
ديناميكيات جديدة فى الشرق الأوسط
تجدد الحرب، أو استئنافها يمكن أن يكون إجابة للسؤال المهم الذى يشغل الكثيرين الآن، وهو سؤال: وماذا بعد أن توقفت الحرب؟ إلى أين تتجه المنطقة؟ لكن الواضح أن هناك «كوابح» ستفرض نفسها حتماً وستحكم أى مواجهة فى المستقبل منها الشرط الذى وضعه يسرائيل كاتس وزير الحرب الإسرائيلى المشار إليه بخصوص أن إسرائيل لن تضرب إيران مجدداً إلا إذا تعرضت إلى عدوان إيرانى، وهذا تطور جديد شديد الأهمية بخصوص وجود إدراك إسرائيلى جديد، ولدته الحرب الأخيرة وعنف الضربات الإيرانية، مفاده أن «إسرائيل لن تبادر بحرب ضد إيران»، لكن التطور الأهم يتعلق بإدراكات القوى الإقليمية الدولية لتوازن القوى الإقليمى الجديد الذى ولدته الحرب الأخيرة التى فجرها العدوان الأمريكى - الإسرائيلى على إيران، ولما يمكن أن تولده أيضاً من مشروعات لإعادة هندسة النظام الإقليمى على ضوء الديناميكيات الجديدة التى بدأت تفرض نفسها على المنطقة بعد تلك الحرب. لدينا مدخل مهم للتفكير فى إجابات عن فحوى هذه «الديناميكيات» الجديدة يتمثل فى الأفكار المهمة فى الدراسة التى نشرتها مجلة «فورين أفيرز» (الشئون الخارجية) التى تصدر عن المجلس الأمريكى للسياسة الخارجية شديد الاقتراب بدوائر صنع القرار فى الولايات المتحدة (عدد يوليو/ أغسطس 2025) كتبها كل من الدكتورة «أونا هاثاواى» أستاذة القانون فى كلية الحقوق بجامعة ييل، وهى باحثة غير مقيمة فى «مؤسسة كارنيجي» للسلام الدولى الأمريكية، والرئيس المنتخب للجمعية الأمريكية للقانون الدولى. بالمشاركة مع زميلها الدكتور «سكوت شابيرو» أستاذ القانون وأستاذ الفلسفة فى جامعة ييل، وهما مؤلفا كتاب «الأمميون: كيف أعادت خطة جذرية لحظر الحرب تشكيل العالم». هذه الدراسة جاءت تحت عنوان: «النظام العالمى الأمريكى الجديد: عودة الروح للحرب ولمبدأ (القوة تصنع الحق»)، وتمحورت حول خلاصتين:
الأولى: أن الولايات المتحدة (وليس فقط إدارة ترامب) باشرت عملياً تدمير النظام العالمى الذى أقامته بعد الحرب العالمية الثانية، والذى استند (ولو اسمياً) إلى القانون الدولى، وميثاق الأمم المتحدة وما تضمنه هذا الميثاق من أهداف ومبادئ سامية، ترفض الحرب كوسيلة لحل النزاعات، وتعلى من حق الدول فى الدفاع عن نفسها وسيادتها ومواردها، وتمتعها بحق تقرير المصير واستقلالية قرارها الوطني. فالولايات المتحدة تنتكس الآن بهذه الالتزامات وتعود مجدداً إلى «نظام ما قبل الحرب العالمية الأولى» المستند إلى تشريع مبدأ الحرب، والاستيلاء على الأرض والدول بالقوة، إضافة إلى إحياء المبدأ الشهير الذى نبذه العالم بثوراته التحررية التى أعقبت تأسيس الأمم المتحدة كرمز لنظام القانون وعدالته وسيادة الدول، وهو مبدأ «القوة تصنع الحق». الثانية: أن هذا التحول الأمريكى سيدفع الدول الكبرى إلى تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ لها، واحتلال ما تشاء من الدول فى مناطق نفوذها (أمريكا تبتلع كندا والمكسيك وجرينلاند وربما كل القارة الأمريكية) مع طموحات التمدد الجغرافى فى الشرق الأوسط (على غرار ريفييرا الشرق الأوسط الأمريكية المأمولة فى قطاع غزة)، وروسيا تبتلع أوكرانيا وما يتيسر لها من دول البلطيق وشرق أوروبا، والصين تبتلع تايوان وما يتيسر لها فى شرق آسيا/ الباسيفيك.
