
تواصل تجاري بين واشنطن وبكين.. فرصة للتعبير عن «مخاوف» متبادلة
أجرى الممثل التجاري للبيت الأبيض جاميسون غرير ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ اجتماعا عبر الفيديو، اليوم الأربعاء هو الأول بين الرجلين، عبر خلاله كل منهما عن «مخاوف» بلاده بشأن الممارسات الاقتصادية والتجارية للطرف الآخر.
وقال مكتب غرير في بيان إنه أجرى «نقاشا صريحا» مع هي، منتهزا الفرصة «للتعبير عن مخاوف جدية بشأن الممارسات والسياسات غير العادلة والمنافية للمنافسة» من قبل بكين، بحسب «فرانس برس».
رسوم جمركية إضافية بنسبة 20%
من جانبه، ذكر هي ليفينغ بـ«مخاوف بكين الجدية» بشأن تطبيق رسوم جمركية إضافية بنسبة 20% على جميع المنتجات الصينية التي تدخل الولايات المتحدة، فضلا عن احتمال تطبيق واشنطن لما يسمى الرسوم الجمركية «المتبادلة» اعتبارا من 2 أبريل.
تنص الرسوم الجمركية «المتبادلة» للرئيس الأميركي دونالد ترامب نظريا على أن المنتجات الآتية من دولة وتدخل أسواق الولايات المتحدة ستخضع الآن للضريبة نفسها على المنتجات الأميركية المصدرة إلى هذه الدولة.
والملف الآخر المثير لقلق الصين هو التحقيقات التي أجراها الممثل التجاري الأميركي والتي قد تفضي إلى فرض رسوم جمركية على قطاعات جديدة بالإضافة إلى تلك التي فرضتها واشنطن «على أساس مسألة الفنتانيل».
إنتاج وتطوير وتهريب الفنتانيل
برر ترامب تطبيق رسوم جمركية إضافية على المنتجات الصينية بالدور الذي تلعبه صناعات البلاد في إنتاج وتطوير وتهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، بينما تواجه البلاد أزمة صحية خطيرة ناجمة عن هذه المادة الأفيونية القوية.
في المقابل اتفقت العاصمتان على «الحفاظ على علاقات اقتصادية وتجارية مستقرة بين الصين والولايات المتحدة والحفاظ على التواصل بشأن المواضيع ذات الاهتمام المشترك». وهذا التواصل هو الثاني بين هي وعضو في الحكومة الأميركية مكلف السياسة الاقتصادية، بعد أن تباحث في نهاية فبراير مع وزير الخزانة سكوت بيسينت.
الصلب والألومنيوم
وبالإضافة إلى زيادة نسبة 20% على المنتجات الصينية كافة، فرضت الولايات المتحدة ضرائب بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم من حيثما أتيا، لترتفع الرسوم الجمركية على هذه المعادن إلى 45% عندما تأتي من الصين.
