
مخاطر قلة النوم على الصحة الجسدية والعقلية
مع تسارع وتيرة الحياة اليومية، أصبح النوم الجيّد رفاهية يفتقدها كثيرون. فمع الضغوط المهنية، والتوترات النفسية، والانشغال المستمر ب
الأجهزة الذكية
، يتراجع عدد ساعات النوم بشكل ملحوظ لدى فئات واسعة من الناس. لكن ما قد لا يدركه الكثيرون هو أن النوم ليس مجرد وقت للراحة، بل حاجة بيولوجية أساسية تؤثر بشكل مباشر على صحتنا الجسدية والعقلية، إذ تشير الدراسات إلى وجود رابط وثيق بين قلة النوم والتأثير السلبي على عدة نواحٍ صحية.
كيف تؤثر قلة النوم على صحتنا؟
إضعاف المناعة
يُنتج الجهاز المناعي أثناء النوم موادَّ واقية تُكافح العدوى، مثل الأجسام المضادة والسيتوكينات التي تُستخدم لمحاربة الأجسام الغريبة كالبكتيريا والفيروسات. كما تُساعد بعض هذه السيتوكينات على النوم، مما يزيد من كفاءة الجهاز المناعي في الدفاع عن الجسم ضد الأمراض. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمنع الجهاز المناعي من بناء قواه؛ وقد لا يتمكن الجسم من صدّ هذه الأجسام، ومن ثم يستغرق التعافي من المرض وقتًا أطول. كما أن الحرمان من النوم لفترات طويلة يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب.
السمنة ومرض السكري
يُعدّ الحرمان من النوم أحد عوامل الخطر ل
زيادة الوزن
والسمنة، بسبب العلاقة المباشرة بين النوم ومستويات هرمونات الجوع (الغريلين) والشبع (اللبتين). فبدون نوم كافٍ، يُقلل الدماغ من مستوى اللبتين ويرفع مستوى الغريلين الذي يُحفّز الشهية. كذلك، يؤدي قلة النوم إلى الشعور بالتعب الشديد، مما قد يمنع من ممارسة النشاط البدني، ويؤدي بمرور الوقت إلى زيادة الوزن بسبب عدم حرق سعرات حرارية كافية وعدم بناء كتلة عضلية. يُؤدي الحرمان من النوم أيضاً إلى إفراز الجسم لكمية أقل من الأنسولين بعد تناول الطعام. وبما أن الأنسولين يساعد على خفض مستوى السكر في الدم (الغلوكوز)، فإن هذا الخلل يُضعف قدرة الجسم على تحمل الغلوكوز، ويزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، وهي حالة قد تتطور إلى داء السكري والسمنة.
أمراض القلب
يؤثر النوم في العمليات الحيوية التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك ضغط الدم، وسكر الدم، ومستويات الالتهاب. كما يلعب دوراً مهماً في قدرة الجسم على شفاء وإصلاح الأوعية الدموية والقلب. ووجدت الدراسات أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم أكثر عرضة للإصابة ب
أمراض القلب
والأوعية الدموية. كما ربطت إحدى الدراسات بين الأرق وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
لايف ستايل
التحديثات الحية
اضطرابات الأكل: خمسة أنواع مختلفة قد تنتهي بالموت
الاضطرابات العصبية والنفسية
النوم ضروري للحفاظ على صحة الجهاز العصبي. فأثناء النوم، تتشكّل مسارات بين الخلايا العصبية (العصبونات) في الدماغ تُساعد على ترسيخ الذكريات والمعلومات. إلا أن الأرق المزمن قد يُعطّل طريقة معالجة الجسم للمعلومات. ويؤثر الحرمان من النوم سلباً على القدرات العقلية والحالة النفسية والعاطفية، مما يؤدي إلى قلة الصبر أو تقلبات المزاج، ويمكن أن يؤثر كذلك على عمليات صنع القرار والإبداع. وإذا استمر الحرمان من النوم لفترات طويلة، فقد يؤدي إلى القلق والاكتئاب والسلوك الاندفاعي، بل وقد تصل الحالة إلى الهلوسة، أي رؤية أو سماع أشياء غير موجودة في الواقع. كما قد يُؤدي قلة النوم إلى نوبات من الهوس لدى المصابين باضطراب المزاج ثنائي القطب.
