، موقفٌ أذهل العالم وأكد أن
وأن نصرة الحق واجب لا تمنعه الظروف، هذه المسيرة التنموية تتوازى مع موقف يمني شامخ تجاه مظلومية أبناء غزة هي القضية المركزية التي يُمكن لليمن أن ينتصر لها رغم كل التحديات.
إدارة التحقيقات
في محافظة الجوف ، تروي مديرية المتون قصة تحول نوعي من الاتكالية إلى الاكتفاء الذاتي، لتصبح نموذجاً يحتذى به، الأستاذ محمد ناجي عافية، مدير عام المديرية، يتحدث بعينين تلمعان بالإنجاز، واصفاً كيف تغير مسار مجتمع اعتاد الاعتماد على المنظمات والمساعدات الخارجية، بدأ التحول من الداخل، بورش عمل مكثفة للكادر الإداري، لم تقتصر على الجانب الإداري، بل تجاوزته لغرس قيم العمل الجماعي والمبادرة وتعزيز "تقوية علاقة الكادر بالله".
لم تكن هذه الجهود حبيسة المكاتب، بل انطلقت إلى الميدان. شُقّت طرق زراعية حيوية، وتُشن حملات مكثفة ضد البضائع الفاسدة. لكن قصة النجاح الأبرز هذا العام تتمثل في زراعة القمح، فبعد أن واجهت المديرية تحدياً جديداً بقطع دعم برنامج الغذاء العالمي، تكاتفت القيادة والمجتمع، لتضاعف زراعة القمح من 3000 كيس بذور إلى 6000 كيس، محققين حصاداً يقارب 120 ألف كيس، ما يعادل إنتاج سنة كاملة، هذا الإنجاز ليس مجرد أرقام، بل هو دليل قاطع على أن "التنمية ستتحول إلى تنمية مستدامة وحركة دائمة".
ريدة.. خطة شاملة نحو الاكتفاء الذاتي والتصنيع المحلي
في محافظة عمران ، تستعد مديرية ريدة لخوض غمار الاكتفاء الذاتي بخطة تنموية شاملة تستهدف مواردها المحلية الغنية، الأستاذ أحمد عياش، رئيس جمعية البون الشمالي وممثل الاتحاد التعاوني، يؤكد أن هذه الخطة هي تتويج ل"مخاض وتجارب ميدانية استمرت أربع أو خمس سنوات"، ريدة، ب"قاع البون" الخصب والوديان الغنية، واعدة بالإنتاج الزراعي والحيواني، وتزخر بموارد ثقافية وسياحية.
خلال السنوات الثلاث الماضية، كان لجمعية البون الشمالي دور محوري في دعم الزراعات التعاقدية لمحاصيل البقوليات، مما عزز دخل المزارعين. ورغم مشكلة تسويق المنتجات الزراعية التي "تكسر ظهر المزارع"، يُبشر عياش بإيجابيات التحول، حيث تم "إغلاق حنفيات استيراد العديد من المحاصيل" العام الماضي، في خطوة غير مسبوقة لدعم المنتج اليمني ، وتسعى الورشة إلى إدراج المزيد من المحاصيل ضمن الزراعة التعاقدية، ولا تقتصر جهود التنمية على ريدة فحسب، فمديرية صوّي اختيرت لتكون المديرية النموذجية الثانية في محافظة عمران ، وكلاهما يتميزان بوفرة الثروة الحيوانية والعسل اليمني الأصيل، الذي يُعد من أجود الأنواع عالمياً.
مجزر.. صمود وتنمية رغم التحديات
في مديرية مجزر، محافظة مارب ، تتجسد رؤية "يد تحمي ويد تبني" بقوة، مدفوعة بالمديرية نحو نقلة نوعية في مسيرتها التنموية، محسن سالم محمد غفينه ، مدير عام المديرية، يؤكد على التوجه الواضح نحو الاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة، تُبنى اليوم سدود وحواجز ترابية ضخمة لتعزيز الأمن المائي والزراعي، وشهدت المديرية طفرة في إنتاج الحبوب والقمح، حيث بلغ الإنتاج قرابة 9 آلاف كيس، وبادرت جمعية مجزر بإنشاء خلاطات ومحطات لبيع المنتجات المحلية، هذا التنوع في الإنتاج الزراعي، من الحبوب إلى الخضروات، يعكس سعياً حثيثاً لتنويع مصادر الغذاء المحلي.
صباح.. التنمية المجتمعية من الاتكالية إلى المبادرة
تقدم مديرية صباح محافظة البيضاء نموذجاً حياً للتحول التنموي المستند إلى المبادرة المجتمعية، الأستاذ مروان عبد الكريم محمد علاو، مدير عام المديرية، يصف المسيرة المباركة التي شهدت نقلة نوعية من الاعتماد على الدعم الخارجي إلى تحقيق إنجازات ملموسة بجهود أبنائها، ففي صباح، تم تنفيذ العديد من مشاريع المياه والطرق، وشهد قطاع الصحة بناء مستشفى ريفي وسكن للأطباء بمساهمات مجتمعية فعّالة. كما أعيد تأهيل العديد من السدود الأثرية مثل "سد الهجم التاريخي" و"سد العبد التاريخي"، مما يعزز القدرة الزراعية للمديرية، يؤكد الأستاذ مروان أن مجتمع صباح هو "مجتمع مبادر" بفضل الله ثم بفضل "توجه القيادة السياسية".
