
تعظيم الشعائر في العيد.. فرح مقرون بالثواب يبهج قلوب الصغار والكبار
تغريد السعايدة
اضافة اعلان
عمّان – "ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"؛ هي أيام خير وفرح يعيشها المسلمون في طقوس الحج وأجواء عيد الأضحى، بطقوسها التي يحرص الجميع على إظهارها في البيوت والشوارع، مع رفع التكبيرات التي تتجاوز الظروف الاقتصادية والاجتماعية مهما كانت صعوبتها.ومنذ اليوم، يوم وقفة عرفات الذي يتميز كل عام بأجوائه الخاصة، يحرص الناس على إحيائه من خلال الصيام والقيام والدعاء، وترديد تكبيرات العيد التي تصدح في البيوت والأسواق، إلى جانب الزينة البسيطة التي لا تتطلب الكثير من المبالغة أو التكلف، حتى لا تكون هناك عوائق مادية أمام العائلات محدودة الدخل وإنما يكون التركيز على إظهار الفرح بكل تفاصيله.وبالتزامن مع عطلة عيد الأضحى، تبدأ العطلة الصيفية للطلبة في معظم مدارس المملكة، ما يضفي مزيدا من البهجة على الأجواء، كما يؤكد العديد من أولياء الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة الأمهات، إذ أن تفاصيل العيد وأجواء الطقس اللطيفة لا تحتاج إلى "دراسة وامتحانات"، بل إلى وقت أطول للعائلة والمرح والترفيه للأطفال.تعبر عالية العمر، وهي أم لطفلين عن حرصها هذا العام على أن تعيش أجواء العيد وصيام يوم عرفة داخل البيت، عبر تفاصيل بسيطة لا تتطلب مبالغة مادية، وإنما كنوع من الاحتفال بالعيد، والعطلة ونهاية فترة الامتحانات الطويلة والمرهقة.وتقول عالية: إن بعض الإكسسوارات الخاصة بالعيد، وبأسعار معقولة، قادرة على أن تعطي فرحا وبهجة على أجواء العيد، مثل مجسمات خروف العيد أو ملصقات صغيرة قامت بوضعها في غرفة الأطفال، بالإضافة إلى تشغيل تسجيلات صوتية ومرئية لتكبيرات العيد والتلبية في البيت، وهي أمور تسهم في نشر الفرح والسعادة وتعد صورة من صور تعظيم شعائر الله.وفي الأردن، كما في باقي دول العالم الإسلامي، تحرص العديد من الجهات الرسمية والأهلية على المشاركة في مظاهر العيد وإحياء العديد من الأعمال والسنن التي تجسد تعظيم هذه الشعائر.يؤكد أستاذ الفقه والدراسات الإسلامية الدكتور منذر زيتون أن العيد في أصله مرتبط بطاعة الله، وقد أصبح العيد عبادة، بمعنى أن الفرح في الإسلام إذا كان ضمن حدود الشرع، فهو يعد عبادة، والشرع واسع وفيه الكثير من الفرح، ومن ذلك بهجة العيد التي نؤجر عليه إن أظهرناها.ويكون ذلك، وفق زيتون، بأن نفرح أولا بطاعة الله سبحانه وتعالى، كما في يوم عرفة، الذي نصومه وندعو فيه، أو من خلال القيام بالأعمال الخيرية، ونفرح أيضا بطاعة الآخرين ممن أدوا مناسك الحج لهذا العام. كما أن ليوم عرفة خصوصية كبيرة، فهو يوم ترفع فيه الأعمال والدعاء، وفيه العتق من النار، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.والفرحة، حتى تكون شاملة، علينا كمسلمين أن نظهرها في أنفسنا وتنعكس على من حولنا، كما يشير الدكتور زيتون، فالعيد يحمل في طياته الكثير من قيم التآلف وصلة الرحم واجتماع الأقارب والأحبة. ومن صور ذلك أيضا بأن تحرص العائلات على الترويح عن نفسها من خلال الزيارات والمرح وشراء الملابس الجديدة والإنفاق بما يتناسب مع القدرة المادية.وعلى الرغم من مرور أشهر قليلة على وفاة والدتها، حرصت أم ليث على إظهار شعائر وقفة عرفة وعيد الأضحى في بيتها، وتجسد ذلك بالصيام والصلاة والدعاء والصدقة، إلى جانب تحضير ضيافة خاصة بالعيد تنوي توزيعها على ضيوفها، ممن سيأتون لتهنئتها ومواساتها في الوقت ذاته.وترى أم ليث أن هذه الأيام مباركة، ولا ينبغي أن تمنعنا أحوالنا النفسية أو المادية من إعلان مظاهر الفرح واستقبال العيد بروح محبة، خاصة أن إظهار الفرح في هذه المناسبة من الأمور التي يؤجر عليها الإنسان، وتسهم في نشر أجواء البهجة داخل البيت، خصوصا في وجود أطفال لا يدركون معنى الحزن في سياق العيد، بل ينتظرونه منذ أشهر بشغف وفرح.ولكون عيد الأضحى مناسبة لتقديم الأضاحي وتوزيع اللحوم على الأقارب والأهل والمحتاجين، يؤكد الدكتور منذر زيتون أن من تصله تلك الأضاحي، سواء كان محتاجا أم غير ذلك، لا بد أن يشعر بشيء من الفرح والسعادة، فهي تترك أثرا طيبا في النفس.أيضا، المساهمة في إيصال الأضاحي للمنكوبين والمحتاجين في غزة، واليمن، والسودان، على سبيل المثال، تعد من صور الفرح الحقيقي الذي يلامس أشد الناس حاجة في هذه الفترات.