هل تصبح واشنطن وطهران شركاء بالنووي والاقتصاد؟
تحاول إيران جذب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى صفقة نووية جديدة، بينما يلوّح الأخير بعصا العقوبات والقصف، متمسكاً بخط أحمر واحد لا سلاح نووي لإيران. لكن الجديد هذه المرة أن طهران تتجاوز الحديث عن برنامجها النووي، لتعرض اقتصادها وأسواقها وفرصها الاستثمارية، وحتى شراكة في تطوير قطاعها النووي السلمي، أملاً في إغراء الإدارة الأميركية بصفقة "أفضل" من الاتفاق الذي انسحب منه ترامب عام 2018.
بين حسابات الربح والخسارة، تبدو الصفقة المحتملة بين واشنطن وطهران، إن تمت، وكأنها شراكة اضطرار وليست شراكة اقتناع، تفتح الباب أمام مشهد إقليمي ودولي معقّد، حيث تختلط البراغماتية بالخطر الكامن.
شراكة نفطية ونووية
تغيرت نبرة الإيرانيين مع بوادر تقدم بطيء في المحادثات غير المباشرة، وللمرة الأولى منذ الثورة الإسلامية عام 1979، يروّج كبار المسؤولين الإيرانيين اقتصادهم مباشرةً أمام الإدارة الأميركية، مقدّمين فرصة استثمارية "بقيمة تريليون دولار"، كما وصفها وزير الخارحية الإيرانية عباس عراقجي، في مقال نشره بصحيفة "واشنطن بوست".
وفي تطور لافت، طرحت طهران أيضاً فكرة انخراط الولايات المتحدة مباشرةً في برنامجها النووي السلمي. ففي رده على سؤال حول مقترح عراقجي بناء مفاعل نووي بمشاركة أميركية، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إلى أن وزير الخارجية أوضح هذا الطرح ضمن كلمته المعدة لمؤتمر "كارنيغي" للسلام الدولي. وأوضح أن هذا الاقتراح يهدف إلى توضيح أن إيران، على عكس الادعاءات السابقة، تحتاج فعلاً إلى الطاقة النووية رغم ثروتها من النفط والغاز، مضيفاً أن إيران، في المستقبل، ستكون بحاجة إلى مصادر بديلة للطاقة.
وأكد أن بلاده لا تضع أي قيود أمام مساهمة الدول المختلفة، بما فيها الولايات المتحدة، في تطوير قطاع الطاقة النووية السلمي الإيراني، وهو طرح غير مسبوق منذ قيام الثورة عام 1979.
ترامب بين "ازدهار إيران" ورفض النووي
وأظهرت تصريحات ترامب الأخيرة، سواء في حملاته الانتخابية أو مقابلاته الإعلامية، تحولاً براغماتياً. بعد أن تحدث عن رغبته في "ازدهار إيران"، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة منعها من امتلاك أسلحة نووية. وذكرت وكالة "بلومبرغ" أن ترامب طلب في وقت سابق من هذا العام من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التوسط في محادثات مع طهران، وهو مؤشر آخر على رغبته في تحقيق صفقة "سريعة"، بدلاً من السعي وراء تغيير النظام أو خنق إيران بالكامل.
وفي ضوء التحولات الجارية، تبدو طهران وكأنها تعيد صياغة علاقتها مع واشنطن، منتقلة من العداء المطلق إلى محاولة بناء تعاون اقتصادي محدود، بل وحتى نووي سلمي.
ويعكس هذا التحول، بحسب تحليلات رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إيلي جيرانماي، "إدراك طهران بأنها تملك اليوم فرصة لعرض بديل على ترامب، فرصة اقتصادية بقيمة تريليون دولار، بدلاً من حرب كارثية تكلف المليارات"، و"هي محاولة لإغرائه بتوقيع صفقة تحفظ المصالح المتبادلة بدلاً من التصعيد، وذلك لأن القيادة الإيرانية تدرك أنها أضعف اليوم بفعل الضربات التي تلقاها حلفاؤها في غزة ولبنان وسوريا، كما أن أزمتها الاقتصادية العميقة تجعلها أكثر استعداداً لتقديم مغريات استراتيجية للولايات المتحدة، سواء عبر الاستثمارات أو المشاركة في قطاع الطاقة النووية".
بهذا المعنى، قد يتحول ترامب، عن غير قصد، إلى "شريك واقعي" لخامنئي، عبر اتفاق يجمّد البرنامج النووي الإيراني عند عتبة مدنية عالية، ويفتح أمام الشركات الأميركية فرصاً استثمارية كبرى، مقابل تخفيف محدود للعقوبات، من دون أن يحدث تغييراً جذرياً في سلوك النظام الإيراني.
