
أوبزيرفر: نحن في عالم جديد لا يهتم فيه الأقوياء بالقواعد ويتصرف نتنياهو بحس الإفلات من العقاب
أخبارنا :
نشرت صحيفة "أوبزيرفر' تقريرا أعده سام بلومفيلد، قال فيه إن الجنرال أمير حاجي زادة، قائد سلاح الجو في الحرس الثوري عقد اجتماعا ليلة الخميس في مقر القيادة متجاهلا نصيحة بعدم التجمع في مكان واحد، واعتقد هو ومن معه أن التهديدات بهجوم إسرائيلي لن تحدث، وكانوا مخطئين، فقد كان الملجأ تحت الأرض واحدا من 20 موقعا ضربها الطيران الإسرائيلي خلال 15 دقيقة، وشملت القيادات حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الذي قتل في بيته.
وبالمحصلة، قُتل 4 قيادات بارزة في الجيش الإيراني وباحثان نوويان، وتم تدمير أجهزة الرادار والدفاعات الجوية، وتم تدمير أجزاء من منشأة لتخصيب اليورانيوم.
وتكشف الهجمات التي أشعلت حربا إقليمية عن مكامن ضعف النظام الإيراني وعن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية والطريقة التي عبّر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي عن استعداده للعمل دون خوف من حساب أو عقاب.
وأضاف الكاتب أن هذه العوامل الثلاثة هي جوهر الحرب الجديدة، وتبرز مدى تقلب الأسابيع المقبلة. فلا أحد خارج النظام الإيراني نفسه يعلم مدى ضعف مرشده الأعلى علي خامنئي وحكومته. وربما خامنئي نفسه لا يعلم. الانقلاب، الانهيار أو الانتفاضة، فكلها احتمالات واردة.
وتابع أن الاستخبارات الإسرائيلية التي انتُقدت في أعقاب 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لتقصيرها في رصد تخطيط حماس للحرب، حققت نجاحا أكبر بكثير خلال العام الماضي، بدءا من هجوم أجهزة البيجر على حزب الله واغتيال قادة حماس والحزب في إيران ولبنان، وحتى هجمات الأسبوع الماضي. ولم يقتصر الأمر على معرفة إسرائيل بمكان تواجد علماء إيران النوويين وكبار قادتها، بل كانوا أيضا على دراية بمدى التقدم الذي تحرزه البلاد في برنامجها النووي.
ويعتقد الكاتب أن العامل الثالث هو الذي سيقلق قادة العالم، أي الإفلات والحصانة، حيث يعتقد نتنياهو أنه يقاتل من أجل الحفاظ على الشعب اليهودي ومنع ما يطلق عليه "هولوكوست نووي'.
وبينما كان على مدار الخمسة عشر عاما الماضية مقيدا برؤساء أمريكيين رفضوا فكرة هجوم كهذا على إيران، فإن نتنياهو لا يشعر الآن بأي قيد.
وقد دعا رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، وولي عهد السعودية، محمد بن سلمان إلى خفض التصعيد يوم السبت، لكن إسرائيل لم تبد أي استجابة تذكر، حيث حذر وزير دفاعها من أن "طهران ستحترق' إذا استمرت إيران في إطلاق الصواريخ. بدورها، حذرت إيران الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من أنها ستهاجم قواعدها العسكرية وسفنها إذا ساعدت إسرائيل في صد الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية. وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية ليلة السبت أنها سترسل المزيد من طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني إلى المنطقة "لدعم الأمن الإقليمي'.
ورأى الكاتب أنه في ظل الهجوم على إيران، خف الضغط الدولي على إسرائيل لتخفيف الحصار على غزة، فيما تم تأجيل مؤتمر لمناقشة الدولة الفلسطينية.
ومنذ تولي دونالد ترامب السلطة عام 2017، سادت مخاوف من تفكك النظام الدولي القائم على القواعد، والذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتفاقم هذا الشعور في فبراير 2022 عندما غزت روسيا أوكرانيا، وأصبح من الصعب تجاهله مع عودة ترامب مطلع هذا العام. لكن هجوم نتنياهو يبدو وكأنه اللحظة التي لم يعد بالإمكان إنكارها.
ونقلت الصحيفة عن برونوين مادوكس، مديرة معهد "تشاتام هاوس' في لندن قولها: "نحن نعيش الآن في عالم تستطيع فيه الدول القوية أن تفعل ما تشاء' وتضيف: "ليس الأمر مجرد أن الدول هي من تبدأ هذه الصراعات، بل إنها لا توقفها. فالصراعات تستمر بلا هوادة'. ولا يؤدي هذا إلى المزيد من الموت والدمار الآن فحسب، بل يفاقم مشاكل المستقبل.
وتقول مادوكس: "هناك الكثير من الناس الذين دمرت حياتهم. وهذا يزرع بذور صراعات مستقبلية'.
