logo
نداء الوطن: الإنذار الأميركي الأخير: لا رجعة عن نزع سلاح 'الحزب' في كل لبنان.. يحمله برّاك اليوم إلى برّي بعد تباين بينه وبين عون حول الضمانات

نداء الوطن: الإنذار الأميركي الأخير: لا رجعة عن نزع سلاح 'الحزب' في كل لبنان.. يحمله برّاك اليوم إلى برّي بعد تباين بينه وبين عون حول الضمانات

وزارة الإعلاممنذ 20 ساعات
كتبت صحيفة 'نداء الوطن': تصاعد الدخان الأسود أمس من مدخنة قصر بعبدا في اليوم الأول من زيارة الموفد الرئاسي الأميركي توم براك والتي تستمر حتى يوم غد الأربعاء. لكن الدخان الأكثر اسودادًا من المتوقع أن يتصاعد اليوم من مدخنة عين التينة التي تمثل محطة التواصل الرئيسية مع 'حزب الله'. وعلى الرغم من أن براك، وفي إطلالته مساء في حديث مع تلفزيون لبنان امتدح فيه المحادثات التي أجراها نهارًا مع الرئيسين عون وسلام إلا أن الثابت في هذه المحادثات أن لا تلاقي بين الجانبَين حول ما يسمى 'ضمانات' يريدها الجانب اللبناني من إسرائيل، كما لا يوجد تلاقٍ حول ما يتصل بـ 'التلازم' الذي يريده أيضًا لبنان في ما يتصل بانسحاب إسرائيل في وقت يجرى فيه البحث في نزع سلاح 'الحزب'. من هنا السؤال: هل من مسرب في عين التينة اليوم غير الانسداد في بعبدا والسراي؟
وما لم يحدث تطور غير متوقع خلال محادثات براك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا النهار فمعنى ذلك 'أن العد العكسي قد بدأ كي ينتقل زمام المبادرة مجددًا إلى إسرائيل' وفق معلومات لـ 'نداء الوطن' من مصادر دبلوماسية ترافق زيارة الموفد الأميركي الثالثة للبنان.
وأتى في هذا السياق ما علمته 'نداء الوطن' من 'أن الجو العام طغت عليه السلبية خصوصًا في لقاء براك مع رئيس الجمهورية جوزاف عون. وقد تعقدت الأمور عندما طالب عون باسم الدولة اللبنانية بالضمانات فكان رد براك سلبيًا ورفض منح ضمانات مؤكدًا أن المطالب واضحة وقد قام بعمل كبير من أجل إنجاح المهمة وإيجاد حل، وبالتالي يبدو أن الأمور تتجه نحو العرقلة'.
وكان قصر بعبدا أعلن أن الرئيس عون سلّم براك 'باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مرورًا خصوصاً بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين'.
من جهة ثانية علمت 'نداء الوطن' أن 'حزب الله' صعّد مواقفه وأكد في الساعات الماضية تمسكه بالسلاح ما يضع الدولة في موقف المحرجة وغير القادرة على فعل شيء.
من ناحيتها، أكدت مصادر السراي الحكومي لـ 'نداء الوطن' أن لقاء براك مع رئيس الحكومة نواف سلام، 'اتّسم بالإيجابية'، حيث أكد الموفد الأميركي 'أهمية مواكبة لبنان ومتابعته لكل الأحداث التي تشهدها المنطقة وألا يكون بعيدًا منها، مع التشديد على ضرورة الانتقال سريعًا إلى المرحلة العملانية في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الشرعية'.
لماذا تم إرجاء لقاء بري – براك إلى اليوم؟
