
دور الدوحة في الوساطة الإقليمية قوي ومؤثر.. السفير الأمريكي: زيارة ترامب تمثل «عصر التفاهم» بين قطر والولايات المتحدة
هشام يس
أكد سعادة السيد تيمي ديفيس، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى دولة قطر، أن الزيارة المرتقبة لفخامة الرئيس دونالد ترامب إلى الدوحة تُشكل انطلاقة لما وصفه بـ«عصر التفاهم» بين قطر والولايات المتحدة.
وشدد خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس، على أن دور قطر في الوساطة الإقليمية مؤثر وقوي. وأكد سعادته، أن زيارة ترامب للدوحة، تمثل ذروة التقدم في العلاقات القطرية - الأمريكية، ومن المتوقع أن تحقق نتائج عظيمة بحسب أولويات البلدين.
وقال: «إن زيارة الرئيس الأمريكي للدوحة تبرهن على أهمية قطر المتنامية في المنطقة والعالم، إذ ستحتفي الزيارة التي تأتي بعد 23 عاما من زيارة الرئيس جورج بوش للدوحة، بالتقدم الذي أحرزه الطرفان على مدار السنوات الماضية». وأضاف: «الدوحة تعد شريكا وصديقا مهما لواشنطن، ورفيق درب في جهود السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وتزايدت جهود الوساطة القطرية في المنطقة والعالم، كما حدث في لبنان وأفغانستان وشمال إفريقيا».
وأوضح، أن زيارة الرئيس الأمريكي للدوحة، والتي ستستمر لمدة يومين، تعكس رغبة قيادتي البلدين بالاحتفاء بالأعمال التجارية والاقتصادية التي تجمعهما، مؤكدا أن علاقة الدوحة وواشنطن ليست قوية فحسب، وإنما علاقة حيوية ومهمة للولايات المتحدة. وكشف عن أنه من المتوقع الإعلان خلال الزيارة عن اتفاقيات في قطاعات متعددة، مثل؛ التعليم، والدفاع والأمن، والتجارة والاستثمار والقطاع الصحي، لافتا إلى أنه سيتخلل الزيارة إجراء محادثات حول إيجاد مسارات وقطاعات جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين. وتابع: «قطر تبدي اهتماما كبيرا بتوسيع نطاق العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة في مجالات التعليم، وبحث فرص الاستثمار في كلا البلدين، بالإضافة إلى التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد القائم على المعرفة، وهي أمور مرتبطة برؤية قطر الوطنية 2030»، لافتا إلى إنه سيتم الإعلان عن اتفاقيات من شأنها تعزيز وتوسيع نطاق رؤية قطر الوطنية 2030.
كما توقع أن تشهد الزيارة اتفاقات حول التعاون الرياضي، فالولايات المتحدة ستستضيف كأس العالم 2026، وتستضيف لوس أنجلوس دورة الألعاب الأولمبية عام 2028، فيما ستستضيف الدوحة بطولة كأس العالم لكرة السلة عام 2027.
ولفت إلى إدراك الرئيس ترامب وقادة الأعمال في الولايات المتحدة، بأن دولة قطر تقدم فرصا رائعة للشركات والمستثمرين الأمريكيين، فضلا عن كونها تقدم استثمارات مستدامة في الولايات المتحدة.
وبين سعادته، أن جهود الوساطة التي تقوم بها دولة قطر، خاصة الجهود المشتركة بشأن قطاع غزة، ستكون جزءا لا يتجزأ من هذه الزيارة.
وقال: «قطر تتقدم قائمة شركاء الولايات المتحدة فيما يتعلق بحل النزاعات وتسوية الصراعات إقليميا وعالميا، وذلك ليس فقط بسبب قدرتها الفريدة على الوساطة، ولكن أيضا بسبب خبراتها والتزامها بهذه القضايا»، مؤكدا أنه لا يمكن التوصل لحل أي مشكلة في العالم بطريقة أكثر فعالية، إلا إذا أشركنا دولة قطر في حلها.