بناء القدرات.. ركيزة أساسية للتنمية المستدامة
لا تقتصر جهود البناء على المبادرات الفردية، بل تتعداها إلى بناء القدرات، المهندس فهد شريان احمد محمد ثوابه، المدرب التنموي في وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة، يوضح أن الدورة التدريبية المنعقدة لمدراء المديريات تهدف إلى تعزيز قدراتهم المؤسسية ورفع كفاءتهم في إدارة المشاريع التنموية، هذه الدورة، التي استمرت لثلاثة عشر يوما ابتداءً من تاريخ 10-5-2025م، تهدف إلى تمكين مدراء المديريات من المهارات الأساسية والمتقدمة في إدارة المشاريع التنموية، التخطيط الاستراتيجي، متابعة وتقييم الأداء، بالإضافة إلى تعزيز مفاهيم التنمية، والمشاركة المجتمعية، والاستفادة المثلى من الموارد المحلية.
كما تهدف الدورة إلى تمكين مدراء المديريات من إعداد خطط تنموية متكاملة تنسجم مع الأولويات المحلية والتوجهات الاستراتيجية العامة للدولة، ويشمل ذلك تحليل الوضع الراهن، وتحديد الاحتياجات المجتمعية، وصياغة الأهداف والمبادرات، وتقدير الميزانيات، وآليات المتابعة والتقييم. ويتضمن البرنامج التدريبي أيضاً التعريف بمنهجية البحث السريع بالمشاركة (PRA) كأداة فعّالة لفهم الواقع المحلي من خلال إشراك المجتمع في جمع وتحليل المعلومات، مما يعزز التخطيط القاعدي ويحقق فهماً أعمق لاحتياجات السكان المحليين، كما تشمل الدورة مكوناً خاصاً حول تحليل سلاسل القيمة لتحديد الفرص التنموية وتعزيز القطاعات الإنتاجية ذات الميزة النسبية، مما يسهم في خفض فاتورة الاستيراد من خلال تنمية الإنتاج المحلي، ودعم الصناعات الصغيرة، وتشجيع المبادرات الريفية المدرة للدخل، هذه الدورة تُعد منصة فاعلة لتبادل الخبرات بين مدراء المديريات، وتعزيز التنسيق المؤسسي، وتطوير رؤى وخطط تنموية أكثر فاعلية.
موقفٌ فريدٌ
يتوازى هذا الطموح التنموي مع موقف يمني فريد تجاه مظلومية أبناء غزة. الأستاذ محمد عافية، من مديرية المتون، يصف هذا الموقف بأنه "أذهل العالم وأثار إعجابه، وهو مصدر فخر كبير لليمنيين"، ورغم الظروف الصعبة والحصار، أظهر الشعب اليمني صموداً منقطع النظير، وازداد حماساً وصلابة، ما حدث في الميادين والساحات مؤخراً "أذهل الجميع"، فاليمن ، هذا البلد البسيط والمحاصر، استطاع بفضل الله وعونه، أن يجبر قوى عظمى مثل أمريكا على الانسحاب من مواجهته.
من جانبه، يؤكد الأستاذ أحمد عياش، من مديرية ريدة، أن هذا الموقف لم يسبق له مثيل في الأمة العربية، سواء على مستوى الزعامات أو الشعوب، إنه موقف استراتيجي فريد، يعكس إيماناً عميقاً وتوكلاً على الله، ولقد تجلى نصر الله في "انسحاب أمريكا" تحت الضغوط، لتعلن انسحابها، وكأنها تقول: "يا يمن، لا نحاكيك ولا تحاكينا، وإسرائيل عندكم اذبحوهم واقتلوهم".
ويُضيف الأستاذ محسن سالم محمد غفينه، من مديرية مجزر، أن هذا الموقف، بقيادة السيد القائد، هو موقف فريد لم يجرؤ عليه أحد، وأن اليمن هو الصوت الوحيد الذي يُفعل ما يقول، حيث تتجه صواريخه بعون الله نحو العمق الإسرائيلي، هذا التحول العظيم يعكس أن اليمن"أصبح رقماً لا يستهان به" على مستوى العالم.
ويرى الأستاذ مروان علاو أن الموقف اليمني تجاه غزة يُشكل موقفاً شجاعاً يستحق الثناء والتقدير، وقد تصدر جميع المواقف الأخرى، ليصبح اليمن عنصراً أساسياً في المعركة مع غزة ، دفاعاً عنها وحمايةً لها، لقد أصبحت الصواريخ اليمنية تهدد الكيان الصهيوني، مما يجبر الملايين من المستوطنين على الهرع إلى الملاجئ، "نحن أمة لدينا دين، ونحن نُدافع عنه، فبعد 77 عاماً لم يرفع فيها اليهود راية النصر، نحن اليوم نُعيد أمجادنا العربية والإسلامية."