أمراض الجهاز التنفسي
هناك ارتباط وثيق بين النوم وصحة الجهاز التنفسي، فاضطراب التنفس الليلي المعروف باسم "انقطاع النفس أثناء النوم" (OSA) يمكن أن يُعيق النوم ويُقلل من جودته. والاستيقاظ المتكرر ليلًا وقلة ساعات النوم يزيدان من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والإنفلونزا. كما يمكن أن يُفاقم الحرمان من النوم من حدة أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، مثل أمراض الرئة.
زيادة خطر الإصابة بالسرطان
وفقاً لبيان صادر عن الجمعية الأميركية للطب الرياضي (AASM)، فإن قلة النوم ترتبط بارتفاع معدلات الإصابة ببعض أنواع
السرطان
، مثل سرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان البروستاتا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
أشهر الحميات الغذائية… أفضلها حمية البحر الأبيض المتوسط
يحاول كثيرون إنقاص الوزن عن طريق ممارسة الرياضة واتباع أحد الأنظمة الغذائية الرائجة، حيث إن اختيار حمية غذائية مناسبة لإنقاص الوزن يُعدّ مثار جدل دائم. لذلك، نستعرض فيما يلي تصنيف موقع هيلث لاين (Healthline) لأفضل الحميات الغذائية لإنقاص الوزن لهذا العام، حسب أفضليتها، استناداً إلى أبحاث خبراء التغذية: حمية البحر الأبيض المتوسط يحتل النظام الغذائي المتوسطي المرتبة الأولى. ويعتمد على استهلاك الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات وزيت جوز الهند، إلى جانب الأطعمة النباتية كالفواكه والخضروات والأعشاب والبقوليات والحبوب الكاملة. كما يشمل كميات معتدلة من الحليب ومشتقاته، والدواجن، والبيض، والمأكولات البحرية، مع تقليل اللحوم الحمراء. هذا النظام لا يساعد فقط على إنقاص الوزن، بل يساهم أيضاً في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان. النظام الغذائي النباتي تتميّز الأنظمة الغذائية النباتية بغناها بالألياف، ما يعزز الشعور بالشبع. وتُظهر الدراسات أن هذه الأنظمة قد تكون أكثر فعالية في إنقاص الوزن عبر تقليل السعرات الحرارية الزائدة مقارنة بالأنظمة التقليدية. كما تدعم صحة الجهاز الهضمي، وتحسّن نسبة السكر في الدم، وتخفض الكوليسترول وضغط الدم، وتقلل من خطر أمراض القلب والالتهابات. النظام منخفض الكربوهيدرات ترتكز هذه الحمية على تقليل استهلاك الكربوهيدرات البسيطة والمعقدة، مثل السكر والدقيق والحبوب والحليب. ويدفع ذلك الجسم إلى استخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة بدلاً من الغلوكوز، مع زيادة استهلاك البروتينات الحيوانية والدهون الصحية مثل السمنة والزبدة وزيت الزيتون والمكسرات. تشير الدراسات إلى أن هذا النظام يعزز الطاقة، ويقلل الشهية، ويدعم فقدان الوزن والدهون المخزنة، كما يحسن حساسية الأنسولين، ويدير أعراض متلازمة تكيّس المبايض (PCOS)، ويقلل خطر الإصابة بأمراض مزمنة. لايف ستايل التحديثات الحية اضطرابات الأكل: خمسة أنواع مختلفة قد تنتهي بالموت حمية داش (DASH) تم تطوير نظام DASH خصيصاً لخفض ضغط الدم ودعم صحة القلب. وقد أثبتت الأبحاث أنه يقلل من ضغط الدم والكوليسترول الكلي والضار (LDL)، وكلها عوامل خطر لأمراض القلب. كما أظهرت دراسة أن نظام داش يساعد أيضاً على تقليل الوزن ودهون البطن. يركّز هذا النظام على تناول أطعمة غنية بالمغذيات مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة (الشوفان، الأرز البني، الكينوا، خبز القمح الكامل)، ومصادر البروتين قليلة الدهون كالدجاج منزوع الجلد، والأسماك، والبيض، مع تقليل اللحوم الحمراء، وتقليص استهلاك الصوديوم إلى أقل من 2300 ملغ يومياً (حوالي ملعقة صغيرة من الملح). حمية مايند (MIND) هو مزيج من النظامين المتوسطي وداش، ويهدف بالأساس إلى دعم صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي، مثل ألزهايمر ، ما يجعله مناسباً لكبار السن. ورغم أن الدراسات حول فعاليته في إدارة الوزن لا تزال محدودة، إلا أن ارتباط نظامي DASH والمتوسطي بفقدان الوزن يعزز من فعاليته. وتركز حمية MIND على تناول الأغذية التي تدعم وظائف الدماغ، مثل الخضروات، والمكسرات، والتوتيات (التوت الأزرق، التوت الأحمر، الفراولة)، والبقوليات، والحبوب الكاملة، والأسماك. كما ينصح بتقليل الدهون المشبعة، والمقليات، والوجبات السريعة، والحلويات، والمعجنات. كيف نختار الحمية الغذائية الأنسب؟ يُنصح باختيار النظام الغذائي وفقاً للمعايير التالية: تلبية الاحتياجات الغذائية اليومية. أن لا يكون النظام مقيداً بشكل مفرط. سهولة الالتزام به على المدى الطويل. فعاليته في دعم فقدان الوزن. تقديم فوائد صحية إضافية، مثل خفض ضغط الدم، وتنظيم سكر الدم.