تجيب المصادر الدبلوماسية المشار اليها آنفًا بالقول إن الرئيس بري هو الوسيط الأساسي لـ 'حزب الله'. وقد تسلم براك أمس الرد الرسمي لـ 'الحزب' من بري. لذا، أرجأ براك موعد زيارة عين التينة من أمس إلى اليوم كي يكون بين يديه الموقف النهائي للإدارة الأميركية من جواب 'الحزب' وتاليًا الرد اللبناني. وعليه، جرى تقييم الموقف في واشنطن بعد الوقوف على رأي إسرائيل. وهكذا، سيحمل براك إلى عين التينة اليوم الرد الرسمي الأميركي الإسرائيلي لجهة تلقف الرد اللبناني أو رفضه أو طرح شروط على الرد اللبناني.
الموقف الرسمي وموقف 'حزب الله' واحد
وكشفت المصادر أنه بات واضحًا أن هناك تمسكًا من الجانب الرسمي اللبناني بموقف 'الحزب' الذي يتدرج كالتالي:
• سيكون جنوب الليطاني خاليًا من السلاح، ما يعني أن عمق المنطقة الخالية التي تريدها إسرائيل كي لا تكون حدود الأخيرة مهددة سيتحقق من خلال تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة عازلة.
• لن يكون السلاح الثقيل الذي يشكل تهديدًا لإسرائيل مشكلة. إذ ما يهم 'الحزب' والمسؤولين هو انسحاب إسرائيل وإطلاق الأسرى ووقف التهديدات الإسرائيلية. وفي مقابل وقف الاستهدافات الإسرائيلية سيتم التخلي عن السلاح الثقيل بالإضافة إلى أن جنوب الليطاني أصبح منطقة عازلة بما يضمن ألا يحصل كما حصل في طوفان الأقصى.
• ما يتعلق ببنية 'حزب الله العسكرية'، سيخضع لحوار داخلي انطلاقًا من تحديات كثيرة بدءًا من الموضوع السوري سواء لجهة ما حصل في السويداء أو لجهة عدم قدرة واشنطن على توفير ضمانة لحليفها نظام الرئيس أحمد الشرع .
وتقول الأوساط الدبلوماسية إن الرد الرسمي المتماهي مع 'حزب الله' يبقي الحل اللبناني في حلقة مفرغة، انطلاقًا من الموقف الرسمي كما تبلغه براك أمس 'مرفوض رفضًا تامًا من الولايات المتحدة وتاليًا إسرائيل. والمطروح في واشنطن وتل أبيب هو تفكيك بنية 'حزب الله' العسكرية في كل لبنان من دون قيد أو شرط'.
وخلصت الأوساط إلى القول 'إن المبادرة بعد لقاء براك – بري اليوم تصبح بيد إسرائيل إلا إذا استدرك 'حزب الله' وطلب عبر بري استمهاله لفترة 24 أو 48 ساعة. لكن في نهاية المطاف، بدأ العد العكسي لكي تصبح المبادرة بيد تل أبيب وهذا تحديدًا ما أبلغه توم براك أمس للمسؤولين'.
وشمل برنامج زيارة براك في يومها الأول إضافة إلى قصر بعبدا والسراي الحكومي متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة والرئيس السابق للحزب 'التقدمي الإشتراكي' وليد جنبلاط وقائد الجيش العماد رودولف هيكل. كما التقى مساء عددًا من النواب خلال عشاء في السفارة الأميركية.
أما اليوم فيتضمن برنامج زيارة براك إضافة إلى لقاء بري، الاجتماع بعدد من النواب والوزراء خلال عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي. ويختتم برّاك زيارته للبنان غدًا الأربعاء، بزيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