ويرى بيتر ريكيتس، الرئيس السابق لوزارة الخارجية البريطانية، وأول مستشار للأمن القومي في بريطانيا، أن هذه فترة أكثر إثارة للقلق من "أي وقت مضى منذ الحرب الباردة. نهج القوة في الشؤون الدولية من أمريكا وروسيا والصين، المقترن بضعف الأمم المتحدة، لم نشهد هذا المزيج من قبل'. وأضاف: "حتى في أثناء الحرب الباردة كانت الأمور مستقرة نوعا ما بين القوى، والآن سقطت كل الحمايات. فحالة الشرق الأوسط باتت خارجة كليا عن أي سيطرة دولية'.
ويقول الكاتب إن هناك ميلا لإضفاء الطابع الرومانسي على القوة الأمريكية والأخلاقيات الغربية، عند الحديث عن حقبة الحرب الباردة. وهذا يعني تجاهل فشلها في التدخل برواندا ومنع إبادة جماعية، وقرار الولايات المتحدة وبريطانيا غزو العراق واحتلاله بناء على معلومات استخباراتية خاطئة وأيديولوجية عمياء، وتعاملها الكارثي مع سوريا.
لكن من الواضح أن استخدام القوة الاقتصادية والدبلوماسية في إسرائيل وإيران كان له تأثير. لم يقتصر الأمر على كبح جماح نتنياهو، بل كانت إيران مستعدة للموافقة على صفقة كانت ستسمح لها بتطوير برنامج نووي مدني، لكنها كانت تمنعها من تطوير سلاح نووي.
وقد كانت الصفقة معيبة، وفوضوية، وكثيرا ما تعرضت للاختراق، لكنها نجحت.
ويعتقد ريكيتس أن الهجمات ستعزز في نهاية المطاف عزم إيران على امتلاك سلاح نووي. "على المدى القصير، ستؤخر البرنامج بشكل كبير، لكنها على المدى الطويل ستضاعف جهودها. لا يمكن لإسرائيل أن تسلب المعرفة من عقول المهندسين الإيرانيين'.
وبالنسبة لمادوكس، فقرار ترامب التخلي عن معاهدة أوباما مع إيران وبضغط من نتنياهو، قاد إلى السيناريو الذي زعم كلاهما أنهما يحاولان منعه: "دفع ترامب ونتنياهو إلى الظروف التي قادت إيران للوصول إلى حافة القنبلة النووية، وقد كان هذا الأمر يمكن تجنبه'.
ورغم أن الوضع في الشرق الأوسط مرعب، فإن عواقب الأيام الماضية ستتردد في أماكن أخرى من العالم أيضا، لقد أوضحت روسيا بالفعل أن الحدود الدولية لا تهم، ودول الناتو المجاورة لها -إستونيا ولاتفيا وليتوانيا- لا تثق كثيرا في أن الحلف سيساعدها إذا أرسلت روسيا قوات إلى هناك. ويقول مادوكس إن الصين قد لا تحاول الاستيلاء على تايوان بالقوة، ولكن "يمكن أن تصعّب حياة تايوان للغاية' دون أن يشكل ذلك تهديدا كبيرا برد فعل من ترامب.
ويقول إيفو دالدر، مستشار السياسة الخارجية السابق لبيل كلينتون وباراك أوباما: "الدول تأخذ الأمور بنفسها'، مضيفا: "قد تقرر كوريا الشمالية أن هذا هو الوقت المناسب للاستيلاء على جزء من كوريا الجنوبية. ليس من الواضح لي تماما أن الولايات المتحدة ستتدخل'.
وخلال الأربع والعشرين ساعة القادمة، ستهبط طائرات تقل قادة "العالم الحر' في ألبرتا- كندا لحضور الاجتماع الحادي والخمسين لمجموعة السبع. وينبغي أن يكون اجتماع أكبر قوى الغرب بعد أيام قليلة من اندلاع حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط علامة على أن النظام العالمي القائم على القواعد، مهما كان ناقصا، لا يزال قادرا على التماسك والعمل ككابح للنشاط العسكري المتهور في منطقة متقلبة.