وينصح زيتون بأن يكون هذا الفرح وتعظيم تلك الشعائر مبنيا على أساس من الأخلاق الحميدة، واحترام الآخرين والنية الخالصة لمرضاة الله وكسب الأجر والثواب.كما يؤكد أهمية الابتعاد عن مقاطعة الآخرين، وأن يكون العيد فرصة للتقارب والتصالح وصلة الرحم، ومد يد العون لمن حولنا. فلا يصح أن نفرح وحدنا، ونقصي عائلاتنا بسبب خلافات أو هجر يخلق شرخا في معاني الفرح.ويشدد زيتون على ضرورة تجنب المبالغة والتكلف غير المبرر في تفاصيل العيد، داعيا إلى الاعتدال، بحيث تكون مظاهر العيد ضمن قدرة ولي الأمر دون حرمان الأبناء من الشعور بالفرحة. ايضا لا ينبغي أن تكون الضائقة المالية مبررا لقطع صلة الرحم أو عدم زيارة الآخرين، كما لا يجب أن يكون عدم القدرة على تقديم الأضحية سببا للحزن أو الانعزال.وينصح زيتون الآباء بأن يوسعوا على أبنائهم، ولو بوسائل بسيطة مثل تقديم العيديات التي تسهم في إسعادهم وتمكنهم من شراء ما يحبون. فهذا النوع من المبادرات يشعر الأطفال بالحب والاهتمام، ويعزز فيهم روح المشاركة والبهجة، كما يمكن أن يتحول إلى فرصة للتربية على العطاء، من خلال زيارة المحتاجين أو بيوت العزاء، وتقديم العيديات للفقراء، بوصفها شكلا من أشكال الصدقة، ذات الأثر النفسي والتربوي الإيجابي في نفوسهم، مما يحببهم بأجواء الأعياد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
المغتربون في العيد.. حنين للوطن وتمسّك بالتقاليد
مع حلول عيد الأضحى المبارك، يعيش آلاف المغتربين حول العالم أجواء العيد بعيداً عن أسرهم في الوطن، وسط حرص على إحياء طقوس العيد في مجتمعاتهم الجديدة بطرق مختلفة، تجمع بين المحافظة على التقاليد الأردنية والتأقلم مع ظروف الغربة. وفي الوقت الذي يجتمع فيه الأردنيون داخل البلاد للاحتفال بالعيد وتبادل الزيارات، تشهد بعض الجاليات الأردنية في الغربة فعاليات متنوعة ولقاءات عائلية تسعى لتعزيز الروابط الاجتماعية في مثل هذه المناسبات. الشاب محمد العبادي المقيم في دولة الإمارات قال إنه رغم الغربة وبعد المسافات، يحرص هو وعائلته على الحفاظ على طقوس عيد الأضحى المبارك، من ذبح الأضاحي إلى تنظيم إفطار جماعي أول أيام العيد مع أبناء الجالية الأردنية، كما أنهم يجتمعون في صلاة العيد بالمساجد، ويحافظون خلال العيد على إعداد الأطعمة الأردنية التقليدية والتشارك بعمل موائد في الجمعيات، مما يعزز مشاعر التواصل والانتماء ويخفف من وطأة البعد عن الوطن. وذكر العبادي أنه يحرص هو وأبناؤه على ارتداء الملابس التراثية الأردنية خلال العيد كنوع من الارتباط بأصالة الوطن، مشيراً إلى أن هذه العادات تعزز الشعور بالانتماء والاعتزاز بالهوية الأردنية، وتمنح الأطفال فرصة للتعرف على تراث بلادهم والاحتفاء به. من جهتها قالت رنا المصري، المغتربة في ألمانيا، إن أجواء العيد في دولة أجنبية مختلفة، إلا أنهم يحاولون قدر الإمكان الحفاظ على التقاليد الأردنية، موضحة أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بتعزيز التواصل والمعايدات مع العائلة والأصدقاء عبر المكالمات المرئية التي خففت من صعوبة قضاء الأعياد بعيداً عن الأهل والوطن. وأضافت أن مشاركتهم في الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تنظمها الجالية الأردنية في ألمانيا تسهم في ترسيخ الشعور بالانتماء، وتعزز قيم التضامن والتآزر بين أبناء الجالية، ما يمنح العيد طعماً خاصاً ويجعلهم يشعرون بأنهم قريبون من وطنهم رغم البعد الجغرافي. بدوره، ذكر الطالب إبراهيم المنسي، الذي يتابع دراسته الجامعية في بريطانيا، أن أجواء العيد بعيداً عن الوطن والعائلة تبقى صعبة، خاصة مع غياب الطقوس المألوفة ودفء اللقاءات العائلية، إلا أنه يسعى للتغلب على شعور الغربة من خلال لقاء أقارب له يقيمون هناك، موضحا أن هذه اللقاءات، رغم بساطتها، إلا أنها تخفف من شعور الغربة وتمنحه قدراً من الأجواء العائلية، وتضفي على العيد شيئاً من البهجة والمعنى الذي يفتقده في غربته. ويجمع المغتربون على أن العيد رغم بعد المسافات، يظل فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية وتعزيز قيم التضامن والتراحم، من خلال المحافظة على التقاليد الأردنية الأصيلة في بلاد الغربة، وأنه رغم الحنين إلى الوطن، تبقى طقوس العيد جسراً معبّراً عن الانتماء والهُوية، يربط المغتربين بذكرياتهم وأهلهم، ويمنحهم شعوراً بالوطن مهما بعدت المسافات.