فيما يؤكد المهندس فهد شريان ثوابه على أن الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية ينطلق من أساس راسخ قوامه المبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية النبيلة، راسماً "خطوات عملية جريئة، تمثلت في فرض حصار بحري على السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي، وتوسيع نطاق هذا الحصار ليشمل المطارات والموانئ الجوية"، وشهدت الصناعات العسكرية اليمنية تطوراً لافتاً، تجلى في القدرة على إسقاط 26 مُسيّرةً أميركيّةً من نوعِ "إم كيو-9"، وخسارة ثلاث طائرات إف-18 هورنيت نتيجة استهداف حاملة الطائرات ترومان عدة مرات، هذا التفوق في التصنيع الحربي اليمني"أثبت للعالم كله فشل التقنية العسكرية الأمريكية ، وأنها أصبحت غير مجدية في مواجهة التقنية اليمنية المتطورة"، ويُذكر أن حاملة الطائرات "ترومان" غادرت البحر الأحمر"مهزومة ومضروبة"، بعد إصابتها إصابة مباشرة وموفقة.
موقفٌ فريدٌ
هكذا، يتجسد في اليمن اليوم ربط فريد بين طموح الاكتفاء الذاتي والانتصار للحق الفلسطيني ، إنه مشروع وطني يمني خالص، يؤكد أن "يداً تحمي" الأمة ومقدساتها، و"يداً تبني" مستقبلاً من الاستقلال والعزة والكرامة، هذه هي اليمن ، بلد الإيمان والحكمة، التي تُعيد رسم خارطة الصمود والإنجاز في زمن التحديات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

يمرس
منذ 5 أيام
- يمرس
، موقفٌ أذهل العالم وأكد أن
وأن نصرة الحق واجب لا تمنعه الظروف، هذه المسيرة التنموية تتوازى مع موقف يمني شامخ تجاه مظلومية أبناء غزة هي القضية المركزية التي يُمكن لليمن أن ينتصر لها رغم كل التحديات. إدارة التحقيقات في محافظة الجوف ، تروي مديرية المتون قصة تحول نوعي من الاتكالية إلى الاكتفاء الذاتي، لتصبح نموذجاً يحتذى به، الأستاذ محمد ناجي عافية، مدير عام المديرية، يتحدث بعينين تلمعان بالإنجاز، واصفاً كيف تغير مسار مجتمع اعتاد الاعتماد على المنظمات والمساعدات الخارجية، بدأ التحول من الداخل، بورش عمل مكثفة للكادر الإداري، لم تقتصر على الجانب الإداري، بل تجاوزته لغرس قيم العمل الجماعي والمبادرة وتعزيز "تقوية علاقة الكادر بالله". لم تكن هذه الجهود حبيسة المكاتب، بل انطلقت إلى الميدان. شُقّت طرق زراعية حيوية، وتُشن حملات مكثفة ضد البضائع الفاسدة. لكن قصة النجاح الأبرز هذا العام تتمثل في زراعة القمح، فبعد أن واجهت المديرية تحدياً جديداً بقطع دعم برنامج الغذاء العالمي، تكاتفت القيادة والمجتمع، لتضاعف زراعة القمح من 3000 كيس بذور إلى 6000 كيس، محققين حصاداً يقارب 120 ألف كيس، ما يعادل إنتاج سنة كاملة، هذا الإنجاز ليس مجرد أرقام، بل هو دليل قاطع على أن "التنمية ستتحول إلى تنمية مستدامة وحركة دائمة". ريدة.. خطة شاملة نحو الاكتفاء الذاتي والتصنيع المحلي في محافظة عمران ، تستعد مديرية ريدة لخوض غمار الاكتفاء الذاتي بخطة تنموية شاملة تستهدف مواردها المحلية الغنية، الأستاذ أحمد عياش، رئيس جمعية البون الشمالي وممثل الاتحاد التعاوني، يؤكد أن هذه الخطة هي تتويج ل"مخاض وتجارب ميدانية استمرت أربع أو خمس سنوات"، ريدة، ب"قاع البون" الخصب والوديان الغنية، واعدة بالإنتاج الزراعي والحيواني، وتزخر بموارد ثقافية وسياحية. خلال السنوات الثلاث الماضية، كان لجمعية البون الشمالي دور محوري في دعم الزراعات التعاقدية لمحاصيل البقوليات، مما عزز دخل المزارعين. ورغم مشكلة تسويق المنتجات الزراعية التي "تكسر ظهر المزارع"، يُبشر عياش بإيجابيات التحول، حيث تم "إغلاق حنفيات استيراد العديد من المحاصيل" العام الماضي، في خطوة غير مسبوقة لدعم المنتج اليمني ، وتسعى الورشة إلى إدراج المزيد من المحاصيل ضمن الزراعة التعاقدية، ولا تقتصر جهود التنمية على ريدة فحسب، فمديرية صوّي اختيرت لتكون المديرية النموذجية الثانية في محافظة عمران ، وكلاهما يتميزان بوفرة الثروة الحيوانية والعسل اليمني