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
الخرف وتداعياته.. ما يمكن تغييره وما نعجز عن التحكّم فيه
الخرف ليس مرضاً بحد ذاته، بل مظلة تشمل مجموعة من الأعراض المرتبطة بفقدان مزمن ومتزايد في الوظائف العقلية. بعض أشكال الخرف تعود إلى مرض ألزهايمر ، وهو الأكثر شيوعاً، بينما يتسبب البعض الآخر بأمراض مختلفة. عوامل الإصابة بالخرف ليست واحدة، فبعضها يمكن التحكم به، في حين تبقى أخرى خارج نطاق السيطرة. ورغم أن العلماء عجزوا حتى الساعة عن إيجاد علاج أو دواء يشفي من أعراض الخرف، وتداعياته سواء الألزهايمر أو الأمراض الأخرى، فإنّ التجارب كشفت عن بعض العلاجات التي قد تساعد في إبطاء عوارض الخرف وتأخيرها، مباشرة بعد التشخيص. ما لا يمكن تغييره هناك عوامل يصعب تجنب تأثيرها، مثل التقدم في السن، والعوامل الوراثية، والتعرّض للسموم والتلوث، إضافة إلى المكان الجغرافي والوضعين الاجتماعي والاقتصادي. إلى جانب ذلك، تزيد بعض الحالات الطبية من خطر الإصابة بالخرف، من بينها: تصلب الشرايين الاكتئاب السكري متلازمة داون فقدان السمع فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) استسقاء الرأس مرض باركنسون السكتات الدماغية الخفيفة أمراض الأوعية الدموية المختلفة ما يمكن تغييره رغم ثقل العوامل الوراثية والعمرية، فإن اعتماد تغييرات بسيطة في نمط الحياة قد يصنع فارقاً ملموساً في تقليل خطر الإصابة بالخرف أو تأخيره. ف التمارين الرياضية المنتظمة ليست رفاهية. وقد بيّنت الدراسات أن النشاط البدني، خصوصاً الهوائي، يُبطئ من ضمور الحُصين، المنطقة المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ. فكبار السن الذين يحافظون على حركتهم، يحتفظون بقدراتهم الإدراكية أكثر من غيرهم. وتنصح جمعية القلب الأميركية بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط البدني المعتدل، مثل المشي، الجري، أو ركوب الدراجة. لايف ستايل التحديثات الحية مخاطر قلة النوم على الصحة الجسدية والعقلية النظام الغذائي النظام الغذائي المتوسطي، وكذلك حمية MIND، أظهرا فاعلية في إبطاء تدهور الدماغ المرتبط بالخرف. هذه الأنظمة تعتمد على تقليل الدهون المشبعة وزيادة أحماض أوميغا 3 ومضادات الأكسدة. التوصيات تشمل الإكثار من: الخضراوات والفواكه، والأسماك، والمكسرات، وزيت الزيتون، والقهوة (باعتدال)، والشاي الأخضر (المفيد في تكسير بروتينات ضارة في الدماغ). وتشير الأبحاث إلى أن الخضراوات الورقية والأسماك تُساهم في إبطاء التدهور المعرفي. في المقابل، تُعد الأطعمة المصنعة والغنية بالسعرات عاملاً خطراً بسبب ارتباط السمنة بالخرف. التدخين والكحول التدخين لا يهدد الرئة والقلب فحسب، بل يعطّل أيضاً الدورة الدموية في الدماغ. دراسات عديدة تربط بين التدخين وزيادة خطر الإصابة بالخرف، خاصة بعد سن الـ65، فيما يُساهم الإقلاع عن التدخين في خفض هذا الخطر بشكل ملموس. كذلك وفق منظمة الصحة العالمية، يُعدّ الإفراط في تناول الكحول أحد أبرز عوامل الخطر لجميع أنواع