الخلاصة التى توصلت إليها تلك الدراسة هى دعوة الدول الـ141 التى صوتت دعماً لموقف الولايات المتحدة فى قرار صدر عن الجمعية العامة يدين محاولة روسيا ضم الأراضى الأوكرانية، للتوحد هذه المرة ضد الولايات المتحدة والقوى العالمية الكبرى وتأسيس تحالف عالمى يكون هدفه التصدى للولايات المتحدة ومنعها من إعادة فرض «الحرب» كقانون أساسى (وقانوني) لنظام عالمى جديد تريد أن تفرضه.
هذه «التوصية» أو «الخلاصة» المهمة تجد ما يدعمها فى الشرق الأوسط ضمن النتائج والديناميكيات التى ولدتها الحرب الأخيرة على إيران ومن أبرزها: ــ لم يعد ممكنا الفصل بين ما هو مشروع أمريكى وما هو مشروع إسرائيلى فى الشرق الأوسط، وأن التوجه الأمريكى – الإسرائيلى للسيطرة الكاملة على الشرق الأوسط وفرض هندسة جديدة لنظامه الإقليمى تخدم المصالح العليا الأمريكية والإسرائيلية لن يتراجع بل هو فى مرحلة صعود، يؤكد هذا «هوس» كل من الرئيس الأمريكى ترامب ونيتانياهو رئيس حكومة كيان الاحتلال بقانون «القوة تصنع الحق على حساب القانون الدولى وحقوق وحريات الشعوب فى العدالة والسلام».
ــ أن إسرائيل، رغم الدرس القاسى الذى ولدته الحرب على إيران، وفشل إسرائيل فى الاعتماد على قوتها الذاتية لهزيمة إيران سيزيد من اندفاع إسرائيل لفرض مشروعها المرتكز على قاعدة «منع وجود جيوش قوية فى الدول المحيطة بها: خاصة إيران وتركيا ومصر، على الترتيب اعتماداً على تحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة .
ــ أن إيران ومصر وتركيا ستجد نفسها مدفوعة حتماً للتفكير فى كيفية التصدى لهذا المشروع الإسرائيلى الأمريكى، فى وقت أضحى فيه التوفيق مستحيلاً بين أن تقبل الانسحاق أو أن تسعى للتصدى لهذا الخيار المستحيل، وهنا يكون السؤال كيف؟.. وهل آن الأوان أمام هذه الدول الكبرى الثلاث ومعها دول عربية أخرى لمعالجة الخلل فى توازن القوى فى الإقليم الذى أضحى معرضاً للاختلال الشديد فى ظل دخول الولايات المتحدة كطرف مدفوع للهيمنة والسيطرة متحالفاً مع إسرائيل؟ هذا هو السؤال الذى تستوجب الإجابة عنه الوعى بخصائص التحولات الديناميكية الإقليمية الجديدة، وإجابته هى التى ستحدد معالم المستقبل الإقليمى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 41 دقائق
- الدستور
هل تنفذ دول أوروبا تهديدها بإعادة فرض العقوبات على إيران؟
أكد خبراء أن إيران ستعاني من أوضاع اقتصادية صعبة حال نفذت الدول الأوروبية تهديداته بإعادة فرض العقوبات على طهران، وهو ما يزيد الضغط على النظام الإيراني ويجعل هناك نوع من العزلة الإيرانية ويزيد من الفجوة الخاصة بالدبلوماسية ويزيد احتمال الصدام مع الجانب الأوروبي أو أطراف الاتفاق. وفي ظل الخلاف مع إيران حول برنامجها النووي، تهدد الدول الأوروبية بتفعيل آلية «سناب باك»، التي نص عليها الاتفاق النووي المُبرم مع إيران عام 2015، وتسمح بإعادة فرض عقوبات دولية على طهران. ويتضمن قرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يدعم الاتفاق، بندا يُعرف بآلية «سناب باك» يتيح إعادة فرض العقوبات في حال انتهاك بنود الاتفاق. وتنتهي صلاحية هذه الآلية في 18 أكتوبر. وبموجب هذا القرار، يمكن