logo
غزة تحتضر .. مشاهد مروعة للمجاعة والأوضاع الكارثية وسط صمت عالمي

غزة تحتضر .. مشاهد مروعة للمجاعة والأوضاع الكارثية وسط صمت عالمي

عمونمنذ 15 ساعات
حين يختنق صوت الإنسان من فرط الألم، تتكلم الأرض.
وغزة اليوم لا تتكلم… بل تصرخ تحت الركام، تحت الحصار، تحت الجوع الذي لم يعد مجازًا، بل صار موتًا حقيقيًا يتسلل إلى الأطفال وهم نيام.
في غزة، لا يُعدّ عدد الشهداء فقط، بل تُعدّ أنفاس الناجين. تُوزع الأرغفة بالدموع، لا بالمال. يُسرق الحليب من أفواه الرضّع، لا من المخازن. وفي كل زقاق، قصة موت لا يرويها أحد.
ما نراه اليوم ليس مجرد كارثة إنسانية، بل مجاعة مُصنَّعة بقرار سياسي، تُستخدم كسلاح حرب.
الاحتلال يمنع الغذاء، يمنع الماء، يمنع الوقود، ويمنع حتى الهواء. ومنظمات عالمية مثل أطباء بلا حدود وبرنامج الغذاء العالمي حذّرت من انهيار الأمن الغذائي الكامل، وأكدت أن الأطفال يموتون جوعًا. نعم… الكلمة حرفيًا: جوعًا.
هذه ليست أزمة طارئة، بل سياسة مقصودة. التجويع هنا ليس نتيجة للحرب، بل أداة من أدواتها.
والسؤال الأخطر ليس: لماذا يحدث ذلك؟
بل: لماذا يُسمَح بحدوثه؟
العالم الذي رفع صوته لأجل أوكرانيا، لا يسمع غزة. العالم الذي فرض العقوبات على روسيا، يبرر الإبادة في فلسطين.
العالم الذي يبكي على كلب ضائع، لا يبالي حين يُسحق رضيع فلسطيني من الجوع أو القصف.
هل فقدت الإنسانية بوصلتها؟
أم أن 'الإنسان' في قواميسهم يُعرَّف وفق لون الضحية ودينه وبلده؟
أما في عالمنا العربي، فالمشهد مفجع.
غزة تستصرخ الضمير العربي، لكنّ المايكروفونات مغلقة، والقرارات مربوطة بأجندات لا تعرف القدس ولا تعرف رفح.
أيها السادة،
ما يحدث في غزة ليس فقط عدوانًا، بل اختبار أخلاقي للعالم.
وفق اتفاقية جنيف الرابعة، ما يجري هو جريمة حرب موصوفة.
وفق القانون الدولي، هذا حصار تعسفي يؤدي إلى الإبادة الجماعية.
لكن ما فائدة القانون إن بقي بلا قوة؟ تصبح العدالة حبرًا على ورق، وتُدفن تحت رماد البيوت المُهدّمة.
نعم، غزة تحتضر…
لكن الأخطر: أن الضمير العالمي يحتضر أيضًا.
وفي هذا الزمن البليد، نحن لا نحتاج إلى إغاثة طارئة فقط، بل إلى صحوة شاملة:
نحتاج إلى كسر الحصار لا بكلمات الشجب، بل بالفعل.
نحتاج إلى مقاطعة المتواطئين لا إلى اعتذاراتهم الفارغة.
نحتاج إلى فضح كل إعلامٍ يجمّل الجريمة، ويشرعن القاتل.
غزة لا تموت وحدها،
بل تموت معها القيم، والضمير، ومعاني الإنسانية التي نتغنى بها.
تموت فيها فكرة الحق… وفكرة الإنسان.
وإذا لم نكن اليوم صوت من لا صوت لهم،
فسنُسأل أمام الله قبل أن يُسائلنا التاريخ.
سنُسأل عن صمتنا، عن ترددنا، عن تواطئنا.
سنُسأل عن أطفال يُذبحون جوعًا… ونحن نملك الكلمة ولم نقُلها.
فليكن هذا الصوت، لا لإدانة الجريمة فقط،
بل للتبرؤ من الصمت.
ولنحرج التاريخ قبل أن يفضحنا،
ولنخشَ الله قبل أن نبرر تقاعسنا.
وإذا صمتُّم اليوم، فإن التاريخ لن يرحمكم…
لكن الأهم: الله لن يعذركم.
سنُسأل عن طفلة كانت تموت جوعًا، وكنتم تشاهدون الخبر وتأكلون.
عن أمٍّ كانت تصرخ: 'أعطوني قطرة ماء'، وأنتم مشغولون بالتحليلات والمواقف المتوازنة.
فقولوا لي بالله عليكم:
كيف ستواجهون الله غدًا؟ بأي وجه؟
أليس الصمت خيانة؟
أليس التواطؤ مشاركة في الذبح؟
آن لهذا العالم أن يخاف الله…
آن له أن يسمع صوت غزة،
قبل أن يصبح الصمت شهادة زور أمام خالق السماوات والأرض.
غزة تحتضر…
والساكت عن الحق، شيطان أخرس.
وإذا لم نكن اليوم صوت من لا صوت لهم،
فسنُسأل غدًا… أمام الله، وأمام أطفال غزة الذين لا يجدون ماءً ولا خبزًا ولا دواء…
وسنُسأل:
أين كنتم حين كانت غزة تحتضر؟
… فلنُحرج التاريخ اليوم بالفعل،
قبل أن يُحرجنا هو بصمته غدًا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مفتي سلطنة عمان يدعو المسلمين لنصرة غزة.. ويناشد شيخ الأزهر التدخل
مفتي سلطنة عمان يدعو المسلمين لنصرة غزة.. ويناشد شيخ الأزهر التدخل