كما هددت واشنطن بزيادة الضرائب بشكل كبير على المنتجات من الدول التي تشتري النفط الفنزويلي، الأمر الذي سيؤثر بشكل أكبر على الصين، أول زبائن كراكاس، قبل الهند والولايات المتحدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 6 أيام
- الوسط
ما هي أبرز محطات زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للخليج؟
Getty Images ترامب في طريقه إلى السعودية، التي تشكل المحطة الأولى في جولته الشرق أوسطية التي تستمر أربعة أيام، وهي أولى زياراته الدولية خلال ولايته الثانية. اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، جولته الخليجية في الإمارات، بعد أن شملت الجولة كلاً من السعودية وقطر، حيث أعلن عن توقيع صفقات بمليارات الدولارات. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن هذه الجولة، التي تعد الأولى للرئيس ترامب في ولايته الثانية، شهدت اتفاقات اقتصادية واستثمارية ضخمة. وأكد ترامب أن جولته أسفرت عن تحقيق "تريليونات الدولارات" من الاستثمارات والصفقات لصالح الولايات المتحدة. وقد حظي ترامب باستقبال رسمي حافل في الدول الثلاث التي زارها، مشيداً بقادتها وبروح التعاون التي سادت اللقاءات، مؤكداً أن الزيارة شكّلت انطلاقة جديدة في العلاقات بين واشنطن والعواصم الخليجية. ترامب في السعودية: "الصفقات الأكبر في التاريخ" Getty Images وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، الثلاثاء، في أول زيارة خارجية له ضمن ولايته الرئاسية الثانية، حيث استقبله ولي العهد السعودي في مطار الملك خالد بالعاصمة الرياض، فيما رافقت طائرته قبيل هبوطها مقاتلات إف-15 سعودية. خلال زيارته، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، التي تقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات. وتخلّلت المحطةَ السعودية وعودٌ قدّمتها الرياض باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار، حيث تم توقيع صفقة أسلحة ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية يوم الثلاثاء، وصفها البيت الأبيض بأنها "الأكبر في التاريخ". وأكد البيان الصادر عن البيت الأبيض أن الصفقة تشمل مبيعات دفاعية بقيمة تقارب 142 مليار دولار، لتزويد المملكة العربية السعودية بـ "معدات قتالية متطورة". كما أعلن البيت الأبيض أن شركة "داتا فولت" السعودية ستستثمر 20 مليار دولار في مشاريع مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى استثمارات لشركات تكنولوجيا مثل "غوغل" في كلا البلدين. قال ترامب رداً على العرض "سأطلب من ولي العهد، وهو رجلٌ رائع، أن يزيد المبلغ إلى حوالي تريليون دولار. أعتقد أنهم سيفعلون ذلك لأننا كنّا رائعين معهم". في غضون ذلك، أعرب ترامب عن أمله في أنّ تطبّع السعودية علاقتها مع إسرائيل، خلال خطاب في الرياض بحضور بن سلمان. وصرّح ترامب، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، بأنه يجمعه بولي العهد السعودي "الكثير من الود المتبادل". وأفادت الوكالة بأنه في أول اجتماع من نوعه منذ 25 عاماً، التقى ترامب رئيس الفترة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في الرياض، حيث أعلن عن رفع العقوبات عن سوريا. وطلب ترامب من الشرع، خلال اللقاء، الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، كما دعاه إلى "ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين"، وذلك وفقاً لما نقلته الوكالة عن بيان للبيت الأبيض. في حين أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً وصفت فيه اللقاء بـ"التاريخي". "صفقة قياسية" برعاية قطرية وقّعت الولايات المتحدة وقطر، في ثاني محطات جولة الرئيس الأمريكي الخارجية الأولى، مجموعة من الاتفاقيات التي وصفها البيت الأبيض بأنها ستحقق "تبادلاً اقتصادياً لا يقل عن 1.2 تريليون دولار". كما قدّمت الخطوط الجوية القطرية طلباً "قياسياً" لشراء 160 طائرة من شركة بوينغ بقيمة تزيد عن 200 مليار دولار. وزار ترامب الخميس أيضاً قاعدة العديد الجوية، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وأعلن عن استثمار قطري فيها بقيمة 10 مليارات دولار. وخلال مخاطبته لحشد من الجنود الأمريكيين ، أكّد ترامب أن أولويته "إنهاء