الأصيل، الذي يُعد من أجود الأنواع عالمياً. مجزر.. صمود وتنمية رغم التحديات في مديرية مجزر، محافظة مارب ، تتجسد رؤية "يد تحمي ويد تبني" بقوة، مدفوعة بالمديرية نحو نقلة نوعية في مسيرتها التنموية، محسن سالم محمد غفينه ، مدير عام المديرية، يؤكد على التوجه الواضح نحو الاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة، تُبنى اليوم سدود وحواجز ترابية ضخمة لتعزيز الأمن المائي والزراعي، وشهدت المديرية طفرة في إنتاج الحبوب والقمح، حيث بلغ الإنتاج قرابة 9 آلاف كيس، وبادرت جمعية مجزر بإنشاء خلاطات ومحطات لبيع المنتجات المحلية، هذا التنوع في الإنتاج الزراعي، من الحبوب إلى الخضروات، يعكس سعياً حثيثاً لتنويع مصادر الغذاء المحلي. صباح.. التنمية المجتمعية من الاتكالية إلى المبادرة تقدم مديرية صباح محافظة البيضاء نموذجاً حياً للتحول التنموي المستند إلى المبادرة المجتمعية، الأستاذ مروان عبد الكريم محمد علاو، مدير عام المديرية، يصف المسيرة المباركة التي شهدت نقلة نوعية من الاعتماد على الدعم الخارجي إلى تحقيق إنجازات ملموسة بجهود أبنائها، ففي صباح، تم تنفيذ العديد من مشاريع المياه والطرق، وشهد قطاع الصحة بناء مستشفى ريفي وسكن للأطباء بمساهمات مجتمعية فعّالة. كما أعيد تأهيل العديد من السدود الأثرية مثل "سد الهجم التاريخي" و"سد العبد التاريخي"، مما يعزز القدرة الزراعية للمديرية، يؤكد الأستاذ مروان أن مجتمع صباح هو "مجتمع مبادر" بفضل الله ثم بفضل "توجه القيادة السياسية". بناء القدرات.. ركيزة أساسية للتنمية المستدامة لا تقتصر جهود البناء على المبادرات الفردية، بل تتعداها إلى بناء القدرات، المهندس فهد شريان احمد محمد ثوابه، المدرب التنموي في وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة، يوضح أن الدورة التدريبية المنعقدة لمدراء المديريات تهدف إلى تعزيز قدراتهم المؤسسية ورفع كفاءتهم في إدارة المشاريع التنموية، هذه الدورة، التي استمرت لثلاثة عشر يوما ابتداءً من تاريخ 10-5-2025م، تهدف إلى تمكين مدراء المديريات من المهارات الأساسية والمتقدمة في إدارة المشاريع التنموية، التخطيط الاستراتيجي، متابعة وتقييم الأداء، بالإضافة إلى تعزيز مفاهيم التنمية، والمشاركة المجتمعية، والاستفادة المثلى من الموارد المحلية. كما تهدف الدورة إلى تمكين مدراء المديريات من إعداد خطط تنموية متكاملة تنسجم مع الأولويات المحلية والتوجهات الاستراتيجية العامة للدولة، ويشمل ذلك تحليل الوضع الراهن، وتحديد الاحتياجات المجتمعية، وصياغة الأهداف والمبادرات، وتقدير الميزانيات، وآليات المتابعة والتقييم. ويتضمن البرنامج التدريبي أيضاً التعريف بمنهجية البحث السريع بالمشاركة (PRA) كأداة فعّالة لفهم الواقع المحلي من خلال إشراك المجتمع في جمع وتحليل المعلومات، مما يعزز التخطيط القاعدي ويحقق فهماً أعمق لاحتياجات السكان المحليين، كما تشمل الدورة مكوناً خاصاً حول تحليل سلاسل القيمة لتحديد الفرص التنموية وتعزيز القطاعات الإنتاجية ذات الميزة النسبية، مما يسهم في خفض فاتورة الاستيراد من خلال تنمية الإنتاج المحلي، ودعم الصناعات الصغيرة، وتشجيع المبادرات الريفية المدرة للدخل، هذه الدورة تُعد منصة فاعلة لتبادل الخبرات بين مدراء المديريات، وتعزيز التنسيق المؤسسي، وتطوير رؤى وخطط تنموية أكثر فاعلية. موقفٌ فريدٌ يتوازى هذا الطموح التنموي مع موقف يمني فريد تجاه مظلومية أبناء غزة. الأستاذ محمد عافية، من مديرية المتون، يصف هذا الموقف بأنه "أذهل العالم وأثار إعجابه، وهو مصدر فخر كبير لليمنيين"، ورغم الظروف الصعبة والحصار، أظهر الشعب اليمني صموداً منقطع النظير، وازداد حماساً وصلابة، ما حدث في الميادين والساحات مؤخراً "أذهل الجميع"، فاليمن ، هذا البلد البسيط والمحاصر، استطاع بفضل الله وعونه، أن يجبر قوى عظمى مثل أمريكا على الانسحاب من مواجهته. من جانبه، يؤكد الأستاذ أحمد عياش، من