رؤيا نيوز
منذ 8 ساعات
- رؤيا نيوز
الملكة رانيا تهنئ الشعب الأردني والأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك
نشرت جلالة الملكة رانيا العبدالله، الجمعة، 'ستوري' عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، هنأت فيها الشعب الأردني والأمة الإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك. وتضمنت التهنئة صورة رمزية للكعبة المشرفة، مع عبارة: 'جعل الله عيدكم سلامًا وغفرانًا وتقبل حجكم وطاعاتكم، وكل عام وأنتم بخير'.


البوابة
منذ 10 ساعات
- البوابة
تكريم الشيف صدقي ندّاف بوسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثانية
في إنجاز هام، تسلم الشيف صدقي ندّاف، وسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثانية، وذلك ضمن الحفل الرسمي الذي أقيم بمناسبة عيد استقلال المملكة التاسع والسبعين، والذي شرفه جلالة الملك برعايته، كما حضره سمو ولي العهد الأمير الحسين وعدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات والسادة الأشراف وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين. وقد جاء الإنعام على الشيف ندّاف بهذا الوسام الذي يعد من أرفع الأوسمة في المملكة، تقديراً لمسيرته المتميزة في مجال فنون الطهي الذي تخطو المملكة خطوات واثقة نحو تصدر مشهده العالمي، ولدوره الريادي في تطوير هذا المجال بنقل المطبخ الأردني إلى مستوى احترافي عالمي وتقديم مأكولاته بابتكارية عالية وبروح عصرية، مقدماً نموذجاً مشرفاً للكفاءات والمواهب الطهوية الأردنية أمام ضيوف المملكة وخلال تمثيلها على الساحة الدولية وحصوله على العديد من الجوائز العالمية المرموقة التي أبرزت قدرة المملكة على المنافسة في الصفوف الأولى عالمياً. ويعكس هذا التكريم مدى كفاءة فندق الريتز-كارلتون، عمّان في مجال استقطاب الكفاءات والمواهب الخلاقة، حيث يشغل الشيف ندّاف حالياً منصب رئيس الطهاة التنفيذي لديه، متولياً قيادة فرق العمل المعنية في مختلف مرافق الفندق. وفي تعليق له على نيل هذا الوسام، قال الشيف ندّاف: "أرفع إلى مقام جلالة الملك أسمى آيات الشكر والتقدير على هذا التكريم رفيع المستوى، الذي أعتبره تكريماً للمشهد الطهوي الأردني بأكمله كونه يؤكد على أن فنون الطهي باتت تعد من الروافد المهمة لصورة الأردن الحضارية والثقافية دولياً، والذي أنظر إليه كحافز لمواصلة المسيرة والعطاء والاستمرار في إعلاء مكانة الأردن والمساهمة في رفعته." ويعرف الشيف ندّاف بخبرته الكبيرة في عالم الطهي وفنونه، وببصمته الخاصة في تقديم رحلة تذوق غنية وأنيقة، قوامها مزيج من الشغف وإتقان كل النكهات المبتكرة والتقليدية، الأمر الذي أهله لشغل العديد من المناصب الرئيسة لدى عدة مؤسسات فندقية مرموقة على مستوى الشرق الأوسط، كما وقف إلى جانب تفانيه وجهوده نحو التميز وراء تحقيقه لسمعة عالمية واختياره ضمن أفضل 50 شيفاً في العالم من قبل مجلة Global Gourmet شنغهاي-الصين لثلاثة أعوام متتالية، إلى جانب نيل لقب "شيف العام" عام 2017 ضمن جوائز القادة في عالم الضيافة – الشرق الأوسط، ونيل الجائزة الذهبية لشيف العام عام 2018 ضمن جائزة الشيف المتميز في عالم الضيافة، فضلاً عن نيل لقب "أفضل شيف لعام 2023" في قطر والشرق الأوسط ضمن جوائز الريادة في الضيافة التي نظمتها مجلة Hotel & Catering News Middle East، وتسميته ضمن قائمة أفضل طهاة الفنادق لعام 2024 من مجلة Hotelier Middle East، مؤكداً مكانته كأحد أبرز الطهاة في المنطقة والعالم.