الخرف، بل وربطت أبحاث بين استهلاكه المفرط والخرف المبكر. التوصيات تُشدد على الشرب المعتدل: مشروب واحد يومياً للنساء، واثنان للرجال كحد أقصى. التفاعل الذهني والاجتماعي تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن العزلة الاجتماعية ترفع من مستويات القلق و الاكتئاب لدى كبار السن، وتُسرّع التدهور الإدراكي. والنشاط الذهني لا يقل أهمية عن البدني، بل يُساهم في تعزيز الذاكرة، وسرعة الاستجابة، والقدرة على حل المشكلات. أما التواصل الاجتماعي، فله دور لا يُستهان به في الحفاظ على الوظائف المعرفية. وهنا أمثلة على تنشيط الدماغ: حل الألغاز والألعاب الذهنية، وتعلم لغة أو مهارة جديدة، وقراءة الكتب الملهمة، وتعلم العزف أو الكتابة الإبداعية، والانخراط في أنشطة جماعية وتطوعية. إذاً، الخرف ليس قدراً حتمياً بالكامل، صحيح أن بعض عوامله خارجة عن الإرادة، لكن في المقابل، هناك الكثير مما يمكن فعله لتأخير ظهوره أو تقليل مخاطره. التوازن بين العقل والجسد، الحركة والتغذية، التفاعل والتعلم... هي مفاتيح الوقاية.


العربي الجديد
منذ 6 أيام
- العربي الجديد
مواد كيميائية في فرش النوم تهدد صحة الأطفال
بينما يظن كثير من الأهالي أن وقت النوم هو اللحظة الأشد أماناً وهدوءاً في حياة أطفالهم، تكشف دراستان جديدتان من جامعة تورنتو الكندية أن هذا الظن قد يكون خادعاً. أظهرت الأبحاث أن فرش نوم الأطفال يمكن أن تكون مصدراً خفياً لمواد كيميائية سامة، يتنفسها الأطفال أو يمتصونها من خلال الجلد، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، تشمل ضعفاً في النمو العصبي، واضطرابات هرمونية، وحالات من الربو، بل وحتى السرطان. تشير النتائج التي نُشرت يوم 15 إبريل/نيسان الماضي في مجلة Environmental Science & Technology إلى أن بعض فرش الأطفال يحتوي مواد بلاستيكية لينة تُعرف باسم الفثالات، إضافةً إلى مثبطات اللهب ومرشحات الأشعة فوق البنفسجية، وكلها مواد يمكن أن تضر بصحة الأطفال، خاصة خلال سنوات النمو الأولى. في الدراسة الأولى، قاس الباحثون تركيز المواد الكيميائية في غرف نوم 25 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وأربع سنوات. كانت النتائج مقلقة، إذ كشفت أن الهواء المحيط بالأسرّة يحتوي على أكثر من عشرين نوعاً من المواد الكيميائية الضارة، وكانت التركيزات الأعلى في الهواء المحيط مباشرة بفرش النوم. وفي الدراسة الثانية، اختبر الباحثون 16 فراشاً جديداً للأطفال اُبتِيع من السوق الكندية. عند محاكاة درجة حرارة ووزن جسم طفل نائم، زادت انبعاثات المواد الكيميائية كثيراً، ووصلت في بعض الحالات إلى أضعاف النسب الأصلية. ورغم شراء هذه الفرش من كندا، إلا أن معظمها صُنِع باستخدام مواد مستوردة من الولايات المتحدة والمكسيك، ما يشير إلى أن هذه النتائج قد تنطبق على فرش الأطفال في دول أخرى يمكن أن تستورد هذه الفرش. لايف ستايل التحديثات الحية الفثالات في البلاستيك تسبّب أكثر من 356 ألف وفاة سنوياً تقول المؤلفة المشرفة على