
«تسونامي» الاعتراف بفلسطين
عشرات الدول الغربية وفي العالم الحر تتجه الآن إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعضها حليف تاريخي لإسرائيل كألمانيا، في حين أن فرنسا أخذت قرارها الحاسم بالاعتراف، بينما لوحت بريطانيا بالاعتراف ما لم توقف إسرائيل حربها، وكل هذا ضريبة شلال الدم النازف في غزة، الذي أجبر العالم على الالتفات إلى شعب يواجه قوة جبارة على أرضه، في حين تُنزع حياته حرقاً وقصفاً وتجويعاً على رؤوس الأشهاد وأمام الشاشات، حيث تُشوى جلودهم الحية أمام الكاميرات، في أبشع جرائم وثقتها تاريخياً.
حرب غزة استطاعت فرض نفسها، حيث انقسم العالم لأجلها ولمصلحتها بعد نحو عامين من الدمار، وتحرك بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا لدعم دولة فلسطينية، يُعدّ تحولاً كبيراً، فهذه الدول تربطها علاقات استراتيجية وتاريخية ولغوية مع الولايات المتحدة، وتشير إلى تمرد نوعي على سياسات واشنطن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كما أنه في أمريكا ذاتها ثمة تململ من عدم وقف الدعم غير المشروط لإسرائيل، والحد من تسليحها.
رغم أن خطوات الاعتراف بدولة فلسطين رمزية، فإنها تُشكّل اعترافاً ضمنياً بأن للفلسطينيين مكاناً وحيزاً في أرضهم، ولا يحق لأحد اقتلاعهم منها، وهذه المواقف تُشكّل إنصافاً ولو يسيراً لنضال استمر عقوداً من الزمن، كما أنها تُشكّل صفعة لحكومة نتنياهو اليمينية ووزرائه المتطرفين، الذين يدعون علناً إلى إنهاء هذا الشعب، ورفض أي كيان له.
ما يحدث يُعدّ انقلاباً دبلوماسياً، ولابد من استثماره، رغم حجم الألم الذي يعانيه الفلسطينيون، فالعالم أضحى مجبراً على رؤية الأمور على حقيقتها، وهذه الحقيقة أصبحت ساطعة لا يمكن لأحد حجبها تحت دهاليز دعائية روّجت على مدى زمن «مظلومية إسرائيل»، التي ظهرت للجميع بأنها لا تأبه بشيء، ولا ضير عندها في إبادة أطفال أو الاعتداء على دول ومهاجمتها واحتلال أجزاء منها.
ما يجري اليوم ليس مجرد تحوّل طارئ في المزاج الدولي، بل لحظة فاصلة تفتح نافذة أمام الفلسطينيين لينالوا جزءاً من حقهم التاريخي.
في هذا المفصل التاريخي، تتعرّى كل الأقنعة، ويغدو الوقوف مع الحق الفلسطيني معياراً للإنسانية قبل أي حسابات أخرى، ليبقى الأمل بأن الدم الذي سال لن يضيع هدراً، بل سيكون الخطوة الأولى نحو حريةٍ طال انتظارها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سكاي نيوز عربية
منذ 34 دقائق
- سكاي نيوز عربية
دون رقابة.. أكثر من 100 صحفي دولي يطالبون بالدخول لغزة
العريضة التي أطلقت ضمن مبادرة "الحق في التغطية" والتي أسسها المصور الحربي الحائز على جوائز أندريه ليوهن، وقعها صحفيون بارزون من مؤسسات إعلامية عالمية، بينهم أليكس كروفورد (سكاي نيوز)، مهدي حسن، كريستيان أمانبور (سي إن إن)، كلاريسا وارد، والمصور الحربي الشهير دون ماكولين. وطالب الموقعون كلاً من إسرائيل وحركة حماس بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع لتغطية الحرب بشكل مستقل وشفاف، مؤكدين أن منع الصحافة الدولية من الدخول منذ بدء الحرب يشكّل انتهاكًا صارخًا لحق الجمهور في المعرفة. وتحذّر العريضة من أنه إذا تجاهلت "الأطراف المتحاربة" هذا النداء، فإن المبادرة ستدعم دخول الصحفيين إلى غزة "بأي وسيلة مشروعة، بشكل مستقل، فرديًا أو جماعيًا، أو بالتنسيق مع منظمات إنسانية أو مدنية". وجاء في نص العريضة: "الوصول الحر والمستقل للصحفيين الأجانب إلى غزة أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط لتوثيق الفظائع، بل لضمان ألّا تكون الحقيقة ملكًا لمن يحمل السلاح ويسيطر على الرواية." وأضاف البيان: "رغم أن غزة هي الحالة الأكثر إلحاحا، إلا أنها جزء من نمط أوسع يهدد حرية الصحافة حول العالم. الدفاع عن حرية التغطية في غزة هو دفاع عن حرية الصحافة في كل مكان". وكانت منظمات إعلامية دولية قد أصدرت بيانًا مشتركًا في يوليو الماضي، أكدت فيه أن الصحفيين في غزة يعانون من الجوع الشديد وعدم القدرة على تأمين احتياجاتهم الأساسية، رغم عملهم المستمر لصالح مؤسساتهم. كما دعت العريضة إلى ضرورة احترام الوضع القانوني للصحفيين كأطراف محمية بموجب القانون الدولي ، وحثّت الحكومات والمنظمات المعنية بحرية الصحافة على دعم هذا المطلب العاجل. يشار إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي قتلت منذ بداية الحرب على غزة أكثر من 230 صحافياً فلسطينياً، بينهم من استُهدف مع عائلاتهم، ودمرت عشرات المكاتب الصحافية. في غضون ذلك، تواصل سلطات الجيش الإسرائيلي منع الصحافيين الأجانب من دخول غزة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".