النزاعات لا إشعالها"، مضيفاً "لن أتردد أبداً في استخدام القوة الأمريكية إذا لزم الأمر للدفاع عن الولايات المتحدة أو شركائنا". وقال خلال اجتماع مع رجال أعمال في الدوحة الخميس "لم يسبق أن جمعت جولة ما بين 3,5 و4 تريليونات دولار خلال أربعة أو خمسة أيام فقط". وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مشيراً إلى أن هناك مفاوضات "جادة" جارية حالياً بين الجانبين. وأضاف في مؤتمر صحفي من قطر، قائلاً: "نحن في مفاوضات جادة مع إيران، ونقترب من اتفاق قد يؤدي إلى السلام"، دون تقديم تفاصيل إضافية عن طبيعة المفاوضات أو الأطراف المشاركة فيها. وأكد ترامب: "نريد معالجة مشكلة إيران بطريقة ذكية، ولكن ليست عنيفة"، مشدداً على أهمية إيجاد حلول دبلوماسية لتجنب المزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة. في حين صرّح ترامب من العاصمة القطرية الدوحة الخميس، بأن بلاده قد تستأنف العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، في حال شنوا هجوماً، في أعقاب الاتفاق المبرم بينهما برعاية عُمانية في مايو/أيار الحالي. في المقابل، أثار قرار الرئيس الأمريكي قبول طائرة بوينغ هدية من الدوحة لتحل محل الطائرة الرئاسية الحالية جدلاً واسعاً. من جهته، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة تلفزيونية إن بلاده لا ترى أي مبرر للسجال القائم في واشنطن حول رغبتها في تقديم طائرة رئاسية جديدة هدية للرئيس الأمريكي. وأضاف آل ثاني: "لن نتراجع عن قرارنا. إذا كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى شيء، وكان ذلك قانونياً تماماً وكنا قادرين على مساعدتها ودعمها، فلن نتردد في ذلك. وإذا قدمنا شيئاً للولايات المتحدة، فهو بدافع الحب، وليس مقابل أي شيء". ومن جهة أخرى، لم يُعلن ترامب تقدماً في ملف حرب غزة خلال زيارة قطر، وكرّر في كلمة له في الدوحة أن على الولايات المتحدة "أخذ" قطاع غزة وتحويله إلى "منطقة حرية". الإمارات: استثمارت ضخمة وصفقات في الذكاء الاصطناعي EPA وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أبوظبي، الخميس 15 مايو/أيار 2025، في آخر محطة من جولته الخليجية، قادماً من قطر. وكان في استقبال ترامب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، ورافقت طائرة ترامب طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإماراتي، بحسب صور نشرتها وكالة الأنباء رويترز. وأعلن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، خلال استقباله نظيره الأمريكي في قصر الوطن بأبوظبي، أن الإمارات ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات العشر القادمة. وقال بن زايد: "هناك شراكة قوية بين الإمارات والولايات المتحدة في مجال التنمية، وقد شهدت هذه الشراكة دفعة نوعية غير مسبوقة، خاصة في مجالات الاقتصاد الجديد، والطاقة، والتكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والصناعة". وقال ترامب الجمعة إن الإمارات والولايات المتحدة اتفقتا على وضع مسار لشراء بعض من أكثر أشباه الموصلات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي من الشركات الأمريكية. وبحسب ما نقلته رويترز، صرح ترامب قائلاً: "نحقق تقدماً كبيراً فيما يتعلق بالـ 1.4 تريليون دولار التي أعلنت الإمارات عزمها على استثمارها في الولايات المتحدة". وأضاف: "أمس، تم الاتفاق بين الدولتين على إنشاء مسار لشراء الإمارات لأشهر أشباه الموصلات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي من الشركات الأمريكية، وهي صفقة كبيرة جداً". وتابع: "سيؤدي هذا إلى توليد مليارات من الدولارات وتسريع خطط الإمارات لتصبح لاعباً رئيسياً في مجال الذكاء الاصطناعي". وخلال زيارته إلى أبوظبي، قال ترامب الجمعة، إنّ الولايات المتحدة تسعى إلى "معالجة" الوضع في غزة، مشيراً إلى أن العديد من الأشخاص "يتضورون جوعاً" في القطاع الفلسطيني المحاصر. وأضاف: "نحن ندرس قضية غزة وسنعمل جاهدين لحل هذه المشكلة. هناك الكثير من الناس الذين يعانون من الجوع". وفي إطار جولته بالإمارات، زار ترامب جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، معبراً عن امتنانه وفخره لإتاحة الفرصة له لزيارة هذا المعلم التاريخي.