الدراستين، مريام دايموند، أستاذة العلوم البيئية في قسم الهندسة الكيميائية والكيمياء التطبيقية في جامعة تورنتو: "النوم ضروري ل نمو الدماغ ، خصوصاً لدى الرضع والأطفال الصغار. لكن أبحاثنا تُظهر أن كثيراً من الفرش يحتوي على مواد كيميائية قد تضر بعقول الأطفال". تُضيف دايموند في تصريحات لـ"العربي الجديد": "هذه دعوة إلى الاستيقاظ لكل من المصنعين وصنّاع القرار لضمان أن تكون أسِرّة الأطفال آمنة وتدعم نمواً دماغياً صحياً". تُبرز الدراسات مادة الفثالات ومثبطات اللهب من نوع الإستر الفوسفوري العضوي، وهما فئتان من المواد التي تتداخل مع النظام الهرموني وتؤثر على تطور الدماغ، ورُبطتا بانخفاض مستوى الذكاء، واضطرابات سلوكية، و صعوبات في التعلّم . أما مرشحات الأشعة فوق البنفسجية، فقد ارتبطت أيضاً بتعطيل الهرمونات. ووفقاً لدايموند، يبدو أن الأطفال مُعرّضون لهذه المواد نظراً إلى صغر حجمهم، وسرعة تنفسهم العالية (أعلى بعشر مرات من البالغين)، وسلوكهم الفطري بوضع أيديهم في أفواههم، فضلاً عن أن بشرتهم أكثر نفاذية. تلفت الباحثة إلى أن إحدى النتائج "الغريبة" التي توصّل إليها الفريق هي أن استخدام مثبطات اللهب في الفرش لا ضرورة له أساساً، إذ لا تشترط معايير السلامة الكندية أو الأميركية وجود هذه المواد في الفرش، ولا توجد أدلة علمية واضحة على أن مثبطات اللهب توفّر فعالية حقيقية ضد الحرائق في هذه الحالة. "يجب أن يتمكن الأهل من وضع أطفالهم في السرير وهم مطمئنون أنهم آمنون. لكن مثبطات اللهب لها تاريخ طويل في الإضرار بقدرات الأطفال الإدراكية والتعلمية. من المقلق أنها ما زالت موجودة في فرش الأطفال رغم عدم الحاجة إليها وعدم فعاليتها في تحسين السلامة من الحرائق"، تقول دايموند. يحث الباحثون الحكومات والمصنّعين على مراجعة معايير التصنيع، وإجراء اختبارات صارمة للمواد المستخدمة في فرش الأطفال، وإزالة أي مواد كيميائية غير ضرورية. وفي كندا، يدعو الفريق إلى توسيع نطاق القوانين التي تقيّد استخدام الفثالات في الألعاب لتشمل فرش الأسرة وأغطيتها، وتمرير قوانين طال انتظارها بشأن حظر مثبطات اللهب الضارة. كشفت التحاليل عن وجود بعض المواد المحظورة أو المقيّدة بالفعل، ما يثير تساؤلات حول كفاءة الرقابة الصناعية. "في ضوء النتائج المثيرة للقلق التي كشفتها الدراستان، نوصي الأهل باتباع خطوات بسيطة وعملية للحد من تعرّض أطفالهم لهذه المواد الكيميائية الضارة. من بين هذه الخطوات، تقليل عدد الوسائد والألعاب والبطانيات في سرير الطفل قدر الإمكان، لما لها من دور في تراكم المواد المنبعثة من الفراش"، تقول الباحثة وتشدد على أهمية غسل مفروشات السرير وملابس النوم بانتظام، إذ تعمل هذه الأقمشة حاجزاً وقائياً يساعد على تقليل وصول المواد الضارة إلى جسم الطفل. إضافةً إلى ذلك، يُفضَّل اختيار أقمشة محايدة اللون أو غير مصبوغة، إذ إن الحفاظ على الألوان الزاهية غالباً ما يتطلّب استخدام إضافات كيميائية، مثل مرشحات الأشعة فوق البنفسجية، التي قد تكون ضارة بالصحة.