زاوية
منذ ساعة واحدة
- زاوية
دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي تخرِّج وتكرِّم موظفي ديوان سمو الحاكم ضمن برنامج "تأهيل" لتطوير قيادات الصف الثاني
دبي: في إطار جهودها الحثيثة الرامية إلى تطوير الكفاءات الحكومية، أعلنت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي عن تخريج وتكريم مجموعة من موظفي ديوان سمو الحاكم، ضمن برنامج "تأهيل" لتطوير قيادات الصف الثاني، تقديراً لمشاركتهم وإتمامهم لهذا البرنامج النوعي الذي يجمع بين التطوير السلوكي والتقني والاستراتيجي. ويأتي تنفيذ برنامج "تأهيل" في إطار سعي دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي إلى تمكين الكفاءات وتأهيلها وتعزيز جاهزيتها للمستقبل وقدرتها على مواكبة متطلباته المتطورة، وذلك انسجامًا مع رؤية دولة الإمارات 2031 الهادفة إلى تعزيز الأداء الحكومي وصقل مهارات الكوادر الحكومية، من خلال توفير مبادرات تطويرية مبتكرة من شأنها إرساء ثقافة التعلُّم المستمر وتأهيل الموظفين للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة. وقال سعادة عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي: "يشكل ديوان سمو الحاكم إحدى الركائز الحيوية في منظومة العمل الحكومي، ويمثل نموذجًا يحتذى به في الريادة المؤسسية. ونحرص، من خلال برنامج «تأهيل»، على تمكين كفاءاتنا الوطنية وإعدادهم للتفوّق والتميّز وترسيخ حضورهم في طليعة قيادات الصف الثاني القادرة على صناعة التغيير وصياغة مستقبل العمل الحكومي في إمارة دبي. ونفخر، في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، بما أظهره موظفو ديوان سمو الحاكم من التزام وشغف بالتعلم والابتكار، ونتطلّع لمواصلة دورنا في إطلاق مبادرات تدريبية وتعليمية ترتقي بقدرات الكفاءات الحكومية، وتضمن جاهزيتها الدائمة لقيادة التحولات الكبرى التي تشهدها دبي وتحقيق تطلعاتها المستقبلية". وأضاف: "نرى في هذا البرنامج الفريد استثمارًا استراتيجيًا في رأس المال البشري، حيث يأتي انسجامًا مع رؤية دولة الإمارات 2031، التي تستهدف في جوهرها تطوير المهارات والكفاءات البشرية والارتقاء بالقدرات الوطنية". وفي هذا الصدد، عمدت الدائرة إلى تطوير البرنامج ليمتدّ على مدار ثلاثة أشهر ويشمل محاور متنوعة، منها أساسيات التفكير الاستراتيجي وإدارة عملية التحول وخارطة طريق الذكاء الاصطناعي وأساسيات إدارة التغيير، إلى جانب مشاريع ختامية أتاحت للمشاركين تطبيق ما اكتسبوه من مهارات ومعارف، مثل خطط التعاقب الوظيفي وتحسين رفاهية الموظفين وتعزيز الإنتاجية. وخلال حفل التخريج، أشاد المشاركون من موظفي ديوان سمو الحاكم بالبرنامج وما قدّمه لهم من آفاق وفرص للتعلُّم وتبادل الخبرات وصقل مهاراتهم السلوكية والتخصصية، من خلال رفدهم بالقدرات والمعارف المستقبلية اللازمة، وتزويدهم بالأدوات العمليّة والجاهزية التقنية ومقومات التفكير الاستباقي، التي من شأنها أن تنعكس إيجابًا على أدائهم الوظيفي. ويُذكر أن دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي صممت برنامج "تأهيل" قيادات الصف الثاني ونفّذته ليواكب أحدث التوجهات العالمية في إعداد قيادات الصف الثاني، ويزود المشاركين بالمعارف والمهارات اللازمة لتبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي واحتضان التقدم التكنولوجي وتعزيز جاهزيتهم لقيادة التحول المؤسسي. -انتهى-


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
سفينة المساعدات الإماراتية تصل العريش استعدادا لدخول غزة
ووفقا لما أفادت به وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، فقد كان في استقبال السفينة وفد ضم ممثلين عن الجهات الإنسانية والخيرية، إلى جانب أحمد ساري المزروعي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي ، ومسؤولين مصريين. ويأتي وصول "سفينة خليفة الإنسانية" تأكيدا على التزام دولة الإمارات المتواصل بتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعب الفلسطيني الشقيق، لا سيما في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة التي يواجهها القطاع. وكانت السفينة قد انطلقت من ميناء خليفة"كيزاد" في أبوظبي محملة بـ 7166 طنا من المساعدات الإنسانية التي تشمل المواد الغذائية، والأدوية والمستلزمات الطبية، والمواد الإغاثية، والتمور، ومستلزمات الإيواء، تلبية لاحتياجات الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة. وتشمل الحمولة 4372 طنا من المواد الغذائية، و1433 طنا من مواد الإيواء، و860 طنا من المواد الطبية، و501 طن من المواد الصحية، ليصل إجمالي المساعدات التي تم إرسالها إلى قطاع غزة أكثر من 80 ألف طن من المساعدات. ويأتي إرسال هذه السفينة استكمالا لسلسلة متواصلة من المبادرات الإماراتية لتقديم المساعدات العاجلة للأشقاء الفلسطينيين، انطلاقاً من نهجها الإنساني الثابت في دعم القضايا العادلة والتخفيف من آثار الأزمات في المنطقة.