واشنطن تذكّر بأن الحزب 'منظمة إرهابية'
وخلال مؤتمر صحافي عقده في السراي الحكومي أمس أكد براك 'أن مسألة نزع سلاح 'حزب الله' داخليّة وبالنسبة لأميركا 'الحزب' منظمة إرهابيّة ونحن نبحث مع الحكومة في كيفية المساعدة وتقديم الإرشادات لعودة الاستقرار والسلام إلى المنطقة'. وأردف: 'أميركا ليست هنا لإرغام إسرائيل على القيام بأي شيء ونحن لا نرغم أحدًا إنّما نقدّم المساعدة للوصول إلى خلاصة ولسنا هنا لنضع أي مصالح على الأرض'. وقال: 'لا ضمانات ولا نستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيء'، معلنًا 'أننا لا نفكر حالياً في فرض عقوبات على لبنان'. وأشار إلى أن 'إن لم يحدث نزع سلاح 'حزب الله' فلن تكون هناك تبعات مباشرة أو أي تهديد ولكنه سيكون أمراً مخيباً للآمال'.
ميدانيًا، أفيد أمس عن مقتل سائق دراجة نارية استهدفته مسيّرة إسرائيلية في بلدة الطيري قضاء بنت جبيل.
موقف سعودي ومفتو لبنان
إلى ذلك، لبى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتو المناطق ورئيس المحاكم الشرعية السنية وأمينا فتوى بيروت وطرابلس، دعوة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري إلى مأدبة عشاء في دارته في اليرزة. وأشار المكتب الإعلامي في دار الفتوى إلى أنه 'تم خلال اللقاء التأكيد على الثوابت الإسلامية والوطنية والمحافظة على اتفاق الطائف الضامن لكل مكونات الشعب اللبناني المنضوي تحت سقف الدولة المطلوب منها تنفيذ الإصلاحات وحصر السلاح وفرض سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية والتعاطي بإيجابية مع الورقة الأميركية المتفق عليها عربيًا لحفظ سيادة لبنان وانسحاب العدو الإسرائيلي من الجنوب وترسيم الحدود والتعاون مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة في تحقيق السلام والأمان والاطمئنان والاستقرار في ربوع لبنان'.
جلسة نيابية الأربعاء لرفع الحصانة عن بوشيكيان
وسط هذه الأجواء، رأس رئيس مجلس النواب في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الاجتماع المشترك لهيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل النيابية. وأفيد أن مجلس النواب سيعقد جلسة غدًا الأربعاء للتصويت على رفع الحصانة عن وزير الصناعة السابق النائب جورج بوشيكيان.
البيطار يصرف النظر عن استدعاء عويدات مجددًا
قضائيًا، تغيّب النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات عن جلسة استجوابه التي كانت مقررة أمس أمام المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وصرف الأخير النظر عن استدعاء عويدات مجددًا. وأرجأ اتخاذ القرار إلى حين ختم التحقيق أسوة بكل الذين استجوبهم أخيرًا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