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 4 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

مفتي سلطنة عمان يدعو المسلمين لنصرة غزة.. ويناشد شيخ الأزهر التدخل

#سواليف طالب الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، المفتي العام لسلطنة عمان، كلا من مصر والأردن قادة وشعوبا للدفع في اتجاه التعجيل بفتح #المعابر مع #الأراضي_الفلسطينية. كما ناشد #مفتي_عمان، #الأزهر الشريف متمثلا بشيخه الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، وعلمائه الكرام القيام بما عليهم من الحقوق في هذا الشأن. وقال الشيخ الخليلي في بيان له نشره على حسابه الرسمي بموقع 'X': نتابع بكل أسف وألم #مأساة #غزة العزيزة من الحصار الخانق المضروب عليها وكيف أدى إلى تساقط الناس جماعات ووحدانا من أثر #الجوع، ومن العجب أنها مأساة تسجلها وسائل الإعلام لحظة بلحظة، فلا يهتز لها ذوو قرابة من دم ودين ولا من يزعمون أنهم ذوو مواثيق وقوانين كأنما يرقبون التتمة بعد أن لم يرقبوا إلا ولا ذمة فبالله كيف سيجيبون إذا سئلوا بين يدي الله تعالى بأي ذنب قتلت ؟ وأضاف: 'وبهذا، فإننا نناشد #الدول_الإسلامية عموما والعربية خصوصا أن يهبوا عاجلا غير آجل إلى مناصرة إخوانهم فإن هذا حق للإنسانية كلها، وما كان المسلم صادقا ولا لعربي أصيل أن يرضى بهذا الظلم في أي بشر، مسلما كان أو غير مسلم على أن حق المسلمين بين إخوانهم في الإسلام هو أعظم لقوله تعالى: وَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخوة … ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: 'المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره، ولا يسلمه '. وتابع : 'نخص بهذه المناشدة الأشقاء في جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية قادة وشعوبا للدفع في اتجاه التعجيل بفتح المعابر وإغاثة المنكوبين من جيرانهم واخوتهم في غزة وفلسطين ولا ننس هنا أن نذكر إخوتنا العلماء الأفذاذ في البلدين أن يسارعوا إلى القيام بما عليهم من الحقوق في هذا الشأن. لا سيما الأزهر الشريف متمثلا بشيخه الإمام الأكبر وعلمائه الكرام'. وختم حديثه قائلا: 'وبالجملة فإننا نرجو من جميع أصحاب الضمير الإنساني الحي في العالم بأسره أن يسارعوا إلى ذلك فالكل مسؤول أمام الله تعالى ولا يعفى أحد من هذه المسؤولية'. وقال : أللهمّ إني بلغت، اللهم فاشهد. وحسبنا الله ونعم الوكيل..