ونوه بأن دولة قطر أثبتت جدارتها خلال العامين الماضيين في تحقيق استقرار أكبر بالمنطقة والعالم، فضلا عن تقديمها للمساعدات الإنسانية، كما حدث في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، لافتا إلى سعي واشنطن لمساعدة الدوحة بهذا الشأن.
وأوضح أن الأوضاع تتطور عالميا بشكل سريع، مبينا أن دولة حيوية ومبادرة مثل دولة قطر، ستسهم في تحقيق حلول لمشكلات وتحديات لم تتمكن دول كبرى من تحقيقها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 8 ساعات
- الجزيرة
واشنطن "تدرس" تعليق بعض العقوبات على إيران
قالت صحيفة إسرائيلية إن الإدارة الأميركية تدرس إمكانية تعليق بعض العقوبات المفروضة على إيران، وذلك بعد يوم من احتضان العاصمة الإيطالية روما جولة جديدة من المحادثات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران. ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول أميركي أن واشنطن عرضت اتفاقا تمهيديا تؤكد فيه إيران استعدادها للتخلي عن محاولة حيازة سلاح نووي، مضيفا أن إدرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب"لم تتنازل بمفاوضات روما عن مطلبنا بوقف إيران الكامل لتخصيب اليورانيوم على أرضها". واستضافت روما -يوم الجمعة الماضي- الجولة الخامسة من المفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني التي تتوسط فيها سلطنة عُمان، والتي بدأت أولى جولاتها في مسقط يوم 12 أبريل/نيسان الماضي. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن جولة اليوم كانت الأكثر مهنية، ووضحنا فيها مواقفنا"، كما قالت الخارجية الإيرانية إن "المفاوضات مستمرة على مستوى الفرق الفنية، وويتكوف غادر بسبب رحلة طيرانه المجدولة مسبقا". وتعد هذه المحادثات أرفع مستوى للتواصل بين البلدين منذ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران عام 2015 بشأن برنامجها النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 في الولاية الأولى للرئيس ترامب. وعقب ذلك، أعاد ترامب فرض عقوبات على إيران ، في إطار سياسة "الضغوط القصوى"، ويسعى حاليا إلى التفاوض على اتفاق جديد مع طهران التي تأمل رفع عقوبات مفروضة عليها تخنق اقتصادها، لكن مسألة تخصيب اليورانيوم ستكون النقطة الخلافية الرئيسة في المحادثات.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
ترامب يهدد باستخدام "قوة مدمرة" إذا تعرضت أميركا للتهديد
توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم السبت خصوم الولايات المتحدة "بسحقهم بقوة مدمرة" إذا تعرضت الولايات المتحدة أو حلفاؤها عبر العالم لأي تهديد. وقال ترامب -في أول خطاب له بمناسبة تخريج دفعة جديدة من الأكاديمية العسكرية "ويست بوينت"- إن "جيشنا هو أعظم وأقوى جيش عرفه العالم وأعلم ذلك لأنني أعدت بناءه". وأضاف "إذا تعرضنا أو تعرض حلفاؤنا للتهديد أو الهجوم فسيسحق جيشنا خصومنا بقوة مدمرة". وكان ترامب قد ألقى خطاب التخرج في أكاديمية ويست بوينت عام 2020 خلال ذروة جائحة كوفيد-19، وحث أنداك الطلاب في تصريحاته أن يتذكروا دائما الجنود الذين شاركوا في الحرب ضد العبودية. وكانت الولايات المتحدة في تلك الفترة أمام مواجهة لتاريخها بشأن الأعراق بعد مقتل جورج فلويد ، صاحب البشرة السمراء، على يد رجال الشرطة في مينيابوليس. وتحدث نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس أمس الجمعة أمام دفعة الخريجين في الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ماريلاند. وقال إن ترامب يعمل على ضمان نشر الجنود الأميركيين بأهداف واضحة وليس "المهمات غير المحددة" أو"الصراعات المفتوحة" من الماضي.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