براك يعلن من لبنان تخلي أميركا المبكر عنه واعتماد سياسة تمرير الوقت
براك يعلن من لبنان تخلي أميركا المبكر عنه واعتماد سياسة تمرير الوقت

النشرة

timeمنذ 3 ساعات

  • النشرة

براك يعلن من لبنان تخلي أميركا المبكر عنه واعتماد سياسة تمرير الوقت

تكشف زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي توماس براك الثالثة إلى بيروت، عن تحول مهم في النهج الأميركي تجاه الملف ال​ لبنان ​ي، تميّز بالتراجع عن دور الوسيط التقليدي لصالح اعتماد سياسة "تمرير الوقت" كاستراتيجية ضغط طويلة المدى، وهي السياسة التي كانت تبرع فيها ايران والحلفاء، وها هي اميركا باتت تستند اليها اليوم. أوضحت تصريحات براك تراجعاً واضحاً في الموقف الأميركي من تقديم أيّة ضمانات للجانب اللبناني بالنسبة الى اسرائيل، كما غياب الحديث عن القرار 1701، كما قال بصراحة تامة ان واشنطن لن تمارس أي ضغوط على تل ابيب أو تقديم طمأنات أمنية للبنان. هذا التوجه يعكس انتقال واشنطن من دور الوسيط، إلى دور المراقب الذي يكتفي بتحديد الشروط دون تحمل مسؤوليات الضمان، ويقلل بالتالي من طمأنة اللبنانيين الذين يعرفون تماماً ان رسن اسرائيل هو في البيت الأبيض. إزاء هذه النقلة النوعية الأميركيّة، يجد لبنان نفسه مضطراً لإيجاد حلول داخليّة لمعضلة السلاح، بعيداً عن أيّ أمل في الحصول على ضمانات دوليّة تحميه من التداعيات المحتملة للخطوات المطلوبة منه. هذا النهج يعيد إنتاج المقاربة الأميركيّة التي اعتُمدت في ملفات إقليمية أخرى، حيث تُترك الأطراف المحلّية لتواجه خياراتها المصيريّة من دون شبكة أمان دوليّة، مع الإعلان عن دعمها، انما كلامياً فقط. تبنّى براك خطاباً حاسماً حول ضرورة التخلص من سلاح ​ حزب الله ​، ليكشف بذلك عن اعتماد المنطق ال​ إسرائيل ​ي كأساس للموقف الأميركي، من دون مراعاة التعقيدات الداخلية اللبنانيّة أو البحث عن حلول تدريجيّة، كان قد أشار اليها بنفسه قبل أيام قليلة من القصر الجمهوري اللبناني، وكأنه بذلك يقول للبنانيين: إسرائيل حققت انتصاراً وهذا يمنحها الحق في فرض شروطها، وأيّ مقاربة تفاوضيّة أو تدريجيّة لن تكون مقبولة من الجانب الإسرائيلي، ولن يضغط الاميركيّون لقبولها. هذا الأمر يضع لبنان أمام خيار ثنائي صارم: إما الاستجابة الكاملة للمطالب، أو مواجهة عواقب عدم الامتثال. وما عزز هذا الموقف، هو ما اعلنه براك باعتبار حزب الله منظمة إرهابيّة بالنسبة الى اميركا. واذا كان صحيحاً ان هذا الموقف لم يتغيّر او ليس بجديد، الا انه يعتبر تراجعاً واضحاً عن المواقف السابقة التي ألمحت إلى إمكانيّة التفريق بين الجناح العسكري والسياسي للحزب. وهنا ايضاً يبدو ان الاميركيين يتبنون الرؤية الإسرائيليّة الشاملة التي ترفض أيّ تمييز داخل الحزب، ما يعني عدم تقبّل أي إمكانية للتعامل معه كطرف سياسي شرعي في المعادلة اللبنانية. يحمل هذا الموقف تداعيات عميقة على البنية السّياسية اللبنانية، حيث يتطلب إعادة صياغة شاملة للمشهد السياسي ووضع احد مكوناته خارج المعادلة في تجاهل واضح للواقع الديموغرافي والسياسي للحزب. وفق كل هذه المعطيات، من الواضح تراجع الاهتمام الأميركي المباشر بالملف اللبناني لصالح التركيز على ملف غزّة، حيث باتت التطورات في القطاع تحتل الأولوية في الاستراتيجية الأميركية الإقليمية والتركيز على الحلول الشاملة للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني كمدخل لإعادة تشكيل المنطقة. في هذا السياق، يُنظر للملف اللبناني كقضية تابعة ستجد حلها بمجرد حسم الملفات الأساسية. تكشف مجمل التطورات عن دخول الملف اللبناني مرحلة جديدة تتسم بوضوح الشروط الأميركية وغياب الضمانات، في ظل توازن قوى إقليمي جديد يميل لصالح إسرائيل. هذا الواقع يضع لبنان أمام خيارات صعبة تتطلب إعادة تقييم شاملة في ضوء تخلي اميركا المبكر عنه، بعد ان كان الرهان على وقوفها الى جانب السلطة اللبنانية في أولى خطواتها الجادة لاستعادة سيطرتها. انه التحدّي الأكبر، في ظلّ التطورات المتسارعة التي لا يرحم فيها الوقت، وبقدر ما كانت لعبة "تمرير الوقت" مجدية الى حدّ ما بالنسبة الى من كان يتقنها، واستفاد لبنان بعض الشيء منها، انقلبت الأمور رأساً على عقب وباتت هذه اللعبة كارثيّة على لبنان، وتضعه في موقف لا يحسد عليه بعد تخلّي الاميركيين عنه.