لكننا في عالم جديد الآن. سيتحدث القادة، وقد يصدرون بيانا يدعو إلى الهدوء. لكن لا شيء مما يقال في ألبرتا من المرجح أن يمنع إسرائيل وإيران من تصعيد الصراع. ويقول ريكيتس: "أينما نظرت، تحاول القوى الأقوى السيطرة على جيران أضعف'، نحن الآن في عالم بات فيه كل شيء مباحا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت إسرائيل لهجومها على إيران؟
أفادت صحيفة 'الغارديان' البريطانية، بأن الهجوم الذي تشنه إسرائيل على إيران منذ الجمعة الماضية، هو حصيلة إضعاف حلفاء طهران في المنطقة منذ السابع من أكتوبر 2023. وأشارت الصحيفة، في تقرير مطول، إلى أن إسرائيل شنت هجوما على قطاع غزة أسفر عن مقتل آلاف الفلسطينيين وإضعاف قدرات حركة حماس. وأضافت أنه مع تراجع قوة حماس وجهت إسرائيل تركيزها نحو حزب الله في لبنان، والذي يشكل مع حماس وجماعة الحوثي في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق ما يعرف بـ'محور المقاومة'. وأضافت أن إسرائيل نجحت في تصفية القيادة العليا لحزب الله، ودمرت ترسانته الصاروخية، ودخلت إلى معقله في جنوب لبنان. وبينت أن إسرائيل دمرت جزءا كبيرا من منظومة إيران الدفاعية الجوية خلال غاراتها في شهر أكتوبر الماضي، الأمر الذي مهد الطريق للهجوم الأوسع الذي وقع بداية من الجمعة الماضية. كما شكل سقوط نظام الأسد في سوريا ضربة أخرى للمحور الإيراني لتنتهي بذلك عقود من العلاقات الوثيقة بين طهران ودمشق. وأشار التقرير إلى أن الحوثيين في اليمن هم الجبهة الوحيدة من 'محور المقاومة' التي ما زالت منخرطة في أعمال عدائية ضد إسرائيل، لكن لم يلحقوا بتل أبيب أي ضرر استراتيجي يُذكر. في المقابل، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضعف إيران وبدأ التحضير للهجوم الكبير، مستغلا ما اعتبره فرصة سانحة، حسب 'الغارديان'. وأضافت: 'بعد تقليم أظافر إيران في المنطقة، شنت إسرائيل عملية 'الأسد الصاعد' والتي تسببت موجتها الأولى في قتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين فضلا عن عدد من العلماء النوويين'.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
إسرائيل تعلن مقتل رئيس الاستخبارات الإيرانية ونائبه
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، أن إسرائيل 'نالت' من رئيس الاستخبارات الإيرانية ونائبه في غارة جوية على طهران في وقت سابق من اليوم. وقال نتنياهو، في مقابلة مع شبكة 'فوكس نيوز' الأميركية: 'هاجمنا قياداتهم العليا، قبل لحظات نلنا من رئيس الاستخبارات (الإيرانية) ونائبه في طهران'. وأضاف: 'طيارونا الشجعان موجودون في سماء طهران ويستهدفون مواقع عسكرية ونووية'. تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل ولليوم الثالث على التوالي، تواصل إسرائيل ضرباتها ضد أهداف في إيران، حيث قتل 5 أشخاص على الأقل الأحد في غارة على مبنى سكني في العاصمة طهران، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي. وقال التلفزيون إن 'مبنى سكنيا استهدف في وسط طهران، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص'، مشيرا إلى أن عدد القتلى قد يرتفع لأن الضربة طالت منطقة مكتظة بالسكان في وسط العاصمة. وأضاف: 'طيارونا الشجعان موجودون في سماء طهران ويستهدفون مواقع عسكرية ونووية. تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل ولليوم الثالث على التوالي، تواصل إسرائيل ضرباتها ضد أهداف في إيران، حيث قتل 5 أشخاص على الأقل الأحد في غارة على مبنى سكني في العاصمة طهران، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي. وقال التلفزيون إن 'مبنى سكنيا استهدف في وسط طهران، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص'، مشيرا إلى أن عدد القتلى قد يرتفع لأن الضربة طالت منطقة مكتظة بالسكان في وسط العاصمة وأفادت 'فرانس برس' بأن انفجارات قوية هزت المنطقة مرتين على الأقل، بفارق دقائق، ما أدى إلى تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود في السماء، مضيفا أن أعدادا كبيرة من السكان هرعت إلى موقع الانفجار قرب وزارة الاتصالات. وعلى الجانب الآخر، فقد أسفرت الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل ليل السبت الأحد عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 200 وفقا لطواقم الدفاع المدني والشرطة وتسببت الضربات بدمار كبير وأضرار واسعة النطاق. بينما أفادت وسائل إعلام بأن حصيلة الضربات الإسرائيلية الجمعة والسبت بلغت 128 شخصا بينهم نساء وأطفال، فيما أُصيب المئات بجروح.


جو 24
منذ 2 ساعات
- جو 24
"القسام" تنشر مشاهد لاستهداف قوتين إسرائيليتين في بيت لاهيا
جو 24 : نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الأحد، مشاهد لاستهداف قوتين إسرائيليتين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وتضمنت المشاهد التي نشرتها الكتائب ضمن سلسلة عمليتها "حجارة داود" استهداف قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزلفي منطقة العطاطرة بقذيفة مضادة للأفراد. "> كما استهدفت الكتائب قوة أخرى راجلة في محيط نفسالمنطقة. وأطلقت كتائب القسام مؤخرًا اسم "حجارة داود" على عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة ردا على العملية الإسرائيلية المسماة"عربات جدعون". تابعو الأردن 24 على