مديرية ريدة، أن هذا الموقف لم يسبق له مثيل في الأمة العربية، سواء على مستوى الزعامات أو الشعوب، إنه موقف استراتيجي فريد، يعكس إيماناً عميقاً وتوكلاً على الله، ولقد تجلى نصر الله في "انسحاب أمريكا" تحت الضغوط، لتعلن انسحابها، وكأنها تقول: "يا يمن، لا نحاكيك ولا تحاكينا، وإسرائيل عندكم اذبحوهم واقتلوهم". ويُضيف الأستاذ محسن سالم محمد غفينه، من مديرية مجزر، أن هذا الموقف، بقيادة السيد القائد، هو موقف فريد لم يجرؤ عليه أحد، وأن اليمن هو الصوت الوحيد الذي يُفعل ما يقول، حيث تتجه صواريخه بعون الله نحو العمق الإسرائيلي، هذا التحول العظيم يعكس أن اليمن"أصبح رقماً لا يستهان به" على مستوى العالم. ويرى الأستاذ مروان علاو أن الموقف اليمني تجاه غزة يُشكل موقفاً شجاعاً يستحق الثناء والتقدير، وقد تصدر جميع المواقف الأخرى، ليصبح اليمن عنصراً أساسياً في المعركة مع غزة ، دفاعاً عنها وحمايةً لها، لقد أصبحت الصواريخ اليمنية تهدد الكيان الصهيوني، مما يجبر الملايين من المستوطنين على الهرع إلى الملاجئ، "نحن أمة لدينا دين، ونحن نُدافع عنه، فبعد 77 عاماً لم يرفع فيها اليهود راية النصر، نحن اليوم نُعيد أمجادنا العربية والإسلامية." فيما يؤكد المهندس فهد شريان ثوابه على أن الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية ينطلق من أساس راسخ قوامه المبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية النبيلة، راسماً "خطوات عملية جريئة، تمثلت في فرض حصار بحري على السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي، وتوسيع نطاق هذا الحصار ليشمل المطارات والموانئ الجوية"، وشهدت الصناعات العسكرية اليمنية تطوراً لافتاً، تجلى في القدرة على إسقاط 26 مُسيّرةً أميركيّةً من نوعِ "إم كيو-9"، وخسارة ثلاث طائرات إف-18 هورنيت نتيجة استهداف حاملة الطائرات ترومان عدة مرات، هذا التفوق في التصنيع الحربي اليمني"أثبت للعالم كله فشل التقنية العسكرية الأمريكية ، وأنها أصبحت غير مجدية في مواجهة التقنية اليمنية المتطورة"، ويُذكر أن حاملة الطائرات "ترومان" غادرت البحر الأحمر"مهزومة ومضروبة"، بعد إصابتها إصابة مباشرة وموفقة. موقفٌ فريدٌ هكذا، يتجسد في اليمن اليوم ربط فريد بين طموح الاكتفاء الذاتي والانتصار للحق الفلسطيني ، إنه مشروع وطني يمني خالص، يؤكد أن "يداً تحمي" الأمة ومقدساتها، و"يداً تبني" مستقبلاً من الاستقلال والعزة والكرامة، هذه هي اليمن ، بلد الإيمان والحكمة، التي تُعيد رسم خارطة الصمود والإنجاز في زمن التحديات.


الدستور
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
غزة تموت جوعًا.. والعالم المتخاذل يشاهد
يواجه سكان قطاع غزة اليوم واحدة من أقسى وأشد صور الحصار والجوع فى العصر الحديث، حيث أصبح الحصار المفروض من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلى معاناة يومية يقاسيها أهل القطاع، الذين يعيشون فى وضع إنسانى مأساوى يسوده الألم والفقر وعدم الاستقرار، لم تترك إسرائيل أى فرصة للسكان للتنفس أو الحياة الطبيعية، فالمعابر البرية والبحرية والجوية كلها مغلقة بإحكام منذ أكثر من شهرين، ما يحرم أهل القطاع من أبسط حقوقهم الأساسية، ومنها إدخال المواد الغذائية الحيوية وعلى رأسها الدقيق. يشكل الدقيق، الذى كان سابقًا أحد البنود الرئيسية والأساسية فى الغذاء اليومى لسكان غزة، اليوم مادة نادرة وصعبة المنال، حتى إنه تطور إلى حلم مستحيل يبحث عنه الناس بلا جدوى. إن هذا الحصار لا يأتى فى ظروف عادية، بل يصحبه صمت دولى مخيف، وانعدام أى موقف عربى حقيقى يدافع عن حقوق ومصير أهل غزة الذين يعانون فى صمت وألم، هذا الصمت يترك فيه الناس فى مواجهة وحشية طغت على إنسانيتهم، ووُضع مصيرهم بين يدى من لا يرحم، لا يُفرق بين طفل أو شيخ، أو امرأة فقدت زوجها وأصبحت أرملة، ولا يكترث للدموع التى تذرف أمامه بلا توقف، إنه حصار لا يراعى أى