حلم الشباب اولأ...
حلم الشباب اولأ...

جفرا نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • جفرا نيوز

حلم الشباب اولأ...

جفرا نيوز - مش بالاستعراض من صالات مكيفة وبريكات وبوفيهات مفتوحة وصور . حلمهم ياسادة رحيل كل مسؤول شبعنا حكي وبطولات وانجازات وما تحقق اشي من القادم اجمل واجمل ايامنا راح تاتي وهو رحيلكم وربي ما حد بذكركم بخير شوفوا حجم الفساد بالبلديات قديش ملايين راحت !!! العمل بعد الدراسة. امن وظيفي وصحي . بدون فصل بدون ترهيب نقل تعسفي ... بعدين نحكي على دور الشاب.. أول وفروا عمل بحماية وامان والكل يعلم اصحاب العمل أخذوا إعفاءات وتسهيلات مش من حقهم الفصل التعسفي!!!! وبعد هيك احكوا !!!! بدون امن وظيفي ما فيه دور لشباب علشان حلمهم تبخر وذهب مع السندباد ... بلاش ابن فلان وظيفته جاهزة ديفري ... بلاش ابن علان بالمشمش ياعدس .... الجميع سواسيه ومش ناقصين حكم ومواعظ من اي مسؤول عندك اشي يحقق حلم الشباب تفضل ما عندك ياريت تسكت علشان الواحد مش طايق روحه من كثر كلامكم تنظير تبخير تبهير بكفي الحد الأدنى للاجور قاتل لكل حلم !!! نصيحة لوجه الله غيروا وتغيروا!!!! ..........ومملكتنا والهواشم ........ والمرابطين بفلسطبن جنود الله على أرض الأنبياء والمرسلين .

الدكتورة فاطمة العقاربة : الهوية الوطنية بين الثابت الديني والانتماء السيادي
الدكتورة فاطمة العقاربة : الهوية الوطنية بين الثابت الديني والانتماء السيادي

