
"أعيدوا طياريكم الآن".. كيف أقنع "ترامب" إيران وإسرائيل بوقف إطلاق النار وأجبرهما على الامتثال؟
في خطوة حاسمة نجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إقناع إيران وإسرائيل بوقف إطلاق النار، مستخدمًا مزيجًا من الضربات العسكرية الأمريكية والضغوط الدبلوماسية، فمن واشنطن إلى طهران وتل أبيب، أظهر ترامب نهجًا غير تقليدي، أثار دهشة الحلفاء والخصوم على حد سواء، بهدف منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وإنهاء تصعيد عسكري خطير في الشرق الأوسط.
وبضربات جوية أمريكية بطائرات B-2 الشبحية، استهدفت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية تحت الأرض في فوردو ونطنز، مستخدمة قنابل خارقة للحصون تزن 30,000 رطل، وألحقت الضربات أضرارًا كبيرة بمنشآت التخصيب، وهو ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه رغم سيطرتها الجوية، وأعلن ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "المواقع دُمرت بالكامل"، مؤكدًا نجاح العملية.
وبعد الضربات، أجرى ترامب اتصالات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مطالبًا بإنهاء العمليات العسكرية، وفي الوقت نفسه، تبادل مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، رسائل مع وزير الخارجية الإيراني عباس عاراكجي، عبر وسطاء عرب، لحث إيران على العودة للتفاوض، ورفضت إيران التفاوض تحت الضغط، لكن الرسائل مهدت لاحقًا للهدنة، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وردت إيران بإطلاق وابل صاروخي على قاعدة العديد الجوية في قطر، لكنها أبلغت الدوحة مسبقًا لتجنب التصعيد، وتم اعتراض 19 صاروخًا، وسقط واحد دون ضرر. وأكدت الولايات المتحدة عدم نيتها الرد، مما ساعد على تهدئة الوضع، وأظهرت هذه الخطوة رغبة طهران في إنهاء الصراع دون خسارة ماء ووجهها.
ولعبت قطر دورًا محوريًا في التفاوض، فبعد الهجوم الإيراني، تحدث ترامب ونائبه جيه دي فانس مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني، طالبين منه استطلاع موقف إيران، ووافقت طهران على الهدنة، وأعلن ترامب الاتفاق عبر منشور: "تهانينا للجميع!"، ليؤكد نجاح الوساطة.
وقبل ساعات من سريان الهدنة، شنت إسرائيل ضربات في طهران، أسفرت عن مقتل مئات من قوات الأمن، وردت إيران بصاروخ أصاب مبنى سكنيًا في بئر السبع، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، كما أطلقت إيران ثلاثة صواريخ إضافية بعد الهدنة، دون خسائر، وهددت إسرائيل بالرد، لكن ترامب تدخل مجددًا.
فوجئ ترامب بانتهاكات الهدنة، فوجه تحذيرًا علنيًا لإسرائيل: "أعيدوا طياريكم الآن!" بعد مكالمة مع نتنياهو، أعلن عودة الطائرات الإسرائيلية، مؤكدًا استمرار الهدنة، أعلنت إسرائيل تحقيق أهدافها، بينما وصفت إيران ردها بـ"الساحق"، معلنة كسر الأهداف الإسرائيلية.
ومع عودة الهدوء، تحول ترامب إلى قمة الناتو، واصفًا الفترة المقبلة بـ"الأكثر هدوءًا". لكن، هل ستستمر الهدنة؟ وهل ستفضي الضغوط الأمريكية إلى اتفاق دبلوماسي يحد من الطموحات النووية الإيرانية؟ تبقى هذه الأسئلة معلقة، وسط ديناميكيات الشرق الأوسط المعقدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 18 دقائق
- الشرق الأوسط
الصراع الإيراني الإسرائيلي
أعادت إيران، الأربعاء، فتح مجالها الجوي فوق شرق البلاد، بحسب ما نقل الإعلام الرسمي، إثر وقف لإطلاق النار مع إسرائيل بعد حرب استمرت اثني عشر يوماً.