هل فاتت الفرصة التي لم يستغلها لبنان؟
هل فاتت الفرصة التي لم يستغلها لبنان؟

النهار

timeمنذ 3 ساعات

  • النهار

هل فاتت الفرصة التي لم يستغلها لبنان؟

على رغم استمرار التكرار الديبلوماسي إلى بضعة أسابيع خلت أن لبنان أمام فرصة حقيقية يجب استغلالها لإعادة سيادة الدولة على كل أراضيها، يخشى أن يكون الوضع وصل إلى فقدان الحماسة لتكرار ذلك، بعدما تظهّر أن الفرصة قد تكون اضمحلت بالفعل أو هي في طريقها إلى ذلك. فخلال ما يقارب العامين، بذلت جهود خارجية فعلية لفصل لبنان عن حرب مساندة غزة من دون جدوى، في ظل استمرار تأكيد "حزب الله" أنه سيبقى مساندا لها أيا تكن الكلفة، وقد اضطر بعد ضربات قاصمة إلى فصل لبنان عن غزة. ارتبطت التطورات في لبنان بمساعي فصله خارجيا عن إيران والمفاوضات التي كانت قائمة بينها وبين الولايات المتحدة، ثم فصله عن الحرب الإسرائيلية - الأميركية على إيران، إنما من دون أن تنجح في فصل التأثير الإيراني على الحزب والتزامه مسارها. وجاءت التطورات الدرامية في جنوب سوريا أخيرا لتزيد المشهد تعقيدا، سواء من حيث امتداداتها المحتملة على لبنان وفق ما ترجمته تحركات ومواقف منذرة بذلك، أو من حيث توظيف الأحداث السورية التي أثارت مخاوف واقعية لجهة ضرورة التريث في السير بالخطوات المطلوبة حول نزع سلاح الحزب. والحال أن اقتناعا سياسيا بات يسري في الأوساط السياسية مؤداه أن الفرصة تراجعت حين لم توضع على الطاولة فور تأليف الحكومة. كان "حزب الله" تحت وطأة السير قسرا بتسوية سياسية أتاحت انتخاب الرئيس جوزف عون تحت وطأة تغيير قسري دفع بالقاضي نواف سلام إلى رئاسة الحكومة. كان يفترض المسارعة آنذاك إلى الدعوة إلى الاجتماعات الضرورية مع تحديد مهل للسير قدما بما تم التعهد به لجهة حصرية السلاح واسترداد سيادة الدولة على قاعدة ضرب الحديد حاميا. لم يحصل ذلك، فيما الإلحاح على استغلال النافذة المفتوحة أمام لبنان ارتبط بالمخاوف من حصول تطورات أو تغيرات إقليمية قد تستجرّ عوامل جديدة تعقد المشهد السياسي في لبنان وربما الأمني أيضا. وهذا ما حصل فعلا عبر حرب "ميني أهلية" في جنوب سوريا بين الدروز والعشائر السنية، فيما أضاف التدخل الإسرائيلي تعقيدا كبيرا على المشهد السوري بتهديده السلطة الناشئة في سوريا وما يحمله ذلك من خلط كبير للأوراق انعكس بدوره على لبنان. فسوريا قد تلملم آثار أحداث السويداء، لكن تداعياتها خطِرة وطرحت استحقاقات لم تكن السلطة السورية على استعداد للتعامل معها، في ظل اعتقاد أن الجهد لإرضاء الخارج والحصول على دعمه يتقدم على ما يطرحه الداخل من تحديات، أو ظنّا أنّ هذا التجاوب مع الخارج قد يتيح على الأرجح غضا للنظر عن إدارة الشأن الداخلي السوري، وهو ما يسمح للسلطات الناشئة بتنفيذ أجندتها أو فرض السلطة وفق ما تراه مناسبا لها، علما أن الخارج لم يهتم بأسلوب الحكم أو بالشأن السوري. والمؤشرات المقلقة حتى الآن، على رغم الدعم الأميركي انطلاقا من أن الإدارة الأميركية التي انفتحت بسرعة على سوريا الجديدة، أثارت انتقادات أميركية داخلية لرفع العقوبات من دون مقابل، لن ترغب في أن تحرجها إسرائيل في مخططها لاستيعاب سوريا الجديدة، أو تظهر الإدارة الأميركية عاجزة عن التزام ما تعهدت به لدول خليجية وإقليمية حول سوريا. وكان لافتا بقوة ليس الدعم الخليجي الإقليمي للرئيس السوري أحمد الشرع في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، بل اتصال مهم بين وزير خارجية السعودي ونظيره الأميركي أكد فيه فيصل بن فرحان لماركو روبيو ضرورة احترام استقلال سوريا وسيادتها. إعادة تذكير لبنان بكل مواقفه المبدئية من حصرية السلاح واستعادة سيادة الدولة، ليست كافية للتغطية على عجز الدولة في لبنان عن إجبار "حزب الله" على تسليم ترسانة سلاحه لها وعدم رغبتها في خوض مواجهة مباشرة مع الحزب لهذا الغرض. ومن غير المستبعد أن ينتهي تكليف توم برّاك الملف اللبناني في أي وقت وعلى نحو مفاجئ، تماما كما انتهى تكليف مورغان أورتاغوس، فيما يستدل البعض من استمرار الانخراط الأميركي في وقف الحرب في غزة والالتزام الأميركي لاستمرار دعم النظام السوري الناشئ على مؤشر مشجع مناقض من منطلق الحرص الأميركي على استقرار في المنطقة لاعتبارات لا تتصل بأهمية لبنان أو أولويته.