أخبارنا

timeمنذ 9 ساعات

  • أخبارنا

الدكتورة فاطمة العقاربة : الهوية الوطنية بين الثابت الديني والانتماء السيادي

أخبارنا : " قراءة في شعار الدولة ومنظومتها العقدية".. في خضم ما تشهده الساحة الإقليمية من تحوّلات متسارعة، ومع ما يطرأ على الداخل الأردني من استحقاقات مصيرية، تبرز الحاجة إلى التمسك العميق بالهوية الوطنية كمرجعية جامعة، تتجاوز التعريفات الجغرافية أو المصلحية، لتتجلى في ارتباط عقدي بين الإنسان الأردني ووطنه، يستمد مشروعيته من الإيمان بالله، والانتماء للأرض، والولاء للقيادة الهاشمية الشرعية. إن الهوية الوطنية في الأردن ليست حالة طارئة فرضتها الأحداث، بل هي ثمرة تاريخ ممتد وتجربة إنسانية ودينية وسياسية متكاملة، ارتكزت على شعار لم يكن يومًا شعارًا فارغًا، بل منظومة إيمانية متكاملة، هو شعار "الله، الوطن، الملك". لقد تربى أبناء الأردن على هذا الشعار منذ نشأتهم، فكان الإيمان بالله هو المنطلق الأول، لا على هيئة تنظير حزبي أو شعارات دينية مستهلكة، بل كعقيدة صافية تنأى بالدين عن الاستغلال والتسييس. الدين في الأردن لم يُختزل يومًا في حزب أو جماعة، ولم يكن سلعة للمزاودة أو وسيلة للوصول إلى السلطة، بل هو منطلق للسلوك القويم، ومصدر للرحمة، ودافع للدفاع عن الوطن. فحب الوطن من الإيمان، والذود عنه من صميم العقيدة، والحرص على استقراره مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون سياسية. وقد أثبتت الدولة الأردنية، بقيادتها ومؤسساتها، أن المرجعية الدينية الحقيقية لا تُمنح لجماعة أو تيار، بل هي ملك للأمة، تحميها الدولة وتحفظ نقاءها من كل استغلال. وفي هذا السياق، جاء قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين كتعبير عن موقف وطني يرفض اختطاف الدين وتجييره لخدمة أجندات خارجية، تؤمن بالتنظيم قبل الوطن، وتوالى الخارج قبل الداخل. هذا القرار لم يكن مواجهة للدين، بل حماية له من أن يُستغل في إنتاج خطاب الكراهية والانقسام، وتجنيب المجتمع ويلات التفرقة والتحريض. إن الأردن بقيادته الهاشمية قدّم نموذجًا فريدًا في التعامل مع الدين، لم يتماهَ مع التيارات المتشددة، ولم ينخرط في مشاريع التسييس الديني، بل أطلق واحدة من أهم الوثائق الفكرية والدينية في العصر الحديث، وهي رسالة عمّان، التي عبّرت عن جوهر الإسلام الحقيقي، إسلام التسامح والتعايش والاعتراف بالمذاهب، ورفض التكفير والتحزب والتعصب، لتؤكد أن الدين في الأردن ليس أداة للفرقة، بل جسرًا للوحدة. وهذه الرسالة لم تكن مجرد إعلان، بل تمثلت في واقع الدولة، حيث يعيش المسلمون والمسيحيون وغيرهم في نسيج وطني واحد، يعتنقون القيم ذاتها، ويتشاركون في صناعة المستقبل ذاته. وما يلفت النظر أن هذا النموذج الأردني في التعايش لا يقطع مع الإرث الإسلامي، بل يستلهمه من الجذور، من وثيقة المدينة التي وضعها النبي العربي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم، حين أسس دولة قائمة على المواطنة، والتعدد، والعيش المشترك، حيث كانت الذمة واحدة، والولاء للدولة، والحماية مسؤولية الجميع، بغض النظر عن الدين أو الانتماء. هذا هو الفهم الحقيقي الذي يتماهى مع الهوية الوطنية الأردنية، التي تجعل من الانتماء للأردن قيمة عليا، لا تنازعها جماعة، ولا تحتكرها أيديولوجيا. وفي ظل ما تتعرض له المنطقة من محاولات تفكيك وتشظٍ، تبقى الهوية الوطنية هي خط الدفاع الأول عن المجتمع، فهي التي توحّد، وتحول دون الانزلاق في مستنقعات الاستقطاب. إنها ليست هوية مؤقتة، ولا حالة مزاجية، بل عقيدة سياسية وأخلاقية وثقافية، تعبر عن ارتباط وجداني وفكري وروحي بين المواطن والدولة. وحين نقول "الله، الوطن، الملك"، فنحن لا نردد شعارًا، بل نُجدد عهدًا، نؤمن فيه بالله الذي يأمر بالعدل والرحمة، وننتمي إلى وطن هو مصدر عزتنا وكرامتنا، ونُخلص لملك يمثل رمز وحدتنا وراية سيادتنا، ويحمل إرث الهاشميين في الدفاع عن الأمة ومقدساتها. لهذا، فإن مسؤولية صيانة الهوية الوطنية تقع على عاتق الجميع، ولا تتحقق إلا بالوعي، والانتماء الصادق، ورفض المزاودات، وتجذير قيم المواطنة، والإيمان بأن هذا الوطن، بما فيه من تنوع، وما لديه من ثوابت، هو نعمة يجب الحفاظ عليها، وإرث يجب صونه، ومستقبل يجب أن نبنيه بإخلاص ويقين. فالأردن ليس محطة عابرة في التاريخ، بل هو نموذج للاستقرار في إقليم مضطرب، ومخزن للقيم في زمن الاضطراب، وتجسيد عملي لهوية تُحيا… لا تُدّعى. علاقات دولية وادارة سياسية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store