الحدث
منذ 23 دقائق
- الحدث
"ترامب" يعلن "الحرب على المسربين" ويقيّد المعلومات عن الكونغرس
كشفت أربعة مصادر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعتزم تقييد مشاركة المعلومات السرية مع الكونغرس، عقب تسريب تقييم استخباراتي يشير إلى أن الضربات التي استهدفت منشآت إيران النووية لم تكن ناجحة كما ادعى الرئيس ترامب. وبحسب موقع "أكسيوس"، فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تحقيقًا رسميًا في واقعة التسريب التي أثارت غضب ترامب وكبار المسؤولين، إذ اعتبروا أن التقرير غير مكتمل وتسريبه محاولة لتقويض تصريحات ترامب بشأن "التدمير الكامل" للمواقع النووية الإيرانية. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض الأربعاء: "نعلن الحرب على المسربين". وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية بصدد تشديد الإجراءات لمنع ما وصفه بـ"اختراق عناصر من الدولة العميقة" وتسريب تحليلات سرية ذات موثوقية منخفضة إلى وسائل الإعلام. من جهتها، قالت مديرة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابارد إن لديها معلومات جديدة تؤكد تدمير منشآت إيران النووية، مضيفة أن إعادة بنائها ستستغرق سنوات. وأكدت أن التسريب هدفه تقويض عمل إدارة ترامب، وأن التقرير المسرب يحمل طابع "ثقة منخفضة". وفي سياق متصل، قال البيت الأبيض إن التهديد النووي الإيراني "مدفون تحت الأنقاض"، مضيفًا أن الضربات الأمريكية حققت ما لم تستطع الدبلوماسية والعقوبات تحقيقه طيلة عقود. وكانت شبكتا "سي إن إن" و"نيويورك تايمز" قد نشرتا تقارير تستند إلى تقييم استخباراتي سري أثار شكوكًا حول فعالية الضربات التي نفذتها واشنطن على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان النووية، في خضم التصعيد العسكري الذي قادته إسرائيل ضد أهداف نووية وعسكرية إيرانية.


عكاظ
منذ 35 دقائق
- عكاظ
ترمب.. إيقاف الحرب دون وثيقة أو شروط !
ما حدث قبل البارحة يدخل ضمن نوادر التأريخ السياسي وأغربها. الرئيس الأمريكي يهنئ العالم بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بينما الهجمات المتبادلة بينهما ما زالت مستمرة، وشظايا الصواريخ التي حاولت استهداف القاعدة الأمريكية في قطر ما زالت مشتعلة. تأكيد جازم من الرئيس ترمب بأن الحرب انتهت دون إعلان شروط أو توقيع وثيقة، فهل ما تحقق يوازي نشوة ترمب الكبيرة وتأكيده على أن الحرب انتهت ولن تتكرر، وأن الشرق الأوسط سيعيش في سلام، كما قال. هناك شياطين كثيرة تكمن في التفاصيل القادمة. الدراما السريعة التي أُستخدمت لأجل إعلان إيقاف الحرب يصعب تطبيقها لضمان تثبيت واستمرار الحالة؛ لأنها ستكون هشة دون شروط وضمانات ملزمة مكتوبة، ومعلنة وموثقة. وقف إطلاق النار لا يعني سلاماً مستداماً دون الاتفاق على كل التفاصيل المتعلقة بالخلاف، والخلاف كبير جداً ليس بين إيران وإسرائيل فقط، بل أمريكا والدول الغربية، وكثير من دول العالم المتوجسة من البرنامج النووي الإيراني. وعندما يجزم الرئيس ترمب أن إيران لن تعيد بناء قدراتها النووية أبداً فإنه جزمٌ مبكر وغير دقيق؛ لأن العودة إلى المفاوضات لم تتقرر بعد، ولا كيف ستكون. الطرفان استجابا لوقف الحرب؛ لأنها كانت ثقيلة الوطأة عليهما وإن اختلفت نسبة الخسائر، لكن كيف يمكن تفاديها مستقبلاً إذا ثبت أن قدرات إيران النووية لم يتم تدميرها نهائياً، وأنها قادرة على بنائها وتطويرها من جديد. في الحروب قد يقبل الطرف المنهك وقف الحرب لالتقاط الأنفاس وتجنب المزيد من الخسائر؛ تمهيداً لإعادة ترتيب أوضاعه واستئناف مشروعه، ومشروع إيران النووي جزء من عقيدتها السياسية، إلا إذا تخلت عن عسكرته وتحويله إلى سلمي بحت بشكل ملزم، وإذا لم يتحقق ذلك فإن المنطقة ستظل على صفيح ساخن ومعرضة لمفاجآت قد تكون أسوأ مما حدث. وفي المقابل يصعب على الرئيس ترمب التبشير بمستقبل سلمي في الشرق الأوسط دون ضبط سلوك إسرائيل وهمجيتها، وإلزامها بالانخراط لتحقيق السلام في المنطقة والقبول بقيام الدولة الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية، وبما أقرت به الشرعية الدولية وقراراتها، لقد تم تأجيل مؤتمر حل الدولتين الذي كان مزمعاً عقده يوم 17 من هذا الشهر بسبب الحرب، ولكن قبل ذلك كان لأمريكا موقفاً سلبياً منه يشير إلى أنها تنوي إفشاله، وهذا يتناقض كلياً مع تصريحات الرئيس ترمب بأنه رجل سلام يسعى إلى إيقاف الحروب. الحرب التي قامت بين إسرائيل وإيران هي أحد أعراض مشكلة مزمنة يعاني منها الشرق الأوسط، والحل هو علاج أساس المشكلة وأسبابها، وليس أعراضها. أخبار ذات صلة