الوسط
منذ 6 أيام
- الوسط
"كيف يرى الإسرائيليون زيارة ترامب إلى الخليج؟"
Getty Images لا تزال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج تحظى باهتمام الصحف العالمية، ونحاول هنا القيام بجولة بين أعمدة الرأي التي تناولت هذه الزيارة. ونستهل جولتنا من الإندبندنت البريطانية، والتي نشرت مقالا بعنوان "هل ينبغي أن تقلق إسرائيل من نجاح زيارة ترامب للشرق الأوسط؟"، بقلم الدبلوماسي والكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس. ونوّه بينكاس في بداية مقاله إلى أن جولة ترامب الخليجية لم تكن أبداً عن إسرائيل، لكنّ الإسرائيليين أصبحوا يرون "هذه الزيارة كلها عن إسرائيل"، رغم أن الرئيس الأمريكي تجنّب بشكل مُلفِت أن تتضمن جولته زيارة إسرائيل. ورأى بينكاس أن جولة ترامب هذه قد "قلبتْ ديناميكيات الشرق الأوسط، وأعادت تحديد الأولويات، وتركت إسرائيل في حالة من الاستياء الصامت". ولفت الكاتب إلى أن ترامب في غضون 48 ساعة دعا ثلاث مرّات إلى إنهاء الحرب في غزة؛ و"مدّ غُصن زيتون" إلى إيران -عدوّ إسرائيل اللدود، عبر التأكيد على اهتمامه بإنجاز اتفاق نووي مع طهران؛ كما أجرى مفاوضات مباشرة مع حماس من أجل إطلاق سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر. وتجدر الإشارة أيضا إلى "الطريقة التي أجرى بها ترامب محادثات في الرياض مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان – عدوّ إسرائيل العنيد" وفقاً لصاحب المقال. "حلّال مشاكل" ورأى بينكاس أن ترامب "يُبدي حِرصاً على إقحام نفسه في حلّ الأزمات والصراعات حول العالم: سواء صراع روسيا-أوكرانيا، أو صراع الهند-باكستان، أو حرب غزة، والآن يحاول مع الأزمة في إيران. بل إنه منخرط في الصراع بين رواند وجمهورية الكونغو الديمقراطية". وقال بينكاس: "على غير ما اعتدنا أن نرى الولايات المتحدة في الـ 80 عاما الأخيرة، كمُحَكِّم عالميّ ومُرتِّب للأولويات، نرى ترامب يُقدِّم نفسه كحَلّال مشاكل – وليس كقوة دبلوماسية وعسكرية إمبريالية" على حدّ تعبير الكاتب. وفي ذلك، رأى الكاتب أن ترامب سلك مساراً "توفيقياً وتصالُحياً" في الشرق الأوسط، لا سيما إزاء إيران، قائلا إن الولايات المتحدة ترغب في رؤيتها "بلداً رائعا وآمِناً وعظيما"، فقط لو تتخلى قياداتُها عن فكرة حيازة سلاح نووي. ولفت بينكاس إلى أن ترامب، قبل أسبوعين، كان قد أعلن عن وقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، واصفاً إياهم بالـ "شُجعان". وقال بينكاس: "لم يعُد مَحلاً للشكّ الآن أن دونالد ترامب هو رجُل صفقات وأنه غير متوقَّع". ونبّه الكاتب إلى ما وصفه بأنه "حقيقية بديهية في 'الدبلوماسية التجارية' التي ينتهجها ترامب، وهي أن 'المقايضة مبدأ أساسي'". ورأى بينكاس أن ترامب في جولته الخليجية هذه "قصَد مكاناً يمكنه أن يجد فيه شيئا". في المقابل، لفت الكاتب إلى أن "الإدارة الإسرائيلية ليس لديها ما تقدّمه من أشياء ذات قيمة ملموسة للبيت الأبيض"، لا سيما بعدما أفسد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة ترامب بخصوص