
مضيق هرمز في مرمى التصعيد... ماذا لو أُغلِق ''الشريان النفطي'' الأهم في العالم؟
في ظل تصاعد غير مسبوق للمواجهة بين إسرائيل وإيران، عاد مضيق هرمز إلى الواجهة كورقة ضغط استراتيجية قد تلجأ إليها طهران إذا ما تطوّر الصراع ليشمل تدخلًا أمريكيًا مباشرًا. التحليلات الغربية تتحدث صراحة عن احتمال تلغيم المضيق أو إغلاقه مؤقتًا ، في خطوة من شأنها أن تهز أسواق الطاقة العالمية وتربك الملاحة الدولية.
ضربة موجعة في حال الإغلاق
ويقع المضيق الحيوي بين إيران شمالًا والإمارات وسلطنة عمان جنوبًا، ويُعدّ ممرًا حيويًا يُنقل عبره يوميًا حوالي 40% من النفط المنقول بحرًا عالميًا ، إلى جانب كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال، خاصة من قطر. ويُعتبر شريانًا أساسياً يربط منتجي النفط في الخليج بالأسواق الآسيوية والأوروبية والأمريكية.
وحذّرت تقارير أمريكية من أن إغلاق هرمز ، عبر تلغيمه أو عبر تهديد الملاحة فيه، سيكون له أثر فوري على أسعار النفط، التي قد تتجاوز 130 إلى 150 دولارًا للبرميل ، بل وقد تصل إلى 200 دولار في حال انقطاع شامل للإمدادات، ما يمثل صدمة تضخمية عالمية ويدفع باقتصادات كبرى نحو الركود.
التصعيد العسكري يتصاعد
التوتر بلغ ذروته بعد شنّ إسرائيل، فجر الجمعة، غارات جوية استهدفت منشآت حيوية داخل إيران، أدت إلى مقتل 224 شخصًا وإصابة 1277 آخرين. وردّت طهران مساءً بهجوم صاروخي ومسيّر خلف 24 قتيلاً وأضرارًا جسيمة، في مشهد يفتح الباب لصراع عسكري مفتوح غير مسبوق بين الطرفين.
ورغم أن طهران لم تعلن نيتها المباشرة في إغلاق المضيق، إلا أن تصريحات قادة من الحرس الثوري الإيراني ووسائل إعلام مقربة من النظام أكدت أن "كل الخيارات مطروحة"، بما في ذلك مضيق هرمز.
سيناريو كارثي... ولكن؟
الخبير في اقتصاديات الطاقة نهاد إسماعيل يرى أن إيران قد تتردد في تنفيذ هذا التهديد فعليًا، لأن صادراتها النفطية ستتأثر، خاصة وأن الصين – أكبر مشترٍ للنفط الإيراني – لن ترحب بمثل هذه الخطوة. كما أن خطوة بهذا الحجم قد تدفع واشنطن إلى تدخل عسكري مباشر عبر الأسطول الخامس المتمركز في البحرين.
أما الخبير صادق الركابي ، فقد حذر من أن إغلاق المضيق لن يكون مجرد رد عسكري، بل بداية لمرحلة جديدة من "أمن الطاقة" كأولوية استراتيجية في العالم، داعيًا إلى تسريع البدائل في أوروبا وآسيا عبر الطاقة المتجددة والغاز المسال.
تحذيرات من "حرب الطاقة"
من جانبه، رأى نائب رئيس الأركان الأردني الأسبق، الفريق المتقاعد قاصد محمود ، أن إغلاق مضيق بحري بهذا الحجم يُعدّ عدوانًا على المصالح الدولية، ويمنح شرعية لأي رد عسكري واسع. وأضاف: "رغم أن إيران قادرة على هذه الخطوة، إلا أنها ستكون خيارًا انتحاريًا قد توكل تنفيذه لحلفائها في المنطقة، كما تفعل جماعة الحوثي في البحر الأحمر".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تونسكوب
منذ 7 ساعات
- تونسكوب
مضيق هرمز في مرمى التصعيد... ماذا لو أُغلِق ''الشريان النفطي'' الأهم في العالم؟
في ظل تصاعد غير مسبوق للمواجهة بين إسرائيل وإيران، عاد مضيق هرمز إلى الواجهة كورقة ضغط استراتيجية قد تلجأ إليها طهران إذا ما تطوّر الصراع ليشمل تدخلًا أمريكيًا مباشرًا. التحليلات الغربية تتحدث صراحة عن احتمال تلغيم المضيق أو إغلاقه مؤقتًا ، في خطوة من شأنها أن تهز أسواق الطاقة العالمية وتربك الملاحة الدولية. ضربة موجعة في حال الإغلاق ويقع المضيق الحيوي بين إيران شمالًا والإمارات وسلطنة عمان جنوبًا، ويُعدّ ممرًا حيويًا يُنقل عبره يوميًا حوالي 40% من النفط المنقول بحرًا عالميًا ، إلى جانب كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال، خاصة من قطر. ويُعتبر شريانًا أساسياً يربط منتجي النفط في الخليج بالأسواق الآسيوية والأوروبية والأمريكية. وحذّرت تقارير أمريكية من أن إغلاق هرمز ، عبر تلغيمه أو عبر تهديد الملاحة فيه، سيكون له أثر فوري على أسعار النفط، التي قد تتجاوز 130 إلى 150 دولارًا للبرميل ، بل وقد تصل إلى 200 دولار في حال انقطاع شامل للإمدادات، ما يمثل صدمة تضخمية عالمية ويدفع باقتصادات كبرى نحو الركود. التصعيد العسكري يتصاعد التوتر بلغ ذروته بعد شنّ إسرائيل، فجر الجمعة، غارات جوية استهدفت منشآت حيوية داخل إيران، أدت إلى مقتل 224 شخصًا وإصابة 1277 آخرين. وردّت طهران مساءً بهجوم صاروخي ومسيّر خلف 24 قتيلاً وأضرارًا جسيمة، في مشهد يفتح الباب لصراع عسكري مفتوح غير مسبوق بين الطرفين. ورغم أن طهران لم تعلن نيتها المباشرة في إغلاق المضيق، إلا أن تصريحات قادة من الحرس الثوري الإيراني ووسائل إعلام مقربة من النظام أكدت أن "كل الخيارات مطروحة"، بما في ذلك مضيق هرمز. سيناريو كارثي... ولكن؟ الخبير في اقتصاديات الطاقة نهاد إسماعيل يرى أن إيران قد تتردد في تنفيذ هذا التهديد فعليًا، لأن صادراتها النفطية ستتأثر، خاصة وأن الصين – أكبر مشترٍ للنفط الإيراني – لن ترحب بمثل هذه الخطوة. كما أن خطوة بهذا الحجم قد تدفع واشنطن إلى تدخل عسكري مباشر عبر الأسطول الخامس المتمركز في البحرين. أما الخبير صادق الركابي ، فقد حذر من أن إغلاق المضيق لن يكون مجرد رد عسكري، بل بداية لمرحلة جديدة من "أمن الطاقة" كأولوية استراتيجية في العالم، داعيًا إلى تسريع البدائل في أوروبا وآسيا عبر الطاقة المتجددة والغاز المسال. تحذيرات من "حرب الطاقة" من جانبه، رأى نائب رئيس الأركان الأردني الأسبق، الفريق المتقاعد قاصد محمود ، أن إغلاق مضيق بحري بهذا الحجم يُعدّ عدوانًا على المصالح الدولية، ويمنح شرعية لأي رد عسكري واسع. وأضاف: "رغم أن إيران قادرة على هذه الخطوة، إلا أنها ستكون خيارًا انتحاريًا قد توكل تنفيذه لحلفائها في المنطقة، كما تفعل جماعة الحوثي في البحر الأحمر".


إذاعة المنستير
منذ 10 ساعات
- إذاعة المنستير
"الأونروا" تحذر من أزمة مالية حادة تهدد استمرار خدماتها
حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا", من أن الوكالة تعيش أزمة مالية خطيرة للغاية تهدد قدرتها على الاستمرار حتى نهاية العام الحالي. وقال عدنان أبو حسنة, المستشار الإعلامي للوكالة في بيان صحفي, أن "الأزمة لا تقتصر على قطاع غزة أو الضفة الغربية, بل تشمل جميع مناطق عمليات الأونروا, بما فيها الأردن ولبنان وسوريا", مشيرا إلى أن "الأونروا" تعاني عجزا يقدر بنحو 200 مليون دولار. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك لدعم الوكالة, مشددا على أنها ليست مسؤولية "الأونروا" وحدها, بل هي مسؤولية الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان أبو حسنة قد دق ناقوس الخطر في وقت سابق, حين أعلن أن التمويل المتوفر لدى الأونروا يكفي حتى نهاية شهر يونيو الحالي, مطالبا بالتحرك لدعم الوكالة ماليا. ويتم تمويل وكالة (الأونروا) بشكل شبه كامل من خلال التبرعات الطوعية التي تقدمها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وتشمل خدمات الوكالة التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة, بما في ذلك في أوقات النزاع.

تورس
منذ 11 ساعات
- تورس
في تحذير رسمي : مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا تدلي بهذه التصريحات
وفي مقابلة مع شبكة بلومبرغ، الإثنين، وصفت غورغيفا التصعيد بأنه تطوّر مقلق قد تتجاوز تداعياته قناة الطاقة، مشيرة إلى أن "البيئة العالمية أصلًا تعجّ بعدم اليقين، وهذه الأزمة تضيف طبقة جديدة من الغموض". وأوضحت أن أبرز التأثيرات الفورية تمثّلت في ارتفاع أسعار الطاقة، إذ قفز خام برنت بنسبة 5.7% ليبلغ 81.40 دولارًا للبرميل مع بداية تداولات الإثنين في آسيا، قبل أن يتراجع لاحقًا مع تزايد التداولات. لكن غورغيفا حذّرت من تأثيرات "ثانوية وثالثية"، قد تؤثر بشكل مباشر على آفاق النمو في الاقتصادات الكبرى، الأمر الذي قد يدفع صندوق النقد إلى مراجعة هبوطية جديدة لتوقعاته الاقتصادية على مستوى العالم. وكان صندوق النقد قد خفض توقعاته للنمو العالمي في أفريل الماضي، محذرًا من أن إعادة رسم خريطة التجارة العالمية، لا سيما بضغط من السياسات الأميركية، سيقود إلى مزيد من التباطؤ الاقتصادي. وأكدت غورغيفا أن هذا التوجه لا يزال قائمًا خلال النصف الأول من سنة 2025، رغم أن الركود العالمي لا يبدو وشيكًا. كما أضافت أن الصندوق يراقب عن كثب علاوات المخاطر في أسواق الطاقة، وسط ارتفاع واضح في أحجام عقود الخيارات النفطية، وتغيّر منحنى العقود الآجلة بما يعكس مخاوف متزايدة من شح الإمدادات على المدى القريب. هذه التصريحات تعكس هشاشة الوضع الاقتصادي العالمي، ومدى تأثره بالتوترات الجيوسياسية التي قد تشعل أزمة جديدة في أسواق الطاقة وتعرقل جهود التعافي الاقتصادي بعد سنوات من الاضطراب.