معايير للحقوق الإنسانية أو القيم الأخلاقية، ويبدو أنه أشبه بوحوش جائعة لا تشبع ولا تكتفى. لقد أدى هذا الحصار القاسى، إلى اختفاء الكثير من السلع والمواد الغذائية من الأسواق فى قطاع غزة، فيما شهدت الأسعار ارتفاعات غير مسبوقة فى جميع ما تبقى من مواد متوفرة، وعلى سبيل المثال، وصل سعر كيس الدقيق الذى يزن 25 كيلوجرامًا إلى ما يزيد على 1600 شيكل، أى ما يعادل حوالى 500 دولار أمريكى، وهو مبلغ خيالى يفوق قدرة كل الأسر على تحمله، هذا الارتفاع الفاحش فى الأسعار يشكل عبئًا إضافيًا على الأهالى الذين يعيشون أصلًا فى ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية، حيث البطالة متفشية ونسبة الفقر مرتفعة بشكل غير مسبوق. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، بدأت رحلة العذاب والشقاء لدى السكان، خاصة لدى الأمهات الغزيات، حيث اجتهدن فى إيجاد طرق بدائية لتصنيع الخبز، عبر طحن ما توفر لديهن من أرز وعدس ومعكرونة، فى مشهد مؤلم يعكس عمق المأساة التى يعيشها القطاع، هذا المشهد يعبر عن مرارة الحاجة وقسوة الجوع التى تجتاح حياة آلاف الأسر، ويعبر عن اليأس الذى استبد بأهالى غزة فى مواجهة كابوس المجاعة الذى يهددهم. لم تتوقف الأزمة على الغذاء فقط، بل امتدت لتشمل النقص الحاد والخطير فى الإمدادات الطبية والأدوية، التى تنفد بشكل سريع، مع ازدياد الحاجة إليها بسبب تردى الظروف المعيشية واستمرار التصعيد العسكرى والقصف على القطاع، ما يزيد من المعاناة الإنسانية بصورة مأساوية، من المؤسف أن ما يدخل قطاع غزة حاليًا لا يتعدى «القنابل»، بينما تُمنع كل مستلزمات الحياة الأساسية، حتى تلك التى تحفظ حياة الأطفال والمرضى. هذا الواقع يعكس انهيارًا أخلاقيًا عميقًا، يعكس فشل المجتمع الدولى فى حماية حقوق الإنسان والحفاظ على كرامته، هذا الانهيار لا يطال الضحايا فقط، بل سيدفع ثمنه كل الأطراف، إذ لا يمكن لأى أحد أن ينجو من عواقب هذه اللامبالاة التى تقرّبت من التواطؤ. لقد أصبح الحصار الذى يفرضه الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، مع استمرار منع إدخال المواد الغذائية وغيرها من الحاجات الأساسية، بمثابة أزمة إنسانية كبرى تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الملايين من المدنيين، حيث توضح البيانات التى نشرتها وكالة «الأونروا» أن 92% من الأطفال بين ستة إلى ثلاثة وعشرين شهرًا، إضافة إلى النساء الحوامل والمرضعات، لا يستوفون احتياجاتهم من المغذيات، ما يفضى إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات. كما تشير التقارير إلى إصابة نحو 65 ألف طفل بسوء تغذية حاد، وتم نقلهم إلى ما تبقى من المنشآت الصحية والمستشفيات التى لا تكاد تفى بقدرتها المحدودة أمام حجم الأزمة المتزايد بسبب الدمار المستمر الذى أصاب هذه المنشآت جراء الاعتداءات المتكررة. ولا تقتصر الكارثة على ذلك، فعدد ضحايا الأطفال الذين فقدوا حياتهم نتيجة الجوع قد وصل إلى 50 حالة وفاة مؤلمة، ما يعكس تداعيات الحصار الوخيمة التى تسلّطت على شريحة الأطفال الأبرياء. إذا نظرنا إلى هذه الأزمة من منظور تاريخى واستراتيجى، نكتشف أن حصار التجويع لم يكن أمرًا جديدًا، بل كان طوال القرن العشرين جزءًا أساسيًا من التفكير الاستراتيجى الغربى، حيث جسّد أداة مهمة للحفاظ على النظام الدولى القائم، فقد استخدم هذا التكتيك الوحشى بشكل فعال ومرعب فى الحربين العالميتين الأولى والثانية، إذ اعتبره المنتصرون والمهزومون على حد سواء سلاحًا حاسمًا للفوز بالحرب عبر تدمير إرادة العدو من خلال تجويعه وإفقاره. فقد شهدت هذه الحروب حالات من الحصار القاسى الذى استهدف المجتمعات بأكملها، ما أدى إلى معاناة إنسانية هائلة وارتفاع غير مسبوق فى أعداد الضحايا من المدنيين جراء المجاعة والمرض، وعلى الرغم من هذه المآسى، ظلّ حصار التجويع محل قبول غير معلن ضمن استراتيجيات الحروب الكبرى، رغم الجدل الأخلاقى