وترى إيلي جيرانماي، أن هذه الشراكة المحتملة تبقى محفوفة بتعقيدات كثيرة. حيث سيواجه ترامب معارضة شرسة من التيار الجمهوري الصقوري والكونغرس، حيث يُنظر إلى أي تساهل مع إيران كخطر استراتيجي. أما إقليمياً، ستقاوم إسرائيل أي اتفاق يخفف الضغط عن طهران، معتبرة أن مجرد تجميد مؤقت للبرنامج النووي لا يلغي التهديد الوجودي الذي تمثله الجمهورية الإسلامية. لكن على الصعيد الاقتصادي، لا تزال إيران تعاني من فساد مستشرٍ، ومنظومة مصرفية معزولة عن النظام المالي العالمي، ما يجعل الاستثمارات الأجنبية محفوفة بالمخاطر.
أما على المستوى الأعمق، فإن الالتزام الإيراني بتجميد أنشطتها النووية يظل موضع شك دائم، إذ لطالما اتُّهمت طهران بالمراوغة والمضي سراً في تطوير قدراتها العسكرية. من هنا، فإن أي اتفاق مستقبلي قد يكون هشاً بطبيعته، عرضة للانهيار بمجرد تغير الظروف أو تبدل الحسابات السياسية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
الأخضر يودع الـ50.. تراجع جديد في سعر الدولار اليوم بالبنوك
شهد سعر الدولار مقابل الجنيه تراجعًا في 7 بنوك خلال نهاية تعاملات اليوم الأحد 25 مايو 2025، عقب قرار البنك المركزي المصري بخفض سعر الفائدة بنسبة 1% للمرة الثانية على التوالي. سعر الدولار اليوم مصر وفقًا لبيانات البنوك المنشورة على مواقعها الرسمية، سجّل سعر الدولار تراجعًا طفيفًا في عدد من البنوك تراوح بين قرش و6 قروش مقارنة بيوم الخميس الماضي، مع استقرار في بنكين فقط، وارتفاع محدود في بنك قناة السويس. سعر الدولار في البنك اليوم سجل سعر الدولار في البنك الأهلي المصري 49.84 جنيه للشراء و49.94 جنيه للبيع، بتراجع قرش عن الخميس. أما في بنك مصر فجاء السعر 49.84 جنيه للشراء و49.94 جنيه للبيع، في حين سجل السعر ذاته في بنوك القاهرة، الإسكندرية، والتجاري الدولي بنفس معدلات الانخفاض. في بنك كريدي أجريكول، تراجع الدولار إلى 49.80 جنيه للشراء و49.90 جنيه للبيع، بتراجع 4 قروش. سعر الدولار اليوم بنك مصر جاء سعر الدولار في بنك مصر اليوم عند 49.84 جنيه للشراء و49.94 جنيه للبيع، وهو نفس السعر في البنك الأهلي وبنك القاهرة. سعر الدولار اليوم البنك الأهلي استقر سعر الدولار في البنك الأهلي المصري على 49.84 جنيه للشراء و49.94 جنيه للبيع بانخفاض قرش واحد فقط عن تعاملات الخميس الماضي. سعر الدولار اليوم في البنوك بنك البركة: 49.83 جنيه للشراء، و49.93 جنيه للبيع (انخفاض قرشين) بنك قناة السويس: 49.88 جنيه للشراء، و49.98 جنيه للبيع (ارتفاع قرشين) بنك التعمير والإسكان: 49.85 جنيه للشراء، و49.95 جنيه للبيع (استقرار) مصرف أبو ظبي الإسلامي: 49.88 جنيه للشراء، و49.98 جنيه للبيع (تراجع 6 قروش) سعر الدولار اليوم 25 مايو يسجل اليوم الأحد 25 مايو 2025 حالة من التباين الطفيف في أسعار الدولار بين البنوك، مع توجه عام للانخفاض بعد قرار السياسة النقدية بخفض أسعار الفائدة، وهو ما يعزز من قدرة الجنيه المصري على التعافي التدريجي أمام الدولار. سعر الدولار اليوم 25/5 المتغيرات في سعر الدولار بتاريخ 25/5 تشير إلى أن قرار البنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة إلى 24% للإيداع و25% للإقراض قد بدأ ينعكس فعليًا على سوق الصرف، حيث بدأت أسعار الدولار تتجه للانخفاض بعد موجة ارتفاعات متلاحقة منذ بداية العام. سعر الدولار اليوم في السوق السوداء انتهت السوق السوداء للدولار، مع اعتماد كامل على البنوك الرسمية لتدبير العملة الأمريكية ،، نظرا لجهود البنك المركزي في ضبط سوق الصرف وتوفر الدولار. كم سعر 100 دولار في البنك؟ وفقًا لمتوسط الأسعار في البنوك اليوم، فإن سعر 100 دولار في البنك يصل إلى نحو 4994 جنيهًا عند البيع، ويبلغ 4984 جنيهًا عند الشراء. سعر الدولار اليوم في مصر تحديث يومي تشير التحديثات اليومية لأسعار الدولار في مصر إلى وجود حالة من الاستقرار النسبي في البنوك، مع تراجع تدريجي نتيجة التحركات النقدية للبنك المركزي ونجاح الحكومة في تعزيز تدفقات الدولار من مصادر متعددة. هل يستمر الدولار في التراجع؟ يتوقع محللون ماليون أن يواصل سعر الدولار تراجعه في ظل التزام الحكومة المصرية بسياسات مرنة لجذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة الصادرات، إلى جانب تحسن مؤشرات السياحة والتحويلات من الخارج، مما يدعم موقف الجنيه أمام الدولار خلال النصف الثاني من 2025.