لأي دولة مشارِكة في الاتفاق تفعيل الآلية، من خلال تقديم شكوى إلى مجلس الأمن بشأن عدم امتثال كبير للالتزامات من جانب مشارك آخر. وفي غضون 30 يوما من هذا الإخطار، يتعين على المجلس التصويت على مشروع قرار لتأكيد استمرار رفع العقوبات. أما إذا كانت الدولة المشتكية ترغب في إعادة فرضها، فيمكنها استخدام حق النقض «الفيتو» ضد القرار، ما يؤدي إلى إعادة فرض العقوبات تلقائيا. وطرحت القوى الأوروبية هذا الخيار في أعقاب قرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. مخاوف أوروبية من القدرات الصاروخية وقال هاني سليمان، الخبير في الشئون الإيرانية، إن هناك العديد من الدوافع التي توجه الدول الأوروبية لفرض آلية سناب باك على إيران في هذا التوقيت، خاصة أن هذه الدول الأوروبية كانت هي نفسها التي عارضت لجوء الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذه الآلية في وقت سابق، على اعتبار أنها كانت ترى أن هناك مساحة من الدبلوماسية والمفاوضات قادره على إدارة هذا الصراع. هاني سليمان أضاف سليمان لـ"الدستور"، أنه في ظل تأزم الموقف الحالي أدركت هذه الدول ضرورة الوصول وتفعيل هذه الآلية في حالة المناطحة بين إيران وهذه الدول الأوروبية، لافتا إلى أنه بإمكان هذه الدول اللجوء للآلية التى تنتهي صلاحيتها في 18 أكتوبر للعام الجاري. وأوضح أن عامل الوقت مهم جدا بالنسبة للدول الأوروبية في مسألة تفعيل آلية العقوبات؛ لأنها بعد هذا التاريخ لن تستطيع إعادة تفعيلها، خاصة إذا فشلت الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل في إبعاد إيران عن طموحها النووي. وتابع أن هناك تهديدا مستمرا بات واضحا بشأن القدرات الصاروخية الإيرانية، وهو ما تجلى في حرب الـ12 يوما مع إسرائيل، وهو ما يشكل هاجسا، ويزيد من مخاوف الدول الأوروبية بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية، والطائرات المسيرة التي استخدمت في هذه المواجهات. ونوه بأن الدول الأوروبية باتت أكثر قلقا من هذه القدرات الإيرانية، في ظل حالة من التعنت الإيرانى بعد الحرب مع إسرائيل، وإصرار طهران على الاستمرار في البرنامج النووي. وأشار سليمان إلى أن إيران سوف تتأثر بشكل كبير؛ لأن عقوبات سناب باك هي أحد البنود المهمة في اتفاقية العمل المشترك الشاملة، التي أبرمت فى 2015، وكانت تحتوي على بند وفقا لقرار 2231، الذي ينص على إمكانية لجوء أحد أطراف الاتفاق إلى آلية سناب باك، في حال تأكيد عدم امتثال إيران لبنود الاتفاق النووي. وأوضح أن هذه العقوبات تشمل 6 قرارات لمجلس الأمن بين عامي 2006 و2010، هي حظر الأسلحة وحظر تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته، وحظر الأنشطة المتعلقة بالصورايخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية، وحظر نقل التكنولوجيا أو تقديم المساعدة التقنية في هذا المجال، وتجميد الأصول وحظر السفر على عدد من الأفراد والكيانات الإيرانية، والسماح للدول الأعضاء في الأمم المتحده بتفتيش الشحنات القادمة من الخطوط الجوية وخطوط الشحن الإيرانية؛ لمنع نقل السلع المحظورة. واستطرد: رد الفعل من الجانب الإيراني جاء على لسان إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ومفاده أنه سيكون هناك رد للخطوة الأوروبية، متابعا: 'أعتقد أن إيران ستحاول الإعلان عن خطوات متقدمة في البرنامج النووي وستحاول التصعيد في لهجة الخطاب وستميل إلى نوع من التصلب مع الدول الأوروبية وسيكون التصعيد متبادلا'. توتر إيراني- أوروبي من ناحيته، قال كميل البوشوكة، الباحث في معهد الحوار للأبحاث والدراسات، إن العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي متوترة بسبب البرنامج النووي، ففي 2015، وقّعت إيران ومجموعة 5+1 "مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمم المتحدة" خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) لتقييد الأنشطة النووية مقابل رفع العقوبات. كميل البوشوكة أضاف البوشوكة في تصريح لـ"الدستور"، أنه بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 وإعادة فرض عقوبات، قلّصت إيران التزاماتها، ما أثار مخاوف بريطانيا وفرنسا وألمانيا من تقدمها في تخصيب اليورانيوم. وتابع أنه في يوليو من العام الجاري، هددت الدول الأوروبية بتفعيل آلية "سناب باك" لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة بسبب عدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتخصيبها اليورانيوم بنسبة 60%. وردًا على ذلك، أعلنت إيران أنها ستتخذ ردًا متناسبًا ضد التهديد الأوروبي. وأوضح البوشوكة أن أسباب رغبة أوروبا في فرض العقوبات هي تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60%، ما يثير المخاوف من اقترابها من تطوير أسلحة نووية، كما أن حد إيران من وصول مفتشي الأمم المتحدة يزيد الغموض حول برنامجها النووي. واستطرد: دعم إيران لروسيا بطائرات مسيرة وصواريخ للحرب في أوكرانيا يهدد أمن أوروبا، والقمع العنيف للاحتجاجات بعد وفاة مهسا أميني في 2022، وأحكام إعدام ضد ناشطين وحديثا ضد ثلاث أحوازيين، دفعت أوروبا لاستهداف مسؤولين إيرانيين، كما أثار استعمال طائرات مسيرة وصواريخ باليستية في الحرب مع إسرائيل مخاوف أوروبية من قدرات إيران العسكرية. وأشار البوشوكة، إلى أن العقوبات الاقتصادية على إيران سوف تؤدي لانهيار العملة المحلية، وارتفاع التضخم، وعجز الموازنة، حيث تعتمد إيران على النفط لتمويل 60% من موازنتها، ودوليا سيقل تصدير النفط والغاز، وستواجه الدولة صعوبة في التعامل مع المؤسسات المالية العالمية، كما أن ارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات قد يؤديان إلى احتجاجات شعبية. ونوه بأن رد إيران المحتمل ضد العقوبات الأوروبية سيكون زيادة تخصيب اليورانيوم أو رفض المفاوضات النووية وتعميق العلاقات مع روسيا والصين وكوريا الشمالية لتخفيف تأثير العقوبات. وأكد أن العقوبات بشكل عام قد تشل الاقتصاد الإيراني وتزيد عزلته، لكن إيران قد ترد بتصعيد نووي أو تحالفات مع دول معادية للغرب، وهذا قد يعقد الأزمة دون تغيير جذري في سلوك النظام، كما أن القيادة الإيرانية تدرك أن استمرار الأزمة الاقتصادية والأزمات السياسية مع الغرب قد يؤدي إلى إسقاط النظام من خلال ثورة شعبية أو استهداف عسكري مباشر من قبل إسرائيل وأمريكا وأوروبا.