غزة، عبر خرْق الهدنة بشنّ غارات جوية على أهداف لحماس. ورأى صاحب المقال أن نتنياهو أصبح في نظر ترامب "مصدر إزعاج"؛ قائلا إن "واشنطن ضاقتْ ذرعاً بعبَثية الحرب التي يديرها نتنياهو في غزة"، بعد أربعة أشهر من عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وعليه، قررت الولايات المتحدة تعليق هجماتها على الحوثيين، كما فتحتْ قنوات دبلوماسية مع طهران، وأصبحت ترى في تركيا والسعودية "حليفَين موثوقين". واختتم بينكاس بالقول إن "زيارة ترامب للخليج لم تكن تستهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط، كما لم تكن تستهدف إسرائيل، لكنها سُرعان ما أصبحت كذلك بالضبط". "ما الذي يمكن أن تقدّمه إسرائيل في مقابل العرض الخليجي السخي؟" Getty Images وننتقل إلى مجلة بوليتيكو الأمريكية، والتي نشرت مقالا بعنوان "رحلة ترامب تكشف بوضوح ما تتمتع به بعض الدول العربية من مزايا مقارنة بإسرائيل" بقلم مراسلة الشؤون الخارجية ناحَل توسي. وبدأت توسي بالقول إنه منذ أن شاع خبر إهداء دولة قطر طائرة فارهة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحديثُ الإسرائيليين السائر في مجموعات الدردشة هو "كيف يقدّمون عرضاً مكافئاً لهذا العرض السخيّ للرئيس ترامب؟". ونوّهت الكاتبة إلى أن إسرائيل، مقارنةً بالعديد من دول الجوار، لا تمتلك الكثير من المزايا المالية الملموسة التي يمكن أن تقدّمها لرئيس أمريكي "يعتبر الاقتصاد هو الشكل المُفضّل في فنّ الحُكم". ولفتت توسي إلى أن الرؤساء الأمريكيين من الحزبين -الجمهوري والديمقراطي- طالما عرضوا دعماً غير مشروط لإسرائيل، لكن ترامب أحضر معه إلى الرئاسة (لا سيما في فترته الثانية) طريقة في الحُكم تعتمد منهج الصفقات . "فهو يرغب في إبرام صفقات، وصفقات، ومزيد من الصفقات، سواء كانت تصبّ في مصلحة الشعب الأمريكي أو مصلحته الشخصية هو وعائلته" وفقاً للكاتبة. وقالت توسي، إن الدول العربية التي يزورها ترامب في هذا الأسبوع، تقدّم عروضاً باستثمار مئات مليارات الدولارات في الولايات المتحدة، أما إسرائيل في المقابل، فتعتمد على مليارات الدولارات التي يقدّمها إليها دافعو الضراب الأمريكية من أجل شراء أسلحة. "جائزة نوبل للسلام" ولفتت صاحبة المقال إلى أن إسرائيل ليست دولة نفطية، فضلاً عن أنها منخرطة في حرب مُكلّفة بقطاع غزة – كلّفتْ عشرات الآلاف من الأرواح - وهو ما يرغب ترامب في وضْع حدّ له. وقالت توسي إنها توجّهت إلى مسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة وإسرائيل بالسؤال "عمّا يمكن أن تفعله إسرائيل لكي تقدّم عرضاً مُكافئاً لهذا العرض الماليّ السخيّ الذي قدّمته دول الخليج العربية لترامب؟ فجاء الجواب الصريح: 'لا شيء'". ورأت الكاتبة أنه وبخلاف الرؤساء الأمريكيين السابقين، فإن الرئيس الراهن ترامب يرى في افتقار إسرائيل إلى تقديم عروض اقتصادية كبيرة "عيباً في قدرتها على التاثير عليه". وقالت توسي إن الشعور السائد في المؤسسة الإسرائيلية الآن هو القلق والتوتر – لأسباب ليس أقلّها أنهم يرون في الرئيس ترامب شخصية لا يستطيعون تجاوزها. ونقلت الكاتبة عن كثير من المسؤولين الأمريكيين القول إن "نتنياهو كان بإمكانه أن يكسب عددا من النقاط مع ترامب لو أنه أنهى الحرب في غزة، لكنهم يُتْبعون ذلك القول بنُكتة مفادُها أن "إنهاء الحرب يعني فوز ترامب بجائزة نوبل للسلام". وهذه الجائزة "ليست طائرة، ولكنها كفيلة بأن تُضفي هالة أكبر على الشخصية، وبأن تُعزّز الشعور بالأنا" على حدّ تعبير الكاتبة. "صفعة مدوّية على الوجه" ونختتم جولتنا من هآرتس الإسرائيلية، والتي نشرت افتتاحية بعنوان "الآن بعد موافقة ترامب، أصبح نتنياهو الرافض الوحيد للدبلوماسية". ورأت الصحيفة أن "دبلوماسية ترامب المكوكية" في الشرق الأوسط، والتي تجلّتْ في جولته الخليجية، إنما هي "جزء من جهد شامل في المنطقة". ولفتت هآرتس إلى أن ترامب يروّج لاتفاق مع السعودية، ويعمل على اتفاق نووي جديد مع إيران، ويسحب القوات الأمريكية من القتال في اليمن. ورأت الصحيفة الإسرائيلية أنّ تحركات ترامب هذه ليست مجرّد "تغيُّر جيوسياسي تاريخي في المنطقة، وإنما هي 'صفعة مُدوّية' على وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وما يروّج له من سياسات كارثية". ونوّهت هآرتس إلى أنّ سياسات نتنياهو تتمثل في: "حرب لا نهاية لها؛ ومقتل الجنود والرهائن على السواء؛ والقتل الجماعي للفلسطينيين؛ فضلا عن الرفض النهائي للدبلوماسية". "ولكن، إذا كانت تحرّكات ترامب تسيء إلى نتنياهو، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنها تسيء إلى إسرائيل، بل إنّ العكس هو الصحيح"، على حدّ تعبير الصحيفة. وأوضحت هآرتس: "إذا أثمرتْ تحرُّكات ترامب، فإنها ستصُبّ على الأرجح في مصلحة إسرائيل، وبالطبع إذا غيّر نتنياهو مسلَكه وتوقّف عن التدخُّل". وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنهم "حتى في واشنطن أصبحوا يدركون أن ما ينشُده نتنياهو ليس هزيمة حماس أو إنقاذ الرهائن، وإنما ألّا تنتهي الحرب ومن ثمّ بقاء ائتلافه الحكومي المتطرّف". وأضافت هآرتس بأن "إدارة ترامب تُبدي عدم رغبتها في الانجرار إلى خطة من أجل 'حرب أبدية'، كما لا ترى نفسها مُلزَمةً بقرارات يتّخذها رئيس الحكومة الإسرائيلية الراهنة". ونوهت الصحيفة إلى أن خطة ترامب، التي تبدو كصفقة بعيدة المدى، تشتمل على: وقف شامل لإطلاق النار، وتبادل السجناء والرهائن، وإعادة إعمار قطاع غزة، فضلاً عن تدشين تحالفات إقليمية جديدة. ورأت هآرتس أن خطة ترامب هذه "لا تنطوي على تهديد، وإنما تحمل أملاً؛ وأنها جديرة بأن تتبنّاها وترحّب بها أي حكومة إسرائيلية مسؤولة". ورأت الصحيفة أن ترامب حاول على مدى الأيام القليلة الماضية أن "يلقي طوق نجاة"؛ عبر دعوته سوريا إلى الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية، إلى جانب السعودية. وقالت هآرتس إن "على ترامب الآن أن يخطو خطوة أخرى للأمام، وأن يُحضر السلطة الفلسطينية إلى الاتفاقيات الإبراهيمية. وإذا أرادت إسرائيل أن تختار الحياة، فعليها أن تنضم إلى هذه العملية الهامة. ولكي يحدث ذلك، يجب أن ترحل الحكومة الراهنة" على حد تعبير الصحيفة.


