتراً من الساحل المصري و100 كيلومتر غرب غزة عند اعتراضها. ولم يصدر تأكيد فوري من الجيش الإسرائيلي بشأن العملية، لكنه أعلن في وقت سابق السبت أنه "ينفّذ الحصار الأمني البحري القانوني على قطاع غزة وهو مستعد لمجموعة واسعة من السيناريوهات، وسيتصرّف وفقا لتوجيهات القيادة السياسية". نيران إسرائيلية وضحايا وبشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني السبت مقتل 40 شخصاً بينهم أطفال، في غارات إسرائيلية طالت خصوصاً مدينة غزة شمالاً، ومنطقة خان يونس جنوباً، ومخيم النصيرات وسط القطاع. كما أشار الدفاع المدني إلى مقتل 14 شخصاً بنيران القوات الإسرائيلية أثناء الانتظار للحصول على مساعدات إنسانية، وذلك في ستة حوادث مختلفة في شمال ووسط وجنوب القطاع، بما في ذلك تسعة أشخاص في حادث واحد في محور موراغ في جنوب غزة. وبحسب شهود عيان، تجمّع آلاف الأشخاص بهدف الحصول على مساعدات غذائية. وذكر شاهد العيان أبو سمير حمودة (42 عاماً) لفرانس برس أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار "باتجاه المواطنين عندما حاولوا الاقتراب من الحاجز العسكري" الإسرائيلي في منطقة زيكيم شمال غرب منطقة السودانية. وقال الجيش الإسرائيلي، ردا على سؤال لفرانس برس عن هذا الأمر، إنّه ينظر في المسألة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store