والقانونى الذى يحيط به. من الناحية القانونية، وعلى الرغم من أن ميثاق جنيف والقوانين الدولية تحظر استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، فإن هذا الحظر ظلّ مجرّد حبر على ورق، إذ لا توجد عقوبات محددة أو رادعة تُطبّق على الدول التى تلجأ إلى هذه الاستراتيجية، فالمحكمة الجنائية الدولية، على سبيل المثال، لم تصدر حتى الآن أحكامًا صارمة أو معاقبة واضحة للدول التى تستخدم حصار التجويع كتكتيك حرب، ما يعكس نوعًا من التهاون أو عدم القدرة على فرض القانون الدولى فى ظل الأوضاع السياسية المعقدة. وفى ظل هذا الواقع، يصبح السؤال المطروح هو: إلى متى سيظل سكان غزة حياتهم معلقة بين أمل يتبدد وواقع مؤلم يزداد سوءًا؟ وكيف ستتغير موازين القوى التى تفرض هذا الحصار الظالم؟ من المؤكد أن الحلول الإنسانية العاجلة أصبحت ضرورة قصوى، فلا يمكن السماح باستمرار معاناة مثل هذه الشعوب التى كانت وما زالت قصة صمود فى أقسى الظروف، ويتطلب ذلك تحركًا دوليًا جادًا يضغط على الاحتلال الإسرائيلى لرفع الحصار فورًا، وتنشيط كل الجهود لتوفير المواد الأساسية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة بشرية تستحق أن تحيا بكرامة. وفى الوقت ذاته، فإن المسئولية تقع على عاتق الجميع لخلق بيئة سياسية وأخلاقية تدعم هذه الخطوات وتمنع تكرار مثل هذه الكوارث الإنسانية التى لا علاقة لها بأى معقولية أو إنسانية. إن معاناة غزة اليوم ليست مجرد قضية محلية، بل هى اختبار حقيقى لضمير الإنسانية، وتحدٍ لمعنى العدالة والحرية، وفرصة للوقوف إلى جانب المظلومين فى وجه بطش الاحتلال، فلا يمكن أن تستمر صرخات الجوع والعطش والصمت المطبق من القوى الكبرى، بينما تسكن غزة قلب العالم العربى والإنسانى، تئن وتنتظر أن يأتى الفرج الذى طال انتظاره، وينقلب الواقع المرير إلى حياة كريمة وأمل مستمر.

مصرس
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- مصرس
قاضيتان بالمحكمة العليا الأمريكية تحذران من انهيار دولة القانون جراء تطبيق ترامب لقانون الأعداء الأجانب
القاضيتان سوتومايور وجاكسون توجهان نقدا شديد اللهجة لحكم المحكمة العليا الذي أسعد البيت الأبيض عاصفة من الجدل أثارها حكم المحكمة العليا الأمريكية الصادر أمس بإمكانية استمرار الإدارة في استخدام قانون "الأعداء الأجانب" الصادر عام 1798 لترحيل الأجانب من الولايات المتحدة، في قضية إبعاد إدارة الرئيس دونالد ترامب لأعضاء في عصابة "ترين دي أراجوا" الفنزويلية العنيفة.اعتُبر هذا الحكم انتصارا لسياسات ترامب، الذي يتمسك بتطبيق هذا القانون لترحيل الأجانب المشتبه في ضلوعهم بأنشطة غير قانونية.ورحب ترامب بسعادة بالغة بصدور الحكم، وكتب على حسابه في "تروث سوشيال": "لقد رسّخت المحكمة العليا سيادة القانون في بلادنا بتمكين رئيس، أياً كان، من تأمين حدودنا وحماية عائلاتنا وبلدنا. يومٌ عظيمٌ للعدالة في أمريكا"أما نائبه چي دي ڤانس فكتب على منصة X مرحبا بالحكم ووصفه ب"خسارة فادحة للمجانين وانتصار كبير للولايات المتحدة".وألغى هذا الحكم حكما سابقا أصدره القاضي الديمقراطي جيمس بواسبيرغ الشهر الماضي، عندما أمر طائرتين كانتا في طريقهما إلى السلفادور وعلى متنهما 261 مهاجرًا غير شرعي بالعودة أدراجهما وإعادتهم إلى الولايات المتحدة. وزعمت إدارة ترامب أن الطائرتين كانتا بالفعل فوق المياه الدولية، وأنهما توجهتا إلى السلفادور، حيث أقلت أفراد العصابة إلى سجن السلفادور الكبير.أغلبية بسيطة تؤيد سياسة ترامبعلى الرغم من أن الحكم قال إنه يجب عقد جلسة استماع في المحكمة قبل ترحيل الأجانب المشتبه في ضلوعهم بأعمال عنف أو جرائم من الولايات المتحدة ومنحهم "وقتا معقولا" للمثول أمام المحكمة، إلا أنها سمحت لإدارة ترامب باستخدام القانون الذي يعود إلى القرن الثامن عشر من زمن الحرب لترحيل المهاجرين، وبالأخص في هذه الحالة أفراد مزعوم انتماؤهم لعصابة ترين دي أراجوا (TdA) التي صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية كمنظمة إرهابية أجنبية.