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
نتنياهو يستبق 'شهر ترامب': لا تهدئة في غزة
يبدو أن إسرائيل عازمة على استكمال وتوسيع حربها في غزّة، وستنسف كلّ 'التقدم' الذي حكي عنه في الأيام الأخيرة لجهة مفاوضات وقف إطلاق النار، وهو ما كان متوقعاً لكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو راغباً في استمرار القتال خلال الوقت الضائع إلى أن يقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضع حدٍ لحرب غزّة. في هذا السياق، أفادت 'القناة 14' الإسرائيلية بأن القيادة السياسية صادقت الأحد على بدء المناورة البرية الواسعة في غزة ضمن عملية 'مركبات جدعون'، فيما كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن إدخال جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى القطاع، في خطوة تعكس نية واضحة لتوسيع العمليات البرية. وقد توازى هذا الحشد العسكري مع تكثيف للهجمات على مناطق مختلفة. في وقت سابق، قال ترامب إن أموراً 'جيدة كثيرة' ستحدث بشأن غزة خلال الشهر المقبل، لكن العملية الإسرائيلية يبدو أنها تستبق شهر ترامب، وتزيد من الضغوط على غزّة. وفي سياق متصل، اعتبر تحليل لصحيفة 'هآرتس' العبرية أن تعين ديفيد زيني رئيساً للشاباك جاء لمنح نتنياهو ختماً أمنياً 'لمنع أي صفقة تبادل'، خصوصاً أن زيني يعتبر العملية العسكرية 'حرب وجود'. هذا المشهد يتعقد أكثر مع ورود معلومات عبر الإعلام العبري مفادها أن الولايات المتحدة طلبت إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة تأجيل عمليتها العسكرية الشاملة في غزة، في إطار جهودها لإنجاح مفاوضات صفقة الأسرى، وفقاً لما ذكره مصدران مطلعان لصحيفة 'جيروزالم بوست'. وتضمّن الطلب عنصرين، هما تأجيل العملية الشاملة وتمكين المفاوضات من المضي قدماً. الصحيفة العبرية تنقل أيضاً عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل 'لن تنسحب' من المناطق التي تدخلها إذا بدأت العملية، حتى في إطار صفقة محتملة، علماً بأن إمكانية وقف إطلاق النار كجزء من أيّ اتفاق 'ستصبح أكثر تعقيداً'، وهذا يتكامل مع ما قاله وزير الدفاع يسرائيل كاتس قبل أيام: 'بمجرد أن تبدأ المناورة، سنعمل بكل قوتنا، ولن نتوقف حتى تحقيق جميع الأهداف'. هذه الأجواء التصعيدية لا توحي بأن اتفاقاً قريباً لوقف النار في غزّة سيرى النور، في الوقت الذي قد يستغل نتنياهو هذا الوقت الضائع ويطلق العملية الواسعة لتحقيق أكبر قدر من المكتسبات قبل 'شهر ترامب' الغامض، الذي قد يحمل نهاية للحرب، بالرغم من أن لا تأكيدات بحصول ذلك؛ وبالتالي، يستمر السباق بين الديبلوماسية ومدافع الحرب. في المحصلة، فإن صدقت معلومات 'جيروزاليم بوست'، فإن الأزمة تتعمّق بين الإدارتين الأميركية والإسرائيلية؛ ورفض الأخيرة طلب تأجيل العملية الشاملة قد يعكس الاختلاف الواسع بوجهات النظر بين ترامب ونتنياهو، في الوقت الذي يعي فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي تكاليف معارضة ترامب مع بداية ولايته الرئاسية، وقد لا نراه ذاهباً بعيداً في هذا المشوار، الشهر المقبل.


الميادين
منذ 3 ساعات
- الميادين
ترامب: أحرزنا تقدماً مع إيران.. وقد نفرض مزيداً من العقوبات على روسيا
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إحراز "بعض التقدم الفعلي مع إيران" بشأن المحادثات الإيرانية الأميركية، وفق ما نقلت وكالة "رويترز". من جهته، كان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، قد وصف الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في روما بـ"واحدة من أكثر الجولات التفاوضية مهنية وتعقيداً". 25 أيار 25 أيار وأكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أنّ هذه الجولة جرت في "أجواء هادئة ومهنية". وبشأن روسيا، رجّح ترامب التفكير في فرض المزيد من العقوبات على البلاد، مُعرباً عن "الشعور بالاستياء لما يفعله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين". يأتي ذلك بينما كان قد أكد ترامب قبل أيام أنه لن يفرض عقوبات جديدة على روسيا، موضحاً أنّ "هناك فرصة لتسوية الصراع في أوكرانيا".