فيتو
منذ ساعة واحدة
- فيتو
الاتحاد الأوروبي: نرحب بدعم ترامب لأوكرانيا وعلى إسرائيل تحسين أوضاع غزة
أكدت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن على إسرائيل اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة. وفي تصريحات صحفية، أعربت كالاس عن أسفها لعدم التوصل إلى توافق داخل الاتحاد لفرض حزمة عقوبات جديدة على روسيا، واصفة ذلك بالأمر "المحزن". ورحبت كالاس بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، معتبرة أن ذلك يعزز قدرة كييف على الصمود في مواجهة العدوان الروسي. وفيما يتعلق بإيران، شددت كالاس على ضرورة منع طهران من امتلاك سلاح نووي، داعية السلطات الإيرانية للعودة إلى طاولة المفاوضات، والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بممارسة عملهم دون قيود. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


صوت الأمة
منذ ساعة واحدة
- صوت الأمة
وزير الخارجية يستقبل المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالجريمة
استقبل د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، غادة والى، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، اليوم الثلاثاء ١٥ يوليو. أعرب الوزير عبد العاطي عن خالص تقديره لغادة والي ودورها المحورى في تعزيز مكانة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة كمظلة دولية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، والإتجار بالبشر، وغسل الأموال، ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن تطوير برامج الوقاية من المخدرات والعلاج وإعادة التأهيل، لافتاً الي أنها قامت بتمثيل مصر والعالم العربي في هذا المنصب الدولي الرفيع بكل اقتدار، وكانت صوتًا قويًا للقضايا التنموية والإنسانية، ونموذجًا مشرفًا للمرأة العربية في دوائر صنع القرار العالمية. من جانبها، تناولت غادة والى "اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الجريمة السبرانية" والتى اعتمدتها الجمعية العامة الامم المتحدة فى ديسمبر ٢٠٢٤، مشيرة إلى أنه من المقرر أن تستضيف العاصمة الفيتنامية هانوى مراسم التوقيع على الاتفاقية فى ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٥ بحضور السكرتير العام للأمم المتحدة، ودعت مصر للمشاركة بوفد رفيع المستوى فى مراسم التوقيع. وأشادت فى هذا السياق بالدور المحورى الذى لعبته مصر خلال مرحلة التفاوض على نص الاتفاقية، حيث كانت مصر نائب رئيس مجموعة العمل المعنية بصياغة الاتفاقية، كما تم مناقشة استضافة مصر مركز لبناء القدرات للدول الأفريقية فى مكافحة الجريمة السبرانية. كما تناولت والى جهود مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة فى مكافحة الهجرة غير الشرعية والمشروعات العديدة التى تضطلع بها المنظمة لمكافحة هذه الظاهرة فى منطقة شمال أفريقيا، مشيرة فى هذا الخصوص إلى التعاون القائم مع وزارتى الداخلية والعدل ومكتب النائب العام وهيئة الرقابة الإدارية، منوهة إلى التمويل الذى تلقاه مكتب الأمم المتحدة من الاتحاد الاوروبى لدعم مشروعات مكافحة الهجرة غير الشرعية. على صعيد آخر، استعرضت غادة والى الجهود التى يبذلها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة فى مكافحة التهريب والاتجار في الآثار والموجودات الثقافيه، مبرزة دور القطاع الخاص فى الحفاظ على الآثار ومكافحة الاتجار فيه، ونوهت فى هذا السياق إلى المشروع الذى تموله المملكة المتحدة لدعم قدرات المنظمة فى تقديم الدعم الفنى للدول التى تواجه تهريب الآثار والتراث والموجودات الثقافية. وثمنت فى هذا الخصوص الدور الذى تلعبه مصر فى لجنة منع الجريمة والعدالة الجنائية CCPCJ واستضافتها مجموعة عمل الخبراء الاقليمية الخاصة بمكافحة تهريب الآثار فى اكتوبر ٢٠٢٥.