قاسم للدول العربية: لا تقفوا متفرّجين على القتل في غزة
قاسم للدول العربية: لا تقفوا متفرّجين على القتل في غزة

IM Lebanon

timeمنذ 4 ساعات

  • IM Lebanon

قاسم للدول العربية: لا تقفوا متفرّجين على القتل في غزة

أكد الأمين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم، أن 'ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة من عدوان أميركي – إسرائيلي وإيغال في التَّوحش والإبادة الجماعية ‏والتجويع والقتل، تجاوزَ كلَّ المعايير ‏الإنسانية والأخلاقية'. وأضاف قاسم، في بيان: 'الصمتَ العالمي يُشكّل إدانة للأنظمة والمسؤولين، ويُعطّل ما يُسمى ‏القانون الدولي. فليس كافيًا أن تدعو 25 دولة إلى إيقاف ‏الحرب ضد غزة، فهذا الكلام لا يُعطي براءة من شهادتهم على ما ‏يجري، ولا الدعم الذي أعطته بعض الدول الكبرى منذ بداية ‏العدوان. إن المواقف والإدانات لا تُبرّئ مُطلقيها، فالمطلوب أن تتحول المواقف إلى إجراءاتٌ فعلية توقف تلك المذابح والجرائم، عبر فرض العقوبات على ‏الكيان الإسرائيلي، وعزله، ومحاكمته، وإيقاف كل أشكال التعامل معه'. وتابع: 'تقع المسؤولية الأكبر على عاتق الدول العربية والإسلامية، حكّامًا ‏وشعوبًا، فلتختاروا المواقف التي تريدونها، بالسقف الذي ‏يناسبكم، ولكن لا تقفوا متفرجين. أوقفوا التطبيع، أغلقوا ‏سفارات العدو، امنعوا التبادل التجاري، اجتمعوا لدعم ‏فلسطين وغزة ولو بالحد الأدنى من الإمكانات الحياتية، فعندما تراكُم أميركا يدًا واحدة وصوتًا واحدًا مع الشعب الفلسطيني سترضخ ‏وستتراجع'. وختم قائلًا: 'سيسجّل التاريخ هذا العار على قادة البشرية وأنظمتها في زمن ‏التجويع الحاقد وقتل المجوَّعين بالجملة، وسيطال ظلم أميركا ‏وإسرائيل أولئك الساكتين عن نصرة المظلومين. واعلموا: 'إنَّه ‏لا يُفلح الظالمون'، وإن ما تبالغ به إسرائيل من توحش وغطرسة سيكون سبب سقوطها ‏المريع، إن شاء الله تعالى'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store