وصدر الحكم بأغلبية 5-4 بشكل مفاجئ، حيث انضمت القاضية إيمي باريت المحسوبة على اليمين والتي رشحها ترامب نهاية فترته الأولى، إلى القاضيات الليبراليات الثلاث اللاتي رُشحن للمحكمة في عهدي باراك أوباما وجو بايدن: سوتومايور، كاجان، چاكسون.بينما أيد الحكم أغلبية مكونة من خمسة قضاة رجال هم: روبرتس، توماس، أليتو، جورساش، كاڤانو. وجميعهم دخلوا المحكمة العليا في عهود رؤساء جمهوريين: جورج بوش الأب وجورج بوس الابن ودونالد ترامب.هجوم قاس على الحكم من القاضيتين الليبراليتينكتبت القاضيتان سونيا سوتومايور وكاتي چاكسون رأيين مستقلين ضد الحكم، عكس اتساع البون بين أعضاء المحكمة، إزاء الإجراءات اللازمة لحماية حقوق الأفراد وحرياتهم في أوقات الطوارئ أو لشبهات أمنية، كما أوضحا الاستقطاب الحاد داخل المحكمة حول سياسات الإدارة الأمريكية الحالية.اعتبرت القاضية سوتومايور أن موقف الحكومة يهدد بأن الأمر ليس مقتصرا على الأجانب "بل أيضًا مواطنو الولايات المتحدة، قد يُطردون من الشوارع، ويُجبرون على ركوب الطائرات، ويُحتجزون في سجون أجنبية دون أي فرصة للحصول على العدالة إذا رُفض الاستئناف القضائي بشكل غير قانوني قبل الترحيل".وأبدت سوتومايور اتفاقها مع أمر المحكمة بمنح المدعين "إشعارًا بعد تاريخ هذا الأمر بأنهم عرضة للترحيل بموجب القانون،... في غضون فترة زمنية معقولة وبطريقة تسمح لهم فعليًا بطلب أمر الإحضار في المحكمة المختصة قبل حدوث هذا الترحيل" مستدركة بأن "هذا لا يعني بالطبع تمكين الحكومة من اصطحاب أي محتجزين إلى الطائرات تحت غطاء السرية، كما فعلت مع الأفراد الفنزويليين في 15 مارس الماضي. كما لا يمكنها "استئناف" ترحيل الأفراد "فورًا" دون إشعار عند إلغاء أمر تقييدي مؤقت.وشددت على أنه عندما ترحل الحكومة فردا واحدا دون إخطاره وبدون فرصة حقيقية لتقديم طلب الحصول على أمر قضائي، فإنها تنتهك بشكل مباشر مبادئ المحكمة العليا.ووصفت قانون الأعداء الأجانب بأنه خارج على الدستور قائلة: "هذه الأنظمة الخارجة عن القانون ليست غريبة عن التاريخ، لكن نظام قوانين هذه الأمة مُصمم لمنعها، وليس لتمكينها من الظهور. ويُشكل سلوك الحكومة في هذه الدعوى تهديدًا بالغًا لسيادة القانون".وانتقدت سوتومايور زملاءها بحدة: "إن قيام أغلبية أعضاء هذه المحكمة الآن بمكافأة الحكومة على سلوكها بتعويض عادل تقديري أمرٌ لا يمكن الدفاع عنه. إننا، كأمة وكمحكمة، ينبغي أن نكون أفضل من هذا".وفي نفس الاتجاه كتبت القاضية كاتاني چاكسون منتقدة السرعة غير المعتادة في إصدار الحكم وبدون دراسة شافية لكل جوانب القضية: "إن هذا النهج غير الموثوق/غير المسئول fly-by-night في عمل المحكمة العليا ليس مُضلِّلًا فحسب، بل هو خطير أيضا".وانتقدت ترامب لاستناده إلى "قانون يعود إلى قرون من زمن الحرب لنقل أشخاص إلى سجن شديد الوحشية تديره جهات أجنبية. بالنسبة لأنصار الحرية، ينبغي أن يكون هذا مقلقا للغاية".واستطردت چاكسون: " عندما تبت هذه المحكمة في قضايا معقدة وهامة، فإنها عادة ما تسمح للمحاكم الأدنى بمعالجة تلك المسائل أولا، ثم تتلقى إحاطة كاملة، وتستمع إلى المرافعات الشفوية، وتتداول داخليا، وأخيرًا تُصدر رأيا مُسَلَّمًا به. قد لا تفضي هذه الإجراءات الصارمة دائما إلى نتائج صحيحة. ولكن عندما نحيد عنها، يزداد الخطر بشكل كبير".ودعت بذلك إلى اتخاذ إجراءات قضائية شافية وأطول فترة لتمكين الأجانب المتضررين من الطعن على قرارات إبعادهم، وعدم الشروع في تنفيذ ذلك قبل استيفاء تلك الإجراءات.يُذكر أن أنصار ترامب عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشنون هجوما عنيفا منذ صدور الحكم على القاضية باريت بسبب انحيازها للجناح الليبرالي من المحكمة، كما انتشرت "كوميكس" و"تدوينات" تنتقد القاضيات الأربع وتتهم بعضهن بالشيوعية.