محللان: واشنطن تحاول ضم سوريا الجديدة للمعسكر الغربي
يمثل الرفع الأميركي المؤقت لبعض العقوبات التي كانت مفروضة على دمشق، برأي محللين، محاولة أميركية لتعزيز استقرار الرئيس السوري أحمد الشرع ، واختبار نياته، وسعيا لضم سوريا إلى المعسكر الغربي. فقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تخفيف بعض العقوبات المفروضة على سوريا بشكل فوري، تماشيا مع إعلان الرئيس دونالد ترامب، القاضي بوقف جميع العقوبات عن دمشق. وأوضحت الوزارة أن تمديد تخفيف العقوبات الأميركية الذي رحبت به دمشق، صدر على أساس التزام الحكومة السورية الجديدة بعدم توفير ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية وضمان حماية الأقليات. ورغم أن الخطوة لم ترتق لطموحات السوريين إلا أنها تعتبر ممتازة لأنها تدعم استقرار الحكومة وتلبي مطالب بعض حلفاء دمشق مثل قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية، كما يقول عميد كلية العلوم السياسية في جامعة الشمال السورية الدكتور كمال عبدو. وخلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر"، قال عبدو، إن رفع بعض العقوبات لـ6 أشهر فقط ليس كافيا لجلب استثمارات خارجية أو حتى تأسيس بنية تحتية سوريّة، لكنه سيوفر فرصة للحصول على دعم من بعض الدول. وسوف تساعد هذه الخطوة الحكومة على تخفيف أزمات مثل الكهرباء ونقص العملة الصعبة وتلقّي الدعم الخارجي، برأي عبدو، الذي يرى أن حكومة أحمد الشرع بدت أكثر عقلانية وقدمت كل ما يمكنها تقديمه من أجل التوصل لتفاهمات حتى فيما يتعلق بإسرائيل. وقال عبدو إن قرار رفع العقوبات "اتخذ في تل أبيب، التي ما كانت لتقبل باستقرار نظام سياسي يمثل خطرا عليها حتى لو تطلب الأمر تمزيق سوريا"، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تنظر لمصالحها بعين إسرائيلية. كما لفت عبدو إلى ما اعتبرها براغماتية من الشرع الذي لم يرفض الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع لكنه طلب بعض الوقت لبحث الأمر، وهو ما تفهمه دونالد ترامب. وخلص عبدو إلى أن رفع العقوبات يؤكد أن سوريا أصبحت جزءا من ترتيب أكبر تقوم به الولايات المتحدة في المنطقة، بدليل أن دمشق عرضت على واشنطن أن تكون لها الأولوية في كل المشروعات الاستثمارية المهمة كمشروعات الغاز والطاقة. ضم سوريا للمعسكر الغربي واتفق المحلل السياسي محمود علوش مع حديث عبدو، لكنه اختلف عنه في مسألة صدور القرار من تل أبيب، وقال إن ترامب هو رئيس أميركا وليس رئيس إسرائيل ومن ثم فهو يتحرك بناء على مصلحة بلاده أولًا. ووفقًا لعلوش، فإن القرار لم يكن وليد لحظة ولا زيارة وإنما كان نتاج مفاوضات كبيرة جرت خلال الفترة الماضية وشاركت فيها أطراف إقليمية معنية باستقرار سوريا. وعلى هذا الأساس، يرى علوش أن الأشهر الـ6 التي حددتها الولايات المتحدة تمثل سعيا لتعزيز استقرار الرئيس أحمد الشرع واختبار توجهاته السياسية في الوقت نفسه. ورغم أهمية المصالح الإسرائيلية في القرار الأميركي، فإن علوش يعتقد أن إدارة ترامب تخشى وقوع انفجار في سوريا يفسد خططها لإعادة تشكيل المنطقة وجعل سوريا جزءا من المعسكر الغربي. وحتى لو لم تكن مصالح إسرائيل ستتحقق على المدى القريب فإنها سوف تتحقق على المدى البعيد إن استمرت هذه التفاهمات وخصوصا إذا انضمت دمشق لاتفاقات التطبيع، كما يقول علوش. وخلص المحلل السياسي إلى أن الموقف الأميركي مبني بالأساس على رغبة الولايات المتحدة في شغل مكان إيران وروسيا في دمشق، وهي رغبة تنبع على ما يبدو من تأثر ترامب برؤية تركيا والسعودية لما يجب أن تكون عليه سوريا.