الوسط
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- الوسط
ترامب: الشرع أبدى تجاوبا حيال مسألة الانضمام إلى «اتفاقيات إبراهام»
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء إن الرئيس السوري أحمد الشرع أبدى تجاوبا حيال مسألة الانضمام اتفاقيات إبراهام، عقب لقاء بينهما في الرياض هو الأول من نوعه بين البلدين منذ 25 عاما. وأردف ترامب لصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه من العاصمة السعودية الى الدوحة «قلت له (الشرع): آمل أن تنضموا (إلى الاتفاقات الابراهيمية) بمجرد أن تستقر الأمور، فقال نعم. لكن أمامهم الكثير من العمل». ولم تأت البيانات الصادرة عن السلطات السورية على أي ذكر لمسألة التطبيع. التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في الرياض، على ما صرّحت مسؤولة في البيت الأبيض، غداة تعهده رفع العقوبات عن سورية. وأفادت مسؤولة في البيت الأبيض بأن الزعيمين التقيا قبل اجتماع أوسع لقادة الخليج في السعودية خلال جولة ترامب في المنطقة. مراكز احتجاز تنظيم «داعش» وطالب ترامب الشرع، في وقت سابق الأربعاء، «تولي مسؤولية» مراكز احتجاز تنظيم «داعش» في شمال شرق سورية، خلال لقاء جمعهما في الرياض. وجاء في بيان للبيت الأبيض أنّ «الرئيس ترامب شجع الرئيس الشرع على القيام بعمل عظيم للشعب السوري، وحضه على تولي مسؤولية مراكز احتجاز تنظيم داعش في شمال شرق سورية» التي تضم آلاف من مقاتلي وأسر التنظيم الإرهابي الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق وسورية قبل سنوات. ولقاء ترامب مع الشرع هو أول اجتماع من نوعه منذ 25 عامًا، إذ كان بيل كلينتون آخر رئيس أميركي يلتقي رئيسًا سوريًا (حافظ الأسد). وجاء اللقاء بعد يوم من تعهد ترامب رفع العقوبات عن دمشق التي رحبت بالخطوة واعتبرتها «نقطة تحول محورية». وأفادت مسؤولة في البيت الأبيض بأن الرئيسين التقيا قبل اجتماع أوسع لقادة الخليج في الرياض خلال جولة ترامب في المنطقة. رفع العقوبات الأميركية عن سورية وأعلن ترامب الثلاثاء أنه قرر رفع العقوبات المفروضة على سورية منذ عهد بشار الأسد استجابة لمطالب حلفاء الشرع في تركيا والسعودية. وقال ترامب أمام منتدى الاستثمار السعودي الأميركي: «سأصدر الأوامر برفع العقوبات عن سورية من أجل توفير فرصة لهم للنمو»، وسط تصفيق حار للحضور ومن بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وأضاف: «كانت العقوبات قاسية وتسببت بشلل. لكن الآن حان وقتهم للتألق». وبدا إعلان ترامب مفاجئا حتى للمسؤولين الأميركيين، إذ لم تُحدد وزارة الخزانة الأميركية أي جدول زمني فوري لرفع العقوبات. فرضت الولايات المتحدة قيودا شاملة على المعاملات المالية مع سورية خلال الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت في 2011، وأوضحت أنها ستستخدم العقوبات لمعاقبة أي شخص يشارك في إعادة الإعمار طالما بقي الأسد في السلطة من دون محاسبة على الفظائع التي ارتكبها.